مسترجع
كتب بواسطة abdul_709 في 01-11-2003 04:28 AM:
النقطة الرابعة والعشرون:- حول ما ذكره الأخ الموسوي مما أسماه غيبة الأنبياء.
خلاصة الحوار في هذه النقطة ما يلي:-
الأخ الموسوي:- نسب الغيبة إلى بعض الأنبياء.
أنا:- بينت بطلان صحة استدلاله على ذلك بعدة أمور، منها العام، ومنها الخاص في حق كل نبي ممن ذكرهم.
فقلت:- (حول استدلالك بما وصفته غيبة الأنبياء على صحة غيبة غائب الاثني عشرية، وذكرك لبعضهم ونسبة الغيبة إليه:-
والجواب بأمرين:- الأمر الأول:- إذا سلمنا بتسمية ذلك غيبة وأنها واقعة على ما تظن، ومشابهة ذلك لما عليه غائب الاثني عشرية، فلا يلزم من وقوع شيء في حق الأنبياء أن يقع مثله في حق من سواهم من الناس عامة ولا من الأئمة خاصة، فقد اختص الله العديد من الأنبياء ببعض المختصات، وليس لأحد أن يدعي أن لإمام ما مثل ما كان لذلك النبي ولا حتى لمن سواه من الأنبياء، فقد اختص الله موسى صلوات الله عليه بأن كلمه تكليما، واختص عيسى صلوات الله عليه بأن ولد من غير أب، واختص سليمان صلوات الله عليه بالملك، واختص محمدا صلوات الله عليه بإباحة تكثر الزوجات إلى فوق الأربع، وتحريم زواج نسائه بأحد من بعده، وغير ذلك من الأمثلة، ولا يعقل يا أخي أنك ستقول إن الله كلم الأئمة وأنهم ولدوا من غير أب وبأن الله آتهم ملكا عظيما وأنه أحل لهم الزواج بأكثر من أربع، وأنه لا يحل لنسائهم أن تنكح من بعدهم).
فأجاب الموسوي على الأمر الأول بقوله:- )أنت كنت تعيب الغيبة فلما قلنا بأمن الآنبياء غابوا يكون هذا جوابك ....لن أعلق أكثر و أتركك تتفكر في قولك)
والجواب:- الأخ القارئ الكريم، فعلا أنا أجبت بهذا الجواب وأنا لازلت مصمما على صحته، فإذا كان للأخ الموسوي أي إبطال لجوابي كان اللازم أن يذكر ردا على كلامي هذا، لا أن يقول ألغازا لا ندري ما مراده منها، ويبدو أن ذلك ليوهم القراء الكرام أنه قد أجاب، بينما لا نرى أي جواب له، فإذا كان مراده أني أقررت بغيبة الأنبياء فهو مخطئ، فأنا قلت:- (إذا سلمنا بتسمية ذلك غيبة وأنها واقعة على ما تظن، ومشابهة ذلك لما عليه غائب الاثني عشرية)، فإذا ظن أن ذلك إقرار مني واعتراف فقد طعن في ثقافته، لأني قلت:- (إذا سلمنا)، وهذا يسمى في علم المناظرة التسليم الجدلي، كما لو قال المسلم للملحد:- إذا لم يكن للكون خالق فما الذي جعل الكون يوجد؟!، فإن قول المسلم هذا ليس إقراراً بعدم الخالق، إنما هو إلزام للخصم بقوله.
* الأخ الموسوي؛ أجب:-
* س155:- أين ردك على كلامي هذا؟!
ثم ذكرت الأمر الثاني من إبطال استدلال الأخ الموسوي بما أسماه غيبة الأنبياء، فقلت:-
(الأمر الثاني:- لا يصح قياس الأئمة على الأنبياء للأسباب التالية:-
السبب الأول:- أن الاثني عشرية لا يجيزون القياس.
السبب الثاني:- أن الإمامة عندهم فوق النبوة درجة وأعلى مقاما، ومن المعلوم أنه لا يصح قياس الأمر الأعلى على الأمر الأدنى.
فأجاب الأخ الموسوي على السبب الأول والثاني بقوله:- (أنا لا أقيس أنا أقول لك أن إمامنا غائب و ثبتت الغيبة من قبل للأنبياء و كنت تعيب علينا و تقول أليس عيباً من الله أن يغيب الإمام كما جاء سابقاً من هذه المداخلة فنقول لك قد غيب الله أنبياء من قبل و ليس أئمة فهل تنسب العيب إلى الله ؟؟؟؟)
وبقوله:- (قلت لك نحن لا نقيس و ليس الحديث في مكانة الإمامة و النبوة بل في الغيبة التي حصلت للإمام و للنبي).
