/*/
\*\
/*/
|*|
[ رَبَّـنـَا أَفـْرِغْ عَـلـَيْـنَا صَـبْـرَاً وَ ثَـبِّـتْ أَقـَْدَامَـنـَا ]
^__^
مُختـصر مُفـيـد , .. يُـقـال [ مـن الكرامـة أن تُـقـاوم , .. و مـن المَـهانـة أن تُـسـاوم ]
لـذا إن جـئـتـنـا طـالـبـاً لـلـحـق أنـصـفـنـاك , .. و إن جـئـتـنـا جـائـراً عـلـى الـحـق
سـحـقـنـاك , .. و هذا الكلام عموماً على مبدأ [ إيـاك أعـنـي و إسـمـعـي يـاجـارة ]
|*|
سـأتـغـاضـى عـن [ الـعـنـتـريَّـات ] الـواردة فـي بـدايـة ردِّك و أكـتـفـي بـالإعـجـاز
الـوارد فـي تـسـاؤلـك الـخـاطـئ مـن نـاحـيـة الـمـنـطـق و مـن نـاحـيـة الصِّـياغـة ! , ..
إن أجبـتك بـ [ نعـم ] فأنـا كـاذب , .. و إن أجبـتك بـ [ لا ] فأنـا كـافـر , .. و لا أُحـبِّـذ
تـلـك و لا تـلـك , .. و عـلـيْـه كـيْف تجـمع بـيْن [ عـمل الصَّالحـات ] النَّاتـج عـن رحـمة الله
بالعـبد و تفضُّـله علـيْه و إحسانـه إلـيْه [ في الـدُّنـيا ] و بـيْن [ إستحـقاق العـذاب الأُخروي ]
النَّاتـج عن إنكـار العـبد لرحـمة الله و تعـالـيه فوْق فضـله سُبحانـه و إسـاءتـه لِمَن أحسـن
إلـيْه [ في الـدُّنـيا ] ؟! , .. ثـُمَّ تأتِ بكـل بساطـه - بـل عـُذراً بِجُلِّ السَّذاجة - و تطـرح سؤالاً
يجـمـع الضـِّـدَّيْن و ياليْـتك كُنـتَ أكمـلت بـ [ كـيْف ] أو [ لـمـاذا ] لكـانـت المُصـيبة أهـون ! , ..
عـمـومـاً قـدري أن أُصـدم بالمسـتوى الـفـكـري لـبـنـي مـذهـبـي ! , .. و سـؤالـك هـذا كُتـلة
تـسـاؤلات ! . .. و سـأحـاول بـعـوْن الله أن أطـرح الجانـب المُتـمِّـم لِمَـا طرحـه عزيـزي صندوق
العـمل , .. فـتـابـع بـتـركـيـز عـقـلانـي يـا مُختـصر و دع عـنـك الهـيـجـان العُـمـياني لا أضـاع
الله رشـدك ! , .. و سأبـدأ بـ [ عمل الصَّالحات ] مـروراً بـ [ إستحـقاق العـذاب ] و إنتهـاءاً
بـ [ شـرح سماحـة المرجـع السَّـيِّد فضل الله لقـوْل إمـامـنا أمـير المؤمنـين - علـيْه السَّـلام - ] , ..
|*|
[ سـ ] هـل [ عـمل الصَّالحات ] تفضُّـل مـن العـبد على خالقـه سُبحانـه ؟! , .. و لمـاذا ؟!
لا , .. لأنـَّه - العـبد - مـاكـان لـه أن يعـمل لـولا أنـَّه تعرَّض إلـى رحمـة الله سُبحانـه مـن
حـيْـث الفِطـرة السَّـليمـة الَّتي جعـلـته مُؤهَّـلاً لإتـِّباع الأنـبـياء مُستجيـباً لـنداء التَّوحـيـد
و أنـَّه تعـرَّض إلى إحـسان الله سُبحانـه إلـيْه من خِـلال الـرِّعايـة و العِـنايـة و تـوفـيـر
الـظـُّروف المُلائمـة للقـيام بِمـا أوجـب الله سُبحانـه علـيْه و أنـَّه تعـرَّض لـلـعـدل الإلهـي
الـذي كفـل لـه الـقـُدرة و الإستطـاعـة على تجـنـُّب مـا حـرَّم الله علـيْه مـع إيجـاد بديل
شرعـي مُـباح - حـلال - و أنـَّه تعـرَّض للفـضل الإلهـي مـن جـانبـيْن فالأوَّل تـوفير كل
مامـن شأنـه أن يُقـوِّي العـبد - جسديـَّاً و معنويَّـاً - على الطَّاعـة و العِـبادة في الدُّنيا
و الآخـر مـا أعـدَّه و وعـد بـه - سُبحانـه - في الآخـرة مـن نعـيـم لِمَـن إستجـاب مُـقـرَّاً
مُذعـنـاً راجـياً عـفـو الله و مـغـفـرتـه سـائـلاً مـن فضـلـه مُـتـأمِّـلاً رحـمـتـه تـعـالـى , ..
