إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الصوفية في مواجهة اهل البيت عليهم السلام ..

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أخي الكريم علي الشيعي, إلى الآن لم تعرّف لنا معنى الصوفي ووجه الذم للفرقة الصوفية الضالة, أنتظر إجابتك عليها.
    أما الرواية التي تفيد العموم فهي تختص بذلك الزمان وليس بكل زمان, إذ أن للصوفي معاني عديدة الآن ويجب علينا أن ننظر إلى سببية لعنهم لنعلم أي الفرق على ضلال.

    هذا وأنقل لك مطلب من كلام الملا محمد تقي المجلسي رضموان الله عليه فقل لي رأيك فيها وكيف أن هناك تناقد بين قوله وقولك:

    عبارات‌ الملاّ محمّد تقي‌ ( المجلسي‌ّالاوّل‌) في‌ « رسالة‌ تشويق‌ السالكين‌ » التي‌ كتبها حول‌ لزوم‌ التصوّف‌ والسلوك‌، وأثبت‌ أنَّ حقيقة‌ التصوّف‌ والتشيّع‌ شي‌ء واحد؛ فقد نقل‌ عين‌ هذا المطلب‌ عن‌ العلاّمة‌ الحلّي‌ّ في‌ « شرح‌ التجريد ».

    يقول‌: الصوفي‌ّ بمعني‌ الزاهد عن‌ الدنيا والراغب‌ في‌ الآخرة‌ والملتزم‌ بتطهير الباطن‌، وكان‌ جميع‌ علماء الإسلام‌ الاعلامصوفيّين‌. ومن‌ جملة‌ من‌ ذكرهم‌: الخواجة‌ نصيرالدين‌ الطوسي‌ّ، ورّام‌ الكندي‌ّ، السيّد رضي‌ الدين‌ علی‌ّ بن‌ طاووس‌، السيّد محمود الآملي‌ّ صاحب‌ كتاب‌ «نفائس‌ الفنون‌»، والسيّد حيدر الآملي‌ّ صاحب‌ تفسير «بحر الابحار»، وابن‌ فهد الحلّي‌ّ، والشيخ‌ ابن‌ أبي‌ جمهور الاحسائي‌ّ، والشيخ‌ الشهيد مكّي‌، والشيخ‌ بهاءالدين‌ العاملي‌ّ، والقاضي‌ نور الله‌ الشوشتري‌ّ الذي‌ هو من‌ السلسلة‌ العلیة‌ النوربخشيّة‌. ويثبت‌ في‌ كتاب‌ «مجالس‌ المؤمنين‌» بالدلائل‌ القويّة‌ أنَّ جميع‌ المشائخ‌ المشهورين‌ كانوا من‌ الشيعة‌.
    ويقول‌ العلاّمة‌ الحلّي‌ّ في‌ كتاب‌ الإمامة‌ من‌ «شرح‌ التجريد»: قد نقل‌ متواتراً أنَّ أميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ كان‌ سيّد ورئيس‌ الابدال‌، وكانوا يأتون‌ إلیه‌ من‌ جميع‌ أنحاء العالم‌ لاجل‌ تعلّم‌ آداب‌ السلوك‌ والرياضات‌ وطريق‌ الزهد وترتيب‌ الاحوال‌ وذكر مقامات‌ العارفين‌. والشيخ‌ أبو يزيد البسطامي‌ّ كان‌ يفتخر بأ نَّه‌ كان‌ سقّاء في‌ بيت‌ الإمام الصادق‌ علیه‌ السلام‌، والشيخ‌ معروف‌ الكرخي‌ّ قدّس‌ سرّه‌ العزيز كان‌ شيعيّاً خالصاً وبوّاباً لدار الرضا علیه‌ السلام‌ إلی‌ أن‌ مات‌ (ملخّص‌ الصفحات‌ 10 إلی‌ 15 ).

    هذا ويقول صاحب كتاب أعيان الشيعة عن السيد مهدي بحر العلوم صاحب الكرامات واللقاءات بصاحب الأمر عجل الله تعالى فرجه الشريف:
    في‌ ج‌ 48، ص‌ 166: «ويعتقد السوادُ الاعظم‌ إلی الا´ن‌ أ نّه‌ من‌ ذوي‌ الاسرار الإلهيّة‌ الخاصّة‌، ومن‌ أُولي‌ الكرامات‌ والعنايات‌ والمكاشفات‌. وممّا لا ريب‌ فيه‌ أ نّه‌ كان‌ ذا نزعة‌ من‌ نزعات‌ العرفاء والصوفيّة‌، يظهر ذلك‌ من‌ زهده‌ وميله‌ إلی العبادة‌ والسياحة‌» انتهي‌.
    ولا يخفى على أي أحد منزلة السيد مهدي بحر العلوم عند صاحب الأمر عجل الله تعالى فرجه الشريف وما قد حصل له من لقاءات كثيرة به روحي وأرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء.
    هذا ونحن نعلم جميعاً أن الملا محسن فيض الكاشاني قدس سره صاحب تفسير الصافي كان من كبار العرفاء والفلاسفة, فهل هو أيضاً ملعون بحسب الرواية الشريفة؟
    هذا وقد رد أباطيل الصوفية كل من عرفاء الإمامية وخصوصاً الملاد صدرا الشيرازي قدس سره حيث ألف كتاب كامل أسماه بـ "كسر أصنام الجاهلية في الرد على الصوفية" والذي يقرأ هذا الكتاب يرى أن تهجمه على الصوفية يفوق تهجمكم أنتم وكلامه عنهم هو أخطر مما أوردتموه في هذه المشاركات والفقرات التي نقلت من علمائنا الأعلام رضوان الله عليهم.


    -------

    مع نقل كل هذا يتبيّن لنا أن الصوفية على أقسام, منهم من هم إمامية إثني عشرية وهم من أكابر علمائنا (ولعل وصفهم بالعرفاء يكون أفضل), ومنهم من هم من الفرقة المخالفة والظاهر أنهم هم المذمومين وليس فرقة التشيع (طبعاً ليس كل صوفي شيعي يكون ممدوح, لأن هناك فرقة جاهلة قائمة الى هذا اليوم يدعون النيابة عن صاحب الأمر صلوات الله عليه ولهم طريقتهم الخاصة المغايرة للعرفاء رضوان الله تعالى عليهم, فلا أدري حقيقة ما هم عليه)
    أيضاً يقول السيد الخميني قدس سره في مقطع من كتابه الأربعون حديثاً يبيّن فيه أن مذهب ا لصوفية مغاير لمذهب العرفاء (الإمامية) والصوفية مذمومين عند جميع العرفاء, يقول قدس سره:
    إننا نهرب من العلم الذي قد يكون منطلقاً وبذرة للمشاهدات.. ونغلق عيوننا وأسماعنا نهائيا، ونضع القطن في آذاننا حتى لا يتطرق كلام الحق إليها.. وإذا سمعنا حقيقة من لسان عارف هائم أو سالك حزين أو فيلسوف متأله، نتصدى فوراً نتيجة عدم طاقة آذاننا على استماع تلك الحقيقة، ونتيجة أن حبّ النفس يمنعنا من جعل هذه الحقائق أسمى من قدرة استيعابنا لها، وتتصدى فوراً للطعن فيه، ولعنه وتكفيره وتفسيقه، ولا نأبى من أي غيبة أو تهمة.
    إننا نوقف الكتاب ونشترط على كلّ من يستفيد منه أن يلعن المرحوم الملّ محسن فيض الكاشاني – صاحب كتب الأخبار والأخلاق والكلام والتفسير- يومياً مائة مرة.
    ونرمي صدر المتألهين الذي هو قمّة التوحيد بالزندقة، ولا نبخل عن إهانته أبداً، ونقول عنه بأنه صوفي رغم عدم ظهور أي رغبة منه في كلّ كتبه نحو مذهب التصوف، ورغم تأليفه لكتاب (كسر أصنام الجاهلية في الردّ على الصوفية) .
    إننا نترك الذين يستحقون اللعن، ويكونون ملعونين على لسان الله ورسوله (ص)، ونلعن من يصرخ بالإيمان بالله ورسوله والأئمة الهادين (ع).. وإنني أعلم بأن هذا اللعن والتوهين لا يسيء إلى مقامهم، بل قد يضاعف حسناتهم ويرفع من درجاتهم، ولكنه يسييء إلينا، وقد يبعث على الخذلان وسلب التوفيق منّا.


    أنتظر منك التعليق أخي الكريم للإستفادة منكم



    تعليق


    • أخي الكريم يا زهراء مدد
      الروايات المعصومية الشريفة واضحة وصريحة في تعريف معنى الصوفي وأن الصوفية كلهم مخالفون لأهل العصمة عليهم السلام وطريقتهم مغايرة لطريقتهم
      ولا أدري كيف قيدت هذه الرواية وخصصتها بزمان الإمام الهادي عليه السلام ؟
      ما دليلك ؟
      ونريد الدليل من أقوال أهل العصمة عليهم السلام ؟

      كذلك رواية الإمام الرضا عليه السلام .. ما رأيك فيها ؟

      وكلام المحدث الحر العاملي رضوان الله عليه .. وهل راجعت الاثنى عشر وجهاً ؟

      أما ما نقلته بخصوص العلامة محمد تقي المجلسي والد المجلسي صاحب البحار رضوان الله عليهما ..

