إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

علي بن ابي طالب عليه السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    احسنتم
    سيدناالمبرقع الموسوي
    والفاضلjaber

    غزوة بني قُرَيظة


    أخفقت المؤامرة الكبرى التي تآزر عليها المشركون واليهود في غزوة الخندق، ونكث بنو قريظة حلفهم الذي كان قد عقدوه مع المسلمين على عدم التعرّض لهم، ومالؤوا المشركين ضدّ النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) (1)، فعزم(صلى اللّه عليه وآله وسلم) في غد ذلك اليوم الذي فرّ فيه المشركون على اقتحام حصن بني قريظة، وهو آخر وكر فسادٍ لليهود قرب المدينة(2). وبعد أن صلّى(صلى اللّه عليه وآله وسلم) صلاة الظهر، أصدر أمره بالتعبئة العسكريّة، وأخبر المسلمين بإقامة صلاة العصر في حيّ «بني قريظة»(3).
    وتجلّت شخصيّة الإمام(عليه السلام) في هذا التحرّك أيضاً، وكان دوره فيه لافتاً للنظر لاُمور:
    1 - كانت راية الإسلام الخفّاقة بيده المقتدرة(4).
    2 - كان آمراً على مقدّمة الجيش(5).
    3 - كان بنو قريظة قد تسامعوا به، ولمّا رأوه، قالوا: جاء قاتل عمرو بن عبدودّ. يقول ابن هشام: نزل بنو قريظة على حكم سعد بن معاذ؛ لأنّ عليّ بن أبي‏طالب قال: «واللَّه لأذوقنّ ما ذاق حمزة أو لأفتحنّ حصنهم»(6).4 - رضي اليهود بحكم سعد بن معاذ فيهم؛ إذ كانوا يظنّون أنّه سيحكم لهم بسبب الأواصر القديمة التي كانت تربطهم به، لكنّه حكم بقتل رجالهم، ومصادرة أموالهم، وسبي ذراريهم(7).
    179 - الإرشاد: لمّا انهزم الأحزاب وولّوا عن المسلمين الدبُر، عَمِل رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) على قصد بني قُرَيظة، وأنفذ أميرالمؤمنين عليّ بن أبي‏طالب(عليه السلام) إليهم في ثلاثين من الخَزرج، فقال له: اُنظر بني قُرَيظة هل تركوا حصونهم!
    فلمّا شارف سورهم سمع منهم الهُجْر(8)، فرجع إلى النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) فأخبره، فقال: دعهم، فإنّ اللَّه سيُمكّن منهم، إنّ الذي أمكنك من عمرو بن عبدودّ لا يخذلك، فقفْ حتى يجتمع الناس إليك، وأبشرْ بنصر اللَّه؛ فإنّ اللَّه قد نصرني بالرعب بين يديّ مسيرة شهر.
    قال عليّ(عليه السلام) : فاجتمع الناس إليّ، وسرت حتى دنوت من سورهم، فأشرفوا عليَّ، فحين رأوني صاح صائح منهم: قد جاءكم قاتل عمرو، وقال آخر: قد أقبل إليكم قاتل عمرو، وجعل بعضهم يصيح ببعض ويقولون ذلك، وألقى اللَّه في قلوبهم الرعب، وسمعت راجزاً يرجز:

    قَتَل عليٌّ عَمْرا
    صاد عليٌّ صَقْرا
    قَصَم عليٌّ ظَهْرا
    أبرَم عليٌّ أمْرا
    هَتَك عليٌّ سِتْرا

    فقلت: الحمد للَّه الذي أظهر الإسلام وقمع الشرك. وكان النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال لي حين توجّهت إلى بني قُرَيظة: سِرْ على بركة اللَّه؛ فإنّ اللَّه قد وعدك أرضهم وديارهم. فسِرت مستيقناً لنصر اللَّه عزّوجلّ حتى رَكزت الراية في أصل الحصن(9).
    180 - السيرة النبويّة - في ذكر نزول بني قُرَيظة على حكم سعد بن معاذ -: إنّ عليّ بن أبي‏طالب صاح وهم محاصرو بني قريظة: يا كتيبة الإيمان. وتقدّم هو والزبير بن العوّام وقال: واللَّه لأذوقنّ ما ذاق حمزة أو لأفتحنّ حصنهم؛ فقالوا: يا محمّد، ننزل على حكم سعد بن معاذ(10).



    1) تاريخ الطبري: 2/571، المغازي: 2/455، تاريخ الإسلام للذهبي: 2/287، السيرة النبويّة لابن هشام: 3/231، الكامل في التاريخ: 1/569؛ تاريخ اليعقوبي: 2/52.
    2) تاريخ الطبري: 2/581 وص 583، السيرة النبويّة لابن هشام: 3/244، المغازي: 2/497، تاريخ الإسلام للذهبي: 2/307 وص 309، الكامل في التاريخ: 1/573.
    3) تاريخ الطبري: 2/581، السيرة النبويّة لابن هشام: 3/245، تاريخ الإسلام للذهبي: 2/308.
    4) الطبقات الكبرى: 2/74، تاريخ الطبري: 2/582، تاريخ الإسلام للذهبي: 2/311، السيرة النبويّة لابن هشام: 3/245، الكامل في التاريخ: 1/573؛ تاريخ اليعقوبي: 2/52.
    5) تاريخ الطبري: 2/582، السيرة النبويّة لابن هشام: 3/245، المغازي: 2/499، تاريخ الإسلام للذهبي: 2/311، الكامل في التاريخ: 1/573؛ الإرشاد: 1/109.
    6) السيرة النبويّة لابن هشام: 3/251؛ الإرشاد: 1/109.
    7) الإرشاد: 1/111.
    8) هو الخَنا والقبيحُ من القول (النهاية: 5/245).
    9) الإرشاد: 1/109، كشف اليقين: 158/170، بحارالأنوار: 2/262/19.
    10) السيرة النبويّة لابن هشام: 3/251، البداية والنهاية: 4/122.
    وممّا تجدر الإشارة إليه هنا هو إنّهم إنّما رضوا بحكم سعد بن معاذ رجاء العفو عنهم؛ وذلك لوجود مودّة قديمة بينه وبينهم من قبل الإسلام، ولكنّ سعداً حكم بقتل الرجال وسبي النساء وغنيمة الأموال.

    تعليق


    • #17
      الشاعر المسيحي بولس سلامة

      علي
      لا تقل شيعة" هواة علي
      أن كلّ منصف شيعيا
      هو فخر التاريخ لا فخر شعب
      يصطفيه و يدعيه وليا
      جلجل الحق في المسيحي حتى
      صار من فرط حبه علويا
      أنا من يعشق البطولة و الالهام
      و العدل و الخلق الرضيّا
      فاذا لم يكن علي نبيا"
      فلقد كان خلقه نبويا
      أنت رب للعالمين الهي
      فأنلهم حنانك الأبويا
      و أنلني ثواب ما سطرت كفي
      و هاجت الدموع في مقلتيّ
      هو خير الأنام من بعد محمد
      ما رأى الكون مثله آدميا
      يا سماء اشهدي و يا أرض قرّي
      و اخشعي انني ذكرت عليا

      بولس سلامة
      4/4/1999

      تعليق


      • #18
        الكاتب اللبناني المسيحي جورج جرداق...



        ماذا عليكِ يادنيا
        لو أعطيتي في كلّ زمنٍ علياً بعقله وعلمه ولسانه وذي فقاره...

        تعليق


        • #19
          المشاركة الأصلية بواسطة jaber
          الكاتب اللبناني المسيحي جورج جرداق...



          ماذا عليكِ يادنيا
          لو أعطيتي في كلّ زمنٍ علياً بعقله وعلمه ولسانه وذي فقاره...

          الخندق


          تتلخص في نقاط

          1- لمّا عبر عمرو بن عبدودّ وأصحابه من موضع ضيّق من الخندق، استقرّ الإمام(عليه السلام) هناك مع جماعة، فلم يتيسّر للمشركين العبور بعدئذٍ.
          2 - كان قتل عمرو بن عبدودّ مهمّاً وحاسماً ومصيريّاً إلى درجة أنّ رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال:
          «لَمبارزةُ عليّ بن أبي‏طالب لعمرو بن عبدودّ يوم الخندق أفضل من أعمال اُمّتي إلى يوم القيامة».
          وفي رواية:
          «لَضربةُ عليّ لعمرو يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين».
          وحينما تجدّل صنديد العرب صريعاً بصق في وجه الإمام آيِساً بائساً، فوقف صلوات اللَّه عليه، وتمهّل ولم يبادر إلى حزّ رأسه لئلّا يكون في عمله ذرّة من غضب.
          3 - وبعد أن جدّله وصرعه، وولّى أصحابه مدبرين تبعهم، وقتل منهم نوفل ابن عبداللَّه.4 - لمّا ضرب الإمام(عليه السلام) رجل عمرو وقضى عليه، ألقى تراب الذلّ والخوف والرعب على وجوه المشركين، وأقعدهم حيارى مهزومين منهارين

          5 - قتل الإمام(عليه السلام) عمراً، بيد أنّه ترفّع عن سلب درعه الثمين إذ «كان يضرب بسيفه من أجل الحقّ» لا غيره... ولم يخفَ كلّ هذا الترفّع والجلال والشمم عن الأنظار، حتى إنّ اُخت عمرو نفسها أثنت عليه‏ .


          تاريخ الطبري: 2/574، السيرة النبويّة لابن هشام: 3/235، الكامل في التاريخ: 1/570، تاريخ الإسلام للذهبي: 2/290؛ الإرشاد: 1/98.

          المستدرك على الصحيحين: 3/34/4327، تاريخ بغداد: 13/19/6978، شواهد التنزيل: 2/14/636، المناقب للخوارزمي: 107/112، الفردوس: 3/455/5406؛ إرشاد القلوب: 245.

          عوالي اللآلي: 4/86/102 وراجع الطرائف: 519 والمستدرك على الصحيحين: 3/34/4328.
          الإرشاد: 1/102.

          تاريخ الطبري: 2/574؛ الإرشاد: 1/105، تاريخ اليعقوبي: 2/50.

          كنز الفوائد: 1/298.

          الإرشاد: 1/107؛ المستدرك على الصحيحين: 3/36/4330.






          عمر في الخندق!!!

          المستدرك على الصحيحين عن ابن إسحاق: ثمّ أقبل عليّ(رضى اللّه عنه) [أي بعد قتله عمراً] نحو رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ووجهه يتهلّل، فقال عمر بن الخطّاب: هلّا أسلبتَه درعه؛ فليس للعرب درعاً خيراً منها! فقال: ضربته فاتّقاني بسَوءته، واستحييت ابن عمّي أن أستلبه
          المستدرك على الصحيحين: 3/35/4329.

          تعليق


          • #20
            ( 18 )

            مصنف أبن ابي شيبة كتاب الفضائل باب فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه

