إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

المتجدد في جواب التحدي السند الصحيح للخطبه الشقشقيه لسيدنا أمير المؤمنين عليه السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وهج الإيمان
    رد
    ذكر الشيخ الصدوق سنداً آخر في (معاني الاخبار) للخطبه الشقشقية غير السند الثاني في علل الشرائع وهو: (حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال حدثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي , قال حدثنا أبو عبد الله أحمد بن عمار بن خالد قال حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني قال حدثنا عيسى بن راشد عن علي بن خزيمه عن عكرمة عن ابن عباس).
    قال الشيخ المحقق الدكتور أحمد الماحوزي في تحقيقه لكتاب معاني الأخبار للشيخ الصدوق ج2ص301 في الحكم عليه :

    " (1) وسنده الأول حسن ، أحمد بن عمار بن خالد هو الواسطي ذكره ابن حبان في الثقات ، وعلي بن بذيمة روى عن ابن جبير وعامر وعكرمة ومجاهد وغيرهم ، قال أحمد بن حنبل : صالح الحديث ولكن كان رأسآ في التشيع ، ووثقه ابن معين وأبوزرعة والعجلي والنسائي والموصلي وابن سعد ، مات سنة 133 ، وعيسى بن راشد من ثقات أصحابنا ، والحماني ذكره العامة فوثقه ابن معين ، وقال ابن عدي : مسند صالح ، ولم أر في مسنده وأحاديثه أحاديث مناكير ، الا أنه شيعي بغيض .

    وسنده الثاني الى عكرمة صحيح
    ، رجاله ثقات أجلاء عيون ، وعكرمة من ثقات المسلمين ، ولم يصب من إتهمه بالنصب ، والتفصيل في محله .
    وهذه الخطبة المسماة (( الشقشقية )) من الخطب المشهورة عن الأمير عليه السلام ، وهذا كاف في ثبوتها عنه ، وشهرتها أقوى من الأسانيد المعنعنة . اهـ "

    اترك تعليق:


  • وهج الإيمان
    رد
    ومن قوله لما أنكر عليه الخوارج تحكيم الرجال : ( إنّا لم نُحكّم الرجال ، وإنّما حكّمنا القرآن ، هذا القرآن إنّما هو خط مستور بين الدفّتين ، لا ينطق بلسان ، ولابد له من ترجمان ، وإنّما ينطق عنه الرجال ، ولمّا دعانا القوم إلى أن نُحكّم بينا القرآن لم نكن الفريق المتولّي عن كتاب الله سبحانه وتعالى ، وقد قال الله تعالى عزّ من قائل : فإنْ تنازْعتُم في شيءٍ فردُّوه إلى الله والرسول ، فردُّه إلى الله أن نحكم بكتابه ، وردُّه إلى الرسول أن نأخذ بسنّته ، فإذا حكم بالصدق في كتاب الله فنحن أحقُ الناس به ، وإن حكم بسنّة رسول الله صلّى الله عليه وآله فنحن أحق الناس وأولاهم بها ، وأمّا قولكم : لمَ جعلتَ بيننا وبينهم أجلاً في التحكيم ؟ فإنّما فعلتُ ذلك ليتبيّن الجاهل ، ويثبت العالم ، ولعل الله أن يُصلح في هذه الهُدنة أمر هذه الأمّة ، ولا تؤخذ بأكظامها ) .
    وقوله : ( من ترك الجهاد في الله ، وأدهَنَ في أمره ، كان على شفا هُلكه ، إلاّ أن يتداركه الله بنعمة ، فاتقوا الله ، وقاتلوا من حادَّ الله ، وحاول أن يطفئ نوره ، قاتلوا الخاطئين الضالّين القاسطين المجرمين الذين ليسوا بقرّاء للقرآن ، ولا فقهاء في الدين ، ولا علماء في التأويل ، ولا لهذا الأمر بأهل في سابقة الإسلام ، والله لو وَلّوا عليكم لعملوا فيكم أعمال كسرى وهرقل ، تيسّروا وتهيأوا للمسير إلى عدوّكم من أهل المغرب ، وقد بعثنا إلى إخوانكم من أهل البصرة لِيقْدموا عليكم ، فإذا قدموا فاجتمعتم ، شخصنا إن شاء الله ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله ) .
    7ـ التوازن :
    كثيراً ما تجيء الجُمل في نهج البلاغة متوازنة ، بأن يتساوى عدد كلماتها ، أو تتماثل أوزان نهاياتها ، وهذا ضرب آخر من موسيقى التعبير ، ويحبّب إلى السمع ، ويقرّبُه إلى الذوق .
    ومن الموازنة قول الإمام علي ( عليه السلام ) : ( لم يَؤدْه خلقُ ما ابتدأ ، ولا تدبير ما ذرأ ، ولا وقفَ به عجزٌ عمّا خلق ، ولا ولَجت عليه شبهة فيما قضى وقدّر ، بل قضاء متقن ، وعلم مُحكم ، وأمر مبرم ) ، وقوله : ( إنّ غاية تنقصها اللحظة ، وتهدمها الساعة ، لجديرة بقِصر المدّة ، وإن غائباً يَحْدره الجديدان الليل والنهار ، لحريّ بسرعة الأوبة ، وإنّ قادمة يقدم بالفوز أو الشِقوة ، لمستحق لأفضل العدّة ، فيا لها حسرة على ذي غفلة أن يكون عمره عليه حجّة ، وأن تؤدّيه أيّامه إلى الشِقوة ! نسأل الله سبحانه أن يجعلنا وإيّاكم ممّن لا تُبطره النعمة ، ولا تُقصِّر به عن طاعة ربّه غاية ، ولا تحلُّ به بعد الموت ندامة ولا كآبة ) .
    وكذلك قوله : ( إنّ الزاهدين في الدنيا تبكي قلوبهم وإن ضحكوا ، ويشتد حزنهم وإن فرحوا ، ويكثر مقتهم أنفسَهم وإن اغتبطوا بما رُزقوا ) .
    وقد يجيء التوازن في داخل الجمل لا في نهاياتها ، فيؤلف انسجاماً في نطق الكلمات وفي سماعها ، مثل قوله : ( الحمد لله غيرِ مقنوط من رحمته ، ولا مخلوّ من نعمته ، ولا ميؤوس من مغفرته ، ولا مستنكَف عن عبادته ، الذي لا تبرح منه رحمة ، ولا تُفقَد له نعمة ) ، فإنّ هنا موازنةً بين مقنوط ومخلوّ وميؤوس .
    8ـ الجناس ، الطباق ، والمقابلة ، والتوشع :
    كما استعرض الدكتور الحوفي أمثلة عديدة عن الخيال البياني في خطب الإمام علي بن أبي طالب ورسائله ـ وما تعتمده من التشبيه والاستعارة والكناية والمجاز ـ وهي عُدّة الشاعر والخطيب والكاتب ، التي برع فيها الإمام علي براعة منقطعة النظير ، في شتّى شؤون المعرفة ، والعقل ، والنفس ، وفي مختلف قضايا البشر ، والدين والدنيا .
    مزيّة خاصّة :
    إنّ نهج البلاغة ـ كما يقول ابن أبي الحديد ـ إذا تأمّلته : ( وجدتَه كلَّه ماءً واحداً ، ونَفَساً واحداً ، وأسلوباً واحداً ، كالجسم البسيط الذي ليس بعض من أبعاضه مخالفاً لباقي الأبعاض في الماهية ) وهو ـ في عظمته الأسلوبية ـ يحتوي على عبقرية الحُسن اللفظي ، تلك العبقرية التي تتمثّل في علاقة اللفظة بالأخرى ، والتي تَرِد في خطب ، وفقرات ممتازة التميّز ، تأخذ فيها اللفظة بعنق قرينتها ، جاذبة إيّاها إلى نفسها ، دالّة عليها بذاتها .
    وذلك باعتراف جعفر بن يحيى ، الذي كان من أبلغ الناس وأفصحهم ، كما رأى الجاحظ ، قال الجاحظ : حدّثني ثمامة قال : سمعت جعفر بن يحيى يقول : الكتابة بضم اللفظة إلى أختها ، ألم تسمعوا قول شاعر لشاعر ـ وقد تفاخر ـ : أنا أشعر منك ، لأنّي أقول البيت وأخاه ، وأنت تقول البيت وابنَ عمّه .
    ثمّ وناهيك حسناً بقول علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : ( هل من مناص أو خلاص ، أو معاذٍ أو ملاذ ، أو فرار أو محار ) .
    قال أبو عثمان الجاحظ : وكان جعفر يُعجَب أيضاً بقول الإمام علي ( عليه السلام ) : ( أين من جدّ واجتهد ، وجمع واحتشد ، وبنى فشيّد ، وفرش فمهّد ، وزخرف فنجّد ) ؟!
    قال : ألا ترى أنّ كل لفظة منها آخذة بعنق قرينتها ، جاذبةٌ إيّاها إلى نفسها ، دالّة عليها لذاتها .
    وقد روى هذا كلَّه أيضاً ابن مسكويه في كتابه ( الحكمة الخالدة ) بأسلوب آخر عن جعفر بن يحيى ، والفقرات التي حكى الجاحظ إعجاب جعفر بن يحيى بها ، وهي ( هل من مناص أو خلاص … الخ ) هي من بعض فصول هذه الخطبة .
    أمّا الفقرات التي اُعجب بها جعفر وهي ( أين من جد واجتهد … الخ ) فهي من خطبة أخرى ذكرها ابن عبد ربّه في العِقد الفريد .
    وأوّلها : ( أوصيكم عبادَ الله ونفسي بتقوى الله ولزوم طاعته ، وبتقديم العمل ، وترك الأمل ، فإنّه من فرَّط في عمله ، لم ينتفع بشيء من أمله ) .
    النص الوصفي :
    إنّ ذكاء الإمام علي بن أبي طالب النادر ، كان يستعين بذاكرة قوّية ، وقدرة هائلة على اختزان صور الناس والطبيعة ، وأخبار البشر ، وأوصاف الأشياء ، وكانت دقّة ملاحظته تجعله محيطاً إحاطة مدهشة ، بسمات الشيء الباطنة ، قبل الظاهرة .
    وبفعل ذلك ، كان وصفُه يتغلغل إلى عمق الظاهرة أو الصفة ، كما يتسع ليربط الظاهرة بالأخرى ، والصفة بالأخرى ، ليقدّم رؤية شاملة ، تضع الجزئي في موضعه الحقيقي ضمن العام ، وتضع البعض ضمن الكل ، وبما أنّ أبلغ وصف هو ذلك الذي ينقل الصور البليغة للأشياء ويعكسها بأجمل تعبير ، وأقوى إيحاء ، وأدق وصف ، وأجلى تعبير ، فإنّ سحر البيان الذي أوتيَهُ علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) كان يجعل من عملية الانعكاس الوصفي قِطعاً فريدة من النصوص الوصفية التي تفخر بها العربية .
    ومثل شأن الإمام علي ( عليه السلام ) في معرفته بالعلوم اللغوية ، والفقهية ، والشرعية ، والعسكرية ، كانت الفنون الأسلوبية المميِّزة لقدرته البلاغية ، والمجسِّدة لفكره الثاقب ، تجعله مبدعاً في ميادين الأساليب المتعددة ، فهو يقدّم النص الوصفي بالقدرة الرائعة ، التي يقدم بها النص السياسي ، أو الفقهي ، أو الأخلاقي .
    ورغم أن وصف الأشياء يتصّل اتصالاً دقيقاً بعملية انعكاس الأشياء نفسها في الذهن ، إلاّ أنّ طبيعة النفس المرهفة ، والعقل النيّر ، تجعل من عملية الانعكاس إعادة خلق صوري للموصوف ، فيصبح الموصوف في الصورة البلاغية يشبه الحقيقة الملموسة للشيء الموصوف ، ويتجاوزه بالجمالية الممنوحة إليه من داخل كلمات النص .
    إنّ أمير المؤمنين علياً بن أبي طالب كان يستنطق الصفات ، واهباً إيّاها المقدرة على أن تستعرض نفسها بشفّافية أكثر .
    لقد تميّز بقوّة ملاحظة نادرة ، ثمّ بذاكرة واعية تخزن وتتّسع ، فتيسرت له من ذلك جميعاً عناصر قوية تغذّي فكره ، وتقوّي خياله ، فتسهل عليه محاكمة الأشياء والمقارنة بين عناصرها لإثبات أرجحها وأفضلها للبقاء والتعميم .
    وحديثه عن الطبيعة بمظاهرها الحيّة بما يتخلّلها من قواعد ونواميس حياتية ، وما يحكمها من إرادة خفيّة دقيقة التنظيم والصنع ، وكلامه عن السَحاب والزرع والحيوانات المختلفة المتباينة كالخفاش والطاووس والنملة ، وتحليله الأوضاع الاجتماعية والغرائز الإنسانية ، يعتبر في ذروة أنموذج التفكير العلمي المبدع المبني على دقّة الملاحظة والإدراك الواعي ، وهو بذلك كما يقول العقّاد : تلميذ ربّه جلَّ وعلا .
