بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّل فَرَجَهم
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ قَرِيناً ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ نَصِيراً
، وَ امْنُنْ عَلَيَّ بِشَوْقٍ إِلَيْكَ ، وَ بِالْعَمَلِ لَكَ بِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَى ، إِنَّكَ عَلَى
كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ ، وَ ذَلِكَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ .
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ .

بل قد ذكرت قبل ذلك الرواية الصحيحة التي فيها نزول الآية وهم داخل
حجرة أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها
فهل لم تراها أم لا تعجبك ؟؟؟!!!

ثم قلتُ لك
( وحتى لو كانت الآية نزلت ثم دعاهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
فهم قد حضروا فأدخلهم تحت الكساء ثم تلا عليهم الآية )
فعندما تلا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الآية تلاها عليهم فكانوا
حاضرون وقت التكلم بها دون غيرهم وقام الرسول صلى الله عليه وآله
وسلم ببيان أنهم هم أهل بيته المقصودين في هذه الآية دون غيرهم فقال
( اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي )

كما أنهم هم سبب نزول الآية كما قال الشوكاني تبعاً للأحاديث الصحيحة
وهذا يؤكد أنهم المخاطبين بفلظ ( أَهْلَ الْبَيْتِ ) في ذلك الوقت دون غيرهم
كما ذكرنا من قبل

قد بينت ضعفه من قبل ولهذا لم أكرره ولكن سأكرره مرة أخرى حتى
يتبين لمن يقرأ موضع الكلام الذي يدعو للضحك
قلتُ لك
( وليست اللام للعهد الذكري فعندما نزلت الآية لم يذكر قبلها شيء بل
نزلت وحدها كما هي وقرأها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وحدها
فقط )
وهذا ينسف تعريف لام العهد الذكري الذي ذكرته أنت وتكرره وهو
( اللاّم الّتي للعهد الذكريّ، وهي الَّتِي يتقدَّم المعرَّفَ بها ذكْرٌ في الكلام )
ولم يتقدم المعرف باللام هنا ذكر في الكلام بل نزلت الآية فقرأها كما هي
كما ورد في كل الأحاديث الصحيحة وليس هناك ذكر لما قبلها في أي
حديث صحيح
فمتى ورد ذكر المعرف باللام في حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
؟؟؟
اذكره لنا
ثم قلتُ لك
( 2 ـ قوله ( وضابطها أن يسُدّ الضمير مسَدَّه )
أي يأتي بضمير لم يكن مذكوراً في الكلام فيسد مسد الاسم المعرف باللام
وقد بين صاحب الكتاب ذلك بالشرح فقال ) الخ الشرح المذكور
ثم قلت لك
( ولفظ ( عنكم ) غير متصل بالاسم المحذوف بل عليك أن تأت بضمير بدلاً
عنه فما تقدير الكلام عندك بعد إحضار هذا الضمير ؟؟؟
ولم تجب على السؤال بل تجاهلته فهلا أجبت عليه الآن ؟؟؟
ننتظر
ثم قلت لك

( ولا يجوز حذف ( أهل البيت ) لأنه الاسم الظاهر المعرفة المرتبط
بالقاعدة اللغوية للاختصاص )

فأنت ما خالف القاعدة من أجل ما يراه

الخلاصة
اللام للعهد لكنها ليست للعهد الذكري الذي تتمسك به بل مخالف لتعريفه
وشروطه ومخالف للقاعدة اللغوية للاختصاص
ثم تأتي بعد ذلك وتقول ( اما العهد الذكري فادلته كثيره وقويه )
أين الكثرة وأين القوة التي تزعم وجودهما بل صارا هَبَاءً مَنْثُورا
أعلمت كلام من المضحك ؟؟؟!!!

التأكيد كان في رواية واثلة التي كنت تتمسك بها في البداية وعندما لم تجد
فيها فائدة ذكرت رواية أم سلمة رضي الله عنها وفيها الدعاء السابق
وكما قلت لك نعم هذا دعاء
ثم ذكرت شرح أحد علماء أهل السنة للدعاء وذكرت الشرح كاملاً وقد ذكر
هو أكثر من احتمال ولم يذكر فقط التأكيد بل قال
( إما تأكيداً أو تنويهاً بقدرهم ليعلم الناس به أو المراد دوام ذلك وثباته
وزيادته )

فالدعاء لإعلام الناس بالمقصودين من لفظ ( أهل البيت ) في الآية مع
زيادة هذا الفضل لهم بهذا الدعاء ففضل من الله عز وجل وفضل من
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأيضاً بيان للناس باستمرار هذا الأمر
لأهل بيته وليس فقط وقوعه في وقت دون وقت وكذلك في الدعاء إظهار
للإفتقار إلى الله عز وجل .

ودعاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لله عز وجل لأمر قد حدث ووقع
هو دعاء قد تكرر فعله من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في أكثر من
أمر وليس فقط في أمر الدعاء بإذهاب الرجس ووقوع التطهير وقد ورد
ذلك في الأحاديث الصحيحة ومنها

دعا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الله عز وجل فقال
1 ـ اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا
هذا دعاء بعد وقوع طهارته من الذنوب والخطايا
2 ـ يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّت قَلْبِي عَلَى دِينِكَ
هذا دعاء بعد وقوع ثبات قلبه على دينه
3 ـ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى ، وَالتُّقَى ، وَالْعَفَافَ ، وَالْغِنَى
هذا دعاء بعد وقوع هذه الأشياء له
4 ـ اللَّهُمَّ جَنِّبْنِي مِنْ مُنْكَرَاتِ الْأَخْلَاقِ ، وَالْأَعْمَالِ ، وَالْأَهْوَاءِ
هذا دعاء بعد وقوع عصمته من هذه الأشياء
5 ـ اللَّهُمَّ احْفَظنِي بالإِسْلاَمِ قائِماً، واحْفَظْنِي بالإِسْلاَمِ قاعِداً، واحْفَظنِي
بالإِسْلاَمِ راقِداً
هذ دعاء بعد وقوع تمسكه بالإسلام على كل الأحوال
6 ـ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْ تُضِلَّنِي
هذا دعاء بعد وقوع عصمته من الضلال
7 ـ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَتَخَبَّطَنِيَ الشَّيْطَانُ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَمُوتَ فِي
سَبِيلِكَ مُدْبِرًا
هذا دعاء بعد وقوع عصمته منهما
8 ـ وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخِيَانَةِ ؛ فَإِنَّهَا بِئْسَتِ الْبِطَانَةُ
هذا دعاء بعد وقوع عصمته من الخيانة
9 ـ وأعُوذُ بِكَ مِنَ الفَقْرِ، والكُفْرِ، والشِّرْك، والفُسُوقِ، والشِّقاقِ، والنِّفاقِ
هذا دعاء بعد وقوع عصمته من الكفر والشرك والفسوق والنفاق
10 ـ اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَرَبَّ إِسْرَافِيلَ، أَعُوذُ بِكَ مِنَ حَرِّ
النَّارِ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ
هذا دعاء بعد وقوع عصمته من حر النار وعذاب القبر
11 ـ اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ
هذا دعاء بعد وقوعه له
12 ـ اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الإِيمَانَ وَزِيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا ، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ
وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ ، اللَّهُمَّ تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ ، وَأَحْيِنَا
مُسْلِمِينَ
هذا دعاء بعد وقوع هذه الأشياء له
13 ـ اللَّهُمَّ أَحْسَنْتَ خَلْقِي فَأَحْسِنْ خُلُقِي
هذا دعاء بعد وقوعه له
14 ـ اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي
هذا دعاء بعد وقوعه له
15 ـ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ المَأْثَمِ
هذا دعاء بعد عصمته منه

هذا لو كان الأمر نفسه ليس فيه شروط كما تزعم هنا فأنت من يقول بأنه
يلزم وقوع هذه الأوامر والنواهي لتحقق إذهاب الرجس ووقوع التطهير
فهذه الأومر والنواهي هي شرط تحقق ذلك الأمر فمتى اشترط عليهم هذه
الشروط ليتحقق لهم هذا الأمر ؟؟؟

وإن لم يشترط عليهم ذلك فليسوا مطالبين بها ويكون الأمرمتحققاً لهم
بدون هذه الشروط

أنت عندك أن الزوجات إذا فعلن هذه الشروط تحقق لهن إذهاب الرجس
ووقع لهن التطهير فهل يتحقق لهن الأمر إذا لم يفعلن هذه الشروط ؟؟؟
ننتظر رأيك

كلام مرسل لا تستطيع أن تأتي عليه بدليل صحيح بل قد فنده الشوكاني

استجاب الله عز وجل الدعاء فصار لهم فضل من الله عز وجل وفضل من
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فهو فضل مطلق غير مشروط أو معلق

لا أنكر فضل أحد كما قلتُ لك وقلتُ لك أيضاً
( ومن يكن له أجر واحد حتى أفضل ممن لا يكون له ذلك مع وعده
بأجرين إذا لم يلتزم بالشروط فالأجر الواحد فضل من الله عز وجل وهو ما
نرجوه لنا ولغيرنا ممن اتبع رضوان الله عز وجل أما من كان له أجرين
ولم يلتزم بالشروط فلن يلحق بالأجر الواحد فضلاً عن الأجرين )
فالمهم هو تحقق الفوز بالأجر وليس فقط الوعد المشروط عند عدم وقوعه
فمن فاز بأجر واحد أفضل ممن لا يفوز بأجرين لعدم قيامه بشرطهما

هناك فرق بين تحقق الفوز والوعد بالفوز إذا تحقق الشرط
وتحقق الفوز الواحد أفضل من عدم تحقق الوعد بالفوز بأجرين بسبب عدم
تحقق الشروط