والجواب:- أخي القارئ الكريم لقد قلت فعلا إن الغيبة عيب لا يجوز صدوره من الله لتناقضه مع أعمال وواجبات الإمام، وأما ما ذكره الأخ الموسوي مما أسماه غيبة الأنبياء فقد بينا أنه لا يتعارض مع أعمال وواجبات النبوة، فكل ما جرى في حق الأنبياء إنما كان متناسبا مع التبليغ والدعوة، فموسى مثلا ذهب لمناجاة الله وتلقي الصحف، وهذا أمر تبليغي، فلم يرد الأخ الموسوي على هذا الجانب، كما بينت بإزاء كل نبي المفارقات التي تنفي النقص في حق ما أسماه أخونا الموسوي بالغيبة فلم يرد عليها، ولا ندري لماذا؟؟، ومن أراد التأكد فسنعود إليها في كلامنا أدنى هذا وسنعرض جواب الأخ الموسوي وسنبين أنه لم يكن له عليها أي رد علمي.
وأما قوله:- (و ثبتت الغيبة من قبل للأنبياء)، فإن ذلك بناء على ما يعتقده الأخ الموسوي، أما أنا فقد أجبت على كل ما بنى عليه كلامه هذا، ولم نجد له جوابا علميا على قولي.
وأما قوله:- (فإنت أنكرت الغيبة من الأساس و الآن تقول طول الغيبة و مكانها ... أخي العزيز نقضك كان لمفهوم الغيبة و هذا يتضح جلياً في المداخلة السابقة فما بال نقضك تحرك إلى طول الغيبة و مكانها ؟؟؟؟؟) فجوابه كما سبق أني لازلت عند نفيي صدور الغيبة من الأنبياء، وأني لم أقل (طول الغيبة ومكانها) إلا بناء على قولي:- (إذا سلمنا) وهذا كما سبق أن قلت إنه ليس إقرارا، وإنما هو كما لو قال المسلم للملحد:- (لو لم يكن للكون خالق فكيف وجد الكون)، فذلك ليس اعترافا من المسلم بانتفاء الخالق، وإنما إلزام للخصم بقوله، ولكن يبدو أن الأخ الموسوي لا يفقه هذا، بدليل أنه فهمه على أساس أنه إقرار.
أخي القارئ الكريم، ثم ذكرت السبب الثالث، وهو قولي:- (السبب الثالث:- أن هذا القياس لو سلمنا بصحته فإنه واقع مع الفارق، وهو أن جميع ما ذكرتَه من تغيب منسوب إليهم ليس غيابا مطلقا عن كل زمان ومكان بحيث تستحيل مواصلة صاحبها والالتقاء به، إنما كان ذلك متناسبا مع ما يقتضيه المعتاد من حياة الناس من الذهاب والإياب والتنقل والابتعاد عن مواطن الشر والسوء والمكروه، بحيث لو زال ذلك الداعي زال وقوع وجوب تلك الغيبة، وذلك التغيب بهذه الصورة واقع في حق كل أحد من الناس، ليس في حق الأنبياء المذكورين فقط، وليس في الأمثلة المذكورة فقط، فمثلا ما سميته غياب نبينا محمد في الغار يماثل غيابه عن مكة في المدينة، فسيكون بناء على ذلك غائبا في كل زمان ومكان، باعتبار أن تواجده في مكان ما غيبة عن سائر الأماكن، وكذلك جميع الناس، فوجودك في الإمارات غيبة عن صنعاء، إذاً لن يبقى هناك وجه لتخصيص المهدي بالغيبة بهذا المعنى الذي مثلت به، فكل الناس بناء على ذلك غائبون، أما غائب الاثني عشرية فغيابه مطلق عن كل شخص وزمان ومكان، ويستحيل لقياه، وليس مما يعتاد من حياة الناس من الانتقال والذهاب والإياب، وليس معلقا بعلة معقولة مقبولة، فقد انتفت كل العلل التي علل بها مدَّعو تلك الغيبة، ولم يبق هناك عذر واضح ومقبول من غياب الإمام، هذا من ناحية عامة؛)
فأجاب الموسوي بقوله:- (لماذا تحاول إيجاد علل واهية للوضع ؟؟؟ هي غيبة حصلت فإنت أنكرت الغيبة من الأساس و الآن تقول طول الغيبة و مكانها ... أخي العزيز نقضك كان لمفهوم الغيبة و هذا يتضح جلياً في المداخلة السابقة فما بال نقضك تحرك إلى طول الغيبة و مكانها ؟؟؟؟؟)
والجواب:- أخي القارئ إن الأخ الموسوي لم يبين لنا ما وجه الضعف، بينما كان اللازم أن يقول بعد هذا كلاما يبين لنا فيه سبب الضعف، وأسلوبه هذا ليس علميا، ويمكن من خلال أسلوبه هذا أن نقول له مقابل أي كلام يورده:- (لماذا لا تأتي بكلام علمي، ولماذا تذكر أدلة واهية)، وسيكون ذلك بسيطا ولن يستغرق وقتا ولا تفكيرا، فهل سيكون ذلك مقبولا؟!
