إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مدمج : المواضيع التي تخص السيد الشهيد الصدر الثاني

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عبد المحسن السيد القائد لم يلوث يده بدم بريئ ابد ومن قال لك ذلك فهو وانت كاذبين اما مليشيات جيش الامام لم يشكلها السيد القائد ابد ولم يغصب احد على الانضمام لهذا الجيش الفطري الذي نبع بفضل الله ليصد الوهابيه والنواصب والتكفيريين عن قتل الشيعه والتنكيل بهم اما عن عبد المجيد الخوئي من قال لك ان السيد القائد قتله او اتباعه ابد انما عبد المجيد وضع يده بيد الكلدار العميل الصدامي والذي كل اهالي النجف الاشرف يشهدون بتاريخه المظلم وعندما ارادوا النيل منه حماه عبد المجيد فلحق به ما لحق بالكلدار وهذا مصير من يكن للخائنين ظهيرا الموت لامحاله ناهيك عن ان عبد المجيد الخوئي لم يدخل العراق الا على ظهر دبابه حبيبي اين كان بزمن صدام لماذا لم يدخل العراق اما عن قولك ان اغلب جيش الامام هم من الحرس الجمهوري فهذا انت اعلم به لانه كان اي شروكي او شيعي يطرد من الحرس الجمهوري واكان اغلب الحرس هم من الرمادي وتكريت وديالى والموصل اي انهم سنه وليس شيعه كذبت بهذه هذه المره ...... لا تلوث افكار الناس بترهاتك عبد المحسن ...... واريد ان انوه هنا اننا ماضون على العهد الذي قطعناها على انفسنا بالقضاء على النواصب والتكفيريين ومن اواهم وزوجهم بناته وايدهم واوجد لهم ارض خصبه ينطلقون منها لقتل الشيعه كائنا من كان ولن يفيده حماية اي احد سواء الامريكان او حكومة المالكي التي اثبتت فشلها الذريع للحفاظ على مقدسات الشعب في سامراء التي هم اغلب اهلها من الحرس الجمهوري الذي تقول عنه ههههههههههههههههه مثلما تدين تدان تذكر هذا واحرص كل الحرص ان تكون مؤدب ولا تمس شخص السيد القائد مقتدى حفظه الله ورعاه لانه تاج على رؤوسكم ورؤس اسيادكم المقبوريين الان ولا تكن للظالمين ظهيرا فيصيبك بعض ما اصابهم تأدب

    تعليق


    • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      ارجو ان لا يكون الاخ العطواني متحسس من صفة (( الاعلمية )) لانها ليست بدعة بل هي المعيار والميزان لمعرفة من يقودنا الى رضا الرب
      والكلام سيكون بنقاط ...
      1-انت تقول ((ياأخوان لم تكفوا عن الصراخ )) ..
      واقول لا نكف عن الصراخ ولا نسكت اطلاقا كما فعلنا بالسابق مع المولى المقدس الصدر (( طيب الله ثراه )) فكنا نقول ونخبر الناس بأن الصدر هو الاعلم وهو الأحق لقيادة الامة ...
      وليس فقط هذا بل كان نفسه (( طيب الله ثراه )) يصرخ ويعلن ويؤكد بأنه (( الاعلم )) على الاطلاق ولم يكن اعلانه هكذا ولم يترك المسألة بدون دليل بل قال (( ان دليلي على اعلميتي هي كتبي وبحوثي الاصولية التي اناقش واعلق فيها على مباني واراء اساتذتي وانقض بعض الموارد بأدلة جديدة فهذا كافي على اني اعلم من غيري )) فأن كان لديك اشكال على (( اعلان المجتهد بأعلميته )) فلا قيمة لأشكالك وكلامك امام كلام ورأي صدرنا المقدس !!!
      2- وتقول (( ،أسالكم بالله وماذا بعد ذلك ؟! ))
      واقول بعد ذلك هو اتباع القائد الاعلم ونقوم بتكليفنا الشرعي ونطيع الله من خلال اطاعتنا الى من نقلد ونتبع والمهم والاهم هو الالتزام بالاوامر الشرعية وبعد ذلك تكون النتائج موكولة الى رب العباد (( ونحن نعمل بتكليفنا الشرعي فأما النتائج فهي على الله ))

      3- وتقول ((إذا كنت ترى نفسك الأعلم فما هي واجبات الأعلم تجاه الأمة))
      فأقول.. ان من اهم واجبات العالم الحقيقي تجاه الامة هو انتشالها من مستنقعات الجهل والظلام الفكري وتصحيح مسيرتها وايصالها الى الهدف الاسمى (( رضا الرب )) من خلال نشر الوعي الديني الحقيقي الذي يربطنا بأمام الحق (( عجل الله فرجه )) ويجعل هذا الارتباط ارتباطا عقائديا لا عاطفي مربوط بهوى النفس ...
      فهذه من اهداف السيد الحسني (( دام ظله )) فلا تنكر!!!
      3- انت تقول ((أم هل نأكل ونشرب ونعي بأعلميتك الأسطورية؟؟))
      واقول .. نعم نأكل ونشرب (( قل من حرم زينة الله )) واما عن اعلمية السيد الحسني (( دام ظله )) فهي ليست كما قلت (( الاسطورية )) بل هي (( أعجازية )) لأنها أعجزت العلماء بالداخل والخارج ولسيدنا مقولة عن الفكر المتين (( كتاب الفكر المتين دليلي على اعلميتي من يجد فيه ركاكة او اشكال فأنا ومن يتبعني نقلده !!!)) وقد اعجز سيدنا الحسني (( دام ظله )) الشيخ اليعقوبي (( دام عزه )) بكثير من البحوث التي انقضها السيد الحسني والامثلة كثيرة على ذلك منها (( الفصل في القول الفصل و الفصل في الفريضة المعطلة )) فما هو _( فصل الشيخ بذلك .. سؤال مطروح ))
      واخيرا وليس اخرا ننور عقولنا بالكلام النور كلام الامام الصادق (( عليه السلام)) ونأخذ العضة والعبرة والدرس والأنتهاج الصحيح

      قال الإمام الصادق (عليه السلام):
      [ ما ولت أمة أمرها رجلاً قط وفيهم من هو أعلم منه إلا لم يزل أمرهم سفالاً حتـى يرجعوا إلى ما تركوا]بحار الأنوار ج10 / باب9 / ص134

      قال الإمام الصادق(عليه السلام) :
      [ من أم قوماً وفيهم من هو أعلم منه أو أفقه منه لم يزل أمرهم في سفال إلى يوم القيامة ))
      ولك مني الاحترام والتقدير
      وارجو ان لا اكون قد اطلت على المطلع الكريم
      التعديل الأخير تم بواسطة درع الصدر; الساعة 29-06-2007, 10:24 PM.

      تعليق


      • الوصية السياسية للشهيد الصدر

        هذا الموضوع ارتأيت نشره لكونه لايخلو من فائدة
        وهو لسماحة المفكر الإسلامي الشيخ عباس الزيدي صاحب كتاب (المسيح المنتظر) و (الصدر ممهداً) وهذا الذي بين ايديكم (الوصية السياسية للشهيد الصدر)


        السلام عليك ياسيدي ومولاي يامحمد محمد صادق الصدر


        الوصية السياسية للشهيد الصدر

        بسم الله الرحمن الرحيم

        فإلى قادة البصرة وشبابها الواعي من أبناء مرجعية الشيخ اليعقوبي أهدي هذا المجهود المتواضع، ولإستذكار هذه الأيام التي وجدت فيها لذة على الرغم من التحشيد الذي قام به الدخلاء والعملاء، إلا اننا بفضل الله تعالى دحرناهم بلا جهد يذكر سوى الاعتماد على ما وعد الله تعالى من نصرة من ينصره، وصبر وصلابة الشباب الرسالي الذي وقف وقفة تستحق أن تخلد، ليس في تاريخ هذه المحافظة فحسب بل في تاريخ هذا البلد.