            ( 1 ) حدثتنا أبو معاوية وو كيع عن الاعمش عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش عن علي بن أبي طالب قال : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة أنه لعهد النبي الامي إلي أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق . ( 2 ) حدثنا أبو معاوية وو كيع عن الاعمش عن سعيد بن عبيدة عن ابن بريدة عن أبيه قال : قال رسول الله عليه وسلم : " من كنت وليه فعلي وليه " . ( 3 ) حدثنا جرير بن عبد الحميد عن مغيرة عن أم موسى عن أم سلمة قالت : والذي أحلف به إن كان علي لاقرب الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت : عدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قبض في بيت عائشة فجعل رسول الله صلى لله عليه وسلم غداة بعد غداة يقول : " جاء علي ؟ " مرارا ، قالت : وأظنه كان بعثه في حاجة ، قالت : فجاء بعد فظننا أن له إليه حاجة ، فخرجنا من البيت فقعدنا بالباب ، فكنت من أدناهم من الباب ، قالت : فأكب عليه علي فجعل يساره ويناجيه ، ثم قبض من يومه ذلك ، فكان أقرب الناس به عهدا . - ( هامش ) - ( 18 / 1 ) أي لا يبغض عليا إلا كافر ولا يحبه إلا مؤمن ( . ) ( 4 ) حدثنا جرير عن عطاء بن السائب عن سعد بن عبيدة قال : سأل رجل ابن عمر فقال : أخبري عن علي ، قال : إذا أردت أن تسأل عن علي فانظر إلى منزلة من منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هذا منزله وهذا منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فإني أبغضه ، قال : فأبغضك الله . ( 5 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن علي قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن لاقضي بينهم ، فقلت : يا رسول الله ، إني لا علم لي بالقضاء ، قال : فضرب بيده على صدري فقال : " اللهم اهد قلبه وسدد لسانه " ، فما شككت في قضاء بين اثنين حتى جلست مجلسي هذا . ( 6 ) حدثنا أبو معاوية عن الاعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البخري عن علي ، قالوا له : أخبرنا عن نفسك ، قال : كنت إذا سألت أعطيت وإذا سكت ابتدئت . ( 7 ) حدثنا أبو أسامة عن عوف عن عبد الله بن عمرو بن هند الجملي عن علي قال : كنت إذا سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني ، وإذا سكت إبتدأني . ( 8 ) حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة قال : قلت له : يا أبا إسحاق ! أين رأيته ؟ قال : وقف علينا في مجلسنا فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " علي مني وأنا منه ، ولا يؤدي عني إلا علي " . ( 9 ) حدثنا مطلب بن زياد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله قال : كنا بالجحفة بغدير خم إذا خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيد علي فقال : " من كنت مولاه فعلي مولاه " . - ( هامش ) - ( 18 / 4 ) وعلي هو الوحيد من الصحابة الذى يقال عنه رضي الله عنه وكرم الله وجهه ، لان وجهه لم ينحن لوثن قبل الاسلام لانه ربي في حجر الرسول صلى الله عليه وسلم فقد رباه في داره طفلا لفقر أصاب أبا طالب وهو أول من آمن من الاولاد ، وهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه زوجه ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنه التي قال عنها الرسول الله صلى الله عليه وسلم أنها بضعة منه ، وهو والد الحسن والحسين اللذين قال عنهما الرسول صلى الله عليه وسلم أنهما ريحانتاه من الدنيا وسيدا شباب الجنة ، وهو رابع الخلفاء الراشدين المهديين وأحد العشرة المبشرين بالجنة وفضائله كثيرة سترد في هذا الباب . ( 18 / 5 ) وقد قضى في أمور معضلة كثيرة في الديات وغيرها وأجاز الرسول صلى الله عليه وسلم قضاءه - راجع كتاب الديات . ( 18 / 6 ) ابتدئت : ابتدأ الرسول الله صلى الله عليه وسلم العطاء بي وكذا فعل بعده الخلفاء الراشدون أبو بكر وعمر وعثمان . رضي الله عنهم . ( 18 / 8 ) وهذا عندما أرسله صلى الله عليه وسلم بسورة براءة ( التوبة ) إلى مكة ( . ) ( 10 ) حدثنا شريك عن حنش بن الحارث عن رباح بن الحارث قال : بينا علي جالسا في الرحبة إذ جاء رجل عليه أثر السفر فقال : السلام عليك يا مولاي ، فقال : من هذا ، فقالوا : هذا أبو أيوب الانصاري ، فقال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من كنت مولاه فعلي مولاه " . ( 11 ) حدثنا غندر عن شعبة عن الحكم عن مصعب بن سعد عن سعد بن أبي وقاص قال : خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب في غزوة تبوك فقال : يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان ، فقال : " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي " . ( 12 ) حدثنا غندر عن شعبة عن سعد بن إبراهيم قال : سمعت إبراهيم بن سعد يحدث عن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى " . ( 13 ) حدثنا عبد الله بن نمير عن موسى الجهني قال : حدثتني فاطمة ابنة علي قالت : حدثتني أسماء ابنة عميس قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي : " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي " . ( 14 ) حدثنا وكيع عن فضيل بن مرزوق عن زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي : :" أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " . ( 15 ) حدثنا أبو معاوية عن موسى بن مسلم عن عبد الرحمن بن سابط عن سعد قال : قدم معاوية في بعض حجاته فأتاه سعد فذكروا عليا فنال منه معاوية فغضب سعد فقال : [ تقول هذا الرجل ] ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " له ثلاث خصال لان تكون لي خصلة منها أحب إلي من الدنيا وما فيها ، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا عطين الراية رجلا يحب الله ورسوله " . - ( هامش ) - ( 18 / 11 ) وقد تولى أمور الناس بعد موسى عليه السلام يوشع بن نون بينما تولى هارون وأولاده أمور الشريعة والعبادة والقضاء بين الناس . ( 18 / 15 ) العبارة ناقصة على الارحج وهي كما نرجح : تقول هذا لرجل أو عن رجل والله أعلم . وتتمة الحديث الاخير : " ويحبه الله ورسوله " ، وهذا في غزوة خيبر ( . ) ( 16 ) حدثنا عبد الله بن نمير عن الحارث بن حصيرة قال حدثني أبو سليمان الجهني - يعني زيد بن وهب قال : سمعت عليا على المنبر وهو يقول : أنا عبد الله وأخو رسوله صلى الله عليه وسلم ، لم يقلها أحد قبلي ولا يقولها أحد بعدي إلا كذاب مفتر . ( 17 ) حدثنا علي بن هاشم عن ابن أبي ليلى عن الحكم والمنهال وعيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : كان علي يخرج في الشتاء في إزار ورداء ثوبين خفيفين ، وفي الصيف في القباء المحشو والثوب الثقيل ، فقال الناس لعبد الرحمن : لو قلت لابيك فإنه يسهر معه ، فسألت أبي فقلت : إن الناس قد رأوا من أمير المؤمنين شيئا استنكروه ، قال : وما ذاك ؟ قال : يخرج في الحر الشديد في القباء ، المحشو والثوب الثقيل ولا يبالي ذلك ، ويخرج في البرد الشديد في الثوبين الخفيفين والملاءتين لا يبالي ذلك ولا يتقي بردا ، فهل سمعت في ذلك شيئا ، فقد أمروني أن أسألك أن تسأله إذا سمرت عنده ، فسمر عنده فقال : يا أمير المؤمنين ! إن الناس قد تفقدوا منك شيئا ، قال : وما هو ؟ قال : تخرج في الحر الشديد في القباء المحشو والثوب الثقيل وتخرج في البرد الشديد في الثوبين الخفيفين وفي الملاءتين لا تبالي ذلك ولا تتقي بردا ، قال : وما كنت معنا يا أبا ليلى بخيبر ؟ قال : قلت : بلى ، والله قد كنت معكم ، قال : فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر فسار بالناس فانهزم حتى رجع إليه ، وبعث عمر فانهزم بالناس حتى انتهى إليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا عطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، يفتح الله له ، ليس بفرار ، فارسل إلي فدعاني ، فأتيته وأنا أرمد لا أبصر شيئا ، فتفل في عني وقال : اللهم اكفه الحر والبرد " ، قال : فما آذاني بعد حر ولا برد . ( 18 ) حدثنا أسود بن عامر عن شريك عن منصور عن ربعي عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يا معشر قريش ليبعثن الله عليكم رجلا منكم قد امتحن الله قلبه للايمان فيضربكم أو يضرب رقابكم ، فقال أبو بكر : أنا هو يا رسول الله ؟ قال : لا ، فقال عمر : أنا هو يا رسول الله ؟ قال : لا ، ولكنه خاصف النعل " ، وكان أعطى عليا نعله يخصفها . ( 19 ) حدثنا ابن أبي عتيبة عن أبيه عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال : كنا جلوسا في المسجد فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس إلينا ولكأن على رؤوسنا الطير ، لا يتكلم أحد منا ، فقال : إني منكم رجلا يقاتل الناس على تأويل - ( هامش ) - ( 18 / 17 ) السمر : الحديث أثناء السهر في الليل ( . ) القرآن كما قوتلتم على تنزيله ، فقام أبو بكر فقال : أنا هو يا رسول الله ؟ قال : لا ، فقام عمر فقال : أنا هو يا رسول الله ؟ قال : لا ، ولكنه خاصف النعل في الحجرة " ، قال : فخرج علينا علي ومعه نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلح منها . ( 20 ) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال ثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن سلمة بن أبي الطفيل عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : " يا علي " إن لك كنزا في الجنة وإنك ذو قرنيها فلا تتبع النظرة نظرة فإنما لك الاولى وليست لك الآخرة " . ( 21 ) حدثنا عبد الله بن نمير عن العلاء بن الصالح عن المنهال عن عباد بن عبد الله قال : سمعت عليا يقول : أنا عبد الله وأخو رسوله وأنا الصديق الاكبر ، لا يقولها بعدي إلا كذاب مفتر ، ولقد صليت قبل الناس بسبع سنين . ( 22 ) حدثنا شبابة قال ثنا شعبة عن سلمة عن حبة العرني عن علي قال : أنا أولى رجل صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . ( 23 ) حدثنا عبيد الله بن طلحة بن جبر عن المطلب بن عبد الله عن مصعب بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن عوف قال : لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة انصرف إلى الطائف فحاصرها سبع عشرة أو ثمان عشرة ، فلما يفتحها ، ثم ارتحل روحة أو غدوة فنزل ثم هجر ثم قال : " أيها الناس ! إني فرط لكم وأوصيكم بعترتي خيرا ، وإن موعدكم الحوض ، والذي نفسي بيده ! لتقيمن الصلاة ولتؤتن الزكاة أو لابعثن إليكم رجلا مني أو لنفسي فليضربن أعناق مقاتلتهم وليسبين ذراريهم ، قال : فرأي الناس أنه أبو بكر أو عمر ، فأخذه بيد علي فقال : هذا " . ( 24 ) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن يزيد بن أبي زياد عن أبي فاختة قال : حدثني هبيرة بن يريم عن علي قال : أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حلة مسيرة بحرير ، أما سداها حرير أو لحمتها ، فأرسل بها إلي ، فأتيته فقلت : ما أصنع بها ، ألبسها ؟ فقال : لا ، إني لما أرضى لك ما أكره لنفسي " . ( 25 ) حدثنا ابن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن أبي فاختة قال : حدثني جعدة بن هبيرة عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو من حديث عبد الرحيم . - ( هامش ) - ( 18 / 23 ) سبع عشرة أو ثمان عشرة ليلة ( . ) ( 26 ) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن ناجية بن كعب عن علي قال : لما مات أبو طالب أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ! إن عمك الشيخ الضال قد مات ، قال : فقال " انطلق فواره ، ثم لا تحدثني شيئا حتى تأتيني " ، قال : فواريته ثم أتيته فأمرني فاغتسلت ، ثم دعا لي بدعوات ما أحب أن لي بهن ما على الارض من شئ . ( 27 ) حدثنا عبيد الله قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي قال : قال لي النبي صلى الله عليه وسلم : " أنت مني وأنا منك " . ( 28 ) حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب عن زيد بن يثبع قال : بلغ عليا أن أناسا يقولون فيه ، قال : فصعد المنبر فقال : أنشد الله رجلا ولا أنشده إلا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم سمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا إلا قام ، فقال مما يليه ستة ، ومما يلى سعد بن وهب ستة فقالوا : نشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " . ( 29 ) حدثنا شريك عن أبي يزيد الاودي عن أبيه قال : دخل أبو هريرة المسجد فاجتمعنا إليه ، فقام إليه شاب فقال : أنشدك بالله ! أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " ، فقال : نعم ، فقال الشاب : أنا منك برئ ، أشهد أنك قد عاديت من والاه وواليت من عاداه ، قال : فحصبه الناس بالحصاء . ( 30 ) حدثنا شريك عن عياش العامري عن عبد الله بن شداد قال : قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد أبي سرح من اليمن فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لتقيمن الصلاة ولتؤتن الزكاة ولتسمعن ولتطيعن أو لابعثن إليكم رجلا لنفسي يقاتل مقاتلتكم ويسبي ذراريكم ، اللهم أنا أو كنفسي " ، ثم أخذ بيد علي . ( 31 ) حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة قال : خطب الحسن بن علي حين قتل علي فقال : يا أهل الكوفة - أو يا أهل العراق - لقد كان بين أظهركم رجل قتل الليلة أو أصيب اليوم لم يسبقه الاولون بعلم ولا يدركه الآخرون : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعثه في سرية كان جبريل عن يمينه وميكايل عن يساره ، فلا يرجع حتى يفتح الله عليه . ( 32 ) حدثنا عبيد الله بن نمير قال أخبرنا الاعمش عن عمرو بن مرة عن عبد - ( هامش ) - ( 18 / 31 ) قتل الليلة أو أصيب اليوم : الشك من الراوي ( . ) الرحمن بن أبي ليلى قال : ذكر عنده قول الناس في علي فقال : قد جالسناه وواكلناه وشاربناه وقمنا له على الاعمال ، فما سمعته يقول شيئا مما يقولون ، إنما يكفيكم أن تقولوا : ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه ، وشهد بيعة الرضوان ، وشهد بدرا . ( 33 ) حدثنا يعلى بن عبيد عن أبي منين وهو يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا دفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله ، قال : فتطاول القوم فقال : ابن علي ؟ فقالوا : يشتكي عينيه ، فدعاه فبزق في كفيه ومسح بهما عين علي ثم دفع إليه الراية ، ففتح الله عليه يومئذ . ( 34 ) حدثنا أين فضيل عن يزيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : بينما النبي صلى الله عليه وسلم عنده نفر من أصحابه ، فأرسل إلى نسائه فلم يجد عند امرأة منهن شيئا ، فبينما هم كذلك إذ هم بعلي قد أقبل أشعث مغبرا ، على عاتقه قريب من صاع من تمر قد عمل بيده ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " مرحبا بالحامل والمحمول ، ثم أجلسه فنفض عن رأسه التراب ، ثم قال : مرحبا بأبي تراب " ، فقربه ، فأكلوا حتى صدروا ، ثم أرسل إلى نسائه إلى كل واحدة منهن طائفة . بسمه تعالى 35 () حدثنا عبد الاعلى عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب أن النبي صلى الله عليه وسلم دفع الراية إلى علي فقال : " لادفعها إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله " ، قال : فتفل في عينيه وكان أرمد ، قال : ودعا له ففتحت عليه خيبر . ( 36 ) حدثنا وكيع عن هشام بن سعد عن عمر بن أسيد عن ابن عمر قال : قال عمر بن الخطاب أو قال : أبي لقد أوتي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لان تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم : زوجة ابنته فولدت له ، وسد الابواب إلا بابه ، وأعطاه الحربة يوم خيبر . ( 37 ) حدثنا هاشم بن القاسم قال ثنا عكرمة بن عمار قال حدثني أياس بن سلمة قال : أخبرني أبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسله إلى علي فقال : " لا عطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله " ، قال : فجئت به أقوده أرمد ، قال : فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ثم أعطاه الرأية ، وكان الفتح على يديه - ( هامش ) - ( 18 / 34 ) حتى صدروا : حتى شبعوا . طائفة : كمية من التمر الذي بقي . ( 18 / 36 ) أعطاه الحربة : أي أعطاه الرأية لان الرأية كانت تجعل إلى الحربة وإعطاه الرأية أي إعطاء الامرة على الجيش ( . ) ( 38 ) حدثنا أبو بكر بن عياش عن صدقة بن سعيد عن جميع بن عمير قال : دخلت على عائشة أنا وأمي وخالتي ، فسألناها : كيف كان علي عنده ؟ فقالت : تسألوني عن رجل وضع يده من رسول الله صلى الله عليه وسلم موضعا لم يضعها أحد ، وسالت نفسه في يده ومسح بها وجهه ومات ، فقيل : أين يدفنوه ؟ فقال علي : ما في الارض بقعة أحب إلى الله من بقعة قبض فيها نبيه ، فدفناه .
            ( 39 ) حدثنا محمد بن بشر عن زكريا عن مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة قالت : قالت عائشة : خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود ، فجاء الحسن فأدخله معه ، ثم جاء حسين فأدخله معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ، ثم قال : { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } . ( 40 ) حدثنا محمد بن مصعب عن الاوزاعي عن شداد أبي عمار قال : دخلت على واثلة وعنده قوم فذكروا فشتموه فشتمه معهم ، فقال : ألا أخبرك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت : بلى ، قال : أتيت فاطمة أسألها عن علي فقالت : توجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي وحسن وحسين كل واحد منهما آخذ بيده ، فأدنى عليا وفاطمة فأجلسهما بين يديه ، وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذه ، ثم لف عليهم ثوبه أو قال : كساءه ثم تلا هذه الآية : { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت } ثم قال : " اللهم هؤلاء أهل بيتي ، وأهل بيتي أحق " . ( 41 ) حدثنا أبو أسامة عن عوف عن عطية أبي المعدل الطفاوي عن أبيه قال : أخبرتني أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عندها في بيتها ذات يوم ، فجاءت الخادم فقالت : علي وفاطمة بالسدة ، فقال : تنحي لي عن أهل بيتي ، فتنحت في ناحية البيت ، فدخل على وفاطمة وحسن وحسين ، فوضعهما في حجره ، وأخذ عليا بإحدى يديه فضمنه إليه ، وأخذه فاطمة باليد الاخرى فضمها إليه وقبلهما ، وأغدف عليهم خميصة سوداء ، ثم قال : " اللهم إليك لا إلى النار ، أنا وأهل بيتي ، قالت : فناديته فقلت : وأنا يا رسول الله ! قال : وأنت " . - ( هامش ) - ( 18 / 39 ) المرط : رداء مربع يجعل فوق الثياب . والآية من سورة الآية ( 33 ). ( 18 / 41 ) أغدف عليهم خميصة سوداء : غطاهم بثوب من شعر أسود ( . ) ( 42 ) حدثنا عبيد الله بن نمير عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم قال : سمعت الحسن بن علي قام خطيبا فخطب الناس فقال : يا أيها الناس ! لقد فارقكم أمس رجل ما سبقه الاولون ولا يدركه الآخرون ، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثه المبعث فيعطيه الراية فما يرجع حتى يفتح الله عليه ، جبريل عن يمينه وميكايل عن شماله ، ما ترك بيضاء ولا صفراء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه ، أراد أن يشتري بها خادما . ( 43 ) حدثنا وكيع عن شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي حمزة مولى الانصار عن زيد بن أرقم قال : أول من أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم علي ، قال عمرو بن مرة : فأتيت إبراهيم فذكرت ذلك له فأنكره . ( 44 ) حدثنا وقال أبو بكر : حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن جبلة قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم يغز أعطى سلاحه عليا وأسامة . ( 45 ) حدثنا مالك بن إسماعيل قال ثنا مسعر بن سعد قال ثنا محمد بن إسحاق عن الفضل بن معقل عن عبد الله بن معقل عن عبد الله بن نيار الاسلمي عن عمرو بن شاش قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قد آذيتني : قال : قلت : يا رسول الله ! ما أحب أن أوذيك ، قال : من آذي عليا فقد آذاني " . 46 () حدثنا عبدة بن سليمان عن عبد الملك بن أبي سليمان قال : قلت لعطاء : كان في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد أعلم من علي ؟ قال : لا ، والله أعلمه ! ( 47 ) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن حبشي قال : خطبنا الحسن بن علي بعد وفاة علي فقال : لقد فارقكم رجل بالامس لم يسبقه الاولون بعلم ولا يدركه الآخرون ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيه الرأية فلا ينصرف حتى يفتح الله عليه . ( 48 ) حدثنا يحيى بن يعلى عن يونس بن خباب عن أنس قال : خرجت أنا وعلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حائط المدينة ، فمررنا بحديقة فقال علي : ما أحسن هذه الحديقة يا رسول الله ! قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حديقتك في الجنة أحسن منها يا علي ، حتى مر بسبع حدائق ، كل ذلك يقول علي : ما أحسن هذه الحديقة يا رسول الله ! فيقول : حديقتك في الجنة أحسن من هذه " . - ( هامش ) - ( 18 / 43 ) وعلي رضي الله عنه أول من آمن من الاولاد إذ ربي في حجر الرسول صلى الله عليه وسلم . ( 18 / 44 ) المقصود أسامة بن زيد بن حارثة بن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يقال له الحب بن الحب ( . ) ( 49 ) حدثنا معاوية بن هشام قال ثنا قيس عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن عليم عن سلمان قال : إن أول هذه الامة ورودا على نبيها أولها إسلاما علي بن أبي طالب . ( 50 ) حدثنا عبد الله بن نمير عن فطر عن أبي إسحاق عن أبي عبد الله الجدلي قال : قالت لي أم سلمة : يا أبا عبد الله ! أيسب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم ثم لا تغيرون ، قال : قلت : ومن يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : يسب علي ومن يحبه ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه . ( 51 ) حدثنا خالد بن مخالد عن ابن فضيل عن أبي نصر عن مساور الحميري عن أمه عن أم سلمة قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يبغض عليا مؤمن ، ولا يحبه منافق " . ( 52 ) حدثنا معاوية بن هشام قال ثنا عمار عن الاعمش عن المنهال عن عبد الله بن الحارث عن علي قال : إنما مثلنا في هذه الامة كسفينة نوح وكتاب حطة في بني إسرائيل . ( 53 ) حدثنا إسحاق بن منصور عن سليمان بن قرم عن عاصم عن زر قال : قال علي : لا يحبنا منافق ولا يبغضنا مؤمن . ( 54 ). حدثنا أبو أسامة قال حدثني محمد بن طلحة عن أبي عبيدة بن الحكم الازدي يرفع حديثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي : " ستلقى بعدي جهدا ، قال : يا رسول الله ! في سلامة في ديني ؟ قال : نعم ، في سلامة من دينك " . ( 55 ) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال : أخبرنا علي بن زيد عن عدي بن ثابت عن البراء ، قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ، قال : فنزلنا بغدير خم ، قال : فنودي : الصلاة جامعة ، وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة فصلى الظهر فأخذ بيد علي فقال : " ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، قالوا : بلى ، قال : ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه ، قالوا : بلى قال : فأخذ بيد علي فقال : الله من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " ، قال : فلقيه عمر بعد ذلك فقال : هنيئا لك بابن أبي طالب : أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة . ( 56 ) حدثنا أبو الجواب قال حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال : - ( هامش ) - ( 18 / 52 ) إنما مثلنا : يعني أهل البيت . ( 18 / 53 ) لا يجبنا : أي لا يحب أهل البيت ( . ) بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشين على أحدهما علي بن أبي طالب وعلى الآخر خالد بن الوليد ، فقال : إن كان قتال فعلي علي الناس ، فافتتح علي حصنا فاتخذ جارية لنفسه ، فكتب خالد يسوء به ، فلما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب قال : " ما تقول في رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ؟ " . ( 57 ) حدثنا وكيع قال ثنا الاعمش عن عطية بن سعد قال : دخلنا علي جابر بن عبد الله وهو شيخ كبير وقد سقط حاجباه على عينيه ، قال : فقلت : أخبرنا عن هذا الرجل علي بن أبي طالب ، قال : فرفع حاجبيه بيديه ثم قال : ذاك من خير البشر . ( 58 ) حدثنا عفان قال ثنا جعفر بن سليمان قال حدثني يزيد الرشك عن مطرف عن عمران بن حصين قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية واستعمل عليهم عليا ، فصنع علي شيئا أنكروه ، فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعلموه ، وكانوا إذا قدموا من سفر بدأوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فسلموا عليه ونظروا إليه ، ثم ينصرفون إلى رحالهم ، قال : فلما قدمت السرية سلموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقام أحد الاربعة فقال : يا رسول الله ! ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا ، فأقبل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف الغضب في وجهه فقال : " ما تريدون من علي ؟ ما تريدون من علي ؟ علي مني وأنا من علي ، وعلي ولي كل مؤمن بعدي " . ( 59 ) حدثنا جعفر بن عون قال ثنا سفيان بن أبي عبد الله قال حدثنا أبو بكر بن خالد بن عرفطة قال أتيت سعد بن مالك بالمدينة فقال : ذكر لي أنكم تسبون عليا ؟ قال : قد فعلنا ، قال : فلعلك قد سبيته ؟ قال : قلت : معاذ الله ! قال : فلا تسبه فلو وضع المنشار على مفرقي على أن أسب عليا ما سببته أبدا بعد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سمعت . ( 60 ) حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي إسحاق عن جدته ميمونة ، قال : لما كانت الفرقة قيل لميمونه ابنة الحارث : يا أم المؤمنين ! فقالت : عليكم بابن أبي طالب فو الله ما ضل ولا ضل به . ( 61 ) حدثنا وكيع عن إسماعيل عن الشعبي { أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام } قال : نزلت في علي والعباس . - ( هامش ) - ( 18 / 61 ) سورة التوبة من الآية ( 19 )( . ) ( 62 ) حدثنا عبد الله بن إدريس عن ليث عن مجاهد قال : قال علي : إنه لم يعمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي ، كان لي دينار فبعته بعشرة دراهم ، فكانت إذا ناجيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تصدقت بدرهم حتى نفدت ، ثم تلا هذه الآية : { يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة } . ( 63 ) حدثنا يحيى بن آدم قال ثنا عبيد الله الاشجعي عن سفيان بن سعد عن عثمان بن المغيرة الثقفي عن سالم بن أبي الجعد عن علي بن علقمة الانماري عن علي قال : لما نزلت هذه الآية : { يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة } قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما ترى دينار ، قلت : لا يطيقونه ، قال : فكم ؟ قلت : شعيرة ، قال : إنك لزهيد ، قال فنزلت : { أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات } الآية ، قال : فقد خففت الله عن هذه الامة " . ( 64 ) حدثنا خلف بن خليفة عن أبي هارون قال : كنت مع ابن عمر جالسا إذ جاءه نافع بن الازرق فقام علي رأسه فقال : والله إني لا بقض عليا ، قال : فرفع إليه ابن عمر رأسه فقال : أبغضك الله ، تبغض رجلا سابقة من سوابقه خير من الدنيا وما فيها . ( 65 ) حدثنا علي بن مسهر عن فطر عن أبي الطفيل عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : لقد جاء في علي من المناقب ما لو أن منقبا منها قسم بين الناس لاوسعهم خيرا . ( 66 ) حدثنا خلف بن خليفة عن حجاج بن دينار عن معاوية بن قرة قال : كنت أنات والحسن جالسين نتحدث ، إذ ذكر الحسن عليا فقال : أراهم السبيل وأقام لهم الدين إذا أعوج . ( 67 ) حدثنا وكيع عن شعبة عن الحر بن صباح عن عبد الرحمن بن الاخنس عن سعيد بن زيد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " علي في الجنة " . ( 68 ) حدثنا الفضل بن دكين عن شريك عن أبي إسحاق قال : قالت فاطمة : يا رسول الله ! زوجتني حمش الساقين عظيم البطن أعمش العين ، قال : " زوجتك أقدم أمتي سلما ، وأعظمهم حلما ، وأكثرهم علما " . - ( هامش ) - ( 18 / 63 ) سورة المجادلة الآية ( 12 ). ( 18 / 63 ) سورة المجادلة الآيتان ( 12 / 13 ). ( 18 / 68 ) سلما : إسلاما ( . ) ( 69 ) حدثنا الفضل بن دكين عن ابن أبي غنية عن الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن بريدة قال : مررت مع علي إلى اليمن فرأيت منه جفوة ، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم : ذكرت عليا فنقصته ، فجعل وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغير فقال : " ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، قلت : بلى يا رسول الله ! قال : من كنت مولاه فعلي مولاه " . ( 70 ) حدثنا وكيع عن شعبة عن أبي التياح عن أبي السوار العدوي قال : قال علي ليحبني قوم حتى يدخدوا النار في حبي وليبغضني قوم حتى يدخلوا النار في بغضي . ( 71 ) حدثنا وكيع عن حماد عن ابن أبي نجيح عن أبي حيوة قال : سمعت عليا يقول : يهلك في رجلان : مفرط في حبي ومفرط في بغضي . ( 72 ) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن سماك عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ببراءة مع أبي بكر إلى مكة ، فدعاه فبعث عليا فقال : " لا يبلغها إلا رجل من أهل بيتي " . ( 73 ) حدثنا وكيع عن نعيم بن حكيم عن أبي مريم قال : سمعت عليا يقول : يهلك في رجلان : مفرط في حبي ومفرط في بغضي . ( 74 ) حدثنا أبو الجواب عن يونس بن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لينتهين أو لابعثن إليهم رجلا كنفسي فيمضي فيهم أمري ، فيقتل المقاتلة ويسبي الذرية " . - ( هامش ) - ( 18 / 70 ) ويدخل النار في حبه المقصود المغالين وهم طوائف كثيرة منهم من جعله إلها من دون الله والعياذ بالله وهؤلاء هم العلي اللهية وقد أحرقهم علي أو أحرق بعضهم في حياته وقاتلهم . فتاه ونزل على النبي صلى الله عليه وسلم لشدة الشبه بينهما وهذا كفر وخسران لهم أيضا وهؤلاء أكثرهم من الفرس وما زالت طائفة منهم إلى اليوم . ومنهم غلاة الشيعة الامامية الذين ينسبون لعلي رضي الله عنه أمورا لو سمعها منهم لقاتلهم عليا منها معرفة الغيب وما شابه ذلك والعياذ بالله وطوائف غيرهم كثيرة . أما المغالين في بغضه الذين سبوه وسبوا من يحبه فسبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقد اتخذ بعض أعداء الاسلام والعرب من حب علي والدعوة لاولاده ستارا لشق المسلمين وإزالة دولة العرب انتقاما لزوال دولتهم وأكثر هؤلاء من الفرس واليهود أخزاهم الله ( . ) ( 75 ) حدثنا مطلب بن زياد عن السدي قال : صعد علي المنبر فقال : اللهم العن كل مبغض لنا ، قال : وكل محب لنا غال . ( 76 ) حدثنا مطلب بن زياد عن ليث قال : دخلت على أبي جعفر فذكر ذنوبه وما يخاف ، قال : فبكى ثم قال حدثني جابر أن عليا حمل الباب يوم خيبر حتى صعد المسلمون ففتحوها وأنه جرب فلم يحمله إلا أربعون رجلا . ( 77 ) حدثنا غندر عن شعبة عن واقد بن محمد بن زيد عن أبيه عن ابن عمر عن أبي بكر قال : يا أيها الناس ! أرقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم . في أهل بيته . ( 78 ) حدثنا عبد الله بن نمير عن حجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلى : " أنت أخي وصاحبي " . ( 79 ) حدثنا محمد بن بشر قال أخبرنا بكير عن خالد بن أمية أن عليا مر على دار في موار بيتي ، فسقطت عليه كسرة لبنة أو قطعة لبنة ، فدعا الله أن لا يتم بناءها ، قال : فما وضع فيها لبنة على لبنة . ( 80 ) حدثنا مطلب بن زياد عن جابر قال : كنا مع أبي جعفر في المسجد وغلام ينظر إلى أبي جعفر ويبكي فقال له أبو جعفر : ما يبكيك ، قال : من حبكم ، قال : نظرت حيث نظر الله واخترت من خيره الله .

