المشاركة الأصلية بواسطة بيعة الغدير
X
-
الاخ بيعة الغدير
الاخ الثقل الاكبر
الموضوع جدي مهم بالنسبة لي
مارأيكم بقوله تعالى
[LIST=1][*]قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ[*]الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ[*]الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ[*]آل عمران من 15-17[/list]
أرأيتم آخر كلمة الاسحار ام هذا كلام وهابية ان انكم لاتقرأون كتاب الله ولم تعرفو هذه الاية
استغفر الله واتوب اليه
التعديل الأخير تم بواسطة قلبي يتوق لمكة; الساعة 23-05-2009, 12:44 AM.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
المشاركة الأصلية بواسطة قلبي يتوق لمكةالاخ بيعة الغدير
الاخ الثقل الاكبر
الموضوع جدي مهم بالنسبة لي
مارأيكم بقوله تعالى
[LIST=1][*]قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ[*]الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ[*]الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ[*]آل عمران من 15-17[/list]
أرأيتم آخر كلمة الاسحار ام هذا كلام وهابية ان انكم لاتقرأون كتاب الله ولم تعرفو هذه الاية
استغفر الله واتوب اليه
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
المشاركة الأصلية بواسطة قلبي يتوق لمكةالاخ بيعة الغدير
الاخ الثقل الاكبر
الموضوع جدي مهم بالنسبة لي
مارأيكم بقوله تعالى
[LIST=1][*]قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ[*]الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ[*]الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ[*]آل عمران من 15-17[/list]
أرأيتم آخر كلمة الاسحار ام هذا كلام وهابية ان انكم لاتقرأون كتاب الله ولم تعرفو هذه الاية
استغفر الله واتوب اليه
أن باب التوسل من باب البدع والشرك الأصغر وليس من الشرك الأكبر إلا إذا اقترن به اعتقاد يخرجه من ملة الإسلام كمن يتوسل بذات النبي -صلى الله عليه وسلم- معتقدا أن بيديه -صلى الله عليه وسلم- النفع والضر والمغفرة والشفاء ونحو ذلك ، فيصير هذا من الشرك الأكبر.
وكذلك إذا توسل إلى الله بالشيطان أو رؤوس الكفر أو أفعال كفرية فهذا يكون من الشرك الأكبر.
أما باب الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله فهو من الشرك الأكبر مطلقاً وفاعله خارج من ملة الإسلاموهو في الجحيم مع فرعون وهامان وقارون .
أن الأمور الاعتقادية مردها إلى الكتاب والسنة ولا يثبت شيء من تفاصيل العقيدة بالعقل المجرد والقياس دون دلالة الوحي عليه .
والقياس من المداخل الرئيسية الذي دخل على بعض المنتسبين للإسلام حيث أباحوا الشرك الأكبر وجعلوه من أقرب القرَب!!
فقاسوا الأحياء في الدنيا على الأموات في البرزخ وسيأتي توضيح ذلك في الجواب -إن شاء الله تعالى- .
أن أهل البدع والخرافة قد وضعوا أحاديث لتسويغ الشرك والاستغاثة بغير الله وسأذكرها في آخر الجواب -إن شاء الله تعالى- .
هذا وأسأل الله التوفيق والسداد والهدى والرشاد .
يتبع
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه الاعانة وعليه التكلان
الهم اننا نبرء اليك مما يفعلون
وبعد
فالأنبياء أحياء في قبورهم يصلون كما صح بذلك الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- .
وروى مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((مررت بموسى ليلة أسري بي وهو قائم يصلي في قبره)) .
وهذه الحياة في القبور ليست خاصة بالأنبياء بل هي ثابتة للشهداء بنص الكتاب العزيز .
قال تعالى: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون}.
وحياة الأنبياء أكمل من حياة الشهداء ، ولكن حياة الأنبياء والشهداء حياة برزخية وليست دنيوية .
وإنما حصل الضلال عند مشركي زماننا ومن سبقهم من المشركين ممن ينتسب إلى الإسلام إلا لتسويتهم بين الحياة البرزخية والحياة الدنيوية .
وبينهما من الفروق ما لا يعلمه إلا الله .
فالحياة الدنيا يفتقر صاحبها إلى الطعام والشراب والنوم والخلاء ، ويتعرض للجوع والمرض والعاهات والآفات والموت ونحو ذلك .
