إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مدمج المواضيع المتعلقة بالشيخ اليعقوبي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بارك الله فيك
    نزار حيدر كاتب عراقي معروف

    تعليق


    • الخصوصية والعمومية في التعاطي الحضاري عند الشيخ اليعقوبي

      في طور التعامل مع اي من الظواهر السياسية والاجتماعية و حتى الآيدلوجية
      لا يمكن تخطي حركتي الواقع و التاريخ ، و لا المضمرات الفاصحة عن طابع الظاهرة ، و ان كانت تتجلى في شعارياتها الواضحة ، لكن هي تبقى في النهاية محكومة الى الشبكية العقدية التي تؤمن بها ، و تحاول بذلك تطبيقها .
      من هذا المنطلق نتجه نحو الشيخ اليعقوبي (الظاهرة) لتفسير قراءاته الحضارية للاسلام ، وأيضاً لتعليل هذه المنطلقات وارجاعها الى مضانها في ضوء (العمومية) المتصلة بالمنهج .
      وتجدر الأشارة في معرض (العمومية) الى ما يمكن ان نسميه الأتصال المنهجي لروح الثقافة الاسلامية والتعبير عن (النظرية الاسلامية) في اتجاه السلوكات والقيم و المفاهيم . و هو ما تصوغه الادبيات الاسلامية (بالمرجعية الدينية) . و بما ان المرجعية مشخصة في الواقع (المرحلة) فهي ليست بمعزل عن الزمان و المكان و الظروف المحيطة .
      وتترشح عن ذلك خصوصية التجربة التي تضفي تعددية في التعامل و المسايرة ، مع ما ينتجه الثابت و المتحرك الاسلامي ، و اخيراً تصب هذه التفاعلية بين العمومية (المنهج) و الخصوصية (التجربة) في تدشين الاسلام باتجاه مداومة و معاصرة و تجديد .
      ان كينونة الفقيه وانفتاحاته الاجتهادية والتطلعية تتراكم مع قيمة المعطى الاسلامي ، ذلك ان الاسلام دعوة عالمية ، و لم يكن انبثاقه في الشرق العربي انقطاعاً في السمات الحضارية ، و صيرورة الانسان . (و ما ارسلناك الا رحمة للعالمين) (و ما ارسلناك الا للناس كافة) .
      و يسجل التعاطي الاسلامي في فكر الفقيه عتبة اخرى في هذا المجال ، من خلال النص الفقهي-التشريعي على منع التقليد للمجتهد الميت ، بما يميز التقليد من انتاجية في حركة الأخذ البشري الانساني ، و بناء لمنظوماته الفكرية وفقاً لنص السماء . و بالنظر لهذه التفاعلية الحضارية لا يتيح الفكر الاسلامي لنفسه الجمود والتقهقر .
      في السياق نفسه ، يتحدث القرآن (ياايها الناس انّا خلقناكم من ذكر و انثى و جعلناكم شعوباً و قبائل لتعارفو) . مع ما يتيحه (التعارف) في مفهوم القرآن من انتاج للمعرفة و سبل الحوارالمقنع على اساس السلم الاجتماعي . و من غير ما تمييز بين الشعوب و الامم ، و من غير ما مشادة عى العدوانية و الاستكبار .
      ان الخصائص الاسلامية (بمجموعها العمومي) تعطي الاسلام وجهة حضارية متميزة تتسق و الانسان في حراكه و مميزاته .
      و من خلال العلاقة التكاملية بين المعطى والفقيه تترسب البنية الثقافية و اطقم المفاهيم الحضارية ، فيما اسميناه (التجربة) في خصوصية الشيخ اليعقوبي .
      هذه الخصوصية في ابراز المنتج الحضاري تتمرأى –من زاوية- في رؤيته لفلسفة (الانتظار) عند الامامية . الذي لا يعني الاكتفاء الكمالي و اعفاء المسؤولية ، و منه ينطلق لبناء الوعي في اتجاهين : فردي و اجتماعي ، على صعيد النفس و الامة ، فيقول (ان وصول الامة الى درجة من درجات الكمال لا يعفيها من مسؤولية المراقبة و العمل الجاد للاحتفاظ و السعي لمرحلة جديدة ، هي مرحلة بناء الوعي ، بناء النفس و المجتمع وفق الشريعة الالهية) . الملامح ج1 ص396-397 .
      و هذه الابعاد تفضي الى تخريج بمنتهى الرسالية ، و مثل هذا التمشي يقود الى ضرورة التصدي الاجتماعي من الفقيه ، و ان يحمل عباب الاصلاح السياسي و الثقافي وغيره ، الذي اسماه الشيخ (بالاجتماعي) . بالاضافة الى تربية النفس و صناعة الذات المميزة القادرة على الترقي الرسالي وفق ما تؤهلهُ لها الذات الاخلاقية ، و انبعاث الروح . الامر الذي نأى عنه كثير الفقهاء ، و اوصدو امامه ابوابهم .
      الشيخ اليعقوبي يرى في فلسفة (الانتظار) مرحلة متقدمة عن ما ذكرنا قريباً . ذلك ان الاصلاح الاجتماعي لا يمكن ان يستنفذ اغراضه دون ثقافة المؤسسات التي يؤمن بها . و اعتبرها الشيخ من مقومات (دولة العدل) بما تحملهُ هذه المفردة من قدسية فائقة في الفكر الشيعي ، و ما تبديه من مفعولية للحركة في اطار (الانتظار) بشقه الاجتماعي . لأنه يندرج تحت الاعداد ليوم الظهور الموعود للامام (عج) .
      و يتحدث الشيخ اليعقوبي عن ذلك في معرض الكلام عن المؤسسات و يعتبره (ضمن الاعداد لدولة الامام (ع) لأنها دولة مؤسسات تقوم على اساس توزيع الاستحقاقات على اهلها و وضع الشخص في الموقع المناسب) الملامح ج1ص402 .
      و هو يعود بنا الى اشكالية البناء في مدرج الترقي الرسالي ، اذ انَ (تنمية القدرات على ادارة المجتمع وبناء دولة المؤسسات التي تحكم بين الناس بالعدل و التي تقدم للبشرية نموذجاً حضارياً مزدهراً راقيا ً يذهل البشرية و يدفعها الى الاذعان بأحقيتها في قيادة البشرية) الملامح ج2 ص225 .
      و من جملة ذلك ايضاً مقولتهُ المشهورة (نحن بحاجة الى مشاريع اعمار كما نحن بحاجة الى مشاريع استشهاد) الملامح ج2 ص223 .و كانت هذه الاطلاقة مع جملة ممن ارتدو الاكفان ، واحتشدوا معلنين استعدادهم للجهاد المقدس ، و الشهادة لرفعة مشروع المرجعية الاصلاحي ، في سبيل الله . فكان الموقف استيعابياً بالجملة ، ناسجاً قراءة متميزة لأدواته الحضارية ، تستمد تميزها من استحضارها للممكن و الواقع ، وعدم تحجيم لطاقات الامة باتجاه بناءات الوعي ، اذ يقول (كما اننا محتاجون لمشاريع الاستشهاد حينما يدعونا الواجب اليها ، كذلك نحن بحاجة الى مشاريع اعمار لكل انشطة الحياة الفكرية و الاخلاقية و الدينية و الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية) الملامح ج2 ص226 .
      ان هذه الانفتاحات باتجاه الواقع و قضايا الاسلام ، و ان كانت تشكل تعددية في اتجاهاتها السياسية و الاقتصادية ...الخ . الا انها تمثل في منظورها التحتي-الارساءي قابلية تجديدية لا تحيد عن منطوق التشريع . ذلك ان البنية التسلسلية للفقه باتجاه السياسة و الاقتصاد وغيرها ، تحتاج الى تعاملية مدمجة التركيب بالنسبة للفرد ، والمكون الجمعي لهُ (الامة) ، و ما يستتبع ذلك من استنباط تفسيري للجمع ، و تعميم للصياغة الفقهية .
      لقد تكفل في صياغة ذلك كتابه (الاسس العامة للفقه الاجتماعي) الذي عمد فيه الشيخ اليعقوبي على تطبيع التأصيلات الاسلامية بمزية الفقه الشمولي في بعده الاجتماعي .
      فيتحرك الفقه مع سيرورة الحياة و معالجة الواقع ، لتكون انجازاته في مدارات المستحدثات العصرية ، من المعاملات الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية . كما عبر الشيخ اليعقوبي عن ذلك من خلال (اعادة ترتيب المسائل الفقهية و استخلاص النظم الاسلامية منها) سبل السلام ج1 ص8 .
      و الخروج (بنظم اسلامية) لايتأتى عن طريق اتجاهات تبريرية للواقع ، ولا في التفافات جزئية مبثوثة ، و لا حتى من خلال الفهم التعسفي لروح الاسلام ، بل من خلال رفع الواقع -بتعبيره- الى مستوى الفقه (التشريع) .
      ويعبر اليعقوبي عن ذلك (بأن تصنيف المسائل الفقهية في جانبها التقليدي لا يوحي بوجود نظام اقتصادي او اجتماعي او تربوي او سياسي في الاسلام ) سبل السلام ج1 ص8 .
      ان صيرورة هذه النظم يتوقف على مدى الاستيعاب العصري المتحرك لعدة عوامل موضوعية ، ترتبط بروح الحياة (المستحدثة) و الخلفيات الفكرية التي تقف وراءها . و من هنا يرى الشيخ اليعقوبي لزاماً على المرجعية ان (لا تنفك عن متابعة شؤون الامة الحياتية و قيادتها في قضاياها المصيرية فضلاً عن الجزئية) سبل السلام ج1 ص20 .