      فما رأيك في أن العلامة المجلسي صاحب البحار يرفض تسمية والده بالتصوف ويبرأه من ذلك ؟

      تفضل وراجع في الجزء الثالث عشر من منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة للعلامة حبيب الله الخوئي (وأعذرني على طول المشاركة .. لكن البحث العلمي يتطلب ذلك, ورجاء راجع المشاركة على مهل وأقرئها بروية, فهي مشاركة كافية وشافية إن شاء الله) , حيث قال :

      المقام الثانى فى ابتداء ظهور هذه الطايفة على اختلاف الاقوال و الروايات

      فأقول : قال المحدّث الجزايرىّ : إنّ هذا الاسم و هو التّصوّف كان مستعملا في فرقة من الحكماء الزّايغين عن طريق الحق ، ثمّ قد استعمل بعدهم في جماعة من الزنادقة أى من الهنود و البراهمة ، و بعد مجى‏ء الاسلام استعمل في جماعة من أهل الخلاف كالحسن البصرى و سفيان الثّورى و أبي هاشم الكوفي و نحوهم ، و قد كانوا في طرف من الخلاف مع الأئمة عليهم السّلام ، فانّ هؤلاء المذكورين قد عارضوا الأئمة و باحثوهم و أرادوا إطفاء نور اللّه بأفواههم و اللّه متمّ نوره و لو كره الكافرون إلى أن قال : و قد استمرّ الحال إلى هذه الأعصار و ما قاربها .
      ثمّ إنّ جماعة من علماء الشّيعة طالعوا كتبهم و اطلعوا على مذاهبهم فرأوا فيها بعض الرّخص و المسامحات مثل قولهم ، بأنّ الغناء المحرّم هو الذي يستعمل في مجالس أهل الشرب و أهل الفسوق ، فأباحوا أفراد الغناء و أنواعه لمتابعيهم و كانوا
      [ 139 ]
      من أهل العلم و الناس يميلون إلى من يسهل إليهم مثل هذه الامور التي كان للنفس منها التذاذ ، و كتركهم التزويج و إقبالهم على الغلمان الحسان ، و العجب من بعض الشّيعة كيف مال إلى هذه الطريقة مع اطلاعه على أنّها مخالفة لطريقة أهل البيت اعتقادا و أعمالا .
      و قال أيضا : و الدّواعي لهم على اختراع هذا المذهب امور :
      الأوّل ما نقل أنّ خلفاء بني اميّة و بنى العبّاس لعنهم اللّه كانوا يحبّون أن يحصّلوا رجالا من أهل العبادة و الزّهادة و التكلّم ببعض المغيبات و إن لم يقع ،
      لأجل معارضات الأئمة الطاهرين عليهم السّلام و علمهم و زهدهم و كمالاتهم حتى يصغروا أهل البيت و أطوارهم في أعين النّاس ، فلم يجدوا أحدا يقدم على هذا سوى هذه الفرقة الضّالّة ، فمن هذا مال إليهم سلاطين الجور لعنهم اللّه و بنوا لهم البقاع و حملوا اليهم الأموال و طلبوا منهم الدّعاء في مطالب دنياهم و قاسوهم بأهل البيت عليهم السّلام ،
      و أين الثّريا من يد المتناول .
      الثاني سهولة هذا المسلك و صعوبة طريق العلم ، فانّ العامى منهم قد يجلس في بيت ضيق مظلم أربعين يوما ، و ربّما ترائي له إخوانه من الجنّ و الشّياطين فاذا خرج صار من رؤسائهم و حصل له درجة العالم الذى يحصّلها في خمسين سنة و أكثر ، بل ربما كان اعتبار هذا بين رعاع النّاس أزيد من اعتبار ذلك العالم .
      الثالث أنّ هذا المذهب شرك لصيد الأولاد و جمع الأموال و الجاه و الاعتبار و نحو ذلك .
      و قال أبو القاسم القشرىّ الصّوفي العامي في محكىّ كلامه من رسالته المعروفة بالقشرية :
      اعلموا رحمكم اللّه أنّ المسلمين بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لم يتسمّ أفاضلهم في عصرهم بتسمية علم سوى صحبة الرّسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إذ لا فضيلة فوقها فقيل لهم : الصحابة و لمّا ادرك أهل العصر الثاني سمّى من صحب الصّحابة التّابعين و رأوا ذلك أشرف سمة ، ثمّ قيل لمن بعدهم أتباع التّابعين ، ثمّ اختلف الناس و تباينت المراتب
      [ 140 ]
      فقيل لخواصّ الناس ممّن لهم شدّة عناية بأمر الدّين : الزهاد و العبّاد ، ثمّ ظهرت البدع و حصل التّداعي بين الفرق فكلّ فريق ادّعى أنّ فيهم زهادا فانفردوا خواصّ أهل الشّريعة المراعون أنفسهم مع اللّه الحافظون قلوبهم عن طوارق الغفلة باسم التّصوّف ، و اشتهر هذا الاسم لهؤلاء الأكابر قبل المأتين من الهجرة ، انتهى .
      و من كتاب نفحات الانس انّ أوّل من اخترع له هذا الاسم أبو هاشم الكوفي الشّامي الصّوفي المعاصر مع السّفيان الثّوري .
      و فى كتاب حديقة الشّيعة أنّه كان يلبس ثيابا خشنة من الصوف كالرّهبان و يقول بالحلول و الاتّحاد لنفسه كالنّصارى في عيسى عليه السّلام ، و كان في الظّاهر أمويّا جبريّا ، و في الباطن ملحدا دهريا ، و الطائفة التي ينتسب إليه باعتبار لباسه تسمى صوفية سواء لبست الصوف أو لم تلبس ، و بهشميّة و أبو هاشميّة باعتبار كنيته و عثمانيّة و شريكيّة لأنّ اسمه و اسم أبيه عثمان بن شريك .
      قال في حديقة الشيعة : و كان غرض هذا الملعون من وضع مذهب التصوّف هدم مذهب الاسلام ، و قد ورد من الأئمة عليهم السّلام أحاديث في طعنه .
      و لمّا رأى سفيان الثوري طريقته استحسنه و أضاف إليه الرّؤية و الصورة و التشبيه و التجسيم و وسّع دايرة التصوّف ، فنسبت هذه الفرقة إليه ، فقالوا : ثورية و سفيانية ثمّ نسبت إلى أبي يزيد البسطامى فسمّيت باليزيديّة و البسطاميّة ، ثمّ بملاحظة قولهم بالحلول و الاتحاد سمّيت حلوليّة و اتّحاديّة ، ثمّ لمّا بالغ بعضهم في الاتّحاد و قال بوحدة الوجود سمّيت وحدتية ، و نسبت إلى حسين بن منصور الحلاّج فقيل منصوريّة و حلاجية ، و بملاحظة غلوّهم في المشايخ و زعمهم حلول الحقّ فيهم قيل لهم : غالية و غاوية ، و لمكرهم و خديعتهم و تفتينهم للنّاس قيل لهم : زرّاقيّة و خدّاعيّة .
      و لمّا اخترعوا مذهبا متضمّنا للرّهبانية و النصرانية و الكفر و الاسلام سمّاهم الأئمة عليهم السّلام مبتدعة ، و لكونهم من أهل الرّياء سمّوا مرائية ، و لوضعهم التصوّف سماهم العلماء بالمتصوّفة ، و لكثرة صلفهم سمّوا بالمتصلّفة ، و لهم أسماء اخر و اشهر
      [ 141 ]
      ألقابهم و أسمائهم الصوفية و المتصوّفة و المتصلّفة و المبتدعة و الزرّاقية و الغلات و الغالية و الحلاجية انتهى كلامه رفع اللّه مقامه في أعلى عليّين مع الذّين أنعم عليهم بنعمة الايمان و ألبسهم لباس الكرامة و الشرف .

      يتبع ,,,

      تعليق


      • تابع وراجع ما يخص المجلسي رضوان الله عليه

        المقام السابع فى مطاعن الصوفية

        و ذكر ما ذكره أساطين علمائنا الأعلام و مشايخنا العظام قدّس اللّه ضرايحهم و طيّب اللّه أرماسهم ، و ما صدر من غيرهم من علمائنا الأبرار و فقهائنا الأخيار من الفرقة النّاجية الامامية رضوان اللّه عليهم ، و من علماء العامّة العمياء أيضا من الطّعن و الازراء على هذه الطايفة و كشف سوءآتهم و فضايحهم بعناوين مختلفة بعضها بعنوان العموم و بعضها بعنوان الاختصاص بطايفة خاصّة منهم ، و بعضها على صوفية زمانه ،
        و بعضها على شخص معيّن منهم خذلهم اللّه جميعا ، فأقول و باللّه التوفيق :
        ...
        و منهم آية اللّه فى العالمين جمال الملّة و الدّين العلامة الحلّى أعلى اللّه مقامه فى محكى كلامه من رسالته التى سماها بالسعدية :
        إنّ اللّه تعالى لا يحلّ في غيره و لا يتّحد بغيره ، هذا مذهب طوايف المسلمين إلاّ ما نقل خواجه نصير الملة و الحقّ و الدّين قدّس اللّه روحه عن الصوفية أنهم يذهبون إلى أنّ اللّه يحلّ أبدان العارفين و يتّحد بهم ، و هذا مذهب ردىّ ، لأنّ الضرورة قاضية ببطلان الاتحاد ، فانه لا يعقل صيرورة شيئين شيئا واحدا بغير ممازجة و لا انفعال و لا زيادة فى مقدار أو كمّ ، و الحلول غير معقول فى حقّ واجب الوجود ،
        فانّ المجرّد لذاته لا يمكن أن يحلّ الماديات و لا غيرها ، و لأنّ الحالّ مفتقر فى قيامه إلى المحلّ فكلّ مفتقر ممكن و واجب الوجود ليس بممكن فلا يكون حالاّ ، و إذا بطل هذا المذهب ثبت الأول .
        و قال أيضا في كتاب نهج الحقّ : إنّ اللّه لا يتّحد بغيره ، و الضرورة قاضية ببطلان الاتحاد ، فانه لا يعقل صيرورة الشيئين شيئا واحدا ، و خالف فى ذلك جماعة من الصوفية من الجمهور ، فحكموا أنّ اللّه تعالى يتّحد بأبدان العارفين حتى تمادى بعضهم و قال : انه تعالى نفس الوجود ، فكلّ موجود هو اللّه تعالى ، و هذا عين الكفر و الالحاد ، الحمد للّه الذى فضلنا باتباع أهل البيت عليهم السّلام دون أهل الأهواء الباطلة .
        ثمّ قال رضى اللّه عنه : و انه تعالى لا يحلّ فى غيره لأنه من المعلوم القطعى أنّ الحالّ مفتقر إلى المحلّ ، و الضرورة قاضية بأنّ كلّ مفتقر إلى الغير ممكن ، فلو كان اللّه تعالى حالاّ فى غيره لزم امكانه فلا يكون واجبا هذا خلف .
        و خالفت الصوفية من الجمهور فى ذلك ، و جوّزوا عليه الحلول فى أبدان العارفين تعالى اللّه عن ذلك علوّا كبيرا .
        فانظر إلى هؤلاء المشايخ الّذين يتبرّكون بمشاهدهم كيف اعتقادهم فى ربّهم و تجويزهم عليه تارة الحلول و اخرى الاتحاد ، و عبادتهم الرّقص و التصفيق و الغناء ، و قد عاب اللّه تعالى على أهل الجاهلية الكفار فى ذلك فقال عزّ من قائل : و ما كان صلوتهم عند البيت إلاّ مكاء و تصدية أى تغفيل أبلغ من تغفيل من يتبرّك بمن يتعبّد اللّه بما عاب به الكفار ، فانها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التى فى الصدور .

