* المعارضة السعودية تحمل الملك سلمان مسؤولية مجزرة منى
حملت المعارضة السعودية الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز مسؤولية مجزرة التدافع بمنى ونددت بصمته على الجريمة وتجاهله لدماء الأبرياء وحذرت من مجازر جديدة ضد الحجاج في السعودية.
وفي تصريح لوكالة أنباء فارس قال المعارض السعودي الشيخ علي الأبراهيمي أن السلطات السعودية فشلت أمنيا وأخلاقيا في حماية الحجاج معتبرا أن الملك السعودي شريك في تحمل مسؤولية وفاة الحجاج في منى.
وطالب الابراهيمي بأعتذار رسمي من الملك السعودي والسلطات السعودية للمسلمين كافة معتبرا أن آل سعود خدعوا المسلمين حين أدعوا أنه خادم للحرمين الشريفين ثم أعترف لاحقا بأنه خائن للحرمين.
وناشد الناشط السعودي المسلمين و المنظمات الحقوقية و الاحزاب الدينية ، للمشاركة في تظاهرات أحتجاجية ضد آل سعود أمام السفارات السعودية في بلادهم بهدف المطالبة بأتخاذ إجراءات دولية لمنع وقوع المزيد من الانتهاكات بحق الحجاج.
وأستنكر الابراهيمي الصمت العالمي تجاه طمس الحقوق الدستورية للشعب السعودي وحقهم في المواطنة كما طالب المجتمع الاسلامي والمنظمات الاسلامية بالتحرك السريع لأتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف الانتهاكات التي تمارس ضد الحجاج في السعودية.
وكشف الناشط السعودي بأن هناك معلومات قوية تؤكد تبييت النية لأرتكاب المزيد من المجازر ضد الحجاج في السعودية داعيا الشعوب الاسلامية إلى ممارسة الضغوط على حكومات بلادهم لأتخاذ مواقف أكثر صرامة من النظام السعودي.
كما دعا عضو تيار الوفاء الاسلامي البحريني هاشم الحسيني الى تنظيم مؤتمر جديد للدول الاسلامية بشأن السعودية مطالبا كل المسلمين الذين يمكنهم المساهمة في أيجاد حل أداري في شأن الحرمين الشريفين في السعودية بأن يجلسوا حول الطاولة.
وفي تصريح لوكالة أنباء فارس قال الحسيني "أدعوا إلى مؤتمر جديد يتاح لكل الدول الاسلامية التي تريد السلام في شأن الحرمين الشريفين في السعودية المشاركة فيه" مشيرا أن وفيات حادثة التدافع في منى جريمة يندى لها الجبين وتقشعر لها الأبدان.
وطالب الحسيني بالكشف عن الجناة والمتورطين بمجزرة منى معتبرا أن ما حصل الخميس في منى أثار علامات أستفهام و أستغراب كبيرة واصفا ما جرى في منى بانه فعل شنيع من قبل السلطات السعودية.
وحمل الناشط البحريني القادة السياسيين والعسكريين في الحكومة السعودية مسؤولية المجازر في الحج مطالبا بأصدار قرار أسلامي بشأن السلطات السعودية .
وقد ارتفع عدد وفيات حادث تدافع الحجاج في شارع 204 بمشعر مني في ضواحي مكة المكرمة (المشاعر المقدسة) بالسعودية الخميس إلى 1300 حاجا و إصابة 1500 آخرين.
وقالت مديرية الدفاع المدني السعودي علي صفحتها في موقع 'تويتر' إن ضحايا الحادث من جنسيات مختلفة.
* الملك في مأزق.. صحيفة مصرية تشمت بملك السعودية سلمان
أبدت صحيفة مصرية شماتتها في الملك سلمان، بعد حادث مصرع اكثر من الف حاج إثر تدافعهم في منى، الخميس، ووصفته بأنه ملك في مأزق، وأن المصائب تنهال عليه من الداخل والخارج.
وبحسب عربي 21، قالت صحيفة "الوطن"، إن سلمان بن عبدالعزيز، ملك السعودية، تفقد الحجاج، يوم وقفة عرفة، حتى يطمئن قلبه أن كل شيء يسير على ما يرام، خاصة بعد وفاة 107 من الحجاج، في حادث سقوط رافعة بالحرم المكي، لكنه لم يكن يعلم أن الأقدار تخبئ له الأسوأ.
وتابعت الصحيفة: "فما هي إلا ساعات قليلة بعد زيارته مشعر منى، حتى وقع حادث آخر، أكثر دموية، من نظيره بالحرم المكي، تسبب في سقوط 717 متوفيا، و863 مصابا، إثر التدافع"، حسب الصحيفة المصرية.
واستطردت: "سلمان بن عبدالعزيز، ملك السعودية، لم يكمل بعد عامه الأول على كرسي العرش، بدأت تنهال عليه المصائب الواحدة تلو الأخرى، من الداخل والخارج، وفي أول موسم لفريضة الحج بعد توليه حكم المملكة العربية السعودية، وقعت حادثتان تسببتا في سقوط المئات من زوار بيت الله الحرام".
وأشارت "الوطن" إلى أن التحقيقات والاتهامات التي تواجهها المملكة العربية السعودية من كل صوب دائما، في مثل هذه الأوقات بالإهمال، وسوء لتنظيم، حاول سلمان وضع حل لها عقب حادث سقوط الرافعة، في بداية موسم الحج، عن طريق صرف تعويضات مادية كبيرة لذوي المتوفين والمصابين.
وبعد استعراض التحديات التي تواجه نظام حكمه، ومنها شن عدوانه ضد اليمن، أكدت الصحيفة أن "حكمة سلمان" أصبحت الآن أمام اختبار جديد، وبحاجة إلى تقديم الكثير من التبريرات للمسلمين، من أنحاء العالم كافة، حول الحادث الأخير في مشعر "منى".
وقال مراقبون إن العلاقات السياسية بين مصر والسعودية تمر حاليا بمرحلة من الفتور والتوتر، على خلفية تباين المواقف من علاج الأزمات في سوريا واليمن، وكيفية التعاطي مع الجماعات الإرهابية، وجماعة الإخوان المسلمين، وفاقمها اكثر اختيار وزير ثقافة مصري أخيرا، كان قد وصف "الوهابية" بالإرهاب.
***
* تكرار كوارث الحج.. برهان اكيد على انعدام كفاءة السعوديين
عبد الباري عطوان/ رأي اليوم
مطالبات بتحقيق جدي وشفاف في كارثة الحجاج، فالاهمال واللامبالاة السعودية كان على اعلى المستويات، والمبررات الاعتذارية غير مقبولة، وحالة الانكار السعودي يجب ان تنتهي فورا، فضحايا الحج سقطوا جراء عمل ارهابي خطير، وهو سوء الادارة والتنظيم والاهمال.
بعد اسبوعين من كارثة سقوط رافعة على الحجاج في منطقة الحرم المكي الشريف التي راح ضحيتها 110 من زوار بيت الله الحرام، افقنا صباح هذا الخميس على كارثة اكبر راح ضحيتها اكثر من 800 حاج (حتى كتابة هذه السطور)، ومئات الجرحى بالقرب من مكان رمي الجمرات في المشاعر المقدسة.
نؤمن بالقضاء والقدر، مثلما نؤمن بمشيئة الله عز وجل، ولكننا نؤمن ايضا بأن تكرار مثل هذه الكوارث، هو برهان اكيد على انعدام كفاءة المشرفين على تنظيم موسم الحج، من اعلى قمة الهرم السعودي، وحتى اصغر جندي مرور.
تحميل الحجاج مسؤولية هذه الكارثة من خلال اتهامهم بالجهل، او عدم الانضباط، من قبل بعض الاعتذارين للحكومة السعودية، واجهزتها الامنية والادارية، والمدافعين عن تصورها وعجزها، وانعدام كفاءة المسؤولين فيها "اهانة"، لا تقل خطورتها عن الكارثة نفسها.. فمثل هذه الاعذار والتبريرات هي التي جعلت مثيلاتها تتكرر كل بضعة اعوام وسط حالة من اللامبالاة وانعدام الضمير، ووفاة آلاف الحجاج الابرياء.
مواسم الحج تحولت الى هاجس ومصدر قلق وخوف للحجاج وذويهم بسبب تكرار هذه الكوارث، وغياب اي ضمان حقيقي بعودة هؤلاء او بعضهم سالمين الى بلدانهم بعد اداء فريضتهم.
قبل تسع سنوات (عام 2006) وقعت المأساة نفسها عندما لقي 346 حاجا مصرعهم نتيجة التدافع اثناء رمي الجمرات، وقيل بعدها انه تم حل هذه المشكلة من خلال اقامة جسور متعددة الطوابق، مما يعني ان المشكلة ليست في وجود الجسور من عدمها، وانما في سوء الادارة، وغياب التخطيط والتنفيذ، ونحن لا نتحدث هنا عن حرائق، وتفشي الامراض، وسوء الخدمات.
