بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّل فَرَجَهم
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ قَرِيناً ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ نَصِيراً
، وَ امْنُنْ عَلَيَّ بِشَوْقٍ إِلَيْكَ ، وَ بِالْعَمَلِ لَكَ بِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَى ، إِنَّكَ عَلَى
كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَ ذَلِكَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ .
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ .
نبدأ بإذن الله تعالى موضوع جديد يتناول الحديث عن عدالة كل الصحابة
عند أهل السنة والجماعة وعند المسلمين عامة من خلال الأدلة المتعلقة به
في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة
أولاً / تَعْرِيفُ الْعَدْلِ :
قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَر: والْمُرَادُ بِالْعَدْلِ : مَنْ لَهُ مَلَكَةٌ تَحْمِلُهُ عَلَى مُلازَمَةِ
التَّقوى والْمُرُوءةِ .
والْمُرَادُ بِالتَّقوى : اجْتِنَابُ الأعمالِ السّيئة مِنْ شِركٍ أَوْ فِسقٍ أوْ بِدعةٍ .)
ـ نُزْهَة النَّظَر في توضيح نُخْبَة الفِكَر (ص58) ـ
تَعْرِيفُ الصَّحَابِيِّ :
قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَر (ت:852هـ) : وَأَصَحّ مَا وَقَفْتُ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِك أَنَّ
الصَّحَابِيّ : مَنْ لَقيَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ - مُؤْمِنَاً بِهِ، وَمَاتَ
عَلَى الإسْلامِ .
فَيَدْخُل فِيمَنْ لَقِيَهُ : مَنْ طَالَتْ مُجَالَسَتُهُ لَهُ أَوْ قَصُرَتْ ، وَمَنْ رَوَى عَنْهُ وَمَنْ
لَمْ يَرْو ، وَمَنْ غَزَا مَعَهُ أَوْ لَمْ يَغْز ، ومَنْ رَآهُ رُؤْيَةً وَلَوْ لَمْ يُجَالِسهُ ، وَمَنْ
لَمْ يَرَهُ لِعَارِضٍ كَالْعَمَى .)
ـ الإصابة في تمييز الصحابة ج 1 ـ
ثانياً / أهمية عدالة كل الصحابة
( كل الصحابة عدول حتى تتمسك بكل ما ثبت عنهم وتقتدي بكل صحابي
منهم وهذا أول أصول السنة )
ـ درس مرئي ل محمد حسان ـ
( عدالة الصحابة عند أهل السنة من مسائل العقيدة القطعية ، أو مما هو
معلوم من الدين بالضرورة )
ـ اعتقاد أهل السنة في الصحابة ل محمد بن عبد الله الوهيبي وغيره ـ
ثالثاً / قول العلماء في تعديل كل الصحابة
( الصحابة كلهم عدول ليس فيهم مجروح ولا ضعيف )
ـ مقدمة صحيح ابن حبان ـ
( وَنَحْنُ وَإنْ كَانَ الصَّحَابَةُ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُم - قَدْ كُفِينَا الْبَحْث عَنْ
أَحْوَالِهِم؛ لإجْمَاعِ أهْلِ الْحَقِّ مِنَ الْمُسْلِمِينَ - وَهُم أهْلُ السُّنَّةِ والْجَمَاعَة -
عَلَى أنَّهُم كُلّهم عُدُول .)