            تعليق


            • #21
              1- قوله (ص) : " عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب " .
              المصادر : المناقب لابن المغازلي ، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 4 ، الجامع للسيوطي 2، ينابيع المودة .


              2- قوله (ص) : " لا سيف إلا ذو الفقار و لافتى إلا علي " .
              المصادر : مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 2، سنن البيهقي3 ، ابن المغازلي ، الطبري2 ، الرياض النضرة 2 .


              3- قوله (ص) : " حامل لوائي في الدنيا و الآخرة علي " .
              المصادر : كنز العمال 6 ، الطبري 2، الخوارزمي ، الفضائل لأحمد ابن المغازلي .


              4- قوله (ص) : " أمر ربي بسد الأبواب إلا باب علي " .
              المصادر : الخصائص للنسائي 13 ، مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3، الترمذي 13، البيهقي 7 ، ينابيع المودة ، مسند أحمد 4، ابن المغازلي ، كنزالعمال .


              5- قوله (ص) : " الصديقون ثلاثة مؤمن آل ياسين و مؤمن فرعون و أفضلهم علي "
              المصادر : المناقب لأحمد ، كنز العمال 5 ، الجامع للسيوطي 2، ابن المغازلي ، ينابيع المودة .


              6- قوله (ص) : " من سره أن يحيا حياتي و يموت مماتي فليتول من بعدي علي " .
              المصادر : مسند أحمد 5 ، مستدرك الصحيحين ، للحاكم النيسابوري 3 ، كنز العمال 6، الطبراني .


              7- قوله (ص) : " نادى المنادي يوم القيامة يا محمد ، نِعم الأب أبـوك إبراهيم و نِعم الأخ علي " .
              المصادر : الفضائل لأحمد ، ابن المغازلي ، الخوارزمي ، الرياض النضرة 2 .


              8- قوله (ص) : " لكل نبي وصي و وارث ، و وصي و وارثي علي " .
              المصادر : كنز العمال 6، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ، شواهد التنزيل 2 ، ينابيع المودة ، مناقب الإمام علي بن أبي طالب (ع) لابن المغازلي الشافعي (بزيادة : بن أبي طالب ) و أخرجه العلامة العيني في عمدة القارئ 16 / 215.


              9- قوله (ص) : " اللهم لا تمتني حتى تريني وجه علي " .
              المصادر : الرياض النضرة 2 ، الفضائل لأحمد ، ، ابن المغازلي ، أخطب خوارزم .


              10 - قوله (ص) : " خُلقتُ من شجرة واحدة أنا و علي " .
              المصادر : الترمذي ، ابن المغازلي ، أسد الغابة 4 ، الرياض النضرة 2 .


              11- قوله (ص) : " أنا مدينة العلم و علي بابها ، فمن أراد العلم فليأت الباب " .
              المصادر : مناقب الإمام علي بن أبي طالب (ع) لابن المغازلي الشافعي و أخرجه الحافظ البغدادي في تاريخه 11 / 48.



              12- قوله (ص) : " زينوا مجالسكم بذكر علي " .
              المصادر : مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3 ، مسند أحمد (4،5)، الخصائص للنسائي ، ابن المغازلي ، المناقب لأخطب خوارزم ، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ، كنز العمال 6 ، ينابيع المودة .


              13 - قوله (ص) : " أقــضى أمـــتي علـــي " .
              المصادر : ابن المغازلي ، ارجح المطالب .


              14 - قوله (ص) : " أنا المنذر و الهادي من بعدي علي " .
              المصادر : مسند أحمد (1،3)، الترمذي 2 ، الخصائص للنسائي ، كنز العمال 1، ابن المغازلي .


              15- قوله (ص) : " براءة من النار حب علي " .
              المصادر : مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 2، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 6، أخطب خوارزم ، ابن المغازلي .


              16- قوله (ص) : " من كنتُ مَولاه فمَولاه علي " .
              المصادر : مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3، كنز العمال 6، الديلمي .


              17- قوله (ص) : " لم يكن لفاطمة كفؤ لو لم يخلق الله علي " .
              المصادر : حلية الأولياء 1 ، الرياض النضرة 2 ، ابن المغازلي ، الخوارزمي ، ينابيع المودة .