|*|
[ سـ ] هـل خُـلِـقَ بعضـنا [ لِيُخـلَّد في الجـنَّة ] و بعضـنا [ لِيُخـلَّد في النَّار ] ؟! , .. و لماذا ؟!
لا , .. لأنَّ الله سُبحانه و تـعـالى يـقـول [ وَ مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ] فـمـا عـدى
العِـبادة مـن نعـيم و جحـيم أو ثـواب و عِـقـاب أو جـنـَّة و نـار فـلا يـخـرج عـن [ وَ كَـانَ اللهُ
غَفُورَاً رَحِيِمَاً ] و [ إِنَّ اللهَ شَدِيِدُ العِقَابِ ] , .. فمـن أتى العِـبادة رغـبةً بالجـنَّة دون معرفـتـه
بخالقهـا فقـد خسرهـا ! , .. و مـن رَغِـب عن العِـبادة لاهثـاً خـلف مفاتـن الدُّنـيا فقـد نـأى
بنفـسه - مُخـتاراً - عن رحمـة الله سُبحانـه و إرتضـى لهـا الهـلاك دُنـيـاً و آخـرة , .,. أمَّـا
مـن عـرف الله حـقَّ المعـرفـة فإنـَّه لا يـرى في أعمالـه حقـَّاً لـه عـلـى الله تعـالى بـل هي
أقـلُّ مـا يُـمكـن أن يفعـله العـبد تِجاه خالقـه لـذا قـال إمـامـنا زيْن العـابديـن - علـيْه السَّـلام -
[ لَيْسَ العَجَبُ مِمَّنَ نَجَا كَيْفَ نَجَا ! , .. إِنَّمَا العَجَبُ مِمَّن هَلَكْ ! كَيْفَ هَلَكَ مَعَ سِعَةِ رَحْمَةِ الله ؟! ] , ..
|*|
و علـيـْه
[ سـ ] لأيِّ شـيّءٍ إستـند سماحة المرجع السَّـيِّد فضل الله في قوْله [ لَوْ أَخَذَ اللهُ عَلِيَّاً بِمَا يُنَاسِبُ
وَضْعَهُ لَمَا اِسْتَحَقَّ إِلاَّ العَذَاب ] ؟! , .. و كـيْف يكـون ذلـك مـع كـونـه مـعـصـوم ؟! , .. و لـمـاذا ؟!
إنَّ سماحـة المرجـع السَّـيِّد فضل الله قـد إستـند في ذلـك إلى قوْل الإمـام عـلـي - علـيْه السَّـلام -
فـي دُعـاء كُمـيْل إذ إنـَّه يقول - علـيْه السَّـلام - [ يَاعَالِمَاً لاَّ يُعَلَّمُ , صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ , وَ
افْعَل بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ فَإِنَّكَ أَهْلُ التَّقْوَى وَ الْمَغْفِرَةِ , وَ لا تَفْعَل بِي مَا أَنَا أَهْلُهُ ] فالـواضـح مـن
هـذه الجُزئيـَّة مـن دُعـاء كُمـيْل أنَّ الإمـام علي - علـيْه السَّـلام - يـرى أنَّ أعـمـالـه في الـدُّنـيـا
لا تـُعـادِل بـل لا يُـمـكن أن تُـقـارَن بـأفـضـال الله سُـبحانـه و تعـالى علـيْـه لأنـَّهـا - أعـمـالـه -
مـاكـان لـهـا أن تـصـل إلـى هـذا المُـستوى لـولا أنـَّه - علـيْه السَّـلام - قـد تعـرَّض إلـى رحـمـة
الله سُبحانـه بـه و إحـسـانـه إلـيْـه و تـفـضُّـلـه علـيـْه فـهـو - علـيْه الـسَّـلام - يـرجـو مـن الله أن
يُعـامـلـه بـمـا هـو - سـُبحـانـه - أهـلٌ لـه إذ إنَّ الله تعـالـى هـو الـذي وفـَّقـه - علـيَّـاً - إلـى كُـلِّ
