/*/
\*\
/*/
|*|
شـرٌّ أضحـكنا ثـمَّ أبكـانـا ! , .. في سوابقـنا كُنـَّا نضـحك لِنُسفِّـه أولائـك الذين
يُحاوِرونـنا بـلا وعـيٍّ و يتَّهمونـنا بـلا عقـل , .. و اليوم نبـكي لأنـنـا تـفـاجأنـا
بمـن يرتـدي لـباس التَّشـيُّع تقـيةً و يمتهـن الإرتـزاق النَّاصـبي مُبـتذلاً نفسـه في
قـالـبٍ مُضحـكٍ يـدَّعِ من خلالـه أنَّـه يُـناصـر أهـل بيـت النـبي صلَّى الله علـيـه و
آلـه و سلـَّم ! , .. لا بـأس أعتـقد أنَّ سماحـة المرجـع العـلاَّمة السَّـيِّد فضـل الله و
و كل من يقـف خلفـه تابعـاً لـه أو معـه مُناصـراً لـه كمـا هـو حال الأخويْن صندوق
العـمل و رسالـة من الله لابُـد أن يُواجهـوا أُناسـاً يُطـلق على واحدهـم بِعامِّيَّـتنـا
مُصطـلح [ دِلـْخ ! ] و بِفُصحانـا مُصـطلح [ مُغفـَّل ! ] , .. و مـع أنَّ عزيزنـا صـندوق
العمـل قـد واجهـكم بكل الحالات التي كانـت فيهـا تسـاؤلاتـه بيْـضاء لا لـبس في
مُحتواهـا و لا تحيـير في الإجابـة عليهـا و مع ذلـك فإنَّ منهجـكم في الإجابـة عليه
كان يقتـصر على موافقـته في آرائـه لكن بفلسفـة عقدِيَّـة تقتـضي المُـكابـرة و
العِـناد و الإصـرار على إخـراجـه من التَّشـيُّع بـل مـن الإسـلام ! , .. عمومـاً ذنـبه أنَّه
يُدافـع عـن سماحـة المرجـع العـلاَّمـة السَّـيِّد فضـل الله حُـبَّاً في الله و سعـياً لله
و طلـباً لمـا عند الله ! , .. و عُقدتـكم هـي الإلـتزام بمنهـج السَّـلف الصَّالـح الذي إبتدع
السُّلوكـيَّة التَّكفيريَّـة و أدخلهـا في أكبر الحوْزتيْـن ! , .. و على الرَّغـم من إنحـراف
المسـلك الحِواري هُـنا إلاَّ أنَّ الواضـح و المُؤكـَّد هـو أنَّكم لا تـُريدون سـوى تأليـب
النَّاس على سماحة المرجـع السَّـيِّد فضل الله لِيَزدادوا بذلك كُرهـاً له على أسـوأ حال
و قبولاً بما سبـق الإفـتاء به في حقـِّه على أحسن الأحوال ! , .. بمعـنى أنَّ ما جـرى
هُـنا ينفـي حقيـقة وجـود حـوار عقـدي عاقـل و إنَّـمـا هـي إفـتراءات يُقـصـد بهـا
شخـص السَّـيِّد فضل الله بمـنأى عن أفكـاره العقـديَّـة ! , .. على كلٍّ القـارئ يجـب
أن يكون ذكـي و المُحاور يجـب أن يكـون أذكـى و لـنا في صويْحبـنا [ إبن النَّهرين ]
مايكـفي للإتِّعـاظ و الإعتـبار إذ أنـَّه يبحـث عن التَّجمُّعـات التي تُعطـيه إحساساً بصدق
عقيدتـه و لا يبحـث عن الحـق المُجـرَّد من الأكثريَّـة و الأقليـَّة - و هو شأنه عموماً - ! , ..
