إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مذكرات مخطووبة... (( قصة رووووووعة )) ...!!!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    شكرا بنوتة والله قصة روعة
    بانتظار أن تكمليها

    تعليق


    • #47
      بسم الله الرحمن الرحيم .
      اللهم صل على محمد وآل محمد .

      يعطيج العافيه ( بنوته الخليج ) .

      والله خوش قصه واااايد حلوه .
      وناطرين التكمله .

      وشكرا لج .

      تعليق


      • #48
        يا عمري انتوا تسلموووووووووووون على الرد

        وهذي علشانكم

        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ

        الفصل السادس عشر ..

        عندما عدت إلى المنزل في ذاك اليوم .. كانت بانتظاري رسالة شفوية من عصام .. لدى أمي ..
        يخبرني بها بضرورة الاتصال إليه حال ما أرجع .. فهناك ما يود مفاتحتي فيه على ما يبدو .. و أنه كلما كان يتصل على تلفوني المحمول .. كان الخط عندي دونما إرسال أو مغلق على ما يبدو ..

        حاولت استشفاء الخبر الذي يحمله لي عصام من نظرات أمي أو ملامح وجهها .. لكنه كان جامدا .. مما طمأنني أنه و على أسوء الأحوال .. لن يكون خبرا سيئا كالمتوقع في مخيلتي ..

        جاءني صوت عصام حانيا عبر أسلاك الهاتف .. و بعد تحية طويلة .. كما تحايا المشتاقين ..
        بشرني عصام بأن أبوه قد تحسن حاله قليلا ... و أنه قد تجاوز مرحلة الخطر .. لكنه لا يزال في المستشفى ..

        و مهما استطعت أن أعبر .. فإن كلماتي تخونني في التعبير عن مدى الراحة التي تسللت لي بعد زوال ذاك الهم من على صدري .. بسماع مثل هذه البشرى السارة ..

        " أحمدك ربي و أشكرك .. "

        ثم تحولت نبرة عصام بعد ذلك إلى شيئا من العتاب الحاني و هو يخبرني أنه حاول الاتصال بي مرارا .. لكن لا من مجيب ..

        " أووه حقا ؟! لا أدري.. .. و لكن ربما لأني كنت في المجمع لذا لم يكن هناك إرسال جيد .. ! "

        " المجمع ؟؟؟؟ !! "

        " نعم .. و هل هناك خطأ في التسوق ؟! "

        هكذا سألته.. بكلمات مبتورة .. و نبرة مرتبكة .. و قد هالني التغير في لهجة عصام .. من الحانية جدا .. إلى المعاتبة جدا .. أو العنيفة جدا !

        " لا ..

        و لكن من المفروض على اعتبار أن زوجك ..
        كان يجب أن تستأذني مني قبل خروجك إلى أي مكان .. و خصوصا إلى السوق .. ! "

        " نعم ..!!!

        أستأذنك .. و إلى أي مكان .. !! لماذا !! "

        " مرام .. ألست زوجك؟! و مسئولا عنك ؟! "

        " و الزوجة يتحتم عليها إطاعة زوجها ؟؟!! "

        " طبعا ..! "

        طبعا هذه التي أردف بها عصام .. جعلت الدنيا تدور بي .. و أنا ألحظ بوضوح سمات الرجل الشرقي واضحة جدا في عصام ..

        ماذا يظن عصام هذا نفسه ..!!
        هل يظن مثلا أنه بزواجه مني .. قد أصبح يمتلكني .. فبات له مطلق الحرية في التحكم بي ..

        يمين يمين .. يسار يسار !!

        و أصبح أيضا يملك زمام أمري .. لذا يتحكم بي في أين أذهب .. و مع من ؟؟!!
        و صلاحيته هذه أيضا مفعلة في جميع الأحوال .. حتى و لو كان بعيدا لظروف طارئة كالتي كان يتعذر بها عصام مؤخرا و بالتالي كان بالكاد يعرف أخباري..

        و لربما ارتفعت نبرة صوتي .. مصحوبة بالدموع .. و أنا أرى سيطرة الرجل الشرقي تتجسد أمامي و بوضوح .. و في الأسابيع الأولى لحياتي معه ..

        و لسبب داخلي قوي .. كان أقوى مني ,, رميت بالتلفون على السرير .. دون أي كلمة وداع .. و شرعت في بكاء عنيف ..

        ربما بكائي هذا كان نتيجة لتراكم كل هذا الأمور المستجدة في حياتي..
        و ربما هو من دور (سي السيد) الواضح في حياتي .. مع عصام و من بداية خطوبتنا ..
        أو ربما هو لخوفي الشديد .. مما قد يحدث في القريب العاجل .. مما يخفيه لنا القدر ..

