العطر المخصوص لفاطمة (عليها السّلام)
أمالي الشيخ الطوسي 1/40، ب 2، ضمن ح 14:
لمّا أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) نسائه أن يزّينّ ويصلحن من شأن فاطمة، قالت أُمّ سلمة: فسألت فاطمة: هل عندك طيب ادّخرتيه لنفسك؟ قالت: نعم، فأتت بقارورة فسكبت منها في راحتي فشممت منها رائحة ما شممت مثلها قطّ، فقلت: ما هذا؟ فقالت:
كان دحية الكلبي، يدخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيقول لي: يا فاطمة هات الوسادة فاطرحيها لعمّك، فأطرح له الوسادة، فيجلس عليها، فإذا نهض، سقط من بين ثيابه شيء فيأمرني بجمعه.
فسأل عليّ (عليه السّلام) رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن ذلك، فقال: هو عنبر يسقط من أجنحة جبرئيل.
من حنوط الجنّة
كشف الغمّة 1/500 روي: أنه لما حضرت فاطمة (عليها السّلام) الوفاة قالت لأسماء:
إنّ جبرئيل أتى النبيّ (صلى الله عليه وآله)، لمّا حضرته الوفاة، بكافور من الجنّة، فقسّمه أثلاثاً، ثلث لنفسه، وثلث لعليّ وثلث لي، وكان أربعين درهماً.
فقالت: يا أسماء ايتيني ببقيّة حنوط والدي، من موضع كذا وكذا، فضعيه عند رأسي، فوضعته، ثمّ تسجّت بثوبها وقالت: انتظريني هنيهة، ثمّ ادعيني، فإن أجبتك، وإلاّ فاعلمي أنّ قد قدمت على أبي (صلى الله عليه وآله).
فانتظرتها هنيهة ثمّ نادتها، فلم تجبها فنادت: يا بنت محمّد المصطفى، يا بنت أكرم من حملته النساء، يا بنت خير من وطئ الحصا، يا بنت من كان من ربّه قاب قوسين أو أدنى.
قال: فلم تجبها، فكشفت الثوب عن وجهها فإذا بها قد فارقت الدنيا، فوقعت عليها تقبّلها وهي تقول: فاطمة، إذا قدمت على أبيك رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاقرئيه عن أسماء بنت عميس السلام.
حين الإحتضار
بحار الأنوار 43/ 200، ح 30 عن مصباح الأنوار: عن جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السلام) قال: ماتت فاطمة (عليها السّلام) ما بين المغرب والعشاء، وعن عبد الله بن الحسن، عن أبيه عن جده (عليه السّلام):...
إنّ فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) لمّا احتضرت، نظرت نظراً حادّاً ثمّ قالت:
السلام على جبرئيل، السلام على رسول الله، اللهمّ مع رسولك، اللهمّ في رضوانك وجوارك، ودارك دار السلام.
ثمّ قالت: أترون ما أرى؟
فقيل لها: ما ترين؟
قالت: هذه مواكب أهل السماوات، وهذا جبرئيل، وهذا رسول الله يقول: يا بنيّة أقدمي فما أمامك خير لك.
على مشارف الشهادة
دلائل الإمامة 43-44: روى أحمد بن محمد الخشّاب الكرخي عن زكريّا بن يحيى الكوفي، عن ابن أبي زائدة، عن أبيه، عن محمد بن الحسن، عن أبي بصير،
عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال: لمّا قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما ترك إلاّ الثقلين: كتاب الله وعترته أهل بيته، وكان قد أسرّ إلى فاطمة (صلوات الله عليها) أنّها ﻻ حقة به، وأنّها أوّل أهل بيته لحوقاً، فقالت (عليها السّلام):
بينا أنا بين النائمة واليقظانة بعد وفاة أبي بأيّام، إذ رأيت كأنّ أبي قد أشرف عليّ.