[ الـ ج ـمري ] ! , .. أن تقول رأيـك فيـنا بـل في مرجعـنا العـلاَّمـة السَّـيِّد فضل الله هـو
حقـُّك و نحـترمـك قـبل أن نحـترمـه ! , .. لكـن أن تـتمـادى عليـنا باسـلوب يُستحقـَر بل
يُستـقذَر من أعدائـنا في أي نقـاش فهـو منـك أحقـر و أقـبـح و أقـذر من غـيْرك لأنـَّك
تصـدح بقسـيم الجـنَّة و الـنَّار و أنـت صفـر من أدبيَّاتـه و أخلاقـيَّاتـه التي ماتركهـا حتَّى
مع ألـدِّ خصومـه عـداوةً لـه ! , .. و مع ذلـك فإنـني أحـترم [ إعوجـاجك الفلسـفي ! ] فـي
[ أُطروحـتك العقديَّـة ! ] , .. لكـن ما تُحاول أن تُسقـط بـه سماحة المرجع العلاَّمـة و ترفـع
بـه غيْره على مـبدأ [ لا نُجامـل في عقائدنـا ] هو ذاتـه يُسقطـك ! , .. و كل ما أحتاجه منك
قلـيل من الإنفـتاح على الآخـر و قلـيل من الإرتكاز على الثَّوابـت و عدم التَّحايل في تركيب
العـبارة ! , .. في البدايـة حديثـنا عن كـتاب سماحة المرجـع السَّـيِّد فضل الله [ في رحـاب
دعـاء كمـيْل ] و هو إستقـراء مُكثـَّف لـنصّ الدُّعـاء للخـروج منـه بفوائـد كثـيرة يُمـكن حصرها
في جانبـيْن هُمـا شخصـيَّة الإمـام في عـبادتـه و الآخـر طبيعـة العلاقـة بـيْن العـبد و خالقـه
و لـيس كما يُدَّعـى بأنَّ سماحة المرجـع يستحـقر قدر جـدِّه أمير المؤمنـين علـيه السَّـلام ! , .. و
لأنَّ ما طـُرح هـُنا يُعتـبر [ هـوَس عقـدي ! ] مقـرون بـ [ وسوسة جاهلـيَّة ] أدَّى إلى التَّركيز على
شخـص سماحة المرجـع و إستحـضار ما قد قِـيل بحقـِّه و نسـيان أو تـناسـي صُلب النِّـقاش ! , ..
و إن عُدنـا إلى نـصّ الدُّعـاء نجـد إمـامـنا علي علـيه السَّـلام يقول [ يَاعَالِمَاً لاَّ يُعَلَّمُ , صَلِّ عَلَى
مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ , وَ افْعَل بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ فَإِنَّكَ أَهْلُ التَّقْوَى وَ الْمَغْفِرَةِ , وَ لا تَفْعَل بِي مَا أَنَا
أَهْلُهُ ] و نجد أنَّ سماحة المرجع العلاَّمة يُعقـِّب بعد ذلك واصفـاً حال الإمـام علـيه السَّلام في موضع
العِـبادة و الإنقـطاع إلى الله سُبحانه و تعالى إذ يُعقـِّب سماحة المرجـع قائلاً [ ويختم الإمام دعاءه
بأن يسأل الله تعالى أن يتخذ بحقه ما يناسب ساحة قدسه تعالى من الرحمة، والعفو والمغفرة، لأنه
تعالى ( أهل التقوى والمغفرة ) ، لا أن يأخذه بما يناسب وضعه، لأنه لو أخذه بما يناسب وضعه لما
استحق سوى العذاب ] , .. و إستطراداً في الشَّرح لمن لم يفهم و من يريـد أن يفهم فإنَّ سماحة المرجع
لم يخـرج في سياق تعقيبه عـن النَّصّ لأنَّ قوْل الإمـام علي [ افْعَل بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ فَإِنَّكَ أَهْلُ التَّقْوَى
وَ الْمَغْفِرَةِ ] يُثبـت صِحَّة قوْل السَّـيِّد [ الإمام يسأل الله تعالى أن يتخذ بحقه ما يناسب ساحة قدسه تعالى
من الرحمة، والعفو والمغفرة، لأنه تعالى ( أهل التقوى والمغفرة ) ] , .. أمَّـا الشَّطر الثاني من قوْل السَّيِّد