              18- قوله (ص) : " أوصي من آمن بي و صدقني بولاية علي " .

              المصادر : الجامع للسيوطي 1 ، الرياض النضرة 2 ، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 1 ، ابن المغازلي ، ينابيع المودة .







              19- قوله (ص) : " أولكم وروداً على الحوض أولكم إسلاماً و هو علي " .

              المصادر : كنز العمال 6 ، الطبراني 5 ، الرياض النضرة 1، ذخائر العقبى ، ابن المغازلي .









              20- قوله (ص) : " لا يُبَلغ عني إلا علي " .

              المصادر : ابن المغازلي ، الرياض النضرة 2، ينابيع المودة ، الخوارزمي .







              21- قوله (ص) : " أشقى الأولين و الآخرين قاتل علي " .

              المصادر : مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3، مسند أحمد 4، الخصائص للنسائي ، الطبري 2، كنز العمال 5 .







              22- قوله (ص) : " لا يجوز أحد على الصراط إلا بجواز من علي " .

              المصادر : ينابيع المودة 2 .







              22- قوله (ص) : " وليكُم من بعدي علي "

              المصادر : ينابيع المودة 2 ب 56 .







              24- قوله (ص) : " الفاروق بين الحق و الباطل علي " .

              المصادر : مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3 ، مسند أحمد ، ينابيع المودة .







              25- قوله (ص) : " علي الصديق الأكبر " .

              المصادر : البيهقي 4 ، كنز العمال 7 ، الجامع للسيوطي 2 ، ابن المغازلي .







              26- قوله (ص) : " علي كفه و كفي في العَدل سَواء " .

              المصادر : مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3، الطبري 2، الترمذي 2 ، ابن المغازلي ، ينابيع المودة .







              27- قوله (ص) : " علي أخي في الدنيا و الآخرة " .

              المصادر : الخصائص للنسائي5 ، الترمذي ، ينابيع المودة ، ابن المغازلي .







              28- قوله (ص) : " علي خير البشر فمن أبى فقَد كفر " .

              المصادر : ابن المغازلي ، ينابيع المودة ، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 5، الخوارزمي .







              29- قوله (ص) : " علي باب حطة من دخله كان مؤمناً " .

              المصادر : مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3، كنز العمال 6، الديلمي .







              30- قوله (ص) : " علي إمام البررة و قاتل الفجرة منصور من نصره " .

              المصادر : كنز العمال 6 / 153 ، الدار القطني .







              31- قوله (ص) : " علي إمام المتقين و أمير المؤمنين و قائد الغُر المحجّلين " .

              المصادر : مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3، كنز العمال 6.







              32- قوله (ص) : " علي مني بمنزلة هارون من موسى " .

              المصادر : مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3، ابن المغازلي ، الطبراني ، حلية الأولياء 1، أخطب خوارزم .





              33- قوله (ص) : " علي حقه على الأمة كحق الوالد على ولده " .

              المصادر : مسلم 2 ، الترمذي 2 ، الحاكم 3 ، مسند أحمد 3 ، النسائي 7 ، أسد الغابة 3 .







              34- قوله (ص) : " علي مع القرآن و القرآن مع علي " .

              المصادر : البخاري 5 ، مسلم 2 ، الترمذي 5 ، مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3 ، ابن ماجه 1 ، مسند أحمد 3 .







              35- قوله (ص) : " علي و شيعته هُم الفائزون " .

              المصادر : ابن المغازلي ، ميزان الإعتدال 2 .







              36- قوله (ص) : " علي باب علمي و مبَيّن لأُمتي ما أُرسلت به " .

              المصادر : الطبري (تفسير) 3 ، شواهد التنزيل 2 ، الدر المنثور 6 ، ينابيع المودة .







              37- قوله (ص) : " علي حبه إيمان و بغضُه نفاق " .

              المصادر : ابن المغازلي ، الخوارزمي ، فرائد السمطين ، ينابيع المودة .







              ـ38 - قوله (ص) : " علي قسيم الجنة و النار " .

              المصادر : مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3 ، كنز العمال 5 ، الجامع للسيوطي 1 ،الترمذي ، ابن المغازلي .







              ـ39- قوله (ص) : " علي مثله في الناس كمثل قل هو الله أحد في القرآن " .

              المصادر : مسلم 1 ،الترمذي 2 ، النسائي 8 ، الخصائص للنسائي ، مسند أحمد 6 ، ابن المغازلي .







              40- قوله (ص) : " علي حبيب بين خليلين بيني و بين إبراهيم " .

              المصادر : ينابيع المودة ، فرائد السمطين ، ربيع الأبرار موفق بن أحمد الخوارزمي .







              41- قوله (ص) : " علي من فارقه فقد فارقني ، و من فارقني فقد فارق الله " .

              المصادر : ابن المغازلي ، ينابيع المودة .







              42- قوله (ص) : " علي مني و أنا منه و هُو ولي كُل مؤمن بعدي " .

              المصادر : ابن المغازلي ، ينابيع المودة .







              43- قوله (ص) : " علي أحب خلق الله إلى الله و رسوله " .

              المصادر : كنز العمال ، الرياض النضرة 2، ابن المغازلي ، البيهقي .







              44- قوله (ص) : " علي ذكره عبادة و النظر إلى وجهِه عبادة " .

              المصادر : مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3 ، كنز العمال 6 ، الطبراني ، ابن المغازلي ، الخوارزمي .







              45- قوله (ص) : " علي حبه حسنة لا تضر معها سيئة " .

              المصادر : الطبراني ، ينابيع المودة 2 / 3 .







              46- قوله (ص) : " علي بمنزلة الكعبة " .

              المصادر : مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3 ، مسند أحمد 3 ، الطبراني 6 ، كنز العمال ، البيهقي .







              47- قوله (ص) : " علي مني مثل رأسي من بدني " .

              المصادر : مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري 3 ، الجامع للسيوطي 1 ، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 2 ، حلية الأولياء 2 ، الرياض النضرة 2

              تعليق


              • #22
                قبلة على جبينك الأغر سيدنا الحبيب المبرقع الموسوي

                ونسأل من الله ان يحشرنا واياكم والمؤمنين مع أمير المؤمنين عليه السلام

                تعليق


                • #23
                  الشجاعة والأدب في الحديبيّة



                  عزم رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) على التوجّه إلى مكّة في السنّة السادسة من الهجرة قاصداً العمرة، فسار حتى الحديبيّة، فعلمت قريش بمسيره، فخرجت من مكّة. واُخبر النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أنّ قريش عازمة على صدّه ومنعه من دخول مكّة.
                  وبعثت قريش ممثّلاً عنها للتفاوض مع النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ، كما بعث النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ممثلاً عنه أيضاً، فقرّروا أن يرجع النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) تلك السنة ولا يدخل مكّة. وعقدوا على ذلك صلحاً بينهم، فكتب الإمام عليّ(عليه السلام) نصّ الصلح بيده.

                  الإرشاد عن فايد مولى عبداللَّه بن سالم: لمّا خرج رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) في عمرة الحديبيّة نزل الجحفة فلم يجد بها ماءً، فبعث سعد بن مالك بالروايا، حتى إذا كان غير بعيد رجع سعد بالروايا فقال: يا رسول‏اللَّه، ما أستطيع أن أمضي! لقد وقفت قدماي رُعباً من القوم!! فقال له النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) : اجلس.
                  ثمّ بعث رجلاً آخر، فخرج بالروايا حتى إذا كان بالمكان الذي انتهى إليه الأوّل رجع، فقال له النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) : لِمَ رجعت؟! فقال: والذي بعثك بالحقّ ما استطعت أن أمضي رُعباً!!
                  فدعا رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أميرالمؤمنين عليّ بن أبي‏طالب صلوات اللَّه عليهما، فأرسله بالروايا، وخرج السقاة وهم لا يشكّون في رجوعه لما رأوا من رجوع من تقدّمه، فخرج عليّ(عليه السلام) بالروايا، حتى ورد الحِرار فاستقى، ثمّ أقبل بها إلى النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ولها زجل، فكبّر النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ، ودعا له بخير.

                  صحيح البخاري عن البراء بن عازب: لمّا صالح رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أهل الحديبيّة، كتب عليّ بينهم كتاباً، فكتب: محمّد رسول‏اللَّه‏(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ، فقال المشركون: لا تكتب «محمّد رسول‏اللَّه»؛ لو كنت رسولاً لم نقاتلك!! فقال لعليّ: امحُه. فقال عليّ: ما أنا بالذي أمحاه، فمحاه رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) بيده‏

                  الإمام عليّ(عليه السلام) : إنّي كنت كاتب رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يوم الحديبيّة، فكتبت: هذا ما صالح عليه محمّد رسول‏اللَّه وسهيل بن عمرو. فقال سهيل: لو علمنا أنّه رسول‏اللَّه ما قاتلناه! أمحُها. قلت: هو واللَّه رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) وإن رغم أنفك، لا واللَّه لا أمحوها! فقال لي رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) : أرِنيه، فأريته، فمحاها .


                  الطبقات الكبرى: 2/95، تاريخ الطبري: 2/620، تاريخ الإسلام للذهبي: 2/363، السيرة النبويّة لابن هشام: 3/321، الكامل في التاريخ: 1/582، المغازي: 2/571؛ تاريخ اليعقوبي: 2/54.
                  الطبقات الكبرى: 2/97، تاريخ الطبري: 2/634، السيرة النبويّة لابن هشام: 3/331، الكامل في التاريخ: 1/585، المغازي: 2/610؛ تاريخ اليعقوبي: 2/54.
                  الإرشاد: 1/121 وراجع الإصابة: 5/269/6972.
                  صحيح البخاري: 2/960/2551، صحيح مسلم: 3/1409/90، مسند ابن حنبل: 6/420/18591، خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 334/191، السنن الكبرى: 5/111/9189 نحوه وراجع صحيح البخاري: 3/1163/3013 وسنن الدارمي: 2/687/2412 وخصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 336/192.
                  خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 333/190 عن علقمة بن قيس.

                  تعليق


                  • #24
                    [grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

                    الأخ (مؤمن) والأخ (المبرقع الموسوي) ...

                    مجهود تشكران عليه، خصوصاً التوثيق الذي هو مهم جداً لكل باحث منصف، ولكن يا ترى أين الأخوة السنة والوهابية، لا أرى تعليق على هذه المشاركات أهي إفحام لهم أم ماذا؟!!
                    ولكن لا يهم فهذا يدل على عجزهم، فإذا فضائل الإمام علي عليه السلام لايعرفون كيف يصوغونها، فكيف يعرفون الدفاع عن العقيدة التي من أجلها يكافحون!! على الأقل تسجيل حضور ومتابعة.
                    كل هذا لا يهم، المهم أن يبقوا صامتين في المواضيع التي لاشأن لهم بها، ثم إنه لي ملاحظة عليكما، وهي:
                    أسلوب الإطالة هذا غير جيّد، فلو اقتصرتما على عشرة أسطر كل يوم لكان أجدى.
                    وطريقتكم تذكرني بطريقة السيد محمد الريشهري في موسوعته القيمة (موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ) التي تبلغ اثنا عشر مجلداً فيها كل شيء يخص حياة الإمام علي عليه السلام من الميلاد وحتى بعد الاستشهاد، وهي فعلاً قيّمة وحينما أقول قيّمة فإني أعني ماأقول، فقد قرأتها من أول مجلد وحتى أتيت على آخر مجلد، ولا أقول ذلك مباهاة بقراءتها ولكن للتعريف بها عن علم وليس عن إعجاب فقط، فمعظم المصادر المستقاة منها الموسوعة هي مصادر سنية من دواوين شعر وكتب تاريخ وفقه وما إلى ذلك، فأتمنى أن يطلع عليها كل باحث منصف.

                    وتقبلوا السلام الزكي المبارك من (زكي مبارك) ...[/grade]