الحكومة السعودية قالت انها حشدت اكثر من ثلاثين الف جندي، وعشرات الآلاف، من رجال الدفاع المدني لتأمين موسم الحج من اي اعمال ارهابية، لنفاجأ بان ضحايا اليوم سقطوا من جراء عمل ارهابي اكثر خطورة، وهو سوء الادارة والتنظيم والاهمال.
بعض التبريرات التي سادت على لسان مسؤولين، او في وسائط التواصل الاجتماعي، او على شاشات التلفزة، تمحورت حول نقطة جوهرية تقول بعدم امتلاك السلطات السعودية الخبرة اللازمة في "ادارة الحشود" في ظل تدفق اكثر من مليوني حاج على المشاعر، ورمي الجمرات دفعة واحدة.
انها “حالة انكار” غير مسبوقة، وتبريرات غير مقبولة، وغير مقنعة في الوقت نفس، فاذا كانت السلطات السعودية وبعد اكثر من ثمانين عاما من الاشراف على مواسم الحج، لا تملك خبرة كافية في ادارة الحشود، فمن يمتلكها اذا؟! واذا كان الحال كذلك فلماذا لم تستقدم الخبراء المسلمين والاجانب للقيام بهذه المهمة، وهي التي تملك جيشا منهم في مختلف المجالات الاخرى، علاوة على ان هؤلاء الحجاج وزوار الاماكن المقدسة يدرون دخلا سنويا على الخزينة السعودية يقدر 8.5 مليار دولار، حسب البيانات الرسمية.
في العالم بأسره هناك مباريات رياضية، ومهرجانات فنية، واحتفالات دينية، يؤمها مئات الآلاف من المريدين، يدخلون الى الملاعب والساحات، في وقت واحد، ويغادرونها في وقت محدد، ولا تحدث مثل هذه الكوارث الا في النادر، فلماذا لا تتم الاستعانة بهؤلاء الذين يشرفون على تنظيم هذه المباريات والمهرجانات؟ ولماذا لا يتم ارسال مهندسين واداريين لدراسة هذا العلم في الخارج من ابناء البلد، وهناك الآلاف من الشباب السعودي الذكي والمؤهل لهذه المهمة، او ما هو اكبر منها؟ من الامراء والعامة في الوقت نفسه.
الجواب هو الاهمال، واللامبالاة، وغياب الادارة الرشيدة، والغطرسة، وانعدام المحاسبة، والتحقيقات الشفافة، وكنس هذه المآسي تحت سجادة العجز والانكار في كل مرة تحدث، لان المسؤولين عنها في غالب الاحيان هم من امراء الاسرة الحاكمة، بشكل مباشر او غير مباشر.
نترحم على كل الضحايا، ونحسبهم شهداء عند الخالق جل وعلا، ولكننا لا يمكن، ولا يجب، كعرب ومسلمين، ان نغفر او نتسامح مع الذين يتحملون مسؤولية هذه الكوارث مهما علا موقعهم، ونطالب بتحقيق جدي وعلمي وشفاف، لمعرفة كل الحقائق، ومحاسبة جميع المسؤولين، فقد طفح كيلنا، والغالبية الساحقة من المسلمين، ان لم يكن كلهم، وحان الوقت ان تتوقف هذه الكوارث كليا، وان يتحول موسم الحج ومشاعره الى مكان آمن.
***
* السعودية فقدت شرعيتها في إدارة شؤون الحج

حسين الديراني
مجزرة أخرى بحق الحجاج المسلمين في يوم عيد الاضحى المبارك ذهب ضحيتها اكثر من 3 الاف من ضيوف الرحمن بين شهيد وجريح بسبب الاهمال المتعمد والمقصود من قبل السلطات السعودية, نقول مجزرة وليست حادثة عرضية بسبب تكرار هذه الكوارث التي تبدل افراح العيد الى احزان عند ذوي الضحايا والعالم الاسلامي اجمع, هذه الكارثة الرهيبة احدثت صدمة كبيرة في نفوس المسلمين, واصبح من الضروي وضع حد لهذه الكوارث الانسانية, فالكارثة الاخيرة لم تكن عرضية خصوصاً بعد تدوال الاخبار المؤكدة حسب الشهود العيان من الجرحى الذين بقوا على قيد الحياة بان القوات الامنية أغلقت البوابات الحديدية امام تدفق الحجاج حتى يتثنى لموكب الامير خالد بن الفيصل امير مكة من إداء فريضة الحج بامن وراحة وسلام ومن ثم فتحت بوابة صغيرة ليتدافع الالاف من الحجاج عبر هذه البوابة مما احدث كارثة بشرية دموية ذهب ضحيتها هذا العدد الكبير من ضيوف الرحمن, إضافة الى ضرب الحجاج بالهروات والعصى من قبل القوات الامنية المرافقة للامير.
السعودية التي يتفاخر مسؤوليها بإدارة شؤون الحج بمهنية عالية, ويطلق الملك على نفسه زورا وبهتانا ” خادم الحرمين الشريفين ” عجزت عن حماية وسلامة ضيوف الرحمن في هذا العام وفي كل عام, وبات العالم الاسلامي يتوقع في كل لحظة كارثة إنسانية بشرية في موسم الحج في كل عام, وعدد الحجاج لا يتجاوز مليوني حاج وفي مساحة واسعة رغم الامكانيات المالية الضخمة التي تجمعها السعودية من الحجاج, فالاسم الطبيعي لملك السعودية بعد الحوادث المتكررة ” هادم الحرمين الشريفين”.
لقد بات من الضروري لسلامة الحجاج المسلمين في المستقبل رفع السلطات السعودية ايديها عن إدارة شؤون الحج ووضع الحرمين الشريفين تحت وصاية إسلامية عالمية تديرها منظمة العالم الاسلامي تضع آلية معينة تضمن سلامة الحجاج.
الاعفاءات التي صدرت عن الملك سلمان على أثر الكارثة ” المجزرة ” في منى والتي طالت وزير الحج بإعفاءه من منصبه ما هي إلا هروب من المسؤولية الكاملة التي يتحملها النظام السعودي وعلى راسه الملك شخصياً, وما هي إلا لذر الرماد في العيون, ولم تطال الاعفاءات الامير خالد بن الفيصل امير مكة الذي كان السبب وراء هذه المجزرة, وهذه الاعفاءات لا تصلح ما افسده دهر من الاهمال الاعمى والتقصير المتعمد.
السعودية التي هي جديرة بتنظيم رحلات ناجحة على مدار السنة للملك والامراء الى المنتجعات السياحية العالمية لممارسة الفجور غير جديرة إطلاقا بإدارة شؤون مليوني حاج سنوياً, وخير دليل على ذلك تدفق اكثر من 20 مليون زائراً في وقت واحد الى مدينة كربلاء المقدسة لزيارة الامام الحسين عليه السلام دون وقوع كوارث إنسانية في تدافع رغم ضيق المكان, ورغم التهديدات الامنية بإستهدافهم بالانتحاريين والسيارات المفخخة التي يقودها مواطنون يحملون الفكر الوهابي السعودي التكفيري الارهابي.
السعودية التي تمارس البلطجية في إدارة شؤون الحج¸ فهي تتحكم بمن يحق له الحج, فتسمح لمن تشاء وتمنع من تشاء, وتتحكم بشعائر الحج, وتنشر بين الحجاج بلطجية بإسم هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يتعاملون بإبشع الاخلاق مع الحجاج يكفرون من يشاؤون حسب معتقداتهم الوهابية المبنية على التكفير.
الاهمال والتقصير السعودي في إدارة شؤون الحج بات امراً جلياً وواضحاً لكل المسلمين من خلال الكوارث الموسمية, وعلى الدول الاسلامية إتخاذ موقف جريء بالمطالبة بتخلي السعودية عن إدراة شؤون الحج وإلا تكون مشاركة في هذه الحوادث التي ترتقي الى الجرائم الانسانية.
السعودية التي فقدت شرعيتها في إدارة شؤون الحج عليها التسليم بالامر الواقع والاعتراف بإنها لا تستطيع سوى إدارة شؤون العمرة في غير موسم الحج, وإدارة مسابقات لاجمل نعجة او سباق إبل او إصطياد الجراد.
السعودية التي لا همَ لها سوى الاشراف على المؤامرات التي تحاك ضد الدول العربية والاسلامية ودعم وتمويل الارهاب في سوريا والعراق ولبنان بالتعاون مع امريكا واسرائيل, وتدميرها لبلد عربي باكمله كاليمن من خلال عدوان همجي بربري ارهابي لا يمكن ان تهتم بسلامة مليوني حاج الى الاماكن المقدسة التي ليست من اولوياتها.
الفكر السعودي الوهابي التكفيري المتطرف لا يمكن ان ينجح في إدارة شؤون الحجاج الذين ينتمون الى مذاهب متعددة يلتقون تحت راية التوحيد, فعليه يجب العمل على إنتفاضة إسلامية عالمية ضد هذا الفكر المدمر للاسلام المحمدي الاصيل.
***
* مرة اخرى الحجاج هم السبب!
