* كيف تم رصد البغدادي واستهدافه؟
خلية الصقور الاستخبارية استهدفت البغدادي وقادة التنظيم في الكرابلة
عملية أمنية استخبارية ناجحة أدت إلى استهداف زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، كيف استطاعت خلية الصقور الاستخبارية العراقية رصد البغدادي واستهدافه؟

لم تمهل خلية الصقور الاستخبارية العراقية نفسها كثيراً بعد آخر عملية نوعية نفذتها. أبو بكر البغدادي زعيم داعش وكبار قادة التنظيم هدفٌ لصواريخ طائرات الخلية.
القصة بدأت عند انتصاف النهار، عندما تحركت سبع سيارات ونقلت البغدادي من الأراضي السورية إلى مقر الاجتماع المقرر في بيت مسؤول اللجنة الامنية في التنظيم ابو سعد الكربولي في الكرابلة التي لا تبعد اكثر من عشرة كيلومترات عن الحدود السورية، والتي شهدت لاحقا حظر تجوال فرضه التنظيم بعد العملية التي استهدفت البغدادي وخليتـه المقربة.
سبب مجيء البغدادي الى العراق الإشراف على العمليات التي يقودها التنظيم، واختيار قائد عراقي للعمليات بدل أبو يحيى الصيني، الذي عين سابقا بدلاً عن ابو مهند السويداوي الذي قتل خلال عملية احتلال الرمادي.
من بين الحضور في الاجتماع المستهدف الكربولي وابو عمر الكبيسي مسؤول الحسبة في داعش، ومن يلقب بالشيباني الغريب، مسؤول ادارة العمليات الاعلامية.
كما لم تمهل الخلية نفسها في الاعلان، لم تمهل غرفة العمليات المشتركة في بغداد بعد تقاطع معلوماتها مع مصادرها وتحليل الصور، جاء الامر أن نفذي القصف على الاهداف من دون تأخير.
ما تأكد لخلية الصقور هو أن البغدادي واثنين من قادة التنظيم قد تم اخلاؤهم جرحى، والوجهة بحسب التقديرات مركز علاج ميداني ليس بعيدا عن وادي حوران اقصى الغرب العراقي حيث الوديان والكهوف، وهكذا فمصيره مجهول.
الضربة الامنية قد تكون نتاج مراقبة الحدود بعد اعتقال قائد بارز في التنظيم ترفض بغداد حتى الآن الإفصاح عن اسمه، وقد تكون نتيجة خطأ لا يـغتفر في سياقات الحركة الأمنية لكبار مسؤولي داعش. لكن الثابت أنها ضربة موجعة تلقاها التنظيم عند اعلى هرمه الامني والقيادي وبخطط ومتابعة عراقية خالصة.
ليست المرة الاولى التي يتعرض فيها التنظيم لضربة من العيار الثقيل. سبق ذلك مقتل ابو عبد الرحمن البيلاوي وزير حرب داعش، وابو مسلم التركماني نائب البغدادي وتنصيب ابو العلاء العفري قائدا مؤقتا بعد اصابة البغدادي في آذار الماضي.
لم ينع التنظيم بعد قائده كما لم تقطع بغداد الشك باليقين حول مصيره، لكنها تتابع بطائراتها سماء غرب العراق كما تتابع الطائرات الاميريكية التحركات وفقا لطلب عراقي استخباراتي.
مات البغدادي او اصيب فإن ذلك لا يخفي حقيقة أن المجهود العراقي قد ادى لأن يقترب البارود الى هذا الحد من الرجل الذي اعلن خلافة داعش. وسواءٌ نعى داعش زعيمه او اخفى الحقيقة او اعلن تنصيب البديل فإن ضربة نوعية بيد عراقية قد وجهت لأكبر تنظيم استهدفت اول قائد مؤسس فيه وعلى الارض التي انشأ عليها خلافته وهدد منها العالم كله.
شاهد تقرير "الميادين" بالصوت والصورة:
https://www.youtube.com/watch?v=5wrvaxjixec
* ما هي الدلالات التي تحملها عملية استهداف البغدادي؟
الهجوم جاء بعد إعلان التنسيق الأمني العراقي الروسي الإيراني السوري
بغض النظر عن المصير الذي سيكون عليه زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، يمثل الهجوم على موكبه تطورا استراتيجيا لا سيما أن محاولات كثيرة جرت لقتل الرجل العصي حتى الآن على أجهزة الاستخبارات منذ ظهوره.
