دول وجماعات تكفيرية لتنفيذ المهام القذرة
’النووي العربي’ : ما الذي يفسر كل هذا الحقد؟
عقيل الشيخ حسين
السعودية و"داعش" تتسابقان نحو امتلاك السلاح النووي. والأكيد أن جهات إرهابية وتكفيرية أخرى، دولاً وتنظيمات، لن تتأخر في الانضمام إلى هذا السباق. هستيريا حقيقية لا تفسير لها غير خروج المنطقة من زمن الهزائم ودخولها زمن الانتصارات.
شيء لا يصدق. هل يمكن لمن عاشوا في الخمسينات والستينات، يوم النهوض القومي العربي الكبير، يوم كانت تخفق قلوب العرب على إيقاع ثورة الجزائر، وعنفوان بور سعيد، وعظمة "هنا القاهرة من دمشق"، هل يمكنهم أن يتصوروا كل هذا الموت الذي بات يضرب الانتماء إلى العروبة؟
هل يمكنهم أن يتصوروا الأفاعيل التي يفعلها اليوم عرب بعرب آخرين؟ قتلاً وتدميراً وتجويعاً وسبياً وهتكاً لكل شرف وكرامة؟
هل يمكنهم أن يتصوروا سعي بعض العرب إلى امتلاك سلاح نووي. لا لاستخدامه ضد العدو الصهيوني الذي اغتصب فلسطين واستباح حرماتها ومقدساتها وقتل شعبها وشرده بين المنافي القريبة والبعيدة ... ولا ضد العدو الأميركي أو الفرنسي أو البريطاني المسؤولين عن دماء عشرات الملايين من العرب في العراق والجزائر وغيرهما من البلدان والأمصار.
حلفاء استراتيجيون
لا ضدَّ أحد من هؤلاء، لأن هؤلاء أصبحوا اليوم أحبة وحلفاء استراتيجيين ! بل ضدّ أشقاء عرب، كل ذنبهم أنهم يسعون إلى التحرر وتحرير الشعوب العربية من الهيمنة الخارجية والاحتلال الإسرائيلي.
وضد من يسمونهم بالفرس والصفويين والمجوس، مع أن هؤلاء لم يسبق لهم في الماضي أو الحاضر أن قتلوا أحداً من العرب. ومع أن هؤلاء كانوا أيضاً أحبة وحلفاء استراتيجيين يوم كان الشاهنشاه (الفارسي والصفوي والمجوسي) يخدم مشروع الهيمنة ويشكل تهديداً لقضايا العرب الحقيقية لا يقل خطورة عن التهديد الإسرائيلي.
أما اليوم، وتحديداً لأن إيران رفعت راية فلسطين، وتعمل من أجل تحرير القدس، ومن أجل أن يقرر أهل المنطقة مصير المنطقة، فإن هؤلاء العرب، سواء تسموا باسم "السعودية" أو باسم "داعش" يريدون الحصول على سلاح نووي. والكل يعرف أن النووي العربي لن يستخدم، فيما لو استخدم، إلا ضد العرب الحقيقيين وأصدقاء العرب الحقيقيين.

داعش
كيف أمكن للأمور أن تصل إلى هذا المستوى من الحقد والإجرام الذي تأخذه مثلاً حرب السعودية على اليمن، وحرب التكفيريين الذين ترعرعوا في كنف السعودية وحلفائها الإسرائيليين والغربيين على سوريا والعراق ولبنان، على طريق حربهم على جميع الأصقاع والبلدان ؟
وكيف نفهم كل هذا الغليان الحاقد الذي يأتي مباشرة بعد عقود من الهمود والاستكانة التي عاشتها المنطقة العربية طيلة فترة الاستسلام العربي أمام الكيان الصهيوني؟ وبأية معجزة تحول الذل العربي أمام "إسرائيل" إلى نخوة وحمية وشجاعة أمام إيران ومحور المقاومة!؟
الحلم العربي !
الإجابة على هذه التساؤلات بسيطة جداً: "انكسار الحلم العربي". مع التنويه بأن كلمة "عربي" يتطابق معناها هنا مع معناها في عبارة "التحالف العربي" الذي تقوده السعودية في حربها على اليمن، كفصل من فصول حروبها على كل مسعى تحرري في المنطقة وخارج المنطقة (من باب التحالف الاستراتيجي، تقوم السعودية بتمويل الكثير من حروب أميركا في أربع أقطار العالم).
ولكن ما هو ذلك الحلم العربي الذي انكسر؟ إنه الحلم بدوام الحال، الحال المتمثل باستقرار أوضاع المنطقة على ما هي عليه: مشايخ نفط أثرياء يحكمون ويبذخون على هواهم، ويشترون بالمال كل ما يشتهون. حتى الثورات والجيوش والشعوب. وفي المقابل، شعوب مقهورة وجائعة. ومشاريع أميركية وإسرائيلية تتحرك قدماً دون أي عائق.
وإحساس عميق في مشيخات النفط وعند سائر المتصهينين العرب بالأمان والاطمئنان نتيجة لتراجع المشروع العربي التحرري بفعل هزيمة العام 1967 التي كرست الجيش الإسرائيلي جيشاً لا يقهر، وحامياً لعروش الحكام السائرين في ركاب مشاريع الهيمنة.
لكن الإحساس بالأمان والاطمئنان يتبخر دفعة واحدة ويخلي المجال للهلع: هذا الجيش الذي احتفظ طيلة عقود بتفوقه المطلق على جميع الجيوش العربية مجتمعة، ووفر الإحساس بالأمان والاطمئنان لمشايخ النفط، فرَّ هارباً من لبنان عام 2000، تحت وقع ضربات المقاومة الإسلامية المحدودة الإمكانيات من حيث العديد والعدة.
ثم تطور الهلع إلى هستيريا مع هزيمة الجيش الصهيوني في صيف العام 2006، وخصوصاً مع عدم جرأته خلال السنوات اللاحقة على القيام بأية محاولة لاستعادة هيبته المفقودة.
الكيان الصهيوني يمتلك المئات من الرؤوس النووية. لكنه، ورغم كل ما يتمتع به من قذارة على المستوى الأخلاقي، وجد من يعفيه من تحمل التبعات الأخلاقية لمجازر ارتكبت بأسلحة تقليدية في دير ياسين وكفرقاسم وجنين وغزة وقانا وبحر البقر وصبرا وشاتيلا... فالسعودية وأخواتها و"داعش" وأخواتها يثبتون كل يوم استعدادهم الكامل لتنفيذ كل ما يطمح إليه الصهاينة وحماتهم من مهمات قذرة، بما فيها استخدام النووي.
وقد يستخدمونه فعلاً. لكنهم لن يضيفوا بذلك غير القتل والدمار بحق شعوب أصبح القتل والدمار بمثابة زادها اليومي. وسيفتحون على أنفسهم أبواب جهنم، وسيستمر مسار التاريخ نحو انتصار قضية العدل والحق.
***
* أهم جيوش المرتزقة السرية التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية

لؤي عواضة
في العصر الذي تجتاح فيه العالم فوبيا داعش, وينكب فيه وللاسف عدد كبير من المفكرين لمعرفة نشأة هذا التنظيم الارهابي الذي اساء للاسلام والمسلمين, وللانسان والانسانية, ثمة من نسي وتناسي بفعل الزمن ان الاستخبارات الاميركية تملك خبرة 80 سنة عن كيفية تكوين عصابات ارهابية لزعزعة استقرار الدول التى تكون هدف للاجندة الانغلوساكسونية, هؤلاء المفكرون والاعلاميون الذين يعملون على نسج خيوط اسباب وجود تنظيم داعش الاميركي وكيفية دعمه ماديا غالبا ما اصيبوا بالفشل بسبب قلة المعرفة عند البعض بالحقيقة الاميركية والمشروع الانغلوساكسوني السري, واخرون عملوا على ابعاد الشبهات عن اسيادهم في اميركا ومن خلفها بريطانيا.