منذ ان فرض آل سعود انفسهم على “الحرمين الشريفين” ك”خدام” بحد السيف، مضى اكثر من ثمانية عقود، وخلال هذه الفترة الطويلة، وقعت مآسي وكوارث على حجاج بيت الله الحرام، بسبب سوء الادارة والمحسوبية والتهرب من المحاسبة للسلطات السعودية، حتى تجاوز عدد قتلى الحجاج المسلمين، اكثر من 3000 قتيل، فقط في الكوارث الكبرى، ولم يسجل التاريخ، حتى مرة واحدة، ان السعودية تحملت مسؤولية حادثة واحدة من بين عشرات الحوادث، وعادةً ما تُلقي هذا السلطات المسؤولية وبنسبة 100% على الحجاج، مرة لعدم التزامهم بالتعاليم، ومرة لاستعجالهم في اتمام شعائر الحج، ومرات عديدة ل”جهلهم”.
ولم يكن حادث رمى الجمرات في منى هذا العام والذي ذهب ضحيته حتى الان 1500 قتيل و 1800 جريح، استثناء، فقد سارعت السلطات السعودية مرة اخرى على القاء المسؤولية بالكامل على عاتق الحجاج انفسهم بسبب “الجهل” بشعائر الحج وتدافعهم غير المبرر، دون ان تنتظر هذه السلطات حتى نتائج تحقيقاتها هي بالحادث، وكأن العلم كله كان من نصيب ال سعود، بينما الجهل كله كان من نصيب الاخرين.
مرة واحدة لم يكن باستطاعة ال سعود من القاء اللوم على الحجاج، كانت في حادث سقوط الرافعة التي وقعت قبل اسبوعين على الحجاج وقتلت اكثر من 100 حاج في الحرم المكي، فما كان من ال سعود الا القاء اللوم على الرياح التي كانت تهب بسرعة اوصلها ال سعود الى 130 كيلومترا في الساعة، بينما جميع الشواهد كانت تؤكد ان سرعة الرياح لم تصل حتى الى 60 كيلومترا بالساعة، بينما من الصعب جدا ان يقتنع المرء ان بالامكان تسقط الرياح مهما بلغت سرعتها الرافاعات وكأنها اشجارا.
في هذه المرة، سيكون من الصعب على ال سعود من ان يلقوا باللوم على الحجاج، كما في كل مرة، بفضل الخليوي الذي لم يعد بامكان السلطات السعودية من مصادرته من مئات الالاف من الحجاج، فالافلام تتوالى على شبكات التواصل الاجتماعي، والتي تفضح الرواية السعودية بشأن تدافع الحجاج هو الذي كان السبب وراء الحادث الماساوي، فاذا كان الامر كما يقول ال سعود، ان التقاء كتلتين بشريتين من الحجاج في نقطة واحدة وفي زمن واحد، كان السبب، نرى اين اذن كاميرات المراقبة والسيطرة والاشراف، الذي تتبجح بها السعودية ليل نهار؟، الا يجب ان ترصد هذه الكاميرات حركات وسير الحجاج، وتحول دون حدوث تراكم في منطقة ما قبل حدوثه، والحيلولة دون وقوع ما لا يحدث عقباه؟، اما ان تكون الكاميرات لا تعمل، واما ان العاملين بها لم يحركوا ساكنا، وكلا الحالتين تتحمل السعودية فيها المسؤولية كاملة.
قبل يوم من حادث منى، اي يوم الاربعاء، كاد الزحام في محطة القطار المخصصة لنقل الحجيج الى منى، ان يتسبب بكارثة كبرى، الامر الذي كشف عنه المغرد السعودي الشهير “مجتهد” على موقع تويتر، نقلا عن ما اسماه مصدر من قلب الحدث، حيث اشار مجتهد الى ان الفشل الذريع جدا للقطار وتكدس الناس ساعات في انتظاره واستمرار هذا التكدس من الحشود دون ان ياتي القطار هو السبب في وقوع حادث مشعر منى.
واضاف “مجتهد” نقلا عن مصدره في قلب الحدث ان بعد ان تاخر القطار 4 ساعات في الليل وانتظار الحجاج في المحطة مع مرور الوقت وازدياد اعدادهم أصبح الزحام مخيفا جدا حيث وصلت الطوابير الى خارج محطة القطار بمسافة طويلة.
واشار مجتهد الى انه عندما وصل القطار بعد تأخره ساعات طويلة وفتح باب القطار تدافع الناس داخله وبالرغم من ذلك فلم يتحرك القطار رغم غلق ابوابه وتكدس الحجاج داخل مقصوراته وعند عدم حركته وعدم فتح الابواب للخروج هلع الناس وبدأ الصراخ وحالات الاغماء والمشكلة لا احد يستطيع التحرك او الهرب فالقطار متوقف ولم يفتح ابوابه لساعة كاملة حتى تحرك غير ان الثلاث ساعات انتظار بمحطة القطار كافية للتسبب بوقوع هذا العدد من الوفيات نتيجة التدافع.
مصادر مختلفة قالت أن طريقا أغلق “لأسباب مجهولة” بالقرب من مكان رمي جمرة العقبة بالقرب من منى هو الذي تسبب بهذا الحادث المأساوي، الا ان صحیفة الدیار اللبنانیة، ومن خلال مصادرها الخاصة اماطت اللثام عن “السبب المجهول ”، فاذا به موکب ولی ولی العهد السعودی محمد بن سلمان الذي دخل منطقة منى وادی الی تغییر مسیر افواج الحجاج مما سبب التدافع ووقوع القتلی والجرحی بالالاف.
واضافت الصحیفة، من یتجرأ علی القول ان ولی ولی العهد کان فی الموکب الرسمی فی طریقه الی منی، بل ان کل المصادر السعودیة نفت وجود موکب رسمی.
وتساءلت:’هل تستطیع السعودیة اخفاء شرائط الفیدیو بعد بضعة ایام عندما ستظهر فی الاعلام’ ؟
الشيء المؤلم الاخر، والذي يفضح الادارة السيئة لمراسم الحج، هو التعامل الخالي من اي مشاعر انسانية، لعمال الاغاثة والشرطة والامن السعودي، مع جثث الحجاج وجرحاهم، فالصور تظهر التعامل البارد والالي لهؤلاء، دون اظهار اي مشاعر متعاطفة من الضحايا، وكأنهم مضطرون لاداء هذا الدور وعلى مضض.
ان كارثة منى وغيرها من الكوارث التي عادة ما تنزل على الحجاج كل عام، كشفت عن حقيقة باتت واضحة للجميع ومفادها ان السعودية ليست صالحة لادارة شؤون الحج، وهذه الحقيقة باتت على لسان حتى الدول التي تربطها علاقا وثيقة مع السعودية مثل اندونيسيا وتركيا، فقد دعا رئيس الشؤون الدينية التركية محمد قورماز، الى عقد مؤتمر دولي لمناقشة تأمين شؤون الحج، وقال ان هناك مشكلة واضحة في إدارة الحج، ومثل هذا القول جاء على لسان رئيس جمهورية جوكو ويدودو ايضا، وهي دعوات يبدو انها اخذت تجد من يصغي اليها شيئا فشيئا.
***
* حادث التدافع في منى .. هل يطيح بولي العهد السعودي (بن نايف) ويمهد الطريق أمام (بن سلمان) لتولي الملك؟
الدكتور عبد الله المقرن - شؤون خليجية
الكعبة بيت الله الحرام وملك المسلمين جميعا، والمشاعر المقدسة لها قدسيتها، وحجاج بيت الله الذين جاءوا من كل حدب وصوب، من كافة أصقاع الأرض، ليؤدوا مناسك الحج والعمرة والزيارة، في عهدة المملكة العربية السعودية قيادة ومسؤولية، ومن ثم على هذه القيادة تحمل مسؤولية أمن وسلامة الحجيج, وكشف تفاصيل أي حادث يمس الحجاج وسلامتهم، أنها المسؤولية أمام الله قبل أن تكون أمام 1.6مليار مسلم يعيشون على سطع البسيطة ويهمهم الحج، والكعبة المشرفة التي يصلون اتجاهها الفروض الخمسة والنوافل، ويهمهم شأن الحرمين الشريفين المكي والمدني.
تحقيقات شفافة وعادلة ومكتملة
هذه مقدمة لابد منها، حتى عندما نطالب بمحاسبة المخطئ والمقصر نعني أن تكون هناك تحقيقات شفافة, وعادلة ومكتملة، وأن يتحمل كل مسؤول مسؤوليته حسب سلطاته, وقدر الواجبات الملقاة عليه، ولا نعلق كل خطأ ونضع إي تقصير في المسؤوليات على شماعة "القضاء والقدر" الذي نؤمن به جميعا، ونسلم به يقينا، والذي لا يكتمل صحة إيمان المسلم إلا به, فكم من أحداث علقت في "القضاء والقدر" في المشاعر المقدسة، وكان وراءها تقصير خطير، وإهمال في أداء المسؤوليات، وتهاون في تحمل الأمانة المنوطة بالمسئول أو الجهة التي يترأسها.
