اراء السيد الروحاني حفظه الله في التطبير
سوال:ماذا يقول سماحتكم حول التطبير عند العزاء على الامام الحسين علية السلام وهل صحيح انهامختلفةبين الفقهاء وخصوصا في ايران
جواب:بسمه تعالي
التطبير عند عزاء الامام الحسين عليه صلوات الله من اعظم الشعائر و في القرن الاخير لايوجد فقيه لا يري كونه من الاعمال الحسنة
سوال:هل يجوز طرد ومنع و إهانة موكب حسيني من قريتنا يقيم عزاء لطم على الصدر بحجة بأن أصحاب هذا الموكب أو معزينه ممن يؤيدون التطبير ويطبرون؟
جواب:بسمه جلّت اسماؤه
التطبير حسن ومن الشعائر، فلا يجوز طرد ومنع وإهانة موكب يطبر ويؤيد التطبير، بل عليكم أن تحترموهم وتضيفونهم، واطمئنوا بأن الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء سلام الله عليها تسأل الله تعالى أن يثيبكم في الدنيا والآخرة.
سوال:ما هو رأي سماحتكم بمسألة التطبير ؟
وماهو رأي سماحتكم في قضية ضرب السيدة زينب (ع) لرأسها بمقدمة المحمل ؟
جواب:بسمه جلّت اسماؤه
قام الإسلام بثورة النبي العظيم عليه صلوات المصلين، واستمر بثورة الإمام الحسين الشهيد سلام الله عليه، واستمرت الثورة بالشعائر الحسينية التي اعتاد الشيعة اقامتها، ومن تلكم الشعائر التطبير، فخشي الإستعمار على مصالحه من الإسلام، فحاول القضاء عليه بالقضاء على الشعائر الحسينية.
وعلى الجملة، إن التطبير غير المؤدي إلى الهلاك من أعظم الشعائر، ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب، وهو راجح مستحب، ووسيلة من الوسائل الحسينية، وباب من أبواب سفينة النجاة، ولنعم ما أفاده بعض الأعاظم أن في التطبير وغيره من ما يصنع في مقام تعزية الحسين عليه السلام جوابٌ عن نداء الحسين عليه السلام يوم عاشوراء : هل من ناصر ينصرني، بل لو أفتى فقيه متبحر بوجوب التطبير وغيره من الشعائر كفاية _في مثل هذه الازمنة التي صمم فيها جمعٌ على إطفاء نور أهل البيت عليهم السلام_ لا يمكن تخطئته، جزى الله من انشأ التطبير ونحوه خيراً عن الإسلام.
وأما ضرب السيدة زينب عليها السلام لرأسها بمقدمة المحمل :فبما أن زينب قد حازت من الصفات الحميدة ما لم يحزها بعد أمها أحد حتى حقّ أن يقال : هي الصديقة الصغرى، هي في الحجاب والعفاف فريدة، وفي الصبر والثبات والتقوى وقوة الإيمان وحيدة، وفي الفصاحة والبلاغة كأنها تفرغ عن لسان أمير المؤمنين عليه السلام، ولو قلنا بعصمتها لم يكن لأحد أن ينكر إن كان عارفاً بأحوالها في الطف وما بعده، كيف ولولا ذلك لما حمّلها الحسين عليه السلام مقداراً من ثقل الإمامة أيام مرض السجاد عليه السلام، ولما أنابها السجاد عليه السلام نيابة خاصة في بيان الأحكام وجملة أخرى من آثار الولاية، كما في خبر رواه الصدوق في إكمال الدين، والشيخ في كتاب الغيبة مسنداً عن أحمد بن إبراهيم، فنفس فعلها دليل الجواز سيما مع تقرير الإمام السجاد عليه السلام.
سوال:تجتاح موجة من التشكيك الأوساط المسلمة الشيعية في البلدان التي يتواجد فيها الشيعة، من قبل أعداء الإسلام، وتتركز حول مسألة عاشوراء والإمام الحسين عليه السلام، بهدف إنكار فضائله وفضائل آل بيته عليهم السلام.