    قال في وصف النملة : ( انظروا إلى النملة في صغر جثّتها ولطافة هيئتها ، لا تكاد تُنال بلحظ البصر ، ولا بمستدقّ الفِكَر ، وكيف دبّت على أرضها وحبَت على رزقها ! تنقل الحبّة إلى حُجرها وتَعُدها في مستقرّها ، وتجمع في حرّها لبردها ، وفي ورودها لصَدَرها ، مكفولة برزقها ، مرزوقة بوِفْقها ، لا يُغفلها المنّان ، ولا يحرمها الديّان ، ولو في الصفا الحجر الجامس ، ولو فكّرتَ في مجاري أكلها ، وفي عُلوها وسُفلها ، وما في الجوف من شراسيف بطنها ، وما في الرأس من عينها وأذنها ، لقضيتَ من خَلْقها عَجباً ، ولقيت من وصفها تعباً ، ولو ضربت في مذاهب فكرك لتبلغ غاياته ما دلتك الدلالة إلاّ على أنّ فاطر النملة هو فاطر النخلة ، لدقيق تفصيل كل شيء ، وغامض اختلاف كل حي ) .
    وقال يصف الخفّاش : ( ومن لطائف صنعته ، وعجائب حكمته ، ما أرانا من غوامض الحكمة في هذه الخفافيش التي يقبضها الضياء الباسط لكل شيء ، ويبسطها الظلام القابض لكل حي ؛ وكيف عشِيتْ أعينها عن أن تستمد من الشمس المضيئة نوراً تهتدي به في مذاهبها ، وتصل بعلانية برهان الشمس إلى معارفها ، ورَدَعها تلألؤ ضيائها عن المضي في سبحات إشراقها ، وأكنّها في مكامنها عن الذهاب في بلج ائتلاقها ؟! فهي مُسدلة الجفون في النهار عن أحداقها ، وجاعلة الليل سراجاً تستدلّ به في التماس أرزاقها ، فلا يردُّ أبصارَها إسداف ظلمته ولا تمتنع من المضي فيه لغسق دُجنته ، فإذا ألقت الشمس قناعها وبدت أوضاح نهارها ، ودخل من إشراق نورها على الضِباب في وجارها ، أطبقت الأجفان على مآقيها ، وتبلّغت بما اكتسبت من فيء ظلَم لياليها ، فسبحان من جعل الليل لها نهاراً ومعاشاً ، والنهار سكناً وقراراً ، وجعل لها أجنحة من لحمها تعرجُ بها عند الحاجة إلى الطيران ، كأنّها شظايا الآذان غير ذوات ريش ولا قصب ، إلاّ أنّك ترى مواضع العروق بيّنة أعلاماً لها جناحان لمّا يرقّا فينشقّا ، ولم يغلظا فيثقلا ؛ وولدها لاصقٌ بها لاجئ إليها ، يقع إذا وقعت ، ويرتفع إذا ارتفعت ، لا يفارقها حتّى تشتد أركانه ، ويحمله للنهوض جناحه ، ويعرف مذاهب عيشه ومصالح نفسه ، فسبحان الباري لكل شيء على غير مثال خلا من غيره ) .
    وقال يصف الجرادة : ( وإن شئتَ قلتُ في الجرادة ، سإذ خلق الله لها عينين حمراوين ، وأسرج لها حدقتين قمراوين ، وجعل لها السمع الخفي ، وفتح لها الفم السوي ، وجعل لها الحس القوي ، وبابين بهما تقرِض ، ومنجلين بهما تقبض ، يرهبها الزُرّاعُ في زرعهم ، ولا يستطيعون ذبَّها ولو أجلبوا بجمْعهم ، حتّى ترد الحرثَ في نزواتها ، وتقضي منه شهواتها ، وخَلْقُها كلّه لا يكون إصبعاً مستدقة ) .
    وقال في وصفه للطاووس : ( يمشي مشي المَرِح المختال ، ويتصفّح ذنَبه وجناحيه ، فيقهقه ضاحكاً لجمال سِرباله وأصابيغ وِشاحه ، فإذا رمى ببصره إلى قوائمه زقا مُعْولاً … وقد نجمت عن ظُنبوب ساقه صِيصيةٌ خفية ، وله في موضع العُرف قُنْزُعة خضراء موشاة ، ومخرج عنقه كالإبريق ، ومغْرَزُها إلى حيث بطنه كصبغ الوسمة اليمانية ، أو كحريرة ملبَّسة مرآة ذات صقال ) .
    وقال ينفي زعم من يقول : إنّ الطاووس يلقح أنثاه بدمعة تذرفها عينه ، فتشربها أنثاه فتحمل : ( ولو كان كزعم من يزعم أنّه يلقح بدمعة تسفحها مدامعه ، فتقف في ضفتَي جفونه ، وأنّ أنثاه تطْعم لذلك ، ثمّ تبيض لا من لقاحِ فحلٍ سوى الدمع المنبجس ، لما كان ذلك بأعجب من مطاعمة الغراب ) .
    وقال ردّاً على زعم أنّ الأرض تدور على قرن ثور : ( وأنشأ الأرضَ فأمسكها من غير اشتغال ، وأرساها على غير قرار ، وأقامها بغير قوائم ، ورفعها بغير دعائم ) .
    وقال في تكوين الجبال : ( وجبل جلاميدها ، ونشوز متونها وأطوادها ، فأرساها في مراسيها ، وألزمها قراراتها ، فمضت رؤوسها في الهواء ، ورست أصولها في الماء ، فأنهدَ جبالها عن سهولها ، وأساخ قواعدها في متون أقطارها ومواضع أنصابها ، فأشهق قلالها ، وأطال أنشازها ، وجعلها للأرض عماداً ، أرزّها فيها ( أي ثبّتها ) أوتاداً ، فسكنت على حركتها ( أي رغم حركتها ) عن أن تميد بأهلها ، أو تسيخ بحملها ، أو تزول عن مواضعها ) .
    خاتمة :
    إنّ النص النثري للإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، اكتسب فوائد عظمى من الثقافة القرآنية له ( عليه السلام ) في المضمون وفي الشكل ، وكان كثير الاستشهاد بالقرآن الكريم وبالحديث النبوي ، وكان كثير الاستشهاد بالشعر ، لأنّه كان شاعراً بطبيعته ، وفي ذلك يقول العقّاد : وعندي أنّه رضي الله عنه كان ينظم الشعر ويحسن النظر فيه ، وكان نقده للشعراء نقدَ عليم بصير ، يعرف اختلاف مذاهب القول واختلاف وجوه المقابلة والتفضيل على حسب المذاهب ، ومِن بصره بوجوه المقابلة بينهم أنّه سُئل : مَن أشعر الناس ؟ قال : إنّ القوم لم يَجْروا في حلقة تُعرف الغاية عند قَصَبتها ، فإن كان لابدّ فالملِك الضِليل .
    وهذا فيما نعتقد أوّل تقسيم لمقاييس الشعر على حسب المدارس والأغراض الشعرية بين العرب ، فلا تكون المقابلة إلاّ بين أشباه وأمثال ، ولا يكون التعميم بالتفضيل إلاّ على التغليب .
    ومن أمثلة استشهاده بالشعر ما جاء في قوله بعد خديعة التحكيم : ( وقد كنتُ أمرتكم في هذه الحكومة أمري ، ونخلْتُ لكم مخزون رأيي ، لو كان يُطاع لقصيرٍ أمر ، فأبيتم علَيّ إباء المخالفين الجفاة ، والمنابذين العُصاة ، حتّى ارتاب الناصح بنُصحه ، وضنَّ الزَّنْدُ بقدحه ، فكنتُ أنا وإيّاكم كما قال أخو هوازن:
    أمرتكمُ أمري بُمنعَرج اللِّوى ** فلم تستبينوا النصحَ إلاّ ضُحى الغدِ ) .
    وجاء في خطبته وقد تواترت عليه الأخبار باستيلاء أصحاب معاوية على البلاد ، استشهاده بقول الشاعر :
    لَعمرُ أبيك الخيرِ يا عمرُو إنّني ** على وَضَرٍ من ذا الإناء قليلِ
    وبقول أبي جندب الهذلي :
    هنالك لو دعوتَ أتاكَ منهم ** فوارسُ مثلُ أرميةِ الحميمِ
    وختم خطبته عند مسيره للقتال في البصرة بقوله : ( والله ما تنقم منّا قريش إلاّ أنّ الله اختارنا عليهم ، فأدخلناهم في حيِّزنا ، فكانوا كما قال الأوّل :
    أدمتَ لعمري شُربكَ المحضَ صابحاً ** وأكلكَ بالزُبْـدِ المقَشَّـرَةَ البُجرا
    ونحنُ وهبنـاك العلاء ولـم تكـن ** عليّاً وحُطْنا حولك الجرْدَ والسُمْرا
    ومن هذا كتابه إلى معاوية : ( أمّا بعد ، فإنّك قد ذُقت ضرّاء الحرب وأذَقْتَها ، وإنّي عارضٌ عليك ما عرضَ المخارق على بني فالج :
    أيا راكباً إمّا عَرَضْـتَ فَبَلِّغَنْ ** بني فالج حيث استقرّ قرارُها
    هلمّوا إلينا لا تكونوا كأنكـم ** بلاقعُ أرضٍ طار عنها غبارُها
    سليمُ بن منصور أُناس بحرةٍ ** وأرضـهمُ أرضٌ كثيرٌ وِبارُها ) .
    ومن استشهاداته الشعرية :
    شتانَ ما يومي على كورها ** ويومُ حيّانَ أخي جابرِ
    وتمثّله بقول امرئ القيس :
    ودع عنك نهباً صِيح في حُجراته ** وهاتِ حديثاً ما حديث الرواحلِ
    وكذلك :
    ( وعيَّرها الواشون أنّي أحبّها ) ** وتلك شكاةُ ظاهرٌ عنك عارُها
    والشطرة التي بين قوسين لم يذكرها الإمام ( عليه السلام ) وإنّما هي تتمّة البيت .
    وقوله :
    ( وكم سقتُ في آثاركم من نصيحة ) ** وقد يستفيد الظِّنةَ المُتنصِّحُ
    وقوله :
    لبّثْ قليلاً يلحقُ الهيجا حَمَلْ ** ( لا بأسَ بالموتِ إذا الموتُ نزلْ )
    كذلك : قال أخو بني سليم :
    فإن تسأليني كيف أنتَ فإنني ** صبورٌ على ريب الزمان صليبُ
    يعزُّ علَيَّ أن تُرى بي كآبـةٌ ** فيشـمتُ عادٍ أو يُسـاءُ حبيبُ
    ومن كتاب له إلى عثمان بن حُنيف الأنصاري :
    وحسبُكَ داءً أن تبيتَ ببطنةٍ ** وحولَك أكبادٌ تحنّ إلى القِدِّ
    وقال يذكر ما قاله أخو بني أسد :
    مُستقبِلين رياحَ الصيف تضربهم ** بحاصب بين أغوارٍ وجُلمودِ
    إنّ الشعر يتخلّل خطب الإمام علي بن أبي طالب ورسائلَه وأحاديثه ، لكنّ عظمة نثره ظلّت آيةً من آيات الأدب والحكمة والمعرفة ، تفيض كنوزها بالتلقّي ، فتزدادُ ثراء وتألّقاً.
    وصدق إذ قال : ( وإنّا لأُمراء الكلام ، وفينا تنشّبت عروقه ، وعلينا تهدلّت غصونه ) .
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
    نقلا عن المصدر موقع سلام مكة موقع الدكتورة هيفاء عثمان عباس الفدا ( جامعة ام القرى )