أخطاء وسلبيات وتقصير
لقد جاء حادث التدافع الذي وقع صباح يوم العيد -الخميس (10 ذو الحجة 1436 هـ - 2015/09/24 م)- في شارع العرب القريب من جسر الجمرات، والذي ذهب ضحيته أكثر من 717 حاج وإصابة 863 آخرين، ناجم عن أخطاء وسلبيات وتقصير من الجهات المسئولة عن الحجيج، وعن أمن وسلامة الحجاج، وتنظيم حركة سيرهم وتفويجهم، ودخولهم الى منشأة الجمرات وخروجهم منها، ولا يترك الأمر هكذا ويتحمل الحجاج مسؤولية موت أنفسهم، وأن يكون الميت هو السبب في وفاته، هذا منطق أعوج، غير مستقيم، ولا يقبله عقل ولا تفكير سليم.
حادث الرافعة و"مجموعة شركات بن لادن"
قبل 13 يوما وقع الحادث الجلل، وتحديدا مغرب يوم ألجمعه 11سبتمبر, عندما سقطت الرافعة العملاقة التابعة لـ"مجموعة شركات بن لادن" على رؤوس الحجاج والمعتمرين والزوار والمصلين، وانتفضت الدولة السعودية, حكومة وقيادة ومسئولين، وأعلن على الفور تشكيل لجنة عاجلة للتحقيق في حادث سقوط الرافعة، الذي ذهب ضحيته 109 من الحجاج والمعتمرين والمصلين، وعشرات المصابين، وهرع الجميع الى موقع الحادث، وبعد أقل من 24 ساعة أعلنت نتائج التحقيقات، وحملت "مجموعة شركات بن لادن المسؤولية"، وانتهت اللجنة في تحقيقاتها إلى انتفاء الشبهة الجنائية، وأن السبب الرئيسي للحادث هو تعرض الرافعة لرياح قوية، بينما هي في وضعية خاطئة، وأن وضعية الرافعة تعتبر مخالفة لتعليمات التشغيل المعدة من قبل المصنع، والتي تنص على إنزال الذراع الرئيسة عند عدم الاستخدام أو عند هبوب الرياح، ومن الخطأ إبقاؤها مرفوعة، إضافة إلى عدم تفعيل وإتباع أنظمة السلامة في الأعمال التشغيلية، وعدم تطبيق مسئولي السلامة عن تلك الرافعة التعليمات الموجودة بكتيب تشغيلها يضاف إلى ذلك ضعف التواصل والمتابعة من قبل مسئولي السلامة بالمشروع لأحوال الطقس وتنبيهات رئاسة الأرصاد وحماية البيئة وعدم وجود قياس لسرعة الرياح عند إطفاء الرافعة بالإضافة إلى عدم التجاوب مع العديد من خطابات الجهات المعنية بمراجعة أوضاع الرافعات وخاصة الرافعة التي سببت الحادثة".
نتائج عاجلة .. وتحقيقات سريعة
وأوصت لجنة التحقيقات "بتحميل المقاول (مجموعة بن لادن السعودية) جزءًا من المسؤولية عما حدث لما أشير إليه من أسباب، وإعادة النظر في عقد (الاستشاري شركة كانزاس) ومراجعة أوضاع جميع الروافع الموجودة بالمشروع والتأكيد على توفير جميع متطلبات واحتياطات الأمان والسلامة فيها"، وأصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قد أمرا بـ"إحالة نتائج التحقيق وكافة ما يتعلق بهذا الموضوع إلى هيئة التحقيق والادعاء العام لاستكمال إجراءات التحقيق مع (مجموعة بن لادن السعودية) وإعداد لائحة الاتهام وتقديمها للقضاء للنظر في القضية، وإلزام مجموعة بن لادن السعودية بما يتقرر شرعًا بهذا الخصوص"، وتقرر منع مجلس إدارة المجموعة من السفر حتى انتهاء التحقيقات.
الحادث الدامي في الجمرات
ثم جاء حادث التدافع في منى وكشف بيان الدفاع المدني، تفاصيل الحادث الذي أدى إلى وفاة 453 حاج وإصابة 719 آخرين، وقال البيان : إن الحادث وقع أثناء توجه حجاج بيت الله الحرام إلى منشأة الجمرات لرمي جمرة العقبة، وحدث ارتفاع مفاجئ في كثافة الحجاج وتداخل بين المتجهين إلى الجمرات عبر شارع رقم (204) عند تقاطعه مع الشارع رقم (223) بمنى؛ مما نتج عنه تزاحم وتدافع بين الحجاج وسقوط أعداد كبيرة منهم في الموقع.
التدافع والتزاحم والدهس
وصرّح المتحدث الرسمي للمديرية العامة للدفاع المدني، بأنه عند الساعة التاسعة من صباح اليوم الخميس الموافق العاشر من ذي الحجة، وأثناء توجه حجاج بيت الله الحرام إلى منشأة الجمرات لرمي جمرة العقبة، حدث ارتفاع وتداخل مفاجئ في كثافة الحجاج المتجهين إلى الجمرات عبر شارع رقم (204)، عند تقاطعه مع الشارع رقم (223) بمنى؛ مما نتج عنه تزاحم وتدافع بين الحجاج وسقوط أعداد كبيرة منهم في الموقع؛ حيث بادر رجال الأمن وهيئة الهلال الأحمر السعودي -على الفور- بالسيطرة على الوضع؛ بمنع حركة المشاة باتجاه موقع التزاحم والتدافع، وتنفيذ إجراءات إسعاف الحجاج وإنقاذ المحتجزين منهم.
من يتحمل المسؤولية .. وأين لجان التحقيق؟
والسؤال من سيتحمل مسؤولية هذا الحادث الجلل؟ وهل ستشكل لجنة عاجلة للتحقيق في كيفية السماح بتدافع الحجاج بهذا الشكل والتلاحم والدهس تحت الأقدام؟ أين الكاميرات التي تنقل كل حركة في المشاعر؟ اين قوات الأمن والطوارئ والقوات الخاصة؟ أين الهيئات العاملة في الحج؟ ما هي مسؤولية لجنة الحج العليا؟ ومسؤولية وزارة الداخلية؟ أين مسؤوليات إمارة منطقة مكة المكرمة؟.. بصراحة تامة الجميع مسؤول عن هذه الأرواح التي ذهبت، وعن تنظيم حركة الحجيج وضمان سلامتهم؟ فهل نرى إقالات أو استقالات أو رؤوس كبيرة أطاح بها حادث التدافع في منى كما رأينا الإطاحة بإمبراطورية "بن لادن" ومنع المجموعة العملاقة من إي مشروعات جديدة ووقف تصنيفها ومنع إدارتها من السفر، وما ترتب على هذه القرارات من نهاية المجموعة بل نهاية الإمبراطورية؟
نظرية المؤامرة .. و"مجتهد"؟
لسنا من إتباع نظرية المؤامرة، والقول إن هناك مؤامرة وراء سقوط الرافعة لتطيح بإمبراطورية "بن لادن" من مشروعات توسعة الحرمين التي كانت حكرا عليها، لصالح شركة "نسما" التي يملكها "محمد بن سلمان" ولي ولي العهد، وزير الدفاع، كما قال المغرد السعودي الشهير "مجتهد"؟ ولن نسلم بالقول أن حادث التدافع وراءه "أيد خفية" أو "سر" سيستخدم للإطاحة بولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير الداخلية،ورئيس لجنة الحج العليا، الأمير محمد بن نايف، وقد تم ترديد هذا الكلام من قبل "مجتهد" أن "بن سلمان" يحاول الإطاحة بـ"بن نايف" ليمهد الطريق أمامه لتولي الملك بعد والده؟ أم سيطيح حادث التدافع بأمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية خالد الفيصل؟ ورؤوس أخرى كثيرة؟
الأول من نوعه منذ 2006
حادث التدافع في منى هو الأول من نوعه الذي يشهده جسر الجمرات منذ وقوع حادث تدافع في يناير/كانون الثاني 2006، أسفر عن وفاة 362 حاجًا، ويعد ثاني حادث كبير يشهده الحج هذا العام، بعد حادث سقوط رافعة كبيرة، يوم الجمعة 11 سبتمبر/أيلول الجاري، داخل الحرم المكي، الأمر الذي أدى إلى مصرع 109 أشخاص، وإصابة 238 آخرين، بحسب الدفاع المدني السعودي.
وجسر الجمرات، يوجد في منطقة منى بمكة المكرمة، ومخصص لسير الحجاج لرمي الجمرات أثناء موسم الحج، ويضم جمرة العقبة الصغرى، والوسطى، والكبرى، وبدأ مشروع تطوير جسر الجمرات والمنطقة المحيطة به، الذي تقدر تكلفته بنحو 4.2 مليارات ريال (1.7 مليون دولار) عام 2006، ويتكون الجسر، الذي يبلغ طوله 950 مترًا، وعرضه 80 مترًا من أربعة أدوار وطابق أرضي.
ووفقًا للمواصفات فإن أساسات المشروع قادرة على تحمل 12 طابقًا، و5 ملايين حاج في المستقبل إذا دعت الحاجة لذلك، ويقع مشعر "منى"، بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة، على بُعد 7 كيلو مترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو مشعر داخل حدود الحرم، وهو وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويحَدُّه من جهة مكة المكرمة جمرة العقبة، ومن جهة أخرى مشعر مزدلفة بوادي محسر.