        بعد نوبة البكاء الحادة تلك .. و قد بدأت أهدئ نفسي بنفسي..
        حاولت أن ألجأ إلى ألواني كما العادة ..

        فقد كانت من عادتي أني و منذ صغري أحاول رسم مشاعري .. و أحاسيسي..
        فمتى شعرت بأني منزعجة أو مهمومة .. أو حتى في مشكلة عويصة ..
        فإن ألواني دائما بانتظاري .. تصبرني .. و تحاول معي حل مشاكلي .. و التخفيف عني ..

        بدأت أحاول و بخطوط و انحناءات شديدة أن أعبر عما كان يجول في خاطري في تلك اللحظة من هموم و أحزان ..

        بدأت برسم مثلثات مبتورة متكسرة .. متراكمة فوق بعضها البعض.. و قد شبكت بثوب خليجي .. و ( عقال ) .. رمزت بهما إلى شخصية الرجل الشرقي المستبد .. و بتعبير آخر إلى ( عصام ) ..

        ثم توجت الأرضية بسلاسل كثيرة .. مبعثرة .. ترتبط من جهة بالمثلثات و الثوب ..
        و من جهة أخرى بكتلة دموية متكورة على نفسها .. تكاد تخفي ملامح شخصيتها .. رامزة بالتأكيد إلى المرأة المسكينة المستضعفة في مجتمعنا الشرقي ..


        و في لحظة انسجامي مع الألوان .. كنت أتمتم بين الحين و الآخر ..

        أن سحقا لسي السيد ..
        و أن الحياة كانت ستكون جميلة جدا .. فقط لو اختفى سي السيد من الوجود .. و .. و .. و اختفى عصام أيضا ..

        عاجلت إلى الرجوع من مثل هذه الفكرة سريعا ..
        و قد أرعبتني فكرة اختفائه فجأة من حياتي .. و قد صار محورا رئيسيا فيها ..

        " لا .. الله يخلي إلي عصام .. بس يحنن قلبه علي اشوي .. "

        و قبل أن أضع الرتوشات الأخيرة على الرسمة .. ارتفعت دقات صوفيا على باب غرفتي ..

        " نعم صوفيا .. ماذا تريدين ؟!!"

        " ماما .. هذا في زوج مال إنت .. في صالة تحت !! "

        " عصام ؟؟!! .. تحت !!! "

        هكذا سألت صوفي و قد اعتلتني الدهشة و الارتباك .. و عدم التصديق ..

        و لم أكن لأعرف كيف أتصرف .. و الألوان متناثرة في كل مكان .. و أنا لازلت في ملابس البيت العادية .. !!

        " حسنا.. أخبريه أني سأنزل بعد دقائق قليلة .. عشر دقائق فقط .."

        هكذا أخبرت صوفي .. و أنا بالكاد أستطيع التقاط أنفاسي .. من شدة ارتباكي ..

        غسلت يدي من بقايا الألوان بسرعة .. ثم أسرعت أبحث عن شيء أرتديه .. لأقابل به خطيبي سي السيد..

        و من بين كل الثياب التي عندي .. وقعت عيناي على الثوب الأحمر .. الذي شريته للتو ..!

        لا تسألوني لماذا هذا الثوب بالذات .. فقد كنت أسير دونما حواس .. و نسيت تماما أني أكره اللون الأحمر ..

        و من شدة ارتباكي .. ارتديت أول ما وقعت عليه عيني .. دونما أي تركيز ..

        و قد كنت لا أزال واقعة تحت تأثير صدمة قدومه المفاجئ هذا دونما أي اتصال أو اتفاق مسبق ..


        " أنا ( زعلانة ..) "

        هكذا حدثت نفسي و أنا أنزل عتبات الدرج في طريقي إلى الصالة ..
        مذكرة إياها بكوني لا أزال (زعلانة ).. لأتمكن من أن أرسم ملامح ( الزعل) الجاد على وجهي ..

        على الرغم من أن ابتسامة رضا خفيفة .. كانت تكاد لا تفارق وجهي ..

        و حيث كان عصام بانتظاري .. في الصالة ..

        وقفت للحظات على باب الصالة .. أفكر في طريقة ( الزعل ) و الدلال الذي سأقحم نفسي فيه ..

        ثم أني أخذت نفسا عميقا .. و ولجت إلى داخل الصالة ..