      ان هذا يخرج الفقه من المحدودية الفردية الى تبويب الفقه و تصنيف موضوعاته بصورة تجعل من الاسلام (نظام شامل لتفاصيل الحياة و قادرعلى قيادة البشرية نحو السلام و السعادة و الخير) سبل السلام ج1 ص7 .
      و يتأتى من ذلك وعي الشيخ اليعقوبي بأفرازه الاسس العامة للفقه الاجتماعي و احضار حركة الفقه في ابعاده الانسانية ، و تاسيس النظم الاسلامية خلاله . و استبطن هذا الفهم لحركة الفقه في اعطاء الاسلام مفهوم العقيدة الكونية التي ينبثق عنها النظام الاجتماعي البشري ، و ارساءات في ملامح المشروع الاسلامي العالمي .
      وعمل اليعقوبي على محاكاة المجتمع بطرحه (الاسلام) في اطاره الواسع الشامل ، ونقل الاسلام كحظارة تحمل من القيمة الفكرية و الاخلاقية ما يعطيها الاولوية لقيادة الانسان نحو السعادة . وهذه الرؤية الشمولية في تكوين الفقه وتخريج النظرية الاسلامية جعلت من الشيخ اليعقوبي مرجعاً ذا ممكنات متعددة ، و في اتجاهات متعددة ، اوسعها تعاطيه مع الهم الاجتماعي و مدخلياته .
      اما الاستنباطية (المحدودة) في الفقه التقليدي الفردي ، فلا يمكنها ان تقدم معالجات من هذا النوع ، فضلاً عن انها تكوَن فقه النظرية ، و انتاج (النظم) الاسلامية .
      و هو بهذا قد فتح الفقه امام اعتبارات ذهنية و واقعية اتاحت المزيد من ادوات الاستنباط ، نظراً لتماسَها المباشر مع قضايا الامة ، و التي تكون عنده الرؤية الدليلية لصياغة الفتوى ، وبالتالي اعطت معالم جديدة من اثارات البعد الفقهي في الحياة الانسانية ، و ما يترتب على ذلك من اهداف للشريعة تكمن وراء احكامها .
      كما ان اتجربة الحضارية الاسلامية - بعموميتها – لا تعيش في الاحايين المعاصرة باكورة اثبات (الذات) ، و رصف المنهج التجديدي ، فلها في التاريخ نماذج خصيبة و حافلة بالتفاعلية الحية ، و ما يزال الكثير من اطروحاتها غضَاً طرياً .
      وتتحدد خصوصية الشيخ اليعقوبي من ذلك بأستيعابه للمنهج التقليدي ، و من ثم صياغة التجديد . فقد اثبتت بعض التجارب استخفاف غير مبرر بالفكر التقليدي و فاعليته في المجتمع ، و كشفت في نفس الوقت عن وثوقية مفرطة همشت اجيالاً من الفكر الناهض .
      ان منهج الشيخ اليعقوبي لا يعطي لنفسه القطيعة مع التجارب الاسلامية ، بقدر ما يتفاعل و ينتج ، ويأخذ و يتكامل . لذا فأنه اوعز الى رجالات الثقافة الاسلامية استيعاب تجارب وكتب السيد الصدر الاول و السيد الصدر الثاني و مطهري و شريعتي ، و في نفس الوقت انفتح على فكر سيد قطب و المودوي .
      كذلك هو يؤكد على الرجوع الى الذات ، التي عندها تتركز مفاهيم الاسلام ومنطلقاته الحضارية . (العودة الى الذات) عند الشيخ اليعقوبي هي المخرج الوحيد لفل النزاع ، وعندها تترى الرحمات .
      و وصف الشيخ هذه العودة بأنها (العودة الى الله) تبارك و تعالى ، التي تجعل الانسان في مصاف الطهارة ، حيث الانبياء (ع) و همَ الرسالة الكبير ، وسلاحهم في ذلك الدعاء و التوكل والرجاء . مبدأ (العودة) يجعل من الاسلام مبعثاً للسمو و الترقي و صلابة الثقة و حتى الافتخار .
      من جانب آخر فأن تأسيس مقولات الصراع العالمية لم تكن حميمة تجاه الاسلام ، حين تُترجم محصلاتها نحو اطلاقة صموئيل هنغتون في (ان البؤرة المركزية للنزاع في المستقبل المباشر ستكون بين الغرب ودول اسلامية) هنغتون ، صدام الحضارات ، ص17 .
      كما ان الصراع (المرتقب) سيفترض نزاعات ثقافية مع الغرب ، الامر الذي حدى بهنغتون ان يبلور ثقافة الغرب بأنها (مستتبعة للقوة و للهيمنة السياسية) صدام الحضارات ،ص86 .
      من هنا فأن تلويح الفكر الاسلامي بحدية المواجهة الحضارية مع الغرب يستلزم معرفة لوازم التغيير الواعي الذاتي .
      ان الشيخ اليعقوبي استوعب ذاته – بالنظر الجمعي- حيت أطال النظر في (نحنيته) قبل ان يدرك مساوىء الغرب . ففي كتابه (نحن والغرب) يطرح مضمونات فرقة بين الحضارتين ، اذ يحدد اساليب المواجهة مع الغرب في أطروحة (الاسوةالحسنة) التي تقوم بعرض النموذج المعادلي الاسلامي .
      فاليعقوبي استلهم ان الذات لا يمكن لها الاضطلاع بحمل عبء الرسالة والتخلق بدورها في ريادة الامم ، دون ان تنشل نفسها من العجز العضوي الذي تذكيه ضروب من الشلل ، التي اصابت اتجاهات الفكر و العقيدة و الاخلاق فيها .
      (العودة الى الله) جزء من التنور الايماني الذي يدعو له ، و هو مزيج معتدل من المعرفة و التفكر النهضوي ، لا أضفاءات ظلامية و ايحاءت عابرة تخرج بالارتجال و البعثرة ، و تنتهي دون ان تلبي الحاجات المساسية للذات و التنور المشحون بقوة الايمان . كما ان مشكلات التخلف المزمنة كلها تتأتى في المرحلة الاولى من الذات .
      وبذلك ركز اليعقوبي بقوة على مناح النهج الاسلامي ببيان خصائصه و رؤاه ، و محاولة تأصيل (الفصل) العقدي و الايدلوجي لمتبنياته المعرفية و الفكرية .
      وهو في الجانب الذاتي ضمن الطرح التمايزي يستلزم اعلى درجات البناء و التأهيل النفسي ، حتى يمكن بالنتيجة تطبيق نموذج (الاسوة) و دورها الحضاري الاسلامي .
      ان التعويضات المعادلة الاسلامية تبرمج عرضياً في الانطلاق نحو تحديد الخلل في الحضارة الغربية ، من جانب النظرية و التطبيق ، فيرى الشيخ (فضح النموذج الغربي على مستوى النظرية ، بمناقشة اصل مرتكزات حضارته ، و على مستوى التطبيق ، بتوعية المجتمع و الفات نظره الى جرائم المثل الغربي ، و بالخصوص الامريكي) نحن والغرب ، الشيخ اليعقوبي ، ص41 .
      وينتقل الشيخ اليعقوبي الى ثنائية (الرسالة و السلوك) (النظرية و التطبيق) في وعي القائد و موقعه من خارطة الانتاج الاسلامي .
      فالقيادة عند الشيخ يجب ان تستوعب الواقع و تجسده في سلوكها الفردي ليكوَن جذوة انطلاقها باتجاه الرسالة . فالرسالة لا تكون (فاعلة و مؤثرة و تؤدي دورها في حياة الامة اذا لم يكن حاملها مستوعباً لها قد أشرب بها و تمثلها في حياته) الاسوة الحسنة ، الشيخ اليعقوبي ، ص8 .
      و يعطي هذا التمثيل من سمات القيادة في مكوناتها و انتماءها للدين الاسلامي في كل مدخلياته تجاه الحياة و الانسان . و كذا يكسب القائد – في فكر الشيخ اليعقوبي – امكانيات اعلى وقابلية ادائية واسعة ضمن سلوكيات نموذجية معبرة عن مبادئه ومقاصده الحقة .
      و ينظر الشيخ اليعقوبي الى (الرسالة و السلوك) نظرة اتصالية ممتدة ، نظراً (لعدم امكانية التفكيك بين الرسالة و سلوك القائمين عليها) الاسوة الحسنة ، ص9 .
      و يجلي اليعقوبي جوانب القضية اكثر حين يعرج (الرسالة) (النظرية) على القائد ، فيلزم بأن يكون القائد ( صورة خارجية لها ، و هي صورة نضرية لهُ) . الاسوة الحسنة ، ص8 .
      و عندما تكون الانعكاسية و التبادلية في النظرية و السلوك قائمة على الترابط و العظوية ، فأنها تحملنا الى نتائج الرسالة و الاحتفاء بها (فحينما نحتفل بذكريات المعصومين (ع) ، فأنما نستعيد بها ذكرى التطبيقات الكاملة للشريعة ، كما نحتفل بذكريات الشريعة نفسها ) الاسوة الحسنة ، ص11 .
      و هذا يضفي على فكر الشيخ اليعقوبي وعياً اجتماعياً متقدماً ، يسعى بعيداً الى معالجة الواقع و استدعاء مضمونه الجوهري بحكم التمثيل المواجهي (المعوض) كما اسلفنا .
      وبقدر ما يمارس هذا الفهم ادواته المتعددة في الواقع و النظرية فانَه يكشف و يلامس قضايا الاسلام و احتياجاته اكثر من غيره ، بفعل هذه المعايشة و العضوية نفسها . كما انه يختزن طابعاً استيعابياً شمولي الفهم ، و تقتضي هذه الشمولية تجسيداً بقدرها على مستوى التطبيق ، فيتيح انفتاحات موضوعية في نماذجها و وقائعها و انعكاس المعطى الاسلامي خلالها ...