    اترك تعليق:


  • وهج الإيمان
    رد
    رؤية في أسلوب نهج البلاغة
    بقلم د.هيفاء بنت عثمان فدا:
    خصوصية النص :
    إنّ القيمة الأساسية للنص في خطب علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ورسائله ، ماثلة في حضور الإبداع النصّي في النشاط الفكري والكلامي له على المستويَين : الشفهي والتحريري ، وتلك ميزة نادرة يتفرّد بها علي بن أبي طالب بصورة ملموسة .
    وهي مزيّة تجعله في المقدّمة من جميع كتّاب النصوص المبرَّزين ، ذلك لأنّ أولئك الكتّاب مثلهم مثل الرسّامين والنحّاتين الذين يصنعون نماذجهم بعد طول تأمل وتخطيط وممارسة ، وبعد مراجعات نقدية متواترة ، وصولاً إلى المحصلة الفنية النهائية على صعيد العمل .
    وكان الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بعفويته الثاقبة ، يباشر عمله الإبداعي الفوري ، فيأتي النص المرتجل ، مثل النص المكتوب ، آيةً في الإتقان والروعة .
    ومن الثابت أنّ جريان خطب علي ( عليه السلام ) على نحوه الباهر في طوله وقصره ، هو دليل على الفعالية الخارقة لعقل مبدع موهوب ، هو السيّد المؤكّد في عالم العقول .
    لا يمكن أن تتوفّر تلك الخصوصية لقوّة النص في المخاطبة الارتجالية ، وفي الكتابة لشخص آخر غير علي بن أبي طالب ، الذي انطوت شخصيته على علوم وفنون وقدرات عظيمة ، تتلاقح فيما بينها بجدليةٍ خِصبة .
    ورغم أنّ الخطاب عند علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) خطاب سياسي ، وفقهي ، وتربوي ، ووعظي في إطار معرفي مُحكم ، إلاّ أنّه ذو سمة رياضية ، ماثلة في بنية الخطاب الذي يتكامل نصّاً مغنياً .
    ولقد ارتكزت السمة الرياضية في البناء الأدبي للخطاب على دعامتين بارزتين :
    الأولى : هي في صُلب بنية الخطاب وعلاقاته الداخلية .
    والثانية : في خفاء المنهج ، أي في تنظيم فضائه .
    المقوّم الأوّل : هو المقوّم النحوي الذي يعصم الخطاب الأدبي من التحرّر الإنساني ، وبعض مظاهر اللانحوية التي قد يستكين إليها الوصف الأدبي والحماسة والارتجال ، وخاصّة في الخطاب الشفهي .
    إنّ أساس الخطاب في فعالية الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ـ من الناحية اللغوية ـ هو أساس نحوي ، ذلك لأنّ علياً ( عليه السلام ) هو واضع النحو العربي في منطلقه الأوّل .
    قال لأبي الأسود الدؤلي حين أعرب عن ألمه من شيوع اللحن على اللسان العربي : ( اكتُب ما أُملي عليك ) ، ثمّ أملى عليه أصول النحو العربي ، ومنها أنّ كلام العرب يتركّب من اسم وفعل وحرف ، فالاسم ما أنبأ عن معنىً ليس باسم ولا فعل ، ثمّ أملى عليه أنّ الأشياء ثلاثة : ظاهر ومضمر وشيء ليس بظاهر ولا مضمر .
    وفي خاتمة التوجيهات قال الإمام علي : ( يا أبا الأسود انحُ هذا النحو ) ، وهكذا أصبح عند العرب علم النحو .
    من هنا كان الأساس النحوي للنص في خطب الإمام علي بن أبي طالب ، يُؤمّن القاعدة المادّية لشبكة العلاقات الداخلية للنص ، التي يرتكز عليها البناء البلاغي للنص .
    ولا شك في أنّ تكامل الأساس النحوي والبناء البلاغي قائم ـ أصلاً ـ على المحور الفكري للنص ، وهو محور المعاني والدلالات .
    وإذ يستكمل الخطاب ( العَلَوي ) شروطه المادّية اللغوية ، وجماع علاقاته الداخلية ، فإنّه يستكمل الوحدة القائمة بين نصّية النص ـ بمعناها الأدبي ـ والفضاء الروحي للنص ، أي إنّ النص يتوفّر له البعدان الرمزيان للأرض والسماء في وحدتهما التامّة .
    المقوّم الثاني : فهو المقوّم الرياضي الذي يُستدلُّ عليه استدلالاً ، لأنّه لا يعبّر على نحو مباشر ، إلاّ بالنسبة إلى المتلقّي النابه .
    إنّ الذهنية الرياضية النشطة ، والمبادِهة لعلي ( عليه السلام ) ، تنعكس تأثيراتها على تعبيراته الأدبية ، بصورة الإتقان المحكم لعرض الأفكار ، وكذلك في تقديمه المتقن للبناء اللغوي والبلاغي للخطاب ، فالاتّساق الرياضي وارد في صلابة أفكاره ، وفي عظمة منطقه ، وبلاغته .
    ومردُّ ذلك ثابت في معرفته العلمية بالحساب ؛ تلك المعرفة التي كانت تكشف عنها سرعة البديهة في الجواب عن معضلات معقدة في المواريث والأقضية .
    وذاعت الفريضة المنبرية التي أفتى بها وهو على منبر الكوفة ، حينما سُئل عن ميّت ترك زوجة وأبوين وابنتين ، فأجاب من فَوره : ( صار ثُمنها تُسعاً ) .
    وشكّت ـ مرّةً ـ امرأة أنّ أخاها مات عن ستمائة دينار ولم يُقسم لها من ميراثه غير دينار واحد ، فقال لها بسرعة : ( لعلّه ترك زوجة وابنتين وأمّاً واثني عشر أخاً وأنتِ ) ؟ وكان الأمر كذلك .
    فمعرفته ( عليه السلام ) بعلم الحساب كانت أكثر من معرفة فقيه يتصرّف في معضلات المواريث ، لأنّه كان سريع الفطنة إلى طُرقه التي كانت تعد في ذلك الزمن ألغازاً تكدّ في حلّها العقول .
    وإنّ الدلالة المشتركة للمفردات وللتعبيرات ، والتي يشترك في قولها وفي فهمها جمهرة الناس ، مثقفين وغير مثقفين ، هي توكيد للتفاهم بين أفراد المجتمع وللتعبير عن حاجاتهم الأساسية .
    وقد أشبعت الكلمات والتعبيرات المشتركة تداولاً منذ بدء استعمالها ، فأصبح الوصول إلى المعنى من خلالها ممارسة اعتيادية ولكن أساسية .
    والفارق بين الكلام العادي والأسلوب الأدبي ليس فارقاً في الاستعمالات اللغوية فقط ، بل هو فارق في دقة الاختيار على المعاني ، ومن ثمَّ التعبير عنها .
    فأُنيطت بالقدرة التعبيرية مسؤولية الإمساك بالمعاني والكشف عن الدلالات ، وإحراز أكبر نجاح في مخاطبة الآخرين والوصول إلى أذهانهم ونفوسهم .
    ويتفاوت الكتّاب في مستويات الإبداع ، وتبعاً لذلك تتفاوت النصوص في ما تملكه من طاقة تعبيرية ، ومن جمالية أسلوبية .
    قد انتقد ابن قتيبة في مقدّمة ( أدب الكاتب ) أولئك الذين لم يعطوا الأسلوب حقّه فقال : ( رأيت كثيراً من كتّاب أهل زماننا كسائر أهله قد استطابوا الدعة ، واستوطأوا مراكب العجز ، وأعفوا أنفسهم من كدّ النظر ، وقلوبهم من تعب الفكر ، حين نالوا الدَرَك بغير سبب ، وبلغوا البُغية بغير آلة ) .
    وابن قتيبة مُحقّ ، لأنّنا لا نريد من الأديب أن ينقل إلينا المعاني وحدها ، فإنّ الغاية من الأدب ليست هي المعرفة وتقرير الحقائق ، بل نريد نقل المعاني ممزوجة بشعور الأديب باعثة لشعورنا ، وهذا لا يتأتّى إلاّ إذا كان التعبير فنيّاً .
    ويُلخص الحوفي عدّة صفات في تعبير الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) هي :
    1ـ تخيّر المفردات :
    بحيث تنسجم من الناحية الصوتية ، فتجيء خفيفة على اللسان ، لذيذة الوقع في الآذان ، موافقة لحركات النفس ، مطابقة للعاطفة التي أزجتها أو للفكرة التي أملتها ، كقوله ( عليه السلام ) في كتاب إلى عمّاله على الخراج : ( إنّكم خُزّان الرعية ، ووكلاء الأمّة ، وسفراء الأئمّة ) .
    وكقوله إلى معاوية : ( لستَ بأمضى على الشك منّي على اليقين ) ، وقوله : ( كلما أطلَّ عليكم مَنسِر من مناسِر أهل الشام أغلق كل رجل منكم بابه ، وانجحر انجحار الضبّة في حجرها ، والضَّبُع في وجارها ) ، وقوله : ( دعوتكم إلى نصر إخوانكم فجَرْجَرتم جَرجْرَة الجَمل الأَسَرِّ ، ثمّ خرج إليَّ منكم جنَيْد وتذاؤب ضعيف ) ، وقوله : ( من أبطأ به عمله ، لم يُسرع به حسبه ) ، وقوله : ( إنّ تقوى الله دواءُ داء قلوبكم ، وبَصَرُ عمى أفئدتكم ، وشفاء مرض أجسادكم ، وصلاح فساد صدوركم ، وطهور دَنَس أنفسكم ، وجلاء غشاء أبصاركم ، وأمنُ فزع جأشكم ، وضياء سواد ظُلمتكم ) .
    2ـ قوّة التعبير :
    إذ أجمع علماء البيان العربي على أنّ الكلام إذا كان لفظه غثّاً ، ومعرضه رثّاً ، كان مردوداً ولو احتوى على أجلّ معنى وأنبله ، كما ذكر أبو هلال العسكري في الصناعتين .
    وأجمعوا على أنّ الجزل القوي من الكلمات يستعمل في وصف الحروب ، وفي قوارع التهديد والتخويف ، وفي التنفيس عن الغضب والضيق وما شابه هذا .
    وأمّا الرقيق منها ، فإنّه يستعمل في وصف الأشواق ، وذكر أيّام الفراق ، وفي استجلاب المودّات ، واستدرار الاستعطاف وأشباه ذلك ، ( كما ورد في المثل السائر لابن الأثير الموصلي ) .
    ومن السهل أن نجد كثيراً ممّا يتّصف بالقوّة والجزالة والفخامة في خطب الإمام علي وفي رسائله ، تعبيراً عن عواطفه وأفكاره التي تقتضي التعبير القوي الفخم الملائم لشدّتها وقوّتها وحرارتها .
    ومن الأمثلة والنماذج قوله : ( واللهِ لا أكون كالضَّبُع تنام على طول اللَّذم حتّى يصل إليها طالبها ، ويَخْتِلها راصدها ، ولكني أضرب بالمقبل على الحق المدبَر عنه ، وبالسامع المطيع العاصي المريب أبداً ، حتّى يأتي علَيّ يومي ) .
    وقوله : ( ألا وإنّي لم أرَ كالجنّة نام طالبها ، ولا كالنار نام هاربُها ، ألا وإنّه من لم ينفعه الحق يضرّه الباطل ، ومن لم يستقم به الهدى يجُرْ به الضلال ، ألا وإنّكم قد أُمِرتُم بالظَعن ، ودُللتم على الزاد ، وإن أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى وطول الأمل ) .
    وقال في خطبة يخوِّف فيها أهل النهروان : ( فأنا نذير لكم أن تصبحوا صرعى بأثناء هذا النهر ، وبأهضام هذا الغائط ، على غير بيّنة من ربّكم ، ولا سلطان مبين معكم ، قد طوَّحت بكم الدار ، واحتبلكم المقدار ، وقد كنت نهيتكم عن هذه الحكومة ، فأبيتم علَيَّ إباءَ المخالفين المنابذين ، حتّى صرفتُ رأيي إلى هواكم ، وأنتم معاشر إخفاء الهام ، سفهاء الأحلام ، ولم آتِ ـ لا أباً لكم ـ بُجراً ، ولا أردتُ بكم ضُراً ) .
    وقوله من خطبة له عند مسيره إلى البصرة : ( إنّ الله سبحانه بعث محمّداً صلّى الله عليه وآله ، وليس أحد من العربِ يقرأ كتاباً ، ولا يدَّعي نبوّة ، فساق الناس حتّى بوَّأهم محلَّتهم ، وبلَّغهم منجاتهم ، فاستقامت قناتهم ، واطمأنت صفاتهم ، أما والله إن كنتُ لفي ساقتها حتّى تولّت بحذافيرها ما عجزتُ ولا جبنتُ ، وإن مسيري هذا لمثلها ، فلأنْقُبَنّ الباطل حتّى يخرج الحق من جنبه ، ما لي ولقريش ؟ ! والله لقد قاتلتهم كافرين ، ولأقاتلنّهم مفتونين ) .
    3ـ سهولة التعبير :
    مثل قوله في كتاب إلى عبد الله بن عباس بعد مقتل محمّد بن أبي بكر : ( فعند الله نحتسبه ولداً ناصحاً ، وعاملاً كادحاً ، وسيفاً قاطعاً ، وركناً دافعاً ، وقد كنت حثثت الناس على لحاقه ، وأمرتهم بغيائه قبل الوَقْعه ، ودعوتهم سراً وجهراً ، وعوداً وبدءاً ، فمنهم الآتي كارهاً ، ومنهم المعتلّ كاذباً ، ومنهم القاعد خاذلاً ) .