لدى الولايات المتحدة تاريخ معروف بتقديم الدعم العسكري للبلدان المحتاجة. ولكن ما لا يعرفه الكثير عن دور اميركا الخفي بتاجيج الحروب والذي يبدأ من صناعة عصابات سرية لتكون جيوش بديلة تعمل على خدمة مشاريعها حول العالم, وغالبا ما تسمى بالجيوش الحرة التى تسعى لتحرير البلاد من سلطة رئيس البلاد الديكتاتوري, وهذا لتبرير سيطرة اميركا على تلك البلاد سياسيا وامنيا واقتصاديا وخاصة على البنوك المركزية ووزارات المال فيها, كان هناك العديد من تلك التجارب التى اصابت النجاح, وكان هناك أيضا عددا كبيرا من الإخفاقات. وهنا سنعمد لتقديم عددا من هذه الحركات الثورية التى هي في الحقيقة جيوش سرية خاضعة مباشرة لوكالة الاستخبارات المركزية السي اي ايه, وفي الغالب تصنع هذه الجيوش لمرحلة زمنية معينة تنتهي عند انتهاء هذه المهمة القذرة ليتم استبدال هذه الجيوش بطبقة سياسية حقيرة من مصاصي دماء الشعوب المدعومة من البيت الابيض, والتى تشبه لحد كبير فريق رفيق الحريري الحاكم في لبنان وال سعود في بلاد الحجاز وحكام كوريا الجنوبية واليابان وبورتوريكو وبلغاريا ورومانيا اليوم….الخ
حركة بارتيزان الاوكرانية:
بين اعوام 1945-1952 قامت وكالة المخابرات المركزية بتدريب حركة بارتيزان الاوكرانية وتزويدها بالسلاح, اضافة الى دعمها من الجو بالتعليمات وبعض الغارات الجوية لمجابهة الاتحاد السوفياتي وزعزعة استقرار المنطقة, وفي الاصل كان الالمان من اسس لهذه المنظمة لمحاربة السوفيات خلال الحرب العالمية الثانية. لمدة سبع سنوات اتخذت تلك المنظمة من جبال كاربات مقرا لها, وكانت تخطط وتشن هجماتها المتفرقة منها. في عام 1952 اضطرت القوات السوفياتية لشن حملة ضخمة ادت الى سحق حركة بارتيزان الاوكرانيا نهائيا.
اللواء الصيني في بورما:
بعد الانتصار الكبير للفكر الشيوعي في الصين فر الجنود الصينيين ذو النزعة القومية الى شمال بورما. خلال النصف الاول من الخمسينيات استطاعت وكالة الاستخبارات المركزية تجنيد هؤلاء الجنود وإنشاء لواء من 12 الف رجل الذين بدؤوا بالاغارة على الاراضي الصينية بمساعدة السي اي ايه. بعدها بدء قادت السي اي ايه وقادة هذا اللواء بتوجيه اهتماماتهم الى اراضي بورما بعدما تبين لهم ان التركيز على زراعة الافيون في بورما تجارة فيها ربح اكبر من تجارة الحروب, وهو ما اثر في سياسات السي اي ايه لاحقا في بورما وفيتنام وكمبوديا ونيبال, بحيث اصبحت تلك البلاد مصدر ثراء وكالة الاستخبارات الاميركية المركزية التى تعتبر اكبر تجار المخدرات حول العالم..
جيش الثوار الغواتيمالي:
بعد مصادقة الرئيس الغواتيمالي جاكوبو أربينز من الحزب الشيوعي على مصادرة 400 الف فدان من مزارع الموز التابعة لشركة الفاكهة المتحدة الاميركية التى تعود بملكيتها لعائلة روكفلر, قررت الوكالة بإطاحة به وبحكومته. تم تدريب المتمردين غواتيمالا في هندوراس, وتم دعمهم بالغارات الجوية والمعلومات الاستخباراتية, غزا هذا الجيش الهجين من المرتزقة غواتيمالا في عام 1954 وسقط نظام أربينز على اثرها, اذا المعركة الحقيقية كانت بين شركة اميركية والدولة في غواتيمالا
ثوار سومطرة:
في محاولة للاطاحة بالرئيس الاندونيسي سوكارنو في عام 1958 أرسلت وكالة المخابرات المركزية خبراء من القوات العسكرية وخبراء الحروب النفسية والاعلام والتكنولوجيا لجزيرة سومطرة لتنظيم هذا الانقلاب الذي سمي ثورة. مع الدعم الجوي لوكالة المخابرات المركزية هاجم جيش المتمردين البلاد لكنه هزم سريعا. ونفت الحكومة الأميركية تورطها بهذه الحرب حتى بعد اسقاط النفاثة ب-26 والقبض على الرائد في الوكالة ألن بوب.
فرسان غامبا:
بعد الغزو الصيني للتبت عام 1950 بدأت وكالة الاستخبارات المركزية تجنيد عناصر للانضمام الى فرسان غامبا, وامتاز هؤلاء المحاربين بالفكر العقائدي, وكانوا يتخذون من الدلاي لاما زعيما روحيا لهم, الذي كان يبيح لهم ما لا يباح خدم لاسياده في اميركا (على غرار داعش), وكان عدد كبيرا منهم هرب الى الهند 1959.
تم تدريب هؤلاء المقاتلين في القاعدة العسكرية للتدريب المرتزقة كامب هايل, في منطقة جبال روكي بالقرب من مدينة لييدفيل, كولورادو. تم نقل هؤلاء المقاتلين مجددا الى التبت عبر السي اي ايه وشركة اير اميركان بحيث استطاعوا تجنيد عدد كبير من شباب التبت, وصل عدد هؤلاء الجنود الى الكثر من 14 الف جندي, في منتصف الستينيات تخلى السي اي ايه عن هؤلاء المقاتلين بعد فشلهم في المهمة الملقاة على عاتقهم, تابع بعض افراد هذه المنظمة بحربها مع الصين بدون دعم حتى عام 1970, وانتهوا بعدها ولم تقم لهم قائمة.
جيش تحرير خليج الخنازير:
في عام 1960 استطاعت السي اي ايه تجنيد اكثر من 1500 مقاتل من اللاجئين الكوبيين الذين يعيشون في ميامي, والذين استطاعوا تنظيم هجوما مفاجئا على كوبا وفيدل كاسترو. تم تدرب هؤلاء المقاتلين في قاعدة اميركية في غواتيمالا, تمكن هذا الجيش الصغير المدعوم من القوة الجوية المؤلفة من طائرات بي-26 من الانزال في منطقة خليج الخنازير في نيسان 19 1961, انتهت تلك العملية الخاطئة سريعا بسبب سوء التخطيط مما ادى الى كارثة استخبارتية, لأن جميع هؤلاء المقاتلين اما انهم لقوا حتفهم او اسروا خلال ثلاثة ايام فقط, باستثناء ما يقارب 150 رجل.
جيش لاوس السري:
في عام 1962 جند عملاء المخابرات المركزية الاميركية رجال من قبائل ميو الذين يعيشون في جبال لاوس لمحاربة القوات الحكومية ذات التوجه الشيوعي باسلوب حرب العصابات, اطلقت السي اي ايه اسم جيش لاوس السري على العصابات المدربة حديثا لشن حروب بالوكالة نيابة عن واشنطن, وكانت السي اي ايه دفعت الاموال لزعماء القبائل لتزويدهم بالرجال بحيث وصل تعداد هذه القوات الى 30 الف نسمة. دفعت قبيلة الميو الثمن غاليا, اذ كان تعداد هذه القبيلة في عام 1962 اكثر من ربع مليون نسمة, وصل هذا الرقم الى 10 الالاف نسمة فقط في حدود عام 1975, الذين اصبحوا من الفارين ولجئوا إلى تايلندا هربا من النهاية الحتمية.