      منقوووووووووووووووووول

      تعليق


      • دعوة مرجعية الشيخ اليعقوبي لارادة الشعب بدلا من السياسين .. اصولها وضرورتها\\

        دعوة مرجعية الشيخ اليعقوبي لارادة الشعب بدلا من السياسين .. اصولها وضرورتها
        غنية هي مفردات السياسة التي تعنى بادارة الدولة والحكم والتي تؤكد على دور الشعب فيها متمثلة بمصطلح الديمقراطية الذي عرفه الاغريقيون (بحكم الشعب) وما يعنيه من دور للشعب في ادارة نفسه ضمن نظام حكم يضمن للاغلبية حقها ولايسلب حقوق الاقليات داخل هذا النظام ، هذا من حيث المعنى العام له اما ما تتضمنه الديمقراطية من تفاصيل فتلك امور تختلف من بلد الى اخر ومن نظام حكم الى اخر فقد نجد ان الديمقراطية تطبق في نظام ملكي او جمهوري او فيدرالي المهم ان هنالك برنامجا انتخابيا يضمن تطبيق الديمقراطية من حيث مشاركة الجميع بحق الاختيار فالناخب لدى مشاركته في الانتخابات لاختيار ممثليه ،عمله هذا بحد ذاته قد خول من يمثله في ادارة الدولة ، وعليه من جاء بالسياسي المتحذلق هو في صحيح الامر واوله صوت لفرد واحد ومجموع تلك الاصوات هو الشعب الذي اختار هولاء السياسين . هذا الامر يدعونا الى مناقشة دعوة أيه الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي دام ظله حول دعوة الشعب لاخذ زمام الامور بدلا من السياسين ، تلك الدعوة التي لم تاتي من فراغ او نتيجة موقف طاريء بل هو نتيجة واقع وحقائق تتطلب منا الوقوف عليها واخذ المبادرة لاسيما من السياسين قبل المراجع الدينية كونها المتصدية وبشكل مباشر للوضع الذي يعيشه العراق ، مر العراق منذ العام 2003 بعدة حكومات فمنذ ادارة الحاكم الامريكي بول بريمير ومن ثم نظام الحكم المحلي الذي يشبه الاساطير الاغريقية فكرة وتطبيقا حول استلام الحكم لمدة شهر واحد لاشخاص، ومن ثم الحكومة الانتقالية 2004وبعدها ما افرزته انتخابات بداية العام 2005 وحكومة نهاية العام 2005 .تلك التجارب التي كان من المفروض من سياسينا قد استفادوا منها ليس لكونها كانت تجارب ناجحة بل لكوننا نحاول الاستفادة من اخطاْنا في القادم ، الا اننا وللاسف نجد ان الامر يسوء اكثر فاكثر تجربة بعد الاخرى وان الوضع في العراق على شفا الانهيار اكثر والغريب في الامر ان هنالك تبرير لهذا الوضع :
        1. كوننا جديدين في مثل هذه التجربة ولابد من فترة زمنية لتحسين الوضع .
        2. هنالك هجمة اكبر تعيق عملنا في ادارة الدولة وهي موجة الارهاب .
        3. وجود المحتل وعدم استلام السلطة بشكل كامل .

        فيما يتعلق بالنقطة الأولى فلم يعد هنالك ضرورة لان يمر شعب وبلد كالعراق لتجارب جديدة كي ينهض بنفسه ليحسن وضعه هذا اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار بان العراق قد مر بتجارب كثيرة تؤهله لمواجهة ظروفا اصعب بحيث يتكيف معها وعليه فان التجربة بحد ذاتها ليست جديدة بل من المفروض ان تكون هي ضرورة كان يتمناها الشعب بمختلف مكوناته وقومياته برفع الظلم الذي وقع عليه لسنوات طويلة من قبل النظام السابق على عموم الشعب ،وهذا ما يبرر فرحته بالإطاحة بذلك النظام ورغبته في اقامة نظاما جديدا يضمن كل حقوقه . بمجرد وجود هذه الرغبة لدى الشعب في التغيير يعتبر هذا حافزا لدى السياسيين على أنجاح أي تجربة حتى لو كانت فتية .
        أما أذا كان العكس في ان التجربة جديدة ليس لدى الشعب او الوضع العراقي بل لدى السياسين او ممن تولوا السلطة فهذه الطامة الكبرى كون العراق ووضعه الحالي لايسمح ان يكون حقلا لتجارب الفتيين بالسياسة او ممن قضوا حياتهم طوال خمس وعشرون سنة او اكثر متسكعين في الخارج بعيدا عن واقع العراق ايام النظام البائد قد فر من ظلما تجرعه العراقيين !!ذلك الشعب الذي يدعوه سماحة ايه الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي ، شعب تذوق الظلم وصقلته التجربة ابنائه الذين يشعرون بكبر الفجوة بين تطلعاتهم وامالهم وبين واقع مرير جديد استلم زمام الامر غيرهم ، حيث يدا لم تكسر واذنا لم تقطع وجسدا لم يرمى من شاهق وروحا لم تزهق. وثورة ضد ظالم قادها الشهيد السعيد محمد صادق الصدر قدس الله سره وصلاة على قبره أقامها الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) في وقتا تخلى عنه الجميع وغابت الرؤوس وسكتت المراجع ليظهر شعبا جديد بنى نفسه وللأسف ثمرة الظلم والاضطهاد والخوف وسنين عجاف قطفها اخرون . ونسوا شعبا عملاقا حليما منتظرا ...
        النقطة الثانية حول وجود هجمة ارهابية تحول دون قيام الحكومة بواجباتها فهذا عذرا اقبح من فعل كوننا لو نظرنا لما حولنا إلى العراق لوجدنا شماله وهو يزدهر وهذا يرجع لحنكة اخذ الشعب بتمييزها لدى قادة الاكراد وهم يبنون إقليمهم، ولو نظرنا إلى الجنوب لوجدنا الامر قريب من حيث وجود الامان والاستقرار الا اننا نجد عجلة العمران لم تخطو خطوة واحدة الى الامام بل ان خطت فكانت لاجل السرقة وبناء الفنادق التجارية !! فمازال الجنوب يئن ويتساءل متى تبلط الشوارع وتبنى الوحدات السكنية وتعمر المدارس وتاسس الجامعات متى تعوض محافظات الجنوب النقص في خدمات العراق متى يعمرون إقليم الجنوب الذي يحلمون ببناء إمبراطوريتهم عليه !! هل بنت حكومتنا مستشفى لعلاج مرضى العراق جراء العمليات الارهابية في بغداد في محافظات امنة أخرى كواسط وكربلاء ؟هل شجعت حكومتنا اطبائنا في البقاء في العراق بدلا من الهجرة ودفعت لهم ما يعوضهم لكي يبقوا في بلدهم في محافظات امنة بدل الهجرة ؟ ولكننا لم نجد غير فنادق متواضعة شيدت في بعض المحافظات للاتجار بالدين والربح السريع ، والشعب مذهولا لم يتحقق من حلمه حتى اليسير.واصبحت الحكومة التي تتشدق بحجة الارهاب لم تنهض بالجانب الوحيد وهو الجانب الصحي اذا ما اسقطنا دورها في الجانب الامني كونها وبلاشك عاجزة فيه. كي نعذرها ونقول ... قد فتك بنا الارهاب لكن يد الرحمة اقرب الينا ،الا ان حكومتنا اكتفت واستسهلت تعويض الشهيد بمبلغ من المال كي تشجع الجريح على الالتحاق به وبذلك يرفع من كاهل الحكومة شعورها بالذنب .
        اما ما يخص النقطة الأخيرة حول وجود المحتل وهو امرا يقولوه على استحياء كونه سبب وجودهم !!وهذه حقيقة لاينكرها الجميع فالمحتل لايمكن ان يؤخذ عليه بنظرهم سببا رئيسيا على فشلهم كونها مسالة وقت وسيرحلون .لهذا نجدهم يشدون من جهة عندما تعرضت مصالحهم للاهانة على حدود إيران !!ومن جهة أخرى نجدهم يسيرون على ضوء اجندة سياسية قد وضعت لهم من قبل المحتلين لاتعنى بواقع العراق وهمومه ومشاكله بقدر ما تعنى تلك الاجندة بمخطط يدعو الى تقسيم العراق وإضعافه ولتحقيق أهداف بعيدة المدى . اكثر من اهتمامهم بحل مشكلات العراق ولو حياءا .
        وبذلك تسقط مبررات الحكومة التي يسهل عليها العسير ويصعب عليها اليسير واصبحت هذه الحكومة تتعامل مع الاستثناء اكثرمن تعاملها مع القاعدة فكان ان ترضي نخب وكتل سياسية اسهل عليها لا بل واهم ..من ان تنظر لحال الشعب المغلوب على امره ، بالامس كان هنالك نظاما دكتاتوريا سلبه حقه وكان حينها يامل بحلم الحرية واليوم ضاعت حقوقه في ظل نظاما يتشدق بالديمقراطية التي تعنى فقط بالنخب ومصالحهم . لذا تستشعرالمرجعية الناطقة العاملة قبل غيرها كبر الحيف الذي يقع على الشعب بلحاظ الهوة التي توسعت بين تلك الجماهير وبين حكومة شبه ميتة وهي كبيت العنكبوت فرحة بأنها أرجعت إلى ميزانية الدولة الأموال للعام الذي مضى في حين كان عليها أن تخجل وهذا يعني بان مشاريع التنمية لم تنفذ ولترجع الأموال إلى الخزانة فرواتبنا أحق بها من عمران هذا البلد ، بنفس الوقت الذي لابد لها ( أي الحكومة وحكامها ) أن تعي سبب فشل النظام البائد الذي لم يهتم لحال شعبه وكيف يمكن ان تكون نهايتها أيضا حيث يعود المقود اليه اي (الشعب) ليختار بارادته وبانه كما اطاح بمن سبقهم قادر على الاطاحة بالقادمين وكما قيل ( لو دامت لغيرك ما وصلت اليك ) ... انها لارادة شعب قد تكون ثورة او تمرد وقد تكون صوتا داخل ....صندوق اقتراع .....