    وقوله في رسالة إلى عمرو بن العاص قبل التحكيم : ( أمّا بعد ، فإنّ الدنيا مشغلة عن غيرها ، ولن يصيب صاحبُها منها شيئاً إلاّ فتحت له حِرصاً يَزيده فيها رغبة ، ولن يستغني صاحبها بما نال عمّا لم يبلُغْ ، ومن وراء ذلك فراقُ ما جمع ، والسعيد من وُعِظ بغيره ، فلا تُحبط ـ أبا عبد الله ـ أجرك ، ولا تُجارِ معاوية في باطله ، والسلام ) .
    وقوله في خطبة له بعد أن بلغه مقتل محمّد بن أبي بكر : ( اسمعوا قولي ، وأطيعوا أمري ، فو الله لئن أطعتموني لا تَغوون ، وإن عصيتموني لا ترشدون ، خذوا للحرب أُهبَتها ، وأعدّوا لها عُدَّتها ، فقد شبَّت نارها … إلاّ إنّه ليس أولياء الشيطان من أهل الطمع والمكر والجفاء بأولى في الجدَّ في غيِّهم وضلالتهم من أهل البِرّ والزهادة والإخبات في حقّهم وطاعة ربّهم ، إنّي والله لو لقيتهم فرداً وهم مِلاءُ الأرض ما باليتُ ولا استوحشتُ ، وإنّي من ضلالتهم التي هم فيها والهدى الذي نحن عليه لَعلى ثقة وبيّنة ويقين وبصيرة ، فانفروا خفافاً وثقالاً ، وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ، ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ) .
    4ـ قِصَر الفقرات :
    مثل قوله لما أغار النعمان بن بشير الأنصاري على عين التَمر : ( مُنيتُ بمن لا يطيع إذا أمرت ، ولا يجيب إذا دعوت ، لا أباً لكم ! ما تنتظرون بنصركم ربّكم ؟ أما دينٌ يجمعكم ، ولا حَمِيّة تُحمِشكم ؟! أقوم فيكم مستصرخاً ، وأُناديكم مُتَغوّثاً ، فلا تسمعون لي قولاً ، ولا تطيعون لي أمراً ، حتّى تكشف الأمور عن عواقب المساءة ، فما يُدرَك بكم ثأر ، ولا يُبلَغ بكم مرام ، دعوتكم إلى نصر إخوانكم فجرجرتم جرجرة الجمل الأسرّ ، وتثاقلتم تثاقل النضْو الأْبَر ) .
    وقوله : ( فتداكّوا علَيّ تداكَّ الإبل الهِيم يوم وِردها ، وقد أرسلها راعيها ، وخُلعت مثانيها ، حتّى ظننتُ أنّهم قاتليَّ ، أو بعضهم قاتل بعض لديَّ ، قد قلّبت هذا الأمر بطنَه وظهره ، حتّى منعني القوم ، فما وجدتني يسعني إلاّ قتالهم أو الجحود بما جاء به محمّد صلّى الله عليه وآله ، فكانت معالجة القتال أهون عليَّ من معالجة العقاب ، ومَوتاتُ الدنيا أهونَ عليَّ من مَوتات الآخرة ) .
    وقوله في كتاب إلى أمراء جيوشه : ( ألا وإنّ لكم عندي ألاّ أحتجز دونكم سراً إلاّ في حرب ، ولا أطوي دونكم أمراً إلاّ في حُكم ، ولا أُؤخّر لكم حقّاً عن محلّه ، ولا أقفُ به دون مقطعه ، وأن تكونوا عندي في الحق سواء ، فإذا فعلتُ ذلك وَجَبَت لله عليكم النعمة ولي عليكم الطاعة ، وألا تنكصوا عن دعوة ، ولا تُفرّطوا في صلاح ، وأن تخوضوا الغمرات إلى الحق ) .
    5ـ كثرة الصيغ الإنشائية :
    وهي : الأمر والنهي ، والاستفهام ، والترجي والتمني ، والنداء والقسم والتعجب ، وهي أقوى من الصيغ الخبرية تجديداً لنشاط السامعين ، وأشد تنبيهاً وأكثر إيقاظاً ، وأدعى إلى مطالبتهم بالمشاركة في القول وفي الحكم ، وهي في الوقت نفسه أدق في تصوير مشاعر الخطيب وأفكاره ، لأنّ أفكاره ومشاعره المتنوّعة في حاجة إلى أساليب متغايرة تفصح عنها .
    ثمّ إنّ مغايرة الأساليب تستتبع مغايرة في نبرات الصوت وفي الوقفة والإشارة وطريقة الإلقاء ، وهذا كلّه عون على الوضوح من ناحية ، وعلى التأثير في السامعين من ناحية .
    أمثلة ونماذج :
    أ ـ من الأمر :
    قوله : ( فلتكن الدنيا في أعينكم أصغر من حُثالة القَرَظِ ) ، وقوله : ( فاعتبروا بما أصاب الأممَ المستكبرين من قبلكم من بأس الله وصولاته ، ووقائعه ومثلاته ، واتعظوا بمثاوي خدودهم ، ومصارع جنوبهم ، واستعيذوا بالله من لواقح الكِبر ، كما تستعيذون من طوارق الدهر ) ، وقوله : ( ليتأسَّ صغيركم بكبيركم ، وليرأف كبيركم بصغيركم ) .
    ب ـ ومن النهي :
    قوله : ( فلا تجعلنَّ للشيطان فيك نصيباً ، ولا عن نفسك سبيلاً ) ، وقوله : ( ألا وإنّ الآخرة قد أقبلت ، فكونوا من أبناء الآخرة ، ولا تكونوا من أبناء الدنيا ) ، وقوله : ( لا تقاتلوا الخوارج بعدي ، فليس من طلب الحقَّ فأخطأه كمن طلب الباطل فأدركه ) ، وقوله : ( لا تُرَخِّصوا لأنفسكم ، فتذهب بكم الرَخص مذاهب الظلمة ، ولا تداهنوا فيهجم بكم الإدهان على المعية … ولا تَحاسدوا ، فإنّ الحسد يأكل الإيمان كما تأكل النارُ الحطب ، ولا تَباغضوا ، فإنّها الحالقة ) .
    وقوله : ( فلا يغرنّكم ما أصبح فيه أهل الغرور ، فإنّما هو ظل ممدود ، إلى أجَل معدود ) ، وقوله : ( فإن نهضوا فانهضوا ، ولا تسبقوهم فتضلّوا ، ولا تتأخّروا عنهم فتهلكوا ) ، وقوله : ( عباد الله ، لا تركنُوا إلى جهالتكم ، ولا تنقادوا إلى أهوائكم ) .
    وقوله : ( لا يؤنِسنّك إلاّ الحقّ ، ولا يوحشنَّك إلاّ الباطل ) ، وقوله : ( فلا تنفروا من الحق نفارَ الصحيح من الأجرب ) ، وقوله : ( فلا تكلّموني بما تكلّم به الجبابرة ، ولا تتحفّظوا منّي بما يُتحفَّظ به عند أهل البادرة ، ولا تخالطوني بالمصانعة ، ولا تظنّوا بي استثقالاً في حقَّ قيل لي … فلا تكفّوا عن مقالة بحق ، أو مشورة بعدل ) .
    ج ـ ومن الاستفهام :
    قوله : ( أبعد إيماني برسول الله صلّى الله عليه وآله ، وهجرتي معه ، وجهادي في سبيل الله ، أشهد على نفسي بالكفر ؟! لقد ضللتُ إذاً وما أنا من المهتدين ) ، وقوله : ( أصبحت والله لا أصدّق قولكم ، ولا أطمع في نصركم ، ولا أُوعد العدوَّ بكم ، ما بالكم ؟ ما دواؤكم ؟ ما طبّكم ؟! القوم رجال أمثالكم ، أقولاً بغير علم ؟ وغفلةً من غير ورع ؟ وطمعاً في غير حق ) ؟! .
    وقوله : ( أيّها الناس ، إنّ الوفاء توأم الصدق ، ولا أعلم جُنّة أوقى منه … ولقد أصبحنا في زمان اتخذ أكثرُ أهله الغدرَ كيْساً ، ونسبهم أهل الجهل فيه إلى حُسن الحيلة ، ما لهم ؟ قاتلهم الله ! قد يرى الحُوّل القُلَّب وجه الحيلة ، ودونها مانع من أمر الله ونهيه ، فيدعها رأي عين بعد القدرة عليها ، وينتهز فرصتها مَن لا حريجة له في الدين ) .
    وقوله : ( هل يُحسّ به ـ ملك الموت ـ إذا دخل منزلاً ؟ أم تراه إذا توفّى أحداً ؟ بل كيف يتوفّى الجنين في بطن أمّه ؟ أيلج عليه من بعض جوارحها ؟ أم الروح أجابته بإذن ربّها ؟ أم هو ساكن معه في أحشائها ؟ كيف يصف إلهَه من يعجز عن صفة مخلوق مثله ) ؟!
    وقوله : ( أين العقول المستصبحة بمصابيح الهدى ، والأبصار اللامحة إلى منازل التقوى ؟ أين القلوب التي وُهِبَت لله ، وعوقدت على طاعة الله ) ؟!
    د ـ ومن الترجّي :
    قوله : ( فاسمعوا قولي ، وعُوا منطقي ، عسى أن تروا هذا الأمر من بعد هذا اليوم تُنتضى فيه السيوف ) ، وقوله : ( لعل الله أن يصلح في هذه الهدنة أمر هذه الأمّة ) ، وقوله : ( لا تعجل في عيب أحد بذنبه ؛ فلعلّه مغفور له ، ولا تأمن على نفسك صغير معصية ، فلعلّك معذّب عليه ) ، وقوله : ( هيهات أن يغلبني هواي ، ويقودني جشعي إلى تخيّر الأطعمة ! ولعل بالحجاز وباليمامة من لا طمع له في القُرص ، ولا عهد له بالشِبع ) .
    هـ ـ ومن التمنّي :
    قوله : ( يا أشباه الرجال ولا رجال ، لَوددتُ أنّي لم أركم ، ولم أعرفكم ) ، وقوله : ( قد دارستكم الكتاب ، وفاتحتكم الحجّاج ، وعرّفتكم ما أنكرتم ، وسوَّغتكم ما مججتم ، لو كان الأعمى يلحظ ، أو النائم يستيقظ ) .
    و ـ ومن النداء :
    قوله : ( أيها الناس ، شقّوا أمواج الفتن بسفن النجاة … ) ، وقوله : ( فاتقوا الله عباد الله ، وفِرّوا إلى الله من الله ) ، وقوله : ( أيّها الناس المجتمعةُ أبدانهم ، المختلفة أهواؤهم ، كلامكم يُوهي الصمَّ الصِلاب ، وفعلكم يُطمِعُ فيكم الأعداء ) ، وقوله : ( أيّها الناس ، إنا قد أصبحنا في دهر عنود ، وزمن كنود ) .
    ز ـ ومن القسَم :
    قوله : ( والله ما أنكروا عليَّ منكراً ، ولا جعلوا بيني وبينهم نَصَفاً ) ، وقوله : ( أما والله ما أتيتكمُ اختياراً ، ولكن جئت إليكم شوقاً ) ، وقوله : ( ولئن ألجأتموني إلى المسير إليكم ، لأوقعنّ بكم وقعة لا يكون يوم الجمل إليها إلاّ كلعقةِ لاعق ) ، وقوله : ( أما والذي فلق الحبة ، وبرأ النسمة ، لولا حضور الحاضر ، وقيام الحجّة بوجود الناصر … لألقيتُ حبلَها على غاربها ) ، وقوله : ( لعمري ، لو كنا نأتي ما أتيتُم ما قام للدين عمود ، ولا اخضرّ للإيمان عود … وأيمُ الله ، لتحتلبُنّها دماً ، ولتتبعُنَّها ندماً ) ، وقوله : ( والله لو قتلتم على هذا دجاجة لَعظُم عند الله قتلها ، فكيف بالنفس التي قتلُها عند الله حرام ) ؟!
    ح ـ ومن التعجّب :
    قوله : ( سبحانك ما أعظم شأنك ! سبحانك ما أعظم ما نرى من خلقك ! وما أصغر كلّ عظيمة في جنب قدرتك ! وما أهَولَ ما نرى من ملكوتك ! وما أحقر ذلك فيما غاب عنّا من سلطانك ! وما أسبغَ نعمَك في الدنيا ، وما أصغرَها في نِعم الآخرة ) ! وقوله : ( استتمّوا نعم الله عليكم بالصبر على طاعته ، والمجانبة لمعصيته ، فإنّ غداً من اليوم القريب ) !
    وقوله : ( ما أسرع الساعات في اليوم ، وأسرع الأيّام في الشهر ، وأسرع الشهور في السنة ، وأسرع السنين في العمر ) ! وقوله : ( فيا عجباً ! عجباً والله يميت القلب ، ويجلب الهمّ من اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم ، وتفرّقكم عن حقّكم ) ، وقوله : ( فيا عجباً للدهر إذ صرتُ يُقرنُ بي من لم يَسعَ بقَدَمي ، ولم تكن له كسابقتي … ) .
    6ـ السجع والترسُّل :
    قوله في إحدى خطبه : ( فلْيقبل امرؤ كرامة بقبولها ، وليحذر قارعة قبل حلولها ، ولينظر امرؤ في قصير أيّامه ، وقليل مُقامه في منزل حتّى يستبدله به منزلاً ، فليصنع لمتحوّله ، ومعارف منتقله ، فطوبى لذي قلب سليم أطاع من يهديه ، وتجنّب من يُرديه ، وأصاب سبيل السلامة ببصرِ من بَصَّره ، وطاعة هاد أمره ، وبادر الهُدى قبل أن تُغلق أبوابه ، وتُقطَع أسبابه ، واستفتح التوبة ، وأحاط الحَوبة ، فقد أقيم على الطريق ، وهُدِيَ نهج السبيل ) .
    وقوله : ( وأشهد أن محمّداً عبده ورسوله ، أرسله بالدين المشهور ، والقلم بالمأثور ، والكتاب المسطور ، والنورِ الساطع ، والضياء اللامع ، والأمر الصادع ، إزاحة للشبهات ، واحتجاجاً بالبيّنات ، وتحذيراً بالآيات ، وتخويفاً بالمثُلات ، والناس في فتنٍ انجَذمَ فيها حبل الدين ، وتزعزعت سواري اليقين ، واختلف النَجر ، وتشتّت الأمر ، وضاق المخرج ، وعَميَ المصدر ، فالهدى خامل ، والعَمى شامل ) .