        الوصية السياسية للشهيد الصدر

        لم يكن الشهيد السيد محمد الصدر من أصحاب رد الفعل التلقائي تجاه أي حدث، ولربما في كثير من تصرفاته وتصريحاته كنا نجد ذلك غريباً علينا، وما كان ذلك إلا لقصورنا عن إدراك المغزى الذي يبتغيه، كان الشهيد الصدر مختلفاً عن جيله تماماً، لأننا قد نجد أحياناً إن الكثير من العلماء فضلاً عن غيرهم يتخذون مواقف يتبين بمرور الزمن خطأها.
        قد تأثر الشهيد الصدر بأمرين:
        الأول: هو النص إذ لم يتخذ موقفاً إلا ووجدنا موقفاً مشابهاً عند الأئمة (عليهم السلام).
        والثاني: العرفان أو الباطن، إذ انه لطالما علَّل الوقائع السلبية أو الإيجابية على أساس الاستحقاق. ومن ذلك عندما أمر بالمسير إلى كربلاء في يوم 15 من شعبان سنة 1419 ومنعت السلطات ذلك، فانه علَّل الأمر بردة الفعل الإلهية بوجود القصور والتقصير في المجتمع، ولم يركز على جهة السلطة، مع ان الذين سبقوه وعاصروه داخل العراق وخارجه في مثل هذه المواقف ألقوا اللوم على السلطة ولم يلتفتوا إلى تقصيرهم وتقصير المجتمع.
        لم يكن يلقي الكلمات على عواهنها، يتكلم بمقدار فيه معنى، يقصده حرفاً حرفا.
        ليس من النوع الحماسي الذي يندفع لهتافات الجماهير، ولم يتأثر لكثرة السواد حوله، كما انه لم يبال عندما كان فرداً وحيداً أو بعد ذلك عندما التحق به تلميذه وخليفته اليعقوبي.
        قبل استشهاده بحوالي شهرين عندما شُنَّت عملية ثعلب الصحراء وكان ذلك في الأيام القليلة التي سبقت شهر رمضان سنة 1419 أواخر 1998، واستمرت بعد ذلك لأيام. إتصل بعض القادة الميدانيين من معارضة النظام في أهوار جنوب العراق بعدد من أئمة الجمعة وكنت أحد الذين اتصلوا بهم، ومنهم الشيخ عدنان السيلاوي وآخرون، فتوجه بعض أئمة الجمعة إلى منزله في النجف الأشرف في الحنانة وذكروا له نية المعارضة الشيعية المتواجدة خارج العراق ولها بعض الاتصالات عن طريق أهوار الجنوب القيام بانتفاضة، وقد طلبوا المساندة للقيام بهذا الأمر وقد ذكروا ضمن ماذكروا ان المجاهدين، كما كانوا يطلقون على أنفسهم، يخشون من القوات الأمريكية، وذلك ان الإعلام أخذ حينها يتجه نحو: ان القوات الأمريكية سوف تسقط النظام، وكانت المعارضة تخاف ان تعتدي عليها القوات الأمريكية، فما هو تكليفنا عند ذلك؟، فأجابهم الراحل العظيم بما مضمونه: الأمريكان لن يسقطوا النظام الآن، وهم لن يقاتلوا المعارضة، فانهم جميعاً يريدون القضاء علينا، وعليكم بالوقوف على التل في هذه المعمعة، .... إلى آخر ماذكرناه في السفير الخامس. وبالمناسبة كان الكثير يطلقون علينا طيلة سنوات 2001 و2002 و2003 جماعة التل.
        ولا يردُ علينا ان هذا الكلام تنبؤ بالمستقبل ذكرتموه عندما سقط النظام، وذلك اننا ذكرناه في كتاب السفير الخامس قبل إسقاط النظام بحوالي سنتين، والكتاب معروف عند الجميع ومنتشر في تلك الفترة سنة 2001 للميلاد، والمهم في الأمر اننا بفضل الله تعالى أخذنا كلامه على نحو الحقيقة المطلقة وتشبثنا به حتى هذه الساعة، وذلك اننا كنا في أرض الغربة، تتقاذفنا أمواج الفتن وطلاّب الكراسي الذين سحقوا بأقدامهم كل القيم من أجل ذواتهم وفئاتهم، ولكنهم خسروا أنفسهم وخسروا الدنيا والآخرة، ولكن بفضل الله علينا لم ننجرف على الرغم من الاغراءات والترهيب، لتمسكنا بوصية الشهيد العظيم من ناحية، ولعدم قناعتنا بمن كان موجوداً هناك، وهم كثير، لأن من يعرف الصدر لا يمكن أن يقتنع إلا بمن هو مثله ومنه، وفي نفس الوقت كان فئة صابرة محتسبة في العراق تقبض على أشد من الجمر يقودها العبد الصالح الشيخ اليعقوبي، الذي لولاه علم الله في أي نفق مظلم كنا.
        ماهو معنى الوقوف على التل بتعبير الأئمة؟
        أفهم من ذلك قولهم (عليهم السلام): كن فيهم ولا تكن منهم. وهو ما سار عليه الشهيد الصدر، ولم ينخرط بالتوجهات الإسلاموية السياسية التي أُسست نهاية الخمسينيات، واعتبره أقرانه شاذاً بسلوكه، فهل هو كذلك؟.
        أعتقد ان الأيام التي نعيشها اليوم أثبتت صحة ما تنبأ به، وأثبتت عظمة هذا العملاق، وان أقرانه ومن عاصروه وعاصرهم قبل خروجه المبارك في انتفاضة 1991، كلهم فشلوا وذابوا، وهو يزداد تألقاً كلما تقدم الزمن ورأينا بُعد نظره.
        والسؤال الآن: هل هذه الوصية لازالت نافذة أم أن زمانها انتهى؟، وهل يوجد تعرض بين قوله (الوقوف على اتل) وبين أمره البديهي باتباع ما تقوله المرجعية؟.
        علينا أن نفهم كلامه (قدس سره) على نحوين:
        الأول: هو وصية إرشادية إلى القيادة الصحيحة، أي ان المرجعية التي ستسير بكم وفق هذا المنهج هي التي تتبعونها، وهذا فيه تفصيل يأتي إنشاء الله تعالى.
        الثاني: انه تكليف لابد من اتباعه في كل الأحوال، وذلك ان قراءة الشهيد الصدر للواقع ناتجة من فهمه للنص وذوبانه فيه، وان هذا التكليف ليس للمقلد فحسب بل للمرجع القادم إذ لا إجتهاد مقابل النص، ولا أبالغ إذا قلت إن أفضل تنظير مستوعب للتكليف السياسي والإجتماعي ما سطره سماحة الاستاذ المربي والمرجع الكبير الشيخ اليعقوبي (دام ظله) في كتابه (دور الأئمة في الحياة الإسلامية)، الذي هو نخبة من الفكر السياسي للشهيدين الصدرين وفكر سماحته.
        نتكلم الآن عن التطبيق العملي لوصيته في عصرنا الحاضر بعد أن تحققت نبؤته ودخلت القوات الأمريكية إلى العراق مع حلفائها وأسقطت سلطة البعثيين، ثم نشخِّص بعد ذلك من تنطبق عليه المواصفات القيادية بعد تجاوزه للفتن واستوعب الأحداث.
        سقط النظام، وقبل ذلك جلست المعارضة بكل فئاتها على طاولة واحدة مع السفير الأمريكي في لندن، وبتأييد ومباركة من الحليف الأول لأمريكا المملكة البريطانية المتحدة، وهو ما أدهش الكثيرين. إذ ليست المشكلة بالجلوس مع الأمريكيين والبريطانيين، ولكن المشكلة من جهات الإسلاموية التي جلست معهم ملأت الدنيا ضجيجاً قبل ذلك عن الاستكبار، والشيطان الأكبر، ولو رضيت عنا أمريكا فعلينا أن نتهم أنفسنا... الخ.
        وذهبت مئات الآلاف من الأنفس قرابين في هذا الاتجاه، ولو انهم اختصروا الأمر منذ البداية لوفرنا على شعبنا تضحيات جسيمة وغالية مثَّلت خيرة شباب علماء الأمة في تلك الحقبة.
        ولكن الشهيد الصدر لم يُخدع بتلك الشعارات لأن منطلقه القرآن وأساسه القرآن وسيرته القرآن وسيرة آل محمد (صلوات الله عليهم) وتوصياتهم، ولطالما ركَّز على العدو الرئيسي (أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك) وكان يعبر عنها بالأخطبوط أو التنين ذي السبعة روؤس.
        المهم ان الاتجاهات الإسلاموية السياسية دخلت في اللعبة وقدمت على الدبابات الأمريكية، متناسين أنهم سيواجهون جراح شعب طالما اعتبرهم قادته وحملة همه ومن سيضع البلسم على جراحه.
        نناقش (الوقوف من التل ) من ناحية سياسية:
        الأحزاب والشخصيات الإسلاموية التي جاءت من خارج العراق على أطياف مختلفة:
        منها: منضوية تحت ايديولوجية سياسية حاكمة أي تابعة، مع ان الايديولوجية المعنية كانت ولازالت تعتبر أمريكا العدو الأول.
        ومنها: أحزاب دينية تغييرية، وهو تعريف أو عنوان يحمل في طياته الكثير، فما هو معنى: دين تغييري؟
        بإختصار إن أهدافه تغيير أفكار ومعتقدات دينية قبل أن تكون سياسية، وقد عبَّروا عن ذلك بالتدخل في العقائد ونقدها والسخرية منها.
        ومن نِعم الله إن هذا الحزب مما رفضه شهيدنا العظيم منذ التأسيس، واضمحل وجوده وأصبح يقتصر على أشخاص لا يتعدون العشرة أنفار يعتاشون على الوجودات الأخرى كالطفيلي.
        ومنها: شخصيات متفرقة يمثلون مؤسسات معينة أو يمثلون أنفسهم لغرض تكوين مستقبل لأبنائهم حيث ان أُسرهم لازالت تقطن أوربا حتى هذه الساعة.
        فما هو مصير هذه الكيانات حسب قراءة واقعية مستفادة من التجارب الماضية؟.
        إن تكرار التجربة الإيرانية مستحيل لسبب بسيط: ان الذين يحملون هذا التوجه جاءوا بأجندة أمريكية، وشعار الثورة الإيرانية يناهض منذ التأسيس كل ما هو أمريكي، أضف إلى ذلك ان قادة الثورة في إيران استلموا السلطة منذ اللحظة الأولى لإنتصارها.
        وكانت الظروف التي رافقت إسقاط النظام في العراق بمثابة المرحلة التي قصمت ظهر البعير، ناهيك عن الإستئثار واللهاث المسعور بسباق حول أيهم سيقضم أكبر قطعة من الكعكة (مع مقتي الشديد لهذه اللفظة ولكن القوم في السلطة ما فتأوا يكررونه).
        إن أقرب تجربة مشابهة للتجربة العراقية أفغانستان وهي باختصار:
        دعمت بعض الدول العربية والإسلامية وكذلك الولايات المتحدة المجاهدين أي الأحزاب والقيادات الإسلامية التي كانت تقاتل ضد النظام الشيوعي في أفغانستان (حكومة نجيب الله) والهدف الأمريكي واضح وهو إيقاف زحف ونفوذ الإتحاد السوفيتي، ولعل ما يقرب من هذا السبب قد حصل قبل ذلك في المنطقة؟؟؟.
        وعندما نجح المجاهدون في إسقاط نجيب الله شكَّلوا حكومتهم، وكان صبغة الله مجدَّدي أول رئيس مؤقت لأفغانستان، بعد ذلك تولى برهان الدين رباني الرئاسة وشاركه حليفه شاه مسعود، وبدأ النزاع بين رفاق الأمس وواجههم قلب الدين حكمتيار، ودُمِّر من أفغانستان ما نجى من الحرب الأولى، ولم تفلح كل الجهود في إيقاف الحرب، والغريب أنهم قاتلوا حكومة نجيب الله لأنها ملحدة شيوعية، أي في سبيل الله حسب المفروض، أما قتالهم مع بعضهم ففي سبيل السلطة، وأُزهقت الأنفس بين أبناء الدين الواحد بل والمذهب الواحد، وظهرت النعرات الطائفية والقومية، فسمعنا لأول مرة بالبشتون والأوزبك وغير ذلك، وسبق أن شاهدنا هذا المشهد في لبنان عندما سفكت الدماء بين أبناء المذهب الواحد ليس من أجل الصلاة أو الحج أو التوحيد أو الإمامة بل من أجل الإستحواذ على مكاسب سياسية ومواقع.