مرتزقة نانغ:
كان هناك قوم من الاصول الصينية تعيش في جبال فيتنام, ويطلق عليهم اسم نانغ, تمكنت الاستخبارات الاميركية من استئجار خدماتهم وتدريبهم ليصبحوا مرتزقة, وذاع صيتهم خلال فترة الحرب الفيتنامية, وعرفوا بوحشيتهم واجرامهم الذي يشابه جرائم داعش هذه الايام, واصاب اهل فيتنام الخوف الشديد لمجرد السماع باقتراب مرتزقة النانغ من قرية او مدينة ما, وعاثوا بالمنطقة فسادا من قتل وذبح واغتصاب تماما مثل تنظيم داعش الاميركي اليوم, وكان سكان المدن والقرى تفر من مناطقها وتترك ارزاقها عند السماع بقدوم هذا التنظيم الارهابي الى مناطقهم, وانتشروا على منطقة جغرافية كبيرة في فيتنام معلنين قيام دولتهم على طول منطقة هوشي مينه تريل (داعش يملك دولة مشابه اليوم) لاحقا اصبحت نفاقات مرتزقة النانغ مكلفة جدا, لأنهم رفضوا القتال ما لم يتم تزويدهم بالمشروبات الكحولية والعاهرات باستمرار, وهذا بأعتقادي ما سيكون مصير مرتزقة داعش الاميركية في غضون السنوات القادمة.
جيش البيرو الحر:
عندما فشل جيش البيرو بحسم حرب العصابات مع المتمردين في محافظات البلاد الشرقية الواقعة على ضفاف نهر المازون, طلب المساعدة من واشنطن في منتصف السيتينيات. قامت وكالة المخابرات المركزية بإنشاء معسكر محصن في المنطقة, وعمدوا الى تجنيد اهالي المناطق الشرقية في البيرو من المحليين, الذين تم تدريبهم من قبل أفراد القبعات الخضر والذين شارك منهم في الحرب على سبيل الاعارة من الجيش الأميركي. بعد سحق المتمردين تم حل وحدة النخبة بسبب مخاوف من أنها قد تقوم بانقلاب عسكري ضد الحكومة الموالية لواشنطن.
قوات الكونغو (مرتزقة):
في عام 1964 وخلال الحرب الأهلية الكونغولية أنشئت وكالة المخابرات المركزية جيش في الكونغو لدعم القادة الموالين للغرب امثال سيريل ادولا وجوزيف موبوتو. قامت السي اي ايه باستيراد مرتزقة من اوروبا واللاجئين الكوبين في اميركا للقيام بتلك المهمة القذرة, وقامت السي اي ايه بدعمهم بغارات جوية لضمان تحقيق اهداف تلك الحملة العسكرية على الشعب الكونغولي.
الانقلاب الكمبودي:
لأكثر من 15 عاما حاولت وكالة الاستخبارات المركزية بشتى الوسائل التى فشلت للتخلص من الأمير نورودوم سيهانوك ذو الميول اليساري, بما في ذلك عدة محاولات اغتيال. ومع ذلك في مارس عام 1970 حدث انقلاب دعمته وكالة المخابرات المركزية بتمويل من أموال دافعي الضرائب الأميركية انتهي بالاطاحة بالامير نورودوم, كان هذا المسلحين يستخدمون كافة الأسلحة الاميركية, وقد تم تدربهم على يد القوات الاميركية القبعات الخضراء, وتم تسمية القوات المناهضة للامير سيهانوك بقوات الخمير التى اجتاحت العاصمة وسيطرت على الحكومة. وبمباركة من وكالة المخابرات المركزية وإدارة الرئيس نيكسون وضعت السلطة على كمبوديا بيد لون نول الذي قام بوقت لاحق بارسال جنوده لارتكاب مجازر بعشرات الآلاف من المدنيين.
الثوار الاكراد:
في أوائل السبعينيات قامت السي اي ايه بانشاء قاعدة لها في مناطق تواجد الاكراد لتنظيم وتزويد الأكراد بعتاد العسكري والخطط الاستراتيجية لزعزعة استقرار المنطقة التى يكثر فيها ابار النفط, سرعان ما تجاوب الاكراد مع الخطط الاميركية بعدما تلقوا وعدا بانشاء دولة خاصة بهم فتمردوا على الحكومة العراقية الموالية للاتحاد السوفياتي. كما كان الهدف من هذا النشاط الاستخباراتي هو مساعدة شاه إيران تسوية نزاع حدودي مع العراق بشكل ايجابي. بعد أن تم التوصل إلى تسوية عراقية-ايرانية سحبت وكالة الاستخبارات المركزية دعمها من الأكراد الذين ما لبسوا ان سحقوا من قبل جيش صدام حسين.
القوات الانغولية (مرتزقة):
في عام 1975 وبعد سنوات من القتال الدموي والاضطرابات المدنية في أنغولا, رضخت البرتغال لتخلي عن سيطرتها على آخر مستعمراتها الأفريقية. تم الاتفاق على ان يكون 11 نوفمبر يوم العملية الانتقالية تلك, على ان تكون السلطة للفريق السياسي الذي يسيطر على العاصمة. في الأشهر التي سبقت التغيير تنافست ثلاث مجموعات على السلطة: الحركة الشعبية لتحرير انغولا, الجبهة الوطنية لتحرير أنغولا, والاتحاد الوطني للاستقلال التام لأنغولا (يونيتا). بحلول يوليو\تموز عام 1975 كان الحزب الماركسي الحركة الشعبية لتحرير انغولا قد اطاحت بالجبهة الوطنية لتحرير انغولا والاتحاد الوطني لاستقلال انغولا, واجبرتهما على الخروج من العاصمة (الصراع العسكري الدموي للفوز بجائزة الحكم), هنا تدخلت وكالة الاستخبارات الاميركية لتغيير مسار الحكم ولزيادة الصراعات في البلاد المنهكة بالحروب, خلال هذا صرفت الوكالة اكثر من 30 مليون دولار على العملية الاستخباراتية الأنغولية, الجزء الأكبر من المال ذهب لشراء الأسلحة ودفع فواتير استقدام المرتزقة من فرنسا وجنوب أفريقيا, الذين قاتلوا لجانب الجبهة الوطنية لتحرير انغولا والاتحاد الوطني لاستقلال انغولا. على الرغم من وجود أدلة قاطعة على تورط السي اي ايه بتلك العملية نفى المسؤولون الاميركيون بشكل قاطع أي تورط في الصراع الأنغولي. في النهاية لم تثمر المغامرة الاعسكرية الاميركية الا عن مزيد من الخسائر المدنية في البلاد, في حين لا تزال الحركة الشعبية لتحرير انغولا تحكم البلاد الى يومنا هذا.
المجاهدون الافغان:
بدأ الدعم السري لجماعات التي تقاتل ضد الغزو السوفييتي لأفغانستان في عهد الرئيس جيمي كارتر في عام 1979، وتكثفت عمليات الدعم خلال إدارة الرئيس رونالد ريغان. نجحت العملية في تحقيق هدفها الأول, واضطر السوفيات لسحب قواتها في عام 1987. ولسوء الحظ للافغان وكما مخطط له في ادراج السي اي ايه وبمجرد أن غادر السوفييت، تجاهلت الولايات المتحدة الوضع الهش في أفغانستان حيث انهارت البلاد إلى حرب أهلية لمدة خمس سنوات تلاها صعود الحركة التكفيرية لسد الحكم حركة طالبان, مهد هذا لصناعة الارض التى منها سيخرج نجم الارهابي اسامة بن لادن الذي كان يعمل عميلا لسي اي ايه تحت مسمي تيم اوزمان, ومنها بدءات رحلة الالف ميل في تدمير مبادئ الاسلام ودول المسلمين بدء من احداث 11 ايلول 2001.