* الأخ الموسوي الذي يقول (علل واهية)، ثم لا يبين لنا ما وجه كونها واهية؛ أجب:-
* س156:- لماذا لم تبين لنا ما سبب كون كلامي (علل واهية)، كما قلت؟!، بل اكتفيت بقولك هذا دون أن تدعمه بدليل وبرهان؟!
* س157:- بيِّن لنا ذلك الضعف الذي نسبته إلى كلامي.
* س158:- من أين فهمت أني اعترفت بغيبة الأنبياء؟!
أخي القارئ الكريم، كما أن كلامي في السبب الثالث احتوى على عدة نقاط مهمة لم يلقِ لها الأخ الموسوي بالا، وتستطيع أنت بنفسك أن تفهمها، ولكن لا مانع أن أسردها مرقمة لكي لا تخفى على من يحمل نفس عقلية الأخ الموسوي، وليتضح لكم الكم الهائل من الجمل التي قلتها ولم نرَ لها جوابا؛ فأقول:- لقد احتوى كلامي في السبب الثالث على عدة نقاط لم يجب عليها الأخ الموسوي، وهي:-
1- التغيب الذي ذكره الأخ الموسوي ونسبه إلى الأنبياء ليس غيابا مطلقا عن كل زمان ومكان بحيث تستحيل مواصلة صاحبها والالتقاء به، بينما ما يدعيه من غياب إمامه غياب مطلق عن كل زمان ومكان، يستحيل معه إيجاد الإمام ولقاؤه؛ فلم يرد الأخ الموسوي على هذه النقطة.
2- أن تلك الحالات الواقعة في حق الأنبياء والتي أسماها الأخ الموسوي غيبة، إنما كانت متناسبة مع المعتاد من أفعال الناس من الذهاب والإياب والانتقال والابتعاد عن مواطن الشر والمكروه، ولو زال ذلك الداعي لزال وجوب تلك الغيبة؛ فلم يرد الأخ الموسوي على هذه النقطة أيضا.
3- تسمية الأخ الموسوي لوجود نبينا صلى الله عليه وآله وسلم في الغار غيبة، يقتضي أن الغيبة التي في مفهوم الأخ الموسوي أمر لا يختص به الأنبياء الذين ذكرهم ولا المهدي، فكل الناس بناء على فهم الأخ الموسوي غائبون، لأنه إذا كان وجود شخص في مكان ما هو غيبة، فقد قلت إن الأخ الموسوي غائب، لأنه في الإمارات، ومعنى ذلك أنه غائب عن صنعاء وبغداد، وهكذا كل الناس، فلم يعد هناك وجه لتخصيص المهدي بالغيبة؛ فلم يرد الأخ الموسوي على هذه النقطة كذلك.
4- غيبة إمام الاثني عشرية ليس مما يعتاد من حياة الناس وليس معلقا بعلة معقولة مقبولة؛ ولم يرد أيضا على هذه النقطة.
* الأخ الموسوي الذي - بعد أن ادعى الضعف والوهن في كلامي ووصفه بالعلل الواهية- لم يجب عليه بأي شيء؛ أجب:-
* س159:- لماذا لم تجب على كلامي هذا؟!
* س160:- اذكر جوابك على هذه النقاط التي أعلى هذا السؤال؟!