ـ الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر ـ
( عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم وإخباره عن طهارتهم ،
واختياره لهم في نص القرآن )
ـ الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي ـ
( إنَّ الأُمَّةَ مُجْمِعَةٌ عَلَى تَعْدِيلِ جَمِيعِ الصَّحَابَةِِ )
ـ معرفة أنواع علم الحديث لابن الصلاح ـ
( اتَّفَقَ أَهْلُ السُّنَّةِ عَلَى أنَّ الْجَمِيعَ عُدُولٌ ، وَلَمْ يُخَالِف فِي ذَلِك إلا شُذُوذٌ
مِنَ الْمُبْتَدِعَةِ . )
ـ الإصابة ج 1 لابن حجر العسقلاني ـ
( والصحابة كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة، لما أثنى الله عليهم في
كتابه العزيز، وبما نطقت به السنة النبوية )
ـ الباعث الحثيث لابن كثير ـ
( فَالصَّحَابَةُ كُلُّهُمْ عُدُولٌ، أَوْلِيَاءُ اللَّهِ تَعَالَى وَأَصْفِيَاؤُهُ، وَخِيَرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ بَعْدَ
أَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ . )
ـ تفسير القرطبي ج 16 ـ
( الصَّحَابَةُ كُلُّهُمْ عُدُولٌ مَنْ لَابَسَ الْفِتَنَ وَغَيْرُهُمْ بِإِجْمَاعِ مَنْ يُعْتَدُّ بِهِ )
ـ التقريب والتيسير للنووي ـ
( الصحابة كلهم عدولٌ ثقاتٌ بشهادة الله تعالى لهم )
ـ شرح المنظومة البيقونية للعثيمين ـ
( والصحابة الكرام كلهم عُدولٌ بتعديل الله ورسوله لهم )
ـ الوجيز في عقيدة السلف الصالح ل عبد الله بن عبد الحميد الأثري ـ
( واتفق أهل السنة على أن الصحابة كلهم عدول )
ـ شرح العقيدة الطحاوية لابن جبرين درس رقم 87 ـ
( كل الصحابة عدول وأثبات ... فكلهم ثقات لا مجال للبحث فيهم في مسألة
الجرح والتعديل، لأن الله عدلهم، وما دام الله عدلهم، فمن بعد ذلك يبحث
في تعديلهم؟! المسألة منتهية )
ـ دروس للشيخ محمد المنجد درس رقم 161 ـ
( كل الصحابة عدول بنص كلام الله تعالى )
ـ شرح أصول اعتقاد أهل السنة ل محمد حسن عبد الغفار ـ
( كل الصحابة عدول حتى تتمسك بكل ما ثبت عنهم وتقتدي بكل صحابي
منهم وهذا أول أصول السنة فكلهم عدول وعدالة الصحابة ثابتة بالقرآن
والسنة وأقوال علماءنا من سلف الأمة )
ـ درس مرئي ل محمد حسان ـ
( الصحابة كلهم عدول لتعديل الله - عز وجل - لهم وثنائه عليهم.)
ـ شرح الطحاوية ل صالح بن عبد العزيز آل الشيخ ـ
( للصّحابة- رضي اللَّه عنهم أجمعين- خصيصة، وهي أنه لا يسأل عن
عدالة أحد منهم، وذلك أمر مسلّم به عند كافّة العلماء، لكونهم على
الإطلاق معدلين بنصوص الشرع من الكتاب والسّنة، وإجماع من يعتدّ به
في الإجماع من الأمّة.)
ـ مقدمة تحقيق الإصابة في تمييز الصحابة ـ
رابعاً / عدد الصحابة
اختلف العلماء في تعيين عددهم عند وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم
1 ـ الشافعي 60 ألف
2 ـ أبو زرعة أكثر من 100 ألف
3 ـ أحمد بن حنبل 30 ألف
4 ـ ابن كثير أكثر من 40 ألف شهدوا حجة الوداع
قَالَ الْعِرَاقِيُّ
( وَمَعَ هَذَا فَجَمِيعُ مَنْ صَنَّفَ فِي الصَّحَابَةِ لَمْ يَبْلُغْ مَجْمُوعُ مَا فِي تَصَانِيفِهِمْ
عَشْرَةَ آلَافٍ ، مَعَ كَوْنِهِمْ يَذْكُرُونَ مَنْ تُوُفِّيَ فِي حَيَاتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَمَنْ عَاصَرَهُ ، أَوْ أَدْرَكَهُ صَغِيراً .)
ـ تدريب الراوي للسيوطي ج 2 ـ
( وَثَبَتَ عَنِ الثَّوْرِيِّ فِيمَا أَخْرَجَهُ الْخَطِيبُ بِسَنَدِهِ الصَّحِيحِ إِلَيْهِ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ
قَدَّمَ عَلِيًّا عَلَى عُثْمَانَ فَقَدْ أَزْرَى عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا ، مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ -
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ عَنْهُمْ رَاضٍ. وَوَجَّهَ النَّوَوِيُّ بِأَنَّ ذَلِكَ بَعْدَ
النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِاثْنَيْ عَشَرَ عَامًا بَعْدَ أَنْ مَاتَ فِي خِلَافَةِ
أَبِي بَكْرٍ فِي الرِّدَّةِ وَالْفُتُوحِ الْكَثِيرُ مِمَّنْ لَمْ تُضْبَطْ أَسْمَاؤُهُمْ، ثُمَّ مَاتَ فِي
خِلَافَةِ عُمَرَ فِي الْفُتُوحِ وَفِي الطَّاعُونِ الْعَامِّ وَعَمْوَاسٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ مَنْ لَا
يُحْصَى كَثْرَةً. وَسَبَبُ خَفَاءِ أَسْمَائِهِمْ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ أَعْرَابٌ، وَأَكْثَرَهُمْ حَضَرُوا
حَجَّةَ الْوَدَاعِ.)