        ...

        و منهم عمدة العلماء المتّقين ، و نخبة الأتقياء المرتقين محمّد تقيّ بن مقصود عليّ المشتهر بالمجلسيّ الأوّل أفاض اللّه على روحه من شابيب الرّحمة ، قال في محكي كلامه من شرح الفقيه عند شرح ما رواه الصّدوق عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من قوله :
        بادروا إلى رياض الجنّة قالوا : يا رسول اللّه و ما رياض الجنّة ؟ قال : حلق الذّكر :
        قوله : حلق الذّكر ، أى المجامع الّتي يطلب فيها العلوم الدّينيّة ، فانّ الحلق الّتى وصلت إلينا من طرق الأصحاب إلى النّبىّ و الأئمّة صلوات اللّه عليهم هى
        [ 370 ]
        هذه أو مجامع الوعظ كما روى عنهم عليهم السّلام أنّهم كانوا يعظون .
        و أمّا الّتى اشتهرت من الاجتماع للّذكر الجلى فلم يصل علينا عنهم صلوات اللّه عليهم و هذه بطرق العامّة أشبه ، كما رواه الكلينى فى القوى عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال : من ذكر اللّه فى السّر فقد ذكر اللّه كثيرا إنّ المنافقين كانوا يذكرون اللّه علانية و لا يذكرونه فى السّر ، فقال عزّ و جلّ : يراؤن النّاس و لا يذكرون اللّه إلاّ قليلا إلى آخر ما أورده رضى اللّه عنه فيه من الأحاديث الدّالة على نفاقهم و فساد طريقتهم و مناقضتها لطريقة أصحاب الأئمّة صلوات اللّه عليهم ، و اشوقاه إلى تلك الأشباح ،
        سلام اللّه على تلك الأرواح ، رحل اولئك السّادة ، و بقى قرناء الوسادة ، انتهى كلامه رفع مقامه .
        أقول : و هذا الرّجل كان أفضل أهل عصره فى فهم الحديث ، و أحرسهم على إحيائه ، و أعلمهم برجاله ، و أعملهم بموجبه ، و أعدلهم فى الدّين ، و أقواهم فى النفس ،
        و أجلّهم فى القدر ، و أزهدهم فى الدّنيا ، و أكملهم فى التّقوى ، و أوقفهم لدى الشّبهات ،
        و أجهدهم فى العبادات .
        و قد كتب حاشية نافعة على الفقيه و شرحا جامعا على الخطبة المأة و الثّانية و التسعين المسوقة لوصف حال المتّقين ، بل قيل : إنّه أوّل من نشر حديث الشيعة بعد انتهاء السّلطنة إلى سلاطين الصّفويّة .
        و مع ذلك كلّه فالعجب أنّه اشتهر بين الصّوفية نسبته إلى التّصوف ، و ربّما ينسب إليه كتاب صغير مؤلّف على مذاق المتصوّفة ، و هو بعيد منه غاية البعد ، بل الظّاهر أنّه افتراء فى حقّه .
        و يشهد بذلك ما قاله ابنه المحدّث العلامة المجلسى الثانى قدّس اللّه رمسه فى آخر رسالة اعتقاداته ما صريح عبارته :
        و ايّاك أن تظنّ بالوالد العلامة نور اللّه ضريحه أنّه كان من الصوفيّة و يعتقد مسالكهم و مذاهبهم ، حاشاه عن ذلك ، و كيف يكون كذلك ؟ و هو كان آنس أهل زمانه بأخبار أهل البيت ، و أعملهم و أعملهم بها ، بل كان مالك الزّهد و الورع ، و كان
        [ 371 ]
        فى بدو أمره يتسمّى باسم التصوّف ليرغب اليه هذه الطايفة و لا يستوحشوا منه فيردعهم عن تلك الاقاويل الفاسدة و الأعمال المبتدعة ، و قد هدى كثيرا منهم إلى الحقّ بهذه المجادلة الحسنة ، و لما رأى فى آخر عمره أنّ تلك المصلحة قد ضاعت و رفعت أعلام الضلال و الطغيان و غلبت أحزاب الشيطان و علم أنهم أعداء اللّه صريحا تبرّء منهم ،
        و كان يكفرهم فى عقايدهم الباطلة ، و أنا أعرف بطريقته و عندى خطوطه فى ذلك ،
        انتهى كلامه رفع اللّه مقامه .
        و شهادة مثل العلامة المجلسى على براءة ساحة رجل أجنبى من دنس نسبة ردية كافية فى تزكيته و طهارته ، فكيف فى حقّ والده مع خبرويته بسرّه و علانيته ،
        فانّ الولد سرّ أبيه ، و أهل البيت أدرى بما فيه .

        يتبع ,,,

        تعليق


        • أخي الكريم علي الشيعي,

          أشكرك على ردك وفقك الله لكل خير ولخدمة محمد وآله الأطهار صلوات الله عليهم. وسألخص الرد في عدة نقاط حتى لا يطول الكلام ويمّل القارئ.

          1) كل الكلام الذي نقلته يدور حول الفرقة الصوفية الضالة التي يتفق جميع العرفاء وغير العرفاء الإمامية على ضلالتهم, وهم الذين ردّ عليهم الملا صدرا الشيرازي قدس سره الشريف في كتابه كسر أصنام الجاهلية في الرد على الصوفية, بل وفصّل أكثر مما نقلت وردّ عليهم أكثر مما ورد في النقل الذي أوردته, وجاء بالدلائل والأشهاد العقلية والبرهانية لرد أباطيلهم وإثبات أن سلوكهم هو سلوك نحو الشيطان وأنهم يحومون حول أنفسهم ويتظاهرون بأنهم يعملون بالشريعة لكنهم أبعد شيء يكون عن ذلك. ولا مجال لنقل العبارات هنا إذ يطول بنا المقلم, لكن إن كان هناك طلب من أحد فإن شاء الله أنقل لكم ما ورد في كتابه القيّم.
          2) قيّد الرواية في ذلك الزمن لأن مصطلح الصوفي قد تغيّر من ذلك الزمن الى الآن, كما أن مصطلح الفيلسوف قد تغيّر أيضاً, فالذي يدرس الرواية يدرس مضمونها وعلتها والثابت ويبني قاعدته على ذلك, لا على أساس الكلمة والظاهر والمتغيّر. يجب علينا أن ننظر إلى: من هم الصوفية في ذلك الزمان كانت أعمالهم المستندة النابعة من الشيطنة و حتى صدر من الإمام صلوات الله عليه ما صدر من ذمهم والتنبيه من اتباعهم.
          ينقل آية الله السيد الطهراني قدس سره في كتابه الشريف معرفة الإمام المجلد الخامس ما يلي بخصوص فهم الروايات:
          يقول‌ المرحوم‌ العلاّمة‌ الاميني‌ّ في‌ كتابه‌ الشريف‌ « الغدير » في‌ كتاب‌ زيد الزَرَّاد عن‌ أبي‌ عبد الله‌ الصادق‌ عليه السلام قال‌: قال‌ أبو جعفر عليه السلام‌: يَا بُنَيَّ اعْرِفْ مَنَازِلَ شِيعَةِ علی علی قَدْرِ رِوَايَتِهِمْ وَمَعْرِفَتِهِمْ، فَإنَّ الْمَعْرِفَةَ هِيَ الدِّرَايَةُ لِلرِّوَايَةِ ؛ وَبِالدِّرَايَاتِ لِلرِّوَايَاتِ يَعْلُو الْمُؤمِنُ إلی‌ أَقْصَي‌ دَرَجَةِ الإيمَانِ . إنِّي‌ نَظَرْتُ فِي‌ كِتَابِ علی ‌ٍّ عليهِ السَّلاَمُ فَوَجَدْتُ فِيهِ: إنَّ زِنَةَ كُلِّ امْرِي‌ٍ وَقَدْرُهُ مَعْرِفَتُهُ ؛ إنَّ اللَهَ يُحَاسِبُ الْعِبَادَ علی قَدْرِ مَا آتَاهُمْ مِنَ الْعُقُولِ. وجاء في‌ كتاب‌ « غيبة‌ النعماني‌ّ » ص‌ 70 في‌ حديث‌ عن‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه السلام: خَبَرٌ تَدْرِيه‌ خَيْرٌ مِنْ عَشْرٍ تَرْويهِ، إنَّ لِكُلِّ حَقٍّ حقيقَةً وَلِكُلِّ صَوَابٍ نُوراً.
          وجاء في‌ كتاب‌ « كشف‌ الغُمّة‌ » للشعراني‌ّ ج‌ 1، ص‌ 40:
          كَانَ علی ‌ُّ بْنُ أَبي‌ طَالِبٍ رَضِي‌َ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: كُونُوا لِلْعِلْمِ وُعَاةً ! وَلاَتَكُونُوا لَهُ رُواةً .
          ثم يقول بعد ذكر عدة أمور:
          يقول‌ الجميع‌: قال‌ الصادق‌ ؛ كلمة‌ يقولها الشيخي‌ّ، والاخباري‌ّ والاُصولي‌ّ، والإسماعيلي‌ّ ؛ فلماذا إذَن‌ اتّسعت‌ شقّة‌ الخلاف‌ في‌ الخطّ والعقيدة‌ إلی‌ هذه‌ الدرجة‌ ؟ فقول‌: قال‌ الصادق‌ وحده‌ لا يكفي‌ مالم‌ نستوعب‌ معناه‌ ومحتواه‌، ونوظّف‌ العقل‌ لاجل‌ ذلك‌ . أَوَ لم‌ يتكلّم‌ معنا أُولئك‌ العظماء عن‌ طريق‌ قوانا العقليّة‌، وعن‌ طريق‌ تفكّرنا ودرايتنا ؟ إذَن‌، كيف‌ يمكننا أن‌ نطلّق‌ العقل‌ تماماً ونقول‌: حسبنا مدرسة‌ أهل‌ البيت‌ ؟! أُناشدكم‌ الله‌، أليس‌ هذا الكلام‌ مرتكزاً علی تفكّير عقلي‌ّ ؟ ألا يلزم‌ من‌ وجوده‌ عدمه‌ ؟ ألا يبطل‌ نفسه‌ بنفسه‌ ؟
          ثم يتابع قدس سره في ذكر قضية الرواية عن الفلسفة:
          لقد تذرّعوا برواية‌ لا سند لها أو ضعيفة‌ ورد فيها النهي‌ عن‌ الخوض‌ في‌ الفلسفة‌، مستغلّين‌ ذلك‌ بنحو خاطي‌، وصاروا يدينون‌ كلّ طريق‌ من‌ طرق‌ التفكّر والتعقّل‌، وذلك‌ لما ورد من‌ نهي‌ عن‌ الفلسفة‌ علی حدّ زعمهم‌.
          ألا يقول‌ أحد لهؤلاء: أي‌ّ فلسفة‌ تقصدون‌ ؟! هل‌ هي‌ فلسفة‌ المادّيّين‌ والدهريّين‌ والحكماء الذين‌ عاشوا قبل‌ الإسلام‌ من‌ الفرس‌ والمصريّين‌ والهنود و إلیونانيّين‌ ؟ أو أنـّها فلسفة‌ الإسلام‌ اللامعة‌ المتألّقة‌ ذات‌ العظمة‌ والاُبَّهة‌ والجلال‌ ؟ إنّ كتب‌ صدر المتألّهين‌ الشيرازي‌ّ رضوان‌ الله‌ عليه تبعث‌ علی الفخر والاعتزاز لعالم‌ التشيّع‌ بل‌ وللعالم‌ الإسلامي‌ّ أجمع‌. فدراسات‌ هذه‌ العقليّة‌ الجبّارة‌ وتنقيباتها وتدقيقاتها في‌ زوايا الآيات‌ والروايات‌ مفتاح‌ مهمّ لحلّ المشاكل‌ الاساسيّة‌ في‌ طريق‌ المعرفة‌ والتقدّم‌. إذَن‌، ليس‌ من‌ الشهامة‌ والمروءة‌ أن‌ نستبدل‌ الفلسفة‌ بالفلسفة‌ الإسلاميّة‌ في‌ شعوذة‌ نتيجة‌ للتشابه‌ اللفظي‌ّ بينهما، ونصبّ ذلك‌ الشكل‌ المنهي‌ّ عنه‌ في‌ هذا الشكل‌ المقبول‌ والمعروف‌ .