حملت المعارضة السعودية الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز مسؤولية مجزرة التدافع بمنى ونددت بصمته على الجريمة وتجاهله لدماء الأبرياء وحذرت من مجازر جديدة ضد الحجاج في السعودية.
وفي تصريح لوكالة أنباء فارس قال المعارض السعودي الشيخ علي الأبراهيمي أن السلطات السعودية فشلت أمنيا وأخلاقيا في حماية الحجاج معتبرا أن الملك السعودي شريك في تحمل مسؤولية وفاة الحجاج في منى.
وطالب الابراهيمي بأعتذار رسمي من الملك السعودي والسلطات السعودية للمسلمين كافة معتبرا أن آل سعود خدعوا المسلمين حين أدعوا أنه خادم للحرمين الشريفين ثم أعترف لاحقا بأنه خائن للحرمين.
وناشد الناشط السعودي المسلمين و المنظمات الحقوقية و الاحزاب الدينية ، للمشاركة في تظاهرات أحتجاجية ضد آل سعود أمام السفارات السعودية في بلادهم بهدف المطالبة بأتخاذ إجراءات دولية لمنع وقوع المزيد من الانتهاكات بحق الحجاج.
وأستنكر الابراهيمي الصمت العالمي تجاه طمس الحقوق الدستورية للشعب السعودي وحقهم في المواطنة كما طالب المجتمع الاسلامي والمنظمات الاسلامية بالتحرك السريع لأتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف الانتهاكات التي تمارس ضد الحجاج في السعودية.
وكشف الناشط السعودي بأن هناك معلومات قوية تؤكد تبييت النية لأرتكاب المزيد من المجازر ضد الحجاج في السعودية داعيا الشعوب الاسلامية إلى ممارسة الضغوط على حكومات بلادهم لأتخاذ مواقف أكثر صرامة من النظام السعودي.
كما دعا عضو تيار الوفاء الاسلامي البحريني هاشم الحسيني الى تنظيم مؤتمر جديد للدول الاسلامية بشأن السعودية مطالبا كل المسلمين الذين يمكنهم المساهمة في أيجاد حل أداري في شأن الحرمين الشريفين في السعودية بأن يجلسوا حول الطاولة.
وفي تصريح لوكالة أنباء فارس قال الحسيني "أدعوا إلى مؤتمر جديد يتاح لكل الدول الاسلامية التي تريد السلام في شأن الحرمين الشريفين في السعودية المشاركة فيه" مشيرا أن وفيات حادثة التدافع في منى جريمة يندى لها الجبين وتقشعر لها الأبدان.
وطالب الحسيني بالكشف عن الجناة والمتورطين بمجزرة منى معتبرا أن ما حصل الخميس في منى أثار علامات أستفهام و أستغراب كبيرة واصفا ما جرى في منى بانه فعل شنيع من قبل السلطات السعودية.
وحمل الناشط البحريني القادة السياسيين والعسكريين في الحكومة السعودية مسؤولية المجازر في الحج مطالبا بأصدار قرار أسلامي بشأن السلطات السعودية .
وقد ارتفع عدد وفيات حادث تدافع الحجاج في شارع 204 بمشعر مني في ضواحي مكة المكرمة (المشاعر المقدسة) بالسعودية الخميس إلى 1300 حاجا و إصابة 1500 آخرين.
وقالت مديرية الدفاع المدني السعودي علي صفحتها في موقع 'تويتر' إن ضحايا الحادث من جنسيات مختلفة.
* الملك في مأزق.. صحيفة مصرية تشمت بملك السعودية سلمان

أبدت صحيفة مصرية شماتتها في الملك سلمان، بعد حادث مصرع اكثر من الف حاج إثر تدافعهم في منى، الخميس، ووصفته بأنه ملك في مأزق، وأن المصائب تنهال عليه من الداخل والخارج.
وبحسب عربي 21، قالت صحيفة "الوطن"، إن سلمان بن عبدالعزيز، ملك السعودية، تفقد الحجاج، يوم وقفة عرفة، حتى يطمئن قلبه أن كل شيء يسير على ما يرام، خاصة بعد وفاة 107 من الحجاج، في حادث سقوط رافعة بالحرم المكي، لكنه لم يكن يعلم أن الأقدار تخبئ له الأسوأ.
وتابعت الصحيفة: "فما هي إلا ساعات قليلة بعد زيارته مشعر منى، حتى وقع حادث آخر، أكثر دموية، من نظيره بالحرم المكي، تسبب في سقوط 717 متوفيا، و863 مصابا، إثر التدافع"، حسب الصحيفة المصرية.
واستطردت: "سلمان بن عبدالعزيز، ملك السعودية، لم يكمل بعد عامه الأول على كرسي العرش، بدأت تنهال عليه المصائب الواحدة تلو الأخرى، من الداخل والخارج، وفي أول موسم لفريضة الحج بعد توليه حكم المملكة العربية السعودية، وقعت حادثتان تسببتا في سقوط المئات من زوار بيت الله الحرام".
وأشارت "الوطن" إلى أن التحقيقات والاتهامات التي تواجهها المملكة العربية السعودية من كل صوب دائما، في مثل هذه الأوقات بالإهمال، وسوء لتنظيم، حاول سلمان وضع حل لها عقب حادث سقوط الرافعة، في بداية موسم الحج، عن طريق صرف تعويضات مادية كبيرة لذوي المتوفين والمصابين.
وبعد استعراض التحديات التي تواجه نظام حكمه، ومنها شن عدوانه ضد اليمن، أكدت الصحيفة أن "حكمة سلمان" أصبحت الآن أمام اختبار جديد، وبحاجة إلى تقديم الكثير من التبريرات للمسلمين، من أنحاء العالم كافة، حول الحادث الأخير في مشعر "منى".
وقال مراقبون إن العلاقات السياسية بين مصر والسعودية تمر حاليا بمرحلة من الفتور والتوتر، على خلفية تباين المواقف من علاج الأزمات في سوريا واليمن، وكيفية التعاطي مع الجماعات الإرهابية، وجماعة الإخوان المسلمين، وفاقمها اكثر اختيار وزير ثقافة مصري أخيرا، كان قد وصف "الوهابية" بالإرهاب.
***
* تكرار كوارث الحج.. برهان اكيد على انعدام كفاءة السعوديين

عبد الباري عطوان/ رأي اليوم
مطالبات بتحقيق جدي وشفاف في كارثة الحجاج، فالاهمال واللامبالاة السعودية كان على اعلى المستويات، والمبررات الاعتذارية غير مقبولة، وحالة الانكار السعودي يجب ان تنتهي فورا، فضحايا الحج سقطوا جراء عمل ارهابي خطير، وهو سوء الادارة والتنظيم والاهمال.
بعد اسبوعين من كارثة سقوط رافعة على الحجاج في منطقة الحرم المكي الشريف التي راح ضحيتها 110 من زوار بيت الله الحرام، افقنا صباح هذا الخميس على كارثة اكبر راح ضحيتها اكثر من 800 حاج (حتى كتابة هذه السطور)، ومئات الجرحى بالقرب من مكان رمي الجمرات في المشاعر المقدسة.
نؤمن بالقضاء والقدر، مثلما نؤمن بمشيئة الله عز وجل، ولكننا نؤمن ايضا بأن تكرار مثل هذه الكوارث، هو برهان اكيد على انعدام كفاءة المشرفين على تنظيم موسم الحج، من اعلى قمة الهرم السعودي، وحتى اصغر جندي مرور.
تحميل الحجاج مسؤولية هذه الكارثة من خلال اتهامهم بالجهل، او عدم الانضباط، من قبل بعض الاعتذارين للحكومة السعودية، واجهزتها الامنية والادارية، والمدافعين عن تصورها وعجزها، وانعدام كفاءة المسؤولين فيها "اهانة"، لا تقل خطورتها عن الكارثة نفسها.. فمثل هذه الاعذار والتبريرات هي التي جعلت مثيلاتها تتكرر كل بضعة اعوام وسط حالة من اللامبالاة وانعدام الضمير، ووفاة آلاف الحجاج الابرياء.
مواسم الحج تحولت الى هاجس ومصدر قلق وخوف للحجاج وذويهم بسبب تكرار هذه الكوارث، وغياب اي ضمان حقيقي بعودة هؤلاء او بعضهم سالمين الى بلدانهم بعد اداء فريضتهم.
قبل تسع سنوات (عام 2006) وقعت المأساة نفسها عندما لقي 346 حاجا مصرعهم نتيجة التدافع اثناء رمي الجمرات، وقيل بعدها انه تم حل هذه المشكلة من خلال اقامة جسور متعددة الطوابق، مما يعني ان المشكلة ليست في وجود الجسور من عدمها، وانما في سوء الادارة، وغياب التخطيط والتنفيذ، ونحن لا نتحدث هنا عن حرائق، وتفشي الامراض، وسوء الخدمات.
الحكومة السعودية قالت انها حشدت اكثر من ثلاثين الف جندي، وعشرات الآلاف، من رجال الدفاع المدني لتأمين موسم الحج من اي اعمال ارهابية، لنفاجأ بان ضحايا اليوم سقطوا من جراء عمل ارهابي اكثر خطورة، وهو سوء الادارة والتنظيم والاهمال.