        بعد أن يأست الأطراف من الفئات المتناحرة في أفغانستان من سيطرة طرف ما أو تكتل ما قامت الولايات المتحدة بدعم وجود جديد (طالبان) أي طلبة العلوم الدينية السلفية المستقرين في باكستان والأفغان العرب (القاعدة)، إسامة بن لادن وأتباعه، وهُزمت الفصائل الأفغانية، وهذه المرة أيضاً كان القتال في سبيل الله؟؟! وصرح بيل كلينتون ان الطالبان ليست منظمة إرهابية، وأُسست دولة طالبان فكانت وبالاً على الولايات المتحدة، إذ في التاسع من أيلول سنة 2001 كانت حادثة برجي التجارة في نيويورك، فأصبحت طالبان العدو الأول، فعادت الولايات المتحدة بإدارتها الجديدة من المحافظين الجمهوريين لدعم الفصائل الأفغانية ولكن بأجندة لم تظهرها إلا بعد إسقاط حكومة طالبان، وما أسرع ما غادر رباني وحكمتيار أفغانستان، وتمت تصفية شاه مسعود قبل ذلك، وجاءت حكومة أفغانستان الجديدة، وأصبح شعار العهد الجديد في العراق بعد إسقاط النظام البعثي (من هو كرزاي العراق؟).
        وهنا ألفت نظر القارىء ان الديموقراطيين زمن بيل كلينتون دعموا القاعدة وساعدوها على تكوين دولة طالبان، ومن المظنون انهم إذ ما وصلوا إلى السلطة مرة أخرى فسوف يدعمون الإتجاه السلفي في العراق وهناك إشارات تدل على ذلك. أما الجمهوريون فانهم غالباً من المحافظين وهؤلاء يكون عادة من المتدينين البروتستانت أو من أتباع ما يسمى (المسيحية الأصولية) مثل ريغان وبوش الأب وبوش الأبن، وهم أشد مايبغضون التوجهات الدينية المتشددة لأسباب سبق أن فصلتها في كتاب (المسيح المنتظر، مقارنة بين تفسيرين ومنهجين).
        هناك فرقاً مهماً بين أفغانستان والعراق، وهو ان الأطراف التي قاتلت في أفغانستان وتعاقبت على السلطة بعد حكومة نجيب الله كانت كلها خارج أفغانستان، وكلها دعمت من قبل الولايات المتحدة، ولم تكن هناك جهة تنافس هذه الفصائل داخل أفغانستان، فكان طرفي الحبل بيد الحكومة الأميركية، أما في العراق الحال مختلفة وستكون بمثابة كابوس لحكومة جورج بوش والجمهوريين، وذلك ما أقرَّ به بعد ذلك السفير بول بريمر حينما واجه العاصفة إذ سمعناه يخاطب الأحزاب العراقية بكل فئاتها: أين هي جذوركم في الشارع العراقي؟.
        لقد عرف بريمر الخدعة ولكن بعد فوات الأوان لم يكن أمامه سوى الفرار قبل أن يصبح الخروج من الوحل مستحيلاً، ولكن ذلك لن ينقذ رئيسه بوش وفريقه إذ بعد كولن باول لن يكون رامسفيلد هو الأخير، إذ ان بيلوسي والديمقراطيين عازمون على الاطاحة ببوش مهما كان الثمن وما أسرع ما ستنسحب القوات الأمريكية من العراق مخلفة ورائها ركاماً لن تستطيع أي مصالحة أو ايديولوجيا بشرية من تنظيفها.
        (سذاجة وغباء) هذا ما وصف به جلال الطالباني تصرفات القوات الأمريكية، وأنا متفق معه في ذلك الوصف تماماً لكن ليس إلى حيث يذهب فهو يعتقد إن الملف الأمني إذا صار بيد الأكراد والشيعة (حلفائه من الشيعة طبعاً) فان العقدة سوف تحل، ويصبح العراق بستان قريش وتتحقق جنة الأحلام مرة أخرى، ولكن منتك نفسك في الخلاء ضلالاً.
        لقد اعتمد الأمريكان على تصويرات أحمد الجلبي للوضع في العراق، وعلى القواعد الشعبية الطويلة العريضة الوهمية للحركات الإسلاموية، والحكمة والحنكة الخادعة التي نتجت عن ثرثرة قيادات أقدم الأحزاب الإسلاموية في العراق، وقد بنى الجميع قصوراً على الرمال، حتى بات أحدهم يحلم أنه القائد الذي لا يجارى وآخر ظن انه سيكون خميني جديد مع انه يعتاش على أمجاد أبيه بعد أن عاش متنعماً 23 سنة خارج العراق، ولا نعدم حالمين بمثال هوشي أو غاندي أو من لست أدري.
        لقد كان ينتظرهم في العراق كابوس ظنوا أنهم تخلصوا منه، انه (محمد الصدر) ولابد هنا أن نستذكر مقولته ذات المعنى: (هدمت مخططات ألف سنة)، وبعد نوم هادىء حلم فيه القوم أحلاماً وردية بالجاه والسلطة والأتباع ونثر الأموال على طريقة هارون العباسي استيقظوا فإذا هم فيه حيص بيص، وليس بيوم بعيد عندما نراهم الواحد تلو الآخر ينسلون إلى بلدانهم التي استبدلوها بالعراق منذ عقود، وهذا وعد أُذكركم به إذا أطال الله في عمري وسيكون كلامنا عندها بمستوى آخر.
        هل سيكون مصير الفصائل العراقية كمصير الفصائل الأفغانية، أم ينتظرهم مصير آخر؟، وإذا كان ذلك فما هي ملامحه ومن أي جهة سينطلق؟.
        إن البلدان المحيطة بأفغانستان تختلف علاقتها عن البلدان المحيطة بالعراق، فهناك دول الاتحاد السوفيتي السابق وهي ليست بحاجة إلى مشاكل إضافية بعد أن خرجت شبه منهارة إقتصادياً وسياسياً من دكتاتورية البروليتاريا، وباكستان حليفة الولايات العامل الرئيسي في المعادلة الأفغانية، وإيران الجار الحذر الذي تجنب بذكاء مواجهة غير مجدية مع طالبان أضف إلى ذلك قلة وضعف الشيعة في أفغانستان وعدم وجود عمق ذي أهمية لا من الناحية الدينية أو السايسية كما هو الوضع مع العراق.
        أما الوضع في العراق فمختلف تماماً، فالعراق الذي حكمه السني لقرون ليس من السهل أن تأتي الشيعة فتضع اليد عليه خصوصاً أن دول الجوار سنية لن تسكت على ذلك، وليس معنى هذا رفضهم تماماً أن يكون رئيس الحكومة شيعياً، فقد أصبح هذا الأمر مفروغاً منه، ولكن لابد أن يكون شخصاً فيه مواصفات مقبولة عربياً، والأصح شخصية وطنية حسب التعبير المتعارف اليوم، وهو رجل لايقدم مصلحة على مصلحة بلده وشعبه، ويتعامل مع جميع المكونات على نحو واحد، وشرطهم الرئيسي أن يكون عربياً ليس موالياً لإيران، ولن تهدأ العرب مادام هناك نفوذٌ إيرانيٌ مستحكمٌ ومتنفذٌ في الحكومة كما هو الحال الآن، من جهة أخرى فان إيران الجار العنيد الذي يستشعر الخطر من وجود حكومة موالية للولايات المتحدة لن تسكت على تنحية حلفائها أو أتباعها ممن أنفقت أموالاً طائلة على تعزيز دورهم ورعايتهم، وهاهي سوريا التي تشعر ان الدور سيكون دورها بعد العراق نجحت مع الأخرى حليفتها في إفشال التجربة الديمقراطية، بل أصبحت ديمقراطية العراق تجربة مرعبة تفضل شعوب دول الجوار البقاء على الدكتاتورية على خوضها.
        الكرة الآن في ملعب العرب ولن تمانع الولايات المتحدة وحلفائها من مساندة العرب، وليس انهم يساندون العرب برغبتهم، بل للخروج من هذا الجحيم، وقد نجح الضغط العربي، وقد أصبح العرب قاب قوسين من إرسال قوات عربية إلى العراق، وهو أمر ليس بهذه السهولة خصوصاً ان الجيوش العربية التي ينوون إرسالها على الرغم من انها تقدم تحت مظلة الأمم المتحدة إلا ان الحقد ضد الشيعة بسبب الحرب الطائفية لن يجعل مهمة هؤلاء العرب نزيهة مطلقاً، وسوف تغض النظر الأمم المتحدة والولايات المتحدة عن المجازر المتوقعة تحت عنوان القضاء على العناصر المسلحة، وهناك أنباء لم تؤكد الآن عن وجود مراكز للتطوع لتجهيز جيش عربي سني في بعض دول المغرب العربي، وقد اقترح ان تكون هذه القوات إسلامية عربية وغيرها أي تشمل عدد من دول أسيا وأفريقيا، وأن لا تشارك دول الجوار العراقي بهذا الجيش وهو طلب منطقي.
        ولن يكون هناك في المواجهة سوى من كان موجوداً قبل إسقاط النظام البعثي، وستنشأ معارضة جديدة، إذ ان الأوائل الموجودين حالياً في السلطة سيتنحون بعد فشلهم، وهم مستعدون للفرار منذ الآن حيث هرَّبوا مبالغ طائلة خارج العراق إلى أرصدتهم.
        أين هو (الوقوف على التل) في ذلك كله؟، وماذا ينتج عن الوقوف على التل؟، وماهي الخيارات التي تركها لنا الشهيد الصدر؟، إذ مجرد تصور أن يكون الشهيد الصدر وجهاده وثورته الفكرية العظيمة ستندرج ضمن أخبار من غبر فهذه تضحيات جسيمة ذهبت عبثاً، وهذا محال في الحكمة الإلهية. وبغض النظر عن الحكمة الإلهية وما قد ينتج عن ذلك من اتهامنا بعدم الواقعية واننا نعيش في الغيب، لنلق نظرة على المشهد العراقي وليأتنا بالحل من يستطيع، وهيهات.
        ترك لنا الشهيد الصدر في إحدى وصاياه حول القيادة الإسلامية خيارات ثلاث:
        الخيار الأول: لا يستطيع النظر في أمور الشعب العراقي، ولن يستطيع الرجوع إلى العراق، وهذه هي كلماته (قدس سره). وتاريخياً هذا الرجل فارق استاذه بداية السبعينيات بعد خلاف حاد على مسألة سياسية، وهي ان السيد محمد باقر الصدر أفتى بحرمة الإنتماء إلى حزب الدعوة الذي كان أحد مؤسسيه، وخصَّ هذه الحرمة بطلبة الحوزة، ولكن صاحبنا رفض الإنصياع لهذه الفتوى، ورحل إلى إيران ليكمل مشواره السياسي الذي تكلل آخر الأمر بطرده من هذا الحزب، وهي قصة لسنا بحاجة إلى سردها لأنها لا تساوي سطرين من الكتابة، ويمكن مراجعة كتاب التباكي (قرار الحذف) للتعرف على كيفية وأسباب طرد هذا الفقيه من الحزب.
        وهناك الاختلاف في النهج حيث ان الحائري من المشهورين بسهولة الإفتاء بالقتل وكتابه سيء الصيت (دليل المجاهد) خير دليل على ذلك، بل أصبح يتندر عليه الكثير، أضف إلى ذلك هو من المحتقرين إلى العرفان أو الباطن، حسب الواضح عن الشهيد السيد محمد الصدر ومن قبله أئمة أهل البيت (لا ظاهر إلا بباطن ولا باطن إلا بظاهر).