وأما الحياة البرزخية فمختلفة عن هذا .
فالحياة البرزخية من الغيب :
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله : ( وقال مجاهد: البرزخ الحاجز مابين الدنيا والآخرة . وقال محمد بن كعب : البرزخ مابين الدنيا والآخرة ، ليسوا مع أهل الدنيا يأكلون ويشربون ، ولا مع أهل الآخرة يجازون بأعمالهم .وقال أبو صخر: البرزخ المقابر لا هم في الدنيا ولا هم في الآخرة فهم مقيمون إلى يوم يبعثون.
وفي قوله تعالى {ومن ورائهم برزخ } تهديد لهؤلاء المحتضرين من الظلمة بعذاب البرزخ كما قال تعالى :{من ورائهم جهنم}، وقال تعالى:{ومن ورائه عذاب غليظ}، وقوله تعالى:{إلى يوم يبعثون} أي : يستمر به العذاب إلى يوم البعث كما جاء في الحديث ((فلا يزال معذبا فيها)) أي: في الأرض ) تفسير ابن كثير (ص/920)..
وقال الشوكاني رحمه الله : (({يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت} أى: بالحجة الواضحة ؛ وهى الكلمة الطيبة المتقدم ذكرها.
وقد ثبت فى "الصحيح" أنها كلمة الشهادة: (( شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وذلك إذا قعد المؤمن فى قبره)) قال النبى صلى الله عليه وآله وسلم: (( فذلك قوله تعالى:{ يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت})) وقيل : معنى تثبيت الله لهم هو أن يدوموا على القول الثابت، ومنه قول عبد الله بن رواحة رضي الله عنه :
تثبيت موسى ونصرا كالذى نصروا يثبت الله ما آتاك من حسن
ومعنى {فى الحياة الدنيا} : أنهم يستمرون على القول الثابت فى الحياة الدنيا . قال جماعة : المراد بالحياة الدنيا فى هذه الآية القبر لأن الموتى فى الدنيا حتى يبعثوا. ومعنى {وفى الآخرة}: وقت الحساب . وقيل : المراد بالحياة الدنيا ؛ وقت المساءلة فى القبر، وفى الآخرة ؛ وقت المساءلة يوم القيامة ، والمراد: أنهم إذا سئلوا عن معتقدهم ودينهم أوضحوا ذلك بالقول الثابت من دون تلعثم ، ولا تردد ، ولا جهل . كما يقول من لم يوفق : لا أدرى ؛ فيقال له: لا دريت ، ولا تليت.
{ويضل الله الظالمين} أى : يضلهم عن حجتهم التى هى القول الثابت فلا يقدرون على التكلم بها فى قبورهم ، ولا عند الحساب كما أضلهم عن اتباع الحق فى الدنيا )) فتح القدير (3/106-107) .
وفي تفسير قوله تعالى: (( وحاق بآل فرعون سوء العذاب* النار يعرضون عليها غدواً وعشياً ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب)) .
يقول الشوكاني رحمه الله : ((وذهب الجمهور أن هذا العرض هو فى البرزخ ، وقيل: هو فى الآخرة . قال الفرَّاء : ويكون فى الآية تقديم وتأخير أى أدخلوا آل فرعون أشد العذاب النار يعرضون عليها غدواً وعشياً .
ولا ملجىء إلى هذا التكلف ؛ فإن قوله : {ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب} يدل دلالة واضحة على أن ذلك العرض هو فى البرزخ)) فتح القدير (4/495) . .
وقال الشوكاني - رحمه الله - في تفسير قوله تعالى: (( { ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون} أي: لا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله هم أموات بل هم أحياء ولكن لا تشعرون بهذه الحياة عند مشاهدتكم لأبدانهم بعد سلب أرواحهم لأنكم تحكمون عليها بالموت في ظاهر الأمر بحسب ما يبلغ إليه علمكم الذي هو بالنسبة إلى علم الله كما يأخذ الطائر في منقارة من ماء البحر وليسوا كذلك في الواقع بل هم أحياء في البرزخ وفي الآية دليل على ثبوت عذاب القبر ولا اعتداد بخلاف من خالف في ذلك فقد تواترت به الأحاديث الصحيحة ، ودلت عليه الآيات القرآنية .