ـ الإصابة لابن حجر ج 1 ، فتح المغيث للسخاوي ـ
خامساً / الأدلة على عدالة كل الصحابة عند أهل السنة
وهذه الأدلة مذكورة في الكتب التالية وهي
( صحيح ابن حبان ، الكفاية في علم الراوية للخطيب البغدادي ، الصواعق
المحرقة لابن حجر الهيتمي المكي ، عدالة الصحابة ل عماد الشربينى
، مفهوم عدالة الصحابة ل أبو عبد الله الذهبي ، مقدمة الإصابة في تمييز
الصحابة تحقيق : عادل أحمد عبد الموجود وعلى محمد معوض ، عدالة
الصحابة ومكانتهم في الإسلام ل عبد الله بن محمد العسكر ، اعتقاد أهل
السنة في الصحابة ل محمد بن عبد الله الوهيبي ، الوجيز المفيد ل
مصطفى الفاخري ، حقبة من التاريخ ل عثمان الخميس
، عدالة الصحابة لمحمد محمود لطيف ، عقيدة أهل السنة في الصحابة ل ناصر بن علي
عائض )
وسأبدأ إن شاء الله تعالى بذكر هذه الأدلة بالتفصيل دليل بعد دليل ونناقش
كل دليل على حدة
الأدلة من القرآن الكريم
الدليل الأول
قال الله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم
( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ
عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ) جزء من آية رقم (143) سورة البقرة
قلتُ :
1 ـ إن كانت الآية الكريمة دليل على عدالة كل الصحابة فهي كذلك دليل
على عدالة كل الأمة الإسلامية إلى يومنا هذا فلفظ ( أمة ) بذلك لفظ عام
يشمل الأمة كلها وليس خاصاً بالصحابة المخاطبين بها في وقت نزولها
( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَجِيءُ نُوحٌ وَأُمَّتُهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ
تَعَالَى، هَلْ بَلَّغْتَ؟ فَيَقُولُ نَعَمْ أَيْ رَبِّ، فَيَقُولُ لِأُمَّتِهِ: هَلْ بَلَّغَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ لاَ
مَا جَاءَنَا مِنْ نَبِيٍّ، فَيَقُولُ لِنُوحٍ: مَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَأُمَّتُهُ، فَنَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ، وَهُوَ قَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً
وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَالوَسَطُ العَدْلُ " )
ـ صحيح البخاري ج 4 ـ
( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَجِيءُ النَّبِيُّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَعَهُ
الرَّجُلُ، وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ الرَّجُلَانِ، وَأَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ، فَيُدْعَى قَوْمُهُ، فَيُقَالُ لَهُمْ: هَلْ
بَلَّغَكُمْ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: لَا. فَيُقَالُ لَهُ: هَلْ بَلَّغْتَ قَوْمَكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيُقَالُ لَهُ:
مَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ. فَيُدْعَى مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ، فَيُقَالُ لَهُمْ: هَلْ
بَلَّغَ هَذَا قَوْمَهُ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ. فَيُقَالُ: وَمَا عِلْمُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: جَاءَنَا نَبِيُّنَا،
فَأَخْبَرَنَا : أَنَّ الرُّسُلَ قَدْ بَلَّغُوا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ ": {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [
البقرة: 143] قَالَ: " يَقُولُ: عَدْلًا "، {لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ
الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: 143]
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين )
ـ مسند أحمد ج 18 ـ
( { أمةً وسطاً } : وسط كل شيء خياره ، والمراد منه أن أمة محمد صلى
الله عليه وسلم خير الأمم وأعدلها )
ـ أيسر التفاسير للجزائري ج 1 ـ
( وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ) أي وقد جعلنا المسلمين خيارا وعدولا )
ـ تفسير المراغي ج 1 ـ
( فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ : لَمَّا قَالَ : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا } فَوَجَّهَ الْخِطَابَ إلَى
الْمَوْجُودِينَ فِي حَالِ نُزُولِهِ ، دَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّهُمْ هُمْ الْمَخْصُوصُونَ بِهِ دُونَ
غَيْرِهِمْ ، فَلَا يَدْخُلُونَ فِي حُكْمِهِمْ إلَّا بِدَلَالَةِ قِيلَ لَهُ : هَذَا غَلَطٌ ؛ لِأَنَّ قَوْله
تَعَالَى : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا } هُوَ خِطَابٌ لِجَمِيعِ الْأُمَّةِ : أَوَّلِهَا
وَآخِرِهَا ، مَنْ كَانَ مِنْهُمْ مَوْجُودًا فِي وَقْتِ نُزُولِ الْآيَةِ وَمَنْ جَاءَ بَعْدَهُمْ إلَى
قِيَامِ السَّاعَةِ ، كَمَا أَنَّ قَوْله تَعَالَى : { كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ
مِنْ قَبْلِكُمْ } وَقَوْلَهُ : { كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِصَاصُ } وَنَحْوُ ذَلِكَ مِنْ الْآيِ خِطَابٌ
لِجَمِيعِ الْأُمَّةِ ، كَمَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَبْعُوثًا إلَى جَمِيعِهَا : مَنْ
كَانَ مِنْهُمْ مَوْجُودًا فِي عَصْرِهِ وَمَنْ جَاءَ بَعْدَهُ .