                    تعليق


                    • #25
                      الدور المصيري في فتح خيبر


                      تحظى وقعة خيبر بشأن خاصّ بين وقائع النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ؛ ففيها هزم(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يهود خيبر، وقوّض مركز التآمر على دينه وحكومته الجديدة. فكانت حصون اليهود في منطقة خصبة شمال غربيّ المدينة تبعد عنها حوالي (200) كيلومتر، تدعى خيبر(1).
                      وكان اليهود القاطنون في هذه الحصون يضمرون حقداً للنبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) والمؤمنين والدولة الإسلاميّة منذ الأيّام الاُولى لاتّساع الرسالة، ولم يدّخروا وسعاً للكيد بهم، بل إنّ حرب الأحزاب شُنَّت على الإسلام بدعمهم العسكري والمالي. وبهذا يتّضح أنّهم كانوا أعداءً لُدّاً ومتآمرين يتحرّقون حنقاً على الرسالة ونبيّها الكريم(صلى اللّه عليه وآله وسلم) (2).
                      وحين اطمأنّ رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) من قريش بعد صلح الحديبيّة، توجّه نحو خيبر؛ لفتح حصونها، والقضاء على وكر التآمر(3). ووجود عشرة آلاف مقاتل، وحصون حصينة منيعة لا تُقهر، وقدرات ومعدّات كثيرة داخلها، وأضغان راسخة فى قلوب اليهود المتواجدين داخل الحصن شدّت من عزائمهم لمحاربة النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) شكّل دلالة على الأهمّيّة الخاصّة لوقعة خيبر.
                      وكان للإمام أميرالمؤمنين(عليه السلام) فيها مظهر عجيب، وله في فتحها العظيم دور لا يضاهى ولا يبارى يتمثّل فيما يلي:
                      1 - كانت راية الإسلام في هذه المعركة بيد الإمام علي(عليه السلام) المقتدرة كما في غيرها من الحروب والغزوات(4).
                      2 - لمّا فتحت كلّ الحصون، واستعصى حصن «الوطيح» و«السلالم» - إذ كانا من أحكم الحصون، وزحف المسلمون نحوهما مرّتين: الاُولى بقيادة أبي‏بكر، والاُخرى بقيادة عمر، لكنّهما أخفقا في فتحهما - انتدب النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) عليّاً(عليه السلام) ، وكان مريضاً لا يقدر على القتال فدعا النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ، فشفي، وفتح اللَّه على يديه، وتمكّن الجيش الإسلامي العظيم من فتح ذينك الحصنين اللذين كان فتحهما لا يصدّق ولا يخطر ببال أحد (5).
                      3 - جندل الإمامُ(عليه السلام) الحارثَ - المقاتل اليهوديّ المغرور، الذي كانت الأبدان ترتجف من صيحاته عند القتال - بضربة قاصمة، كما قدّ مرحب - الذي لم يجرأ أحد على مواجهته - نصفين(6).
                      4 - لمّا أخفق المسلمون في فتح الحصنين المذكورين وأوشك الرعب أن يسيطر على القلوب، قال رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) عبارته العظيمة الرائعة المشهورة: «لاُعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ اللَّهَ ورسولَه ويحبّه اللَّهُ ورسولُه»(7)، والاُخرى: «كرّاراً غير فرّار»(8)، يريد بذلك عليّاً صلوات اللَّه عليه، فأحيا الأمل في النفوس بالنصر.
                      5 - قلع الإمام(عليه السلام) باب قلعة قموص وحده، وكان لا يحرّكه إلّا أربعون رجلاً!(9)
                      196 - رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) - في يوم فتح خيبر: لاُعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله، ويحبّه اللَّه ورسوله، كرّاراً غير فرّار، لا يرجع حتى يفتح اللَّه على يديه(10).
                      197 - الإمام عليّ(عليه السلام) - في فتح خيبر: إنّ رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) بعث أبابكر، فسار بالناس، فانهزم حتى رجع إليه. وبعث عمر، فانهزم بالناس حتى انتهى إليه. فقال رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) : لاُعطينّ الراية رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله، ويحبّه اللَّه ورسوله، يفتح اللَّه له، ليس بفرّار. فأرسل إليّ فدعاني، فأتيته وأنا أرمد لا أبصر شيئاً، فتفل في عيني وقال: اللهمّ اكفِه الحرّ والبرد. قال: فما آذاني بعدُ حرٌّ ولا برد(11).
                      198 - مجمع الزوائد عن ابن عبّاس: بعث رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) إلى خيبر - أحسبه قال: أبابكر - فرجع منهزماً ومَن معه، فلمّا كان من الغد بعث عمر، فرجع منهزماً يجبّن أصحابه ويجبّنه أصحابه. فقال رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) : لاُعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله، ويحبّه اللَّه ورسوله، لا يرجع حتى يفتح اللَّه عليه.
                      فثار الناس، فقال: أين عليّ؟ فإذا هو يشتكي عينيه، فتفل في عينيه، ثمّ دفع إليه الراية، فهزّها، ففتح اللَّه عليه(12).
                      199 - مسند ابن حنبل عن أبي‏سعيد الخدريّ: إنّ رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أخذ الراية فهزّها، ثمّ قال: مَن يأخذها بحقّها؟ فجاء فلان فقال: أنا، قال: أمِط. ثمّ جاء رجل فقال: أمِط، ثمّ قال النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) : والذي كرّم وجه محمّد لاُعطينّها رجلاً لا يفرّ، هاك يا عليّ. فانطلق حتى فتح اللَّه عليه خيبر وفدك، وجاء بعَجوتهما(13) وقَديدهما(14)(15).
                      200 - الطبقات الكبرى: سريّة عليّ بن أبي‏طالب إلى بني سعد بن بكر بفَدَك(16) في شعبان سنة ستّ من مُهاجَر رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) .
                      قالوا: بلغ رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أنّ لهم جَمعاً يريدون أن يُمِدّوا يهود خيبر، فبعث إليهم عليّ بن أبي‏طالب في مائة رجل، فسار الليل وكمن النهار حتى انتهى إلى الهَمَج؛ وهو ماء بين خيبر وفدك، وبين فدك والمدينة ستّ ليالٍ، فوجدوا به رجلاً، فسألوه عن القوم فقال: اُخبركم على أنّكم تؤمنوني، فآمنوه فدلّهم، فأغاروا عليهم، فأخذوا خمسمائة بعير وألفَي شاة، وهربت بنو سعد بالظُّعُن(17) ورأسهم وَبَر بن عُليم.
                      فعزل عليّ صفيّ النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ، لَقوحاً(18) تدعى الحفذة، ثمّ عزل الخُمس، وقسّم سائر الغنائم على أصحابه، وقدم المدينة ولم يلقَ كيداً(19).
                      201 - المغازي عن يعقوب بن عتبة: بعث رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) عليّاً(عليه السلام) في مائة رجل إلى حيّ سعد بفدك، وبلغ رسولَ‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أنّ لهم جَمعاً يريدون أن يُمدّوا يهودَ خيبر، فسار الليل وكمن النهار حتى انتهى إلى الهَمَج، فأصاب عيناً فقال: ما أنت؟ هل لك علم بما وراءك من جَمع بني سعد؟ قال: لا علم لي به.
                      فشدّوا عليه فأقرّ أنّه عين لهم بعثوه إلى خيبر يعرض على يهود خيبر نصرهم على أن يجعلوا لهم من تمرهم كما جعلوا لغيرهم ويقدمون عليهم، فقالوا له: فأين القوم؟ قال: تركتهم وقد تجمّع منهم مائتا رجل، ورأسهم وَبَر بن عُليم. قالوا: فسِر بنا حتى تدلّنا. قال: على أن تؤمِّنوني. قالوا: إن دللتنا عليهم وعلى سَرْحهم(20) أمَّنّاك، وإلّا فلا أمان لك. قال: فذاك.
                      فخرج بهم دليلاً لهم حتى ساءَ ظنُّهم به، وأوفى بهم على فَدافِد وآكام(21)، ثمّ أفضى بهم إلى سهولةٍ فإذا نَعَمٌ كثيرٌ وشاءٌ، فقال: هذا نَعَمهم وشاؤهم. فأَغاروا عليه فضمّوا النَّعَمَ والشاءَ. قال: أرسلوني. قالوا: لا، حتى نأمن الطلب.
                      ونَذَر بهم الراعي رِعاءَ(22) الغنم والشاء، فهربوا إلى جَمعهم فحذَّروهم، فتفرّقوا وهربوا، فقال الدليل: عَلامَ تحبسني؟ قد تفرّقت الأعراب وأنذرهم الرِّعاء. قال عليٌّ(عليه السلام) : لم نبلغ معسكرهم. فانتهى بهم إليه فلم يَرَ أحداً، فأرسلوه وساقوا النَّعَم والشاء؛ النَّعَم خمسمائة بعير، وألفا شاة(23).
                      202 - المستدرك على الصحيحين عن جابر بن عبداللَّه: لمّا كان يوم خيبر بعث رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) رجلاً فجبن، فجاء محمّد بن مسلمة فقال: يا رسول‏اللَّه، لم أرَ كاليوم قطّ!...
                      ثمّ قال رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) : لأبعثنّ غداً رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله، ويحبّانِه لا يولّي الدُّبُر، يفتح اللَّه على يديه، فتشرّف لها الناس وعليّ(رضى اللّه عنه) يومئذٍ أرمد، فقال له رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) : سِر. فقال: يا رسول‏اللَّه، ما اُبصر موضعاً. فتفل في عينيه، وعقد له، ودفع إليه الراية(24).
                      203 - السيرة النبويّة لابن هشام: عن سفيان بن فروة الأسلمي عن سلمة بن عمرو بن الأكوع: بعث رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أبابكر الصديق برايته - وكانت بيضاء، فيما قال ابن هشام - إلى بعض حصون خَيْبر، فقاتل، فرجع ولم يكُ فَتْحٌ، وقد جهد؛ ثمّ بعث الغدَ عمر بن الخطّاب، فقاتل، ثمّ رجع ولم يكُ فتح، وقد جهد؛ فقال رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) : لاُعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله، يفتح اللَّه على يديه، ليس بفَرّار.
                      قال: يقول سلمة: فدعا رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) عليّاً رضوان اللَّه عليه، وهو أرمد، فتفل في عينه، ثمّ قال: خذ هذه الراية، فامضِ بها حتى يفتَح اللَّه عليك.
                      قال: يقول سلمة: فخرج واللَّه بها يأنِح(25)، يُهروِل هَرولة، وإنّا لخلفه نتبع أثره، حتى ركَز رايته في رَضْم(26) من حجارة تحت الحِصْن، فاطّلع إليه يهوديّ من رأس الحِصْن، فقال: من أنت؟ قال: أنا عليّ بن أبي‏طالب. قال: يقول اليهودي: عَلَوتم، وما اُنزل على موسى، أو كما قال. قال: فما رجع حتى فتح اللَّه على يَدَيه(27).
                      204 - الكامل في التاريخ عن بريدة الأسلمي: كان رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ربّما أخذته الشقيقة(28) فيلبث اليوم اليومين لا يخرج، فلمّا نزل خيبر أخذته فلم يخرج إلى الناس، فأخذ أبوبكر الراية من رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ، ثمّ نهض فقاتل قتالاً شديداً، ثمّ رجع فأخذها عمر فقاتل قتالاً شديداً هو أشدّ من القتال الأوّل، ثمّ رجع فأخبر بذلك رسول‏اللَّه‏ (صلى اللّه عليه وآله وسلم) .
                      فقال: أما واللَّه لاُعطينّها غداً رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله ويحبّه اللَّه ورسوله، يأخذها عَنْوَة(29). وليس ثَمَّ عليٌّ؛ كان قد تخلّف بالمدينة لرمد لحقه، فلمّا قال رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) مقالته هذه تطاولت لها قريش، فأصبح فجاء عليّ على بعير له حتى أناخ قريباً من خباء رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ، وهو أرمد قد عصب عينيه.
                      فقال رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) : ما لك؟ قال: رمدتُ بعدك، فقال له: ادن منّي. فدنا منه، فتفل في عينيه، فما شكا وجعاً حتى مضى لسبيله. ثمّ أعطاه الراية، فنهض بها وعليه حلّة حمراء، فأتى خيبر، فأشرف عليه رجل من يهود فقال: مَن أنت؟ قال: أنا عليّ بن أبي‏طالب، فقال اليهوديّ: غُلبتم يا معشر يهود!!
                      وخرج مرحب صاحب الحصن وعليه مِغْفَر(30) يمانيّ قد نقبه مثل البيضة على رأسه وهو يقول:

                      قد علمت خيبر أنّي مرحبُ
                      شاكي السلاح بطل مجرَّبُ
                      فقال عليّ:

                      أنا الذي سمّتني اُمّي حيدره
                      أكيلكم بالسيف كَيل السَّنْدَره(31)
                      ليثٌ بغابات شديد قسوره‏
                      فاختلفا ضربتين، فبدره عليّ فضربه فقدّ الحَجَفة(32) والمِغْفَر ورأسه حتى وقع في الأرض. وأخذ المدينة(33).
                      205 - صحيح البخاري عن سهل بن سعد: إنّ رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال يوم خيبر: لاُعطينّ هذه الراية غداً رجلاً يفتح اللَّه على يديه، يحبّ اللَّه ورسوله، ويحبّه اللَّه ورسوله.
                      قال: فبات الناس يدوكون(34) ليلتهم أيّهم يُعطاها، فلمّا أصبح الناس غدوا على رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) كلّهم يرجو أن يُعطاها، فقال: أين عليّ بن أبي‏طالب؟ فقيل: هو يا رسول‏اللَّه يشتكي عينيه، قال: فأرسِلوا إليه، فاُتي به، فبصق رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) في عينيه ودعا له، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال عليّ: يا رسول‏اللَّه، اُقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثمّ ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حقّ اللَّه فيه، فواللَّه لأن يهدي اللَّه بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من أن يكون لك حُمْرُ النَّعم(35).
                      206 - صحيح مسلم عن أبي‏هريرة: إنّ رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) قال يوم خيبر: لاُعطينّ هذه الراية رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله، يفتح اللَّه على يديه. قال عمر بن الخطّاب: ما أحببت الإمارة إلّا يومئذٍ. قال: فتساورت لها(36) رجاء أن اُدعى لها. قال: فدعا رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) عليّ بن أبي‏طالب فأعطاه إيّاها، وقال: امشِ ولا تلتفت حتى يفتح اللَّه عليك. قال: فسار عليٌّ شيئاً ثمّ وقف ولم يلتفت، فصرخ: يا رسول‏اللَّه! على ماذا اُقاتل الناس؟ قال: قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلّا اللَّه، وأنّ محمّداً رسول‏اللَّه، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلّا بحقّها، وحسابهم على اللَّه(37).
                      207 - صحيح البخاري عن سلمة: كان عليّ بن أبي‏طالب(رضى اللّه عنه) تخلّف عن النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) في خيبر، وكان رمداً، فقال: أنا أتخلّف عن النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ؟! فلحق به، فلمّا بتنا الليلة التي فتحت قال:
                      لاُعطينّ الراية غداً - أو: ليأخذنّ الراية غداً - رجل يحبّه اللَّه ورسوله، يفتح اللَّه عليه. فنحن نرجوها، فقيل: هذا عليّ، فأعطاه، ففُتح عليه(38).
                      208 - صحيح مسلم عن سلمة: أرسلني [النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ] إلى عليّ وهو أرمد فقال: لاُعطينّ الراية رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله، أو يحبّه اللَّه ورسوله(39). قال: فأتيت عليّاً فجئت به أقوده وهو أرمد. حتى أتيت به رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله سلم)و فبسق(40) في عينيه فبرأ، وأعطاه الراية. وخرج مرحب فقال:

                      قد علمت خيبر أنّي مرحبُ
                      شاكي السلاح بطلٌ مُجرّبُ
                      إذا الحروب أقبلت تلهّبُ فقال عليّ:


                      أنا الذي سمّتني اُمّي حيدره
                      كليث غابات كريه المنظره
                      اُوفيهم بالصاع كيل السَّنْدَره‏