ومنها إنكار تكلم رأس الحسين عليه السلام بحجة أن هذه معجزة والمعجزة لا تكون إلا للأنبياء.
ومنها ايضاً إنكار حديث قارورة أم سلمة.
ومنها إنكار مقدرة بعض الأصحاب على قتل وصرع عدد كبير من الأعداء.
ومنها الانتقاص من أبي الفضل العباس سلام الله عليه لعدم شربه للماء حين وصوله إليه، بحجة أنه لو شرب الماء لكان أقدر على مواصلة المعركة !!
ومنها اعتبار التطبير مسألة رجعية، والتشنيع على المطبرين، رغم أنهم يقتدون بذلك بسيدتهم زينب سلام الله عليها.
ومنها اعتبار البكاء على الإمام الحسين عليه السلام أمراً غير حضاري ولا إسلامي.
ومنها الانتقاص من قدر ومقام أصحاب الإمام الحسين عليه السلام حيث يتم تفضيل بعض المتأخرين عليهم، رغم قول الإمام الحسين فيهم : فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي..
حتى وصل الأمر بالتشكيك بعلم الإمام الحسين عليه السلام بمقتله في يوم عاشوراء، وإنكار علمه بكثير من الأمور والوقائع..
ما رأي سماحتكم بهذه المقولات ؟
وما الواجب تجاهها وتجاه من يروجها ؟ وكيف السبيل الى بيانها للعوام ؟
نرجوا بيان الحقيقة في كل واحدة منها بالتفصيل الممكن ..
جواب:بسمه جلّت اسماؤه
أما إنكار تكلم رأس الحسين عليه السلام، فإن كان من جهة أنه لا يمكن ذلك بالنسبة الى الأئمة عليهم السلام ،
فالجواب عنه ان الولاية التكوينية،-والمراد بها كون زمام أمر العالم بأيديهم ولهم السلطة التامة على جميع الأمور بالتصرف فيها كيف ما شاؤوا إعداماً أو إيجاداً فهي- ثابتة للأئمة عليهم السلام.
بل القرآن الكريم يثبت ذلك لمن هو دونهم، قال الله تعالى : {وقال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك}
وقال عز من قائل : {فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاءاً حيث أصاب، والشياطين كل بناء وغواص وآخرين مقرنين في الأصفاد}
وقال سبحانه : {إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله، وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم}
إلى غير ذلك من الآيات المتضمنة لثبوت ولاء التصرف لأشخاص.
وإذا ثبت ذلك لهؤلاء، فثبوته للرسول الأعظم وخليفته الذي عنده علم الكتاب بنص القرآن (الرعد43) لا يحتاج إلى بيان.
فالروايات المتواترة المتضمنة للمعجزات والكرامات الصادرة عن المعصومين عليهم السلام كالتصرف الولائي في صورة الاسد وصيرورته أسداً مفترساً وما شاكل، إنما نلتزم بها ونعتقد من غير التزام بالتأويل، كيف ونرى أنهم عليهم السلام بعد موتهم تصدر عنهم كرامات من إبراء المريض الذي عجز الأطباء عن إبرائه، وحل معضلات الأمور وما شاكل ..
ألم ترجع روح الصديقة الكبرى سلام الله عليها إلى بدنها بعد التغسيل والتكفين؟ وضمت الحسنين عليها السلام إلى صدرها..
وإن كان الإنكار من جهة عدم الدليل في مقام الإثبات، فلا بد من الرجوع إلى التواريخ، فقد استفاض النقل بذلك.
وبذلك يظهر أنه لا مورد لإنكار حديث قارورة أم سلمة، فإنه حديث يدل على تصرف النبي صلى الله عليه وآله في الطبيعة.