        منقووووووووول

        تعليق


        • العودة الى الذات في فكر الشيخ اليعقوبي

          العودة إلى الذات يمكن فهمها على أنها عملية تغيير شاملة أو جزئية ، فهي أما بناء جديد أو عملية تصحيح لبناء شابه الكثير من السلبيات مما أدى إلى عكس مااُريد له ، لذا تكون العملية الثانية أصعب من الأولى لما سببته هذه الشوائب من مشاكل ورسوخ ليس بالأمر السهل معالجتها فضلا عن إدخال عناصر ومقومات جديدة وجعلها مقبولة بعد أن كانت الأولى هي المقبولة ،وعموم عملية البناء وخصوص الثانية تحتاج الى بنّاء ماهر ملم بالكثير من الأمور ومنها تشخيص الخلل وطرق معالجته لأنه لو اخطأ في تشخيص ما فربما تكون النتائج العكسية خطيرة يصعب تلافيها وعلاجها ...
          هذا الكلام سقناه لعملية بناء مادية يمكن تصورها لأي شيء وأما مانحن بصدده من بناء الذات ومنها الإسلامية خصوصا فان الامر يزداد اهمية وخطورة من عدة جوانب :
          1- ان الذين يقومون بهكذا بناء هم قلة قليلة على مر التاريخ
          2- انه لاقياس ولا مقارنة اطلاقا بين العمليتين
          3- تصدي من لم يكن مؤهلا لهكذا عملية بل تصدي اُناس هدفهم التهديم باسم البناء على مر التاريخ
          4- البعد الزمني عن اصل التشريعات الانسانية والاسلامية يجعل من الامر صعب الولوج
          5- الظروف المكانية المتفاوتة من بيئة لاخرى واختلاف العادات والتقاليد كل هذا يعقد الامور
          6- ان البناء المادي اللاعب الوحيد فيه هو البنّاء اما هنا فان الامر يعتمد على الطرفين ، فشخص له الارادة الصادقة للعودة واخر له الدراية باساليب وادوات تساعد على ذلك
          وغير ذلك من الامور الاخرى المتعلقة بالذات الانسانية او الاسلامية ، هذه الذات التي ابتعدت كثيرا وانحرفت باتجاهات متعددة ومتلونة عن هدف وجودها الاسمى حتى وصل الامر ببعضها انها ذات مسلوبة الارادة والقيم والمثل وبنفس الوقت تعمل على ترويج ماوصلت اليه من انحطاط ، فهي ليست مصابة بالمرض فقط وانما معدية ايضا وحاملة لادوات المرض...
          لذا فان عملية العودة الى الذات تحتاج الى تشخيص الاسباب ثم العلاج ،والى تعاون طرفين الملقي والمتلقي ، والمتلقي مهما تكون حالته فيمكن علاجه فلا استثناء لاحد ، واما الملقي او المربي فليس كل من ادّعى ذلك هو مؤهلا وما أكثر من ادّعى ذلك وساهم في زيادة الامر سوءا، فالمطلوب ان يكون المتلقي لديه ارادة للعودة الى المسار الصحيح وهذا يكفي من جانبه ، اما الذي يقوم بعملية الاصلاح فيجب ان تتوفر فيه عدة امور وشروط بعضها تكون سابقة زمانا عن هذه العملية فمثلا ان يكون ممن حمل العقيدة والمبدء الحق والصحيح حتى انك لاتفرق بين قوله وعمله لشدة مااندمج هذا بذاك فاصبح سيرة عملية له كاشفة عن مقدار ما يملكه من خزين لاينضب ، وايضا ان يكون يملك من الطرق والادوات المتنوعة بتنوع حاجات المتلقين فكريا واجتماعيا ومكانيا وزمانيا وغير ذلك من الامور التي ربما لاتحتاج الا الى علاج فرد بعينه وموجهة له لا لغيره واخرى تكون موجهة للجميع بما هم مجموعة افراد ...
          وعلى العموم فالحديث الان يكون حول العلاج والحل المجموعي اما الفردي فله محله ومكانه الاخر .
          فبناء الذات والعودة المقصود به هنا لا الذات الفردية المجردة عن باقي الافراد وليس المقصود منه الرياضات الروحية والبدنية التي يقوم بها المرتاضون كما يقول الدكتور علي شريعتي (ليس المقصود ببناء الذات ان نفعل كما يفعل المرتاضون او الرهبان او العبّاد الذين يتبعون دينا معينا وذلك في انفصال عن العصر وانفصال عن كل العلاقات الموجودة او التي ينبغي ان توجد بين الذات وبين المجتمع ) وهذه حقيقة ضرورية يجب ان يفهمها ويقوم بها كل من الفرد والمربي فقد خلق الانسان اجتماعيا بفطرته يٌكمل المجتمع ويَكمل به رغم احتياجه بين الحين والاخر الى فترة انعزال يعيد بها حساباته وتفكيره الا ان الطابع العام هو الانخراط في المجتمع معايشا همومه واحزانه ومسراته فلا يمكن فصل الفرد عن المجتمع سواء من ناحية تشخيص العلل او العلاج ، فالعلاج الامثل يكون موجها الى المجموع ناظرا الى الافراد لا ان يستخدم علاج فرد معين لوحده فان هذا وان كانت له نتائج للشخص الا انها لاتظهر ثمراتها الا بعد ردح من الزمن وبعد ذلك اما ان يحتفظ بها لنفسه او لفرد او اثنين بخلاف مجموع الافراد فان السلوك الجمعي للمجتمع يساعد ويساهم في نهوض الافراد عموما بأرادتهم سواء أكان ذلك بارادتهم أم عن طريق السير مع المجموع ...
          وكمثال واضح وحقيقي لهذا المربي هو شخصية النبي محمد صلى الله عليه واله ، فقبل ان يبعث كانت لديه اهم ركيزتين تؤهلانه كي يكون مربيا وقائدا ومصلحا لامة كتب الله لها ان تنتقل من امة متخلفة الى امة متحضرة وبفضل امتلاكه لهاتين الصفتين سهلت عملية تأثيره على امة من أقسى الأمم فقد كان يسمى الصادق الامين ، أي يمتلك من الصدق ما انعكس على تصرفاته الخارجية فلم ينكر هذا حتى مبغضيه وحساده واعدائه ، والامانة التي جرب بها وعاشها بتعاملاته المختلفة مع مجتمع السمة الغالبة فيه الكذب والغش وعدم الامانة ...
          فمن هنا قلنا ان على المربي او المصلح ان يمتلك مقوماته الذاتية التي تؤهله لممارسة هكذا دور والا فان النتيجة ستكون التسافل الى ابعد ماهو متصور ولدينا عدة امثلة لهؤلاء المدعين وكما قيل : اذا كان رب البيت بالدف ناقرا فشيمة اهل البيت الرقص ...
          فاولا عليه ان يكون مطبقا لما يقوله او اول من يطبق ذلك فيكون فعله مطابقا لقوله ..
          بعد ذلك له ان يكون مربيا ويمارس عملية تربيته وكل حسب طاقته ومنزلته وكفائته ويتفاوت ذلك طرديا .
          ومن طريقة سماحة الشيخ في بعض كتبه -الاسوة الحسنة للقادة والمصلحين -أنه اتخذ طريقا له جنبتين :
          الاولى : تهيئة وتربية قادة مصلحين كفوئين
          الثانية : تربية عامة لجميع من أمتلك الارادة لذلك
          فمن جهة الكتاب وان كان للقادة والمصلحين الا ان ذلك لايمنع ان ينتهل منه الجميع .
          ويمكن ان نقول بما ان القادة والمصلحين لايختصون بفئة او شريحة معينة فممكن لاي انسان ان يكون قائدا ومصلحا مادام يمتلك بعض المواصفات ويمتلك من الارادة مايكفيه لان يغير ذاته ويسير نحو الرقي المتدرج وله تأثير ما على مجموعة لاتتجاوز اصابع اليد ربما، او لديه تاثير اكبر واكثر من ذلك بكثير كالذي يؤثر على المئات او الالوف فكلا الشخصين مشمول بما في الكتاب من افكار وعبر وطرق علاج وادوات يحتاجها المصلح في عملية اصلاحه ...
          فمن هنا استلهم المؤلف من سيرة النبي صلى الله عليه واله دروسا وعبر تساعد في عملية بناء واعداد الذات ، هذه الذات التي اصبحت اليوم بحالة لاتحسد عليها وعملية سلبها وسلخها من جذورها لازالت مستمرة وبشراسة بصورة علنية وخفية ، هذه الذات لاتعاد الى سابق عهدها ومجدها الا بالعودة الى ماكانت عليه في عهد صاحب اكبر رسالة اصلاحية عرفتها البشرية عموما والامة الاسلامية خصوصا فنحن نعيش غربة من تعاليم اسلامنا غربة داخلية وغربة خارجية ، غربة داخلية لاننا نشعر بقلوبنا وكأنها أوعية فارغة من العقيدة والايمان ومملؤة بالغريب عن الفطرة السليمة فلا نستطيع ان نمارس وظيفة الانسان المسلم قولا وفعلا بصورته الحقيقية، وغربة خارجية لما نراه من ابتعاد امة الاسلام باختلاف طوائفها واجناسها وقومياتها عن الاسلام ومبادئه حتى وصل الحال ان يفتخر بعضهم بتنكره للاسلام وينغمس اكثر بالاتجاهات الاخرى لشعوره بالدونية تجاهها...