          وكم‌ هو بعيدٌ عن‌ الشهامة‌ والمروءة‌ أن‌ ندين‌ أمير المؤمنين‌ بكلمة‌ لاَحُكْمَ إلاّ لِلَهِ. ونُحاجّ رسول‌ الله‌ ونخاصمه‌ بآيات‌ القرآن‌ التي‌ جاء بها.

          كم‌ هو بعيدٌ عن‌ الشهامة‌ والمروءة‌ أن‌ نستغلّ التشابه‌ اللفظي‌ّ للتصوّف‌ والصوفيّة‌، فنوصد طريق‌ الشهود والوجدان‌ والعرفان‌ ولقاء الله‌ تماماً . وكم‌ هو بعيد عن‌ الشهامة‌ والمروءة‌ أن‌ نوازن‌ بين‌ المدرسة‌ التي‌ تضمّ أمثال‌ السيّد ابن‌ طاووس‌، والشهيدين‌، والنراقيّين‌، والسيّد مهدي‌ بحرالعلوم‌، وابن‌ فَهْد الحلّي‌ّ، والمجلسي‌ّ الاوّل‌، والسيّد علی ‌ّ الشوشتري‌ّ، والشيخ‌ الانصاري‌ّ، والآخوند الملاّ حسين‌ قلي‌ الهمداني‌ّ، وتلاميذها الذين‌ تزخر بهم‌، وبين‌ مدرسة‌ تضمّ أمثال‌ الحسن‌ البصري‌ّ، ومحمّد بن‌ المُنكدر، وسفيان‌ الثوري‌ّ وأمثالهم‌ من‌ الذين‌ يظنّون‌ التصوّف‌ طريقاً مستقلاّ وذلك‌ للانفصال‌ عن‌ الائمّة‌ . وعن‌ طريق‌ كلمة‌ الصوفيّة‌ التي‌ ورد ذمّها في‌ بعض‌ الروايات‌، نجعل‌ الجميع‌ تحت‌ مهماز هذه‌ الكلمة‌ جهلاً أو عمداً وتجاهلاً من‌ خلال‌ تطبيق‌ هذا العنوان‌، ونضربهم‌ بسوط‌ الإبعاد والتكفير والتفسيق‌ والكلمات‌ النابية‌ الجارحة‌ والتهم‌ الهوجاء الجوفاء .


          ويقول في مقطع الآخر منتقداً للصوفية:
          تمسك بعض الصوفية والاتحادية والحلولية والملاحدة بظواهر تلك العبارات وأعرضوا عن بواطن هذه الاستعارات فضلوا وأضلوا مع أن عقل جميع أولي الالباب يحكم باستحالة اتخاذ شيء مع أشياء كثيرة متباينة الحقائق ومختلفة الآثار وأيضا ما ذكروه من الكفر الصريح لا اختصاص بالمحبين والعارفين بل يحكمون باتحاده تعالي بجميع أصناف الموجودات حتي الكلاب والخنازير والقاذورات سبْحـانه و وتعـالى عما يقولون علوا كبيرا.

          فهل بعد هذا الكلام تشك في صحة مذهب العرفاء والتصوف الإمامي المتعلق بأهل بيت النبوة صلوات الله عليهم أجمعين؟ وهل تشك في طهارة سرائرهم وصدق نيتهم وخلوص عملهم لوجه مولى الموحدين علي أمير المؤمنين صلوات الله عليه؟

          لم يكن بإستطاعي الرد التفصيلي على كل ما ورد وهناك الكثير من الكلام الذي يجب أن يذكر ويبيّن حتى يوضح حقيقة العرفان الذي يتبعه خلّص أتباع أمير المؤمنين صلوات الله عليه وحقيقة المذهب الصوفي الذي نصّب في قبال مدرسة أهل بيت العصمة والطهارة صلوات الله عليهم أجمعين ..
          وإن إنشغالي في العمل والدراسة مما يقف بيني وبين التفصيل في هذا المجال ونسأل من الله تعالى التوفيق للقدرة على توضيح البيان بفضله ومنه تعالى ..

          أنتظر ردكم الكريم.



          تعليق


          • أخي يا زهراء مدد
            كنت أتمنى أن تنتظر حتى أتباع النقل .. لكم كما تحب
            وبخصوص قولك :
            1) كل الكلام الذي نقلته يدور حول الفرقة الصوفية الضالة التي يتفق جميع العرفاءوغير العرفاء الإمامية على ضلالتهم ..

            إذا كان الأمر كذلك فلماذا تصرون على لقب التصوف ؟!

            ألا يكفيكم قول الإمام الرضا عليه السلام :
            لا يقول بالتصوف أحد إلا لخدعة أو ضلالة أو حماقةوأما من سمى نفسه صوفيا للتقيةفلا إثم عليه .

            ورواه بإسناد آخر ( 1)وزاد فيه : وعلامته أن يكتفي بمجرد التسمية ولا يقول بشئ منعقائدهم الباطلة .

            والتعليق الرائع للمحدث الكبير الحر العاملي رضوان الله عليه :
            أقول : في هذا الحديثتصريح بتحريم هذه النسبة وعدم جواز هذه التسمية في غير وقت التقية ولا مجال إلىتأويله ، وقد تضمن الحكم بثبوت الإثم على التسمية بالتصوف في غير التقية مع ملاحظةالنهي في أول الحديث وفي آخره وهل يترتب الإثم إلا على المحرم ؟ ! وفيه دلالة واضحةعلى أن الصوفية مخالفون للحق وإلا لم يكن لذكر التقية معنى.
            ؟!

            وسؤال أخر:
            ماذا تجدون في التصوف ما لا يوجد في التشيع ؟!
            ألا يكفينا هذا التراث الضخم من أقوال وأدعية أهل العصمة عليهم السلام ؟!

            وبخصوص قولك :
            2)
            قيّد الرواية في ذلك الزمن لأن مصطلح الصوفي قد تغيّر من ذلك الزمن الى الآن ..