                      قال: فضرب رأس مرحب فقتله. ثمّ كان الفتح على يديه(41).
                      209 - الاستيعاب: روى سعد بن أبي‏وقّاص وسهل بن سعد وأبوهريرة وبريدة الأسلمي وأبوسعيد الخدري وعبداللَّه بن عمر وعمران بن الحصين وسلمة بن الأكوع، كلّهم بمعنى واحد، عن النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أنّه قال يوم خيبر:
                      لاُعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله، ويحبّه اللَّه ورسوله، ليس بفرّار، يفتح اللَّه على يديه، ثمّ دعا بعليّ وهو أرمد، فتفل في عينيه وأعطاه الراية، ففتح اللَّه عليه. وهذه كلّها آثار ثابتة(42).
                      210 - الإرشاد عن عبدالملك بن هشام ومحمّد بن إسحاق وغيرهم من أصحاب الآثار: حاصر رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) خيبر بضعاً وعشرين ليلة، وكانت الراية يومئذٍ لأميرالمؤمنين(عليه السلام) ، فلحقه رمد أعجزه عن الحرب، وكان المسلمون يناوشون اليهود من بين أيدي حصونهم وجنباتها. فلمّا كان ذات يوم فتحوا الباب وقد كانوا خندقوا على أنفسهم، وخرج مرحب برجله يتعرّض للحرب.
                      فدعا رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أبابكر فقال له: خذ الراية، فأخذها - في جمع من المهاجرين - فاجتهد ولم يغن شيئاً، فعاد يؤنّب القوم الذين اتّبعوه ويؤنّبونه!
                      فلمّا كان من الغد تعرّض لها عمر، فسار بها غير بعيد، ثمّ رجع يجبّن أصحابه ويجبّنونه!
                      فقال النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) : ليست هذه الراية لمن حملها، جيؤوني بعليّ بن أبي‏طالب. فقيل له: إنّه أرمد. قال: أرونيه تُروني رجلاً يحبّ اللَّه ورسوله، ويحبّه اللَّه ورسوله، يأخذها بحقّها ليس بفرّار.
                      فجاؤوا بعليّ بن أبي‏طالب(عليه السلام) يقودونه إليه، فقال له النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) : ما تشتكي يا عليّ؟ قال: رمدٌ ما اُبصر معه، وصُداع برأسي. فقال له: اجلس وضَعْ رأسك على فخِذي. ففعل عليّ(عليه السلام) ذلك، فدعا له النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) وتفل في يده فمسحها على عينيه ورأسه، فانفتحت عيناه وسكن ما كان يجده من الصداع. وقال في دعائه له: اللهمّ قِهِ الحرّ والبرد. وأعطاه الراية - وكانت راية بيضاء - وقال له: خذ الراية وامضِ بها، فجبرئيل معك، والنصر أمامك، والرعب مبثوث في صدور القوم، واعلم - يا عليّ - أنّهم يجدون في كتابهم: إنّ الذي يُدمّر عليهم اسمه آلِيا، فإذا لقيتهم فقل: أنا عليّ، فإنّهم يخذلون إن شاء اللَّه....
                      وجاء في الحديث: أنّ أميرالمؤمنين(عليه السلام) لمّا قال: أنا عليّ بن أبي‏طالب، قال حبر من أحبار القوم: غُلبتم وما اُنزل على موسى. فدخل قلوبهم من الرعب ما لم يمكنهم معه الاستيطان به(43).
                      211 - المغازي: كان أوّل من خرج إليهم الحارث أخو مرحب في عاديته(44)، فانكشف المسلمون وثبت عليّ(عليه السلام) ، فاضطربا ضربات، فقتله عليّ(عليه السلام) ، ورجع أصحاب الحارث إلى الحصن، فدخلوه وأغلقوا عليهم، فرجع المسلمون إلى موضعهم(45).
                      212 - المغازي: برز عامر وكان رجلاً طويلاً جسيماً، فقال رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) حين طلع عامر: أترونه خمسة أذرع؟ وهو يدعو إلى البراز، يخطر بسيفه وعليه درعان، يقنّع في الحديد يصيح: من يبارز؟ فأحجم الناس عنه، فبرز إليه عليّ(عليه السلام) فضربه ضربات، كلّ ذلك لا يصنع شيئاً، حتى ضرب ساقيه فبرك، ثمّ ذفّف عليه فأخذ سلاحه(46).
                      213 - الإرشاد: لمّا قتل أميرالمؤمنين(عليه السلام) مرحباً رجع من كان معه وأغلقوا باب الحصن عليهم دونه، فصار أميرالمؤمنين(عليه السلام) إليه فعالجه حتى فتحه، وأكثر الناس من جانب الخندق لم يعبروا معه، فأخذ أميرالمؤمنين(عليه السلام) باب الحصن فجعله على الخندق جسراً لهم حتى عبروا وظفروا بالحصن ونالوا الغنائم. فلمّا انصرفوا من الحصون أخذه أميرالمؤمنين بيُمناه فدحا به أذرعاً من الأرض، وكان الباب يُغلقه عشرون رجلاً منهم(47).
                      214 - المصنّف عن جابر بن عبداللَّه: إنّ عليّاً حمل الباب يوم خيبر حتى صعد المسلمون ففتحوها، وأنّه جُرّب فلم يحمله إلّا أربعون رجلاً(48).
                      215 - مسند ابن حنبل عن أبي‏رافع مولى رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) - في معركة خيبر: خرجنا مع عليّ حين بعثه رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) برايته، فلمّا دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم، فضربه رجل من يهود فطرح تُرْسَه من يده، فتناول عليّ باباً كان عند الحصن فترّس به نفسه، فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح اللَّه عليه، ثمّ ألقاه من يده حين فرغ، فلقد رأيتني في نفرٍ معي سبعة أنا ثامنهم نَجْهدُ على أن نقلب ذلك الباب فما نقلبه(49)!
                      216 - الأمالي للصدوق عن عبداللَّه بن عمرو بن العاص: إنّه لمّا دنا من القَمُوص(50) أقبل أعداء اللَّه من اليهود يرمونه بالنبل والحجارة، فحمل عليهم عليّ‏(عليه السلام) حتى دنا من الباب، فثنى رجله ثمّ نزل مغضباً إلى أصل عتبة الباب فاقتلعه، ثمّ رمى به خلف ظهره أربعين ذراعاً!
                      قال ابن عمرو: وما عجبنا من فتح اللَّهِ خيبَر على يدي عليّ(عليه السلام) ، ولكنّا عجبنا من قلعه الباب ورميه خلفه أربعين ذراعاً، ولقد تكلّف حمله أربعون رجلاً فما أطاقوه! فاُخبر النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) بذلك فقال: والذي نفسي بيده لقد أعانه عليه أربعون ملكاً (51).
                      217 - الإرشاد عن أبي‏عبداللَّه الجدلي: سمعت أميرالمؤمنين(عليه السلام) يقول: لمّا عالجت باب خيبر جعلته مِجَنّاً(52) لي وقاتلت القوم، فلمّا أخزاهم اللَّه وضعت الباب على حصنهم طريقاً، ثمّ رميت به في خندقهم، فقال له رجل: لقد حملت منه ثقلاً! فقال: ما كان إلّا مثل جنّتي التي في يدي في غير ذلك المقام(53).
                      218 - الإمام عليّ(عليه السلام) : واللَّه ما قلعت باب خيبر، ودكدكت حصن يهود بقوةٍ جسمانيّة، بل بقوّةٍ إلهيّة(54).
                      219 - عنه(عليه السلام) - في رسالته إلى سهل بن حنيف -: واللَّه ما قلعتُ باب خيبر ورميت بها خلف ظهري أربعين ذراعاً بقوّةٍ جسديّة ولا حركةٍ غذائيّة، لكنّي اُيّدت بقوّةٍ ملكوتيّة، ونفس بنور ربّها مُضيّة(55).
                      220 - مشارق أنوار اليقين: في ذلك اليوم لمّا سأله عمر فقال: يا أباالحسن، لقد اقتلعت منيعاً ولك ثلاثة أيّام خميصاً(56)، فهل قلعتها بقوّةٍ بشريّة؟ فقال: ما قلعتها بقوّةٍ بشريّة، ولكن قلعتها بقوّةٍ إلهيّة، ونفسٍ بلقاء ربّها مطمئنّة رضيّة(57).
                      221 - تفسير الفخر الرازي: إنّ كلّ من كان أكثر علماً بأحوال عالم الغيب كان أقوى قلباً وأقلّ ضعفاً، ولهذا قال عليّ بن أبي‏طالب كرّم اللَّه وجهه: واللَّه ما قلعت باب خيبر بقوّةٍ جسدانيّة، ولكنّ بقوّة ربّانيّة. ذلك لأنّ عليّاً كرّم اللَّه وجهه في ذلك الوقت انقطع نظره عن عالم الأجساد، وأشرقت الملائكة بأنوار عالم الكبرياء، فتقوّى روحه، وتشبّه بجواهر الأرواح الملكيّة، وتلألأت فيه أضواء عالم القدس والعظمة، فلا جرم(58) حصل له من القدرة ما قدر بها على ما لم يقدر عليه غيره.
                      وكذلك العبد إذا واظب على الطاعات بلغ إلى المقام الذي يقول اللَّه: كنت له سمعاً وبصراً. فإذا صار نور جلال اللَّه سمعاً له سمع القريب والبعيد، وإذا صار ذلك النور بصراً له رأى القريب والبعيد، وإذا صار ذلك النور يداً له قدر على التصرّف في الصعب والسهل والبعيد والقريب(59).
                      222 - الإرشاد: لمّا فتح أميرالمؤمنين(عليه السلام) الحصن وقتل مرحباً، وأغنم اللَّه المسلمين أموالهم، استأذن حسّان بن ثابت رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أن يقول شعراً: فقال له: قل. فأنشأ يقول:

                      وكان عليّ أرمد العين يبتغي
                      دواء فلمّا لم يحسّ مداويا
                      شفاه رسول‏اللَّه منه بتفلةٍ
                      فبورك مَرقيّاً وبورك راقيا
                      وقال ساُعطي الراية اليوم صارماً
                      كميّاً(60) محباً للرسول مُواليا
                      يحبّ إلهي والإله يحبّهُ
                      به يفتح اللَّه الحصون الأوابيا(61)
                      فأصفى بها دون البريّة كلّها
                      عليّاً وسمّاه الوزير المؤاخيا(62)
                      223 - تذكرة الخواصّ: ذكر أحمد في الفضائل أنّهم سمعوا تكبيراً من السماء في ذلك اليوم وقائلاً يقول:

                      لا سيف إلّا ذوالفقا
                      رِ ولا فتى إلّا عليّ
                      فاستأذن حسّان بن ثابت رسول‏اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) أن ينشد شعراً فأذن له، فقال:

                      جبريل نادى معلناً
                      والنقع ليس بمنجلي
                      والمسلمون قد احدقوا
                      حول النبيّ المرسلِ
                      لا سيف إلّا ذوالفقا
                      رِ ولا فتى إلّا عليّ
                      فإن قيل: قد ضعّفوا لفظة لا سيف إلّا ذوالفقار، قلنا: الذي ذكروه أنّ الواقعة كانت في يوم اُحد، ونحن نقول: إنّها كانت في يوم خيبر، وكذا ذكر أحمد بن حنبل في الفضائل ولا كلام في يوم اُحد؛ فإنّ ابن عبّاس قال: لمّا قتل عليّ(عليه السلام) , طلحة بن أبي‏طلحة حامل لواء المشركين صاح صائح من السماء: لا سيف إلّا ذوالفقار.
                      قالوا: في إسناد هذه الرواية عيسى بن مهران، تكلّم فيه، وقالوا: كان شيعيّاً.
                      أمّا يوم خيبر فلم يطعن فيه أحد من العلماء. وقيل: إنّ ذلك كان يوم بدر. والأوّل أصحّ(63).
                      راجع: القسم التاسع / عليٌّ عن لسان النبيّ / الكمالات المعنويّة / اللَّه ورسوله وجبرئيل عنه راضون‏
                      / عليٌّ عن لسان النبيّ / لا يعرف حقّ معرفته / لولا مخافة الغلوّ.
                      / عليٌّ عن لسان أصحاب النبيّ / سعد بن أبي‏وقّاص.
                      القسم الرابع عشر / محبوبيّته عند اللَّه ورسوله وملائكته .



                      1) معجم البلدان: 2/409، الطبقات الكبرى: 2/106.
                      2) تاريخ الطبري: 2/565، تاريخ الإسلام للذهبي: 2/284، المغازي: 2/441.
                      3) المغازي: 2/637.
                      4) الطبقات الكبرى: 2/106، السيرة النبويّة لابن هشام: 3/342، المغازي: 2/649 وص 655؛ الإرشاد: 1/126.
                      5) المستدرك على الصحيحين: 3/41-39، المصنّف لابن أبي‏شيبة: 7/497/17، خصائص أميرالمؤمنين للنسائي(عليه السلام) : 56/14، تاريخ الطبري: 3/13-11، تاريخ الإسلام للذهبي: 2/412-410، الكامل في التاريخ: 1/596، السيرةالنبويّة لابن هشام: 3/349، تاريخ دمشق: 42/93، دلائل‏النبوّة للبيهقي: 4/210.
                      6) مسند ابن حنبل: 9/28/23093، السنن الكبرى: 9/222/18346، فضائل الصحابة لابن حنبل: 2/604/1034، خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 59/15، تاريخ الطبري: 3/13، تاريخ الإسلام للذهبي: 2/411، الكامل في التاريخ: 1/596 و 597، المغازي: 2/654، الطبقات الكبرى: 2/112.
                      7) السيرة النبويّة لابن هشام: 3/349، خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 60/16، المصنّف لابن أبي‏شيبة: 7/497/17، تاريخ بغداد: 8/5/4036، الطبقات الكبرى: 2/111، تاريخ الطبري: 3/12، تاريخ دمشق: 42/85/8428، تاريخ الإسلام للذهبي: 2/408 وص 410؛ الخصال: 311/87، علل الشرائع: 162/1، الأمالي للطوسي: 171/287.
                      8) الكافي: 8/351/548، الإرشاد: 1/64، تحف العقول: 459، الأمالي للمفيد: 56/1، تاريخ اليعقوبي: 2/56، الخرائج والجرائح: 1/159/249؛ المناقب للخوارزمي: 170/203، كنز العمّال: 13/123/36393.
                      9) المصنّف لابن أبي‏شيبة: 7/507/76، دلائل النبوّة للبيهقي: 4/212، تاريخ بغداد: 11/324/6142، تاريخ الإسلام للذهبي: 2/412، المناقب للخوارزمي: 172/207؛ الأمالي للصدوق: 604/839.
                      10) الكافي: 8/351/548 عن عدّة من أبناء المهاجرين والأنصار، الإرشاد: 1/64، الإفصاح: 34 وص 132، الأمالي للطوسي: 380/817 عن أبي‏هريرة، الاحتجاج: 2/25/150 عن الإمام الحسن(عليه السلام) عنه‏ (صلى اللّه عليه وآله وسلم)، شرح الأخبار: 1/148/86 عن بريدة وفيه «يفتح خيبر عنوة» بدل «لا يرجع...»، عوالي اللآلي: 4/88/111، إعلام الورى: 1/207 عن الواقدي، الفضائل لابن شاذان: 128؛ المناقب للخوارزمي: 170/203 كلاهما عن عمر.
                      11) المصنّف لابن أبي‏شيبة: 7/497/17، مسند البزّار: 2/136/496، خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 54/13 كلّها عن أبي‏ليلى، السيرة النبويّة لابن هشام: 3/349، البداية والنهاية: 7/337 وج 4/186، تاريخ دمشق: 42/89 والأربعة الأخيرة عن سلمة بن عمرو بن الأكوع، المناقب لابن المغازلي: 181/217 عن أبي‏هريرة والخمسة الأخيرة من دون إسناد إليه(عليه السلام) ؛ الخصال: 555/31 عن عامر بن واثلة، الأمالي للطوسي: 546/168 عن أبي‏ذرّ، شرح الأخبار: 1/302/283 والثمانية الأخيرة نحوه، إعلام الورى: 1/364 عن أبي‏ليلى وراجع مسند ابن حنبل: 9/19/23054.
                      12) مجمع الزوائد: 9/165/14717 وراجع الإفصاح: 86 والمناقب للكوفي: 2/498/1001 والخرائج والجرائح: 1/159/249.
                      13) العَجْوة: ضرب من أجود التمر بالمدينة (لسان العرب : 15 / 31).
                      14) القديد:اللحم المملوح المجفّف في الشمس (النهاية:4/22).
                      15) مسند ابن حنبل: 4/34/11122، فضائل الصحابة لابن حنبل: 2/583/987 وليس فيه «وفدك»، مسند أبي‏يعلى: 2/117/1341، تاريخ دمشق: 42/104/8461، البداية والنهاية: 7/339؛ شرح الأخبار: 1/321/286، المناقب للكوفي: 2/495/995 وفيهما «فجاء الزبير» بدل «فجاء فلان» وكلاهما نحوه.
                      16) قرية من قرى اليهود بينها وبين المدينة يومان،وكانت لرسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) لانّه فتحها هو وأمير المؤمنين(عليه السلام) ف‏زال عنها حكم الفي‏ء ولزمها اسم الانفال، فلمّا نزل (وَءَاتِ ذَا الْقُرْبَى‏ حَقَّهُ‏و) أي أعطِ فاطمة(عليها السلام)فدكاً، أعطاها رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم)إيّاها، وكانت في يد فاطمة(عليها السلام) إلى أن توفّي رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) فاُخذت من فاطمة بالقهر والغلبة (مجمع البحرين:3 / 1370).
                      17) الظُّعُن: النساء، وأصل الظَّعِينة: الراحلة التي يُرحل ويُسار عليها (النهاية: 3/157).
                      18) ناقة لَقُوح: إذا كانت غزيرة اللبن (النهاية: 4/262).
                      19) الطبقات الكبرى: 2/89 وراجع تاريخ الطبري: 2/642 والكامل في التاريخ: 1/589 وتاريخ الإسلام للذهبي: 2/355 وتاريخ اليعقوبي: 2/73.
                      20) السرح: الماشية (النهاية: 2/358) .
                      21) فَدافِد: جمع فَدْفَد؛ الموضع الذي فيه غِلَظ وارتفاع. وآكام جمع أكَم؛ وهي جمع إكام؛ وهي جمع أكَمة؛ وهي الرابية (النهاية: 3/420 وج 1/59).
                      22) الرِّعاءُ: جمع راعي الغنم (النهاية: 2/235).
                      23) المغازي: 2/562.
                      24) المستدرك على الصحيحين: 3/40/4342، المعجم الصغير: 2/10.
                      25) مِن الاُنوح؛ وهو صوت يسمع من الجوف معه نَفَس وبُهْر ونهيج يعتري السَّمين من الرجال (النهاية: 1/74).
                      26) الرَّضْم: هي دون الهضاب، وقيل: صخور بعضُها على بعض (النهاية: 2/231).
                      27) السيرة النبويّة لابن هشام: 3/349، تاريخ دمشق: 42/90/8434، دلائل النبوّة للبيهقي: 2094؛ شرح الأخبار: 1/302/283 وراجع خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 56/14.
                      28) الشَّقيقةُ: نوع من صداع يعرض في مقدّم الرأس وإلى أحد جانبيه (النهاية: 2/492).
                      29) العَنْوَة: القهر، واُخِذت البلاد عنوةً بالقَهْر والإذلال (لسان العرب: 15/101).
                      30) زَرَد [أي حَلِق‏] ينسج من الدروع على قدر الرأس يلبس تحت القلنسوة (لسان العرب: 5/26).
                      31) السَّنْدرة: ضرب من الكيل غرّاف جرّاف واسع، يقول: اُقاتلكم بالعَجَلة، واُبادركم قبل‏الفِرار (تاج‏العروس: 6/ 547).
                      32) الحَجَفة: التُرْس (النهاية: 1/ 345). وهو صفحة من الفولاذ تُحمل للوقاية من السيف وغيره.
                      33) الكامل في التاريخ: 1/596، تاريخ الطبري: 3/12، تاريخ الإسلام للذهبي: 2/410، دلائل النبوّة للبيهقي: 4/211 كلّها نحوه وفيها «الأضراس» بدل «الأرض» وراجع خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 58/15.
                      34) أي يخوضون ويموجون فيمن يدفعها إليه. يقال: وقع الناس في دَوْكة: أي في خوض واختلاط (النهاية: 2/140).
                      35) صحيح البخاري: 4/1542/3973، صحيح مسلم: 4/1872/2406، خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 60/16، تاريخ دمشق: 42/85/8428، تاريخ الإسلام للذهبي: 2/406، دلائل النبوّة للبيهقي: 4/205.
                      36) تساورتُ لها: أي رفعتُ لها شخصي (النهاية: 2/420).
                      37) صحيح مسلم: 4/1871/33، مسند ابن حنبل: 3/331/9000، خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 64/19، الطبقات الكبرى: 2/110 وزاد فيه «ويحبّه اللَّه ورسوله»، تاريخ الإسلام للذهبي: 4072، دلائل النبوّة للبيهقي: 4/206، تاريخ دمشق: 42/82/8423.
                      38) صحيح البخاري:4/1542/3972 وج 3/1086/2812، صحيح مسلم: 4/1872/35، دلائل النبوّة للبيهقي 4/206.
                      39) كذا في المصدر، والمناسب: «ويحبه» كما ورد في السنن الكبرى، والطبقات والمناقب.
                      40) لغة في بَزَق، وبَصَق (النهاية: 1/128).
                      41) صحيح مسلم : 3 / 1441 / 132 ، مسند ابن حنبل : 5 / 557 / 16538 ، السنن الكبرى : 9 / 222 / 18346 ، المصنّف لابن أبي‏شيبة: 8/520/2، الطبقات الكبرى: 2/111، المستدرك على الصحيحين: 3/41/4343 نحوه؛ المناقب للكوفي: 2/500/1002 وفيه «أكيلكم بالسيف» بدل «اُوفيهم بالصاع».
                      42) الاستيعاب: 3/203/1875.
                      43) الإرشاد: 1/125 وراجع تاريخ دمشق: 42/107.
                      44) العادِية: الخيل تعدو وقد تكون العادية الرجال يعدون (النهاية: 3/194).
                      45) المغازي: 2/654.
                      46) المغازي: 2/657.
                      47) الإرشاد: 1/127، كشف اليقين: 170/177، كشف الغمّة: 1/215.
                      48) المصنّف لابن أبي‏شيبة: 7/507/76، تاريخ بغداد: 11/324/6142، دلائل النبوّة للبيهقي: 4/212، تاريخ الإسلام للذهبي: 2/412، البداية والنهاية: 7/225 وج 4/190، المناقب للخوارزمي: 172/207؛ مجمع البيان: 9/183 وليس فيه «إلّا» وكلّها عن ليث بن أبي‏سليم عن الإمام الباقر (عليه السلام) عنه، روضة الواعظين: 142، المناقب لابن شهرآشوب: 2/294 وراجع الإرشاد: 1/129 وص 333.
                      49) مسندابن حنبل: 9/228/23919، تاريخ الطبري: 3/13، السيرة النبويّة لابن هشام: 3/349، تاريخ دمشق: 42/110، تاريخ الإسلام للذهبي: 2/411، الكامل في التاريخ: 1/597، دلائل النبوّة للبيهقي: 4/212، المغازي: 2/655 وليس فيه «ثمّ ألقاه من يده...»، البداية والنهاية: 1894، المناقب للخوارزمي: 172/206؛ مجمع البيان: 9/182 عن رافع، شرح الأخبار: 1/302/283.
                      50) القَمُوص: وهو جبل بخيبر عليه حصن أبي‏الحُقَيق اليهوديّ (معجم البلدان: 4/398).
                      51) الأمالي للصدوق: 604/839، روضة الواعظين: 142، الدعوات: 64/160 نحوه، كلاهما عن عبداللَّه بن عمر.
                      52) المِجَنّ: التُرس، والميم زائدة؛ لأنّه من الجُنّة: السُّترة (النهاية: 4/301).
                      53) الإرشاد: 1/128، الثاقب في المناقب: 258/224.
                      54) شرح نهج‏البلاغة: 20/316/626 وج 5/7؛ الطرائف: 519 وليس فيهما «دكدكت حصن يهود».
                      55) الأمالي للصدوق: 604/840 عن يونس بن ظبيان عن الإمام الصادق عن آبائه(عليهم السلام)، بشارة المصطفى: 191، عيون المعجزات: 16 عن إبراهيم عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه عنه(عليهم السلام) وفيه «غريزيّة بشريّة» بدل «غذائيّة»، روضة الواعظين: 142، الخرائج والجرائح: 2/542/2، المناقب لابن شهرآشوب: 2/239 وليس في الثلاثة الأخيرة من «ورميت» إلى «ذراعاً»، بحارالأنوار: 40/318/2.
                      56) يقال: رجل خميص: إذا كان ضامر البطن (النهاية: 2/80).
                      57) مشارق أنوار اليقين: 110، بحارالأنوار: 21/40/37.
                      58) لا جرم: أي لا بدّ، ولا محالة، وقيل: معناه: حقّاً(لسان العرب:12/93).
                      59) تفسير الفخر الرازي: 21/92.
                      60) الكمي: اللابسُ السلاح وقيل هو الشجاع المُقدِمُ الجري(لسان العرب:15/232).
                      61) من الإباء؛ وهو أشدّ الامتناع (لسان العرب: 14/4).
                      62) الإرشاد: 1/128، روضة الواعظين: 146 وفيه «والرسول يحبّه» بدل «والإله يحبّه»، المناقب للكوفي: 2/499/1001 وفيه «النبيّ» بدل «إلهي»، المناقب لابن شهرآشوب: 3/130 عن خزيمة بن ثابت؛ المناقب لابن المغازلي: 185/220 وفي كلّها الأبيات فقط.
                      63) تذكرة الخواصّ: 26؛ الصراط المستقيم: 1/258 نحوه.