كتائب الموت السلفادورية:
في عام 1964 اسست السي اي ايه كل من اوردن وانسيسل الشبكتين الاستخباراتية الشبه عسكرية في السلفادور, ومن عقيدتهما الاجرامية تم تشكيل كتائب الموت في السلفادور لاحقا. دربت السي اي ايه زعماء اوردن على استخدام الاسلحة الاميركية الاوتوماتيكية وتكنولوجيا المراقبة والتجسس, وكان هناك عدد من قادة اوردن على لوائح ميزانية الوكالة المالية. كما قدمت وكالة المخابرات المركزية تفاصيل شخصية وسرية عن الأفراد الذين قتلوا لاحقا في السلفادور عبر بديل السي اي ايه في البلاد المعروفة باسم كتائب الموت. خلال الحرب الأهلية في السلفادور (1980-1992) كانت كتائب الموت مسؤولة عن مقتل اكثر من 40 الف نسمة. وحتى بعد أنكشاف تورط السي اي ايه في الحرب الاهلية في السلفادور عام 1984, والتى أجبرت الرئيس ريغان للتنديد بجرائم الوكالة المشتركة مع كتائب الموت في السلفادور فقد واصلت وكالة المخابرات المركزية دعم الارهاب في البلاد.
ثورة نيكاراغوا (كونترا):
في 23 نوفمبر عام 1981 وقع الرئيس رونالد ريغان أحد اهم القرارات السرية الخاصة بالأمن القومي يفوض فيها وكالة السي اي ايه بانفاق 19 مليون دولار لتجنيد عناصر لدعم عملية الكونترا من المرتزقة والمعارضين لحكومة الجبهة الساندينية للتحرير الوطني في نيكاراغوا. خلال عملية دعم الكونترا قامت وكالة المخابرات المركزية بعدة أعمال تخريبية دون معرفة لجان الاستخبارات في الكونغرس الموكلة بإعطاء الموافقة عليها. وردا على ذلك أصدر الكونغرس تعديلات بولاند, التي تحظر وكالة الاستخبارات المركزية عن تقديم المساعدات لعمليات الكونترا. وسعيا لايجاد مصادر بديلة لتمويل تلك العمليات مما أدى إلى فضيحة إيران-كونترا, اضافة الى فضائح ارتباط وكالة المخابرات المركزية بنشاطها الدولي بعمليات تهريب المخدرات. في عام 1988 خلصت اللجنة الفرعية في مجلس الشيوخ الاميركي على ان عمليات تهريب المخدرات ودعم الإرهاب عالميا اتت بدعم أفراد نافذة في تنظيم حركات الكونترا التابعة لسي اي ايه, الامر الذي اوجد اموال خارج اطار الميزانية المحددة للوكالة لتنفيذ مخططات تخريب خارج الحدود الاميركية. وهناك بعض الاشارات الواضحة التى تشير الى ان هناك مسؤولون أميركيون كبار سواء خارج او داخل الوكالة الذين شاركوا في قضايا تهريب وتوزيع المخدرات ليس في أميركا الوسطى واللاتنية انما في جميع انحاء العالم لتمويل غالبية اعمال العنف حول العالم بما فيها جهود الحرب ضد نيكاراغوا.
قوات الانقلاب الهايتي:
في عام 1988 حاولت وكالة الاستخبارات المركزية التدخل في انتخابات هايتي من خلال العمل السري لتقويض حملة الفائز بهذه الانتخابات جان برتراند أريستيد. بعدها ثلاث سنوات أطيح بأريستيد في انقلاب دموي الذي أسفر عن مقتل أكثر من 4 الالاف مدني. وكان العديد من قادة الانقلاب على لوائح رواتب وكالة المخابرات المركزية الاميركية منذ منتصف الثمانينيات, وعلى سبيل المثال إيمانويل “توتو” كونستانت رئيس الجبهة الثورية, تلك العصابة الوحشية التى مارست البلطجة والقتل والتعذيب وضرب المعتقلين, وهو من اعترف لاحقا أنه عميل دفعته وكالة المخابرات المركزية للقيام بتلك الاعمال الاجرامية. اضافة الى هذا فقد اسست وكالة الاستخبارات المركزية المخابرات الهايتية بحجة محاربة تجار وتجارة المخدرات في البلاد, وكانت المخابرات الهايتية تعمل خلال الانقلاب على ترهيب المواطنين والاعداد للاغتيالات السياسية. في عام 1994 تم إرسال قوة أميركية من 20 الف جندي إلى هايتي للسماح أريستيد للعودة للبلاد, ومن المفارقات ان وكالة المخابرات المركزية واصلت العمل مع العصابة الارهابية المسماة الجبهة الثورية والمخابرات الهايتية في الوقت نفسه. في عام 2004 أطيح بأريستيد مرة أخرى, وكان أريستيد قد ادعى على القوات الأميركية انها قد خطفته..
قوات الانقلاب الفنزويلية:
في 11 أبريل عام 2002 حاول بعض القادة العسكريين الفنزويليين إسقاط الرئيس المنتخب ديمقراطيا اليساري هوغو شافيز. انهار الانقلاب بعد يومين بسبب نزول مئات الآلاف من المواطنين إلى الشوارع والتحاق العشرات من الوحدات العسكرية من الجيش بالمتظاهرين. وكانت إدارة جورج بوش الديمقراطية الوحيدة التى لم تدين محاولة الانقلاب تلك. وفقا لمحلل الاستخبارات الاميركية السابق واين مادسن كانت السي اي ايه من نظم هذا الانقلاب قائلا: “إن أفراد مجموعة العمليات الخاصة حصلت على دعم من وكالة المخابرات المركزية، برئاسة ضابط كبير برتبة مقدم والذي يعمل في قيادة العمليات الخاصة الأميركية في ثكنة فورت براغ بولاية نورث كارولينا للمساعدة في تنظيم هذا الانقلاب ضد شافيز”.
ما حاولت شرحه وقوله هنا في هذه السلسلة البسيطة والقصيرة هي ان هناك من يوجد على شاشات التلفزة والاعلام العربي جاء ليخبرنا بانه لا يدرى من ان تأتي تلك التنظيمات الارهابية امثال القاعدة وداعش والنصرة, وخاصة في منطقتنا التى اصبح هذا الوباء يفتك بها وبشعبها المسالم, ما اود قوله ان خبرات طويلة عند قادة الانغلوساكسون في عملية صناعة الارهاب وفرق الموت يمكن ان تتجمع تحت تأثير مصطلحات دينية ووطنية, وحتى اقتصادية بسبب قلة الوظائف والمردود المادي, اضافة الى حب المغامرة عند بعض الشباب الذي عاش تحت تأثير العاب الفيديو القتالية والرسوم المتحركة لابطال يريد من هذا المقاتل الذي يتم صناعته داخل غرفة الجلوس في بيته وامام ناظر والديه ان يتشبه ببطله السينمائي المفضل صاحب العضلات المفتولة والانتصارات الخارقة, والاهم والاخطر بنظري هنا ان خط دفاع اميركا وبريطانيا الاول, والذي يسعي دائما لحماية تلك الدول وادراتها الدموية الارهابية التى لم تترك شعب حول العالم الا واثخنته بالجراح هو نحن من خلال شاشات التلفزة التى لا تتردد بتوجيه التهم الى من حولها فقط لابعاد التهم عن القاتل الحقيقي الذي يسكن في واشنطن ولندن
’النووي العربي’ : ما الذي يفسر كل هذا الحقد؟
عقيل الشيخ حسين
السعودية و"داعش" تتسابقان نحو امتلاك السلاح النووي. والأكيد أن جهات إرهابية وتكفيرية أخرى، دولاً وتنظيمات، لن تتأخر في الانضمام إلى هذا السباق. هستيريا حقيقية لا تفسير لها غير خروج المنطقة من زمن الهزائم ودخولها زمن الانتصارات.