يحـتاج إلى شـرح أعمـق لأنـَّنا أمـام نفـوس تحـمل المعـنى على أسـوأ الظُّـنون و لا مجال لحُسـن الظَّن
عندهـا ! , .. لذا يجـب أن نـُدرك أنَّ قدوتـنا في عبادتـنا و دُعائـنا و رجائـنا لله سُبحانه و تعالى هـو
النَّـبيُّ مُحمَّـد و من بعـده أهـل بيـته صلَّى الله علـيه و آلـه و سـلَّم فهـم لـم يُزكـُّوا أنفسهـم على الله تعالى
أبـداً و لم يُذكـر أنَّهـم في دُعائهـم و إنقطاعهـم لله سُبحانه و تعالى أنْ إحتجُّوا بمنزلتهـم في الدُّنـيا و
الآخـرة على الله سُبحانه و تعالى فمن ناحـية منطقـيَّة نـُدرك أنَّ العِصمة المُتمثِّـلة في النُّـبوَّة و الإمـامـة
فضلٌ مُسـبق من الله سُبحانه و تعالى على المعصومـين و رحمة منه سُبحانه سبـقت أعمالهـم , .. و مـن
ناحـية تطبيقـيَّة فإنَّ العـبد المُجرَّد من العِصمـة لا يحـق له أن يُقايض الله تعالى بأعمالـه فلولا العدل الإلهي
الذي إقتضى تكلـيف القادر المُستطـيع و الرحمة الإلهيَّة التي شملـت جمـيع الموجودات و الفضل الإلهـي في
توفـيق العـبد لأداء الأعمـال لَمَا كانـت بـنا طاقـة على العِـبادة , .. فإن أخطأنـا نحن و قلـنا بأنَّنا نستـحق
الجـنَّة بأعمالـنا فلا يُمكن و لا يُحتمل من المعصوم أن يقول ذلك لأنَّه يُدرك أنَّ منزلـة العِصمة المُتمثَّلة في النُّـبوَّة
أو الإمـامة تفضـيل من الله سُبحانه و رحمة بعـباده - سواءاً كانـت هـذه العِصمـة تكوينـيَّة أو تشريعـيَّة , ثابته
أو مُكتسـبه , كُـبرى أو صُغـرى - مهمـا إختلفـنا في وصفهـا و توسَّعنا فإنَّـنا نُرجعهـا إلى التَّفضـيل و التَّفضُّل
الإلهـي و لو قلـنا بأنَّ منزلـة العِصمـة مُتاحـة لِكُل [ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى ] فإنَّ قائمـة المعصومـين
ستمـتد إلى مابعـد الإمـام الغائـب - عجَّل الله فرجه الشريف - في تعـداد لا نهـائي ! , .. إذاً منزلة العِصمـة فضل
إلهـي على المعصومـين و من إتَّبعهـم و تفضـيل إلهـي لأشخاص مُحدَّديـن بالنَّص دون غيرهـم و من هؤلاء إمامنا
أمير المؤمنـين علي علـيه السَّـلام الذي يقول في دُعائه سائلاً الله سُبحانه [ وَ لا تَفْعَل بِي مَا أَنَا أَهْلُهُ ] مايعـني
أنَّ أمير المؤمنـين في موضـع العِـبادة لا يُزكِّي نفسـه على خالقـه سُبحانـه الذي وضعـه في تلـك المنزلـة
العظيـمة التي خصَّه الله تعالى بهـا دون غيره , .. و المعروف عن الإمام علي علـيه السَّـلام أنَّه لا يُدرج في سـياق
حديـثه عمومـاً و أدعيـته خصوصـاً مالا يُستـفاد منه لذا نجد سماحة المرجع العلاَّمة يُعـلِّق مُعقِّـباً [ لأنه لو أخذه بما
يناسب وضعه لما استحق سوى العذاب ] و من التَّلاعـب على العـقول أن يُقـال هـذا رأي السَّـيِّد في جـدِّه أميـر
المؤمنـين بل أقـبح من التَّعـرِّي أمـام الـنَّاس في رابعـة النَّهـار ! , .. لأنَّ سماحة المرجع يصف حال الإمـام العـابد الذي