    يتبع ,,,,

    اترك تعليق:


  • وهج الإيمان
    رد
    الداعية الدكتور خالد حسن هنداوي العضو المؤسس للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين في مقالته إذا كان البغاث يستنسرفي بلادنا دائما ... فمن وراءه؟!!

    د. خالد حسن هنداوي


    في حين عند ما يُسأل من يسمى العالم المرجع الشيعي الأمام الأكبر محمد الحسين آل كاشف الغطاء عن السياسة فيقول: أنا غارق في السياسة من مفرق هامتي و لا أحد يعترض عليه كما في كتابه "أصل الشيعة وأصولها" ص : 13 وكان يستدل بكلام علي رضي الله عنه: (إن الله أخذ على العلماء أن لايقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم) اهـ

    اترك تعليق:


  • وهج الإيمان
    رد
    الأديب :حسين علي الهنداوي عضو النادي الأدبي بتبوك وعضواتحاد الصحفيين وكتاب الانترنت العرب في :


    الأدب والنقد والحكمة العربية والإسلامية في العصر الراشدي بقلم:حسين علي الهنداوي//موسوعة أدب

    المجلد الرابع


    الباب الثاني الفصل الرابع
    خلافة علي بن أبي طالب
    35 – 40 هـ / 656 – 661 م
    الأعمال الفكرية :
    ساهم الخليفة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في وضع أسس علم النحو للغتنا العربية و له الفضل في تقسيم الكلمة إلى اسم و فعل وحرف و الأحرف المشبهة بالفعل و الأسماء الظاهرة و المضمرة .صنفت أقواله المأثورة في كتاب ( نهج البلاغة
    ) اهـ



    الباب الرابع
    أعـلام النثـر

    ازداد الاهتمام فــي عصر صدر الإسلام والعصر الأمـوي بالكتابة النثرية مـن خلال الحكـم والوصايا والرسائل والخطابة وقد برز في هذا العصر مجموعة من الخطباء والواعظين من أهمهم :


    3-علي بن أبي طالب : ولــد الإمام علي بن أبي طالب ونشأ في حجر الرسول عليه السلام وشهد الغزوات كلهـا إلا غزوة تبوك ، لقب بسيف الإسلام لشدة بأسه ، تزوج فاطمة بنت الرسول وغيرها فولدت له فاطمة الحسن والحسين ، ثم تولى الخلافة بعد أبي بكر وعمر وعثمان وكان لهم جميعا ظهيرا ومعينا بعكس ما أبدى الكثير بأنه لم يكن راضيا عن خلافته بويع بالخلافة عام(35)هـ وخاض معركتي الجمل وصفين وكاد أن يتغلب في معركة صفين على معاوية وجيشه لـــولا مكيدة التحكيم، استشهد بسيف عبد الرحمن بن ملجم الخارجي و هو يصلي الصبح فـي مسجد الكوفة . مـن أبرع الخطباء وأشعرالشعراء ، وأحكم الحكماء بعـد الرسول وقدجمعت خطبه وحكمه ومواعظه في نهج البلاغة ، وشرحها الشيخ محمد عبدو ، فهو عميق المعاني ، دقيق الأفكار، بعيد عن الاضطرابات والضعف ، واسع الخيال والآفاق ، لغته جاهلية صقلهاالقرآن اهـ

    اترك تعليق:


  • وهج الإيمان
    رد
    الشيخ السني الدكتور حسن فرحان المالكي يستشهد بكلام الإمام علي عليه السلام في الخطبه الشقشقية في لقاء معه حيث قال :
    الامام علي مااستطاع أن يعمل شيئ الناس خلاص زاحت الأرض تحت قدمية وأصبح الناس مع زهرة الدنيا وزينتها كما قال في خطبه : " كَأَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَقُولُ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ بَلَى وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعُوهَا وَوَعَوْهَا وَلَكِنَّهُمْ حَلِيَتِ الدُّنْيَا فِي أَعْيُنِهِمْ وَرَاقَهُمْ زِبْرِجُهَا أَمَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ لَوْ لَا حُضُورُ الْحَاضِرِ وَقِيَامُ الْحُجَّةِ بِوُجُودِ النَّاصِرِ وَمَا أَخَذَ اللَّهُ عَلَى الْعُلَمَاءِ أَلَّا يُقَارُّوا عَلَى كِظَّةِ ظَالِمٍ وَلَا سَغَبِ مَظْلُومٍ لَأَلْقَيْتُ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا وَلَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَأْسِ أَوَّلِهَا وَلَأَلْفَيْتُمْ دُنْيَاكُمْ هَذِهِ أَزْهَدَ عِنْدِي مِنْ عَفْطَةِ عَنْزٍ " هذا في خطبه جميله للإمام علي اهـ

    https://www.youtube.com/watch?v=DzC8T6zbA90
    التعديل الأخير تم بواسطة وهج الإيمان; الساعة 14-05-2017, 10:50 PM.

    اترك تعليق:


  • وهج الإيمان
    رد
    تصحيح المحقق السيد جعفر علم الهدى لسند الشيخ الصدوق في علل الشرائع للرد على من يستميت في إسقاطه
    وهو حدثنا محمد بن علي ماجيلوية , عن عمه محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس ...
    قال السيد المحقق جعفر علم الهدى :
    :

    الطريق الذي ذكره الصدوق في علل الشرائع فيه ابن أبي عمير وأبان بن عثمان ، وهما من أصحاب الإجماع ، وقد أجمع العصابة على تصحيح ما يصحّ عنهم
    ، لكنّ الكلام في من سبق عليهما وهو محمّد بن علي بن ماجيلويه ، فقد وقع الخلاف في توثيقه مع انّه شيخ الصدوق وأكثر الرواية عنه مترضياً عليه ، وهكذا محمّد بن خالد البرقي والد أحمد بن محمّد البرقي وقع الكلام في توثيقه ، فقد وثّقه الشيخ ، ولكن قال فيه النجاشي وكان محمّد ضعيفاً في الحديث ، نعم المختار وثاقتهما لقرائن توجب الاطمئنان بها.
    السيّد جعفر علم الهدى اهـ
    التعديل الأخير تم بواسطة وهج الإيمان; الساعة 08-05-2017, 01:20 AM.