شيء لا يصدق. هل يمكن لمن عاشوا في الخمسينات والستينات، يوم النهوض القومي العربي الكبير، يوم كانت تخفق قلوب العرب على إيقاع ثورة الجزائر، وعنفوان بور سعيد، وعظمة "هنا القاهرة من دمشق"، هل يمكنهم أن يتصوروا كل هذا الموت الذي بات يضرب الانتماء إلى العروبة؟
هل يمكنهم أن يتصوروا الأفاعيل التي يفعلها اليوم عرب بعرب آخرين؟ قتلاً وتدميراً وتجويعاً وسبياً وهتكاً لكل شرف وكرامة؟
هل يمكنهم أن يتصوروا سعي بعض العرب إلى امتلاك سلاح نووي. لا لاستخدامه ضد العدو الصهيوني الذي اغتصب فلسطين واستباح حرماتها ومقدساتها وقتل شعبها وشرده بين المنافي القريبة والبعيدة ... ولا ضد العدو الأميركي أو الفرنسي أو البريطاني المسؤولين عن دماء عشرات الملايين من العرب في العراق والجزائر وغيرهما من البلدان والأمصار.
حلفاء استراتيجيون
لا ضدَّ أحد من هؤلاء، لأن هؤلاء أصبحوا اليوم أحبة وحلفاء استراتيجيين ! بل ضدّ أشقاء عرب، كل ذنبهم أنهم يسعون إلى التحرر وتحرير الشعوب العربية من الهيمنة الخارجية والاحتلال الإسرائيلي.
هلع هستيري يجمع الصهاينة والمتصهينين العرب نتيجة لانتصارات محور المقاومة
وضد من يسمونهم بالفرس والصفويين والمجوس، مع أن هؤلاء لم يسبق لهم في الماضي أو الحاضر أن قتلوا أحداً من العرب. ومع أن هؤلاء كانوا أيضاً أحبة وحلفاء استراتيجيين يوم كان الشاهنشاه (الفارسي والصفوي والمجوسي) يخدم مشروع الهيمنة ويشكل تهديداً لقضايا العرب الحقيقية لا يقل خطورة عن التهديد الإسرائيلي.
أما اليوم، وتحديداً لأن إيران رفعت راية فلسطين، وتعمل من أجل تحرير القدس، ومن أجل أن يقرر أهل المنطقة مصير المنطقة، فإن هؤلاء العرب، سواء تسموا باسم "السعودية" أو باسم "داعش" يريدون الحصول على سلاح نووي. والكل يعرف أن النووي العربي لن يستخدم، فيما لو استخدم، إلا ضد العرب الحقيقيين وأصدقاء العرب الحقيقيين.

داعش
كيف أمكن للأمور أن تصل إلى هذا المستوى من الحقد والإجرام الذي تأخذه مثلاً حرب السعودية على اليمن، وحرب التكفيريين الذين ترعرعوا في كنف السعودية وحلفائها الإسرائيليين والغربيين على سوريا والعراق ولبنان، على طريق حربهم على جميع الأصقاع والبلدان ؟
وكيف نفهم كل هذا الغليان الحاقد الذي يأتي مباشرة بعد عقود من الهمود والاستكانة التي عاشتها المنطقة العربية طيلة فترة الاستسلام العربي أمام الكيان الصهيوني؟ وبأية معجزة تحول الذل العربي أمام "إسرائيل" إلى نخوة وحمية وشجاعة أمام إيران ومحور المقاومة!؟
الحلم العربي !
الإجابة على هذه التساؤلات بسيطة جداً: "انكسار الحلم العربي". مع التنويه بأن كلمة "عربي" يتطابق معناها هنا مع معناها في عبارة "التحالف العربي" الذي تقوده السعودية في حربها على اليمن، كفصل من فصول حروبها على كل مسعى تحرري في المنطقة وخارج المنطقة (من باب التحالف الاستراتيجي، تقوم السعودية بتمويل الكثير من حروب أميركا في أربع أقطار العالم).
ولكن ما هو ذلك الحلم العربي الذي انكسر؟ إنه الحلم بدوام الحال، الحال المتمثل باستقرار أوضاع المنطقة على ما هي عليه: مشايخ نفط أثرياء يحكمون ويبذخون على هواهم، ويشترون بالمال كل ما يشتهون. حتى الثورات والجيوش والشعوب. وفي المقابل، شعوب مقهورة وجائعة. ومشاريع أميركية وإسرائيلية تتحرك قدماً دون أي عائق.
بأية معجزة تحوَّل الذل العربي أمام "إسرائيل" إلى نخوة وحمية وشجاعة أمام إيران ومحور المقاومة !؟
وإحساس عميق في مشيخات النفط وعند سائر المتصهينين العرب بالأمان والاطمئنان نتيجة لتراجع المشروع العربي التحرري بفعل هزيمة العام 1967 التي كرست الجيش الإسرائيلي جيشاً لا يقهر، وحامياً لعروش الحكام السائرين في ركاب مشاريع الهيمنة.
لكن الإحساس بالأمان والاطمئنان يتبخر دفعة واحدة ويخلي المجال للهلع: هذا الجيش الذي احتفظ طيلة عقود بتفوقه المطلق على جميع الجيوش العربية مجتمعة، ووفر الإحساس بالأمان والاطمئنان لمشايخ النفط، فرَّ هارباً من لبنان عام 2000، تحت وقع ضربات المقاومة الإسلامية المحدودة الإمكانيات من حيث العديد والعدة.
ثم تطور الهلع إلى هستيريا مع هزيمة الجيش الصهيوني في صيف العام 2006، وخصوصاً مع عدم جرأته خلال السنوات اللاحقة على القيام بأية محاولة لاستعادة هيبته المفقودة.
الكيان الصهيوني يمتلك المئات من الرؤوس النووية. لكنه، ورغم كل ما يتمتع به من قذارة على المستوى الأخلاقي، وجد من يعفيه من تحمل التبعات الأخلاقية لمجازر ارتكبت بأسلحة تقليدية في دير ياسين وكفرقاسم وجنين وغزة وقانا وبحر البقر وصبرا وشاتيلا... فالسعودية وأخواتها و"داعش" وأخواتها يثبتون كل يوم استعدادهم الكامل لتنفيذ كل ما يطمح إليه الصهاينة وحماتهم من مهمات قذرة، بما فيها استخدام النووي.
وقد يستخدمونه فعلاً. لكنهم لن يضيفوا بذلك غير القتل والدمار بحق شعوب أصبح القتل والدمار بمثابة زادها اليومي. وسيفتحون على أنفسهم أبواب جهنم، وسيستمر مسار التاريخ نحو انتصار قضية العدل والحق.
***
* أهم جيوش المرتزقة السرية التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية

لؤي عواضة
في العصر الذي تجتاح فيه العالم فوبيا داعش, وينكب فيه وللاسف عدد كبير من المفكرين لمعرفة نشأة هذا التنظيم الارهابي الذي اساء للاسلام والمسلمين, وللانسان والانسانية, ثمة من نسي وتناسي بفعل الزمن ان الاستخبارات الاميركية تملك خبرة 80 سنة عن كيفية تكوين عصابات ارهابية لزعزعة استقرار الدول التى تكون هدف للاجندة الانغلوساكسونية, هؤلاء المفكرون والاعلاميون الذين يعملون على نسج خيوط اسباب وجود تنظيم داعش الاميركي وكيفية دعمه ماديا غالبا ما اصيبوا بالفشل بسبب قلة المعرفة عند البعض بالحقيقة الاميركية والمشروع الانغلوساكسوني السري, واخرون عملوا على ابعاد الشبهات عن اسيادهم في اميركا ومن خلفها بريطانيا.