        إن الواضح ان السيد الصدر قد وضع هذين الشرطين كقيد للرجوع إليه، أي شَرطي الرجوع إلى العراق والنظر في أمور الشعب العراقي، ولا حاجة لإطالة الحديث حول هذا الخيار فقد انحسر تماماً عن الساحة ولا أثر له إطلاقاً، خصوصاً انه في الانتخابات الماضية لم يحرز ثلاثين ألف صوت وانتهى أمره إلى غير رجعة، وأصبح صوت دعوته بمثابة من يغرد خارج السرب، وهاهي نبؤة أخرى للشهيد الصدر فان الرجل لم ولن يعود إلى العراق، وحتى لو عاد فبعد فوات الآوان.
        الخيار الثاني: هذا الخيار لا يمتلك سوى طيبة القلب على حد تعبير الشهيد الصدر، وهو جانب إيجابي إلا انه ليس كافياً حتماً بالتكفل بشؤون المجتمع وأثبتت الأيام ذلك، فلاحاجة لذكر المزيد.
        الخيار الثالث: ثمرة حياة وجهاد السيد محمد الصدر، وأقطع ان الشهيد الصدر عندما ذكر الخيارين الأولين لحماية تلميذه اليعقوبي، وهذا ما استفاده الصدر من سيرة الأئمة أيضاً، ففي حادثة مشابه عندما توفي الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) أوعز طاغية زمانه أبو جعفر المنصور إلى واليه على المدينة داود بن علي: أنظر إلى من أوصى جعفر بن محمد فاضرب عنقه. فوجدوه قد أوصى إلى خمسة: أبو جعفر المنصور، داود بن علي الوالي، إمرأة من نسائه، عبد الله بن جعفر ابنه، وموسى بن جعفر ابنه وهو الإمام من بعده. فقال المنصور: ليس إلى قتل هؤلاء سبيل. وبذلك حافظ الإمام الصادق على وصيه والإمام من بعده. ونلاحظ ان الشهيد الصدر كان في تقية أكثر من الإمام الصادق، لذلك لم يذكر هذا الثالث في الموضع، واكتفى بقوله الذي ننقله بالمضمون: السيد الحائري الأعلم الآن، له باب وجواب، لربما في السنوات القادمة يكون أحد طلبتي ليس مجتهداً فحسب وإنما يكون الأعلم فيجب الرجوع إليه قيادة وتقليداً. وهذا مقتضى الحكمة الإلهية للحفاظ على وليه قال: (الآن) أستطيع أن أقول المرشح الوحيد من حوزتنا هو الشيخ محمد موسى اليعقوبي، إذا بقيت الحياة وشُهد له بالاجتهاد فإني لاأعدل عنه إلى غيره. هو الذي ينبغي أن يمسك الحوزة من بعدي.
        وأعتقد ان الكلام حول اجتهاد ومرجعية الشيخ اليعقوبي أصبح من الماضي، خصوصاً وانه قد حصل على شهادة اثنين من علماء حوزة قم من دون أن يطلب ذلك، وحتى من دون هاتين الشهادتين فهو في غنى عنهما تماماً بعد أن اصبح اليوم أبرز وأهم وأكفأ مرجعية إسلامية.
        صحيح ان وصية الصدر الأخيرة هي الوقوف على التل، ولكنها ليست الوحيدة، فقد دأب (قدس سره) طيلة سنواته الفكرية والعملية في التركيز على تربية المجتمع، وسوف تأتيه الرحمات الإلهية تباعاً، وهنا أنقل نصاً سياسياً أثار جدلاً حينها. قال كما في كتابه (أضواء على ثورة الحسين):
        ان الأصوب والأحجى لكل جيل هو أن ينظر إلى تكليفه الشرعي أمام الله سبحانه، هل هو التضحية أو التقية، ولا شك ان التكليف الغالب في عصورنا هذه- عصور الغيبة الكبرى – هو التقية وليس التضحية، لمدى تألب الأعداء وترصدهم في العالم ضدنا من كل صوب وحدب. بدون وجود طاقة فعلية عند ذوي الإخلاص لمقابلتهم ومضادتهم، ومن تخيل فيه هذه القابلية فهو متوهم سوف يثبت له – أعني بالتجربة –وهمه. والأفضل له العمل بالتكليف الفعلي وهو التقية المنتجة لحفظ أهل الحق من الهلاك المحقق في أي نقطة من نقاط هذا العالم المعروف.
        وبحكم معاصرتنا له وسيرنا في ركبه، مع أن الكثير من الأمور لم نفهمها إلا بعد سنوات من شهادته، فقد لاحظنا حرصه التام على الدماء وكان شديد الاحتياط في ذلك، وكان ينظر إلى معظم الثورات المسلحة بعد ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) بغير إرتياح، وحتى لو كان يحسن الظن ببعض الثائرين كأشخاص صالحين فليس من الضروري أنه موافق أو مؤيد فكرياً لثورتهم، لذلك من النادر أن تجد فتوى أو توجيه يؤدي إلى سفك دم، أما ما قد يقال حول تصديه لإنتفاضة شعبان / آذار سنة 1991 فهو لم يأمر بها وإنما قامت الناس كان لا بد من قائد ينظم أمورهم بعد تخلي الآخرين عنهم.
        وحتى نقف على منهجية اليعقوبي (المرجع) نحتاج إلى مراجعة الأحداث ما بعد استشهاد السيد الصدر، أي ساعة الإستشهاد ليلة السبت 19/2/1999، وبعد ذلك التحدي الكبير أي المواجهة السياسية التي لا تثبت عبقرية اليعقوبي كمرجعية فقهية لها قدرة مذهلة على إدارة العملية السياسية فحسب، وإنما هذا المسير المستقيم الذي يمكن إعتباره نظاماً واحداً بدأ به الشهيد الصدر،وحمله بجدارة لا تقل عن استاذه، ولعلي لا أبالغ إذا قلت ان زمن اليعقوبي أشد ضراوة من زمن استاذه، مع انه لو كان موجوداً (قدس سره) لما زاد أو أنقص، والأكثر من ذلك ان الإمام الصادق لو كان موجوداً لما فعل غير ما فعله اليعقوبي، كما عبَّر (دام ظله) في إحدى المناسبات.
        في تلك الليلة السوداء عندما جاءوا إلى الشيخ بنبأ إغتيال السيد الصدر لم تكن ردة فعله كردة فعلي وغيري، كنت وأمثالي لا نفكر إلا بالانتقام، وفعلاً هذا ما حصل فخسرنا ما لن يعوض، كنا نرضي أنفسنا بالانتقام فهو تفكير لأنفسنا، أما الشيخ فكان يفكر لأمته، وإكمال البناء الذي لم يكتمل، وهذا هو فرق الشهيد الصدر عن غيره، وهو ما يفرق الشيخ اليعقوبي عن غيره، حمل جثمان استاذه، وجرحات قلبه أثقل من الجثمان العظيم، صلى عليه ودفنه، ومن الصباح توجه إلى حيث يجب، ومرت الأيام عسر بعسر، ولكن رؤيته تذهب كل حزن، بهدوءه الملائكي، بقوة قلبه عند مواجهة جلاوزة النظام، تجاوز كل ذلك بصبر الأنبياء، تكفل رعاية وأبوة قطاع كبير من الشعب كان في طور المراهقة من حيث الوعي والتربية، ولم تكن المهمة سهلة فالتحديات والمواجهة لم تكن مع النظام المتسلط فحسب، فان روح الاندفاع والحماسة التي نشأ عليها جيل لم يفرغ منه استاذه كانت أكبر من تحدي السلطة، وأغدق على المجتمع بسيل من الفكر، ابتداءاً من أشرطة التسجيل إلى الفتاوى والمنشورات المبسطة التي تناولت كل ما يهم المجتمع، ولكن كان بانتظاره تحدٍ أعظم من كل ما سبق.
        وبعد اللتيا والتي سقط النظام، فسارع إلى تشكيل جماعة الفضلاء وكان الغرض منها أن ترفع عن كاهل الحوزة عناء الدخول في أمور كان من المفترض أن تتنزه عنها، ولكنهم أعرضوا بوجوههم عنها وعنه، ولكن ذلك لم يفت في عضده فمضى قدماً، وبارك تشكيل ممثل سياسي عن أبناء الشعب لأنه كان يدرك ان التشكيلات السياسية التي قدمت من خارج العراق لم تكن تفكر إلا في مصالحها الخاصة، وهدر بخطاب المرحلة الذي قال عنه أحد كبار السياسيين العرب (هذا ما نحتاج إليه)، وقد مثَّل خطاب المرحلة العلاج للمشكلة المرحلية، وقد استخدم السياسيون خطاباته بعد أن لم يجدوا غيره، عندما طُرح مشروعه السياسي جاء إليه ممثل أحد المرجعيات، وهي المرجعية التي شنت عليه بعد ذلك حرباً لكنها بفضل الله خاسرة، وطلب منه مشروعه السياسي على أن ينزل باسم مرجعيته فلم يعترض على ذلك، وقال لي شخصياً: المهم أن يستفيد المجتمع وليس أن يكون اسم اليعقوبي أو الحزب الذي يرعاه في الواجهة. وعندما جاء الأخضر الإبراهيمي إلى العراق اجتمع بسياسيي العراق وطلب منهم أن يقدموا مشاريعهم السياسية فقدم حزب الفضيلة مشروعه، وجاءت الأحزاب الأخرى وليس بأيديهم غير مشروع الفضيلة، ونقل عن الإبراهيمي قوله: ألا يوجد غير مشروع الفضيلة. وتم اعتماده وجرت الانتخابات وفق ما أُقتُرح في هذا المشروع. وهكذا مرت أربع سنوات كان سماحته فيها وافر العطاء، ولكن أخوة يوسف نظروا إليه بشكل آخر.
        انهم يثقون بدينه وعقليته، ولكنهم لم ينظروا إليه بصفته ثروة إسلامية ووطنية، بل نظروا إليه كخصم ومنافس لا بد من تحجيمه، لأنهم ينظرون إلى العباد والبلاد على أنهم ارث استحقوه من آبائهم، حتى انهم يعبرون عن ذلك بقولهم: نحن تعبنا واسسنا منذ الستينيات والآن يأتي اليعقوبي وأتباعه ليسحبوا البساط من تحت أقدامنا ويقطفوا ثمارنا. وبتعبير الأئمة (يتخذون مال الله دولاً وعباده خولاً).
        وبدأت مواجهة من نوع آخر، وهناك أمر لمسته بوضوح ورأيت الكثيرين ممن يشاطرني فيه، لاحظت انهم ينظرون على ان كل من لم يكن خارج العراق فهو ان لم يكن بعثياً فهو مهادن للبعثيين، فهو منهم وفي أحسن التقادير فنحن أطفال على السياسة وإدارة البلاد، وهم الأخوة الأكبر والأعلم والأقدر، كما سمعت ذلك حرفياً من عدد من المتواجدين في لندن ممن يسمون بالدعاة وهو مصطلح لا يقل كذبة عن أخواته. وليست حرب هؤلاء للسيد الشهيد محمد الصدر ببعيد عنا وهم نفس الأشخاص والكيانات، ولازال الكثير منهم يكن للشهيد الصدر الحقد نفسه، فانه غيَّر الحال ما لم يتوقعوا، إذا أصبح من المحال أن يُخدع الجميع.
        تعاملوا باستهانة أول الأمر مع مرجعية الشيخ اليعقوبي، وأرداوا أن يهمَّش تماماً مع أبنائه، وعندما أظهر شيئاً يسيراً من القوة انقلبوا على أعقابهم خاسرين متنازيلن، ومن أمثلة ذلك ما جرى في المرتين السابقتين للانتخابات عندما ارادوا إلغاء وجوده وممثليه سياسياً، وظنوا أنهم بمجرد أن يلقوا إلينا بالفتات فسنكون من الشاكرين ونقع على أيديهم المتسخة الملوثة لنلثمها متبركين، ولكن تفاجأ برد سماحته وأعطوه ما أراد.
        ولكن هل هذا هو ما يريد حقاً؟، من كان يظن ذلك فهو متوهم لا يفهم من سلوك المعصوم ونائبه شيئاً، تعامل مع الهيمنة التي شملت كل نواحي الحياة تقريباً من قبل الأحزاب والمنظمات والحركات الإسلاموية، بكل هدوء، وقد كانت الناس يطرحون عليه شتى الأسئلة: شيخنا ان الفلانيين قد سيطروا على المناصب الفلانية، والأجهزة الفلانية، والأراضي الاستراتيجية، وسيطروا على الأضرحة ونهبوا أموالها و و و و. فاجابهم: لا بأس، هذا جيد، ليجربهم المجتمع وليرى ما هم عليه من واقع حالهم. وهذا تطبيق أيضاً لنص أساسي يخص دولة العدل القادمة، روي عن الأئمة (عليهم السلام) ما مضمونه:
        (لابد لكل فئة من الناس أن تملك قبل ملكنا حتى لا يقولوا إذا رأوا سيرتنا وعدلنا: لو ملكنا لسرنا بسيرة هؤلاء).
        إن المشكلة ليست في الإسلام والقائد بل المشكلة في المجتمع وتدني مستوى الوعي، عندها ليس هناك من حل سوى أن يجربوا من يحسنون الظن بهم حتى إذا فشلوا عندها يتوجه المجتمع تلقائياً للحق وأهله.
        (كن فيهم ولا تكن منهم) سار عليها اليعقوبي لأن حسن الظن مفقود، إذ ليس من الصحيح المجازفة بجهود ودماء الأنبياء والأئمة والخيرة الصالحة من قادة الأئمة طيلة أربعة عشر قرناً، وتسليم مقاليد الأمور بيد من خبرناه ونحن أعلم به من غيرنا، فوجدناهم كما قال السيد الصدر : أناس ماكرين وطلاّب دنيا.
        والحبل الذي نتصل به معهم لن نقطعه من جانبنا إلا متى ما استشعرنا خطراً على المشروع الإسلامي، وهذا المشروع هو بناء الإنسان قبل بناء الدولة.
        لم تقم دولة المدينة على يد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على أساس التخويف والحدود والقصاص، وليس على أساس القتال، وهذا سوء فهم خطير أدَّى إلى ما نراه تطرف واستهانة بالدماء. ان الله تعالى بعث الأنبياء ومعهم الشرائع من أجل الانسان ومن أجل سعادة الانسان.
        ولو عدنا قليلاً إلى الوراء أي في مرحلة مكة التي امتدت ثلاثة عشر سنة لرأينا ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يدعو إلى دينه بالحكمة والموعظة الحسنة، ولم تكن هناك نية للقتال، وليس ذلك لأن أتباعه قلة مستضعفون، وإنما لأن أساس دعوته هي بالحكمة والموعظة الحسنة، نتأمل سورة (الكافرون) إلى قوله تعالى: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)، فلو افترضنا ان أهل مكة لم يؤذوه ولم يؤذوا أتباعه وتركوا لكل انسان الحرية في اختيار أي الدينين يختار، وبقوا هم على دينهم ولم يستجيبوا له، فهل كان يقاتلهم؟، بالتأكيد ما كان ليفعل، لأنه يقول (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)، أُريد أن أقول إن هذا الوهم الذي يسعى إليه العديد من الاتجاهات الإسلاموية، وهو إقامة حكومة إسلامية مجرد حلم ستكون نتائجه وخيمة، وستكون ردة الفعل عنيفة تجاه الإسلام وتعاليمه، لأن دولة الإسلام لا تتحقق إلا ببناء الإنسان.
        وهنا أسأل ما هي الدولة التي يريدها الإسلام؟، هل هي وصول رجل دين إلى السلطة؟، هل هي إقامة الحدود؟، هل هي المساواة في التوزيع أم على أساس الاستحقاق أو المجهود؟، كل هذه الأمور تتنجز عند بناء الإنسان، وحتى الدين لا يقف حائلاً دون تكامل إنسان ينتحل ديناً ما، وقد وقفت كثيراً أمام كلمة وحادثة تعامل معها المفكرون الإسلاميون بلا مبالاة. كلنا يعلم ان المسلمين عندما تضايقوا في مكة أمرهم رسول الله بالهجرة إلى الحبشة وقال كلمة أجمعت عليها مصادر التأريخ من كافة المذاهب قال (صلى الله عليه وآله): اذهبوا إلى الحبشة فإن فيها ملكاً لا يُظلم عنده أحد.
        مع الأخذ بنظر الاعتبار ان ملك الحبشة هذا كان مسيحياً، فأين هؤلاء المتطرفون الذين لم يكتفوا بالتكفير فاولغوا في دماء الخلق من مسلمين ومسيحيين وغيرهم ولم يسلم منهم دار العبادة ولا غيره، ان النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لم ينظر إلى دين النجاشي بل نظر إلى عدله.
        ان مجرد كونه مسيحياً لا يكفي، فهذه دولة بيزنطة تحكم بلاد الشام على مقربة من الحجاز، وكان فيها من يتكلم العربية بخلاف الحبشة، ولم يكونوا مضطرين لركوب البحر، وكانت دولة مسيحية، مع ذلك لم يوجه النبي أصحابه للذهاب إلى الشام، لأنه نظر إلى العدل وليس إلى الدين.
        نعم متى ما اجتمعت الصفتان في شخص فبها ونعمت، فمنذ استشهاد أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وأهل العراق يشترطون على من يخرج ويطلب نصرتهم (نبايعك على أن تسير فينا بسيرة علي بن أبي طالب)، فهل كانوا يطلبون محالاً أو أمراً عسراً؟.
        بكل بساطة كان علي يقسم المال بالسوية (لو كان المال لي لسوية بينهم فكيف والمال مال الله). لقد كان يساوي في المنزلة بين العرب والموالي الذين يسمون (الحمر أو الحمراء) وهم الأنباط أي الآراميون أي سكان العراق الأصليون، بل لقد فضلهم في بعض الأحيان واصبحوا من أخص أصحابه كميثم التمار وسلمان المحمدي وقنبر، وذلك لتقواهم وعلمهم، وقد جَبَهَ الأشعثَ بقوة عندما قال له: يا أمير المؤمنين غلبتنا عليك هذه الحمراء. لأنه (عليه السلام) قربهم منه فصاروا يحدقون به في حِلِّهِ وترحاله.
        يحاول البعض أن يلتف على النص لكي يثبت صحة نظرته وليبرر الدماء التي تنزف من دون حساب، سمعت أحد السلفيين في برنامج على إحدى الفضائيات يحتج على آخر بوجود القتال منطلقا من قوله تعالى ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَْرْضِ). ولعدم معرفة الآخر بما يجيبه فقد سكت، مع ان في النص ما يدل على ان القتال لا يكون إلا بأمر وذلك قوله جَلَّ وعلا (ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ) فمن هو القائل؟، ان النص يقول بوضوح: يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قال لكم رسول الله انفروا وقاتلوا تثاقلتم. ولكن حتى لا ينحصر الأمر برسول الله فيشمل الخلفاء من بعده فيكون القتال بأمر شرعي قال النص (قيل) ولم يقيده برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ لم يقل (إذا قال)، ولكن من هو الذي يقوم مقام رسول الله في يومنا هذا؟. هل هو إسامة بن لادن أو الزرقاوي أو من يفتون صباحاً ومساءاً بإباحة دماء الشيعة، أو من يصدرون إلى العراق فتاوى قتل السنة، هل يوجد أحد من هؤلاء له جرأة ويقول أنا منصَّب أو مستحق لمقام رسول الله؟. ان الذين تربوا على يد الصدر يعلمون يقيناً إحتياطه في الدماء، ولكن الدعاية السياسية المغرضة التي يحاول بعض المرتبطين أن يسخرها لصالحه كثَّفت جهودها على أن تُظهر السيد الصدر بصورة حامل سيف. ولكن لينخدع من ينخدع، فمحمد الصدر الذي نعرفه رفض الإنتماء إلى أول حزب إسلاموي، لأنه يعلم نتائج ذلك مسبقاً، ولقد دفع ثمن ذلك تشهيراً وإحتقاراً من قبلهم، ومحمد الصدر هو الذي قال: أرى وجوهاً مستعدةً للشهادة ولكنها غير مستعدة لإصلاح النفس. والصدر شواهده كثيرة من الأئمة والقرآن، هذا الإمام الصادق (عليه السلام) يُعرض عليه ملك الدنيا وتأتيه البيعة من العراق إلى خراسان، فاختبر الرسول ثم سأله: من منكم يلقي نفسه في التنور المسجور إذا أمرته؟، من منكم ربَّى نفسه وهذَّبها بحيث يستحق من ربه الرحمة؟.
        لقد واجهوا الإمام الصادق كما واجهوا ولده السيد الصدر بعد ذلك، تحمَّل الصادق اللوم والاتهام بالجبن والحسد من قبل أقربائه الذين خرجوا بالسيف، وكذلك واجهوا الصدر واتهموه بالجبن والحسد وبالعمالة للنظام البعثي بل وبما هو أعظم من ذلك. ولكن يبدو ان البعض شغلته الدنيا والجاه والرئاسة عن استذكار ذلك، وصافحوا بكل برود قتلته ومن هتكوا حرمته.
        أكد الشهيد الصدر في كتابه العظيم (موسوعة الإمام المهدي) على مفهوم الجهاد التثقيفي، وما سيرته في فترة تصديه إلى يوم شهادته إلا تطبيق عملي لذلك، لذا لم تسجَّل عليه حالة واحدة معتد بها في هذا الاتجاه، ورضي أن يمضي إلى الموت قدماً ومعه ولديه على يضحي بفرد واحد من أتباعه، الذين أخرجهم من غياهب التقليد الأعمى إلى نور الوعي.
        وبالإضافة إلى الوعي والتركيز على الإخلاص فإني أعتقد ان من أهم مميزات السيد الصدر محاولته التي نجحت بقوة. في إعطاء الهوية لهذه الأمة المغيبة، ولعل الأصح من ذلك أنا أقول: إبراز الهوية وحملها، إذ عاش المجتمع العراقي لقرون متطاولة في غيبوبة أو خدعة، بشتى العناوين، لهذا يمكن إعتبار الصدر مجدد الهوية العراقية الإسلامية في العصر الحديث. ولعل البعض سيجد في كلامي هذا شيئاً من المساس في قومية معينة، ولكن لا أبتغي ذلك بالدرجة الرئيسية بقدر ما احاول بيان ما يخشى الكثيرون من بيانه.
        إن الآخرين قد يكونون معذورين برفع عقيرة قومهم ولو على حساب خيار غيرهم، والسبب وجود الأرض الخصبة والاستقبال غير المميز أو غير المبتني على أُسس رصينة. أما نحن فغير معذورين بترك وإهمال خيار قومنا حتى بوجود خيار من غيرهم فأهل الدار أولى بما فيها، واهل مكة أدرى بشعابها، والأهم من ذلك ما قاله الشاعر (لا يؤلم الجرح إلا من به ألم). لذلك ترى الإمام المهدي (عليه السلام) يقول في خطبته الأولى : (.... إنا ظلمنا وشردنا من ديارنا وأبنائنا وبُغي علينا ....).
        يعلم الله ان الذي دعاني إلى هذا الكلام هو الحيف الذي تعرض له السيد الصدر لمجرد انه ليس من القومية الفلانية، وهذا تراث أهل السواد أضحى بستاناً لقريش وأضرابهم، بينما أبناؤه يتضورون جوعاً، يتصدَّق عليهم سارقهم، وتبنى المدن والحواضر في البلدان من أموالهم، وهم يسكنون في الخرائب، مطرودين مهجَّرين، وهنا أذكر حادثة واحدة حدثت بعدما سقط النظام إذ بعد النهب الممنهج الذي تعرضت له المؤسسات والدوائر الحكومية حمل بعض رجال الدين من منطقة واحدة في بغداد أكثر من مليار دينار عراقي إلى مكتب أحد رجال الدين، الذي بدوره حملها إلى خارج الحدود، ولم يصرف منها ديناراً واحداً على مصالح أبناء البلد، وهذا ما حمل من منطقة واحدة فما هي المبالغ التي حُملت من باقي المحافظات؟؟. هل من الدين في شيء أن تترك المناطق المستحقة والمدمرة والفقيرة بلا عناية أو نظرة أبوية بينما الأموال تجبى منها ليل نهار؟، حتى في التشريع الإسلامي توزع الزكاة في البلد الذي تجبى منه، ولكنهم يجدون ألف عنوان وعنوان ليسرقوك.