        تعليق


        • #49
          مشكووووووووورة بنوتة الخليج على الجزء الروعة

          يلا ننتظر الجزء القادم

          تحياتي

          تعليق


          • #50
            تسلمين على الرد والمتابعة

            ولا يهمج

            تفضلي هذي الفصل

            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

            الفصل السابع عشر ..

            تجمد الزمن .. و أنا أرقب بطرف خفي خطيبي عصام ... و هو يقف ببطء شديد .. لاستقبالي .. و عيناه تكادان لا تفارقاني..!!

            تتسعان تارة .. و تضيقان تارة أخرى ..!!

            لترتسم شيئا فشيء ابتسامة واسعة جدا على ملامح وجه خطيبي المبجل ..!!

            ثم لكأن الزمن أدار عقاربه مرة أخرى .. و قد نبضت الحياة في جسد عصام هذه المرة .. ليتوجه باتجاهي ..

            "يا الهي ..
            إنك جميلة جدا .. لا بل رائعة الجمال ! "

            ثم و بحركة سريعة احتواني بين ذراعيه .. و هو يطبع قبلة سريعة على جبيني.. جعلتني أتجمد كليا .. لعدم توقعي مثل هذه الحركة بتاتا منه ..

            " هييي.. انتوا بس غضوا بصركم لما تشوفوا مثل هالحركات .. و ما عليكم مني ..

            هذا بعلي .. و زوجي .. يعني حلالي .. !!

            خليكم متفرجين بس .. و بلاش أي حركات اعتراض .. ! "

            حركة عصام هذه أربكتني بالفعل ..إلا أنها ساهمت بقدرة عجيبة على امتصاص جميع مشاعر الغضب التي كانت تكتنفني قبل ثوان قليلة منصرمة .. من عصام و من سي السيد ..

            و كدت أنسى في الأساس أن لا زلت (زعلانة ).. و لم أتذكر ( زعلي ) إلا عندما ترجمت أذناي سؤال عصام إياي بشيء من الدلال ..

            " ها شخبار الزعلانين الحلوين ؟!! "

            عندها فقط أطرقت رأسي و أنا أتذكر بأني زعلانة .. و لابد من التصرف على هذا الأساس ..

            لذا أطرقت رأسي .. و شردت بأنظاري بعيدا عنه .. و أنا أجيد تمثيل دور الزعلانين الحقيقين ..

            عندما رفعت أنظاري .. بعد ثانيتين من (الزعل) ..لمحت باقة ورد أحمر كبيرة بين يدي عصام .. و هو يرفعها لي .. !!

            ابتسامة واسعة رسمت نفسها بنفسها على شفتي .. و أنا أرى تلك الباقة الكبيرة جدا .. مقدمة لي .. و من خطيبي ..

            " إذا السالفة فيها ورد و هدايا.. خلاص أنا كل يوم و الثاني بمثل إني زعلانة ! و إلا إيش رايكم ؟! "

            و قبل أن تنفرج شفتاي عن أي ابتسامة.. ارتفعت يد عصام فجأة لتلامس خدي برقة ..

            خثر عجيب قد تسلل إلى خلايا جلدي .. لم يستمر لأكثر من ثانيتين .. قبل أن أتنبه إلى صوت عصام و هو يهتف مستنكرا :

            " ما هذا ؟؟ .. هل هذا نوع من المكياج أو ماذا ؟!! "

            " أي هذا ؟؟!! "

            و ارتفعت يدي بتلقائية أتحسس الموقع الذي لامسه عصام للتو على وجهي .. و إذ بي أكتشف بقعة كبيرة جدا من الألوان .. قد لطخت بها نفسي خطأً عندما كنت أرسم قبل قليل ،

            و لم أطل الوقوف متسمرة هكذا بوجهي المصبوغ .. إذ سرعان ما تعذرت بضحكات قصيرة أداري بها الحرج الذي أصابني .. قبل أن أهرع إلى المغسلة..

            " و الله فشيلة .. ما خليت لون ما صبغت ابه وجهي !! شي أحمر .. و شي أخضر !! "

            ماذا سيقول عني عصام الآن ..!
            مهرجة .. أو ربما طفلة لا تجيد سوى تصبيغ وجهها بالألوان عوضا عن المكياج ! "

            تعمدت الغياب لأكثر من ربع ساعة .. على أمل أن تساهم هذه الدقائق الطويلة في امتصاص الحرج الشديد الذي أوقعت نفسي فيه ، و الذي سببته لي الألوان ..

            عندما عدت إلى المجلس بعد حين .. وجدت زوجي مطأطأ الرأس .. شاحب النظرات .. شارد البال .. قابضا بيده بقوة على هاتفه المحمول يوشك أن يحطمه ..