لدى الولايات المتحدة تاريخ معروف بتقديم الدعم العسكري للبلدان المحتاجة. ولكن ما لا يعرفه الكثير عن دور اميركا الخفي بتاجيج الحروب والذي يبدأ من صناعة عصابات سرية لتكون جيوش بديلة تعمل على خدمة مشاريعها حول العالم, وغالبا ما تسمى بالجيوش الحرة التى تسعى لتحرير البلاد من سلطة رئيس البلاد الديكتاتوري, وهذا لتبرير سيطرة اميركا على تلك البلاد سياسيا وامنيا واقتصاديا وخاصة على البنوك المركزية ووزارات المال فيها, كان هناك العديد من تلك التجارب التى اصابت النجاح, وكان هناك أيضا عددا كبيرا من الإخفاقات. وهنا سنعمد لتقديم عددا من هذه الحركات الثورية التى هي في الحقيقة جيوش سرية خاضعة مباشرة لوكالة الاستخبارات المركزية السي اي ايه, وفي الغالب تصنع هذه الجيوش لمرحلة زمنية معينة تنتهي عند انتهاء هذه المهمة القذرة ليتم استبدال هذه الجيوش بطبقة سياسية حقيرة من مصاصي دماء الشعوب المدعومة من البيت الابيض, والتى تشبه لحد كبير فريق رفيق الحريري الحاكم في لبنان وال سعود في بلاد الحجاز وحكام كوريا الجنوبية واليابان وبورتوريكو وبلغاريا ورومانيا اليوم….الخ
حركة بارتيزان الاوكرانية:
بين اعوام 1945-1952 قامت وكالة المخابرات المركزية بتدريب حركة بارتيزان الاوكرانية وتزويدها بالسلاح, اضافة الى دعمها من الجو بالتعليمات وبعض الغارات الجوية لمجابهة الاتحاد السوفياتي وزعزعة استقرار المنطقة, وفي الاصل كان الالمان من اسس لهذه المنظمة لمحاربة السوفيات خلال الحرب العالمية الثانية. لمدة سبع سنوات اتخذت تلك المنظمة من جبال كاربات مقرا لها, وكانت تخطط وتشن هجماتها المتفرقة منها. في عام 1952 اضطرت القوات السوفياتية لشن حملة ضخمة ادت الى سحق حركة بارتيزان الاوكرانيا نهائيا.
اللواء الصيني في بورما:
بعد الانتصار الكبير للفكر الشيوعي في الصين فر الجنود الصينيين ذو النزعة القومية الى شمال بورما. خلال النصف الاول من الخمسينيات استطاعت وكالة الاستخبارات المركزية تجنيد هؤلاء الجنود وإنشاء لواء من 12 الف رجل الذين بدؤوا بالاغارة على الاراضي الصينية بمساعدة السي اي ايه. بعدها بدء قادت السي اي ايه وقادة هذا اللواء بتوجيه اهتماماتهم الى اراضي بورما بعدما تبين لهم ان التركيز على زراعة الافيون في بورما تجارة فيها ربح اكبر من تجارة الحروب, وهو ما اثر في سياسات السي اي ايه لاحقا في بورما وفيتنام وكمبوديا ونيبال, بحيث اصبحت تلك البلاد مصدر ثراء وكالة الاستخبارات الاميركية المركزية التى تعتبر اكبر تجار المخدرات حول العالم..
جيش الثوار الغواتيمالي:
بعد مصادقة الرئيس الغواتيمالي جاكوبو أربينز من الحزب الشيوعي على مصادرة 400 الف فدان من مزارع الموز التابعة لشركة الفاكهة المتحدة الاميركية التى تعود بملكيتها لعائلة روكفلر, قررت الوكالة بإطاحة به وبحكومته. تم تدريب المتمردين غواتيمالا في هندوراس, وتم دعمهم بالغارات الجوية والمعلومات الاستخباراتية, غزا هذا الجيش الهجين من المرتزقة غواتيمالا في عام 1954 وسقط نظام أربينز على اثرها, اذا المعركة الحقيقية كانت بين شركة اميركية والدولة في غواتيمالا
ثوار سومطرة:
في محاولة للاطاحة بالرئيس الاندونيسي سوكارنو في عام 1958 أرسلت وكالة المخابرات المركزية خبراء من القوات العسكرية وخبراء الحروب النفسية والاعلام والتكنولوجيا لجزيرة سومطرة لتنظيم هذا الانقلاب الذي سمي ثورة. مع الدعم الجوي لوكالة المخابرات المركزية هاجم جيش المتمردين البلاد لكنه هزم سريعا. ونفت الحكومة الأميركية تورطها بهذه الحرب حتى بعد اسقاط النفاثة ب-26 والقبض على الرائد في الوكالة ألن بوب.
فرسان غامبا:
بعد الغزو الصيني للتبت عام 1950 بدأت وكالة الاستخبارات المركزية تجنيد عناصر للانضمام الى فرسان غامبا, وامتاز هؤلاء المحاربين بالفكر العقائدي, وكانوا يتخذون من الدلاي لاما زعيما روحيا لهم, الذي كان يبيح لهم ما لا يباح خدم لاسياده في اميركا (على غرار داعش), وكان عدد كبيرا منهم هرب الى الهند 1959.
تم تدريب هؤلاء المقاتلين في القاعدة العسكرية للتدريب المرتزقة كامب هايل, في منطقة جبال روكي بالقرب من مدينة لييدفيل, كولورادو. تم نقل هؤلاء المقاتلين مجددا الى التبت عبر السي اي ايه وشركة اير اميركان بحيث استطاعوا تجنيد عدد كبير من شباب التبت, وصل عدد هؤلاء الجنود الى الكثر من 14 الف جندي, في منتصف الستينيات تخلى السي اي ايه عن هؤلاء المقاتلين بعد فشلهم في المهمة الملقاة على عاتقهم, تابع بعض افراد هذه المنظمة بحربها مع الصين بدون دعم حتى عام 1970, وانتهوا بعدها ولم تقم لهم قائمة.
جيش تحرير خليج الخنازير:
في عام 1960 استطاعت السي اي ايه تجنيد اكثر من 1500 مقاتل من اللاجئين الكوبيين الذين يعيشون في ميامي, والذين استطاعوا تنظيم هجوما مفاجئا على كوبا وفيدل كاسترو. تم تدرب هؤلاء المقاتلين في قاعدة اميركية في غواتيمالا, تمكن هذا الجيش الصغير المدعوم من القوة الجوية المؤلفة من طائرات بي-26 من الانزال في منطقة خليج الخنازير في نيسان 19 1961, انتهت تلك العملية الخاطئة سريعا بسبب سوء التخطيط مما ادى الى كارثة استخبارتية, لأن جميع هؤلاء المقاتلين اما انهم لقوا حتفهم او اسروا خلال ثلاثة ايام فقط, باستثناء ما يقارب 150 رجل.
جيش لاوس السري:
في عام 1962 جند عملاء المخابرات المركزية الاميركية رجال من قبائل ميو الذين يعيشون في جبال لاوس لمحاربة القوات الحكومية ذات التوجه الشيوعي باسلوب حرب العصابات, اطلقت السي اي ايه اسم جيش لاوس السري على العصابات المدربة حديثا لشن حروب بالوكالة نيابة عن واشنطن, وكانت السي اي ايه دفعت الاموال لزعماء القبائل لتزويدهم بالرجال بحيث وصل تعداد هذه القوات الى 30 الف نسمة. دفعت قبيلة الميو الثمن غاليا, اذ كان تعداد هذه القبيلة في عام 1962 اكثر من ربع مليون نسمة, وصل هذا الرقم الى 10 الالاف نسمة فقط في حدود عام 1975, الذين اصبحوا من الفارين ولجئوا إلى تايلندا هربا من النهاية الحتمية.