يـرى أنَّ كُل شـيّءٍ من أعمالـه لا يُقـارن بأفضـال الله علـيه و رحمـته بـه و توفيـقه لـه بل إنَّ أعمالـه نِـتاج تلـك
الرِّعايـة و العنـاية الإلهـيَّة فلو جُـرِّد منهـا ما كانـت له هـذه المنزلـة العظيمـة ! , .. و كان الأجـدر بكم أن تبحـثوا و
تتحقَّقوا من قوْله [ ما يُناسـب وضعـه ] فهـل كان يقـصد بـه وضـع العِـبادة أم العِصمـة ! , .. و الأرجـح و الأصـح بـل
الأكـيد أنَّـه وضـع العِـبادة لأنَّ المعصوم لم يكن خارج نِطاق العـبوديَّة لله سُبحانه إنَّما عُصِم عن المعصية و لم يكـُن
فوْق الطَّاعـة ! , ..و هـم عليهـم السَّـلام قد علَّمونـا أن نسـأل الله بأفضالـه عليـنا لا بأعمالـنا و من علَّمـنا أولى بذلـك
منـَّا , .. بإختصار سماحة المرجع السَّـيِّد فضل الله كان في إستقراء مُكـثَّف لدُعاء كُمـيْل يُريدنا أن نستخـلص من هـذا
الدُّعـاء شخصـيَّة الإمـام في عـبادتـه حيـث أنـه في نـصّ الدُّعـاء يتجرَّد أمام خالقـه من كل منزلـة فلا يُزكِّي نفسـه
على خالقه الذي زكَّـاه , .. و يُريدنـا أن نعـرف طبيعة العلاقـة بـين الإمـام و خالقـه حيـث أنـه لا يُوجـِب لنفسـه شيئاً
بعمـله على الرَّغـم من كونـه معـصوم إنَّمـا يُقدِّم الله سُبحانه و تعالى إعترافاً بفضـله علـيه و يضـع نفـسه في موضع
من يرى نفـسه في العـذاب ! , .. إذاً مـاورد في كِـتاب [ في رحاب دُعاء كُمـيْل ] لم يكـُن إلاَّ وصـف منطـقي مُتناسـق بل
مُتطابـق مع أخلاقـيَّات الإمـام و أدبـيَّاتـه في أدعيـته و مُناجـاته لله سُبحانه و تعالـى , .. و لا حقيـقة لقوْل القائـل بأنَّ
ذاك رأي سماحة المرجـع في إمامـنا أمير المؤمنـين لأنَّـه لم يكـن يتحـدَّث من جيْـبه الخاص بـل كان يتحدَّث عن وضـع
الإمـام و طبيـعة حالـه في عبادتـه إستناداً إلى نـصّ الدَّعـاء الوارد عن المعـصوم ! , .. و من المؤسـف أن نصـل إلـى هـذا
المُسـتوى المُتهـالـك فكراً و إدراكـاً ! , ..
وداعـاً , ..
\*\
/*/
|*|
شـرٌّ أضحـكنا ثـمَّ أبكـانـا ! , .. في سوابقـنا كُنـَّا نضـحك لِنُسفِّـه أولائـك الذين
يُحاوِرونـنا بـلا وعـيٍّ و يتَّهمونـنا بـلا عقـل , .. و اليوم نبـكي لأنـنـا تـفـاجأنـا
بمـن يرتـدي لـباس التَّشـيُّع تقـيةً و يمتهـن الإرتـزاق النَّاصـبي مُبـتذلاً نفسـه في
قـالـبٍ مُضحـكٍ يـدَّعِ من خلالـه أنَّـه يُـناصـر أهـل بيـت النـبي صلَّى الله علـيـه و
آلـه و سلـَّم ! , .. لا بـأس أعتـقد أنَّ سماحـة المرجـع العـلاَّمة السَّـيِّد فضـل الله و
و كل من يقـف خلفـه تابعـاً لـه أو معـه مُناصـراً لـه كمـا هـو حال الأخويْن صندوق
العـمل و رسالـة من الله لابُـد أن يُواجهـوا أُناسـاً يُطـلق على واحدهـم بِعامِّيَّـتنـا
مُصطـلح [ دِلـْخ ! ] و بِفُصحانـا مُصـطلح [ مُغفـَّل ! ] , .. و مـع أنَّ عزيزنـا صـندوق
العمـل قـد واجهـكم بكل الحالات التي كانـت فيهـا تسـاؤلاتـه بيْـضاء لا لـبس في