            عجيب !
            أين الدليل وهم وإلى الآن والذي يسميهم الأخ أشتر مذحج الصوفية

            (الخط الأصيل للصوفية فهذا منهجه) :

            الشئ الوحيد الذي يختلفون فيه عنا هو أنهم لا يتبرأونمن أبي بكر وعمر ويرون صلاحهما

            فلماذا لم يحجزهم ويعصمهم التصوف المزعوم عن نيل رضا الله وبالتالي هدايتهم والتبراء من أعداء الله وموالاة أولياء الله ؟

            وبخصوص ما جاء في قول السيد الطهراني والأسماء الكبيرة التي ذكرها .. فكلام العلامة المجلسي رضوان الله عليه كافي في رده .. فراجع

            وعلى ذكر الحسن البصري ..
            طبعاً أوافق السيد الطهراني في قوله :
            مدرسة‌ تضمّ أمثال‌الحسن‌ البصري‌ّ،ومحمّد بن‌ المُنكدر،وسفيان‌ الثوري‌ّوأمثالهم‌ من‌ الذين‌يظنّون‌ التصوّف‌ طريقاًمستقلاّوذلك‌ للانفصال‌ عن‌ الائمّة‌.
            فقد ناقشت أحد المنتسبين إلى العرفاء ومن أهل العلم .. فرأيته يدافع عنه أيما دفاع, بدعوى أنه من الصوفية خدام العترة النبوية !!!
            بل راجع أحد كبار أهل العلم في إيران وصوب رأيه
            رغم أني أتيته بالأدلة والروايات التي تكشف حقيقة الحسن البصري سامري هذا الأمة كما أسماه أمير المؤمنين صلوات الله عليه
            لكن هل نفعه ذلك
            لم يقتنع وظل مدافعاً عن الحسن البصري !!!

            وبخصوص الملا صدر ..
            ما رأيك فيما ذكره العلامة الكبير الميرزا النوري في خاتمة مستدرك الوسائل :

            يتبع ,,,

            تعليق


            • سأنتظر باقي الرد إذاً ومن ثم أردّ على ما أوردته في مشاركاتك ..

              لكن قبل ذلك أطلب منك طلب صغير وبسيط أخي العزيز وهو أن تذكر لنا سند الروايات التي ذكرتها حتى نبحث في صحتها ..

              وكل جزيل الأجر والثواب


              تعليق


              • أخي يا زهراء مدد
                إما التأويل أو التضعيف
                إما تأولوا الروايات من أجل أن تنسجم وما تريدون
                وعندما تعجزون تلجأون لتضعيفها ؟!


                ولقد مر عليك ما نقل عن جامع أحاديث الشيعة وبسند صحيح فهل اقتنعت واعتنقت ما جاء في الروايات ذات السند الصحيح ؟!


                لكن خريت فن الحديث الشيخ الحر العاملي ينقل الروايتين عن كتاب حديقة الشيعة , وليس لدي الكتاب , فإن كان لديك فانقل لنا السند وابحث فيه كما تحب ..


                والعجب أنه لا يعنيك اعتماد أمثال الشيخ الحر العاملي والمولى الأردبيلي على هذه الروايات !!
                والقرائن تثبت صحة ما جاء في المتن
                وإن لم نتعرض للسند بعد ..
                فهل يكفيك ذلك


                وهل يكفيك أن الشيخ الحر العاملي من رواة الأحاديث ـ بل من أهل الدراية والتحقيق ـ
                والإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف قال :
                " وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا, فإنهم حجتي عليكم وانا حجة الله عليهم " .




                لكن وقبل أن أنقل ما ذكره الميرزا النوري بخصوص الملا صدرا ..
                أنتظر ردك أولاً على مشاركتي قبل الأخيرة
                ..
                وماذا تجدون في التصوف ما لا يوجد في التشيع ؟!
                ..
                التعديل الأخير تم بواسطة على الشيعى; الساعة 11-02-2008, 10:43 AM.

                تعليق


                • أخي الكريم ..
                  ماذا حصل لك؟
                  لماذا تحكم عليّ هكذا ولم أتفوه بشيء بعد ولم أحكم على شيء ..

                  طلبت منك طلب بسيط وهو نقل السند للروايات,هل هناك إشكال في مناقشة السند أو التحقيق فيه؟

                  أما الشيخ الحر العالمي فهو ليس بمعصوم, ونفقله للرواية لا تفيد صحتها وتعليقه عليها لا يفيد صحتها أيضاً .. هذا يستدعي التعصب والعمى ويستدعي إدعاء العصمة للشيخ الحر رضوان الله تعالى عليه وهو من هذا براء ..
                  إن ثبت صحة ما نقل وعلق, نقبل منه .. وإن ثبت عكس ذلك فلا نقبل منه ..
                  أما القرائن فهي لم تثبت صحة ذلك بل الذي يتعمق في دراسة الموضوع يرى أن القرائن تفيد نفي الصحة .. وهذا ما نناقشه الآن.

                  أما قولك:

                  وماذا تجدون في التصوف ما لا يوجد في التشيع ؟!

                  قلت سابقاً أن التصوف والتشيع هم حقيقة واحدة ولا فرق بينهم .. إن أقرب الأصحاب لأئمة الهدى صلوات الله عليهم كانوا ينتهجون هذا المنهج, وكبار علماء الإمامية (وقد عددت لك قليلاً منهم في المشاركات السابقة) قد انتهجوا هذا النهج وسلكوا به ..
                  منهم (على سبيل المثال وليس الحصر):
                  1) نصير الملة والدين الطوسي رضوان الله تعالى عليه
                  2) الملا محسن فيض الكاشاني رضوان الله تعالى عليه
                  3) السيد مهدي بحر العلوم رضوان الله تعالى عليه
                  4) السيد حيدر الآملي
                  رضوان الله تعالى عليه
                  5) المحقق النراقي رضوان الله عليه
                  6) الفقيه المحقق أحمد النراقي
                  رضوان الله تعالى عليه
                  7) السيد ابن طاووس
                  رضوان الله تعالى عليه
                  8) الشهيد الأول والشهيد الثاني
                  رضوان الله تعالى عليهما
                  9) المجلسي الأول
                  رضوان الله تعالى عليه
                  10) السيد علي الشوشتري
                  رضوان الله تعالى عليه
                  11) الملا حسين قلي الهمداني
                  رضوان الله تعالى عليه
                  12) الشيخ بهاء الدين العاملي المعروف بالبهائي
                  رضوان الله تعالى عليه
                  12) صدر المتألهين الشيرازي قدس سره
                  وغيرهم الكثير الكثير ..
                  وقد نقلت لك عبارات العلامة الحلي رضوان الله عليه وعبارات العلامة المجلسي في هذا المجال:
                  الصوفي‌ّ بمعني‌ الزاهد عن‌ الدنيا والراغب‌ في‌ الآخرة‌ والملتزم‌ بتطهير الباطن‌، وكان‌ جميع‌ علماء الإسلام‌ الاعلامصوفيّين‌. ومن‌ جملة‌ من‌ ذكرهم‌: الخواجة‌ نصيرالدين‌ الطوسي‌ّ، ورّام‌ الكندي‌ّ، السيّد رضي‌ الدين‌ علی‌ّ بن‌ طاووس‌، السيّد محمود الآملي‌ّ صاحب‌ كتاب‌ «نفائس‌ الفنون‌»، والسيّد حيدر الآملي‌ّ صاحب‌ تفسير «بحر الابحار»، وابن‌ فهد الحلّي‌ّ، والشيخ‌ ابن‌ أبي‌ جمهور الاحسائي‌ّ، والشيخ‌ الشهيد مكّي‌، والشيخ‌ بهاءالدين‌ العاملي‌ّ، والقاضي‌ نور الله‌ الشوشتري‌ّ الذي‌ هو من‌ السلسلة‌ العلية‌ النور بخشيّة.

                  وقد نقلت لك أيضاً الكلام الذي ورد في أعيان الشيعة في حق السيد مهدي بحر العلوم صاحب الكرامات:

                  "ويعتقد السوادُ الاعظم‌ إلی الا´ن‌ أ نّه‌ من‌ ذوي‌ الاسرار الإلهيّة‌ الخاصّة‌، ومن‌ أُولي‌ الكرامات‌ والعنايات‌ والمكاشفات‌. وممّا لا ريب‌ فيه‌ أ نّه‌ كان‌ ذا نزعة‌ من‌ نزعات‌ العرفاء والصوفيّة‌، يظهر ذلك‌ من‌ زهده‌ وميله‌ إلی العبادة‌ والسياحة‌"

                  ونستوحي من هذه الكلمات أن الصوفي بعمنى الزاهد العابد والذي يسلك طريقه من خلال أهل بيت العصمة والطهارة صلوات الله عليهم هو أفضل الشيعة, وليس فقط من الشيعة ..
                  والعرفاء قد أوردوا في كل كتاب لهم أن أي سلوك يسلكه الإنسان بدون معونة أهل البيت عليهم السلام يكون سلوك الى الشيطان ويؤدي الى هلاك الإنسان وحشره في النار .. بل يصبح كافراً !
                  أما ما نجد في التصوف والذي لا نجده في العلماء القشريين والسطحيين والذين لا يعون غير المنكحات والمأكولات والمشروبات .. فإننا نجد روح التشيع وروح العبادة وحقيقة الوصول الى المعصوم صلوات الله عليه ..
                  والروايات في هذا المجال كثيرة لا يسع نقلها الآن ..

                  وأنتظر كلام المحدث النوري لأن هناك تعليقات وإشكالات كثيرة على أقواله وهي بلا شك باطلة .. لكن أنتظر نقلك لكلامه رحمه الله ..
                  التعديل الأخير تم بواسطة يا زهراء مدد; الساعة 11-02-2008, 09:12 PM.

                  تعليق


                  • المشاركة الأصلية بواسطة على الشيعى
                    أخي يا زهراء مدد
                    إما التأويل أو التضعيف
                    إما تأولوا الروايات من أجل أن تنسجم وما تريدون
                    وعندما تعجزون تلجأون لتضعيفها ؟!


                    ولقد مر عليك ما نقل عن جامع أحاديث الشيعة وبسند صحيح فهل اقتنعت واعتنقت ما جاء في الروايات ذات السند الصحيح ؟!


                    لكن خريت فن الحديث الشيخ الحر العاملي ينقل الروايتين عن كتاب حديقة الشيعة , وليس لدي الكتاب , فإن كان لديك فانقل لنا السند وابحث فيه كما تحب ..