مرتزقة نانغ:
كان هناك قوم من الاصول الصينية تعيش في جبال فيتنام, ويطلق عليهم اسم نانغ, تمكنت الاستخبارات الاميركية من استئجار خدماتهم وتدريبهم ليصبحوا مرتزقة, وذاع صيتهم خلال فترة الحرب الفيتنامية, وعرفوا بوحشيتهم واجرامهم الذي يشابه جرائم داعش هذه الايام, واصاب اهل فيتنام الخوف الشديد لمجرد السماع باقتراب مرتزقة النانغ من قرية او مدينة ما, وعاثوا بالمنطقة فسادا من قتل وذبح واغتصاب تماما مثل تنظيم داعش الاميركي اليوم, وكان سكان المدن والقرى تفر من مناطقها وتترك ارزاقها عند السماع بقدوم هذا التنظيم الارهابي الى مناطقهم, وانتشروا على منطقة جغرافية كبيرة في فيتنام معلنين قيام دولتهم على طول منطقة هوشي مينه تريل (داعش يملك دولة مشابه اليوم) لاحقا اصبحت نفاقات مرتزقة النانغ مكلفة جدا, لأنهم رفضوا القتال ما لم يتم تزويدهم بالمشروبات الكحولية والعاهرات باستمرار, وهذا بأعتقادي ما سيكون مصير مرتزقة داعش الاميركية في غضون السنوات القادمة.
جيش البيرو الحر:
عندما فشل جيش البيرو بحسم حرب العصابات مع المتمردين في محافظات البلاد الشرقية الواقعة على ضفاف نهر المازون, طلب المساعدة من واشنطن في منتصف السيتينيات. قامت وكالة المخابرات المركزية بإنشاء معسكر محصن في المنطقة, وعمدوا الى تجنيد اهالي المناطق الشرقية في البيرو من المحليين, الذين تم تدريبهم من قبل أفراد القبعات الخضر والذين شارك منهم في الحرب على سبيل الاعارة من الجيش الأميركي. بعد سحق المتمردين تم حل وحدة النخبة بسبب مخاوف من أنها قد تقوم بانقلاب عسكري ضد الحكومة الموالية لواشنطن.
قوات الكونغو (مرتزقة):
في عام 1964 وخلال الحرب الأهلية الكونغولية أنشئت وكالة المخابرات المركزية جيش في الكونغو لدعم القادة الموالين للغرب امثال سيريل ادولا وجوزيف موبوتو. قامت السي اي ايه باستيراد مرتزقة من اوروبا واللاجئين الكوبين في اميركا للقيام بتلك المهمة القذرة, وقامت السي اي ايه بدعمهم بغارات جوية لضمان تحقيق اهداف تلك الحملة العسكرية على الشعب الكونغولي.
الانقلاب الكمبودي:
لأكثر من 15 عاما حاولت وكالة الاستخبارات المركزية بشتى الوسائل التى فشلت للتخلص من الأمير نورودوم سيهانوك ذو الميول اليساري, بما في ذلك عدة محاولات اغتيال. ومع ذلك في مارس عام 1970 حدث انقلاب دعمته وكالة المخابرات المركزية بتمويل من أموال دافعي الضرائب الأميركية انتهي بالاطاحة بالامير نورودوم, كان هذا المسلحين يستخدمون كافة الأسلحة الاميركية, وقد تم تدربهم على يد القوات الاميركية القبعات الخضراء, وتم تسمية القوات المناهضة للامير سيهانوك بقوات الخمير التى اجتاحت العاصمة وسيطرت على الحكومة. وبمباركة من وكالة المخابرات المركزية وإدارة الرئيس نيكسون وضعت السلطة على كمبوديا بيد لون نول الذي قام بوقت لاحق بارسال جنوده لارتكاب مجازر بعشرات الآلاف من المدنيين.
الثوار الاكراد:
في أوائل السبعينيات قامت السي اي ايه بانشاء قاعدة لها في مناطق تواجد الاكراد لتنظيم وتزويد الأكراد بعتاد العسكري والخطط الاستراتيجية لزعزعة استقرار المنطقة التى يكثر فيها ابار النفط, سرعان ما تجاوب الاكراد مع الخطط الاميركية بعدما تلقوا وعدا بانشاء دولة خاصة بهم فتمردوا على الحكومة العراقية الموالية للاتحاد السوفياتي. كما كان الهدف من هذا النشاط الاستخباراتي هو مساعدة شاه إيران تسوية نزاع حدودي مع العراق بشكل ايجابي. بعد أن تم التوصل إلى تسوية عراقية-ايرانية سحبت وكالة الاستخبارات المركزية دعمها من الأكراد الذين ما لبسوا ان سحقوا من قبل جيش صدام حسين.
القوات الانغولية (مرتزقة):
في عام 1975 وبعد سنوات من القتال الدموي والاضطرابات المدنية في أنغولا, رضخت البرتغال لتخلي عن سيطرتها على آخر مستعمراتها الأفريقية. تم الاتفاق على ان يكون 11 نوفمبر يوم العملية الانتقالية تلك, على ان تكون السلطة للفريق السياسي الذي يسيطر على العاصمة. في الأشهر التي سبقت التغيير تنافست ثلاث مجموعات على السلطة: الحركة الشعبية لتحرير انغولا, الجبهة الوطنية لتحرير أنغولا, والاتحاد الوطني للاستقلال التام لأنغولا (يونيتا). بحلول يوليو\تموز عام 1975 كان الحزب الماركسي الحركة الشعبية لتحرير انغولا قد اطاحت بالجبهة الوطنية لتحرير انغولا والاتحاد الوطني لاستقلال انغولا, واجبرتهما على الخروج من العاصمة (الصراع العسكري الدموي للفوز بجائزة الحكم), هنا تدخلت وكالة الاستخبارات الاميركية لتغيير مسار الحكم ولزيادة الصراعات في البلاد المنهكة بالحروب, خلال هذا صرفت الوكالة اكثر من 30 مليون دولار على العملية الاستخباراتية الأنغولية, الجزء الأكبر من المال ذهب لشراء الأسلحة ودفع فواتير استقدام المرتزقة من فرنسا وجنوب أفريقيا, الذين قاتلوا لجانب الجبهة الوطنية لتحرير انغولا والاتحاد الوطني لاستقلال انغولا. على الرغم من وجود أدلة قاطعة على تورط السي اي ايه بتلك العملية نفى المسؤولون الاميركيون بشكل قاطع أي تورط في الصراع الأنغولي. في النهاية لم تثمر المغامرة الاعسكرية الاميركية الا عن مزيد من الخسائر المدنية في البلاد, في حين لا تزال الحركة الشعبية لتحرير انغولا تحكم البلاد الى يومنا هذا.
المجاهدون الافغان:
بدأ الدعم السري لجماعات التي تقاتل ضد الغزو السوفييتي لأفغانستان في عهد الرئيس جيمي كارتر في عام 1979، وتكثفت عمليات الدعم خلال إدارة الرئيس رونالد ريغان. نجحت العملية في تحقيق هدفها الأول, واضطر السوفيات لسحب قواتها في عام 1987. ولسوء الحظ للافغان وكما مخطط له في ادراج السي اي ايه وبمجرد أن غادر السوفييت، تجاهلت الولايات المتحدة الوضع الهش في أفغانستان حيث انهارت البلاد إلى حرب أهلية لمدة خمس سنوات تلاها صعود الحركة التكفيرية لسد الحكم حركة طالبان, مهد هذا لصناعة الارض التى منها سيخرج نجم الارهابي اسامة بن لادن الذي كان يعمل عميلا لسي اي ايه تحت مسمي تيم اوزمان, ومنها بدءات رحلة الالف ميل في تدمير مبادئ الاسلام ودول المسلمين بدء من احداث 11 ايلول 2001.