الواضح أن الهجوم اليوم يحظى بأهمية إستثنائية لإستهداف الرجل الأكثر ملاحقة في العالم إضافة إلى قيادات من التنظيم بالتزامن مع انطلاق عمليات عسكرية واسعة باتجاه مناطق سيطرة داعش في العراق.
دلالات الهجوم كثيرة، أولها إعادة الإعتبار إلى القرار والكفاءة العراقية المتكاملة لتحقيق إنجازات نوعية كانت المراحل السابقة قد وسمتها بالتشكيك وعدم القدرة على المواجهة والإنكفاء أمام هجمات مقاتلي داعش في غير منطقة عراقية.
الدلالة الثانية هي أن استهداف البغدادي بعد الإعلان عن التنسيق الأمني والإستخباري مع روسيا وإيران وسوريا يحمل على الإعتقاد بأن ثمارا بدأ قطافها نتيجة لهذه الجهود المشتركة.
ثالث الدلالات تشير إلى أن التنظيم الإرهابي قد يكون يعيش مرحلة إضطراب وهلع بعد الضربات الموجعة التي تلقاها في سوريا لا سيما أنها تركزت على بناه الإستراتيجية من مراكز إتصال وقيادة، ما قد يكون دفع البغدادي وقيادات أساسية إلى الخروج من مراكزهم الخفية بهدف التنسيق وربما بحثا عن ملاذات جديدة.
المراقبون لتطور المواجهة مع داعش يستنتجون تأثيرات عميقة للعمليات العسكرية الجدية والقاسية والشاملة التي يشنها سلاح الجو الروسي والهجمات البرية الجديدة للجيش السوري وحلفائه. تأثيرات تتعدى الساحة السورية لتطال العراق تحديدا وجبهات قتال أخرى مع التنظيم.
داعش هو اليوم في مرحلة تلقي الضربات وربما يكون قد بدأ يفقد السيطرة والتحكم حتى على أمن قادته وهذه لحظة إستثنائية في العلم العسكري لتحقيق ضربات حاسمة.
شاهد تقرير "الميادين" بالصوت والصورة:
https://www.youtube.com/watch?v=BH6UaWSS_P0
خلية الصقور الاستخبارية استهدفت البغدادي وقادة التنظيم في الكرابلة
عملية أمنية استخبارية ناجحة أدت إلى استهداف زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، كيف استطاعت خلية الصقور الاستخبارية العراقية رصد البغدادي واستهدافه؟

لم تمهل خلية الصقور الاستخبارية العراقية نفسها كثيراً بعد آخر عملية نوعية نفذتها. أبو بكر البغدادي زعيم داعش وكبار قادة التنظيم هدفٌ لصواريخ طائرات الخلية.
القصة بدأت عند انتصاف النهار، عندما تحركت سبع سيارات ونقلت البغدادي من الأراضي السورية إلى مقر الاجتماع المقرر في بيت مسؤول اللجنة الامنية في التنظيم ابو سعد الكربولي في الكرابلة التي لا تبعد اكثر من عشرة كيلومترات عن الحدود السورية، والتي شهدت لاحقا حظر تجوال فرضه التنظيم بعد العملية التي استهدفت البغدادي وخليتـه المقربة.
سبب مجيء البغدادي الى العراق الإشراف على العمليات التي يقودها التنظيم، واختيار قائد عراقي للعمليات بدل أبو يحيى الصيني، الذي عين سابقا بدلاً عن ابو مهند السويداوي الذي قتل خلال عملية احتلال الرمادي.
من بين الحضور في الاجتماع المستهدف الكربولي وابو عمر الكبيسي مسؤول الحسبة في داعش، ومن يلقب بالشيباني الغريب، مسؤول ادارة العمليات الاعلامية.
كما لم تمهل الخلية نفسها في الاعلان، لم تمهل غرفة العمليات المشتركة في بغداد بعد تقاطع معلوماتها مع مصادرها وتحليل الصور، جاء الامر أن نفذي القصف على الاهداف من دون تأخير.
ما تأكد لخلية الصقور هو أن البغدادي واثنين من قادة التنظيم قد تم اخلاؤهم جرحى، والوجهة بحسب التقديرات مركز علاج ميداني ليس بعيدا عن وادي حوران اقصى الغرب العراقي حيث الوديان والكهوف، وهكذا فمصيره مجهول.