                    والعجب أنه لا يعنيك اعتماد أمثال الشيخ الحر العاملي والمولى الأردبيلي على هذه الروايات !!
                    والقرائن تثبت صحة ما جاء في المتن
                    وإن لم نتعرض للسند بعد ..
                    فهل يكفيك ذلك


                    وهل يكفيك أن الشيخ الحر العاملي من رواة الأحاديث ـ بل من أهل الدراية والتحقيق ـ
                    والإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف قال :
                    " وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا, فإنهم حجتي عليكم وانا حجة الله عليهم " .




                    لكن وقبل أن أنقل ما ذكره الميرزا النوري بخصوص الملا صدرا ..
                    أنتظر ردك أولاً على مشاركتي قبل الأخيرة
                    ..
                    وماذا تجدون في التصوف ما لا يوجد في التشيع ؟!
                    ..
                    والغريب يا أخي الكريم أن في كتاب معجم رجال الحديث للسيد الإمام الخوئي قدس سره, ينقل عبارة عن الشيخ الحر العاملي قدس سره حول الملا صدرا وأنت تعرف جيداً من هو صدر المتألهين الشيرازي رضوان الله تعالى عليه:

                    (الجزء الخامس عشر من كتاب معجم رجال الحديث)

                    9973 - محمد بن إبراهيم الشيرازي: قال الشيخ الحر في تذكرة المتبحرين (692): " المولى صدر الدين، محمد ابن إبراهيم الشيرازي: فاضل من فضلاء المعاصرين، ذكره صاحب السلافة فقال: كان عالم أهل زمانه في الحكمة، متقنا لجميع الفنون، (له تصانيف كثيرة، منها: شرح الكافي في مجلدين)، توفي في العشر الخامش من هذه المائة. إنتهى"

                    ومن اللطيف أيضاً أن النجاشي ذكر في رجاله ما قوله إن الفضيل بن عياض هو أحد مشاهير المتصوفة في القرن الثاني للهجرة والذي قال عنه النجاشي أنه ثقة, ووصفه الشيخ الطوسي في الفهرست بالزهد وكان قد ألف كتاباً ورى فيه عن الإمام الصادق عليه السلام (راجع خاتمة المستدرك ج3 ص 333)

                    وأيضاً ثلاثة من المشهورين بأنهم ينتهجون منهج التصوف وهم من خواص أتباع أئمة أهل البيت عليهم السلام:

                    1) بايزيد البسطامي الذي مارس التقية حوفاً من بطش البطاشين وانتحل شخصية السقّاء وتمكن بذلك
                    من‌ مصاحبة‌ الإمام‌ جعفر الصادق‌ علیه‌ السلام‌ سنوات‌ طوالاً فتشرّب‌ من‌ حقائق‌ ذلك‌ الإمام‌ وارتوي‌ من‌ معارف‌ فيضه‌ الشي‌ء الكثير (كتب‌ العالم‌ الجامع‌ للكمالات‌ الشيخ‌ بهاء الدين‌ العاملي‌ّ المعروف‌ بـ «الشيخ‌ البهائي‌ّ» في‌ كتابه‌ «الكشكول‌» طبعة‌ مصر الدرج‌ الاوّل‌ ، ص‌ 86 ، موضوعاً حول‌ بايَزيد البَسطامي‌ّ قال‌ فيه‌ : «كان‌ سقّاءً للإمام‌ جعفر الصادق‌ عليه‌ السلام‌ دون‌ شكّ أو ريب‌ . ذكر هذه‌ القضيّة‌ جماعة‌ من‌ المؤرّخين‌ ، وأورد ذلك‌ أيضاً الإمام‌ فخر الدين‌ الرازي‌ّ في‌ كثير من‌ كتبه‌ الكلاميّة‌ ، وذكره‌ كذلك‌ السيّد الجليل‌ رضي‌ّ الدين‌ علي‌ّ بن‌ طاووس‌ في‌ كتاب‌ «الطرائف‌» ، وذكره‌ أيضاً العلاّمة‌ الحلّي‌ّ في‌ شرحه‌ علي‌ «تجريد الاعتقاد» للخواجة‌ الطوسي‌ّ» إلي‌ آخر كلامه‌ في‌ هذه‌ المسألة‌ .أقول‌ : نُقل‌ في‌ كتاب‌ «الطبقات‌» للشعراني‌ّ ، ج‌ 1 ، ص‌ 5 عن‌ بايزيد البسطامي‌ّ قوله‌ إنّه‌ كان‌ يقول‌ لعلماء عصره‌ : أخذْتم‌ عِلمَكم‌ من‌ علماءِ الرُّسوم‌ ميِّتاً عن‌ ميِّتٍ ؛ وأخذْنا عِلمَنا من‌ الحي‌ِّ الذي‌ لا يموت‌ ! )

                    2)
                    ، شَقِيق‌ البَلخي‌ّ الذي‌ تاب‌ من‌ ذنوبه‌ علی‌ يد الإمام‌ موسي‌ بن‌ جعفر علیهما السلام

                    3)
                    معروف‌ الكَرخي‌ّ والذي‌ تنكّر بهيئة‌ بوّاب‌ لدار الإمام‌ الرضا عدّة‌ سنوات‌ تقيّةً وخوفاً من المناوئين (جاء في‌ كتاب‌ «طبقات‌ الصوفيّة‌» تأليف‌ أبي‌ عبد الرحمن‌ السلمي‌ّ ، ص‌ 85 أ نّه‌ قال‌ : «أسلم‌ معروف‌ الكرخي‌ّ علي‌ يد الإمام‌ علي‌ّ بن‌ موسي‌ الرضا عليه‌ السلام‌ ، وعمل‌ حاجباً وبوّاباً للإمام‌ بعد إسلامه‌ . وازدحم‌ الشيعة‌ يوماً أمام‌ باب‌ دار الإمام‌ علي‌ّ بن‌ موسي‌ الرضا عليه‌ السلام‌ فكُسِر له‌ عظم‌ في‌ صدره‌ ، فتوفّي‌ علي‌ أثرها ودُفِنَ في بغداد بالعراق)

                    وأهمّ دليل‌ لدينا يُثبت‌ أنّ الائمّة‌ الثلاثة‌ لم‌ يتوانوا في‌ إغداق‌ أعلی‌ مراتب‌ المعارف‌ الدينيّة‌ علی‌ الاشخاص‌ الثلاثة‌ المذكورين‌ ، ويُشير إلی‌ نوع‌ تلك‌ المعارف‌ ومنبعها ، هو كتاب‌ « مصباح‌ الشريعة‌ » الذي‌ يحوي‌ أحاديثاً في‌ الحقائق‌ والمعارف‌ قالها الإمام‌ جعفر الصادق‌ ، ولمّا كان‌ شَقيق‌ البَلخي‌ّ مُلازماً للإمام‌ موسي‌ بن‌ جعفر علیهما السلام‌ فقد أمر الإمام‌ أحد أقربائه‌ الذي‌ كان‌ من‌ خواصّ أهل‌ العِلم‌ والذي‌ كان‌ قد دوّن‌ تلك‌ الاحاديث‌ في‌ الحقائق‌ والمعارف‌ ( للإمام‌ جعفر الصادق‌ علیه‌ السلام‌ ) في‌ كتاب‌ مستقلّ بتسليم‌ ذلك‌ الكتاب‌ إلی‌ شَقيق‌ البَلخي‌ّ ليُبيّنه‌ البلخي‌ّ بدوره‌ إلی‌ الخواصّ من‌ أهل‌ المعرفة‌ والتصوّف‌ .
                    وقد نال‌ الكتاب‌ المذكور الذي‌ احتوي‌ علی‌ أسرار التصوّف‌ وحقائقه‌ ثقة‌ كبار علماء الشيعة‌ ؛ واستند المرحوم‌ الحاجّ ميرزا حسين‌ النوري‌ّ ـ وهو خاتم‌ مُحدّثي‌ الشيعة‌ كذلك‌ علی‌ أحاديث‌ الكتاب‌ المذكور واعتبره‌ واحداً من‌ المصادر التي‌ اعتمدها كتاب‌ « مستدرك‌ الوسائل.

                    تعليق


                    • العزيز يا زهراء مدد
                      أمدك الله بمدده لاستكمال هذا الحوار

                      فقط أشارك بتعليقات عن كلام يذكر فيها بخصوصي

                      * الخط الأصيل من المذهب الفلاني أو الدين الفلاني
                      أي الفرقة الرئيسية من ذاك المذهب أو الدين

                      مثال:
                      الخط الأصيل من السنة هم من يقولون بامامة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وموقفهم من الشيعة موقف أخوي رغم الاختلاف
                      أما الخطوط الأخرى الهامشية والمتطرفة كالسلفية والخوارج وغيرها ليست بخط أصيل في المذهب السني


                      والخط الأصيل من الصوفية يقول بكذا وكذا وكذا

                      أرجو أن يفهموا شيئاً واحداً يوماً من الأيام

                      * القول بان الصوفية يقولون بالحلول والاتحاد هراء وتخريف
                      وبرجاء الكف عن التكلم عن معتقد أحد من غير كتبه الخاصة به
                      لأن الكلام عن معتقدات غيرك من لسان غير لسانه هو ضرب من السفاهة والسخافة
                      ونحن نكره للبعض ذلك

                      * العزيز مدد يا زهراء
                      خذ في بالك هذه النقطة جيدا

                      أنت الآن تتحاور مع أناس لم يكلفوا أنفسهم عناء البحث أو النظر في كتب الصوفية، كل ما يفعلونه هو القص واللصق
                      هم أصلا لا يفهمون شيئا من كتب الصوفية ولا من كتب العرفان
                      هم الآن يتحدثون عن الحلول والاتحاد وأقطع ذراعي من جذره إذا كان أحد فيهم يعرف معنى التجرد الالهي أصلا حتى يكلمك عن الحلول والاتحاد

                      * أخيرا
                      التكفير الذي يقولون به تستطيعون أن تستنبطوه بسهولة شديدة