__________________
محب آل محمد عليهم جميعا سلام الله
كتب بواسطة abdul_709 في 01-11-2003 04:28 AM:
النقطة الرابعة والعشرون:- حول ما ذكره الأخ الموسوي مما أسماه غيبة الأنبياء.
خلاصة الحوار في هذه النقطة ما يلي:-
الأخ الموسوي:- نسب الغيبة إلى بعض الأنبياء.
أنا:- بينت بطلان صحة استدلاله على ذلك بعدة أمور، منها العام، ومنها الخاص في حق كل نبي ممن ذكرهم.
فقلت:- (حول استدلالك بما وصفته غيبة الأنبياء على صحة غيبة غائب الاثني عشرية، وذكرك لبعضهم ونسبة الغيبة إليه:-
والجواب بأمرين:- الأمر الأول:- إذا سلمنا بتسمية ذلك غيبة وأنها واقعة على ما تظن، ومشابهة ذلك لما عليه غائب الاثني عشرية، فلا يلزم من وقوع شيء في حق الأنبياء أن يقع مثله في حق من سواهم من الناس عامة ولا من الأئمة خاصة، فقد اختص الله العديد من الأنبياء ببعض المختصات، وليس لأحد أن يدعي أن لإمام ما مثل ما كان لذلك النبي ولا حتى لمن سواه من الأنبياء، فقد اختص الله موسى صلوات الله عليه بأن كلمه تكليما، واختص عيسى صلوات الله عليه بأن ولد من غير أب، واختص سليمان صلوات الله عليه بالملك، واختص محمدا صلوات الله عليه بإباحة تكثر الزوجات إلى فوق الأربع، وتحريم زواج نسائه بأحد من بعده، وغير ذلك من الأمثلة، ولا يعقل يا أخي أنك ستقول إن الله كلم الأئمة وأنهم ولدوا من غير أب وبأن الله آتهم ملكا عظيما وأنه أحل لهم الزواج بأكثر من أربع، وأنه لا يحل لنسائهم أن تنكح من بعدهم).
فأجاب الموسوي على الأمر الأول بقوله:- )أنت كنت تعيب الغيبة فلما قلنا بأمن الآنبياء غابوا يكون هذا جوابك ....لن أعلق أكثر و أتركك تتفكر في قولك)
والجواب:- الأخ القارئ الكريم، فعلا أنا أجبت بهذا الجواب وأنا لازلت مصمما على صحته، فإذا كان للأخ الموسوي أي إبطال لجوابي كان اللازم أن يذكر ردا على كلامي هذا، لا أن يقول ألغازا لا ندري ما مراده منها، ويبدو أن ذلك ليوهم القراء الكرام أنه قد أجاب، بينما لا نرى أي جواب له، فإذا كان مراده أني أقررت بغيبة الأنبياء فهو مخطئ، فأنا قلت:- (إذا سلمنا بتسمية ذلك غيبة وأنها واقعة على ما تظن، ومشابهة ذلك لما عليه غائب الاثني عشرية)، فإذا ظن أن ذلك إقرار مني واعتراف فقد طعن في ثقافته، لأني قلت:- (إذا سلمنا)، وهذا يسمى في علم المناظرة التسليم الجدلي، كما لو قال المسلم للملحد:- إذا لم يكن للكون خالق فما الذي جعل الكون يوجد؟!، فإن قول المسلم هذا ليس إقراراً بعدم الخالق، إنما هو إلزام للخصم بقوله.
* الأخ الموسوي؛ أجب:-
* س155:- أين ردك على كلامي هذا؟!
ثم ذكرت الأمر الثاني من إبطال استدلال الأخ الموسوي بما أسماه غيبة الأنبياء، فقلت:-
(الأمر الثاني:- لا يصح قياس الأئمة على الأنبياء للأسباب التالية:-
السبب الأول:- أن الاثني عشرية لا يجيزون القياس.
السبب الثاني:- أن الإمامة عندهم فوق النبوة درجة وأعلى مقاما، ومن المعلوم أنه لا يصح قياس الأمر الأعلى على الأمر الأدنى.
فأجاب الأخ الموسوي على السبب الأول والثاني بقوله:- (أنا لا أقيس أنا أقول لك أن إمامنا غائب و ثبتت الغيبة من قبل للأنبياء و كنت تعيب علينا و تقول أليس عيباً من الله أن يغيب الإمام كما جاء سابقاً من هذه المداخلة فنقول لك قد غيب الله أنبياء من قبل و ليس أئمة فهل تنسب العيب إلى الله ؟؟؟؟)
وبقوله:- (قلت لك نحن لا نقيس و ليس الحديث في مكانة الإمامة و النبوة بل في الغيبة التي حصلت للإمام و للنبي).