ومثل هذه الآية قوله تعالى: { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون} )) فتح القدير(1/159) . .
وقال القاضي البيضاوي: (({ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات} أي : هم أموات {بل أحياء} أي : بل هم أحياء {ولكن لا تشعرون} ما حالهم وهو تنبيه على أن حياتهم ليست بالجسد [يقول أبو عمر العتيبي: وهذا فيه نظر ؛ انظر ما يلي في كلام الآلوسي] ولا من جنس ما يحس به من الحيوانات وإنما هي أمر لا يدرك بالعقل بل وبالوحي)) تفسير البيضاوي(1/429).
وقال الآلوسي-رحمه الله- : ((الحياة في البرزخ ثابتة لكل من يموت من شهيد وغيره وأن الأرواح وإن كانت جواهر قائمة بأنفسها مغايرة لما يحس به من البدن لكن لا مانع من تعلقها ببدن برزخي مغاير لهذا البدن الكثيف)) روح المعاني(2/21) .
وقال -رحمه الله- : (({ولكن لا تشعرون} أي: لا تحسون ولا تدركون ما حالهم بالمشاعر لأنها من أحوال البرزخ التي لا يطلع عليها ولا طريق للعلم بها إلا بالوحي)) روح المعاني(2/20).
فتبين أن الحياة البرزخية من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله .
ولا يمكن لنا أن نخوض في الحياة البرزخية بإثبات ولا نفي إلا بنص من الكتاب والسنة الصحيحة.
فحياة الأنبياء في قبورهم حياة خاصة فلا يسمعون إلا ما أسمعهم الله ومما وردت به النصوص.
فالتوسل بهم والطلب منهم أمر محال لأنهم ليسوا أحياء ولا يتصرفون تصرف الأحياء .
فإذا كان الأحياء في الدنيا لا يحل أن يطلب منهم إلا ما كان باستطاعتهم ، فكيف بالأموات الذين هم أضعف حالاً من الأحياء .
فطلب المغفرة والهداية التوفيقية والشفاء والعافية والنصر على الأعداء فلا يطلب إلا من الله ، وطلب ذلك من غيره من الأحياء والأموات شرك أكبر مخرج من ملة الإسلام .
والاستغاثة الشركية هي: طلبُ المكروبِ العونَ من غيرِ اللهِ فيما لا يقدرُ عليهِ إلا اللهُ.
ولهذه الاستغاثةِ صورٌ منها :
الصورة الأولى: طلبُ الغوثِ من حيٍّ غير قادر على الغوثِ ، كطلبِ مَغفرةِ الذنوب ، والهدايةِ التوفيقيةِ من غير الله تعالى.
وذلك لكونِ هذه الأمورِ من خصائص الله ، فلا يجوزُ صرفُها لغير اللهِ ، والأدلة على ذلك كثيرةٌ سيأتي ذكرُها ضمنَ كلامَي العلامة الشوكاني ، والشيخِ سليمانَ بنِ عبد الله آل الشيخ -رحمه الله-.
قال الشوكاني-رحمه الله-: "وأما ما لا يقدرُ عليهِ إلا اللهُ فلا يستغاثُ فيه إلا بهِ ، كغفرانِ الذنوبِ ، والهدايةِ ، وإنزالِ المطرِ ، والرِّزق ، ونحو ذلك ،كما قال تعالى:{وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلا اللهُ} ، وقال:{إنَّكَ لا تَهْدِيْ مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِيْ مَنْ يَشَاءُ} ،وقال:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللهِ يَرْزُقُكُم مِنَ السَّمَاءِ والأرْضِ}" الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد(ص/4) . وقال الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ: [وقد تضمنَ ذلك جميعَ أنواعِ العبادةِ فيجبُ إخلاصُها لله تعالى ، فمنْ أشركَ بينَ اللهِ تعالى ، وبينَ غيرِه في شيءٍ منها فليسَ بمسلمٍ ... ومنها الدُّعاءُ فيما لا يقدرُ عليه إلا اللهُ ، سواءٌ كانَ طلباً للشفاعةِ أو غيرِها منَ المطالبِ ، قال الله تعالى:{وَالذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيْرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ القِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ} ، وقال تعالى:{وقالَ رَبُّكُم ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلونَ جَهَنَّمَ دَاخِريِنَ}، وقال تعالى:{وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللهَ مَالا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إذاً مِنَ الظَّالِمِينَ} ، وقال تعالى:{أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ شُفَعَاءَ قُلْ أوَ لَوْ كَانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلا يَعْقِلُونَ *قُلْ للهِ الشفاعةُ جَمِيعاً}الآية .