فالكلام فيه هو الكلام في إنكار تكلم رأس الحسين عليه السلام.
وأما الإنتقاص من العباس عليه السلام لعدم شربه للماء حين وصوله، فملاحظة كيفية شهادته تكون جواباً عن الإيراد القائل بأنه لو شرب الماء لكان أقدر على مواصلة المعركة.
وأما التطبير فقد أشبعت الكلام فيه في الأسئلة السابقة وبينت أنه من افضل القربات، وأنه يوجب تقوية المذهب لا تضيفه.
والأغرب من الجميع إعتبار البكاء على الإمام الحسين عليه السلام أمراً غير حضاري ولا إسلامي، مع ما ورد في الحث عليه في الروايات المتواترة.
وأما إنكار علم الإمام عليه السلام بمقتله، وبكثير من الأمور و الوقائع، فقد أجبت عنه مفصلاً وأشير هنا إلى بعض تلكم الوجوه :
منها : أن علمهم عليهم السلام لشدة اتصالهم بالمبدأ.
وعلمهم بعلم الله وإرادته، فإنهم عليهم السلام أوعية علم الله، وعلمهم من علمه تحت إرادة الله تعالى، وما يشاؤون إلا أن يشاء الله، ليس منهم مع علمهم إرادة غير إرادة الله تعالى، وإرداة الله فوق إرادتهم.
وإلى ذلك أشار عليه السلام في خطبته بقوله : {رضى الله رضانا أهل البيت} يعني أني مع العلم بأني مقتول ومتقطع الأوصال، أقدم على هذا لأن فيه رضى الله تعالى، ورضى الله رضانا، ويشير إلى ذلك جوابه على من اعترض عليه ومنعه من المسير، حيث قال : { شاء الله أن يراني قتيلاً} ..
يعني أنه مع علمه بما يجري عليه أقدم، لأن فيه مشيئة الله، ومشيئة الله فوق مشيئتهم، وهم مظهر مشيئته ووعاء علمه، بل لا مشيئة لهم غير مشيئة الله تعالى.
ومنها أن علمهم عليهم السلام لما كان أشعة من علم الله تعالى، فكما أن الله تعالى لا يعمل بعلمه، إذ لو عمل بعلمه لبطل إرسال الرسل وإنزال الكتب، ولما احتج على العباد(كما في صريح الرواية)، فكذلك هم عليهم السلام لا يعملون بعلمهم
ما هو رأيكم في التطبير,وهل له مسوغ شرعي وما هو الدليل الشرعي من القران والسنة من حيث حليته وحرمته ,وهل يعتبر من الأمور التي توجب توهين المذهب,وهل يعتبر من الأمور الراجحه إذا أدى إلى فتنة.
وشكرا
____________
الجواب: أشرنا في أجوبة متعددة الى انه من أفضل المستحبات التي يتم بها إحياء ذكرى سيد شهداء أهل الجنة لكونه إضافة الى معانيه الخاصة قد صار شعيرة من شعائر هذه الذكرى وواحدة من أبرز الاعمال التي يتم فيها إحياء ذكرهم عليهم السلام ، وقد ورد في الحديث (أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا) .
وباعتبارها صارت شعيرة لله فينطبق عليها ما يدل على ذلك .
وإقامتها فيه إعزاز وتقوية للمذهب وليس وهنا ولا فتنة.السؤال: إننا شباب من البحرين قد نزلت بنا مشكلة أوجبت تمزق الطائفة وذلك بسبب وجود مجموعة قامت بالتطبير في اليوم العاشر من المحرم الحرام مواساة لسيد الشهداء (ع) متبعين بذلك من يقول من الفقهاء , وهناك مجموعة أخرى من الشباب يتبعون من يقول بعدم جواز ذلك وهؤلاء قاموا بمواجهة المطبرين وذلك بالتسقيط والتفسيق والمقاطعة , فهل يجوز الوقوف موقف هؤلاء الذين يواجهون التطبير أم لا يجوز؟ علماً بأن هناك من أهل العلم من يحرض على مواجهة المطبرين .