خـيـْر و عـَصَـمـه عـن كـُلِّ شـر و طـهـَّره و أكـرمـه و رفـع مـنـزلـتـه , .. و فـي الـجـانـب الآخـر
يـقـول - علـيْـه الـسَّـلام - [ وَ لا تَفْعَل بِي مَا أَنَا أَهْلُهُ ] فـالـواضـح أنـَّه - علـيْه الـسَّـلام - يـرى أنـَّه
لـم يـصـل لـهـذه المـنزلـة العظيـمة فـي الـدُّنـيـا لـولا تـفـضُّـل الله سُبحانـه و تـعـالـى علـيْـه فهـو
- عـلـيْـه الـسَّـلام - يـسـأل الله تعـالى الإسـتزادة مـن فضـله لأنـَّه مُتفـضِّل و مـن رحـمتـه لأنـَّه رحـيم
فـمـنزلـتـه - علـيْـه الـسَّـلام - لـم تـكـُن مـن صُـنعـه إنـَّمـا كـانـت مـن إحسـان الله إلـيْه و تفضُّـلـه
علـيْـه و رحـمـته بـه , .. و لـولا كـل هـذه العِـنايـة و الـرِّعـايـة الـرَّبـانـيَّـة لَـمَـا إستـحـقَّ إلاَّ العـذاب
لأنـَّه لـن يسـتطـيع بجُهـده الـذَّاتـي و قـُدرتـه العقـليَّـة أن يعـرف الله سُبحانـه من دون أن يُعـرِّفـه
الله تعـالى نفـسه ! , .. فوجـود العِصمـة في إمـامـنا علـيْه السَّـلام لا يتـنافى مـع حاجـته و إفتقـاره
لله سُبحانـه سـواءاً في الـدُّنـيا أو الآخـرة , .. و عـدم إتـيان الـذنـب و المعصـية لا يعـني الإستكـبار
أو الـتـَّرفـُّع عـن طـلـب المغفـرة و العـفو , .. و الإلمـام بالأعـمـال الصَّالحـة و حصـرهـا و القـيام بهـا
لا يـتـناقـض مـع الحاجـة إلـى الـرَّحـمـة الإلـهـيَّـة بـل يُـؤكـِّد علـيْـهـا , ..
|*|
و بعـد كـل ذاك الحديـث الـذي لا يَعْـدُ كوْنه أحد المـبادئ الإسـلامـيَّة الـتي تُصـاغ على أسـاسهـا
العقائـد , .. أخـبرني كـيْف تسـتحق الجـنَّة بـصالـح أعـمالـك الـتي هـي أصـلاً إمَّـا مـا أمـر الله بـه
أو مـا نهـى عـنـه ؟! , .. و هـل سمعـت يـومـاً حـديـثاً عـن نـبـيٍّ أو إمـام قِـيل فـي مُحـتواه أنَّـنا
نعـبد الله مـن أجـل الجـنـَّة ؟! , .. طـيِّـب إذا لـم تـكـُن هـُنـالـك جـنـَّة و لا نـار هـل يُـصـبح الله سُبحانه
غـيـر مُسـتحـقٍّ لـلعِـبادة الـتي هـي [ صـالـح الأعـمـال ] ؟! , .. فـقـط فـكـِّر تـجـد أنـَّك لـم تـأتِـنـا إلاَّ
مـن حـيـْث [ الجـوْر الجاهـلي ] و [ الفـجور الفِـكري ] , .. فـكـُن بـخـيْـر و لْـتبقى عـلـى خـط الشَّيْخـيْن
الـتـَّكـفـيري و الـضَّـلالـي ! , ..
أخـيـراً هـل مـن [ نـاعـقٍ ] أو [ نـاهـقٍ ] مـازال يُـريـد أن يـتـبـجَّـح أو يـتـشـدَّق بـأنـَّه يـُدافـع عـن
أمـيـر الـمـؤمنـيـن - علـيْـه الـسَّـلام - مُـتـذرِّعـاً بـأنـَّنـا قـد تـجـرَّأنـا عـلـيْـه ؟! , .. مـن الأولـى بكـم
أن تـبـحـثوا عـن أمـيـر المؤمنـين - علـيْه السَّـلام - أيْن هـو مــن كـل هـذا الـسُّـقـم العـقـدي !! , ..