            التقت نظراتي بنظراته سراعا .. باحثة عن حدث مهم غيّـر من حال عصام .. من خطيب مشتاق محملا بباقة ورد و عواطف حب جياشة ,, إلى خطيب آخر .. حائر النظرات .. مطأطأ الرأس .. و في أعماقه ألف طوفان و طوفان ..

            آآه و لكم هو شتان بين العصامين !

            " عصام .. خير ؟! .. ماذا حدث .. ! "

            " ها .. لا شيء .. لا تكترثي عزيزتي .. ليس بالأمر المهم .. ! "

            قادتني رجلي إلى حيث جلست بجانبه .. ثم أني أمسكت نظراته بنظراتي .. فقط لكيلا يحاول الشرود بهما بعيدا عني ..

            فكما عودتني تجاربي القصيرة في الحياة أن لغة العيون في أصدق اللغات على الإطلاق ..

            ومحال أن تكذب عيون الحبيب على الحبيب .. !

            لم تطل لحظة عناق النظرات تلك لأكثر من ثوان معدودة .. إذ سرعان ما طأطأ رأسه مستسلما و هو يقول ..
            " حسنا .. حسنا ..

            جاءني هاتف من محامية عمتي .. تنبئني بأن عمتي الموقرة و ابنتها الفاضلة قد رفعا قضية حجر على والدي يتهمونه فيها بالقصور !!

            و هذا كله .. فقط للحصول على قطعة أرض تركها جدي لوالدي قبل وفاته .. دون أي نصيب لعمتي فيها ..
            و قد تزوجت عمتي دون إرادته .. و سافرت مع زوجها منذ سنين إلى أمريكا .. دون أي اعتبار لعادات و أعراف عائلتنا ..

            ثم أنها لم تكترث لكل ما حدث للعائلة من مشكلات بسبب عقوقها و هجرانها .. كل تلك السنين المنصرمة ..

            و لم تعد إلى أرض الوطن إلا قبل سنتين فقط .. بعد أن توفى جدي .. من أجل المطالبة بحصتها في الإرث ! "

            ثم أن عصامي قد قبض و بشدة على كفه ضاربا بها جانب المقعد ..

            " سحقا كيف تعمي المادة القلوب !! و كيف تحيل الفلوس بني آدم إلى دمية مجردة من أية مشاعر !! "

            و بتر عصام حديثه فجأة على رنة هاتفه المحمول مجددا ..
            إلا أنه ترك الهاتف يرن مطولا .. قبل أن يقرر الرد عليه مترددا ..

            كنت أنا في هذه الأثناء لا أزال تحت سيطرة ما قصه عصام لتوه علي .. و قد أغرقتني دموعي من شدة التأثر ..
            إلا أني مع هذا .. فقط التقطت أذناي جملة عصام اليتيمة التي رد بها على صاحبة الاتصال .. و هو يزمجر فيها صارخا ..

            " مستحيل .. فالصفقة يا محترمة محالة .. و لتبحث لها عن زوج يناسب ثقافتها الأمريكية .. !! "

            و مع أن تلك العبارة قد فعلت مفعولها في تأجيج نيران الغيرة في أعماقي ..

            لكني لم أكن أبدا لأطالب عصام و هو في مثل هذه الحالة النفسية و الضغوطات الشديدة التي تحتويه بأي تفسير ..

            و خصوصا أن قلبي قد حدثني مسبقا من هي صاحبة الصفقات المحالة ..




            تعليق


            • #51
              مشكوووووووورة بنوتة لخليج مرة ثانية هههههههههه

              كسرتين خاطري بس لا تتعبين هههههههههههه

              الله يعطيج العافية يارب

              تحياتي

              تعليق


              • #52
                رااااااااااااااااااااائع
                لا أستطيع الانتظار أكمليها من فضلك
                تحياتي واحترامي

                تعليق


                • #53
                  ابشروا

                  الفصل التاسع عشر:

                  ألقت أمي عليّ فيما بعد محاضرة طويلة عريضة .. تتمحور حول حقوق الزوج على الزوجة .. و كيف أنه من الطبيعي جدا في علاقة أي رجل بأي امرأة و هما في ظل الشرع .. ظهور طقوس الحب و المودة ..
                  و من ضمن طقوس الحب هذه .. هي عملية( تقبيل اليدين !! )
                  إذا .. لا داعي لأي حرج أو ارتباك، في حال أن عصام مثلا حاول التودد لي مجددا !
                  و مع أن رأسي كان مطرقا أثناء محاضرة أمي العزيزة علي ! .. في محاولة مني لتمثيل دور الفتاة المهذبة .. أو بالأحرى المجرمة المعترفة بذنبها !
                  إلا أنه و عندما أمي وصلت بالتحديد إلى هذه الفقرة .. أي إلى محاولة تكرار الأمر ..
                  لم أستطع لحظتها تمالك نفسي لذا أطلقت ضحكة قصيرة مكتومة منذ بدء المحاضرة ..
                  إلا أني استدركت الموقف .. بابتسامة بريئة .. و أنا أتمتم لأمي ..