الضربة الامنية قد تكون نتاج مراقبة الحدود بعد اعتقال قائد بارز في التنظيم ترفض بغداد حتى الآن الإفصاح عن اسمه، وقد تكون نتيجة خطأ لا يـغتفر في سياقات الحركة الأمنية لكبار مسؤولي داعش. لكن الثابت أنها ضربة موجعة تلقاها التنظيم عند اعلى هرمه الامني والقيادي وبخطط ومتابعة عراقية خالصة.
ليست المرة الاولى التي يتعرض فيها التنظيم لضربة من العيار الثقيل. سبق ذلك مقتل ابو عبد الرحمن البيلاوي وزير حرب داعش، وابو مسلم التركماني نائب البغدادي وتنصيب ابو العلاء العفري قائدا مؤقتا بعد اصابة البغدادي في آذار الماضي.
لم ينع التنظيم بعد قائده كما لم تقطع بغداد الشك باليقين حول مصيره، لكنها تتابع بطائراتها سماء غرب العراق كما تتابع الطائرات الاميريكية التحركات وفقا لطلب عراقي استخباراتي.
مات البغدادي او اصيب فإن ذلك لا يخفي حقيقة أن المجهود العراقي قد ادى لأن يقترب البارود الى هذا الحد من الرجل الذي اعلن خلافة داعش. وسواءٌ نعى داعش زعيمه او اخفى الحقيقة او اعلن تنصيب البديل فإن ضربة نوعية بيد عراقية قد وجهت لأكبر تنظيم استهدفت اول قائد مؤسس فيه وعلى الارض التي انشأ عليها خلافته وهدد منها العالم كله.
شاهد تقرير "الميادين" بالصوت والصورة:
https://www.youtube.com/watch?v=5wrvaxjixec
* ما هي الدلالات التي تحملها عملية استهداف البغدادي؟
الهجوم جاء بعد إعلان التنسيق الأمني العراقي الروسي الإيراني السوري
بغض النظر عن المصير الذي سيكون عليه زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، يمثل الهجوم على موكبه تطورا استراتيجيا لا سيما أن محاولات كثيرة جرت لقتل الرجل العصي حتى الآن على أجهزة الاستخبارات منذ ظهوره.
الواضح أن الهجوم اليوم يحظى بأهمية إستثنائية لإستهداف الرجل الأكثر ملاحقة في العالم إضافة إلى قيادات من التنظيم بالتزامن مع انطلاق عمليات عسكرية واسعة باتجاه مناطق سيطرة داعش في العراق.
دلالات الهجوم كثيرة، أولها إعادة الإعتبار إلى القرار والكفاءة العراقية المتكاملة لتحقيق إنجازات نوعية كانت المراحل السابقة قد وسمتها بالتشكيك وعدم القدرة على المواجهة والإنكفاء أمام هجمات مقاتلي داعش في غير منطقة عراقية.
الدلالة الثانية هي أن استهداف البغدادي بعد الإعلان عن التنسيق الأمني والإستخباري مع روسيا وإيران وسوريا يحمل على الإعتقاد بأن ثمارا بدأ قطافها نتيجة لهذه الجهود المشتركة.
ثالث الدلالات تشير إلى أن التنظيم الإرهابي قد يكون يعيش مرحلة إضطراب وهلع بعد الضربات الموجعة التي تلقاها في سوريا لا سيما أنها تركزت على بناه الإستراتيجية من مراكز إتصال وقيادة، ما قد يكون دفع البغدادي وقيادات أساسية إلى الخروج من مراكزهم الخفية بهدف التنسيق وربما بحثا عن ملاذات جديدة.
المراقبون لتطور المواجهة مع داعش يستنتجون تأثيرات عميقة للعمليات العسكرية الجدية والقاسية والشاملة التي يشنها سلاح الجو الروسي والهجمات البرية الجديدة للجيش السوري وحلفائه. تأثيرات تتعدى الساحة السورية لتطال العراق تحديدا وجبهات قتال أخرى مع التنظيم.
داعش هو اليوم في مرحلة تلقي الضربات وربما يكون قد بدأ يفقد السيطرة والتحكم حتى على أمن قادته وهذه لحظة إستثنائية في العلم العسكري لتحقيق ضربات حاسمة.
شاهد تقرير "الميادين" بالصوت والصورة:
https://www.youtube.com/watch?v=BH6UaWSS_P0
تعليق