مُحتواهـا و لا تحيـير في الإجابـة عليهـا و مع ذلـك فإنَّ منهجـكم في الإجابـة عليه
كان يقتـصر على موافقـته في آرائـه لكن بفلسفـة عقدِيَّـة تقتـضي المُـكابـرة و
العِـناد و الإصـرار على إخـراجـه من التَّشـيُّع بـل مـن الإسـلام ! , .. عمومـاً ذنـبه أنَّه
يُدافـع عـن سماحـة المرجـع العـلاَّمـة السَّـيِّد فضـل الله حُـبَّاً في الله و سعـياً لله
و طلـباً لمـا عند الله ! , .. و عُقدتـكم هـي الإلـتزام بمنهـج السَّـلف الصَّالـح الذي إبتدع
السُّلوكـيَّة التَّكفيريَّـة و أدخلهـا في أكبر الحوْزتيْـن ! , .. و على الرَّغـم من إنحـراف
المسـلك الحِواري هُـنا إلاَّ أنَّ الواضـح و المُؤكـَّد هـو أنَّكم لا تـُريدون سـوى تأليـب
النَّاس على سماحة المرجـع السَّـيِّد فضل الله لِيَزدادوا بذلك كُرهـاً له على أسـوأ حال
و قبولاً بما سبـق الإفـتاء به في حقـِّه على أحسن الأحوال ! , .. بمعـنى أنَّ ما جـرى
هُـنا ينفـي حقيـقة وجـود حـوار عقـدي عاقـل و إنَّـمـا هـي إفـتراءات يُقـصـد بهـا
شخـص السَّـيِّد فضل الله بمـنأى عن أفكـاره العقـديَّـة ! , .. على كلٍّ القـارئ يجـب
أن يكون ذكـي و المُحاور يجـب أن يكـون أذكـى و لـنا في صويْحبـنا [ إبن النَّهرين ]
مايكـفي للإتِّعـاظ و الإعتـبار إذ أنـَّه يبحـث عن التَّجمُّعـات التي تُعطـيه إحساساً بصدق
عقيدتـه و لا يبحـث عن الحـق المُجـرَّد من الأكثريَّـة و الأقليـَّة - و هو شأنه عموماً - ! , ..
حقـُّك و نحـترمـك قـبل أن نحـترمـه ! , .. لكـن أن تـتمـادى عليـنا باسـلوب يُستحقـَر بل
يُستـقذَر من أعدائـنا في أي نقـاش فهـو منـك أحقـر و أقـبـح و أقـذر من غـيْرك لأنـَّك
تصـدح بقسـيم الجـنَّة و الـنَّار و أنـت صفـر من أدبيَّاتـه و أخلاقـيَّاتـه التي ماتركهـا حتَّى
مع ألـدِّ خصومـه عـداوةً لـه ! , .. و مع ذلـك فإنـني أحـترم [ إعوجـاجك الفلسـفي ! ] فـي
[ أُطروحـتك العقديَّـة ! ] , .. لكـن ما تُحاول أن تُسقـط بـه سماحة المرجع العلاَّمـة و ترفـع
بـه غيْره على مـبدأ [ لا نُجامـل في عقائدنـا ] هو ذاتـه يُسقطـك ! , .. و كل ما أحتاجه منك
قلـيل من الإنفـتاح على الآخـر و قلـيل من الإرتكاز على الثَّوابـت و عدم التَّحايل في تركيب
العـبارة ! , .. في البدايـة حديثـنا عن كـتاب سماحة المرجـع السَّـيِّد فضل الله [ في رحـاب
دعـاء كمـيْل ] و هو إستقـراء مُكثـَّف لـنصّ الدُّعـاء للخـروج منـه بفوائـد كثـيرة يُمـكن حصرها
في جانبـيْن هُمـا شخصـيَّة الإمـام في عـبادتـه و الآخـر طبيعـة العلاقـة بـيْن العـبد و خالقـه
و لـيس كما يُدَّعـى بأنَّ سماحة المرجـع يستحـقر قدر جـدِّه أمير المؤمنـين علـيه السَّـلام ! , .. و
لأنَّ ما طـُرح هـُنا يُعتـبر [ هـوَس عقـدي ! ] مقـرون بـ [ وسوسة جاهلـيَّة ] أدَّى إلى التَّركيز على
شخـص سماحة المرجـع و إستحـضار ما قد قِـيل بحقـِّه و نسـيان أو تـناسـي صُلب النِّـقاش ! , ..