كتائب الموت السلفادورية:
في عام 1964 اسست السي اي ايه كل من اوردن وانسيسل الشبكتين الاستخباراتية الشبه عسكرية في السلفادور, ومن عقيدتهما الاجرامية تم تشكيل كتائب الموت في السلفادور لاحقا. دربت السي اي ايه زعماء اوردن على استخدام الاسلحة الاميركية الاوتوماتيكية وتكنولوجيا المراقبة والتجسس, وكان هناك عدد من قادة اوردن على لوائح ميزانية الوكالة المالية. كما قدمت وكالة المخابرات المركزية تفاصيل شخصية وسرية عن الأفراد الذين قتلوا لاحقا في السلفادور عبر بديل السي اي ايه في البلاد المعروفة باسم كتائب الموت. خلال الحرب الأهلية في السلفادور (1980-1992) كانت كتائب الموت مسؤولة عن مقتل اكثر من 40 الف نسمة. وحتى بعد أنكشاف تورط السي اي ايه في الحرب الاهلية في السلفادور عام 1984, والتى أجبرت الرئيس ريغان للتنديد بجرائم الوكالة المشتركة مع كتائب الموت في السلفادور فقد واصلت وكالة المخابرات المركزية دعم الارهاب في البلاد.
ثورة نيكاراغوا (كونترا):
في 23 نوفمبر عام 1981 وقع الرئيس رونالد ريغان أحد اهم القرارات السرية الخاصة بالأمن القومي يفوض فيها وكالة السي اي ايه بانفاق 19 مليون دولار لتجنيد عناصر لدعم عملية الكونترا من المرتزقة والمعارضين لحكومة الجبهة الساندينية للتحرير الوطني في نيكاراغوا. خلال عملية دعم الكونترا قامت وكالة المخابرات المركزية بعدة أعمال تخريبية دون معرفة لجان الاستخبارات في الكونغرس الموكلة بإعطاء الموافقة عليها. وردا على ذلك أصدر الكونغرس تعديلات بولاند, التي تحظر وكالة الاستخبارات المركزية عن تقديم المساعدات لعمليات الكونترا. وسعيا لايجاد مصادر بديلة لتمويل تلك العمليات مما أدى إلى فضيحة إيران-كونترا, اضافة الى فضائح ارتباط وكالة المخابرات المركزية بنشاطها الدولي بعمليات تهريب المخدرات. في عام 1988 خلصت اللجنة الفرعية في مجلس الشيوخ الاميركي على ان عمليات تهريب المخدرات ودعم الإرهاب عالميا اتت بدعم أفراد نافذة في تنظيم حركات الكونترا التابعة لسي اي ايه, الامر الذي اوجد اموال خارج اطار الميزانية المحددة للوكالة لتنفيذ مخططات تخريب خارج الحدود الاميركية. وهناك بعض الاشارات الواضحة التى تشير الى ان هناك مسؤولون أميركيون كبار سواء خارج او داخل الوكالة الذين شاركوا في قضايا تهريب وتوزيع المخدرات ليس في أميركا الوسطى واللاتنية انما في جميع انحاء العالم لتمويل غالبية اعمال العنف حول العالم بما فيها جهود الحرب ضد نيكاراغوا.
قوات الانقلاب الهايتي:
في عام 1988 حاولت وكالة الاستخبارات المركزية التدخل في انتخابات هايتي من خلال العمل السري لتقويض حملة الفائز بهذه الانتخابات جان برتراند أريستيد. بعدها ثلاث سنوات أطيح بأريستيد في انقلاب دموي الذي أسفر عن مقتل أكثر من 4 الالاف مدني. وكان العديد من قادة الانقلاب على لوائح رواتب وكالة المخابرات المركزية الاميركية منذ منتصف الثمانينيات, وعلى سبيل المثال إيمانويل “توتو” كونستانت رئيس الجبهة الثورية, تلك العصابة الوحشية التى مارست البلطجة والقتل والتعذيب وضرب المعتقلين, وهو من اعترف لاحقا أنه عميل دفعته وكالة المخابرات المركزية للقيام بتلك الاعمال الاجرامية. اضافة الى هذا فقد اسست وكالة الاستخبارات المركزية المخابرات الهايتية بحجة محاربة تجار وتجارة المخدرات في البلاد, وكانت المخابرات الهايتية تعمل خلال الانقلاب على ترهيب المواطنين والاعداد للاغتيالات السياسية. في عام 1994 تم إرسال قوة أميركية من 20 الف جندي إلى هايتي للسماح أريستيد للعودة للبلاد, ومن المفارقات ان وكالة المخابرات المركزية واصلت العمل مع العصابة الارهابية المسماة الجبهة الثورية والمخابرات الهايتية في الوقت نفسه. في عام 2004 أطيح بأريستيد مرة أخرى, وكان أريستيد قد ادعى على القوات الأميركية انها قد خطفته..
قوات الانقلاب الفنزويلية:
في 11 أبريل عام 2002 حاول بعض القادة العسكريين الفنزويليين إسقاط الرئيس المنتخب ديمقراطيا اليساري هوغو شافيز. انهار الانقلاب بعد يومين بسبب نزول مئات الآلاف من المواطنين إلى الشوارع والتحاق العشرات من الوحدات العسكرية من الجيش بالمتظاهرين. وكانت إدارة جورج بوش الديمقراطية الوحيدة التى لم تدين محاولة الانقلاب تلك. وفقا لمحلل الاستخبارات الاميركية السابق واين مادسن كانت السي اي ايه من نظم هذا الانقلاب قائلا: “إن أفراد مجموعة العمليات الخاصة حصلت على دعم من وكالة المخابرات المركزية، برئاسة ضابط كبير برتبة مقدم والذي يعمل في قيادة العمليات الخاصة الأميركية في ثكنة فورت براغ بولاية نورث كارولينا للمساعدة في تنظيم هذا الانقلاب ضد شافيز”.
ما حاولت شرحه وقوله هنا في هذه السلسلة البسيطة والقصيرة هي ان هناك من يوجد على شاشات التلفزة والاعلام العربي جاء ليخبرنا بانه لا يدرى من ان تأتي تلك التنظيمات الارهابية امثال القاعدة وداعش والنصرة, وخاصة في منطقتنا التى اصبح هذا الوباء يفتك بها وبشعبها المسالم, ما اود قوله ان خبرات طويلة عند قادة الانغلوساكسون في عملية صناعة الارهاب وفرق الموت يمكن ان تتجمع تحت تأثير مصطلحات دينية ووطنية, وحتى اقتصادية بسبب قلة الوظائف والمردود المادي, اضافة الى حب المغامرة عند بعض الشباب الذي عاش تحت تأثير العاب الفيديو القتالية والرسوم المتحركة لابطال يريد من هذا المقاتل الذي يتم صناعته داخل غرفة الجلوس في بيته وامام ناظر والديه ان يتشبه ببطله السينمائي المفضل صاحب العضلات المفتولة والانتصارات الخارقة, والاهم والاخطر بنظري هنا ان خط دفاع اميركا وبريطانيا الاول, والذي يسعي دائما لحماية تلك الدول وادراتها الدموية الارهابية التى لم تترك شعب حول العالم الا واثخنته بالجراح هو نحن من خلال شاشات التلفزة التى لا تتردد بتوجيه التهم الى من حولها فقط لابعاد التهم عن القاتل الحقيقي الذي يسكن في واشنطن ولندن
تعليق