-إلى أن قالَ:- ومنها التوبةُ فلا يُتابُ إلا إلى اللهِ ،قال الله تعالى:{وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلا اللهُ}، قال تعالى:{وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيُّهَا المؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.
ومنها الاستعاذةُ فيما لا يقدرُ عليه إلا اللهُ ، قال الله تعالى:{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ} ، وقال تعالى:{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}.
ومنها الاستغاثةُ فيما لا يقدرُ عليه إلا اللهُ ، قال الله تعالى: {إذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُم فَاسْتَجَابَ لَكُمْ} .
فمن أشركَ بين الله تعالى ، وبينَ مخلوقٍ فيما يختصُّ بالخالقِ –تعالى- منْ هذهِ العباداتِ أو غيرِها ؛ فهو مشركٌ .
وإنما ذكرنا هذه العباداتِ خاصةً لأنَّ عُبَّادَ القبورِ صرفوها للأمواتِ من دون اللهِ تعالى ، أو أشركوا بين الله تعالى وبينهم فيها ، وإلا فكلُّ نوعٍ منْ أنواعِ العبادةِ مَنْ صَرَفَهُ لغيرِ الله ، أو أشركَ بين الله تعالى وبين غيرِه فيه فهو مشركٌ ، قال الله تعالى:{وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بهِ شَيْئاً}، وهذا الشركُ في العبادةِ هو الذي كفَّرَ اللهُ بهِ المشركينَ ، وأباحَ به دماءَهم وأموالَهُم ونساءَهم ، وإلا فهم يعلمونَ أنَّ اللهَ هو الخالقُ الرازقُ المدبرُ ، ليس له شريكٌ في مُلكِهِ ، وإنَّما كانوا يشركون بهِ في هذه العباداتِ ونحوِها ، وكانوا يقولونَ في تلبيتِهم: لبيكَ لا شريكَ لكَ ، إلا شريكاً هو لكَ، تملكُهُ وما ملك. فأتاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بالتوحيدِ الذي هوَ معنَى لا إله إلا الله ، الذي مضمونُه أنْ لا يُعْبَدَ إلا اللهُ ، لا ملكٌ مقرب ولا نبيٌّ مرسلٌ ، فضلاً عن غيرِهِما ، فقالوا:{أَجَعَلَ الآلِهَةَ إلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ}" تيسير العزيز الحميد(ص/38-42). . الصورة الثانية: طلبُ المكروبِ العونَ من الجنِّ والملائكةِ والبشرِ الغائبينَ.
قال شيخُ الإسلامِ-رحمه الله-: "فأمَّا لفظُ الغوثِ والغياثِ فلا يستحقُّهُ إلا اللهُ فهو غياثُ المستغيثينَ فلا يجوزُ لأحدٍ الاستغاثةُ بغيره ، ولا بِملكٍ مقرَّبٍ ، ولا نبيِّ مرسلٍ ، ومن زعمَ أنَّ أهلَ الأرضِ يرفعونَ حوائجَهم التي يطلبونَ بها كشفَ الضرِّ عنهم ، ونزولَ الرَّحمةِ إلى الثلاثمائةِ ، والثلاثُمائةٍ إلى السبعينَ ، والسبعونَ إلى الأربعينَ، والأربعونَ إلى السبعةِ ، والسبعةُ إلى الأربعةِ ، والأربعةُ إلى الغوثِ ، فهو كاذبٌ ضالٌ مشركٌ ،
فقدْ كانَ المشركونَ كما أخبَرَ اللهُ تعالى عنهم بقوله: {وَإِذَا مَسَّكُم الضُّرُّ فِي البَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إلا إياه} ، وقال سبحانه وتعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} ،
فكيفَ يكونُ المؤمنونَ يرفعونَ إليه حوائجَهم بعدَهُ بوسائطَ من الْحُجَّابِ وهو القائلُ تعالى:{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِيْ عَنِّيْ فَإِنِّيْ قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِيْ وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُم يَرْشُدُونَ} ،
وقال إبراهيمُ -عليه السلام- داعياً لأهلِ مكةَ :{رَبَّنَا إِنِّيْ أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِيْ زَرْعِ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيْمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ * رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِيْ وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللهِ مِنْ شَيءٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ * الْحَمْدُ للهِ الذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إنَّ رَبِيْ لَسَمِيعُ الدَّعاءِ} ، وقالَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- لأصحابِهِ لَمَّا رفعوا أصواتَهم بالذِّكرِ: (( أيُّها الناسُ اربَعُوا على أنفسِكم فإنّكم لا تدعونَ أصَمَّ ولا غائباً ، وإنَّما تَدعونَ سميعاً قريباً ، إنَّ الذي تدعونَهُ أقربُ إلى أحدِكم منْ عنقِ راحلتِهِ)) ، وهذا بابٌ واسعٌ.