والجواب:- أخي القارئ الكريم لقد قلت فعلا إن الغيبة عيب لا يجوز صدوره من الله لتناقضه مع أعمال وواجبات الإمام، وأما ما ذكره الأخ الموسوي مما أسماه غيبة الأنبياء فقد بينا أنه لا يتعارض مع أعمال وواجبات النبوة، فكل ما جرى في حق الأنبياء إنما كان متناسبا مع التبليغ والدعوة، فموسى مثلا ذهب لمناجاة الله وتلقي الصحف، وهذا أمر تبليغي، فلم يرد الأخ الموسوي على هذا الجانب، كما بينت بإزاء كل نبي المفارقات التي تنفي النقص في حق ما أسماه أخونا الموسوي بالغيبة فلم يرد عليها، ولا ندري لماذا؟؟، ومن أراد التأكد فسنعود إليها في كلامنا أدنى هذا وسنعرض جواب الأخ الموسوي وسنبين أنه لم يكن له عليها أي رد علمي.
وأما قوله:- (و ثبتت الغيبة من قبل للأنبياء)، فإن ذلك بناء على ما يعتقده الأخ الموسوي، أما أنا فقد أجبت على كل ما بنى عليه كلامه هذا، ولم نجد له جوابا علميا على قولي.
وأما قوله:- (فإنت أنكرت الغيبة من الأساس و الآن تقول طول الغيبة و مكانها ... أخي العزيز نقضك كان لمفهوم الغيبة و هذا يتضح جلياً في المداخلة السابقة فما بال نقضك تحرك إلى طول الغيبة و مكانها ؟؟؟؟؟) فجوابه كما سبق أني لازلت عند نفيي صدور الغيبة من الأنبياء، وأني لم أقل (طول الغيبة ومكانها) إلا بناء على قولي:- (إذا سلمنا) وهذا كما سبق أن قلت إنه ليس إقرارا، وإنما هو كما لو قال المسلم للملحد:- (لو لم يكن للكون خالق فكيف وجد الكون)، فذلك ليس اعترافا من المسلم بانتفاء الخالق، وإنما إلزام للخصم بقوله، ولكن يبدو أن الأخ الموسوي لا يفقه هذا، بدليل أنه فهمه على أساس أنه إقرار.
أخي القارئ الكريم، ثم ذكرت السبب الثالث، وهو قولي:- (السبب الثالث:- أن هذا القياس لو سلمنا بصحته فإنه واقع مع الفارق، وهو أن جميع ما ذكرتَه من تغيب منسوب إليهم ليس غيابا مطلقا عن كل زمان ومكان بحيث تستحيل مواصلة صاحبها والالتقاء به، إنما كان ذلك متناسبا مع ما يقتضيه المعتاد من حياة الناس من الذهاب والإياب والتنقل والابتعاد عن مواطن الشر والسوء والمكروه، بحيث لو زال ذلك الداعي زال وقوع وجوب تلك الغيبة، وذلك التغيب بهذه الصورة واقع في حق كل أحد من الناس، ليس في حق الأنبياء المذكورين فقط، وليس في الأمثلة المذكورة فقط، فمثلا ما سميته غياب نبينا محمد في الغار يماثل غيابه عن مكة في المدينة، فسيكون بناء على ذلك غائبا في كل زمان ومكان، باعتبار أن تواجده في مكان ما غيبة عن سائر الأماكن، وكذلك جميع الناس، فوجودك في الإمارات غيبة عن صنعاء، إذاً لن يبقى هناك وجه لتخصيص المهدي بالغيبة بهذا المعنى الذي مثلت به، فكل الناس بناء على ذلك غائبون، أما غائب الاثني عشرية فغيابه مطلق عن كل شخص وزمان ومكان، ويستحيل لقياه، وليس مما يعتاد من حياة الناس من الانتقال والذهاب والإياب، وليس معلقا بعلة معقولة مقبولة، فقد انتفت كل العلل التي علل بها مدَّعو تلك الغيبة، ولم يبق هناك عذر واضح ومقبول من غياب الإمام، هذا من ناحية عامة؛)
فأجاب الموسوي بقوله:- (لماذا تحاول إيجاد علل واهية للوضع ؟؟؟ هي غيبة حصلت فإنت أنكرت الغيبة من الأساس و الآن تقول طول الغيبة و مكانها ... أخي العزيز نقضك كان لمفهوم الغيبة و هذا يتضح جلياً في المداخلة السابقة فما بال نقضك تحرك إلى طول الغيبة و مكانها ؟؟؟؟؟)
والجواب:- أخي القارئ إن الأخ الموسوي لم يبين لنا ما وجه الضعف، بينما كان اللازم أن يقول بعد هذا كلاما يبين لنا فيه سبب الضعف، وأسلوبه هذا ليس علميا، ويمكن من خلال أسلوبه هذا أن نقول له مقابل أي كلام يورده:- (لماذا لا تأتي بكلام علمي، ولماذا تذكر أدلة واهية)، وسيكون ذلك بسيطا ولن يستغرق وقتا ولا تفكيرا، فهل سيكون ذلك مقبولا؟!