_________________
باسمه جلت أسماؤه
لا إشكال ولا شبهة في أن التطبير في اليوم أو ليلة العاشر من المحرم من الشعائر وأوكد السنن ومن يواجه المطبرين بالتفسيق و.. يجوز المقابلة بالمثل معهم الآية الكريمة "فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم " ولكن لا يجوز هذا العمل أي التفسيق و الإهانة لمن لا يجوز التطبير ابتداءً إلّى مع احراز العناد وعدم الإهتمام بتعظيم الشعائر الحسينية وانا أتحسر شديدا لعدم التوفيق لهذا العمل ولكن احب الشباب المطبرين و اسأل الله تعالى أن يحشرني معهمسماحة آية الله العظمى السيد محمد صادق الحسيني الروحاني.. حفظه الله تعالى
في معرض جوابكم عن استفتاء وجه إليكم عن مسألة التطبير أجبتم سماحتكم بأنه( التطبير جائز وحسن ومن شعائر الدين ، بل من أهمها .) و عندما سُألتم عن مسألة أن أثر التبرع بالدم باسم الإمام الحسين عليه السلام و تبعاته أفضل من تبعات التطبير و تبعاته على الإسلام أجبتم بقولكم ( التطبير الذي لا يؤدي إلى ضرر معتد به من الوقوع في التهلكة أو الموجب لقطع العضو هو من الشعائر، ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب، ولا تاثير لتحبّب الآخرين إلينا وعدمه في تغيير العنوان، وأما مسألة التبرع بالدم فهي حسنة بغرض إنقاذ المسلم، فإذا لم يوجد الغرض فليس لها عنوان آخر.)
السؤال: حسب ما يذكر العلماء و أنتم أعلم منا بالأمر أنه في حال تزاحم الواجب و المستحب يقدم الواجب على المستحب، و أنه بحسب رأيكم الشريف أن التطبير مستحب كما ترون، لكن مع إقامة ذلك المستحب سيحدث إنشقاق بين صف الشيعة - حفظهم الله من كيد الأعداء- و حفظ الصف من الإنشقاق هو واجب كما تعلمون ... فأيهما أوجب في هذه الحالة؟ هل إقامة التطبير المستحب أم حفظ الصف الشيعي من الإنشقاق الواجب؟
جزاكم الله كل خير
و المعذرة كل المعذرة إن كان في صيغة سؤالي ما يسيء الأدب إلى مقامكم و سماحتكم فالعذر عند كرام الناس مقبول.
______________
الجواب : لقد أوضحنا حكم كل مسألة فيما ذكرناه من أجوبة .
وممارسة كل أمر تكليفي يختص بشخص المكلف على طبق التزامه وتقليده ، وبالتالي فإن الالتزام بالضوابط الشرعية لكل مكلف يمنع من حدوث أي انشقاق وهو الواجب على الجميع .
وكل شخص له الحق في ممارسة أي لون وشكل من ألوان المشاركة في تعظيم ذكرى سيد شباب أهل الجنة ضمن الموازين الشرعية .
ولا يحق لشخص أن يفرض على آخر رؤيته طالما أن كلا منهما يتصرف ضمن الحكم الشرعي .
والذي يجمع بين الشيعة حفظهم الله من كل سوء هو تفانيهم في الحفاظ على دين الله ، كما حفظ الحسين عليه السلام هذه الرسالة بدمه ودم عياله وأصحابه .
وإن شئت قلت أن الانشقاق الحاصل من اختلاف الفتاوى ، لا يكون حفظ الصف الشيعي فيه واجبا ولا مستحبا .- ( لأنه ليس موردا لحكم شرعي ) –
وأما كيد الأعداء فلا يمكن حفظ الشيعة منه إلا بعدم ترك شعائر المذهب .