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { إنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ
وَسِرَاجًا مُنِيرًا } وَقَالَ تَعَالَى : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } وَمَا
أَحْسِبُ مُسْلِمًا يَسْتَجِيزُ إطْلَاقَ الْقَوْلِ بِأَنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمْ يَكُنْ مَبْعُوثًا إلَى
جَمِيعِ الْأُمَّةِ أَوَّلِهَا وَآخِرِهَا ، وَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ حُجَّةً عَلَيْهَا وَشَاهِدًا ، وَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ
رَحْمَةً لِكَافَّتِهَا .)
ـ أحكام القرآن للجصاص ج 1 ـ
( لفظة " الأمة " تُطلق على معان منها من صدق النبي - صلى الله عليه
وسلم - وآمن بما جاء به ، وتبعه فيه ، وهذا هو الذي جاء مدحه في
الكتاب والسنة كقوله تعالى: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً } (البقرة: من
الآية143).)
ـ تهذيب الأسماء للنووي ج 3 ـ
( شهادة أمة محمد صلى الله عليه وسلم على جميع الأمم يوم القيامة
برهان على عدالة هذه الأمة وشرفها )
ـ النهاية في الفتن والملاحم لابن كثير ج 1 ـ
( وَضَمِيرُ الْمُخَاطَبِينَ هَنَا مُرَاد بِهِ جَمِيع الْمُسْلِمِينَ لِتَرَتُّبِهُ عَلَى الِاهْتِدَاءِ
لِاسْتِقْبَالِ الْكَعْبَةِ فَيَعُمُّ كُلَّ مَنْ صَلَّى لَهَا ، وَلِأَنَّ قَوْلَهُ لِتَكُونُوا شُهَداءَ قَدْ فُسِّرَ
فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ بِأَنَّهَا شَهَادَةُ الْأُمَّةِ كُلِّهَا عَلَى الْأُمَمِ فَلَا يَخْتَصُّ الضَّمِيرُ
بِالْمَوْجُودِينَ يَوْمَ نُزُولِ الْآيَةِ.)
ـ التحرير والتنوير ج 2 لابن عاشور ـ
2 ـ لو كانت الآية خاصة بالصحابة المخاطبين بها وقت نزولها فقد نزلت
الآية بعد تحويل القبلة قال الله عز وجل ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا
لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ
الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ
لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ
لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (143)) سورة البقرة
قال ابن حجر العسقلاني
( وَكَانَ التَّحْوِيلُ فِي نِصْفِ شَهْرِ رَجَبٍ مِنَ السَّنَةِ الثَّانِيَةِ عَلَى الصَّحِيحِ وَبِهِ
جَزَمَ الْجُمْهُور وَرَوَاهُ الْحَاكِم بِسَنَد صَحِيح عَن بن عَبَّاس )
ـ فتح الباري لابن حجر ج 1 ـ
وقد كان عدد الصحابة وقت نزول الآية الكريمة قبل غزو بدر بشهرين
حوالي 700 صحابي أو أقل أو أكثر وكان موجوداً وقت نزولها بعض
المنافقين أمثال عبد الله بن أبي بن سلول وأصحابه
إذاً الآية الكريمة تبعاً لوقت نزولها ليست دليلاً على عدالة كل الصحابة
المقدر عددهم بعشرات الآلاف
النتيجة
** الدليل الأول على عدالة كل الصحابة ضعيف و ليس حجة **
ننتظر رأي الأخوة من أهل السنة في هذا
والحمد لله رب العالمين
تعليق