و إن عُدنـا إلى نـصّ الدُّعـاء نجـد إمـامـنا علي علـيه السَّـلام يقول [ يَاعَالِمَاً لاَّ يُعَلَّمُ , صَلِّ عَلَى
مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ , وَ افْعَل بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ فَإِنَّكَ أَهْلُ التَّقْوَى وَ الْمَغْفِرَةِ , وَ لا تَفْعَل بِي مَا أَنَا
أَهْلُهُ ] و نجد أنَّ سماحة المرجع العلاَّمة يُعقـِّب بعد ذلك واصفـاً حال الإمـام علـيه السَّلام في موضع
العِـبادة و الإنقـطاع إلى الله سُبحانه و تعالى إذ يُعقـِّب سماحة المرجـع قائلاً [ ويختم الإمام دعاءه
بأن يسأل الله تعالى أن يتخذ بحقه ما يناسب ساحة قدسه تعالى من الرحمة، والعفو والمغفرة، لأنه
تعالى ( أهل التقوى والمغفرة ) ، لا أن يأخذه بما يناسب وضعه، لأنه لو أخذه بما يناسب وضعه لما
استحق سوى العذاب ] , .. و إستطراداً في الشَّرح لمن لم يفهم و من يريـد أن يفهم فإنَّ سماحة المرجع
لم يخـرج في سياق تعقيبه عـن النَّصّ لأنَّ قوْل الإمـام علي [ افْعَل بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ فَإِنَّكَ أَهْلُ التَّقْوَى
وَ الْمَغْفِرَةِ ] يُثبـت صِحَّة قوْل السَّـيِّد [ الإمام يسأل الله تعالى أن يتخذ بحقه ما يناسب ساحة قدسه تعالى
من الرحمة، والعفو والمغفرة، لأنه تعالى ( أهل التقوى والمغفرة ) ] , .. أمَّـا الشَّطر الثاني من قوْل السَّيِّد
يحـتاج إلى شـرح أعمـق لأنـَّنا أمـام نفـوس تحـمل المعـنى على أسـوأ الظُّـنون و لا مجال لحُسـن الظَّن
عندهـا ! , .. لذا يجـب أن نـُدرك أنَّ قدوتـنا في عبادتـنا و دُعائـنا و رجائـنا لله سُبحانه و تعالى هـو
النَّـبيُّ مُحمَّـد و من بعـده أهـل بيـته صلَّى الله علـيه و آلـه و سـلَّم فهـم لـم يُزكـُّوا أنفسهـم على الله تعالى
أبـداً و لم يُذكـر أنَّهـم في دُعائهـم و إنقطاعهـم لله سُبحانه و تعالى أنْ إحتجُّوا بمنزلتهـم في الدُّنـيا و
الآخـرة على الله سُبحانه و تعالى فمن ناحـية منطقـيَّة نـُدرك أنَّ العِصمة المُتمثِّـلة في النُّـبوَّة و الإمـامـة
فضلٌ مُسـبق من الله سُبحانه و تعالى على المعصومـين و رحمة منه سُبحانه سبـقت أعمالهـم , .. و مـن
ناحـية تطبيقـيَّة فإنَّ العـبد المُجرَّد من العِصمـة لا يحـق له أن يُقايض الله تعالى بأعمالـه فلولا العدل الإلهي
الذي إقتضى تكلـيف القادر المُستطـيع و الرحمة الإلهيَّة التي شملـت جمـيع الموجودات و الفضل الإلهـي في
توفـيق العـبد لأداء الأعمـال لَمَا كانـت بـنا طاقـة على العِـبادة , .. فإن أخطأنـا نحن و قلـنا بأنَّنا نستـحق
الجـنَّة بأعمالـنا فلا يُمكن و لا يُحتمل من المعصوم أن يقول ذلك لأنَّه يُدرك أنَّ منزلـة العِصمة المُتمثَّلة في النُّـبوَّة
أو الإمـامة تفضـيل من الله سُبحانه و رحمة بعـباده - سواءاً كانـت هـذه العِصمـة تكوينـيَّة أو تشريعـيَّة , ثابته
أو مُكتسـبه , كُـبرى أو صُغـرى - مهمـا إختلفـنا في وصفهـا و توسَّعنا فإنَّـنا نُرجعهـا إلى التَّفضـيل و التَّفضُّل
الإلهـي و لو قلـنا بأنَّ منزلـة العِصمـة مُتاحـة لِكُل [ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى ] فإنَّ قائمـة المعصومـين