وقدْ علِمَ المسلمونَ كلُّهم أنَّه لم يكنْ عامَّةُ المسلمينَ ، ولا مشايِخُهُم المعروفون ، يَرفعونَ إلى اللهِ حوائِجَهُم ، لا ظاهراً ولا باطناً بهذه الوسائط والحجَّابِ ، فتعالى الله عنْ تشبيهِهِ بالمخلوقينَ منِ الملوكِ ، وسائرِ ما يقولُهُ الظالمونَ عُلُوّاً كبيراً" مجموع الفتاوى(11/437-439).
وقال-أيضاً-:"والاستغاثةُ طلبُ الغوثِ ، وهوَ إزالةُ الشدةِ كالاستنصارِ طلبُ النصرِ ، والاستغاثةُ طلبُ العونِ ، والمخلوق يطلَبُ منه مِنْ هذه الأمورِ ما يقدرُ عليه منها ، كما قال تعالى: {وإنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} ، وكما قال: {فَاسْتَغاثَهُ الذِي مِنْ شِيْعَتِه عَلَى الذِيْ مِنْ عَدُوِّهِ} وكما قال –تعالى-: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى} ،
وأمَّا مالا يقدرُ عليه إلا اللهُ فلا يطلبُ إلا منَ اللهِ ، ولهذا كان المسلمون لا يستغيثونَ بالنبيِّ -صلى الله عليه وسلم- ، ويستسقون به ، ويتوسلون به ، كما في صحيح البخاري أنَّ عمرَ بنَ الخطاب -رضي الله عنه- استسقى بالعبَّاسِ -رضي الله عنه- ، وقال: اللهم إنَّا كنَّا إذا أجدبنا نتوسَّلُ إليكَ بنبيِّنَا فتسقِيَنَا ، وإنَّا نتوسلُ إليكَ بعمِّ نبينَا فاسقِنَا فيُسْقَونَ . )
وفى سننِ أبي داودَ : أنَّ رجلاً قالَ للنبيِّ -صلى الله عليه وسلم- إنَّا نستشفِعُ باللهِ عليكَ ، ونستشفعُ بكَ على اللهِ ، فقال -صلى الله عليه وسلم- : ((شأنُ اللهِ أعظمُ مِنْ ذلكَ إنَّهُ لا يستشفع بِهِ على أحدٍ مِنْ خلقِهِ)) ،
فأقرَّهُ على قولِهِ :"نستشفع بك على الله" ، وأنْكَرَ عليهِ قوله : "نستشفعُ بالله عليك" ،
وقد اتفقَ المسلمون على أنَّ نبينا شفيعٌ يومَ القيامةِ ، وأنَّ الخلقَ يطلبونَ منهُ الشفاعةَ ، لكنْ عندَ أهلِ السنةِ أنَّهُ يشفعُ فى أهلِ الكبائرِ ، وأما عندَ الوعيديةِ فإنَّما يشفعُ فى زيادةِ الثوابِ .
وقولُ القائلِ: أنَّ من توسلَ إلى الله بنبيٍّ ، فقال: أتوسلُ إليكَ برسولِكَ ، فقد استغاثَ برسولِهِ حقيقةً في لغةِ العربِ ، وجميعِ الأممِ ؛ قد كذَبَ عليهم ، فما يعرفُ هذا فى لغةِ أحدٍ من بني آدمَ ، بل الجميعُ يعلمونَ أنَّ المستغاثَ مسئولٌ بِهِ مدعو ، ويفرقون بينَ المسئولِ والمسئولِ بِهِ ، سواءٌ استغاثَ بالخالقِ أو بالمخلوقِ ، فإنَّهُ يجوزُ أنْ يستغاثَ بالمخلوقِ فيما يقدرُ على النصرِ فيه .
والنبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أفضلُ مخلوقٍ يُستغاثُ به في مثلِ ذلك .
ولو قالَ قائلٌ لِمَنْ يستغيثُ به: أسألكَ بفلانٍ ، أو بِحَقِّ فلان ؛ لم يقلْ أحدٌ: إنَّهُ استغاثَ بما توسلَ بهِ ، بل إنَّما استغاثَ بمن دعاهُ وسألَه ، ولهذا قال المصنفونَ في شرحِ أسماءِ الله الحسنى: إنَّ الْمُغيثَ بمعنى المجيبِ ، لكنَّ الإغاثةَ أخصُّ بالأفعالِ والإجابةَ أخصُّ بالأقوالِ" مجموع الفتاوى(1/103-105) .
قال ملا علي قاري الحنفيُّ: "ولا يجوزُ الاستعاذةُ بالجنِّ ، فقدْ ذمَّ اللهُ الكافرينَ على ذلكَ فقال: {وأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الجِنِّ فَزَادُوهُم رَهَقَاً}-إلى إنْ قالَ:- وقال تعالى:{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُم جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الجِنِّ قدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الإنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الإنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ}الآية ، فاستمتاعُ الإنسيِّ بالجنيِّ في قضاءِ حوائجِهِ ، وامتثالِ أوامرهِ ، و إخبارِهِ بشيءٍ مِنَ المغيَّبَاتِ ، واستمتاعُ الجني بالإنسي تعظيمُه إيَّاهُ ، واستعاذتُه به ، واستغاثتُهُ وخضوعُه له" تيسير العزيز الحميد(ص/211-212)
فمما سبق يتبين أن الاستغاثة بالأموات ، وطلب الحاجات منهم شرك أكبر ، وأن كونهم أحياء لا يسوغ الشرك بهم ، وطلب الحاجات منهم .
والله تعالى اعلى وأعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
المشاركة الأصلية بواسطة قلبي يتوق لمكةلاخ algria
الرابط الاول محجوب والثاني لايؤيد ما اريد
عمر استشفع بالعباس وهو حي والرسول صلى الله عليه وآله افضل من العباس لو كان مؤيدا لكلامك لذهب عمر لقبر الرسول صلى الله عليه وآله
لذا استشهادك بفعل عمر بطلبه الاستشفاع بالباس وترك الاستشفاع بالنبي صلى الله عليه وآله في حياة العباس
يزيد من قلقي وحيرتيقال تعالى :** وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}
وقال تعالى :** أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ }(الزمر 3 ).
وإن مما يوضح حقيقة هذه الوثنية أن عبّاد القبور اتخذوا مقامات هي عين الأصنام التي تعبد من دون الله ، حيث أنّ هذه المقامات عبارة عن رموز للصالحين تُصرف لها أنواع العبادات وتستلم وتقبل ويتبرك بها ويُذبح لها ويُنذر لها وقد يُسجد لها وتُدعى من دون الله - كما يفعل عباد الأصنام بأصنامهم - مع أنها خالية من أجساد الصالحين !!
لهذا كله لم يدع الرسول صلى عليه وسلم أمته لطلب الشفاعة منه في الدنيا ، ولا نقل ذلك عنه أحد من أصحابه رضي الله عنهم ، ولو كان خيراً ، لبلَّغه لأمته ، ودعاهم إليه ، ولسارع إلى تطبيقه أصحابه الحريصون على الخير ، فعُلم أن طلب الشفاعة منه الآن منكر عظيم، فالمشروع أن نقول اللهم شفّع فينا نبيك مثلاً، ولا نقول: يا رسول الله اشفع لنا، فذلك لم يرد به كتاب، ولا سنّة ولا عمل سلف، ولا صدر ممن يوثق به من المسلمين
قال صلى الله عليه وسلم : ( أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه ) رواه البخاري ، ومن الأسباب الموجبة لشفاعته صلى الله عليه وسلم، الدعاء له بالمقام المحمود، ففي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من قال حين يسمع النداء : اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة ) رواه البخاري ، ومن أسباب شفاعته صلى الله عليه وسلم الصلاة عليه عشراً في الصباح وعشراً في المساء، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من صلى علي حين يصبح عشراً وحين يمسي عشراً أدركته شفاعتي يوم القيامة ) رواه الطبراني وحسنه الشيخ لألباني. فجدير بنا أن نلتزم هذه الأوراد عسى أن تدركنا شفاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم يوم القيامة .