والله الموفق
سوال:ماذا يقول سماحتكم حول التطبير عند العزاء على الامام الحسين علية السلام وهل صحيح انهامختلفةبين الفقهاء وخصوصا في ايران
جواب:بسمه تعالي
التطبير عند عزاء الامام الحسين عليه صلوات الله من اعظم الشعائر و في القرن الاخير لايوجد فقيه لا يري كونه من الاعمال الحسنة
سوال:هل يجوز طرد ومنع و إهانة موكب حسيني من قريتنا يقيم عزاء لطم على الصدر بحجة بأن أصحاب هذا الموكب أو معزينه ممن يؤيدون التطبير ويطبرون؟
جواب:بسمه جلّت اسماؤه
التطبير حسن ومن الشعائر، فلا يجوز طرد ومنع وإهانة موكب يطبر ويؤيد التطبير، بل عليكم أن تحترموهم وتضيفونهم، واطمئنوا بأن الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء سلام الله عليها تسأل الله تعالى أن يثيبكم في الدنيا والآخرة.
سوال:ما هو رأي سماحتكم بمسألة التطبير ؟
وماهو رأي سماحتكم في قضية ضرب السيدة زينب (ع) لرأسها بمقدمة المحمل ؟
جواب:بسمه جلّت اسماؤه
قام الإسلام بثورة النبي العظيم عليه صلوات المصلين، واستمر بثورة الإمام الحسين الشهيد سلام الله عليه، واستمرت الثورة بالشعائر الحسينية التي اعتاد الشيعة اقامتها، ومن تلكم الشعائر التطبير، فخشي الإستعمار على مصالحه من الإسلام، فحاول القضاء عليه بالقضاء على الشعائر الحسينية.
وعلى الجملة، إن التطبير غير المؤدي إلى الهلاك من أعظم الشعائر، ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب، وهو راجح مستحب، ووسيلة من الوسائل الحسينية، وباب من أبواب سفينة النجاة، ولنعم ما أفاده بعض الأعاظم أن في التطبير وغيره من ما يصنع في مقام تعزية الحسين عليه السلام جوابٌ عن نداء الحسين عليه السلام يوم عاشوراء : هل من ناصر ينصرني، بل لو أفتى فقيه متبحر بوجوب التطبير وغيره من الشعائر كفاية _في مثل هذه الازمنة التي صمم فيها جمعٌ على إطفاء نور أهل البيت عليهم السلام_ لا يمكن تخطئته، جزى الله من انشأ التطبير ونحوه خيراً عن الإسلام.
وأما ضرب السيدة زينب عليها السلام لرأسها بمقدمة المحمل :فبما أن زينب قد حازت من الصفات الحميدة ما لم يحزها بعد أمها أحد حتى حقّ أن يقال : هي الصديقة الصغرى، هي في الحجاب والعفاف فريدة، وفي الصبر والثبات والتقوى وقوة الإيمان وحيدة، وفي الفصاحة والبلاغة كأنها تفرغ عن لسان أمير المؤمنين عليه السلام، ولو قلنا بعصمتها لم يكن لأحد أن ينكر إن كان عارفاً بأحوالها في الطف وما بعده، كيف ولولا ذلك لما حمّلها الحسين عليه السلام مقداراً من ثقل الإمامة أيام مرض السجاد عليه السلام، ولما أنابها السجاد عليه السلام نيابة خاصة في بيان الأحكام وجملة أخرى من آثار الولاية، كما في خبر رواه الصدوق في إكمال الدين، والشيخ في كتاب الغيبة مسنداً عن أحمد بن إبراهيم، فنفس فعلها دليل الجواز سيما مع تقرير الإمام السجاد عليه السلام.
سوال:تجتاح موجة من التشكيك الأوساط المسلمة الشيعية في البلدان التي يتواجد فيها الشيعة، من قبل أعداء الإسلام، وتتركز حول مسألة عاشوراء والإمام الحسين عليه السلام، بهدف إنكار فضائله وفضائل آل بيته عليهم السلام.