                  " لكني شبه متأكدة .. أن عصام لن يفعلها.. بعد كل ما فعلته له المسكين ! "


                  في صباح اليوم التالي ، أجبرتني أمي على الاتصال إلى عصام ، و اختلاق أي محادثة طبيعية معه ..
                  و بالطبع كان لأمي ما أرادت ..
                  ليس لأنها أمي فقط ، و لكن لأني أنا الأخرى كنت أشعر بشيء من تأنيب الضمير .. كما أني كنت جد قلقة عليه ، أو خائفة من يكون عصام قد ( زعل)، أو أخذ موقفا سلبيا مني مثلا!

                  كان صوت عصام راكزا كما العادة ، حنونا .. و مرحبا .. و لكأن شيئا ما كان!
                  أخبرني عصام أن المستشفى أخيرا قد أفرجوا عن أبيه ، و أنه سيمر بعد العصر ليصطحبه إلى المنزل .. فكان أن طلبت منه بشيء من التردد أن يمر لاصطحابي معه قبل ذهابه إلى هناك ..

                  و لكأن عرضي هذا قد أراح عصام كثيرا .. و بالتالي فإني قد شعرت أنا الأخرى بشيء من السعادة ..
                  و أنا أخطو على نهج ما علمتني إياه أمي الحبيبة من واجبات الزوجة اتجاه زوجها .. و التي كان من ضمنها طبعا .. الوقوف إلى جانبه .. و معه.. في أصعب الظروف .. و أحلك الأيام ،

                  عند تمام الساعة الرابعة عصرا .. كنت مع عصام في المستشفى .. ،
                  و في حين أن عصام كان يكمل إجراءات رخصة عمي ، كنت أنا على مقاعد الانتظار .. أتمتم في أعماقي آيات الشكر و الامتنان للمولى الكريم عز و جل .. و الذي قد منّ على أبو عصام بالعافية و الصحة ..

                  بعد سلسلة معقدة من الإجراءات الروتينية.. صعدنا إلى الطابق الثالث .. إلى حيث كان والد عصام في غرفته .. و ذلك لنصطحبه معنا إلى البيت ..

                  إلا أن جميع أطرافي كانت قد توترت .. و تصلبت أعضاء جسدي جميعها ..لأقف على الباب .. بالقرب من عصام ..
                  و أنا ألمح تلك العمة و ابنتها المعتوهة .. مقبلتان نحونا .. و ابتسامة كبيرة جدا .. و ضحكات مصطنعة مبتورة .. تكاد لا تفارق تلك الأقنعة التي توارت تلك الامرأتان خلفها ..

                  لون عصام كان أيضا قد تغير بمرآهما ، و قد تجمد هو الآخر في مكانه للوهلة .. محاولا ترجمة أو تحليل موقف و تصرفات هاتين العديمتي الكرامة ! أو لا يملكون ذرة من الإحساس ؟!
                  أم أنهما قد تناستا تماما .. تلك القضية التي رفعوها للتو في المحكمة.. ضد عمي ! مطالبين فيها بإرث ليس من حقهما !

                  " عصام.. عزيزي ..

                  أووه .. لا تستطيع فقط تخيل السعادة الحقيقية التي أنا اليوم فيها.. لسماعي بخبر خروج عمي من المستشفى ..!! "

                  زاد العبوس في وجهي .. و أنا أستمع إلى صوتها الغنج المثير للشفقة أكثر من أي شيء !!

                  كما أني و للوهلة شعرت بانقباض في صدري ، و شعور غريب كان أيضا قد تسلل إلي .. لم أعهده سابقا !

                  شعور بالأنانية .. و بأني أريد عصام لي وحدي فقط ..
                  أو ربما هو شعور بالخوف .. من أن أفقد عصام ..

                  أو هو مزيج من هذا و ذاك .. !!

                  أممم،، هل هذه هي الغيرة التي قد سمعت عنها كثيرا سابقا ؟!!

                  من يدري .. ربما ..