    اترك تعليق:


  • وهج الإيمان
    رد

    الدكتور حسين الإدريسي الأستاذ بالمركز التربوي الجهوي بوجدة، وأحد الباحثين في الثقافة الأمازيغية وتاريخ منطقة الريف في كتابه : سلسلة أعلام الفكر والإصلاح في العالم الإسلامي محمد عابد الجابري و مشروع نقد العقل العربي
    الناشر: مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي
    ص217-218

    أنقل عنه بالنص والهامش :
    ولعل مايخفف وطأة استغرابنا هو أن الجابري ضل يتأرجح بين السكوت والإنكار ، فمن مظاهر الإنكار الصارخة هذه حديثه عن كتاب ( نهج البلاغة ) للإمام علي بن أبي طالب ( كرم الله وجهه ) حيث يقول (( ... إن المرويات العرفانية ... تجعل من علي بن أبي طالب المختص بالتأويل ، وتعتبره بالتالي المؤسس الأول للعرفانية في الإسلام ، وبخصوص هذا الجانب بالإضافة إلى ماينسب إليه من خطب ذات مضمون هرمسي واضح ، كالخطبة التي: تتقدم مواد الكتاب : (( نهج البلاغة )) الذي ينسب إليه ماجمع فيه من أقوال وخطب (363 ) ولايكتفي الجابري بهذا الكلام في المتن بل يضيف تعليقآ في الهامش مفاده (( ... وهو مجموع مااختاره الشريف الرضي من كلام علي بن أبي طالب ، وكثير من هذا المجموع مطعون في صحة نسبته إلى علي (364 ) ، ولايقدم الجابري أي دليل يثبت تشكيكه هذا في نسبة (( نهج البلاغة )) للإمام علي بن أبي طالب ( كرم الله وجهه ) وحتى حينما نعود للمصادر القديمة والحديثة ، السنية منها على وجه الخصوص ، لانجد تشكيكآ في نسبة النهج لصاحبه ، ولاندري هل فات الجابري نفي إنتحال (( نهج البلاغة )) من لدن شارحه الأكبر ابن أبي الحديد المعتزلي ، وتأكيده صحة نسبة (( النهج )) إلى علي بن أبي طالب بقوله : (( لايخلو إما أن كل نهج البلاغة مصنوعآ منحولآ ، أوبعضه والأول باطل بالضرورة ، لأنا نعلم بالتواتر صحة إسناد بعضه إلى أمير المؤمنين (ع) وقد نقل المحدثون كلهم أوجلهم والمؤرخون كثيرآ منه ، وليسوا من الشيعة لينسبوا إلى غرض في ذلك (...) وأعلم أن قائل هذا القول يطرق على نفسه مالاقبل له به ، لأنا متى فتحنا هذا الباب وسلطنا الشكوك على أنفسنا في هذا النحو ، لم نثق بصحة كلام منقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلام وآله أبدآ ، وساغ لطاعن أن يطعن ويقول: هذا الخبر منحول وهذا الكلام مصنوع
    (365 ) وقد سبق أن مر بنا التنبيه إلى أن آلية التشكيك قد طالت حتى الأحاديث النبوية التي اعتمدها صاحب (( إحياء علوم الدين )) طبعآ لايمكن من الناحية المنهجية مؤاخذة الجابري على ممارسة التشكيك كآلية من آليات التمحيص في كل المواقع ، ولكن السؤال يتوقف على دعم هذا التشكيك ، بعلوم التخصص : (( علوم الحديث وتفرعاته )) ، أوالأخذ من ذوي الإختصاص مع الإنتباه إلى الخلفيات الإيدلوجية والمذهبية التي تستبعدها الإبستمولوجيا ، وأخطر مايخلفه التشكيك هو الإلغاء ، وقد تضخم هذا الإلغاء ، حتى بلغ بصاحب (( نقد العقل العربي )) إلى إلغاء تراث بأكمله وذلك ماعبر عنه قائلآ : لنول وجهنا شطر المغرب العربي ، إذن ، حيث سنجد الفلسفة العربية الإسلامية قد قطعت مع نفس القضية ، قضية العقل والعقلانية .. كل ذلك كان بمثابة إعادة تأسيس للفلسفة في الفكر العربي والثقافة العربية ، لقد فشلت الفلسفة في تحقيق حلمها في المشرق ، وعليها الآن أن تبدأ من (( الصفر )) في المغرب .. ( 366) اهـــ
    ــــــــــــــــــــــــــــــ
    (363) الجابري ، بنية العقل العربي ، ص263
    (364) المصدر نفسه
    (365) رشيد الخيون ، معتزلة البصرة وبغداد ، ودار الحكمة ، لندن طبعة ثانية 2000 م ، صفحة 343 .
    (366) الجابري ، نحن والتراث ، ص40 .
    التعديل الأخير تم بواسطة وهج الإيمان; الساعة 01-05-2017, 01:05 AM.

    اترك تعليق:


  • وهج الإيمان
    رد
    الدكتور الشيخ علاء الدين زعتري أمين الفتوى؛ إدارة الإفتاء العام ـ وزارة الأوقاف
    في مداخلته في مؤتمر آل البيت العالمي : ( الإمام علي (كرَّم الله وجهه) وتوجيهاته الرشيدة في التعامل مع الناس )
    استشهد بكلامات الإمام علي عليه السلام في نهج البلاغه ومصدرها كما في موقعه : (نهج البلاغة) ما اختاره الشريف الرضي من كلام الإمام علي بن أبي طالب، شرح الأستاذ محمد عبده، دار المعرفة، بيروت، دون تاريخ.

    أنقل الشاهد من كلامه بالنص والهامش :

    وكم كان حرص الإمام علي سلام الله عليه والرضوان على وحدة المسلمين في أقواله وسلوكه مع الخلفاء الثلاثة الذين سبقوه.
    وحين بايع المسلمون عثمان بن عفان نجده يؤكد هذا الحرص، إذ يقول: "لقد علمتم أني أحق بها من غيري، والله لأُسَلِّمن ما سلمت أمور المسلمين، ولم يكن فيها جور إلا عليَّ خاصة؛ التماسا لأجر ذلك وفضله، وزهداً فيما تنافستموه من زخرفه ([3])
    رفض الفتنة رغم إيمانه بأحقيته بالخلافة، فلم يقاتل أحداً من الصحابة من أجل الفوز بها، خوفاً على دين الله، وإيماناً بالمصلحة العامة للأمة. اهـ

    ــــــــــــــــــــ
    ([3]) (نهج البلاغة) (ج 1) ص 124.

    اترك تعليق:


  • وهج الإيمان
    رد
    الباحث الشافعي عبدالرحمن عبد الوهاب في مقالته في جريدة الشعب بعنوان فقه الثورة

    أنقل منها موضع الشاهد :
    يقول المحللون:
    من البداهة ان دين اللّه يقر و يبارك كل ما فيه خير الانسان بجهة من الجهات ، بل حث دين اللّه و أمر بالجهاد و إعلان الثورة على الطغاة و المستغلين من أجل المستضعفين و المعذبين . قال عز من قائل : « و مالكم لا تقاتلون في سبيل اللّه و المستضعفين من الرجال و النساء و الولدان (75 النساء » . و بخ سبحانه في هذه الآية من لا يثور و يقاتل لخلاص المظلومين ، و اعتبر الثورة من أجلهم تماما كالقتال في سبيله ، بل هي هو . و قال الإمام علي:***"و اللّه لو لا ما أخذ اللّه على العلماء من الميثاق ان لا يقارّوا على كظة ظالم ، و لا سغب مظلوم لألقيت حبلها على غاربها " . و المقارة الموافقة ،و الكظة التخمة ، و السغب شدة الجوع . و مجمل ما أراده الإمام انه : لو لا عهد اللّه و ميثاقه على العلماء أن لا يسكتوا عن التفاوت الفاحش بين الناس في لقمة العيش بحيث يتخم البعض ، و يموت البعض الآخر جوعا لما جاهد ،و في خطبة ثانية : اضرب بطرفك حيث شئت من الناس ، ***فهل تبصر الا فقيرا يكابد فقرا ، أو غنيا بدّل نعمة اللّه كفرا ، أو بخيلا اتخذ البخل بحق اللّه و فرا . ***و إذا كان اللّه سبحانه قد أخذ العهد و الميثاق على رجال الدين و العلم به أن يجاهدوا لخلاص المظلومين ، و يعلنوا الثورة على من طغى و بغى..
    كما اعتقد أن الإنسان الذي يحمل القرآن بين جنبيه فقد حمل كل مقومات الثورة - ولم يختلف كثير من مفكري العالم عن البعد الثوري للقرآن*** ليقول مصطفى السباعي ثورة القران ضد الظلم والفساد*** والباطل ما تزال قائمة*** ولم تنته معركتها ولن تنتهي مادام في الدنيا ظلم وفساد اهـ
    أقول : واحتج أيضآ بقول الإمام علي عليه السلام هذا و اللّه لو لا ما أخذ اللّه على العلماء من الميثاق ان لا يقارّوا على كظة ظالم ، و لا سغب مظلوم لألقيت حبلها على غاربها في مقالته : إن لم يحكم هذا القرآن العالم فلنلبس طرحاً كالنساء !!