          فمن سيرة الرسول وماحوت من تجارب واحداث مع مراعاة عامل الزمن والمكان نستطيع العودة والخروج من هذه الغربة القاتلة، والمتتبع لكتب جناب الشيخ يجد استخدامه عدة طرق ووسائل لاستنهاظ الامة من سباتها وغفلتها واخراجها من غربتها الداخلية والخارجية وعودتها الى ذاتها وكيانها الحقيقي، وارتكازهه الاول والاخير هو منابع الاولين التي اعطت العزة والرفعة لامتنا الاسلامية وجعلتها امة متحضرة انسانية بمعنى الكلمة ، فتارة يلقي علينا شكوى القران وهو المنبع الاول والشكوى اشارة الى ابتعاد الامة عن كتابها الذي لم يفارق الرسول الاكرم صلى الله عليه واله قولا وعملا واخرى حول ابتعاد المسلمين عن المساجد واخرى عن علمائهم او ينبهنا الى اهمية اعتزازنا بديننا وعقيدتنا ولغتنا واخرى عن طرق مواجهة الاعداء ومايحاك ضد امتنا الاسلامية وغير ذلك من الافكار والجرعات التي القاها الى المجتمع منذ زمان الطاغية والى يومنا هذا ومالهدف الا العودة الى الذات المشرقة بثقافتها وانسانيتها واخلاقياتها ، بل انه عمل على ايجاد قادة ومصلحين يؤثرون الناس على انفسهم ويتحلون بالأخلاق الفاضلة التي تجعلهم أكثر تأثيرا وصدقا بعد ان كثر مدعو القيادة والإصلاح في زمن لاينفع فيه حسن الظن الا بعد التأكد والمعاشرة
          فذوبان المصلح والقائد برسالته ضروري فأولا يكون صاحب قضية او رسالة او مبدأ وثانيا انه اندمج في هذه الرسالة بحيث يكون حاملا لها قولا وفعلا لذا يقول جناب الشيخ في كتابه الأسوة الحسنة للقادة والمصلحين (إن أي رسالة إصلاحية ومنها رسالة الإسلام لابد لها لكي تنجح في بناء امة من شكلين من المقومات سميناها الذاتية والموضوعية ) والذاتية يقصد بها مبادئ هذه الرسالة الاصلاحية ومايراد ايصاله للمجتمع والموضوعية فهي تخص القائد او المصلح وانه قد آمن بهذه المبادئ وطبقها قبل ان يطلبها من الاخرين فهو الواعظ المتعظ واما من يكون خلاف ذلك ويدعي القيادة والاصلاح زورا فلا خير فيه يرتجى وعواقب ذلك غير محمودة ومانعانيه منه الان من ضعف وتشتت وتخلف الا بسبب تسلط بعضهم علينا على مر السنين وهم لايملكون من الاخلاق والقيم الا النزر اليسير او العدم ...
          لذا كلما كانت الرسالة متكاملة والمصلح ذائبا فيها ومطبقا لها كلما كان التاثير اسرع وادق وهذا ماعبرت عنه احدى امهات المؤمنين حينما سئلت عن اخلاق الرسول صلى الله عليه واله فقالت ( كان خلقه القرآن ) وهذا معناه انك ترى الرسالة من خلال القائد والراعي لها سواء بالقول او بالعمل ومن هنا ركز القران الكريم على ان نتأسى بالاسوة الحسنة التي ذابت في الرسالة وحققت للامة ماحققت فالتاسي بهم يساعدنا على النهوض مرة اخرى (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) فيقول المؤلف (إننا اليوم أحوج ما يكون إلى عرض صورة الأسوة الحسنة في حياتنا، فنحن مسؤولون أكثر من أي وقت مضى عن دراسة حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسيرته دراسة تحليلية، لكي نتمثلها في حياتنا، وتكون نبراساً لنا، ليس فقط في حياته الشخصية الخاصة، لكونه أكمل المخلوقات وأشرفها وأحقها بالإقتداء، وإنما ايضاً في حياته العامة، لكونه أعظم مصلح إجتماعي عرفته البشرية، ولكونه مؤسس خير أمة أُخرجت للناس من العدم، ولكون قيادته المباركة وفَّرت للبشرية أسعد عصر من عصورها.
          هذه الأبعاد المتعددة في شخصيته (صلى الله عليه وآله وسلم) جعلته أولى الناس بالتأسي والإقتداء لمن كان يرجو الله واليوم الآخر، وأراد السعادة لنفسه ولأمته) وهذه الحاجة منشؤها ابتعاد الامة عن جذورها ، فاين امتنا الاسلامية من تعاليم الاسلام ، فضلا عن ادّعاء البعض لاقوال واعمال لاتمت الى الاسلام بصلة وكل هذا يمارس باسم الاسلام ، مضافا الى هذا الحرب الشرسة التي تشن على الاسلام والمسلمين دون هوادة وبكافة المجالات واشدها خطورة الثقافية منها لانها مفتاح جميع المجالات الاخرى فقوة أي امة تكون بعقيدتها وايمانها بهذه العقيدة ورموزها ..
          ومصلح وقائد هذه الامة _ الرسول المصطفى صلى الله عليه واله_بذل مايكفي لاثبات دعائم هذه الامة وبين لنا سبل العلاج والوقاية وتشخيص الخلل من خلال عدة حوادث ووقائع وروايات واحاديث الى طريقته في الهداية والاصلاح ومحاورة الاخر وغير ذلك من الضروريات للانسان المصلح والقائد ، يقول الشيخ اليعقوبي في كتابه الاسوة الحسنة (ما أحرانا نحن المسلمين جميعاً أن نستوعب هذه الدروس من حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، لنفعل كما فعل، وننتج كما أنتج، مع سهولة الأمر أمامنا بالقياس إليه (صلى الله عليه وآله وسلم)، لأننا نتعامل مع أناس تربوا في أحضان الإسلام قروناً طويلة، ونهلوا من نميره، وأن الوازع الديني موجود في بواطنهم، وما علينا إلا اثارته وتوجيهه وتهذيبه، فلماذا نحتار، ولماذا نتعثر في المسيرة، ونحن نملك هذا التراث الضخم والمعين الذي لا ينضب من التجارب)
          اقول ان الخلل يكمن من جهتين الاولى تتعلق بمن ادعى الاصلاح والقيادة والجهة الثانية الامة نفسها ، فاما الجهة الاولى فأن العديد ممن جعل نفسه قائدا هو في حقيقته لم يفهم من الاسلام الا القشور هذا الم نقل بالعدم واتذكربالمضمون حادثة نقلت عن السيد جمال الدين الافغاني انه اعترض على ارسال بعض العلماء في زمانه الى اوربا للتعريف بالاسلام فاستغرب الوالي لذلك مع ما للسيد جمال من مكانة في الدعوة الاسلامية واستفهم منه حول ذلك فظهر ان اشكال السيد منشؤه أن هؤلاء الذين تسموا علماء علينا ان نبين لهم معنى الاسلام الحقيقي اولا فهم لايعرفون الا القشور ثم ليذهبوا ...
          لذا ترى كتّاب التاريخ الاسود وهم الاغلبية من وعاظ سلاطين او منتفعين او من كان على شاكلتهم يبرّزون اولئك القادة المنحرفون الفاسدون والمفسدون ويعمدوا على عدم ابراز المصلحين والقادة الحقيقين وهم القلة والذين لاتخفى آثارهم وفضلهم على المجتمع
          وأما الامة فحالة الكسل والتسليم للواقع التي هي عليه امر سلبياته لاتخفى فابتعادها عن تعاليم الاسلام وتاثرها بالاخلاق المنحرفة والغريبة عن ثقافاتنا لايمكن ان ينتج شيء جيد ، فالامم هي التي تصنع القادة واي قائد هذا الذي ينتج من امة سلبت هويتها ويعتدى عليها وهي راضية مستسلمة ...
          ومن هذه السلبيات التي جعلتنا في حالة من التدهور هو عدم الاهتمام بسير العظماء وتدوين اثارهم لا بل يترك الامر للغير بفعل هذا الامر فتجد حتى ابناء الديانات الاخرى يكتبون عن الرسول محمد صلى الله عليه واله ونحن المسلمين مقصرين في هذا ويشتد التقصير عند اتباع ال البيت عليهم السلام فيقول جناب الشيخ (إن تقصيرنا نحن الإمامية من أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) في كتابة تاريخ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) غير مبرر أبداً، ولا يغني عنه الإهتمام المتزايد بسيرة المعصومين (عليهم السلام)، رغم أنهم (عليهم السلام) منه(صلى الله عليه وآله وسلم) ينهلون وعنه ينقلون، وما قيل فيه من مبررات فإنها غير كافية)