بعض التبريرات التي سادت على لسان مسؤولين، او في وسائط التواصل الاجتماعي، او على شاشات التلفزة، تمحورت حول نقطة جوهرية تقول بعدم امتلاك السلطات السعودية الخبرة اللازمة في "ادارة الحشود" في ظل تدفق اكثر من مليوني حاج على المشاعر، ورمي الجمرات دفعة واحدة.
انها “حالة انكار” غير مسبوقة، وتبريرات غير مقبولة، وغير مقنعة في الوقت نفس، فاذا كانت السلطات السعودية وبعد اكثر من ثمانين عاما من الاشراف على مواسم الحج، لا تملك خبرة كافية في ادارة الحشود، فمن يمتلكها اذا؟! واذا كان الحال كذلك فلماذا لم تستقدم الخبراء المسلمين والاجانب للقيام بهذه المهمة، وهي التي تملك جيشا منهم في مختلف المجالات الاخرى، علاوة على ان هؤلاء الحجاج وزوار الاماكن المقدسة يدرون دخلا سنويا على الخزينة السعودية يقدر 8.5 مليار دولار، حسب البيانات الرسمية.
في العالم بأسره هناك مباريات رياضية، ومهرجانات فنية، واحتفالات دينية، يؤمها مئات الآلاف من المريدين، يدخلون الى الملاعب والساحات، في وقت واحد، ويغادرونها في وقت محدد، ولا تحدث مثل هذه الكوارث الا في النادر، فلماذا لا تتم الاستعانة بهؤلاء الذين يشرفون على تنظيم هذه المباريات والمهرجانات؟ ولماذا لا يتم ارسال مهندسين واداريين لدراسة هذا العلم في الخارج من ابناء البلد، وهناك الآلاف من الشباب السعودي الذكي والمؤهل لهذه المهمة، او ما هو اكبر منها؟ من الامراء والعامة في الوقت نفسه.
الجواب هو الاهمال، واللامبالاة، وغياب الادارة الرشيدة، والغطرسة، وانعدام المحاسبة، والتحقيقات الشفافة، وكنس هذه المآسي تحت سجادة العجز والانكار في كل مرة تحدث، لان المسؤولين عنها في غالب الاحيان هم من امراء الاسرة الحاكمة، بشكل مباشر او غير مباشر.
نترحم على كل الضحايا، ونحسبهم شهداء عند الخالق جل وعلا، ولكننا لا يمكن، ولا يجب، كعرب ومسلمين، ان نغفر او نتسامح مع الذين يتحملون مسؤولية هذه الكوارث مهما علا موقعهم، ونطالب بتحقيق جدي وعلمي وشفاف، لمعرفة كل الحقائق، ومحاسبة جميع المسؤولين، فقد طفح كيلنا، والغالبية الساحقة من المسلمين، ان لم يكن كلهم، وحان الوقت ان تتوقف هذه الكوارث كليا، وان يتحول موسم الحج ومشاعره الى مكان آمن.
***
* السعودية فقدت شرعيتها في إدارة شؤون الحج

حسين الديراني
مجزرة أخرى بحق الحجاج المسلمين في يوم عيد الاضحى المبارك ذهب ضحيتها اكثر من 3 الاف من ضيوف الرحمن بين شهيد وجريح بسبب الاهمال المتعمد والمقصود من قبل السلطات السعودية, نقول مجزرة وليست حادثة عرضية بسبب تكرار هذه الكوارث التي تبدل افراح العيد الى احزان عند ذوي الضحايا والعالم الاسلامي اجمع, هذه الكارثة الرهيبة احدثت صدمة كبيرة في نفوس المسلمين, واصبح من الضروي وضع حد لهذه الكوارث الانسانية, فالكارثة الاخيرة لم تكن عرضية خصوصاً بعد تدوال الاخبار المؤكدة حسب الشهود العيان من الجرحى الذين بقوا على قيد الحياة بان القوات الامنية أغلقت البوابات الحديدية امام تدفق الحجاج حتى يتثنى لموكب الامير خالد بن الفيصل امير مكة من إداء فريضة الحج بامن وراحة وسلام ومن ثم فتحت بوابة صغيرة ليتدافع الالاف من الحجاج عبر هذه البوابة مما احدث كارثة بشرية دموية ذهب ضحيتها هذا العدد الكبير من ضيوف الرحمن, إضافة الى ضرب الحجاج بالهروات والعصى من قبل القوات الامنية المرافقة للامير.
السعودية التي يتفاخر مسؤوليها بإدارة شؤون الحج بمهنية عالية, ويطلق الملك على نفسه زورا وبهتانا ” خادم الحرمين الشريفين ” عجزت عن حماية وسلامة ضيوف الرحمن في هذا العام وفي كل عام, وبات العالم الاسلامي يتوقع في كل لحظة كارثة إنسانية بشرية في موسم الحج في كل عام, وعدد الحجاج لا يتجاوز مليوني حاج وفي مساحة واسعة رغم الامكانيات المالية الضخمة التي تجمعها السعودية من الحجاج, فالاسم الطبيعي لملك السعودية بعد الحوادث المتكررة ” هادم الحرمين الشريفين”.
لقد بات من الضروري لسلامة الحجاج المسلمين في المستقبل رفع السلطات السعودية ايديها عن إدارة شؤون الحج ووضع الحرمين الشريفين تحت وصاية إسلامية عالمية تديرها منظمة العالم الاسلامي تضع آلية معينة تضمن سلامة الحجاج.
الاعفاءات التي صدرت عن الملك سلمان على أثر الكارثة ” المجزرة ” في منى والتي طالت وزير الحج بإعفاءه من منصبه ما هي إلا هروب من المسؤولية الكاملة التي يتحملها النظام السعودي وعلى راسه الملك شخصياً, وما هي إلا لذر الرماد في العيون, ولم تطال الاعفاءات الامير خالد بن الفيصل امير مكة الذي كان السبب وراء هذه المجزرة, وهذه الاعفاءات لا تصلح ما افسده دهر من الاهمال الاعمى والتقصير المتعمد.
السعودية التي هي جديرة بتنظيم رحلات ناجحة على مدار السنة للملك والامراء الى المنتجعات السياحية العالمية لممارسة الفجور غير جديرة إطلاقا بإدارة شؤون مليوني حاج سنوياً, وخير دليل على ذلك تدفق اكثر من 20 مليون زائراً في وقت واحد الى مدينة كربلاء المقدسة لزيارة الامام الحسين عليه السلام دون وقوع كوارث إنسانية في تدافع رغم ضيق المكان, ورغم التهديدات الامنية بإستهدافهم بالانتحاريين والسيارات المفخخة التي يقودها مواطنون يحملون الفكر الوهابي السعودي التكفيري الارهابي.
السعودية التي تمارس البلطجية في إدارة شؤون الحج¸ فهي تتحكم بمن يحق له الحج, فتسمح لمن تشاء وتمنع من تشاء, وتتحكم بشعائر الحج, وتنشر بين الحجاج بلطجية بإسم هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يتعاملون بإبشع الاخلاق مع الحجاج يكفرون من يشاؤون حسب معتقداتهم الوهابية المبنية على التكفير.
الاهمال والتقصير السعودي في إدارة شؤون الحج بات امراً جلياً وواضحاً لكل المسلمين من خلال الكوارث الموسمية, وعلى الدول الاسلامية إتخاذ موقف جريء بالمطالبة بتخلي السعودية عن إدراة شؤون الحج وإلا تكون مشاركة في هذه الحوادث التي ترتقي الى الجرائم الانسانية.
السعودية التي فقدت شرعيتها في إدارة شؤون الحج عليها التسليم بالامر الواقع والاعتراف بإنها لا تستطيع سوى إدارة شؤون العمرة في غير موسم الحج, وإدارة مسابقات لاجمل نعجة او سباق إبل او إصطياد الجراد.
السعودية التي لا همَ لها سوى الاشراف على المؤامرات التي تحاك ضد الدول العربية والاسلامية ودعم وتمويل الارهاب في سوريا والعراق ولبنان بالتعاون مع امريكا واسرائيل, وتدميرها لبلد عربي باكمله كاليمن من خلال عدوان همجي بربري ارهابي لا يمكن ان تهتم بسلامة مليوني حاج الى الاماكن المقدسة التي ليست من اولوياتها.
الفكر السعودي الوهابي التكفيري المتطرف لا يمكن ان ينجح في إدارة شؤون الحجاج الذين ينتمون الى مذاهب متعددة يلتقون تحت راية التوحيد, فعليه يجب العمل على إنتفاضة إسلامية عالمية ضد هذا الفكر المدمر للاسلام المحمدي الاصيل.
***
* مرة اخرى الحجاج هم السبب!