فلمّا رأيته لم أملك نفسي أن ناديت: يا أبتاه انقطع عنّا خبر السماء فبينا أنا كذلك إذ أتتني الملائكة صفوفاً يقدمها ملكان حتّى أخذاني فصعدا بي إلى السماء فرفعت رأسي فإذا أنا بقصور مشيّدة وبساتين وأنهار تطّرد، قصر بعد قصر، وبستان بعد بستان، وإذا قد طلع عليّ من تلك القصور جواري، كأنهنّ اللعب مستبشرات يضحكن إليّ ويقلن: مرحباً بمن خلقت الجنّة وخلقنا من أجل أبيها.
ولم تزل الملائكة تصعد بي، حتّى أدخلوني إلى دار فيها قصور، في كلّ قصر بيوت، فيها ما لا عين رأت، ولا أُذن سمعت، وفيها من السندس والإستبرق على أسرّة، وعليها ألحاف من الحرير والديباج بألوان، ومن أواني الذهب والفضّة، وفيها الموائد وعليها ألوان الطعام، وفي تلك الجنان نهر مطّرد، أشدّ بياضاً من اللبن وأطيب رائحة من المسك الأذفر.
فقلت: لمن هذه الدار؟ وما هذا النهر؟
فقالوا: هذه الدار هي الفردوس الأعلى، الذي ليس بعده جنّة، وهي دار أبيك ومن معه من النبيين ومن أحبّ الله، وهذا هو الكوثر، الذي وعده الله أن يعطيه إيّاه.
قلت: فأين أبي؟ قالوا: الساعة يدخل عليك.
فبينا أنا كذلك، إذ برزت لي قصوراً، أشدّ بياضاً من تلك القصور وفرشاً، هي أحسن من تلك الفرش، وإذا أنا بفرش مرتفعة على أسرّة، وإذا أبي (صلى الله عليه وآله) جالس على تلك الفرش، ومعه جماعة.
فلمّا رآني أخذني وضمّني، وقبّل ما بين عينيّ وقال: مرحباً بابنتي، وأقعدني في حجره ثمّ قال: يا حبيبتي أما ترين ما أعد الله لك، وما تقدمين عليه؟
وأراني قصوراً مشرقات فيها ألوان الطرائف والحليّ والحلل، وقال: هذا مسكنك ومسكن زوجك وولديك ومن أحبّك وأحبّهما فطيبي نفساً، فإنّك قادمة عليّ إلي أيّام.
قالت: فطار قلبي واشتدّ شوقي، فانتبهت مرعوبة.
قال أبو عبد الله: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): فلمّا انتبهت من رقدتها، صاحت بي فأتيتها وقلت لها: ما تشكين؟
فخبّرتني بخبر الرؤيا، ثمّ أخذت عليّ عهداً لله ورسوله أنّه إذا توفّيت ﻻ أُعلم أحداً إلاّ أُمّ سلمة زوج رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأُمّ أيمن وفضّة، ومن الرجال ابنيها وعبد الله بن عبّاس وسلمان الفارسي وعمّار بن ياسر، والمقداد وأبا ذر وحذيفة.
وقالت: إني قد أحللتك من أن تراني بعد موتي، فكن مع النسوة فيمن يغسّلني ولا تدفني إلاّ ليلاً ولا تعلم على قبري.
فلمّا كانت الليلة التي أراد الله أن يكرمها ويقبضها إليه، أخذت تقول: وعليكم السلام، يابن عمّي هذا جبرئيل أتاني مسلّماً وقال: السلام يقرئك السلام ياحبيبة حبيب الله وثمرة فؤاده، اليوم تلحقين به في الرفيع الأعلى وجنّة المأوى، ثمّ انصرف عنّي.
ثمّ أخذت ثالثة تقول: وعليكم السلام، وقد فتحت عينيها شديداً وقالت: يابن عمّي هذا والله الحقّ عزرائيل نشر جناحه بالمشرق والمغرب وقد وصفه لي أبي وهذه صفته.
ثمّ قالت: يا قابض الأرواح عجّل بي ولا تعذّبني، ثمّ قالت: إليك ربي ﻻ إلى النّار، ثمّ غضمت عينيها ومدّت يديها ورجليها فكأنّها لم تكن حيّة قطّ.
ولكلام الزهراء روحي فداها بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .
أمالي الشيخ الطوسي 1/40، ب 2، ضمن ح 14:
لمّا أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) نسائه أن يزّينّ ويصلحن من شأن فاطمة، قالت أُمّ سلمة: فسألت فاطمة: هل عندك طيب ادّخرتيه لنفسك؟ قالت: نعم، فأتت بقارورة فسكبت منها في راحتي فشممت منها رائحة ما شممت مثلها قطّ، فقلت: ما هذا؟ فقالت:
كان دحية الكلبي، يدخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيقول لي: يا فاطمة هات الوسادة فاطرحيها لعمّك، فأطرح له الوسادة، فيجلس عليها، فإذا نهض، سقط من بين ثيابه شيء فيأمرني بجمعه.
فسأل عليّ (عليه السّلام) رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن ذلك، فقال: هو عنبر يسقط من أجنحة جبرئيل.
من حنوط الجنّة
كشف الغمّة 1/500 روي: أنه لما حضرت فاطمة (عليها السّلام) الوفاة قالت لأسماء:
إنّ جبرئيل أتى النبيّ (صلى الله عليه وآله)، لمّا حضرته الوفاة، بكافور من الجنّة، فقسّمه أثلاثاً، ثلث لنفسه، وثلث لعليّ وثلث لي، وكان أربعين درهماً.
فقالت: يا أسماء ايتيني ببقيّة حنوط والدي، من موضع كذا وكذا، فضعيه عند رأسي، فوضعته، ثمّ تسجّت بثوبها وقالت: انتظريني هنيهة، ثمّ ادعيني، فإن أجبتك، وإلاّ فاعلمي أنّ قد قدمت على أبي (صلى الله عليه وآله).
فانتظرتها هنيهة ثمّ نادتها، فلم تجبها فنادت: يا بنت محمّد المصطفى، يا بنت أكرم من حملته النساء، يا بنت خير من وطئ الحصا، يا بنت من كان من ربّه قاب قوسين أو أدنى.
قال: فلم تجبها، فكشفت الثوب عن وجهها فإذا بها قد فارقت الدنيا، فوقعت عليها تقبّلها وهي تقول: فاطمة، إذا قدمت على أبيك رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاقرئيه عن أسماء بنت عميس السلام.
حين الإحتضار
بحار الأنوار 43/ 200، ح 30 عن مصباح الأنوار: عن جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السلام) قال: ماتت فاطمة (عليها السّلام) ما بين المغرب والعشاء، وعن عبد الله بن الحسن، عن أبيه عن جده (عليه السّلام):...
إنّ فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) لمّا احتضرت، نظرت نظراً حادّاً ثمّ قالت:
السلام على جبرئيل، السلام على رسول الله، اللهمّ مع رسولك، اللهمّ في رضوانك وجوارك، ودارك دار السلام.
ثمّ قالت: أترون ما أرى؟
فقيل لها: ما ترين؟
قالت: هذه مواكب أهل السماوات، وهذا جبرئيل، وهذا رسول الله يقول: يا بنيّة أقدمي فما أمامك خير لك.
على مشارف الشهادة
دلائل الإمامة 43-44: روى أحمد بن محمد الخشّاب الكرخي عن زكريّا بن يحيى الكوفي، عن ابن أبي زائدة، عن أبيه، عن محمد بن الحسن، عن أبي بصير،
عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال: لمّا قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما ترك إلاّ الثقلين: كتاب الله وعترته أهل بيته، وكان قد أسرّ إلى فاطمة (صلوات الله عليها) أنّها ﻻ حقة به، وأنّها أوّل أهل بيته لحوقاً، فقالت (عليها السّلام):
بينا أنا بين النائمة واليقظانة بعد وفاة أبي بأيّام، إذ رأيت كأنّ أبي قد أشرف عليّ.