    اترك تعليق:


  • وهج الإيمان
    رد

    الكتاب: مجلة الرسالة
    أصدرها: أحمد حسن الزيات باشا (المتوفى: 1388هـ)
    عدد الأعداد: 1025 عددا (على مدار 21 عاما)
    [الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع، ورقم الجزء هو رقم العدد]
    ثورة على الأخلاق
    معدة قرقرت ثم استقرت
    للدكتور عبد الوهاب عزام

    فأما صاحبك فقد ساءتني حربه وسلمه، وهو في سلمه اشد إساءة وأعظم جناية؛ صورته لي غاضباً للأخلاق، راثياً للفضيلة، ثائراً على الناس، يقذفهم بالتهم، ويرميهم بالحمم؛ يشتط في غضبته ويغلو في ثورته، فقلت: حر غضب فأخطأ، وكريم ثار فجار، وأبيٌّ برٌّ أسخطته المذلة، وهاجه الفجور، فانطلق لا يقف عند حد. ثم صورته قنوعاً مستسلماً فقلت: وا سوأتا! أهذا المبطان جادلت، وهذا الجبان نازلت؟ لقد كان جهاداً في غير عدو. لم تكن شقشقة هدرت ثم قرت، بل معدة قرقرت ثم استقرت. وما الشقاشق إلا لفحول الجمال، وأشباههم من فحول الرجال.
    ثورة على الأخلاق
    شقشقة هدرت ثم قرت
    أخي عزام
    قرأت مقالك البليغ في عدد الرسالة السابق، وكان محمود خصمك حاضراً فكفاني ما كلفتني من إبلاغه. وهو في هذه الساعة لين الحاشية، لأنه قام منذ هنيهة عن مائدة الإفطار الغنية الشهية، ممتلئ البطن من خير الله، رطيب اللسان بحمد الله، لا يذكر أن العالم ضيق رزق، ولا أن في الناس سوء خلق. ولذلك قال حين ذكَّرته برأيه وخبَّرته برأيك ما قال الإمام علي رضي الله عنه: تلك شقشقة هدرت ثم قرت! فكانت حاله التي حالت بين الأمس واليوم دليلاً جديداً لعلماء الاجتماع الذين يردون ثورات الشعوب المختلفة إلى العوامل الاقتصادية المحض من الحرمان والجوع. والواقع الذي لا يرفعه زخرف القول أن الناس يدورون بعواطفهم وأخلاقهم حول مادة العيش، فإن أعطوا منها رضوا، وأن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون.

    http://sh.bib-alex.net/gwame3e/Web/31854/029.htm

    اترك تعليق:


  • وهج الإيمان
    رد

    الباحث الأستاذ - هشام النحاس - في كتابه : معجم فصاح العامية موثق من مصادر التراث والمراجع الحديثة


    - مكتبة لبنان ناشرون



    في مادة عَفط ، ص 441:


    وفي ( الصِّحاح .. والعُباب ..) : حَبَق ، ومنه قَوْلُ عليِِّ رضي اللهُ عنه : ( ولَكانَت ُ دُنياكم هذه أَهْوَن عَلَيَّ من عَفَْطَة عَنْز) . اهـ

    اترك تعليق:


  • وهج الإيمان
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة أي سعودي يسقط
    السلام عليكم
    عندي سؤال ما رأيكم في خطبة البيان المنسوبة للأمام علي عليه السلام
    هل هي قويه او ضعيفة

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    خطبة البيان ممن ذكرها القندوزي الحنفي في ينابيعه وكمال الدين الشافعي في الدر المنظم وقال عنها : وقد ثبت عند علماء الطريقة ومشايخ الحقيقة بالنقل الصحيح والكشف الصريح أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال على المنبر بالكوفة وهو يخطب ...

    ومدار كلام علماء الشيعه فيها كان في السند تحقيقآ وبه إنتسابآ والمتن أخذآ وردآ والقوة البلاغيه تدقيقآ قال الشيخ الماحوزي : يلاحظ كل فقره فقره فإن وردت من طرق أخرى أخذ بها .وقال الشيخ السند أنه لم يقف عليها مسنده وأن غالب فقراتها موجوده في خطب أخرى مسنده بنحو مستفيض أو في روايات عنهم عليهم السلام مستفيضه

    اترك تعليق:


  • أي سعودي يسقط
    رد
    السلام عليكم

    عندي سؤال ما رأيكم في خطبة البيان المنسوبة للأمام علي عليه السلام
    هل هي قويه او ضعيفة

    اترك تعليق:


  • وهج الإيمان
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة وهج الإيمان
    جاء في كتاب الخلفاء الراشدون للأستاذ عبدالوهاب النجار (1)
    حققه وقدم له وخرج آياته فضيلة الشيخ خليل الميس مفتي زحله والبقاع
    ط شركة دار الأرقم بن ابي الأرقم
    ص 323 -324 :

    وأما الفقه فلم يكن مقامه فيه بالمجهول .صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ صباه وأخذ عنه القرآن ، وكان يكتب له مع ماأوتيه من ذكاء بني عبد مناف ثم بني هاشم ، ولم يزل معه إلى أن توفي عليه السلام كل هذا أكسبه قوة في إستنباط الأحكام الدينيه فكان الخلفاء أبوبكر وعمر وعثمان يستشيرونه في الأحكام ويرجعون إلى رأيه إذا خالفهم في بعض الأحيان ، وأكثر من عرف ذلك عنه عمر بن الخطاب .
    وأما الفصاحة فيعرف مقداره فيها من خطبه ومكاتباتة التي جمع منها السيد الرضي جملة عظيمة في الكتاب الموسوم بنهج البلاغة ، وقد وصفه شارحه الأستاذ الشيخ محمد عبده بقوله : كنت كلما انتقلت من موضع منه إلى موضع أحس بتغيير المشاهد وتحول المعاهد . فتارة كنت أجدني في عالم يغمره من المعاني أرواح عالية في حلل من العبارات الزاهية تطوف على النفوس الزاكية وتدنو من القلوب الصافية توحي إليها رشادها وتقوم مرادها وتنفر بها عن مداحض المزال إلى جواد الفضل والكمال .
    وطورآ كانت تنكشف لي الجمل عن وجوه باسرة وأنياب كاشرة وأرواح في أشباح النمور ومخالب النسور قد تحفزت للوثاب ثم انقضت للاختلاب ، فخلبت القلوب عين هواها وأخذت الخواطر دون مرماها . واغتالت فاسد الأهواء وباطل الآراء ، وأحيانآ كنت أشهد أن عقلآ نورانيآ لايشبه خلقآ جسدانيآ ، فصل عن الموكب الآلهي واتصل بالروح الإنساني ، فخلعه عن غاشيات الطبيعة وسما به على الملكوت الأعلى . ونما إلى مشهد النور الأجلى ، وسكن به إلى عمار جانب التقديس بعد استخلاصه من شوائب التلبيس .
    وآنات كأني أسمع خطيب الحكمة ينادي بأعلياء الكلمة وأولياء أمر الأمة يعرفهم مواقع الصواب ويبصرهم مواضع الإرتياب ويحذرهم مزالق الاضطراب ويرشدهم إلى دقائق السياسة ويصعدهم شرف التدبير ويشرف بهم على حسن المصير وقد جمع الكتاب من الحكمة شيئآ كثيرآ .
    هذه الصفات العالية مع مامنحه من شرف القرابه للرسول صلى الله عليه وسلم ومصاهرته له ، جعلته يرى لنفسه فضلآ على سائر قريش صغيرها وكبيرها شيخها وفتاها . ويرى بذلك له الحق في ولاية الأمر دونهم فقد قال : لقد تقمصها فلان وهو يعلم محلي منها محل القطب من الرحى ينحدر عني السيل ولايرقى الى الطير . وقد قال : فوالله مازلت مدفوعآ عن حقي مستأثرآ علي من قبض الله نبيه صلى الله عليه وسلم حتى يوم الناس هذا . وهناك طبيعة في الناس أنهم لايميلون لشخص كان يرى لنفسه التفوق ومزيد الفضل . وإنما يقرب لقلوبهم من يقول وليت عليكم ولست بخيركم .
    إن تلك الأمور التي يراها علي لنفسه جعلته يقتنع بأن الحق فيما يراه ، وافقه عليه غيره أم خالفه – ومن هذا شأنه لايلجأ إلى الاستشارة فيما هو صانع وهذا شيئ شديد لاتقبله نفس الكبراء والأشياخ
    اهـ
    ــــــــــــــــــــــــــ
    (1) قال عن المؤلف الشيخ الدكتور راغب السرجاني في مقالته الرسول في الإنجيل :
    الأستاذ عبد الوهاب النجار : عبد الوهاب النجار: (1278-1360هـ/1862-1941م): أديب، مؤرخ، فقيه، ومشارك في علوم الطبيعة والكيمياء وغيرها، ملم ببعض اللغات السامية، عين مدرسًا للآدب والشريعة، واشترك في أكثر الجمعيات الإسلامية، من مؤلفاته: تاريخ الإسلام، تاريخ الخلفاء الراشدين، انظر: محمد رجب البيومي: النهضة الإسلامية في سير أعلامها المعاصرين 1/317-338.
    مقالة الشيخ الدكتور راغب السرجاني التي إستشهد فيها بقول الأستاذ عبد الوهاب النجار ووضع نبذه عنه كما قرأت بعنوان رسول الله في الإنجيل

    اترك تعليق:

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة مروان1400, 29-06-2025, 05:21 AM
ردود 0
44 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 01-08-2022, 02:20 PM
ردود 3
405 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 25-08-2020, 06:34 AM
ردود 4
449 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 05-10-2019, 08:51 AM
ردود 10
630 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 22-09-2017, 06:57 AM
ردود 5
1,564 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
يعمل...
X