        كل هذا بسبب غياب الهوية، التي دفع الصدر العظيم نفسه الطاهرة وولديه من أجلها، لم تقتل أمريكا الصدر كما يحاول البعض أن يروُّج، لقد قتلته الرجعية والعنصرية، والصدر بنفسه قد قال: إذا لم يدعمونني إعلامياً فمعناه إعطاء الضوء الأخضر لصدام بقتلي.
        ولكنهم لم يدعموه ولم يكتفوا بذلك، بل واصلوا طمسه والقضاء على دعوته، لأنهم لا يخشون من وجود قبره واسمه وكتاباته وخطبه، بل يخشون ما وراء ذلك، يخشون هويتنا الضائعة التي وجدها لنا وحثَّنا على التمسك بها جنباً إلى جنب مع الهوية الإسلامية، الهوية التي عادوا اليوم أشرس مما كانوا لمحقها. لقد وضعوا أكفهم بكف صدام المجرم للقضاء على الصدر، وهذه وصيته اليوم أضحت منسية وكادت تنطمر لولا ان منَّ الله تعالى علينا بوارثه ووارث أسلافه الطيبين، الشيخ الذي واصل خطوات استاذه بصبر تخر له الجبال، وعادت الحراب التي وجهت إلى صدره مرة أخرى إلى صدر تلميذه، ونفس أعداء الأمس كشَّروا اليوم عن أنياب طالما اختبئت تحت وجه الحَمَل الوديع، ولكن المعركة ستكون حاسمة ونحن ماضون على ما مضى عليه الصدر من أجل أن نحرر باقي العقول من جمودها ومن خدرها.
        قال أمير المؤمنين (عليه السلام): كن في الفتنة كابن اللبون لا ظهر فيُركب ولا ضرع فيُحلب. هذه الكلمة هي التعبير الأصلي لوصية الصدر بالوقوف على التل، وما أكثر انطباقها اليوم، يريد أن يقول (عليه السلام): لا تكن الوسيلة التي يركبها الآخرون لتحقيق مآربهم، بعد ذلك تدفع الثمن وحدك لأن التعب والجهد سيكون عليك لأنك مركوب والراكب لا يتعب، ولا تكن بعد ذلك الكادح الذي يهب آخر النهار ما كدح من أجله إلى الغير، فيستغلونك ويستغلون ترواتك ويحكمونك، ومثاله كالثور الذي يحرث الأرض فلا يكون نصيبه من الموسم سوى علفه وإذا كلَّ بعد ذلك نحروه.
        ميزة كلمات وتوصيات أهل البيت (عليهم السلام) انها باقية ما بقي الدهر، وكذلك ينجو من اعتبر بها وجعلها نصب عينيه، فكلمة الإمام علي (عليه السلام) هذه لو طبقناها على حالنا اليوم لوجدنا ان معظم ساستنا الحاليين والسابقين، عبارة عن لصوص بهيئة محترمة، يقذفون بالآخرين في لهوات الموت من أجل أن يملؤا أرصدتهم في الخارج، وتجد عوائلهم أيضاً في الخارج، فإنهم يعرفون كيف يستغلون الحمقى لتحقيق أهدافهم، مثلاً: عندما يريدون الضغط على جهة معينة فإنهم لا يدفعون أتباعهم للمواجهة، فمن السهل أن يجدوا حمقى يدفعون بهم تجاه خصمهم، بعد ذلك وعندما يضعون الخصم في مأزق ويتنازل معهم ويتفقون معه في القضاء على الحمقى الذين قاموا بدفعهم أول الأمر، وهذه المرة لا يدافعون بأتباعهم أيضاً بل يدعمون الخصم بشكل وآخر للقضاء عليهم، ان الذي صنع الخوارج فكرة نتجت عن ابن العاص، فقد شقَّ صف جيش العراق برفع المصاحف، فتكفل الخوارج بقتال علي وأصحابه، وبعد أن وصل الملك إلى معاوية، دفع بالآخرين أيضاً لقتال الخوارج.
        يسمون ذلك دهاء أو، ذكاء أو، سياسة. ولكن ماذا يسمي القرآن والشريعة ذلك؟.
        ان القوم يتخذون نفس القذارة أسوة لهم، ولكنهم إذا كانوا قد وجدوا من يركبونه أو يحلبونه فلن نكون نحن ذلك، لسبب: إننا متأدبون بسيرة آل محمد (عليهم السلام) وتوصيات الشهيد السيد الصدر، وأوامر مرجعنا وقائدنا سماحة الشيخ اليعقوبي.
        ومن أهم تطبيقات سيرة أهل البيت العملية أو سياستهم، القرار التاريخي الجريىء الذي اتخذته الحوزة، التي تمثل الخط المستقيم للأئمة (عليهم السلام)، بالانسحاب من تكتل الائتلاف العراقي، الذي يمثل - حسب المعلن – الإسلاميين الشيعة، وهي عملية إنقاذ أو انتشال لمبادىء بَذَلَ الأنبياء والأئمة كل غالي بما في ذلك أنفسهم من أجل الحفاظ عليها، فبعد الفشل المخجل الذي حلَّ بالاتجاهات التي تنسب نفسها للإسلام، واستبيان ضحالتهم، وانغماسهم في الملذات، وتقديم المصالح الشخصية والفئوية على كل ما يمت بصلة لأخلاق أو تشريع جاء بها الدين وأهله. وهم نفس الرموز التي قال عنها السيد محمد الصدر: ماكرين، مخادعين، طلاّب دنيا.
        ان هذا الانسحاب على الرغم مما سببه من مشاكل وعداء وحرب أقل ما يمكن تسميتها بالقذرة، يمثل شكلاً من تطبيقات الوقوف على التل، ومن الواضح ان الفترة القصيرة التي مرَّت شهدت أحداثاًَ لم تستطع أي فئة دينية أو سياسية أن تخرج ناصعة منها، بإستثناء هذه الفئة، ويعود ذلك لما تتمتع به القيادة الدينية من دقَّة في تشخيص المشكلة وإيجاد الحلول لها، ولكن في معظم الأحيان كان الآخرون يعرضون عن ما تطرحه هذه القيادة الفذَّة من حلول، فيؤدي ذلك إلى ما أستطيع تسميته بالكر والفر السياسيين، فهذه القيادة تقتحم أي معترك لكن بحذر، المرتكز عندها الحفاظ على الثوابت، ويمكن القول ان الحفاظ على القواعد من أهم تلك الثوابت، وبعد أن يكون في قلب الحدث وتختلط الأوراق على الآخرين وتعم الفوضى يتجه بقواعده إلى تلِّه. يطرح الحل للآخرين وينظر إلى ما بين يديه فإن لم يجد في مَن حولَه مَن يستحق وفق استعداداته أن يتصدَّى، أو كان يظنُّ بهم على خوض غمار التجربة ألقى بالكرة إلى الآخرين بعد أن يضعهم أمام ما لا مناص منه.
        من أهم ما يميز اليعقوبي تشخيصه الدقيق الحرفي للمراحل واحدة تلو الأخرى، ومعرفته ما يجب لكل مرحلة.
        لقد فشل الجميع في المشكلة العراقية إبتداءاً من الأمريكيين مروراً بالتيارات السياسية والدينية، ولا نستثني من ذلك القيادات الدينية العليا، ولكن اليعقوبي قاد بحذر.
        عندما قسَّم الزرقاوي الفئات المتناحرة والمتواجدة في الساحة العراقية إلى من اعتبرهم أعداء وآخرين ليسوا كذلك لم يذكر فيمن ذكر خط اليعقوبي وجناحه السياسي، ولا يعود ذلك إلا لخطوات اليعقوبي الذكية والمتأنية، إن القوم ولا أستثني أحداً أو فئة يتسابقون على المناصب والمكاسب، لم أجد فيهم من يفكر تفكيراً ستراتيجياً، كلٌ يحاول أن يقضم ما يقدر عليه غير ملتفت إلى حساب التاريخ، يستطيع البعض أن يسميه غباءً سياسياً، أما أنا فأُسميه انتكاسة أخلاقية. أي طرف الآن في الساحة العراقية يتمتع بأخلاقية التعامل أو المصداقية؟، للأسف إذا وجدت مثل ذلك فلن تجده عند من يدَّعون المنهجية الإسلامية، أما إذا أردت أن تحاسب اليعقوبي وخطَّه فلن تجد مثل ذلك، والسبب إنه لم يُعطَ فرصته ولم يُجرَّب بالشكل الكافي لتحكم عليه، بل ان ما خاضه أتباعه أو قيادات خطه من تجارب المسؤولية على ضآلة حجمها إن لم تكن ناجحة تماماً فهي الأفضل على الاطلاق.
        ولعل هذا مقصود من قبله في أن يكون حجم المسؤوليات قليلاً أو تدريجياً، لأن حجم المشكلات قد يكون أكبر من حجم مَن تُناط به مسؤولية حلِّها.
        نحن نؤمن أن لا بد من كل فئة من الناس أن تحكم وتفشل قبل حكم أهل الحق، حتى لا يلتفت الناس إليهم بعد فشلهم، ولكننا في نفس الوقت لا بد لنا من خوض تجربة مصغرة وإيجاد بدائل صالحة إستعداداً لذلك اليوم، ونحن نؤمن أن القيادة في ذلك اليوم ستحتاج إلى رجال لهم القدرة على تسيير شؤون البلاد والعباد، وهؤلاء لا بد أن تكون لهم سابق تجربة كي يعلموا ما يفعلون، ونلاحظ ان الروايات تشير إلى أهمية جنوب العراق الذي أسمته الروايات مرة بالبصرة بارزة أي الإقليم الذي يشمل محافظات جنوب العراق الثلاث، وأخرى بالشرق أو المشرق، ومن البديهي ان البصرة شرق المدينة المنورة، فمرة تقول الروايات انه: يخرج قوم بالمشرق يطلبون الحق فلا يعطونه ... ثم يسلمون هذا الأمر إلى صاحبه. ورواية تقول: يخرج قوم بالمشرق يوطؤن للمهدي سلطانه. ورواية مهمة تقول: إن جيش السفياني عندما يدخل الكوفة ويمعن فيها قتلاً وسبياً يستنقذهم الجيش القادم من البصرة..... وهكذا عدد آخر من الروايات بالتصريح مرة وبالتلميح أخرى.
        ويكمن السر وراء نجاح خطوات الشيخ اليعقوبي هو عدم الغفلة عن الجانب الأخروي أو الغيبي، مع وضع الكفاءات في مكانها المناسب، ولكن اليعقوبي ليس طامحاً للسلطة بقدر ما هو يريد تهيأة هذا الأمر لأهله بما كُلِّف وأُلقي على عاتقه، وهو لن ينزل عن التل والأرجح انه لو فعل ذلك سيفعله لوحده، حفاظاً على نتاجه ونتاج أسلافه، وليقضي الله أمراً كان مفعولاً. والحمد لله الذي هدانا لهذا وماكنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
        كتبت هذه السطور أيام المواجهة في البصرة الفيحاء مع غربان الظلام وقتلة السيد محمد الصدر، ومما شرَّفني وزادني سروراً أني وجدت أخوة وشباباً قلوبهم كزبر الحديد، فإلى قادة البصرة وشبابها الواعي من أبناء مرجعية الشيخ اليعقوبي أُهدي هذا الجهد المتواضع، ولإستذكار هذه الأيام التي وجدت فيها لذة على الرغم من التحشيد الذي قام به الدخلاء والعملاء، إلا اننا بفضل الله تعالى دحرناهم بلا جهد يذكر سوى الاعتماد على ما وعد الله تعالى من نصرة من ينصره، وصبر وصلابة الشباب الرسالي الذي وقف وقفة تستحق أن تخلد، ليس في تاريخ هذه المحافظة فحسب بل في تاريخ هذا البلد.
        والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.