          وهذا التقصير الذي سيقول عنه جناب الشيخ انه لايبرره أي عذر مهما قيل او سيق من الاعذار لأن الامة الاسلامية جمعاء مدينة بالفضل اولا واخيرا الى نبي الرحمة (صلى الله عليه واله وسلم) وهو مفخرتهم وقدوتهم ومن المشتركات الرئيسية بعد القران الكريم مع باقي الطوائف الإسلامية ، فلماذا نجعله وكأنه من مختصات الغير ونحن مشتركون معهم تحت لوائه هذا ان لن نقل اننا الأولى به صلى الله عليه واله وسلم .
          ثم إن لكل عمل نتائج تترتب عليه اما سلباً او إيجاباً ،حسب طبيعة العمل ، والتقصير المشار اليه آثاره سلبية أكيداً ومن عدة نواح على الفرد والمجتمع لذا يقول جناب الشيخ ( لقد ترتّبت على هذا التقصير نتائج كثيرة:
          1- الخسارة الكبيرة بعدم الإستفادة من هذه التجربة العظيمة، والانقطاع عن هذا التراث الضخم، بكل ما يحتويه من دروس ومواقف، وأوضح شاهد على هذه الخسارة ندرة ما نستشهد به في كلماتنا بأحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، مع وفرتها وتنوعها.
          2- إن تاريخه (صلى الله عليه وآله وسلم) كُتب بيد غير أهله
          3- التقصير بحقه (صلى الله عليه وآله وسلم) علينا، وهو صاحب الحق العظيم، إلذي اليه يرجع الفضل في هداية كل شخص على وجه المعمورة، وما نعيش من خير فهو فيض بركاته ونفحات رحمته، وما ادخر لأمته في الآخرة أعظم...
          4- تربَّصُ الأعداء بشخصيته (صلى الله عليه وآله وسلم)، للحط من كرامته، وتشويه سمعته، وإلصاق التهم به، لأنه أساس الإسلام، فالطعن فيه تقويض لهذا الأساس، والقضاء على الإسلام، وها هم المأجورون الأذلاء كسلمان رشدي، والقس الفلاني في الولايات المتحدة، والمخرج الفلاني في هولندا، والكاتبة الفلانية في مصر، وأمثالهم يؤلفون الكتب، ويخرجون الأفلام، التي تشوّه صورة نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتصفه بالعناوين السيئة، ولا تنبض دماء الغيرة في عروق رجالات الإسلام للرد عليهم، وربما لا يكلفون أنفسهم بالإطلاع على تلك الكلمات...)
          نعم قد انتفضت الشعوب الإسلامية منددة بهذا التجاوز والتطاول على شخصه صلى الله عليه واله ..
          لكن هذا الأمر مما يثير الاستغراب لأنه كأننا نحتاج إلى الغير حتى يحركنا .. وكيف يحركنا بالتطاول والتجاوز وكأننا في سبات حتى أيقظونا .
          وهذا التحرك والتجمهر والتنديد لوحده غير كاف إطلاقا ولا يمكن أن يوقف هذه الهجمات الشرسة والمتتالية والمختلفة الطرق والاساليب ، فالمطلوب أعمق من ذلك وأكثر وعيا وبصيرة بالرد المناسب والنصرة للرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم ، المطلوب هو التمسك بتعاليم وأخلاق الرسول ولا يتم هذا الا بعد معرفة سيرته التي نحتاج الى تدوينها وتهذيبها ودراستها مع الالتفات الى ان ابناء الغرب اصبح لديهم توجها الان نحو الإسلام ودراسة السيرة العطرة للرسول فهل يطلعوا على ما موجود وفيه ما فيه ، فالأحرى بنا أن نعرض عليهم سيرة ناصعة حقيقية بعيدة عن اللغو والبهتان ...
          فلا يوجد أي عذر مقبول للمسلمين عموما وأتباع آل البيت خصوصا في هذا التكاسل والتماهل وعدم المبالاة سواء من ناحية كتابة السيرة ودراستها أو من ناحية الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه واله ، يقول جناب الشيخ (ومن المؤسف أننا صرنا لا نشعر بمسؤولية الرد والدفاع عن الإسلام ونبيه (صلى الله عليه وآله وسلم)، كشعورنا بمسئولية الدفاع عن مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، وأئمتها الطاهرين (عليهم السلام)، ونظرة واحدة إلى المكتبات الشيعية تجد فيها آلاف الكتب التي تعرِّف المذهب، وتبيِّن تفاصيله، وتدافع عنه، وترد الشبهات الموجهة إليه، ومعهم حق، لكثرة ما تعرضت له مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) من التشويه والدس والكذب والافتراء والطعن، ولكن لا تجد عدد الأصابع من الكتب التي تؤدي نفس الشيء عن الإسلام ونبيه العظيم، وتحتاج إلى تأمل طويل لكي تجد كتاباً مناسباً تقدِّمه لشخص يريد أن يتعرف على الإسلام، بينما ينهضون نهضة رجل واحد للذبِّ ضد شبهة جزئية موجهة إلى هذا المذهب، أو، ذاك من هذه الطائفة، أو، تلك.
          ومهما قلنا من دفاعٍ عن أنفسنا بأن الأئمة (عليهم السلام) هم الامتداد الطبيعي له (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهم نفسه (صلى الله عليه وآله وسلم)، كما قال الإمام الصادق (عليه السلام): (حَدِيثِي حَدِيثُ أَبِي، وَحَدِيثُ أَبِي حَدِيثُ جَدِّي، وَحَدِيثُ جَدِّي حَدِيثُ الْحُسَيْنِ، وَحَدِيثُ الْحُسَيْنِ حَدِيثُ الْحَسَنِ، وَحَدِيثُ الْحَسَنِ حَدِيثُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام)، وَحَدِيثُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله وسلم)، وَحَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ).
          وأنهم يمثلون المسار الصحيح والحقيقي للإسلام، كل ذلك صحيح، لكنه لا يغني عن الاهتمام الذي يجدر بنا أن نوليه لشخصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتصرفاته على مختلف الأصعدة)
          وبعد ان اطلق جناب الشيخ هذه الآهات والشكوى من المسلمين عموما وأبناء مذهبه خصوصا بين أهمية دراسة السيرة العطرة وان أهم مصادر ذلك هو القران الكريم لانه الذي سلم من الدس والتحريف وبه تقاس الأمور فيقول في نفس الكتاب (وينبغي الالتفات إلى أن المصدر الرئيسي لدراسته سيكون هو القرآن الكريم)ويعطي عدة أسباب لهذا الاختيار :
          (1- إعادة تفعيل دور القرآن في حياة الأمة، وإخراجه من عزلته، وإعطاءه دور الريادة في كل عملية إصلاحية، وهو ما أشرنا إليه في كلمات سابقة.
          2- أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان تجسيداً عملياً للقرآن، بحيث لو حَوَّلْتَ القرآن من كتاب مقروء إلى رجل يمشي على الأرض لكان هو (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولو حَوَّلْتَ سيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى كتاب يقرأ لكان القرآن، ومن هنا أجابت أم المؤمنين حينما سُئِلت عن أخلاق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت باختصار: كأنه القرآن)
          نعم القران الكريم هو أخلاق الرسول ومنه نعرف سيرته ونستخلص العبر منها وبعد ذلك نعرض ما بايدينا من روايات على الكليات التي استخلصناها من القران حول سيرته صلى الله عليه واله
          وعموما فان عملية إعادة بناء الذات تحتاج إلى الاطلاع على سيرته صلى الله عليه واله وكيفية تعامله مع الآخر وماهي مقومات الفرد المسلم كل هذا نجده بكلمات متفرقة في عدة كتب لسماحة الشيخ وان كنا هنا اعتمدنا بالدرجة الاولى على كتاب الاسوة الحسنة للقادة والمصلحين
          والحمد لله رب العالمين
          منقووووووووووول