ومنها إنكار تكلم رأس الحسين عليه السلام بحجة أن هذه معجزة والمعجزة لا تكون إلا للأنبياء.
ومنها ايضاً إنكار حديث قارورة أم سلمة.
ومنها إنكار مقدرة بعض الأصحاب على قتل وصرع عدد كبير من الأعداء.
ومنها الانتقاص من أبي الفضل العباس سلام الله عليه لعدم شربه للماء حين وصوله إليه، بحجة أنه لو شرب الماء لكان أقدر على مواصلة المعركة !!
ومنها اعتبار التطبير مسألة رجعية، والتشنيع على المطبرين، رغم أنهم يقتدون بذلك بسيدتهم زينب سلام الله عليها.
ومنها اعتبار البكاء على الإمام الحسين عليه السلام أمراً غير حضاري ولا إسلامي.
ومنها الانتقاص من قدر ومقام أصحاب الإمام الحسين عليه السلام حيث يتم تفضيل بعض المتأخرين عليهم، رغم قول الإمام الحسين فيهم : فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي..
حتى وصل الأمر بالتشكيك بعلم الإمام الحسين عليه السلام بمقتله في يوم عاشوراء، وإنكار علمه بكثير من الأمور والوقائع..
ما رأي سماحتكم بهذه المقولات ؟
وما الواجب تجاهها وتجاه من يروجها ؟ وكيف السبيل الى بيانها للعوام ؟
نرجوا بيان الحقيقة في كل واحدة منها بالتفصيل الممكن ..
جواب:بسمه جلّت اسماؤه
أما إنكار تكلم رأس الحسين عليه السلام، فإن كان من جهة أنه لا يمكن ذلك بالنسبة الى الأئمة عليهم السلام ،
فالجواب عنه ان الولاية التكوينية،-والمراد بها كون زمام أمر العالم بأيديهم ولهم السلطة التامة على جميع الأمور بالتصرف فيها كيف ما شاؤوا إعداماً أو إيجاداً فهي- ثابتة للأئمة عليهم السلام.
بل القرآن الكريم يثبت ذلك لمن هو دونهم، قال الله تعالى : {وقال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك}
وقال عز من قائل : {فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاءاً حيث أصاب، والشياطين كل بناء وغواص وآخرين مقرنين في الأصفاد}
وقال سبحانه : {إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله، وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم}
إلى غير ذلك من الآيات المتضمنة لثبوت ولاء التصرف لأشخاص.
وإذا ثبت ذلك لهؤلاء، فثبوته للرسول الأعظم وخليفته الذي عنده علم الكتاب بنص القرآن (الرعد43) لا يحتاج إلى بيان.
فالروايات المتواترة المتضمنة للمعجزات والكرامات الصادرة عن المعصومين عليهم السلام كالتصرف الولائي في صورة الاسد وصيرورته أسداً مفترساً وما شاكل، إنما نلتزم بها ونعتقد من غير التزام بالتأويل، كيف ونرى أنهم عليهم السلام بعد موتهم تصدر عنهم كرامات من إبراء المريض الذي عجز الأطباء عن إبرائه، وحل معضلات الأمور وما شاكل ..
ألم ترجع روح الصديقة الكبرى سلام الله عليها إلى بدنها بعد التغسيل والتكفين؟ وضمت الحسنين عليها السلام إلى صدرها..
وإن كان الإنكار من جهة عدم الدليل في مقام الإثبات، فلا بد من الرجوع إلى التواريخ، فقد استفاض النقل بذلك.
وبذلك يظهر أنه لا مورد لإنكار حديث قارورة أم سلمة، فإنه حديث يدل على تصرف النبي صلى الله عليه وآله في الطبيعة.
فالكلام فيه هو الكلام في إنكار تكلم رأس الحسين عليه السلام.