        عباس الزيدي

        29/4/2007
        الطويسة/البصرة

        تعليق


        • اشكرك اخي على جهودك الرائعه والكتاب فيه منافع كثيرة لاصحاب العقول التي لاتحمل حقدا وتريد الحقيقيه

          تعليق


          • إخواني أتباع الصرخي...هل يمكن لي رؤية السيد الأعلم والجلوس معه ولو لربع ساعة...وهل لي برؤية ختمه الشريف على وريقة من وريقاته...وهل لي بنشر كتاب نبذه مختصرة عن حياته؟؟؟؟
            التعديل الأخير تم بواسطة عباس العطواني; الساعة 04-07-2007, 10:28 AM.

            تعليق


            • اخي عباس السيد الان في الغيبه الصغرى وجائز بلكبرى وما ندري شوكت يتفضل على لقاء ربعه .

              تعليق


              • هذه اخلاقكم وهكذا علمكم الشيخ اليعقوبي
                فأنتم تلومون العضو (( حسيني فور )) على اسلوبه
                فأصبحتم مثله وبنفس الاخلاق
                لا تنهى عن خلق وتأتي بمثله
                عار عليك أن فعلت ...........
                يا اعداء الدليل والعقل
                فلماذا هذا الافتراء والبهتان
                هذا دليل على انكم منهزمين في انفسكم
                فسألوا الشيخ اليعقوبي عن عجزه بالرد على اشكالات السيد الحسني (( دام ظله ))
                وقولو للشيخ بأن السيد الحسني أبطل كل ما جأت به في بحوثك القول الفصل واخبروه بأن السيد الحسني دافع عن اراء استاذه المقدس في (( الطرشي المدبس ))

                تعليق


                • ان الصدر كان ومازال نورا نستضيء به وهو من مزجع مداد القلم مع مداد الدم وهو من اوضح الطريق حول الامام المهدي عليه السلام فسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعثا حيا واني اقول كما قال المولى الحسني (( فقدناك يا أبا مصطفى أباً حنوناً فقدناك هيبة ًوعزاً فقدناك شمعة تنير طريق العلماء العاملين فقدناك يداً كريمة لا تبخل على السائلين فقدناك أستاذاً نبيلاً تجيب أسئلة المستفهمين 0000السالم عليك يامن اثبت الحق لمرجع التقليد بالعلم واصول ابوجعفر

                  تعليق


                  • هو وينه عفيه؟؟؟ أدري هسه أكدر أشوفه لا؟؟؟

                    تعليق


                    • مخالفة لكلام السيد الصدر (قدس)

                      مخالفة لكلام السيد الصدر (قدس سره)
                      وعندما سُئل الشيخ اليعقوبي الى من نرجع بالمستحدثات فأجاب ترجعون الى اعلم الأحياء الجامع للشرائط وهو الشيخ الفياض (دام ظله) بشهادة السيد الصدر (قدس سره) وهو مبرئ للذمة.
                      أنا عن نفسي سمعت كاسيت اللقاء مع السيد (قدس سره) الذي قال فيه عندما سئل السؤال التالي (سيدنا نتبع مَنْ من بعدك )؟ فأجاب (قدس سره) : ..... , عليكم بالشيخ الفياض فانه رجل طيب القلب التفوا حوله وان كان ينتمي الى الحوزة الساكتة لكن أنتم ألحّوا عليه .
                      لاحظ عزيزي القاريء احب أن أذكرك قبل كل شيء بالمنطق .
                      تعريف المنطق :هو آلة ذهنية تعصم الذهن من الوقوع في الخطأ والسهو والعفو . والكل يعلم جيداً بأن السيد (قدس سره) هو أستاذ المنطق وهو أبو المنطق فلا يعقل أن يتكلم بصورة عشوائية بوصيته قبل الموت وفي قضية مصيرية تختص بمرجع التقليد وتخص جميع المكلفين ، فحسب فهمي أن السؤال كان مدروساً وكذلك الجواب كان مدروساً جيداً .
                      لاحظ السؤال : سيدنا نتبع مَنْ من بعدك ؟ لاحظوا لم يقل نقلد مَنْ من بعدك ولم يذكر التقليد في السؤال ولو فرضنا أن السائل اخطأ في سؤاله فلا يعقل أن السيد اخطأ في الجواب في مثل هذه الوصية وهذه القضية المصيرية التي تخص عموم المكلفين كما قلنا.
                      لاحظ الجواب : عليكم بالشيخ الفياض فانه رجل طيب القلب التفوا حوله ، لاحظوا لم يقل اعلم أو يقل قلدوه فأفهموا ماذا كان يريد السيد (قدس سره) وخصوصاًُ بعدها يقول ما مضمونه (وان كان ينتمي الى الحوزة الساكتة)، يريد أن يقول بأنه من الحوزة الساكتة وهو الذي يقول في خطبة (27) لصلاة الجمعة { اتبعوا الناطق من بعدي وان كان يخالفني في بعض الأمور أو جلها …ولا بأس فأن الحوزة هي التي يجب أن تبادر بالالتفاف حول مرجعية المرجع الجديد } .

                      تعليق


                      • الى كل من يشكك في اعلمية واستحقاق السيد محمد صادق الصدر في نيل المرجع الاعلم الناطق

                        يعز علي والله ان انشر هذه الشهادات لانها نوع منتوضيح الواضح و هل يخفى القمر و هل يخفى الصدربسم الله الرحمن الرحيم
                        الى كل من يشكك في اعلمية الصدر الثاني او استحقاقه في المرجعية..اليكم شهادات اهل الخبره بجتهاد السيد الشهيد واعلميته علما انالاجتهاد يثبت بشهادة اثنين من اههل الخبره :
                        1-
                        بسمه تعالىقد حضرت بحثسيدنا الاستاذ سماحة اية الله السيد محمد الصدر وبحث غيره في الاصول فوجدته الاعلم .
                        محمد اليعقوبي
                        12/
                        ج2/ 1419
                        2-
                        بسمه تعالى
                        اني اؤيد واشهد بان سماحةاية الله العظمى السيد محمد الصدر هو الاعلم في الفقه والاصول.
                        الشيخ عبدالعاليالمظفر

                        3-
                        بسمه تعالى
                        السيد محمد الصدر (دام ظله العالي) هو الاعلم حسبفهمي من المراجع الموجودين .
                        نصرالدين الكاظمي

                        4-
                        بسمه تعالىاني ارىوبحسب نظري القاصر ان سماحة اية الله العظمى (محمدالصدر)دام ظله الوارف هو الاصلحوالاجدر لقيادة الشيعه وخصوصا في العراق كما هو الاعلم من عرفت وذلك من خلال حضوريفي بحثه الشريف وابحاث غيره الشريفه ومن خلال تتبعي لتحقيقاته ومؤلفاته سنوات عديدةوالله من وراء القصدالشيخ علي ال سميسم

                        5-
                        بسمه تعالى
                        حضرت بعض بحوثالخارج في حوزة النجف الشريفه لاشهر فقهاء الشيعه ووجدت ان سماحة السيد الصدرهوالاعلمالشيخ قاسم الطائي

                        6-
                        بسمه تعالى
                        والصلاة والسلام على محمدواله الطيبين الطاهرين
                        اشهد بان اية الله العظمى السيد محمد الصدر (دام ظلهالعالي)هو اعلم الموجودين وان تقليده مجزئ ومبرئ للذمه
                        الشيخ شبرحسين فهيمي
                        7-
                        بسمه تعالى
                        السيد محمد الصدر (دام ظله العالي) هو الاعلم من المراجعالموجودين وان تقليده مجزئ ومبرئ للذمه
                        الشيخ ميرزا علي جوادي

                        8-
                        بسمهتعالى
                        ان سماحة اية الله العظمى السيد محمد الصدر دام ظله العالي هو اعلمالموجودين من المراجع حسب فهمي

                        السيد قاسم ناصري الافغاني
                        9-
                        بسمه تعالىاؤيد واشهد بان سماحة اية الله العظمى السيد محمد الصدر هو الاعلم في الفقهوالاصول والله من وراء القصد.

                        الشيخ علي محمد قربان
                        10-
                        بسمهتعالى
                        الحمدلله رب العالمين والصلاة السلام على اشرف الانبياء والمرسلين واشهدوارى بان السيد محمدالصدر
                        (
                        دام ظله)اعلم العلماء الموجودين حاليا وكفؤ في ادارةالحوزه العلميه في النجف الاشرف وندعوله من الله
                        التوفيق .
                        وفقان خضير محسنالكعبي


                        11-
                        بسمه تعالى
                        اتضح لي بعد حضوري بحوث العلماء الاعلام بانسماحة اية الله العظمى السيد محمد الصدر دام ظله الوارفهو الاعلم ويجب تقليدهوهو حجه على مقلديه خاصه ومقلدي غيره بالولايه العامه .