ستمـتد إلى مابعـد الإمـام الغائـب - عجَّل الله فرجه الشريف - في تعـداد لا نهـائي ! , .. إذاً منزلة العِصمـة فضل
إلهـي على المعصومـين و من إتَّبعهـم و تفضـيل إلهـي لأشخاص مُحدَّديـن بالنَّص دون غيرهـم و من هؤلاء إمامنا
أمير المؤمنـين علي علـيه السَّـلام الذي يقول في دُعائه سائلاً الله سُبحانه [ وَ لا تَفْعَل بِي مَا أَنَا أَهْلُهُ ] مايعـني
أنَّ أمير المؤمنـين في موضـع العِـبادة لا يُزكِّي نفسـه على خالقـه سُبحانـه الذي وضعـه في تلـك المنزلـة
العظيـمة التي خصَّه الله تعالى بهـا دون غيره , .. و المعروف عن الإمام علي علـيه السَّـلام أنَّه لا يُدرج في سـياق
حديـثه عمومـاً و أدعيـته خصوصـاً مالا يُستـفاد منه لذا نجد سماحة المرجع العلاَّمة يُعـلِّق مُعقِّـباً [ لأنه لو أخذه بما
يناسب وضعه لما استحق سوى العذاب ] و من التَّلاعـب على العـقول أن يُقـال هـذا رأي السَّـيِّد في جـدِّه أميـر
المؤمنـين بل أقـبح من التَّعـرِّي أمـام الـنَّاس في رابعـة النَّهـار ! , .. لأنَّ سماحة المرجع يصف حال الإمـام العـابد الذي
يـرى أنَّ كُل شـيّءٍ من أعمالـه لا يُقـارن بأفضـال الله علـيه و رحمـته بـه و توفيـقه لـه بل إنَّ أعمالـه نِـتاج تلـك
الرِّعايـة و العنـاية الإلهـيَّة فلو جُـرِّد منهـا ما كانـت له هـذه المنزلـة العظيمـة ! , .. و كان الأجـدر بكم أن تبحـثوا و
تتحقَّقوا من قوْله [ ما يُناسـب وضعـه ] فهـل كان يقـصد بـه وضـع العِـبادة أم العِصمـة ! , .. و الأرجـح و الأصـح بـل
الأكـيد أنَّـه وضـع العِـبادة لأنَّ المعصوم لم يكن خارج نِطاق العـبوديَّة لله سُبحانه إنَّما عُصِم عن المعصية و لم يكـُن
فوْق الطَّاعـة ! , ..و هـم عليهـم السَّـلام قد علَّمونـا أن نسـأل الله بأفضالـه عليـنا لا بأعمالـنا و من علَّمـنا أولى بذلـك
منـَّا , .. بإختصار سماحة المرجع السَّـيِّد فضل الله كان في إستقراء مُكـثَّف لدُعاء كُمـيْل يُريدنا أن نستخـلص من هـذا
الدُّعـاء شخصـيَّة الإمـام في عـبادتـه حيـث أنـه في نـصّ الدُّعـاء يتجرَّد أمام خالقـه من كل منزلـة فلا يُزكِّي نفسـه
على خالقه الذي زكَّـاه , .. و يُريدنـا أن نعـرف طبيعة العلاقـة بـين الإمـام و خالقـه حيـث أنـه لا يُوجـِب لنفسـه شيئاً
بعمـله على الرَّغـم من كونـه معـصوم إنَّمـا يُقدِّم الله سُبحانه و تعالى إعترافاً بفضـله علـيه و يضـع نفـسه في موضع
من يرى نفـسه في العـذاب ! , .. إذاً مـاورد في كِـتاب [ في رحاب دُعاء كُمـيْل ] لم يكـُن إلاَّ وصـف منطـقي مُتناسـق بل
مُتطابـق مع أخلاقـيَّات الإمـام و أدبـيَّاتـه في أدعيـته و مُناجـاته لله سُبحانه و تعالـى , .. و لا حقيـقة لقوْل القائـل بأنَّ
ذاك رأي سماحة المرجـع في إمامـنا أمير المؤمنـين لأنَّـه لم يكـن يتحـدَّث من جيْـبه الخاص بـل كان يتحدَّث عن وضـع
الإمـام و طبيـعة حالـه في عبادتـه إستناداً إلى نـصّ الدَّعـاء الوارد عن المعـصوم ! , .. و من المؤسـف أن نصـل إلـى هـذا
المُسـتوى المُتهـالـك فكراً و إدراكـاً ! , ..
تعليق