                      تعليق


                      • #26
                        القصيدة " الجلجلية " التي كتبها عمرو بن العاص إلى معاوية بن أبي سفيان يطلب منه خراج مصر و يعاتبه على امتناعه عنه .



                        معاويةُ! الحال لا تجهلِ *** و عن سُبل الحقِّ لا تعدلِ
                        نسيتَ احتيالي قي جُلَّق *** على أهلها يوم لبس الحلي؟
                        و قد أقبلا زمراً يهرعون *** مهاليع كالبقر الجــــفَّلِ
                        و قولي لهم : إنَّ فرض الصَّلاة *** بغير وجودك لم تُقبلِ
                        فولّوا و لم يعبأوا بالصَّلاة *** و رمت النفار إلى القسطلِ
                        ولمّا عصيت إمام الهدى *** و في جيشه كلُّ مُستفحلِ
                        أبا البقر البكم أهل الشأم *** لأهل التقى و الحجى اُبتلي ؟
                        فقلت : نعم ، قم فإنّي أرى *** قتال المفضَّل بالأفضلِ
                        فبي حاربوا سيِّد الأوصياء *** بقولي : دمٌ طُلَّ من نعثلِ
                        وكدتُ لهم أن أقاموا الرِّماح *** عليها المصاحف في القصطلِ
                        و علَّمتهم كشف سوءاتهم *** لردِّ الغضنفرة المقبلِ
                        فقام البغاة على حيدرٍ *** و كفّوا عن المشعل المصطلي
                        نسيت محاورة الأشعري *** و نحن على دومة الجندلِ؟
                        ألين فيطمع في جانبي *** و سهمي قد خاض في المقتلِ
                        خلعتُ الخلافة من حيدرٍ *** كخلع النعال من الأرجلِ
                        و ألبستها فيك بعد الأياس *** كلبس الخواتم بالأنملِ
                        و رقَّيتك المنبر المشمخر *** بلا حدِّ سيف و لا منصلِ
                        و لو لم تكن أنت من أهله *** و ربّ المقام و لم تكملِ
                        و سيّرت جيش نفاق العراق *** كسير الجنوب مع الشمألِ
                        و سيّرتُ ذكرك في الخافقين *** كسير الحمير مع المحملِ
                        و جهلك بي يابن آكلة الكبود!لأعظم ما اُبتلي
                        فلو لا موازاتي لم تُطع *** و لولا وجودي لم تقبل
                        و لولاي كنتَ كمثل النساء *** تعاف الخروج من المنزلِ
                        نصرناك بجهلنا يبن هند ! *** على النبأ الاعظم الأفضلِ
                        و حيث رفعناك فوق الرؤوس *** نزلنا إلى أسفل الأسفلِ
                        و كم قد سمعنى من المصطفى *** وصايا مخصصة في علي!
                        و في يوم "خُمٍّ" رقى منبراً *** و بلّغ و الصحب لم ترحلِ
                        و في كفّه كفّه معلناٌ *** يُنادي بأمر العزيز العَلي :
                        " ألست بكم منكم في النفوس بأولى ؟ " فقالوا : " بلى ففعلي"
                        فأنحله إمرة المؤمنين *** من الله مستخلف المنحلِ
                        و قال : " فمن كنتُ مولى له *** فهذا له اليوم نعم الولي
                        فوال مواليه ياذا الجلال!و عاد معادي أخ المرسلِ
                        و لا تنقضوا العهد من عترتي *** فقاطعهم بيَ لم يوصل "
                        فبخبخ شيخك لما رأى *** عُرى عقد حيدرَ لم تُحللِ
                        فقال : " وليّكمُ فاحفظوه *** فمدخله فيكمُ مدخلي"
                        و إنّا و ما كان من فعلنا *** لفي النّار في الدرك الأسفلِ
                        و ما دم عثمان منجٍ لنا *** من الله في الموقف المُخجلِ
                        إن علياً غداً خصمنا *** و يعتزُّ بالله و المرسلِ
                        يُحاسبنا عن اُمور جرت *** و نحن عن الحقِّ في معزلِ
                        فما عذرنا يوم كشف الغطا؟ *** لك الويل منه غداً ثم لي
                        ألا يابن هند ! أ بعتُ الجنان *** بعهد عهدت و لم توفي لي ؟
                        و أحسرتَ اُخراك كيما تنال *** يسير الحطاممن الأجزلِ
                        و أصبحت بالناس حتى استقام لك الملك من مِلك محولِ
                        و كنت كمقتنص في الشراك *** تذود الظماء عن النتهلِ
                        كأنَّك أنسيت ليل الهرير *** بصفِّين مع هولها المهولِ
                        و قد بتَّ تذوق ذرق الّعام *** حذراً من البطل المقبلِ
                        و حين أزاح جيوش الضلال وافاك كالأسد المبسلِ
                        و قد ضاق منك عليك الخناق *** و صار بك الرَّحب كالفلفلِ
                        و قولك : ياعمرو ! أين المفرّ *** من الفارس القسور المسبلِ
                        عسى حيلة منك عن ثنيه *** فإن فؤاديَ في عسعلِ
                        و شاطرتني كلّما يستقيم *** من الملك دهر لم يكملِ
                        فقمت على عجلتي رافعاً *** و أكشف عن سوأتي أذيل
                        فستَـَر عن وجهه و انثنى *** حياءً و روعك لم يُعقلِ
                        و أنت لخوفك من بأسه *** هناك ملأت من الأفكلِ
                        و لمّا ملكت حماة الأنام *** و نالت عصاك يد الأوّلِ
                        منحت لغيريَ وزن الجبال *** و لم تعطني وزنة الخردلِ
                        و أنحلتَ مصراً لعبد الملك *** و أنت عن الغيِّ لم تعدلِ
                        و إن كنتَ تطمع فيها فقد *** تخلى القطا من يد الأجدلِ
                        و إن لم تسامح إلى ردِّها *** فإني لحوبكمُ مصطلي
                        بِخَيلٍ جِيادٍ و شمِّ الاُنوف *** و بالمرهفات و بالذبَّلِ
                        و أكشف عنك حجاب الغرور *** و أيقظ نائمة الأثكلِ
                        فإنَّـك من إمرة المؤمنين *** و دعوى الخلافة في معزلِ
                        و مالك فيها ولا ثرة *** ولا لجدودك بــــــــــــــالأوَّلِ
                        و إن كان بينكما نسبةٌ *** فأين الحسام من المنجلِ؟
                        و أين الثريا و أين الثرى ؟ *** و أين معاويةٌ من علي ؟
                        فإن كنتَ فيها بلغتَ المنى *** ففي عنقي عَلق الجلجلِ

                        تعليق


                        • #27
                          كيف وصف علي عليه السلام نفسه؟


                          احتجاج أمير المؤمنين بأحقيته
                          أنا أحق بهذا الأمر منه و أنتم أولى بالبيعة لى، أخذتم هذا الأمر من الأنصار و احتججتم عليهم بالقرابة من الرسول و تأخذونه منا أهل البيت غصبا، ألستم زعمتم للأنصار أنكم أولى بهذا الأمر منهم لمكانكم من رسول الله(ص) فاعطوكم المقادة و سلموا لكم الإمارة، و أنا أحتج عليكم بمثل ما احتججتم على الأنصار، أنا أولى برسول الله حيا و ميتا، و أنا وصيه و وزيره و مستودع سره و علمه، و أنا الصديق الأكبر و الفاروق الأعظم، أول من آمن به و صدقه، و أحسنكم بلاء فى جهاد المشركين و أعرفكم بالكتاب و السنة و أفقهكم فى الدين و أعلمكم بعواقب الأمور، و أذربكم لسانا و أثبتكم جنانا، فعلام تنازعونا هذا الأمر؟ أنصوفنا إن كنتم تخافون الله من أنفسكم، و أعرفوا لنا الأمر مثل ما عرفته لكم الأنصار، و إلا فبوءوا بالظلم و العدوان و أنتم تعلمون .

                          فقال عمر: يا على أما لك بأهل بيتك اسوة؟

                          فقال على(ع): سلوهم عن ذلك، فابتدر القوم الذين بايعوا من بنى‏هاشم فقالوا: و الله ما بيعتنا لكم بحجة على على، و معاذ الله أن نقول إنا نوازيه فى الهجرة و حسن الجهاد و المحل من رسول الله(ص).

                          فقال عمر: إنك لست متروكا حتى تبايع طوعا أو كرها.

                          فقال على عليه السلام إحلب حلبا لك شطره، اشدد له اليوم ليرد عليك غدا، إذا و الله لا أقبل قولك و لا أحفل بمقامك و لا ابايع فقال أبو بكر: مهلا يا أبا الحسن ما نشك فيك و لا نكرهك.

                          فقام أبوعبيدة إلى على عليه السلام فقال: يابن عم لسنا ندفع قرابتك و لا سابقتك و لا علمك و لا نصرتك و لكنك حدث السن ـ و كان لعلى عليه السلام يومئذ ثلاث و ثلاثون سنة ـ و أبو بكر شيخ من مشايخ قومك، و هو أحمل لثقل هذا الأمر، و قد مضى الأمر بما فيه فسلم له، فإن عمرك الله يسلموا هذا الأمر إليك، و لا يختلف فيك اثنان بعد هذا إلا و أنت به خليق و له حقيق، و لا تبعث الفتنة فى أوان الفتنة فقد عرفت ما فى قلوب العرب و غيرهم عليك.