                        الشيخ عبدالحسينفنجان علي الخاقاني

                        12-
                        بسمه تعالى
                        كان لي الشرف في حضور ابحاث السيدولي امر المسلمين السيد محمد الصدر مع ابحاث غيره من المرجع المجتهدين
                        في النجفالاشرف على مشرفها السلام فوجدت ان ابحاثه في الفقه والاوصول قيمه عاليه بالدرجهالتي امتازت عنابحاث غيره من المراجع وانني اشهد بذلك وانه الاعلم في الفقهوالاصول درسا وتدريسا ومناقشة وهذا ما اتضح من
                        خلال حضوري تلك الابحاث واللهالموفق والحمدلله.
                        الشيخ علي دانش


                        13-
                        بسمه تعالى
                        ان سماحة ايةالله العظمى السيد الصدر دام ظله هو اعلم الموجودين الذين عرفتهم من خلال نقاشيوجلساتي
                        معهم والله العالم .


                        الشيخ محسن الحسناوي
                        14-
                        بسمهتعالى
                        حسب اطلاعي وحضوري من منهل سيدنا الاعظم الاستاذ الاكبر اية الله العظمىمحمد الصدر دام ظله تيقنت انه
                        الاعلم مع العلم بمقارنة في حضوري عند الاخرين منالعلماء المراجع.

                        الشيخ محمدعلي الحلفي



                        والحمدلله ربالعالمين

                        تعليق


                        • كما واظن من موضوعة اجتهاد الشهيد الخامس محمد الصدر اصبح موضوعا قديما مرتبطا بايام المؤامرات الخبيثة على خطه و منهجه و اسلوبه الاسلامي المختلف في وجهة النظر حول واجبات العالم الديني ازاء مجتمعه وناسه
                          دعني ازيدكم من الشعر بيتا
                          هناك من النفوس المريضة و التي تدعي التعقل و العلمية الموضوعية تشكك في نسبة موسوعة الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه لمؤلفها السيد الصدر الثاني
                          وهناك من يرى ان الصدر الثاني مجنون
                          و هناك كلمات كثيرة صدرت من رجال لاتتسائلون انتم عن شهادات اجتهادهم و هل هم مراجع و مجتهدون ام باعة ضمير تذكرني امراضكم هذه بالسيد محسن الامين حين اورد في كتابه الكبير اعيان الشيعة قصة عن احد تشكيكا بوثاقة الشيخ البهائي في حين رد عليه عالم اخر مستدلا بان البهائي ثقة
                          هكذا فقط عالم كبير من علماء المذهب يشكك في وثاقته ثم يجود احدهم عليه بالوثاقة ممتنا كضرائر الحسناء قلن لوجهها حسدا و ظلما انه لذميم
                          انا لااريد ان افتح جبهة موازية لانكم و من تعبدون من دون الله و العقل محسوبون علينا انما سنتكلم بقدر ما تسمح به الظروف الانية لكن التشيع العلوي ات و ان كره المتسولون
                          بالنسبة لم اسئل و لن اسئل _ تالي عمري _ عن اجتهاد الصدر الثاني منعدمه و كيف يعقل ان يشهد بالاجتهاد اشخاص كانوا اول المعادين لشخصه الكريم و اسهموا بشكل او باخر في تسليمه و قتله و محمد الصدر جائكم في الزمن الاخير لالقاء الحجة على الجميع على العلماء و المتعلمين على السياسيين و المستقلين موضحا لكل واحد منهم دوره الذي ينبغي ان يؤديه نصرة للمذهب و الدين
                          اعيذكم يا عمي من النظرة العوراء فمن جهة تنتقدون الصدر لانه اخذ ترخيصا من الحكومة لاقامة صلاة الجمعة لكنكم تتعامون عن سعيد الحكيم كبير كبراء العائلة الحكيمية واحتكامه الى صدام والطاغوت من اجل استرجاع المدرسة
                          سئل عبد العزيز الحكيم في حينه لماذا لم ياخذالحكيم المدرسة من الصدر نفسه فيجيب عبد العزيز ان اخذها من الصدر سيعني عدمغصبيتها فيصاغ السؤال مرة اخرى و هل اخذها من
                          صدام افضل من اخذها من الصدر فيقول ها هذه المسالة لازم ندرسها في تهرب واضح من اجابة غير موجودة
                          لن نعيد فقد قال الصدر الثاني قديما : لقد حاربوني كما حاربوا الامام الخميني و الشهيد الصدر وصاحب الكفاية و مواردي المالية ضعيفة و صدام يهددني بقطع الراس
                          وهذا الكلام موجود في ارشيف جريدة بدر التابعة للفيلق و اشهر من ان يذكر و قاله السيد الصدر فيلق ائه مع ابو شريف العراقي و ابو ميثم الصادقي قائد فرقة الرسول التابعة لمحمد باقرالحكيم
                          اذن الصادقي و كثير من اتباع المجلس و الفيلق اهتدوا لنور الصدر وثورته الميدانية المكشوفة التي لم تستند على اي دعم اقليمي بل بالعكس حيث قامت ايران بمحاربة الظاهرة وزج اتباعها في السجون و اغلاق مكتب الصدر الثاني و تهديد جعفرالصدر بارتكاب اي شيء
                          من شانه ايقاف التحرك الصدري و هذه الحرب الفارسية الصفوية على الصدر شارك فيها الجميع ممن تعرفون و تقدسون و تكرمون و هم بلا كرامة و لم يكونوايوما على قدر معتد به من شرف الخصومة و اعتدالات العداء
                          و لا يجرمنكم شنان قومان لا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى
                          هكذا قلنا ان الحكيم و حسب تاريخه الخاص والذي يعرفه المقربون كان مجاهدا في النجف وكان
                          صريحا في توجه خطه نحو الشهيدالصدر مضحيا بعائلته الى حد وقف الى جانب الشهيد الصدر ضد يوسف الحكيم و العائلةالحكيمية التي تامرت على الخط الصدري في حينه
                          لكن حينما ذهب الى ايران ارتكب فضائع عدة و تمسك بالمنصب الرئاسي و حارب اخوانه
                          تصدى بكل امكانياته لسحق حركةالصدر الثاني في نفس الوقت كان مشغولا بتكبير رصيد العائلة وبناء المجمعات التجارية في جزيرة كيش و بعض الدول الاسيوية
                          و يقوم اولاده النجباء بشراء البيوت باسعار خيالية في مدينة قم المقدسة فلا هم يقبلون
                          ان يكونوا من الزهاد الثائرين و لايقبلون ان يظهر اي زاهد ثائر يزاحمهم في مناصب تركوها لجبنهم و تصدى لها الصدرالثاني بفائق شجاعته و عظمة شخصيته و تفانيه و تضحيته
                          اعظم ما في حركة الصدرالثاني انه مضى في طريقه الخاص الذي تخلف عنه المخلفون في المدينة المقدسة و لم يقل حينها ااذهب و اترك الامر لهؤلاء اصحاب النفوس المريضة و العقول المدخولة اهل الحقدو الحسد
                          بل مضى في طريقه الشائك و جاد بدمه و هو يخطو خطوته الواثقة لقاء ربه تاركا الامر لهؤلاء بل انه _ في خطوة عظيمة اخرى _ امر انصاره بالتمسك بالحوزةالساكتة و السلبية و الانتفاعية لانه يراها حسب رؤيته الخاصة افضل من البدائ لالاخرى
                          لكن اعداء الصدر الذي يوجهون كتابات الاخوة اعلاه لم ينتبهوا لمفارقات العلاء الصدري و هبوطهم الاخلاقي لم يفكروا لماذا يوصي الصدر لهم و لماذا لا يكفون عن توجيه سهام الاستعداء الطائشة له فثمة مرجع يخلد في ذاكرة جيل وامة و تحت نعليهاكل اجازات الاجتهاد التي لم تقدم للامة غير ركام من الكتب و الصور لا يسمن و لايغني من جوع

                          اني اتمنىان يدخل معنا للحوار من يفكر بمسائل العدالة الاجتماعية و المشروع الاسلامي والاخلاق العلاقة المفترضة بين علماء الدين والمسلمين و ليس اولئك الذين لا يعرفون سوى بضع كلمات : نائب الامام الاجتهاد وليامر المسلمين اجازات الاجتهاد مع انهم يعلمون جيدا ان الشيعة اليوم لا يهتمون بمثل هذه الامور انما يهتمون بحضور هذه الشخصية او تلك بينهم
                          و انه لمن التسافل الخلقي بمكان ان ياتي اشخاص ركيكون ليقطعوا بان الصدر الثاني غير مجتهد و هو ابوالمراجع و تاج روؤسهم و مرجع المعدان
                          الذي كتب لكل عاقل مشروعا متكاملا ينتقد علماء السكون السلبيين و اوضح في كتب المشهورة و المنتشرة في كل مكان نقوداته الوجيهة و اراءه الشريفة في اصلاح حال العلماء و المتعلمين
                          الكلام معكم متعبحقا
                          اقرؤوا ما وراء الفقه و ناقشوا اراء السيد وافهموا كتبه الاصولية التي اخرست الناقدين فلم يصدر منهم كالذي صدر عن الحائري بخصوص اجتهاد السيستاني و القضية مشهورة
                          لكن الذي ينبغي ان نوضحه هنا انه لو فرضنا ان الصدر لم يجد من يجيزهبالاجتهاد فهذا لا يعني انه غير مجتهد مجرد فاجازة الاجتهاد هي غير الاجتهاد قطعا وقد تكون الاجازة كاشفة عنه و قد لا تكون خصوصا اذا ما منحت لمن لا يستحق
                          اما مسالة الاعلمية فاستحدث عنها في موضوع اخر لتفهموا انه من المحال ان تتعرفوا على المرجع الاعلم في هذا العصر لان طلبة كل عالم يرون اعلمية استاذهم و ستتعارض حينئذ شهادات اهل الخبرة و سيكون لكل مرجع مقلدون يرون انه هو الاعلم و الافهم و ماكو كلقبض غير توزيع الصور و رفع هذه الصورة لنضع مكانها اخرى و حال الامة من سيء الىاسواء ..
                          انتظر ردود الاخوة
                          التعديل الأخير تم بواسطة الوكيح; الساعة 30-07-2007, 11:12 AM.

                          تعليق


                          • وين العبادي

                            تعليق


                            • حياك الله اخي الفاضل غيث.
                              لحد الان يوجد الكثير لا يصدق بأن السيد الشهيد الصدر اعلم الموجودين في حياته.

                              تعليق


                              • المشاركة الأصلية بواسطة GHYTH_AL_IRAQ
                                وين العبادي
                                إذا كان قصدك الأخ الكريم أمين العبادي فماعلاقته بالأمر؟ نرجو التوضيح وشكرا مقدما.

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة مروان1400, 03-04-2018, 09:07 PM
                                ردود 13
                                2,142 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة مروان1400
                                بواسطة مروان1400
                                 
                                أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 31-08-2019, 08:51 AM
                                ردود 2
                                344 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة وهج الإيمان
                                بواسطة وهج الإيمان
                                 
                                يعمل...
                                X