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
سأجزء الموضوع خطوة خطوة لتفهمي جيداَ
استفسارك الأول عن سماع الأموات لناَ ( و لا تعتقدي أن الأئمة عليهم السلام ميتون ? بل أحياء عند ربهم يرزقون )
إن الروح باقترانها بالجسد تتقيد لانها ستكون متصرفة بحسب آلات الجسد المحدودة فالسمع يكون محدوداً لانه ذو مواضع محددة لا يمكن تجاوزها فالروح إن سمعت عن طريق ذلك العضو السمعي تكون مقيدة بقابليتها ولكنها إن انطلقت وتحررت عن الجسد فستكون في حلّ عن تلك القيود والمحدودية لانها سوف لن تسمع بواسطة تلك الاداة ولالة وإنما بقابليه جديدة محررة ومطلقة ولذلك قال النبي (صلى الله عليه وآله) لعمر لما كلم القتلى في قليب بدر حينما قال له عمر تنادي ناساً أمواتاً؟ قال (صلى الله عليه وآله): (ما أنتم بأسمع لما قلت منهم) (في مسلم: غير أنهم لا يستطيعون أن يردوا عليَّ شيئاً), وفي رواية أخرى لمسلم (فسمع عمر قول النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله كيف يسمعوا وأنى يجبوا وقد حيفوا؟ قال: (والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا), وكذلك الحال في مسألة الصلاة والسلام على رسول الله (صلى الله عليه وآله), وكذلك عرض الاعمال فقد ذكرت الاحاديث الشريفة بأن الانبياء أحياء في قبورهم وأنهم يصلون وأنهم يسمعون الصلاة عليهم والسلام كذلك وكثير من الامور الاخرى، بل سائر الناس كذلك يسمعون ويردون سلام من سلم عليهم ويتعرفون على من سلم عليهم ويشعرون به فيميزوه إن كانوا يعرفونه أم لا.
وقد قال الشوكاني (السلفي) في (نيل الاوطار ج2/305) بعد أن ذكر أحاديث عن الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله): والاحاديث فيها مشروعية الاكثار من الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) يوم الجمعة وأنها تعرض عليه وانه حي في قبره, وقد أخرج ابن ماجة باسناد جيد (والكلام للشوكاني) أنه (صلى الله عليه وآله) قال لأبي الدرداء: (إن الله عزَّ وجلَّ حرم على الارض أن تأكل أجساد الانبياء), وفي رواية للطبراني: (ليس من عبد يصلي عليَّ إلا بلغني صلاته), قلنا: وبعد وفاتك؟ قال: (وبعد وفاتي إن الله عزَّ وجلَّ حرم على الارض أن تأكل أجساد الانبياء), قال: ثم وقد ذهب جماعة من المحققين إلى أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حي بعد وفاته, وأنه يسر بطاعات أمته, وأن الانبياء لا يبلون, مع أن مطلق الإدراك كالعلم والسماع ثابت لسائر الموتى (وذكر بعض الاحاديث في ذلك) ثم قال: وصح أنه (صلى الله عليه وآله) كان يخرج الى البقيع لزيارة الموتى ويسلم عليهم, وورد النص في كتاب الله في حق الشهداء أنهم أحياء يرزقون, وأن الحياة فيهم متعلقة بالجسد فكيف بالانبياء والمرسلين؟ وقد ثبت في الحديث: (أن الانبياء أحياء في قبورهم) رواه المنذري وصححه البيهقي وفي صحيح مسلم عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: (مررت بموسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره). (انتهى كلام الشوكاني).