منذ ان فرض آل سعود انفسهم على “الحرمين الشريفين” ك”خدام” بحد السيف، مضى اكثر من ثمانية عقود، وخلال هذه الفترة الطويلة، وقعت مآسي وكوارث على حجاج بيت الله الحرام، بسبب سوء الادارة والمحسوبية والتهرب من المحاسبة للسلطات السعودية، حتى تجاوز عدد قتلى الحجاج المسلمين، اكثر من 3000 قتيل، فقط في الكوارث الكبرى، ولم يسجل التاريخ، حتى مرة واحدة، ان السعودية تحملت مسؤولية حادثة واحدة من بين عشرات الحوادث، وعادةً ما تُلقي هذا السلطات المسؤولية وبنسبة 100% على الحجاج، مرة لعدم التزامهم بالتعاليم، ومرة لاستعجالهم في اتمام شعائر الحج، ومرات عديدة ل”جهلهم”.
ولم يكن حادث رمى الجمرات في منى هذا العام والذي ذهب ضحيته حتى الان 1500 قتيل و 1800 جريح، استثناء، فقد سارعت السلطات السعودية مرة اخرى على القاء المسؤولية بالكامل على عاتق الحجاج انفسهم بسبب “الجهل” بشعائر الحج وتدافعهم غير المبرر، دون ان تنتظر هذه السلطات حتى نتائج تحقيقاتها هي بالحادث، وكأن العلم كله كان من نصيب ال سعود، بينما الجهل كله كان من نصيب الاخرين.
مرة واحدة لم يكن باستطاعة ال سعود من القاء اللوم على الحجاج، كانت في حادث سقوط الرافعة التي وقعت قبل اسبوعين على الحجاج وقتلت اكثر من 100 حاج في الحرم المكي، فما كان من ال سعود الا القاء اللوم على الرياح التي كانت تهب بسرعة اوصلها ال سعود الى 130 كيلومترا في الساعة، بينما جميع الشواهد كانت تؤكد ان سرعة الرياح لم تصل حتى الى 60 كيلومترا بالساعة، بينما من الصعب جدا ان يقتنع المرء ان بالامكان تسقط الرياح مهما بلغت سرعتها الرافاعات وكأنها اشجارا.
في هذه المرة، سيكون من الصعب على ال سعود من ان يلقوا باللوم على الحجاج، كما في كل مرة، بفضل الخليوي الذي لم يعد بامكان السلطات السعودية من مصادرته من مئات الالاف من الحجاج، فالافلام تتوالى على شبكات التواصل الاجتماعي، والتي تفضح الرواية السعودية بشأن تدافع الحجاج هو الذي كان السبب وراء الحادث الماساوي، فاذا كان الامر كما يقول ال سعود، ان التقاء كتلتين بشريتين من الحجاج في نقطة واحدة وفي زمن واحد، كان السبب، نرى اين اذن كاميرات المراقبة والسيطرة والاشراف، الذي تتبجح بها السعودية ليل نهار؟، الا يجب ان ترصد هذه الكاميرات حركات وسير الحجاج، وتحول دون حدوث تراكم في منطقة ما قبل حدوثه، والحيلولة دون وقوع ما لا يحدث عقباه؟، اما ان تكون الكاميرات لا تعمل، واما ان العاملين بها لم يحركوا ساكنا، وكلا الحالتين تتحمل السعودية فيها المسؤولية كاملة.
قبل يوم من حادث منى، اي يوم الاربعاء، كاد الزحام في محطة القطار المخصصة لنقل الحجيج الى منى، ان يتسبب بكارثة كبرى، الامر الذي كشف عنه المغرد السعودي الشهير “مجتهد” على موقع تويتر، نقلا عن ما اسماه مصدر من قلب الحدث، حيث اشار مجتهد الى ان الفشل الذريع جدا للقطار وتكدس الناس ساعات في انتظاره واستمرار هذا التكدس من الحشود دون ان ياتي القطار هو السبب في وقوع حادث مشعر منى.
واضاف “مجتهد” نقلا عن مصدره في قلب الحدث ان بعد ان تاخر القطار 4 ساعات في الليل وانتظار الحجاج في المحطة مع مرور الوقت وازدياد اعدادهم أصبح الزحام مخيفا جدا حيث وصلت الطوابير الى خارج محطة القطار بمسافة طويلة.
واشار مجتهد الى انه عندما وصل القطار بعد تأخره ساعات طويلة وفتح باب القطار تدافع الناس داخله وبالرغم من ذلك فلم يتحرك القطار رغم غلق ابوابه وتكدس الحجاج داخل مقصوراته وعند عدم حركته وعدم فتح الابواب للخروج هلع الناس وبدأ الصراخ وحالات الاغماء والمشكلة لا احد يستطيع التحرك او الهرب فالقطار متوقف ولم يفتح ابوابه لساعة كاملة حتى تحرك غير ان الثلاث ساعات انتظار بمحطة القطار كافية للتسبب بوقوع هذا العدد من الوفيات نتيجة التدافع.
مصادر مختلفة قالت أن طريقا أغلق “لأسباب مجهولة” بالقرب من مكان رمي جمرة العقبة بالقرب من منى هو الذي تسبب بهذا الحادث المأساوي، الا ان صحیفة الدیار اللبنانیة، ومن خلال مصادرها الخاصة اماطت اللثام عن “السبب المجهول ”، فاذا به موکب ولی ولی العهد السعودی محمد بن سلمان الذي دخل منطقة منى وادی الی تغییر مسیر افواج الحجاج مما سبب التدافع ووقوع القتلی والجرحی بالالاف.
واضافت الصحیفة، من یتجرأ علی القول ان ولی ولی العهد کان فی الموکب الرسمی فی طریقه الی منی، بل ان کل المصادر السعودیة نفت وجود موکب رسمی.
وتساءلت:’هل تستطیع السعودیة اخفاء شرائط الفیدیو بعد بضعة ایام عندما ستظهر فی الاعلام’ ؟
الشيء المؤلم الاخر، والذي يفضح الادارة السيئة لمراسم الحج، هو التعامل الخالي من اي مشاعر انسانية، لعمال الاغاثة والشرطة والامن السعودي، مع جثث الحجاج وجرحاهم، فالصور تظهر التعامل البارد والالي لهؤلاء، دون اظهار اي مشاعر متعاطفة من الضحايا، وكأنهم مضطرون لاداء هذا الدور وعلى مضض.
ان كارثة منى وغيرها من الكوارث التي عادة ما تنزل على الحجاج كل عام، كشفت عن حقيقة باتت واضحة للجميع ومفادها ان السعودية ليست صالحة لادارة شؤون الحج، وهذه الحقيقة باتت على لسان حتى الدول التي تربطها علاقا وثيقة مع السعودية مثل اندونيسيا وتركيا، فقد دعا رئيس الشؤون الدينية التركية محمد قورماز، الى عقد مؤتمر دولي لمناقشة تأمين شؤون الحج، وقال ان هناك مشكلة واضحة في إدارة الحج، ومثل هذا القول جاء على لسان رئيس جمهورية جوكو ويدودو ايضا، وهي دعوات يبدو انها اخذت تجد من يصغي اليها شيئا فشيئا.
***
* حادث التدافع في منى .. هل يطيح بولي العهد السعودي (بن نايف) ويمهد الطريق أمام (بن سلمان) لتولي الملك؟
الدكتور عبد الله المقرن - شؤون خليجية
الكعبة بيت الله الحرام وملك المسلمين جميعا، والمشاعر المقدسة لها قدسيتها، وحجاج بيت الله الذين جاءوا من كل حدب وصوب، من كافة أصقاع الأرض، ليؤدوا مناسك الحج والعمرة والزيارة، في عهدة المملكة العربية السعودية قيادة ومسؤولية، ومن ثم على هذه القيادة تحمل مسؤولية أمن وسلامة الحجيج, وكشف تفاصيل أي حادث يمس الحجاج وسلامتهم، أنها المسؤولية أمام الله قبل أن تكون أمام 1.6مليار مسلم يعيشون على سطع البسيطة ويهمهم الحج، والكعبة المشرفة التي يصلون اتجاهها الفروض الخمسة والنوافل، ويهمهم شأن الحرمين الشريفين المكي والمدني.
تحقيقات شفافة وعادلة ومكتملة
هذه مقدمة لابد منها، حتى عندما نطالب بمحاسبة المخطئ والمقصر نعني أن تكون هناك تحقيقات شفافة, وعادلة ومكتملة، وأن يتحمل كل مسؤول مسؤوليته حسب سلطاته, وقدر الواجبات الملقاة عليه، ولا نعلق كل خطأ ونضع إي تقصير في المسؤوليات على شماعة "القضاء والقدر" الذي نؤمن به جميعا، ونسلم به يقينا، والذي لا يكتمل صحة إيمان المسلم إلا به, فكم من أحداث علقت في "القضاء والقدر" في المشاعر المقدسة، وكان وراءها تقصير خطير، وإهمال في أداء المسؤوليات، وتهاون في تحمل الأمانة المنوطة بالمسئول أو الجهة التي يترأسها.