وأما الإنتقاص من العباس عليه السلام لعدم شربه للماء حين وصوله، فملاحظة كيفية شهادته تكون جواباً عن الإيراد القائل بأنه لو شرب الماء لكان أقدر على مواصلة المعركة.
وأما التطبير فقد أشبعت الكلام فيه في الأسئلة السابقة وبينت أنه من افضل القربات، وأنه يوجب تقوية المذهب لا تضيفه.
والأغرب من الجميع إعتبار البكاء على الإمام الحسين عليه السلام أمراً غير حضاري ولا إسلامي، مع ما ورد في الحث عليه في الروايات المتواترة.
وأما إنكار علم الإمام عليه السلام بمقتله، وبكثير من الأمور و الوقائع، فقد أجبت عنه مفصلاً وأشير هنا إلى بعض تلكم الوجوه :
منها : أن علمهم عليهم السلام لشدة اتصالهم بالمبدأ.
وعلمهم بعلم الله وإرادته، فإنهم عليهم السلام أوعية علم الله، وعلمهم من علمه تحت إرادة الله تعالى، وما يشاؤون إلا أن يشاء الله، ليس منهم مع علمهم إرادة غير إرادة الله تعالى، وإرداة الله فوق إرادتهم.
وإلى ذلك أشار عليه السلام في خطبته بقوله : {رضى الله رضانا أهل البيت} يعني أني مع العلم بأني مقتول ومتقطع الأوصال، أقدم على هذا لأن فيه رضى الله تعالى، ورضى الله رضانا، ويشير إلى ذلك جوابه على من اعترض عليه ومنعه من المسير، حيث قال : { شاء الله أن يراني قتيلاً} ..
يعني أنه مع علمه بما يجري عليه أقدم، لأن فيه مشيئة الله، ومشيئة الله فوق مشيئتهم، وهم مظهر مشيئته ووعاء علمه، بل لا مشيئة لهم غير مشيئة الله تعالى.
ومنها أن علمهم عليهم السلام لما كان أشعة من علم الله تعالى، فكما أن الله تعالى لا يعمل بعلمه، إذ لو عمل بعلمه لبطل إرسال الرسل وإنزال الكتب، ولما احتج على العباد(كما في صريح الرواية)، فكذلك هم عليهم السلام لا يعملون بعلمهم
ما هو رأيكم في التطبير,وهل له مسوغ شرعي وما هو الدليل الشرعي من القران والسنة من حيث حليته وحرمته ,وهل يعتبر من الأمور التي توجب توهين المذهب,وهل يعتبر من الأمور الراجحه إذا أدى إلى فتنة.
وشكرا
____________
الجواب: أشرنا في أجوبة متعددة الى انه من أفضل المستحبات التي يتم بها إحياء ذكرى سيد شهداء أهل الجنة لكونه إضافة الى معانيه الخاصة قد صار شعيرة من شعائر هذه الذكرى وواحدة من أبرز الاعمال التي يتم فيها إحياء ذكرهم عليهم السلام ، وقد ورد في الحديث (أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا) .
وباعتبارها صارت شعيرة لله فينطبق عليها ما يدل على ذلك .
وإقامتها فيه إعزاز وتقوية للمذهب وليس وهنا ولا فتنة.السؤال: إننا شباب من البحرين قد نزلت بنا مشكلة أوجبت تمزق الطائفة وذلك بسبب وجود مجموعة قامت بالتطبير في اليوم العاشر من المحرم الحرام مواساة لسيد الشهداء (ع) متبعين بذلك من يقول من الفقهاء , وهناك مجموعة أخرى من الشباب يتبعون من يقول بعدم جواز ذلك وهؤلاء قاموا بمواجهة المطبرين وذلك بالتسقيط والتفسيق والمقاطعة , فهل يجوز الوقوف موقف هؤلاء الذين يواجهون التطبير أم لا يجوز؟ علماً بأن هناك من أهل العلم من يحرض على مواجهة المطبرين .