قد بين الصحابي ابن عباس بالرواية التي ذكرتها أنت من صحيح البخاري
أن قوله تعالى ( وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً )
قد نزل وحده وقد بين سبب ذلك فقال
( كَانَ إِذَا صَلَّى بِأَصْحَابِهِ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالقُرْآنِ، فَإِذَا سَمِعَهُ المُشْرِكُونَ سَبُّوا
القُرْآنَ وَمَنْ أَنْزَلَهُ وَمَنْ جَاءَ بِهِ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
{ وَلَا تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ} )
هنا سبب نزول هذه الآية هو سب المشركين للقرآن الكريم ومن أنزله ومن
جاء به
أما الجزء الأول من الآية فكان سبب نزوله كما بين ابن عباس فقال
( كان النبيّ صلى الله عليه وسلم ساجدا يدعو: يا رَحْمَنُ يا رَحيمُ ، فقال
المشركون : هذا يزعم أنه يدعو واحدا، وهو يدعو مثنى مثنى، فأنزل الله
تعالى ( قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى
))
هنا سبب النزول هو قول المشركين ( يزعم أنه يدعو واحدا، وهو يدعو
مثنى مثنى )

فهل هناك عطف لسبب نزول الجزء الثاني على سبب نزول الجزء الأول
؟؟؟
أين العطف هنا ؟؟؟

الواو ليست للعطف بل للابتداء

التشابة بين الآية هنا وآية التطهير كما قلت لك من قبل في النزول
المنفصل واختلاف المخاطب بالأمر في الجزء الأول عن المخاطب بالأمر في
الجزء الثاني من الآية الواحدة
وقد كررت من قبل بأن الرابط في آية سورة الأحزاب بين النساء وبين أهل
البيت عليه السلام هو الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

وقد ورد القول بنزول آية ويقصد به آية كاملة في أكثر من حديث
كما في آية الحجاب وآية الفرائض وغيرهما من الآيات
( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ
جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59))
سورة الأحزاب
وكذلك ورد القول بنزول آية وكانت آية ثم صارت بعد ذلك جزء من آية
كما في قوله تعالى ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ
وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ
مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189) سورة البقرة
( القول في تأويل قوله تعالى : { يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ
لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ }
قال أبو جعفر: ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل عن زيادة
الأهلة ونقصانها واختلاف أحوالها، فأنزل الله تعالى ذكره هذه الآية ، جوابا
لًهُم فيما سألوا عنه
....
عن ابن عباس، قال: سأل الناسُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
الأهلة، فنزلت هذه الآية:"يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس"
يعلمون بها حَلّ دينهم ، وعدة نسائهم ، ووقت حجهم . )
وروى نحوه عن أبي العالية وقتادة والضحاك والسدي وابن جريج
ثم قال
( القول في تأويل قوله تعالى : { وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا
وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
(189) }
قال أبو جعفر: قيل: نزلت هذه الآية في قوم كانوا لا يدخلون - إذا أحرموا
- بيوتَهم من قبل أبوابها .)
ـ تفسير الطبري ج 3 ـ
وقد ذكر البخاري سبب نزول الجزء الثاني من الآية وهو كما قال الطبري
( حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ البَرَاءَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: «نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِينَا، كَانَتِ الأَنْصَارُ إِذَا حَجُّوا فَجَاءُوا، لَمْ
يَدْخُلُوا مِنْ قِبَلِ أَبْوَابِ بُيُوتِهِمْ، وَلَكِنْ مِنْ ظُهُورِهَا، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ،
فَدَخَلَ مِنْ قِبَلِ بَابِهِ، فَكَأَنَّهُ عُيِّرَ بِذَلِكَ، فَنَزَلَتْ»: { وَلَيْسَ البِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا
البُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ البِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا البُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا } [البقرة:
189])
ـ صحيح البخاري ج 3 ـ

فهذه آية واحدة في رسم المصحف وقد نزلت آيتين ثم صارتا آية واحدة
ففي الجزء الأول سبب النزول هو سؤال الناس عن أحوال الأهلة
وفي الجزء الثاني سبب النزول ما فعله الأنصار في دخول البيوت
والسببان مختلفان والرابط بين الجزئين هو الحج

ومثلها أيضاً قول الله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم
( وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ
يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآَتُوهُمْ مِنْ
مَالِ اللَّهِ الَّذِي آَتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا
عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ
(33)) سورة النور
الجزء الأول يتحدث عن الزواج والمكاتبة
أما قول الله عز وجل ( وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا
لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ
رَحِيمٌ ) فقد نزل آية وحده ثم أضيف إلى الجزء الأول من الآية فصارا آية
واحدة وقد بين ذلك الروايات
( عَنْ جَابِرٍ أَنَّ جَارِيَةً لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ يُقَالُ لَهَا مُسَيْكَةُ وَأُخْرَى
يُقَالُ لَهَا أُمَيْمَةُ فَكَانَ يُكْرِهُهُمَا عَلَى الزِّنَى فَشَكَتَا ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ{ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِلَى قَوْلِهِ غَفُورٌ رَحِيمٌ
} )
ـ صحيح مسلم ج 4 ـ

هل هذه الروايات التي رواها البخاري ومسلم مخالفة للقرآن الكريم ؟؟؟
ننتظر حكمك عليها

والحمد لله رب العالمين