                  مرت العمة عليّ .. و كذلك الابنة .. دون أن تلقيا حتى نظرة أو تحية عابرة .. و لكأنني جماد لا يستحق أبدا السلام ..

                  مما زاد بالطبع في حنقي عليهما .. و في غضبي الشديد .. إلا أن تمالكت أعصابي .. و قد كنت على يقين تام .. بأن عصام و كما العادة سيحسن التصرف ..

                  رفع عصام يده ممسكا حافة الباب .. و قد مد ذراعيه بالعرض مانعا العمة و الابنة من اقتحام الغرفة ..

                  " أبي تعب .. و لا يرغب باستقبال أي زوار ! "

                  " زوار؟؟!! ..
                  و لكنني عمتك يا عصام .. فعن أي زوار تتحدث ؟!! "

                  صمت عصام و قد تشابك حاجبيه لوهلة ..
                  و قد شعرت به و لكأنه في جهاد عميق مع أعصابه .. فقط ليتمكن من السيطرة عليها ..
                  ليرتفع بعد حين صوته .. و بنفس النبرة الهادئة .. مكررا العبارة ذاتها ..

                  " لقد قلت ..
                  أن أبي تعب .. و لا يرغب في استقبال أي زوار "

                  " يا لعصام و قوته !!
                  كيف يتمكن خطيبي المبجل من ضبط أعصابه .. بمثل هذه الطريقة العجيبة !!

                  إن هذا فعلا مثيرا للإعجاب .. "

                  ثم أن عصام بهدوء تام .. أشار إلى أحد موظفي الأمن المتواجدين هناك قائلا :

                  " هلآّ قدت السيدتين إلى خارج المستشفى .. فهما تتسببان بشيء من الإزعاج إلى المرضى .. "

                  و على الرغم من أن العمة كانت قد بدأت بتلميم أطراف عباءتها المكشوفة .. أو بالأحرى بتلميم كرامتها المهانة .. و هي في طريقها إلى الخارج ..

                  إلا أنها مع ابنتها قد توقفت للحظة .. فقط لترمياني بنظرات استحقار .. التهمتاني فيها التهاما .. و قد قرأت في تلك النظرات .. رسالة قصيرة مفادها أن الانتقام آت ! .. فيا ربي سترك ..

                  بعد رحيلهما مباشرة .. تقدمت إلى عصام و أنا أهمس له معاتبة ..

                  " ما كان يجب أن تقسو عليهما بمصل هذه الدرجة .. فهما يستحقان الشفقة ..لا أكثر !"

                  قاطعني عصام قائلا ..

                  " بل تستحقان القتل .. أو لا تكفي محاولاتهما المستميتة للتفريق بيننا ؟!! "

                  " أممم ،،
                  هل هذا يعني مثلا أنك ستتعمد قتلهما فيما لو نجحا يوما في مؤامراتهما اللا نهائية .. ؟!! "

                  " طبعا .. إلا أني سأقتل نفسي بعدها .. !! .."

                  و صمت للحظة قبل أن يكمل ..

                  " لأني أبدا لن أستطيع الحياة دونك .. "


                  طبعا لقد كان هذا الحوار استغلال للموقف و العاطفة ..

                  " لكن كيفي .. كان خاطري أعرف اشكثر عصام يعزني ..

                  هيييي .. كيفي لا اطالعوني جذي.. "




                  تعليق


                  • #54
                    حلوووووووووووووووووووووووووووو وايد

                    وااااااااايد عجيب عجبني

                    الله يعطيج العافية

                    تحياتي

                    تعليق


                    • #55
                      وآنا بعد
                      شكرا بنوتة والله تعبتي
                      ارتاحي شوي
                      بس شوي
                      بعدين كملي لنا

                      تعليق


                      • #56
                        الله يعطيج العافية اختي
                        ننتظر البقية

                        تعليق


                        • #57
                          تسلمون

                          بس آنا زعلانة ليش تقولون بانكم تعبتوني

                          وعقاب لكم ما بخلي الفصل اللي بعده

                          علشان تعرفون شكر زعلت

                          وعناااااااااد فيكم ما بخلي الجزء اللي بعده <<<<<<<<<< زين جذي زعلتوها وهي أختكم

                          تعليق


                          • #58
                            لالالالالالالالالالالالالالا تكفين كملي

                            تعليق


                            • #59
                              ايه بنووووووووووووووووتة و الله ما كان قصدنا

                              بليــــــــــــــــــــــــــــز حطي الجززء

                              تعليق


                              • #60
                                انشالله

                                بس لا تزعلوني مرة ثانية

                                تفضلوا

                                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ

                                الفصل العشرون..