                          فقال امير المؤمنين عليه السلام: يا معاشر المهاجرين و الأنصار الله الله لا تنسوا عهد نبيكم إليكم فى أمرى، و لا تخرجوا سلطان محمد من داره و قعر بيته إلى دوركم و قعر بيوتكم، و لا تدفعوا أهله عن حقه و مقامه فى الناس.

                          فو الله معاشر الجمع إن الله قضى و حكم و نبيه أعلم و أنتم تعلمون بأنا أهل البيت أحق بهذا الأمر منكم، أما كان القارى‏ء منكم لكتاب الله الفقيه فى دين الله المضطلع بأمر الرعية، و الله إنه لفينا لا فيكم فلا تتبعوا الهوى فتزدادوا من الحق بعدا و تفسدوا قديمكم بشر من حديثكم.

                          فقال بشير بن سعد الأنصارى الذى وطأ الارض لأبى‏بكر و قالت جماعة من الأنصار: يا أبا الحسن لو كان هذا الامر سمعته منك الأنصار قبل بيعتها لأبى بكر ما اختلف فيك اثنان.

                          فقال على عليه السلام: يا هؤلاء كنت أدع رسول الله مسجى لا أواريه و أخرج انازع فى سلطانه، و الله ما خفت أحدا يسمو له و ينازعنا أهل البيت فيه و يستحل ما استحللتموه، و لاعلمت أن رسول الله(ص) ترك يوم غدير خم لأحد حجة و لا لقائل مقالا، فأنشد الله رجلا سمع النبى يوم غدير خم يقول: «من كنت مولاه فهذا على مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله» أن يشهد الآن بما سمع.

                          قال زيد بن أرقم: فشهد إثنا عشر رجلا بدريا بذلك و كنت ممن سمع القول من رسول الله(ص) فكتمت الشهادة يومئذ، فدعا على على فذهب بصرى.

                          قال: و كثر الكلام فى هذا المعنى و ارتفع الصوت و خشى عمر أن يصغى الناس إلى قول على عليه السلام، ففسح المجلس و قال: إن الله يقلب القلوب، ولا تزال يا أبا الحسن ترغب عن قول الجماعة، فانصرفوا يومهم ذلك.

                          تعليق


                          • #28
                            حديث الثقلين


                            «إني اوشك أن ادعى فاجيب،و إني تارك فيكم الثقلين:كتاب الله عز و جل،و عترتي،كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض،و عترتي أهل بيتي،و إن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا،حتى يردا علي الحوض،فانظروا بم تخلفوني فيهما» (1) .

                            و نقل الشبراوي الشافعي في كتابه (الإتحاف بحب الأشراف) :

                            «و أخرج مسلم و الترمذي و حسنه،و الحاكم،و اللفظ لمسلم عن زيد بن أرقم (رض) ،قال:قام فينا رسول الله (ص) خطيبا،فحمد الله،و أثنى عليه ثم قال:

                            (أما بعد أيها الناس،إنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فاجيب،و إني تارك فيكم الثقلين :أولهما كتاب الله،فيه الهدى و النور،فخذوا بكتاب الله،و استمسكوا به) .

                            ثم قال: (و أهل بيتي،اذكركم الله في أهل بيتي) » (2) .

                            ثم نقل أيضا:«و في رواية:إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن اتبعتموهما،كتاب الله و أهل بيتي،و في رواية:لن يفترقا حتى يردا علي الحوض،فانظروا كيف تخلفوني فيهما» (3) .ثم ذكر أيضا:«قال ابن حجر في الصواعق:سمى النبي (ص) القرآن و العترة ثقلين،لأن الثقل كل نفس خطير مضمنون به،و هذان كذلك إذ كل منهما معدن للعلوم الدينية و الأسرار العقلية الشرعية،و لهذا حث على الاقتداء بهما.

                            و قيل سميا ثقلين لثقل وجوب رعاية حقوقهما،ثم الذي وقع عليه الحث منهم إنما هم العارفون بكتاب الله و المستمسكون بسنة رسوله،إذ هم الذين لا يفارقون الكتاب إلى الحوض» (4) .

                            و نقل العلامة الشيخ محمد جواد البلاغي في تفسيره (آلاء الرحمن في تفسير القرآن) ما نصه:

                            «و ذلك كحديث الثقلين المتواتر القطعي الذي ذكره إخواننا من أهل السنة في كتبهم و أوردوا روايته عن الصحابة الذين سمعوه من رسول الله (ص) :

                            (إني تارك فيكم الثقلين أو الخليفتين كتاب الله و عترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبدا،فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) .

                            و هاك أسماء الصحابة السامعين لهذا الحديث عن رسول الله (ص) :

                            1ـعلي (ع) أمير المؤمنين.2ـعبد الله بن عباس.3ـأبوذر الغفاري.4ـجابر الأنصاري.5ـعبد الله بن عمر.6ـحذيفة بن أسيد.7ـزيد بن أرقم.8ـعبد الرحمن بن عوف.9ـضمرة الأسلمي.10ـعامر بن أبي ليلى.11ـأبو رافع.12ـأبو هريرة.13ـعبد الله بن حنطب.14ـزيد بن ثابت.15ـام سلمة .16ـام هاني أخت أمير المؤمنين علي (ع) .17ـخزيمة بن ثابت.18ـسهل بن سعد.19ـعدي بن حاتم .20ـعقبة بن عامر.21ـأبو أيوب الأنصاري.22ـأبو سعيد الخدري.23ـأبو شريح الخزاعي.24ـأبو قدامة الأنصاري.25ـأبو ليلى.26ـأبو الهيثم بن التيهان.و هؤلاء هم الذين ذكرنا أسماءهم من بعد ام هاني،قد رواه كل منهم منفردا كمن تقدمه،و قاموا في رحبة الكوفة مع سبعة من قريش فشهدوا أنهم سمعوه من رسول الله (ص) ،فهؤلاء ثلاثة و ثلاثون.

                            و رواه أبو نعيم الأصفهاني في كتاب منقبة المطهرين مسندا عن جبير بن مطعم،و أسنده أيضا عن أنس بن مالك و عن البراء بن عازب،و رواه موفق بن أحمد أخطب خوارزم عن عمرو بن العاص .

                            و قل ما يخلو من رواية هذا الحديث مسند أو جامع أو كتاب في الفضائل لأهل السنة،من أول ما أخرج الحديث من الحفظ و صدور الحفاظ إلى صحف المحدثين،و لا زال يروى فيها عن صحابي واحد أو أكثر،و ربما روي في واحد منها عن أكثر من عشرين صحابيا،إما مجملا كما في الصواعق،و إما مسندا مفصلا كما في كتب السخاوي و السيوطي و السمهودي و غيرهم».

                            ثم قال:

                            «رواه الإمامية في كتبهم بأسانيدهم المتكررة عن الباقر (ع) ،و الرضا (ع) ،و الكاظم (ع) ،و الصادق (ع) ،عن آبائهم عن رسول الله (ص) ،و بالأسانيد الاخر عن أمير المؤمنين (ع) ،و عمر،و ابي،و جابر،و أبي سعيد،و زيد بن أرقم،و زيد بن ثابت،و حذيفة بن أسيد،و أبي هريرة،و غيرهم عن رسول الله (ص) » (5) .و في مسند أحمد بن حنبل،روى بسنده عن أبي سعيد الخدري عن النبي (ص) :«إني اوشك أن ادعى فاجيب،و إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز و جل و عترتي،كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض،و عترتي أهل بيتي،و أن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض،فانظروا بم تخلفوني فيهما» (6) .

                            و هكذا نجد هذا التواتر اللفظي و المعنوي في نقل هذه الرواية التي تقرن أهل البيت (ع) بكتاب الله.من ذلك يفهم المسلمون أن أهل البيت (ع) هم المرجع بعد كتاب الله و هم الأمناء عليه حتى يردا الحوض.

                            تعليقات:

                            1ـحديث الثقلين رواه الترمذي في صحيحه (مناقب أهل البيت) /ج 2/ص 380،بسنده عن زيد بن أرقم،و قال في آخر الحديث:هذا حديث حسن غريب.و أخرجه الحاكم في مستدرك الصحيحين/ج 3/ص 109،مروي بسنده عن زيد بن أرقم أيضا،و ذكره أحمد بن حنبل في مسنده مرفوعا عن أبي سعيد الخدري/ج 3/ص 17،كما رواه الطبراني في المعجم الكبير/ج 1/ص 129«نسخة مخطوطة»،نقله المحب الطبري في ذخائره عن أحمد/ص .16

                            2ـالشبراوي الشافعي/الاتحاف بحب الاشراف/ص .22

                            3ـالمصدر السابق.

                            4ـالمصدر السابق/ص 22ـ .23

                            5ـالبلاغي/آلاء الرحمن/ص .44

                            و نقل العلامة الفيروز آبادي:أن حديث الثقلين رواه مسلم في صحيحه،و أحمد بن حنبل في مسنده/ج 4/ص 366،و البيهقي في سننه/ج 2/ص 148،و ج 7/ص 30،و رواه الدارمي في سننه/ج 2/ص 431،و المتقي في كنز العمال/ج 1/ص 45 و ج 7/ص 102،و رواه الطحاوي في مشكل الآثار/ج 4/ص 368،و رواه الترمذي في صحيحه/ج 2/ص 308،و رواه ابن الأثير الجزري في اسد الغابة/ج 2/ص 12،و رواه السيوطي في الدر المنثور في ذيل تفسير آية المودة في سورة الشورى،و روي في مستدرك الصحيحين/ج 3/ص 109،و رواه النسائي في خصائصه/ص 21،و في مستدرك الصحيحين أيضا/ج 3/ص .148

                            6ـمسند أحمد بن حنبل/ج 3/ص .17

                            تعليق


                            • #29
                              حديث السفينة

                              و إذا كان حديث الثقلين قد جعل أهل البيت (ع) عدلا للقرآن لما لهم من وظيفة بيان القرآن و الكشف عن غوامضه و أسراره و محتواه و الحفاظ عليه،فإن حديث السفينة يوضح للامة أن أهل البيت (ع) هم سفينة النجاة،و مصدر الخلاص لهذه الامة بعد رسول الله (ص) ،لذا فإن عدم الالتحاق بهذه السفينة،و عدم الركوب فيها سيقود المتخلفين عنها إلى الغرق و الهلاك،فإن التخلف عنهم تخلف عن القادة إلى شاطئ الهدى و النجاة.

                              نقل الشبراوي الشافعي عن رافع مولى أبي ذر،قال:

                              «صعد أبو ذر (رض) على عتبة باب الكعبة و أخذ بحلقة الباب و استظهره إليه،و قال:أيها الناس من عرفني فقد عرفني،و من أنكرني فأنا أبو ذر،سمعت رسول الله (ص) يقول:

                              (أهل بيتي مثل سفينة نوح،من ركبها نجا،و من تخلف عنها زج في النار) .

                              و سمعت رسول الله يقول:

                              (إجعلوا آل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد،و مكان العينين من الرأس،فإن‏الجسد لا يهتدي إلا بالرأس،و لا يهتدي الرأس إلا بالعينين) » (1) .

                              و روى أبو نعيم (2) بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس،قال:«قال رسول الله (ص) :

                              (مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح،من ركبها نجا،و من تخلف عنها غرق) » (3) .

                              روى بسنده عن أنس بن مالك،قال:قال رسول الله (ص) :

                              «إنما مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح،من ركبها نجا،و من تخلف عنها غرق» (4) .

                              و رواه السيوطي في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى:

                              « (و إذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا و ادخلوا الباب سجدا و قولوا حطة نغفر لكم خطاياكم) (البقرة/58)

                              قال:و أخرج ابن أبي شيبة عن علي بن أبي طالب (ع) ،قال:

                              (إنما مثلنا في هذه الامة كسفينة نوح و كباب حطة) » (5) .و رواه المتقي في كنز العمال (ج 6/ص 216) ،و لفظه:

                              «مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح،من ركب فيها نجا،و من تخلف عنها هلك،و مثل باب حطة في بنى إسرائيل،و قال:أخرجه الطبراني عن أبي ذر» (6) .

                              تعليقات:

                              1ـالشبراوي الشافعي/الاتحاف بحب الاشراف/مقدمة المؤلف/ص .26

                              2ـأبو نعيم/حلية الأولياء/ج 4/ص 306،نقلا عن الفيروز آبادي/فضائل الخمسة من الصحاح الستة/ج 2/ص 64،ذكره ابن حجر في زوائد مسند البزار/باب أهل البيت و الأزواج/ص 277،و نقله الهيثمي عن ابن البزار في مجمع الزوائد/ج 9/ص 163،كما رواه الطبراني في المعجم الكبير/ج 1/ص 125/ (مسند الإمام الحسن (ع) ) في نسخة مخطوطة بالظاهرية بدمشق،و رواه المحب الطبري،في ذخائره/ص 20،و رواه الحاكم في المستدرك مع زيادة في ألفاظه/ج 2/ص 343،و نقله المتقي في كنز العمال/ج 6/ص .216

                              3ـروى هذا الحديث الحاكم في مستدرك الصحيحين/ج 2/ص 343،و قال:هذا الحديث صحيح على شرط مسلم،و رواه المتقي في كنز العمال/ج 6/ص 216،و الهيثمي في مجمعه/ج 9/ص 168،و رواه محب الدين الطبري في ذخائره/ص 20،و رواه الخطيب البغدادي في تاريخه/ج 12/ص .19

                              4ـالفيروز آبادي/فضائل الخمسة/ج 2/ص .65

                              5ـالمصدر السابق.

                              6ـالمصدر السابق.

                              تعليق


                              • #30
                                حديث الأمان من الاختلاف

                                في هذا الحديث يوضح رسول الهدى محمد (ص) دور أهل البيت العقائدي و السياسي،فإن أخطر ما يصيب الامة هو الفرقة و الخلاف في الرأي و المعتقد و الاتجاه السياسي،و لقد كان الرسول (ص) يخشى على امته من هذه الفتنة،و كان يخطط لوحدتهما و تماسكها الفكري و السياسي،و يوجه إلى الالتزام و التمسك بأهل بيته و الرجوع إليهم،لذا وصفهم بأنهم ملازمون للقرآن و دعوته،و لا يفارقونه إلى يوم القيامة،و بأنهم سفينة النجاة و باب حطة.

                                و هنا يصفهم الرسول (ص) بأنهم الإطار الجامع،و المحور الموحد لهذه الامة،و أن التمسك بهم،و السير على نهجهم،ضمان من الفرقة و الخلاف.

                                أخرج الطبراني عن ابن عباس (رض) أن النبي (ص) قال:

                                «النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق،و أهل بيتي أمان لأهل الأرض من الاختلاف» (1) .

                                و روى محب الدين الطبري عن علي (ع) قال:قال رسول الله (ص) :

                                «النجوم أمان لأهل السماء،فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء،و أهل بيتي أمان لأهل الأرض،فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض».قال:أخرجه أحمد بن حنبل في المناقب (2) .

                                تعليقات:

                                1ـالشبراوي الشافعي/الاتحاف بحب الاشراف/ص 20،أخرجه الحاكم في مستدرك الصحيحين/ج 3/ص 149،و قال عنه هذا حديث صحيح الاسناد و لم يخرجه،كما أورده المتقي في كنز العمال/ج 6/ص 217،و ذكره ابن حجر في صواعقه و صححه/ص .140

                                2ـالفيروز آبادي/فضائل الخمسة/ج 2/ص .68

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X