* الأخ الموسوي الذي يقول (علل واهية)، ثم لا يبين لنا ما وجه كونها واهية؛ أجب:-
* س156:- لماذا لم تبين لنا ما سبب كون كلامي (علل واهية)، كما قلت؟!، بل اكتفيت بقولك هذا دون أن تدعمه بدليل وبرهان؟!
* س157:- بيِّن لنا ذلك الضعف الذي نسبته إلى كلامي.
* س158:- من أين فهمت أني اعترفت بغيبة الأنبياء؟!
أخي القارئ الكريم، كما أن كلامي في السبب الثالث احتوى على عدة نقاط مهمة لم يلقِ لها الأخ الموسوي بالا، وتستطيع أنت بنفسك أن تفهمها، ولكن لا مانع أن أسردها مرقمة لكي لا تخفى على من يحمل نفس عقلية الأخ الموسوي، وليتضح لكم الكم الهائل من الجمل التي قلتها ولم نرَ لها جوابا؛ فأقول:- لقد احتوى كلامي في السبب الثالث على عدة نقاط لم يجب عليها الأخ الموسوي، وهي:-
1- التغيب الذي ذكره الأخ الموسوي ونسبه إلى الأنبياء ليس غيابا مطلقا عن كل زمان ومكان بحيث تستحيل مواصلة صاحبها والالتقاء به، بينما ما يدعيه من غياب إمامه غياب مطلق عن كل زمان ومكان، يستحيل معه إيجاد الإمام ولقاؤه؛ فلم يرد الأخ الموسوي على هذه النقطة.
2- أن تلك الحالات الواقعة في حق الأنبياء والتي أسماها الأخ الموسوي غيبة، إنما كانت متناسبة مع المعتاد من أفعال الناس من الذهاب والإياب والانتقال والابتعاد عن مواطن الشر والمكروه، ولو زال ذلك الداعي لزال وجوب تلك الغيبة؛ فلم يرد الأخ الموسوي على هذه النقطة أيضا.
3- تسمية الأخ الموسوي لوجود نبينا صلى الله عليه وآله وسلم في الغار غيبة، يقتضي أن الغيبة التي في مفهوم الأخ الموسوي أمر لا يختص به الأنبياء الذين ذكرهم ولا المهدي، فكل الناس بناء على فهم الأخ الموسوي غائبون، لأنه إذا كان وجود شخص في مكان ما هو غيبة، فقد قلت إن الأخ الموسوي غائب، لأنه في الإمارات، ومعنى ذلك أنه غائب عن صنعاء وبغداد، وهكذا كل الناس، فلم يعد هناك وجه لتخصيص المهدي بالغيبة؛ فلم يرد الأخ الموسوي على هذه النقطة كذلك.
4- غيبة إمام الاثني عشرية ليس مما يعتاد من حياة الناس وليس معلقا بعلة معقولة مقبولة؛ ولم يرد أيضا على هذه النقطة.
* الأخ الموسوي الذي - بعد أن ادعى الضعف والوهن في كلامي ووصفه بالعلل الواهية- لم يجب عليه بأي شيء؛ أجب:-
* س159:- لماذا لم تجب على كلامي هذا؟!
* س160:- اذكر جوابك على هذه النقاط التي أعلى هذا السؤال؟!
__________________
محب آل محمد عليهم جميعا سلام الله
تعليق