                                ما أن قمنا بإيصال عمي إلى المنزل في تلك الليلة ، و أطمأنا عليه.. و بأنه سيأوي حالا ً إلى الفراش ليرتاح ..

                                حتى غمز لي عصام بطرف عينه ، بما معناه أن يريدني في حديث خاص ..

                                لذا تسللنا إلى خارج المجلس .. ليسألني إن كنت أرغب في تناول العشاء خارجا ..

                                " الآن ؟! و في مثل هذا الوقت المتأخر ؟!! "

                                " و لما لا .. فأنا أتضور جوعا عزيزتي .. "

                                " اممم .. حسنا.. و لكن فليكن مطعما قريبا .. "

                                و للمرة الأولى في حياتي أشعر بأني أنا و المعروفة بالعناد منذ صغري .. أذعن لطلب أحدهم حالا دون إبداء أي نوع من المعارضة ..

                                فهل يا ترى يكمن السر في سحر عصام علي! .. أم أنها أسطورة سي السيد مجددا ؟!

                                لم يكتفي عصام بإجباري للاذعان برغبته في تناول العشاء في المطعم فقط ..إلا أنه أيضا لم يدع لي الفرصة لاختيار المطعم الذي أرغب في الذهاب إليه معه ..
                                إذ أنه قد قرر مسبقا أنه مطعم ( جسر الملك فهد).. لا غيره !!

                                " عصام .. مطعم الجسر بعيد .. سيكون المشوار طويلا .. و نحن في غاية التعب و الإرهاق ..

                                أي مطعم آخر سيكون مناسبا .. ماذا عن (الأبراج ) مثلا ! "

                                و لم يكن يبدو على عصام أنه قد سمع مني شيئا مما قلته للتو ..
                                إذ سرعان ما توقف أمام بوابة منزلي .. ليحضر لي جواز سفري و يبلغ أمي خبر سفرنا القصير لتناول العشاء . .

                                و لنكون بعد دقائق قليلة فقط .. على الخط السريع إلى المملكة العربية السعودية ، في طريقنا إلى مطعم الجسر .. !!!

                                كادت إجراءات الجسر تمر على خير ما يرام .. ما عدا المحطة ما قبل الأخيرة ، أي عند جوازات المملكة العربية السعودية ..

                                إذ طلب منا الموظف الوقوف جانبا بالسيارة .. و قد بدت من نظراته أن هناك ثمة خطأ كبير أو مشكلة عويصة في هويّـاتنا ..تتطلب منا الوقوف جانبا لفترة من الزمن ..بانتظار التعليمات الجديدة التي ستأتي ممن هو فوق هذا الموظف ،

                                أركن عصام سيارته جانبا .. ثم نزل منها يستقصي الأمر .. تاركا إياي فيها لوحدي ، .. أتمتم بكل الآيات القرآنية التي أحفظها عن ظهر قلب ،
                                آملة من كل أعماقي أن الأمر ليس بذا أهمية .. و أنه مجرد اشتباه أو سوء فهم .. و أنهم سرعان ما سيفرجون عنا ..

                                دار بين عصام و الموظف حديثا غامض .. لم تكن كلماته بالطبع لتصل إلى أذني .. لبعد المسافة ..
                                إلا أنه و من خلال التغير الكبير الذي طرأ على هيئة عصام و ملامح وجهه بالتحديد .. أدركت أن الأمر أكبر بكثير مما كنت آمل ..

                                و أنه بالفعل ..

                                " يا ربي سترك " ،

                                أطل عليّ عصام بعد دقائق طويلة من الانتظار .. ليخبرني بنظرات غائرة أن موظف الأمن يطلب منا الذهاب معا إلى داخل ذاك المبنى .. الذي يقبع في تلك الناحية ،

                                " ها! .. و لماذا ؟!! .. ما الذي يجري ؟! "

                                و لم يكن عصام ليجيبني بأي كلمة .. لأنه هو الآخر ما كان ليستوعب بعد أيا مما يحدث لنا .. فقط اكتفى خطيبي بهز رأسه بالنفي ، و بأنه ليس يدري !

                                إلا أني استنتجت أن المشكلة تتمحور حول صورة عصام في جوازه .. فهي له عندما كان صغيرا على ما يبدو .. و هم كثيرا ما يمنعون أصحاب مثل هذه الصور من العبور إلى داخل المملكة ..

                                في داخل المبنى ..
                                استقبلنا رجل ضخم الجثة .. كث الشعر .. بلحية تكاد تصل إلى نحره ، يعتلي كتفه عدد كبير من النجوم ..
                                كما يعتلي وجهه قناع بلا أي ملامح.. سوى الصرامة و الشرر الذي يتطاير من عينه بتلقائية ..