أخطاء وسلبيات وتقصير
لقد جاء حادث التدافع الذي وقع صباح يوم العيد -الخميس (10 ذو الحجة 1436 هـ - 2015/09/24 م)- في شارع العرب القريب من جسر الجمرات، والذي ذهب ضحيته أكثر من 717 حاج وإصابة 863 آخرين، ناجم عن أخطاء وسلبيات وتقصير من الجهات المسئولة عن الحجيج، وعن أمن وسلامة الحجاج، وتنظيم حركة سيرهم وتفويجهم، ودخولهم الى منشأة الجمرات وخروجهم منها، ولا يترك الأمر هكذا ويتحمل الحجاج مسؤولية موت أنفسهم، وأن يكون الميت هو السبب في وفاته، هذا منطق أعوج، غير مستقيم، ولا يقبله عقل ولا تفكير سليم.
حادث الرافعة و"مجموعة شركات بن لادن"
قبل 13 يوما وقع الحادث الجلل، وتحديدا مغرب يوم ألجمعه 11سبتمبر, عندما سقطت الرافعة العملاقة التابعة لـ"مجموعة شركات بن لادن" على رؤوس الحجاج والمعتمرين والزوار والمصلين، وانتفضت الدولة السعودية, حكومة وقيادة ومسئولين، وأعلن على الفور تشكيل لجنة عاجلة للتحقيق في حادث سقوط الرافعة، الذي ذهب ضحيته 109 من الحجاج والمعتمرين والمصلين، وعشرات المصابين، وهرع الجميع الى موقع الحادث، وبعد أقل من 24 ساعة أعلنت نتائج التحقيقات، وحملت "مجموعة شركات بن لادن المسؤولية"، وانتهت اللجنة في تحقيقاتها إلى انتفاء الشبهة الجنائية، وأن السبب الرئيسي للحادث هو تعرض الرافعة لرياح قوية، بينما هي في وضعية خاطئة، وأن وضعية الرافعة تعتبر مخالفة لتعليمات التشغيل المعدة من قبل المصنع، والتي تنص على إنزال الذراع الرئيسة عند عدم الاستخدام أو عند هبوب الرياح، ومن الخطأ إبقاؤها مرفوعة، إضافة إلى عدم تفعيل وإتباع أنظمة السلامة في الأعمال التشغيلية، وعدم تطبيق مسئولي السلامة عن تلك الرافعة التعليمات الموجودة بكتيب تشغيلها يضاف إلى ذلك ضعف التواصل والمتابعة من قبل مسئولي السلامة بالمشروع لأحوال الطقس وتنبيهات رئاسة الأرصاد وحماية البيئة وعدم وجود قياس لسرعة الرياح عند إطفاء الرافعة بالإضافة إلى عدم التجاوب مع العديد من خطابات الجهات المعنية بمراجعة أوضاع الرافعات وخاصة الرافعة التي سببت الحادثة".
نتائج عاجلة .. وتحقيقات سريعة
وأوصت لجنة التحقيقات "بتحميل المقاول (مجموعة بن لادن السعودية) جزءًا من المسؤولية عما حدث لما أشير إليه من أسباب، وإعادة النظر في عقد (الاستشاري شركة كانزاس) ومراجعة أوضاع جميع الروافع الموجودة بالمشروع والتأكيد على توفير جميع متطلبات واحتياطات الأمان والسلامة فيها"، وأصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قد أمرا بـ"إحالة نتائج التحقيق وكافة ما يتعلق بهذا الموضوع إلى هيئة التحقيق والادعاء العام لاستكمال إجراءات التحقيق مع (مجموعة بن لادن السعودية) وإعداد لائحة الاتهام وتقديمها للقضاء للنظر في القضية، وإلزام مجموعة بن لادن السعودية بما يتقرر شرعًا بهذا الخصوص"، وتقرر منع مجلس إدارة المجموعة من السفر حتى انتهاء التحقيقات.
الحادث الدامي في الجمرات
ثم جاء حادث التدافع في منى وكشف بيان الدفاع المدني، تفاصيل الحادث الذي أدى إلى وفاة 453 حاج وإصابة 719 آخرين، وقال البيان : إن الحادث وقع أثناء توجه حجاج بيت الله الحرام إلى منشأة الجمرات لرمي جمرة العقبة، وحدث ارتفاع مفاجئ في كثافة الحجاج وتداخل بين المتجهين إلى الجمرات عبر شارع رقم (204) عند تقاطعه مع الشارع رقم (223) بمنى؛ مما نتج عنه تزاحم وتدافع بين الحجاج وسقوط أعداد كبيرة منهم في الموقع.
التدافع والتزاحم والدهس
وصرّح المتحدث الرسمي للمديرية العامة للدفاع المدني، بأنه عند الساعة التاسعة من صباح اليوم الخميس الموافق العاشر من ذي الحجة، وأثناء توجه حجاج بيت الله الحرام إلى منشأة الجمرات لرمي جمرة العقبة، حدث ارتفاع وتداخل مفاجئ في كثافة الحجاج المتجهين إلى الجمرات عبر شارع رقم (204)، عند تقاطعه مع الشارع رقم (223) بمنى؛ مما نتج عنه تزاحم وتدافع بين الحجاج وسقوط أعداد كبيرة منهم في الموقع؛ حيث بادر رجال الأمن وهيئة الهلال الأحمر السعودي -على الفور- بالسيطرة على الوضع؛ بمنع حركة المشاة باتجاه موقع التزاحم والتدافع، وتنفيذ إجراءات إسعاف الحجاج وإنقاذ المحتجزين منهم.
من يتحمل المسؤولية .. وأين لجان التحقيق؟
والسؤال من سيتحمل مسؤولية هذا الحادث الجلل؟ وهل ستشكل لجنة عاجلة للتحقيق في كيفية السماح بتدافع الحجاج بهذا الشكل والتلاحم والدهس تحت الأقدام؟ أين الكاميرات التي تنقل كل حركة في المشاعر؟ اين قوات الأمن والطوارئ والقوات الخاصة؟ أين الهيئات العاملة في الحج؟ ما هي مسؤولية لجنة الحج العليا؟ ومسؤولية وزارة الداخلية؟ أين مسؤوليات إمارة منطقة مكة المكرمة؟.. بصراحة تامة الجميع مسؤول عن هذه الأرواح التي ذهبت، وعن تنظيم حركة الحجيج وضمان سلامتهم؟ فهل نرى إقالات أو استقالات أو رؤوس كبيرة أطاح بها حادث التدافع في منى كما رأينا الإطاحة بإمبراطورية "بن لادن" ومنع المجموعة العملاقة من إي مشروعات جديدة ووقف تصنيفها ومنع إدارتها من السفر، وما ترتب على هذه القرارات من نهاية المجموعة بل نهاية الإمبراطورية؟
نظرية المؤامرة .. و"مجتهد"؟
لسنا من إتباع نظرية المؤامرة، والقول إن هناك مؤامرة وراء سقوط الرافعة لتطيح بإمبراطورية "بن لادن" من مشروعات توسعة الحرمين التي كانت حكرا عليها، لصالح شركة "نسما" التي يملكها "محمد بن سلمان" ولي ولي العهد، وزير الدفاع، كما قال المغرد السعودي الشهير "مجتهد"؟ ولن نسلم بالقول أن حادث التدافع وراءه "أيد خفية" أو "سر" سيستخدم للإطاحة بولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير الداخلية،ورئيس لجنة الحج العليا، الأمير محمد بن نايف، وقد تم ترديد هذا الكلام من قبل "مجتهد" أن "بن سلمان" يحاول الإطاحة بـ"بن نايف" ليمهد الطريق أمامه لتولي الملك بعد والده؟ أم سيطيح حادث التدافع بأمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية خالد الفيصل؟ ورؤوس أخرى كثيرة؟
الأول من نوعه منذ 2006
حادث التدافع في منى هو الأول من نوعه الذي يشهده جسر الجمرات منذ وقوع حادث تدافع في يناير/كانون الثاني 2006، أسفر عن وفاة 362 حاجًا، ويعد ثاني حادث كبير يشهده الحج هذا العام، بعد حادث سقوط رافعة كبيرة، يوم الجمعة 11 سبتمبر/أيلول الجاري، داخل الحرم المكي، الأمر الذي أدى إلى مصرع 109 أشخاص، وإصابة 238 آخرين، بحسب الدفاع المدني السعودي.
وجسر الجمرات، يوجد في منطقة منى بمكة المكرمة، ومخصص لسير الحجاج لرمي الجمرات أثناء موسم الحج، ويضم جمرة العقبة الصغرى، والوسطى، والكبرى، وبدأ مشروع تطوير جسر الجمرات والمنطقة المحيطة به، الذي تقدر تكلفته بنحو 4.2 مليارات ريال (1.7 مليون دولار) عام 2006، ويتكون الجسر، الذي يبلغ طوله 950 مترًا، وعرضه 80 مترًا من أربعة أدوار وطابق أرضي.
ووفقًا للمواصفات فإن أساسات المشروع قادرة على تحمل 12 طابقًا، و5 ملايين حاج في المستقبل إذا دعت الحاجة لذلك، ويقع مشعر "منى"، بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة، على بُعد 7 كيلو مترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو مشعر داخل حدود الحرم، وهو وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويحَدُّه من جهة مكة المكرمة جمرة العقبة، ومن جهة أخرى مشعر مزدلفة بوادي محسر.
تعليق