_________________
باسمه جلت أسماؤه
لا إشكال ولا شبهة في أن التطبير في اليوم أو ليلة العاشر من المحرم من الشعائر وأوكد السنن ومن يواجه المطبرين بالتفسيق و.. يجوز المقابلة بالمثل معهم الآية الكريمة "فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم " ولكن لا يجوز هذا العمل أي التفسيق و الإهانة لمن لا يجوز التطبير ابتداءً إلّى مع احراز العناد وعدم الإهتمام بتعظيم الشعائر الحسينية وانا أتحسر شديدا لعدم التوفيق لهذا العمل ولكن احب الشباب المطبرين و اسأل الله تعالى أن يحشرني معهمسماحة آية الله العظمى السيد محمد صادق الحسيني الروحاني.. حفظه الله تعالى
في معرض جوابكم عن استفتاء وجه إليكم عن مسألة التطبير أجبتم سماحتكم بأنه( التطبير جائز وحسن ومن شعائر الدين ، بل من أهمها .) و عندما سُألتم عن مسألة أن أثر التبرع بالدم باسم الإمام الحسين عليه السلام و تبعاته أفضل من تبعات التطبير و تبعاته على الإسلام أجبتم بقولكم ( التطبير الذي لا يؤدي إلى ضرر معتد به من الوقوع في التهلكة أو الموجب لقطع العضو هو من الشعائر، ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب، ولا تاثير لتحبّب الآخرين إلينا وعدمه في تغيير العنوان، وأما مسألة التبرع بالدم فهي حسنة بغرض إنقاذ المسلم، فإذا لم يوجد الغرض فليس لها عنوان آخر.)
السؤال: حسب ما يذكر العلماء و أنتم أعلم منا بالأمر أنه في حال تزاحم الواجب و المستحب يقدم الواجب على المستحب، و أنه بحسب رأيكم الشريف أن التطبير مستحب كما ترون، لكن مع إقامة ذلك المستحب سيحدث إنشقاق بين صف الشيعة - حفظهم الله من كيد الأعداء- و حفظ الصف من الإنشقاق هو واجب كما تعلمون ... فأيهما أوجب في هذه الحالة؟ هل إقامة التطبير المستحب أم حفظ الصف الشيعي من الإنشقاق الواجب؟
جزاكم الله كل خير
و المعذرة كل المعذرة إن كان في صيغة سؤالي ما يسيء الأدب إلى مقامكم و سماحتكم فالعذر عند كرام الناس مقبول.
______________
الجواب : لقد أوضحنا حكم كل مسألة فيما ذكرناه من أجوبة .
وممارسة كل أمر تكليفي يختص بشخص المكلف على طبق التزامه وتقليده ، وبالتالي فإن الالتزام بالضوابط الشرعية لكل مكلف يمنع من حدوث أي انشقاق وهو الواجب على الجميع .
وكل شخص له الحق في ممارسة أي لون وشكل من ألوان المشاركة في تعظيم ذكرى سيد شباب أهل الجنة ضمن الموازين الشرعية .
ولا يحق لشخص أن يفرض على آخر رؤيته طالما أن كلا منهما يتصرف ضمن الحكم الشرعي .
والذي يجمع بين الشيعة حفظهم الله من كل سوء هو تفانيهم في الحفاظ على دين الله ، كما حفظ الحسين عليه السلام هذه الرسالة بدمه ودم عياله وأصحابه .
وإن شئت قلت أن الانشقاق الحاصل من اختلاف الفتاوى ، لا يكون حفظ الصف الشيعي فيه واجبا ولا مستحبا .- ( لأنه ليس موردا لحكم شرعي ) –
وأما كيد الأعداء فلا يمكن حفظ الشيعة منه إلا بعدم ترك شعائر المذهب .
والله الموفق
تعليق