                                بدأ قلبي بالارتجاف الفعلي في تلك اللحظة .. كما أن أنفاسي كانت قد بدأت تتسارع أيضا ..
                                فهذه هي المرة الأولى في حياتي كلها .. و التي أتعرض فيها لموقف أضطر فيه لمقابلة مثل هذا الإنسان المرعب ،
                                تواريت خلف عصام .. و قد استندت على الجدار في أحد الأركان .. في طلب شيء من الحماية أو الآمان ..

                                و لم يطل انتظارنا كثيرا .. إذ سرعان ما تفوه ذاك الضخم الأخضر .. بصوت مأساوي و نبرة صوت حادة .. خيل إلي منها أنه يصرخ .. لا فقط يتكلم بصوته العادي ..
                                طلب من عصام جواز سفر كل منا .. لذا ناوله ما طلب بحركة آلية .. ليتمعن الضابط فيهم مليا .. و لدقيقة كاملة ..محدقا في صورة عصام مليا .. ناقلا نظراته بين الجواز و بين عصام و لكأنه يتأكد من أن الماثل بين يديه هو بالفعل صاحب هذا الجواز..و بعد أنتأكد أن لا مشكلة في صورته ..

                                أراد و على ما يبدو فقط أن يمارس هوايته في تعذيب و اختلاق المشاكل للناس .. لذا خاطبني قائلا ..

                                " ما هي صلة القرابة بينك و بين ال هذا .! "

                                و أشار بطرف العصا الغليظة التي كانت في يده إلى عصام .. فهو على ما يبدو المقصود بهذا !

                                " إنه خطيبي .. "

                                لكزني عصام بكوعه.. و لكأنه يريد مني استدراك ما قلت .. و لكأنني قد تفوهت للتو بخطأ جسيم..

                                " إنها تقصد أنني زوجها "

                                " زوجتك أو خطيبتك .. أين العقد الشرعي الذي يثبت ذلك ؟! "

                                " هيي .. ما الأمر سعادة الضابط .. ما الذي يحدث هنا؟! "

                                هل يتحتم علينا حمل وثيقة عقدنا في أي مكان نذهب إليه !! و إلا ماذا ! "

                                دارت الدنيا بي و أنا أرى نفسي في هكذا موقف .. و هؤلاء الخضران يرفضون تصديق أن هذا العصام هو زوجي بالفعل و على سنة الله و رسوله ..
                                بل أني في حياتي لم أكن لأتخيل أني سأكون موضوع شبهة يوما ما !!

                                و ما زاد الأمر سوءا هو أني ما زلت في بطاقتي و في نظر القانون .. عازبة ، إذ لم يمتلك خطيبي المبجل الوقت مؤخرا .. لينقل أوراقي لاسمه .. و ليُـحملني لقبه ..

                                بعد تعطيل ساعة أو أكثر ، في مبنى قديم و متهالك .. لا يمتلك من محتوياته سوى بضع مقاعد من الخشب العفن القديم .. و مكتبين متواضعين لكبار الضباط .. و ردهة استقبال متواضعة .. !

                                توصل عصام معهم أخيرا إلى أن يقوموا بالاتصال إلى أهلي .. ليتأكدوا منهم شخصيا بأنه بالفعل زوجي!

                                و هكذا كان ..
                                إذ جاءهم صوت أمي مقرا بزواجنا .. ليتم الإفراج عنا أخيرا ..و لنتحرر من تحقيقاتهم و أسئلتهم و نظراتهم المريبة ،

                                كانت الساعة عالقة على الحادية عشر و الثلث .. حين كنا قد تحررنا من الإجراءات الطويلة على الجسر ..


                                " آآه يا عصام ..

                                لو بس سامع كلامي و مخلينه نتعشى في الأبراج .. مو أحسن إلينا من كل هالبهدلة ! "

                                رمقني عصام بنظرات عميقة حادة ، جعلتني أبتلع ريقي سريعا و في الحال .. و أصمت ..
                                بل و أشرد بنظراتي بعيدا عنه و عن عالمه ،

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 31-07-2025, 10:09 PM
                                ردود 0
                                17 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 31-07-2025, 10:03 PM
                                ردود 0
                                4 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 18-09-2022, 01:45 AM
                                ردود 2
                                97 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 25-09-2020, 12:22 AM
                                ردود 5
                                238 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 04-10-2019, 06:26 AM
                                ردود 7
                                273 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                يعمل...
                                X