                      هم يتبرأون (والبراءة لا تكون إلا من كافر) من كل من لم يتبرأ من رجال كابن عربي والحلاج
                      ومن الواضح أن صدرا ، قاضي، طباطبائي ، خميني ، بهجت والآلاف من أساتذة وتلامذة مدرسة العرفان الشيعي يحبون ابن عربي ناهيك عن ( عدم التبرأ منه بل الأمر يصل إلى درجة التبجيل والتقدير )
                      وهم يتبرأون ممن لم يتبرأ من ابن عربي
                      فبالطبع يتبرأون ويبصمون بالعشرةعلى البراءة ممن يحب ابن عربي

                      أعني
                      كونوا على يقين أن هؤلاء العظماء عندهم كفرة كفرة كفرة
                      وهم يتقربون إلى الله بالبراءة منهم

                      وإن كنتم لا تصدقون

                      سلوهم ماذا تقولون في الخميني الذي يقول عن ابن عربي الشي الكبير قدس سره
                      وماذا تقولون في ملا صدرا
                      وماذا تقولون في الطباطبائي والطهراني والحداد والقاضي
                      مع العلم أن كلهم يحبون ابن عربي؟؟؟

                      هذا ناهيك عن أن مذهبهم يرى أن كل من ليس على نفس طريقتهم هو منحرف وضال عن الاسلام الحقيقي
                      أي أنه ليس بمسلم

                      ومرة أخرى لو كنتم لا تصدقون

                      اسألوهم ماذا تقولون في علماء الأصوليين الذين برأيكم قد ابتدعوا في الدين وخالفوا أوامر المعصوم
                      هل هم على الاسلام أم لا؟؟؟؟
                      هل هم على دين محمد وآل محمد أم لا؟؟؟؟

                      بل من المضحك أنهم يقولون لك أين كلمة كفر هذه
                      نحن نتبرأ ولا نكفر

                      إنما البراءة تكون من أعداء محمد وآل محمد
                      وهم أشد الكفرة كفرا وطغيانا

                      فهل برأيكم
                      خميني كان من أعداء محمد وآل محمد؟؟

                      وبرجاء عدم استخدام التقية
                      فأنتم رجال تدافعون عن مبدأ سامي ورفيع
                      ألا وهو الاسلام الرسالي الأصيل الذي ضل عنه الناس جميعا إلا أنتم إلا أنتم إلا أنتم


                      دامت أيامُ الله


                      والسلام لأهله إن يوجدون

                      تعليق


                      • المشاركة الأصلية بواسطة على الشيعى
                        أخي يا زهراء مدد
                        أتمنى أولاً أن تراجع ما ذكره خريت فن الحديث العلامة الفقيه المحدث الشيخ الحرالعاملي رضوان الله عليه ـ صاحب وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة, وغيرها من المؤلفات القيمة ـ في كتابه القيم (( الاثنى عشرية في الرد على الصوفية ))

                        وأكتفي بما قاله في ص17,18 :

                        الباب الأول في إبطال هذه النسبة وذمها بمعنى عدم جواز الانتساب الديني الصوف وأهله ، ويدل على ذلك اثني عشر وجها :
                        ...
                        العاشر : ما أورده مولانا الفاضل الكامل العالم العامل ملا أحمد الأردبيلي في كتاب حديقة الشيعة قال : نقل الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن مولانا علي بن محمد الهادي عليه السلام في جملة حديث طويل قال : الصوفية كلهم مخالفونا وطريقتهم مغايرة طريقنا وإن هم إلا نصارى أو مجوس هذه الأمة ( الحديث ) .

                        أقول : فظهر من هذا ظهورا واضحا عدم جواز الاقتداء بهم والانتساب إلى طريقتهم ومذهبهم .

                        الحادي عشر : ما رواه في الكتاب المذكور بإسناده عن الرضا عليه السلام قال : لا يقول بالتصوف أحد إلا لخدعة أو ضلالة أو حماقة وأما من سمى نفسه صوفيا للتقية فلا إثم عليه .

                        ورواه بإسناد آخر ( 1 ) وزاد فيه : وعلامته أن يكتفي بمجرد التسمية ولا يقول بشئ من عقائدهم الباطلة .
                        أقول : في هذا الحديث تصريح بتحريم هذه النسبة وعدم جواز هذه التسمية في غير وقت التقية ولا مجال إلى تأويله ، وقد تضمن الحكم بثبوت الإثم على التسمية بالتصوف في غير التقية مع ملاحظة النهي في أول الحديث وفي آخره وهل يترتب الإثم إلا على المحرم ؟ ! وفيه دلالة واضحة على أن الصوفية مخالفون للحق وإلا لم يكن لذكر التقية معنى .

                        أما الأخ أشتر مذحج القائل :

                        ( الخط الأصيل للصوفية فهذا منهجه ) :

                        2- الشئ الوحيد الذي يختلفون فيه عنا هو أنهم لا يتبرأون من أبي بكر وعمر ويرون صلاحهما


                        ولعلك قرأت قولي له :

                        وقد اعترف بموقف الصوفية من الجبت والطاغوت لعنهما الله وهذا يكفي!



                        بل إليك ما أصدره أهل العصمة عليهم السلام , لتعلم أن من يسميهم الأخ أشتر مذحج الخط الأصيل للصوفية .. هو خط العور العميان .. الذين تبرأ منهم أهل العصمة عليهم السلام ويكفينا ذلك وإلا فعقيدة الولاء والبراء ساقطة لديه ولدى أمثاله :

                        روى ابن إدريس الحلي في مستطرفات السرائر ص149 ح1 :
                        ( أن رجلاً قدم على أمير المؤمنين عليه السلام , فقال يا أمير المؤمنين أنا أحبك وأحب فلاناً , وسمى بعض أعدائه , فقال عليه السلام :
                        أما الآن فأنت أعور , فإما أن تعمى , وإما أن تبصر )

                        وفي تفسيرالقمي ج : 2 ص : 172:
                        عن أبي جعفر ع في قوله » ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ«
                        قال علي بن أبي طالب ع :
                        لا يجتمع حبنا و حب عدونا في جوف إنسان إن الله لم يجعل لرجل من قلبين في جوفه فيحب هذا و يبغض هذا فأما محبنا فيخلص الحب لنا كما يخلص الذهب بالنار لا كدر فيه فمن أراد أن يعلم حبنا فليمتحن قبله فإن شاركه في حبنا حب عدونا فليس منا و لسنا منه و الله عدوهم و جبرئيل و ميكائيل و الله عدو للكافرين


                        وفي بحارالأنوار ج : 27 ص : 60 :
                        من حديث يرويه إمامنا العسكري صلوات الله عليه , عن جده زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام , جاء فيه :
                        ( .. ثم قال رسول الله ص نعوذ بالله من الشيطان الرجيم فإن من تعوذ بالله منه أعاذه الله و نعوذ من همزاته و نفخاته و نفثاته أتدرون ما هي أما همزاته فما يلقيه في قلوبكم من بغضنا أهل البيت قالوا يا رسول الله و كيف نبغضكم بعد ما عرفنا محلكم من الله و منزلتكم قال ص بأن تبغضوا أولياءنا و تحبوا أعداءنا فاستعيذوا بالله من محبة أعدائنا و عداوة أوليائنا فتعاذوا من بغضنا و عداوتنا فإنه من أحب أعداءنا فقد عادانا و نحن منه براء و الله عز و جل منه بري‏ء ) .

                        وأكتفي بذلك وأبرأ إلى الله ممن لا يتبرئون من الجبت والطاغوت عليهما لعاين الله .

                        وأنتظر تعليقك على الروايات الشريفة الواضحة والصريحة ..
                        الأخ أشتر مذحج
                        ما رأيك فيما صدر عن أهل البيت عليهم السلام في الخط الأصيل للصوفية ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!

                        تعليق


                        • التصوّف هو الباب الأول والمحرّض إلى الإبتداع في الدّين واكسابهُ كساء فلسفي شاعري، لـ ينتهي قاعه بالشرك ، ولا بُدّ . .
                          وللأسف لا تخلوا طائفة منها، شيعة وسُنّة
                          التعديل الأخير تم بواسطة وهابيّة; الساعة 23-02-2008, 07:24 PM.

                          تعليق


                          • انتشر في المنتديات الشيعية اخيرا الدفاع بشراسة عن الحلاج بقولهم ان السيد الخميني شبه نفسه به في احد اشعاره.
                            فما هو موقف اهل البيت عليهم السلام من الحلاج و هل كان من الموالين لهم عليهم السلام كما يدعي الكثيرون؟
                            و هل هناك احاديث صحيحة بذم الحلاج؟
                            -----------------------------------------------

                            الجواب :