          تعليق


          • موضوع مهم يحتاجه الجميع بوركت على هذا النقل الموفق

            تعليق


            • شكرا جزيلااخ سليم الزيدي

              تعليق


              • أن المرجع الاعلم يصيب الواقع او هوالواقع عند اصدار فتوى كيف أخطأ ولي الامة الاوسي في فتوى الانتخابات عندما قال أنها أوجب من الصوم والصلاة و
                أهم مما جاء بة محمد

                تعليق


                • الرافد الى متى تنعقون مع كل ناعق . اتقي الله

                  تعليق


                  • حياك الله اخ سليم الزيدي
                    الشيخ اليعقوبي صاحب علم وفير.

                    تعليق


                    • ومن أنت حتى تخطّى هذا وذاك .......... رحم الله من عرف قــــــــــــــــــــدر نفـــــــــــــســـــــــــــــــــــــــه يا أخ الرافد

                      تعليق


                      • شكـــــــــــــرا أخي لمروركــــــــــــــــــــــــكم الكريــــــــــــــــــــــــــم

                        تعليق


                        • تقليــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـد

                          بسمه تعالى
                          سماحة الشيخ المرجع آية الله العظمى محمد اليعقوبي أدام الله عزك وسدد خطاك ووفقنا وإياكم للخير
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا احد مقلدي السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ((قدس سرّه الشريف ))
                          ايمانا مني بان التقليد هو مفهوم متحرك ودائم بحياة المرجع، وفتاوى السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر تبين هذا الجانب \"أنه لايجوز تقليد الميت \" اضف الى ذلك اننا في عالم دائم المتغيرات وكثيرها ومتعددها ومن هنا احتجت الى تقليد مرجع يكون حيا اسمعه وأسئله ويرشدني الى طريق الصواب
                          ولعلي اريد الهداية الان ففكرت من اقلد؟ والحقيقة ان سماحتكم ممن اعتز بهم وأحبهم ويطمئن قلبي لهم واعتقد باعلميتكم فقررت أن اقلدك فأعني على ذلك بقول يساند او كلام يعاضد ولك كل الشكر والامتنان
                          بسمه تعالى
                          ما تفضلتم به صحيح فإن التقليد يكون لمرجع حي متفاعل مع قضايا الامة ، وحينما أجزتُ العمل بالرسالة العملية للسيد الشهيد الصدر (قده) فليس هو إرجاعاً إليه بل اعتبرت رسالته رسالتي مع بيان المسائل الخلافية التي ألزمتُ فيها بالرجوع إليّ فالتقليد حقيقة لي الذي أعتقده مبرئاً للذمة بإذن الله تعالى وأحد الشواهد على ذلك الكتاب المطبوع الذي ضمّ بحثي الاستدلالي الذي ألقيه على طلبة البحث الخارج وعنوان الكتاب ( بحوث استدلالية في مسائل خلافية ) والله الهادي إلى سواء السبيل .

                          تعليق


                          • الكاتب الصحفي والإعلامي العراقي المغترب نزار حيدر يزور المرجع اليعقوبي (دام ظله)


                            بسم الله الرحمن الرحيم
                            بيان صحفي

                            المكتب الاعلامي للمرجع الديني سماحة
                            اية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله)
                            العراق – النجف الاشرف
                            الخميس 24/ربيع الثاني /1429هـ
                            1/5/2008م
                            الكاتب الصحفي والإعلامي العراقي المغترب نزار حيدر يزور المرجع اليعقوبي (دام ظله)

                            استقبل المرجع الديني سماحة اية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي دام ظله الكاتب الصحفي والإعلامي العراقي المغترب في الولايات المتحدة الاميركية نزار حيدر بمكتبه في النجف الاشرف.
                            وعرض الاستاذ نزار حيدر لسماحته حال الجالية العراقية في امريكا وما تقوم به من حوارات مع الغرب بغية التواصل والتلاقح الفكري وترسيخ ثقافة التعايش وتأصيل العمق الحضاري لبلاد الرافدين.
                            و شكى الاعلامي نزار حيدر من تعطيل بعض المشاريع الخدمية والاجتماعية بسبب دخول الانا والفئوية الحزبية ومحاوله البحث عن المصالح الاعلامية الشخصية.
                            أبدى سماحة المرجع اليعقوبي دام ظله ارتياحه مما يكتبه الاستاذ نزار حيدر بالقول : " كلي ثقة بكتاباتكم ونحن دوما نوصي بقراءتها ونشرها كونها قريبة إلى الواقع العراقي وتُشعرنا بأنكم حاضرون معنا رغم بعدكم عن الوطن".
                            كما تأسف سماحته لفشل الكثير من المشاريع التي يمكن ان تسهم في تقديم الخدمات والمساعدات ورفع الوعي الثقافي للامة بسبب الانا والفئوية الضيقة.
                            ودعا سماحته جميع العراقيين المخلصين في الولايات المتحدة الى أن تتوحد جهودهم لتكوين تيار فاعل يؤثر في الرأي العام الامريكي لايصال الصورة الحقيقية للواقع العراقي.