فلمّا رأيته لم أملك نفسي أن ناديت: يا أبتاه انقطع عنّا خبر السماء فبينا أنا كذلك إذ أتتني الملائكة صفوفاً يقدمها ملكان حتّى أخذاني فصعدا بي إلى السماء فرفعت رأسي فإذا أنا بقصور مشيّدة وبساتين وأنهار تطّرد، قصر بعد قصر، وبستان بعد بستان، وإذا قد طلع عليّ من تلك القصور جواري، كأنهنّ اللعب مستبشرات يضحكن إليّ ويقلن: مرحباً بمن خلقت الجنّة وخلقنا من أجل أبيها.
ولم تزل الملائكة تصعد بي، حتّى أدخلوني إلى دار فيها قصور، في كلّ قصر بيوت، فيها ما لا عين رأت، ولا أُذن سمعت، وفيها من السندس والإستبرق على أسرّة، وعليها ألحاف من الحرير والديباج بألوان، ومن أواني الذهب والفضّة، وفيها الموائد وعليها ألوان الطعام، وفي تلك الجنان نهر مطّرد، أشدّ بياضاً من اللبن وأطيب رائحة من المسك الأذفر.
فقلت: لمن هذه الدار؟ وما هذا النهر؟
فقالوا: هذه الدار هي الفردوس الأعلى، الذي ليس بعده جنّة، وهي دار أبيك ومن معه من النبيين ومن أحبّ الله، وهذا هو الكوثر، الذي وعده الله أن يعطيه إيّاه.
قلت: فأين أبي؟ قالوا: الساعة يدخل عليك.
فبينا أنا كذلك، إذ برزت لي قصوراً، أشدّ بياضاً من تلك القصور وفرشاً، هي أحسن من تلك الفرش، وإذا أنا بفرش مرتفعة على أسرّة، وإذا أبي (صلى الله عليه وآله) جالس على تلك الفرش، ومعه جماعة.
فلمّا رآني أخذني وضمّني، وقبّل ما بين عينيّ وقال: مرحباً بابنتي، وأقعدني في حجره ثمّ قال: يا حبيبتي أما ترين ما أعد الله لك، وما تقدمين عليه؟
وأراني قصوراً مشرقات فيها ألوان الطرائف والحليّ والحلل، وقال: هذا مسكنك ومسكن زوجك وولديك ومن أحبّك وأحبّهما فطيبي نفساً، فإنّك قادمة عليّ إلي أيّام.
قالت: فطار قلبي واشتدّ شوقي، فانتبهت مرعوبة.
قال أبو عبد الله: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): فلمّا انتبهت من رقدتها، صاحت بي فأتيتها وقلت لها: ما تشكين؟
فخبّرتني بخبر الرؤيا، ثمّ أخذت عليّ عهداً لله ورسوله أنّه إذا توفّيت ﻻ أُعلم أحداً إلاّ أُمّ سلمة زوج رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأُمّ أيمن وفضّة، ومن الرجال ابنيها وعبد الله بن عبّاس وسلمان الفارسي وعمّار بن ياسر، والمقداد وأبا ذر وحذيفة.
وقالت: إني قد أحللتك من أن تراني بعد موتي، فكن مع النسوة فيمن يغسّلني ولا تدفني إلاّ ليلاً ولا تعلم على قبري.
فلمّا كانت الليلة التي أراد الله أن يكرمها ويقبضها إليه، أخذت تقول: وعليكم السلام، يابن عمّي هذا جبرئيل أتاني مسلّماً وقال: السلام يقرئك السلام ياحبيبة حبيب الله وثمرة فؤاده، اليوم تلحقين به في الرفيع الأعلى وجنّة المأوى، ثمّ انصرف عنّي.
ثمّ أخذت ثالثة تقول: وعليكم السلام، وقد فتحت عينيها شديداً وقالت: يابن عمّي هذا والله الحقّ عزرائيل نشر جناحه بالمشرق والمغرب وقد وصفه لي أبي وهذه صفته.
ثمّ قالت: يا قابض الأرواح عجّل بي ولا تعذّبني، ثمّ قالت: إليك ربي ﻻ إلى النّار، ثمّ غضمت عينيها ومدّت يديها ورجليها فكأنّها لم تكن حيّة قطّ.
ولكلام الزهراء روحي فداها بقية رحم الله من ذكر القائم من آل محمد .
تعليق