                            إن مما يؤسف له أن يبلغ الهوى في بعض الناس مبلغ الغلو في تقديس فردٍ إلى درجة تقديم كلامه وحكمه على كلام وحكم المعصوم صلوات الله عليه، وإذ لا يريد هؤلاء المغالون الاعتراف بذلك لأنه يخرجهم من التشيّع شرعاً؛ فإنهم يعمدون إلى التشكيك بصدور ذلك الحكم من المعصوم، أو يعمدون إلى تأويله حتى يصحّ كلام الذي غالوا في تقديسه بأي نحو كان!
                            وهذا الذي نحن فيه هو صورة قبيحة من صور هذا الواقع المؤلم، فمتى ارتاب أحدٌ ذو دين وعقل وبصيرة في كفر وفساد مثل الحلاج اللعين مع أن ذلك من أوضح الواضحات عند شيعة أهل البيت (عليهم السلام) خلفهم وسلفهم؟!
                            أما أولا؛ فلأن السفير الثالث لمولانا صاحب الأمر (صلوات الله عليه) وهو الحسين بن روح (عليه السلام) قد لعن الحلاج صراحة بقوله لأم كلثوم بنت السفير الثاني (عليه السلام ورضوان الله عليها) في مجريات محادثة بينهما في شأن اللعين الشلمغاني: ”فهذا كفر بالله تعالى وإلحاد، قد أحكمه هذا الرجل الملعون في قلوب هؤلاء القوم ليجعله طريقا إلى أن يقول لهم بأن الله تعالى اتحدّ به وحلّ فيه! كما يقول النصارى في المسيح عليه السلام، ويعدو إلى قول الحلاج لعنه الله“. (غيبة الطوسي ص405).
                            ولا يخفى أن حكم السفير أو النائب الخاص هو عين حكم الإمام (صلوات الله عليه) وحجية قوله تامة، فإنه (عليه السلام) قد بيّن ذلك مرارا بما مضمونه أن ما يؤدّيه هؤلاء السفراء الأربعة إنما هو عنه وأن قولهم هو قوله وحكمهم هو حكمه.
                            وهكذا كان يؤكد السفراء بأنفسهم، ففي حديثه لمحمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني - الذي شكّ في قرارة نفسه في أن يكون جواب السفير له بالأمس على مسألة اعتقادية من عنده لا من عند الإمام - قال الحسين بن روح: ”يا محمد بن إبراهيم، لأن أخرِّ من السماء فتخطفني الطير أو تهوي بي الريح في مكان سحيق أحبُّ إليَّ من أن أقول في دين الله عز وجل برأيي أو من عند نفسي، بل ذلك عن الأصل ومسموع عن الحجة صلوات الله عليه وسلامه“. (علل الشرايع للصدوق ج1 ص243، وفيه إشارة إلى أن السفير يكون مطلعا على الغيب أيضا، إذ إنه بادر محمد بن إبراهيم بقوله هذا مع أن الأخير لم يحدّث به إلا نفسه!).
                            وأن يقوم أحد السفراء بلعن شخص ما فليس ذلك بالهيِّن، فحتى لو تنزّلنا وقلنا أنه قد أخطأ في ذلك؛ فلابدّ أن يصوِّبه الإمام (عليه السلام) ويرشده حتى يتراجع عن خطئه بل جرمه الخطير هذا، وحيث إن ذلك لم يحصل فإنه يثبت كون الحلاج ملعونا من الإمام صلوات الله عليه. على أننا سبق وأن نبّهنا إلى أن السفراء الأربعة (عليهم السلام) معصومون عصمة صغرى، فراجع.

                            وأما ثانيا؛ فلأن أبا سهل إسماعيل بن علي النوبختي (رضوان الله تعالى عليه) الذي أدرك الإمام العسكري ورأى صاحب الزمان (صلوات الله عليهما) وكان الشيعة يظنون أنه سينال السفارة حتى قيل له: ”كيف صارت السفارة لأبي القاسم الحسين بن روح دونك؟ فقال: هم (عليهم السلام) أعلم وما اختاروه ولكن أنا رجل ألقى الخصوم وأناظرهم“ وكان شوكة في عيون خصوم الشيعة لقوة بيانه وعظم برهانه.. كان قد حاجَّ الحلاج (لعنه الله) وطعن واستهزأ به حتى صار أضحوكة عند الناس!
                            وذلك ما رواه الشيخ الطوسي بسنده عن أبي نصر هبة الله بن محمد الكاتب قال: ”لما أراد الله تعالى أن يكشف أمر الحلاج ويظهر فضيحته ويخزيه، وقع له أن أبا سهل ابن إسماعيل بن علي النوبختي رضي الله عنه ممن تجوز عليه مخرقته وتتم عليه حيلته، فوجه إليه يستدعيه، وظن أن أبا سهل كغيره من الضعفاء في هذا الأمر بفرط جهله، وقدر أن يستجرَّه إليه فيتمخرق ويتصوف بانقياده على غيره، فيستتب له ما قصد إليه من الحيلة والبهرجة على الضعفة، لقدر أبي سهل في أنفس الناس ومحله من العلم والأدب أيضا عندهم، ويقول له في مراسلته إياه: إني وكيل صاحب الزمان - وبهذا أولا كان يستجر الجهال ثم يعلو منه إلى غيره - وقد أمرت بمراسلتك وإظهار ما تريده من النصرة لك، لتقوى نفسك، ولا ترتاب بهذا الامر. فأرسل إليه أبو سهل رضي الله عنه يقول لك: إني أسألك أمرا يسيرا يخف مثله عليك في جنب ما ظهر على يديك من الدلائل والبراهين، وهو أني رجل أحب الجواري وأصبو إليهن ولي منهن عدة أتخطاهن والشيب يبعدني عنهن وأحتاج أن أخضِّبه في كل جمعة وأتحمل منه مشقة شديدة لأستر عنهن ذلك وإلا انكشف أمري عندهن فصار القرب بعدا والوصال هجرا! وأريد أن تغنيني عن الخضاب وتكفيني مؤنته، وتجعل لحيتي سوداء! فإنني طوع يديك وصائر إليك، وقائل بقولك، وداع إلى مذهبك، مع مالي في ذلك من البصيرة، ولك من المعونة. فلما سمع ذلك الحلاج من قوله وجوابه علم أنه قد أخطأ في مراسلته وجهل في الخروج إليه بمذهبه وأمسك عنه ولم يرد إليه جوابا ولم يرسل إليه رسولا وصيَّره أبو سهل رضي الله عنه أحدوثة وضحكة ويطنز به عند كل أحد! وشهر أمره عند الصغير والكبير، وكان هذا الفعل سببا لكشف أمره وتنفير الجماعة عنه“. (غيبة الطوسي ص401).
                            وفي هذا الخبر إفادة أن الحلاج (لعنه الله) قد ادّعى السفارة والنيابة عن صاحب الأمر (صلوات الله عليه) وهو ما دفع أبا سهل النوبختي (رضوان الله تعالى عليه) إلى أن يحاجّه ويهزأ به حتى كشف كذبه. ومعلوم أن مدّع النيابة ملعون على لسان الإمام (صلوات الله عليه) فيكون ثبوت ادّعاء الحلاج هذه المرتبة كافيا لإثبات أنه ملعون.

                            وأما ثالثا؛ فلأن شيخنا المفيد (رضوان الله تعالى عليه) الذي لم ينل هذا اللقب إلا من قبل الإمام صاحب العصر (صلوات الله عليه) وكان قد حظي برسالتيْن مكتوبتين بخط يد الإمام إليه والذي كتب الإمام على قبره بيتين من الشعر في رثائه.. كان قد صنّف كتابا خاصا في الرد على الحلاج اللعين وأصحابه. (ذكره النجاشي في رجاله ص401).
                            وهذا كاشف عن أن الحلاج منحرف لعين عند الأئمة وشيعتهم (صلوات الله عليهم) بحيث أن مثل المفيد المكاتب لصاحب العصر يصنّف كتابا في الرد عليه.

                            وأما رابعا؛ فلأن شيخنا الطبرسي (رضوان الله تعالى عليه) وكذا جمهرة علمائنا المتقدّمين والمتأخرين ذكروا أن توقيعا شريفا من صاحب العصر (عليه السلام) قد خرج بلعن الحلاج، فقالوا: ”وكذا كان أبوطاهر محمد بن علي بن بلال، والحسين بن منصور الحلاج، ومحمد بن علي الشلمغاني المعروف بابن أبي العزاقري، لعنهم الله، فخرج التوقيع بلعنهم والبراء‌ة منهم جميعا، على يد الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رحمه الله“. (الاحتجاج للطبرسي ج2 ص290).
                            فإن قيل: إنه ليس في نسخة التوقيع الذي ذكروه بعد قولهم هذا اسم الحلاج. قيل لهم: إن فيه قوله عليه السلام: ”إننا في التوقي والمحاذرة منه على مثل ما كنا عليه ممن تقدمه من نظرائه من السريعي والنميري والهلالي والبلالي وغيرهم“. فتكون (غيرهم) للإشارة إلى كل من ادّعى البابية والنيابة الخاصة والسفارة، وذلك ثابت على الحلاج بما مرّ، وقد فهم العلماء شموله بهذا التوقيع ونصّوا على ذلك، مضافا إلى نصّ السفير الثاني بنفسه، فالأمر لا يمكن إنكاره. ثم على فرض التنزّل، فإن حكاية العلماء أن توقيعا شريفا قد صدر بلعن الحلاج تكفي لإثبات المطلوب ولو لم يصلنا نصّه.

                            وأما خامسا؛ فلأنك لا تجد أحدا من كبراء الشيعة المعاصرين للحلاج، ولا مَن يتلوهم من المتقدّمين من العلماء، ولا من جاء بعدهم من علماء الرجال؛ إلا ويقدح في الحلاج ويذمه ويلعنه، ولا يمكن أن يستبيح كل هؤلاء لعن شخص دون حجة شرعية راجعة إلى المعصوم عليه السلام.
                            ثم إن الوقوف على سيرة هذا الخبيث تُظهر أنه كان من كبار شياطين المتصوّفة، ولا عهد له بالتشيّع الحق، ولا كان من جملة الذين تتلمذوا على يد الأئمة وأصحابهم. والمتصوّفة مذمومون ملعونون على لسان أئمتنا صلوات الله عليهم، فيثبت المطلوب وهو أن الحلاج ملعون ولو من باب تطبيق الكبرى على الصغرى.

                            وقانا الله وإياكم شرّ المنحرفين والغاوين..

                            تعليق


                            • بارك الله فيك أخي محطم الأصنام
                              لكن هل هذا الكلام لك أم لمن ؟
                              واستأذنك في أني سانقله في شبكة هجر لأنه يجمل ما سبق وأوضحته بالأدلة المفصلة ..

                              تعليق


                              • المشاركة الأصلية بواسطة على الشيعى
                                بارك الله فيك أخي محطم الأصنام
                                لكن هل هذا الكلام لك أم لمن ؟
                                واستأذنك في أني سانقله في شبكة هجر لأنه يجمل ما سبق وأوضحته بالأدلة المفصلة ..
                                اخي الكريم علي الشيعي هذا سؤال وجه للشيخ ياسر الحبيب حفظه الله و هذا هو الرابط:
                                http://alqatrah.net/question/index.php?id=574

                                و شكرا لكم سلفا على نقله الى كل المنتديات ..

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X