                            تعليق


                            • رسالة المرجعية الدينية في النجف الأشرف إلى النساء الرساليات الأوربيات

                              خطاب المرحلة
                              193
                              بسم الله الرحمن الرحيم
                              رسالة المرجعية الدينية في النجف الأشرف إلى النساء الرساليات الأوربيات [1]
                              الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا الله، لقد جاءت رسل ربّنا بالحق.
                              والصلاة والسلام على جميع أنبياء الله ورسله والأئمة الهادين ومن تبعهم بإحسان.
                              توجد كلمة قصيرة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) تختصر كتاباً في معناها، وهكذا كل كلماته (عليه السلام)، ولا عجب في ذلك فهو تلميذ مدرسة القران الكريم، قال فيها (عليه السلام) (قيمة كل امرئ ما يحسنه) فكلما زاد الإنسان من أعمال الخير والبر والإحسان زادت قيمته عند الله تبارك وتعالى فازداد قرباً من ربّه وقد قال الله تبارك وتعالى {إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً}الكهف30.
                              ومساحة الإحسان واسعة تبدأ من داخل النفس الإنسانية بتهذيبها وتنقيتها من الصفات الرذيلة كالحقد والحسد والجبن والبخل والكراهية والأنانية والجهل واتباع الأهواء والشهوات ثم تبدأ النفس الكريمة الطاهرة العفيفة بالإشعاع على الآخرين والإحسان إليهم.
                              وأتذكّر أنني كنت مرة في الحرم العلوي المطهّر لزيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) ودار في ذهني معنى لكلمته السابقة حاصله ان قيمة كل امرئ هي بمقدار ما يحمل من صفات الأسماء الحسنى لله تبارك وتعالى كالكريم والرحيم والعليم والغفّار والحليم وغيرها فتزداد قيمة الإنسان كلما ازدادت نسبة ما يتحلى به من هذه الصفات.
                              ولا شك ان الإنسان مهما تكن له من قيمة كفرد فان قيمته تزداد اذا انضمّ إلى غيره لان العمل الجماعي والمؤسساتي يكسب الفرد قيمة إضافية، فعمل مجموعة أفراد أكثر قيمة من مجموع قيم هؤلاء الأفراد متفرقين اضرب لكم مثالاً لو أن دورية كتب معينة تتألف من عشرة مجلدات فان قيمة الدورية الكاملة أثمن من مجموع قيم كل جزء على حدة لو وُجِد منفرداً لان الانضمام بحد ذاته له قيمة إضافية.
                              فالانخراط في العمل الجماعي زيادة في الإحسان وقد وعد الله تبارك وتعالى في الآية المتقدمة انه لا يضيع أجر من أحسن عملا، ونحن في هذه الدنيا نطمح إلى تحقيق اكبر مقدار ممكن من الأعمال الصالحة لنزداد قرباً من الله تبارك وتعالى ونزداد قيمة عنده، فالدنيا مزرعة الآخرة ومتجر الأعمال الصالحة.
                              والعمل الجماعي لكي يكون مثمراً لابد أن يكون منظماً وتوزَّع فيه المسؤوليات بدقّة ويوضع له برنامج عمل يسير عليه وفق الإمكانيات المتاحة والظروف المتيسرة.
                              أيتها الأخوات الفاضلات المجتمعات في المؤتمر النسوي المنعقد في ألمانيا
                              إننا في النجف الأشرف عاصمة العلم والفكر نتطلّع إليكنّ في نشر مبادئ الإسلام النقي لتنقذوه من التصرفات المشينة التي ارتكبت باسمه ظلماً وزورا، ونعرض قدراتنا العلمية والفكرية في خدمتكم جميعاًً لتؤدوا هذه الرسالة العظيمة التي اختاركنّ الله بفضله لأدائها، وستجدون أنفسكم حينئذ قادرين على إنقاذ شبابنا وشاباتنا الأوربيين من الانخداع ببعض الأفكار الضالة التي تؤدي إلى خسران الدنيا والآخرة، كتلك الفتاة البلجيكية التي أسلمت ثم غذوها بالأفكار التكفيرية فجاءت إلى العراق وفجّرت نفسها لتقتل الأبرياء من النساء والأطفال، ولو قُدَّر لهذه الفتاة أن تقع بين أيدي أمينة تخاف الله تبارك وتعالى كحضراتكن فأنها لم تكن لتقع في هذه الجريمة الشنيعة.
                              ان أحدى مسؤوليات المرجعية الدينية التي هي امتداد لدور ألائمة المعصومين (عليهم السلام) في حياة الأمة رعاية الناس وهدايتهم وإرشادهم لما فيه صلاح الدين والدنيا لكنها وحدها لا تستطيع أن تقوم بهذه المهمة الواسعة مالم يتعاون معها العاملون الرساليون المخلصون الذين وصفهم الله تبارك وتعالى بقوله {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلا اللَّهَ}. وتتوسم المرجعية في النجف الأشرف فيكّن أن تكونوا ممن عناهم الله تبارك وتعالى في هذه الآية الشريفة، وتتحقق أفضل النتائج حينماً نتحرك جميعاً بعمل مشترك وحينئذ ستجدون الألطاف الإلهية ترعاكم وتنمي عملكم بشكل لا تتوقعونه وسوف يمتد إحسانكم ليغطي غير المسلمين أيضاً ويتجاوز الحدود الألمانية إلى العالم كله خصوصاً إذا استثمرتم تكنولوجيا الاتصالات المتطورة اليوم وانفتحتم على اكبر عدد من الزملاء والأخوان.
                              وسوف تعترض عملكم عقبات وأشواك والذي يهوّن الخطب عليكم أنها حالة طبيعية واجهها كل الأنبياء والرسل والمصلحين وتستطيعون التغلب عليها بإخلاصكم لله تبارك وتعالى وبالصبر وبالحفاظ على وحدتكم وإلفتكم وعدم السماح لاختلاف وجهات النظر بينكم في أن تكون سبباً للخلاف بينكم.
                              وأرشدكم إلى ثلاثة كتب تنفعكم في عملكم الرسالي ألفتها وأودعت فيها خلاصة فهمي للمسيرة الإصلاحية لنبيّنا الكريم محمد (صلى الله عليه واله وسلم) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) من بعده وهي (الأسوة الحسنة للقادة والمصلحين) و (دور الأئمة في الحياة الإسلامية) و (شكوى القران) والتي سنسعى إلى ترجمتها إلى اللغة الألمانية ليتيسر لكم الاستفادة منها باذن الله تعالى.
                              أيتها الأخوات الفاضلات
                              أنا أعلم ان رسالة مختصرة كهذه لا تكفي لشرح كل تفاصيل العمل، لكن عذري الذي أقدمه لكم هو رعاية وقت المؤتمر والبرنامج المكثّف للمشاركات فيه، ولاني أأمل أن أتواصل معكن عبر موقعنا على الانترنت، وسأكون شاكراً لكنَّ كلما استطعت أن أقدّم خدمة اكبر.
                              والسلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته
                              {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}.
                              محمد اليعقوبي _النجف الأشرف
                              6/ربيع الأول/1429
                              14/3/2008

                              [1] عزمت ثلة من المسلمات الألمانيات اللواتي وُفّقّن للعمل الرسالي على عقد مؤتمر نسوي يوم 24/4/2008 تشارك فيه الأخوات المؤمنات المنتشرات في إقاليم ألمانيا وهنّ من جنسيات اوربية وعربية واسلامية لمناقشة عدة قضايا ترتبط بتوحيد عملهن وتوزيع المسؤوليات بينهن ومواجهة التيه العقائدي وخصوصاً المنهج التكفيري، ومناقشة وضع المسلمين في المانيا والدفاع عن الاسلام واظهار صورته المشرقة وحوار الاديان وانشاء المدارس الخاصة بالشباب والاطفال ومناهج التعليم كما يبرز المؤتمر أهمية المرجعية الدينية ودورها في حياة الامة، وما ينتظره المسلمون في المانيا وعموم الغرب من مرجعيتهم في النجف الاشرف.
                              وقد ابدى بعض منظمي المؤتمر الرغبة في مشاركة المرجعية بكلمة يعبر فيها عن استعدادها لاحتضان هذا العمل المبارك والتواصل مع العاملين فكانت هذه الرسالة من سماحة الشيخ اليعقوبي التي ترجمت الى الالمانية لتلقى في المؤتمر.

                              تعليق


                              • المشاركة الأصلية بواسطة أبو ذر العراقي
                                حياك الله اخ سليم الزيدي
                                الشيخ اليعقوبي صاحب علم وفير.
                                ماهو العلم الوفير؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
                                هل هو القول الفصل.
                                ام هو الفريضه المعطله.
                                ام هو الرياضيات للفقيه.
                                كفى خزعبلات ودعايات باطله تفتقر الى الدليل والبرهان .
                                المشكله فينا نحن العراقيين عاطفيين اكثر ممانتبع الاثر والثمره و..................المرجوه من كل عالم ومجتهد.
                                في الموضوع السابق تقولون كيف تخطأون الشيخ اليعقوبي عندما احتج الرافد في مسألة الانتخابات.
                                وهل هو معصوم لكي لايخطئ ولا يسهوا.
                                الذي يدعو لشخص ويطلق كلمات المدح له ولشخصيته عليه ان يكون هو قادر على اقناع الناس بالاثر والثمره المترتبه من نقاش بعيدآ عن السب والطعن والمحاربه بغضآ للشخصيه والمعتقد الذي يعتقده.
                                الذي يناقش يناقش اصل الموضوع دون الرجوع لذاك او فلان او زيد وكفى عاطفه ونستخدم عقل فقط وفقط و.....................
                                انتضر ردك على العلم الوفير ياصاحب الفتوحات البراقه.
                                او ليس من فتوحاته فتوى الانتخابات التي افضل من الصلاة والصوم وهذا الانتخابات التي لم نجي منها سوى الدمار والدماء والاقتتال والمفسدات وتردي الاوضاع وسقوط العمام والمعم بنضر الناس و................................................. .................................................. ............الى قطع النفس.
                                نعم نعمه الفتوحات ونعمه العلم الوفير ؟
                                نسأل الله الهدايه والثبات لي ولكم انه سميع مجيب

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
                                استجابة 1
                                10 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
                                ردود 2
                                12 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X