وكذلك هناك شاهد على سماع النبي (صلى الله عليه وآله) في حياته عن بعد كما يرويه البخاري وغيره من مرور النبي (صلى الله عليه وآله) بقبرين ورؤيته واطلاعه على عذابهما وعلمه بأسباب ذلك العذاب، فأحدهما كان لا يتنزه من بوله والاخر كان يمشي بالنميمة, فهذا السماع من النبي (صلى الله عليه وآله) وهذا الانكشاف لم يكن عن طريق الحواس قطعاً وإنما كان عن طريق روحه والتي لم تتأثر بحواسه وجسمه (صلى الله عليه وآله) لانها ليست كحواسنا وأجسامنا لوجود الحجب عندنا في أرواحنا وقلوبنا فلا ندرك عالم الملكوت كما أدركه (صلى الله عليه وآله) عند هذين المعذبين في القبر, أو رؤيته لموسى (عليه السلام) وهو قائم يصلي في قبره, أو كلامه مع قتلى المشركين في قلب بدر ومخاطبتهم مباشرة, وكذلك رؤيته(صلى الله عليه وآله) لجعفر ورفاقه في غزوة مؤتة عن بعد الآف الكيلو مترات, بل رؤيته للجنة والنار حقيقة كما تنص عليه بعض روايات الصحاح عندهم وكذلك الاسراء والمعراج والانتقال الى السموات والجنان وما إلى ذلك.
فكل هذه الاشياء توصلنا إلى نتيجة واحدة هو أن الروح بها امكانيات هائلة ومطلقة ولا يقيدها إلا أدران الذنوب أو النقص في أنفسنا وأجسادنا فحينئذ تتحدد وتتقولب تلك الروح المجردة واقعاً بذلك القالب الذي يسمى بالجسم عند الحي وبالجسد عند الميت, فبحسب تلك الاجسام والاجساد وطهارتها أو درنها, وقربها أو بعدها, تتصرف تلك الارواح وتعلم وتدرك وتسمع وترى وما الى ذلك وقد قال الذهبي في ثبوت حياة الشهداء وعدم اكل الارض لاجسادهم فيعم ذلك الانبياء والشهداء.
قال في \0ميزان الاعتدال ج2/650): وإنما معنا نص أنه لا يبلى وأن الله حرم على الارض أن تأكل أجساد الانبياء (عليهم السلام) بل ويقع هذا البعض الشهداء (رض).
قد ثبت أن الاموات العاديين يسمعون من يكلمهم ويسلم عليهم حتى عن بعد بدليل تعليم النبي (صلى الله عليه وآله) لأمته السلام على الاموات حين زيارة المقبرة ومخاطبتهم بقولنا (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنّا إنشاء الله بكم لا حقون, أسأل الله لنا ولكم العافية) (رواه مسلم)، وهذا الخطاب لاموات كثيرين في مقبرة المسلمين ينبغي أن لا يكون في الظاهر مسموعاً للجميع مع كثرتهم وسعة مقبرتهم، وبالتالي فإنه مع عدم وجود مخصص في الحديث لمن هو قريب ويسمع ذلك النداء فإنه يشمل كل المسلمين والمؤمنين في المقبرة وإلاّ لا ستحب تكرر الزيارة والتنقل بين القبور التي لم يصل اليها صوت الزائر وهذا كله لا قائل به, فثبت بأن الاموات يسمعون عن بعد كما يسمعون عن قرب بلا فرق. ويشهد لذلك أيضاً جواز السلام والدعاء بصوت منخفض أو خافت (سري) لعدم اشتراط الحديث أو أي عالم رفع الصوت وإيصاله للجميع أو التنقل وإعادة السلام والدعاء ليشمل جميع أموات تلك المقبرة أو يكون تخصيص من هو قريب ويسمع بلا مبرر ولا مرجح جائز.
وكذلك قولنا في الصلاة (السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين) هو دعاء ونداء عن بعد لانه يشمل النبي (صلى الله عليه وآله) البعيد عن اكثر المسلمين المصلين المنتشرين في العالم وكذلك جميع عباد الله الصالحين فيشمل الاحياء والاموات منهم وفي كل بقاع العالم وأرجاء المعمورة, وهذا التعميم يعتبر دليلاً كافياً مع عدم وجود المخصص الذي سوف لا يجدوه حتى يلج الجمل في سم الخياط.
لو تنبهنا جيداً لقول النبي (صلى الله عليه وآله): (ما من أحد يسلم علي إلا رد الله عليَّ روحي حتى أرد عليه السلام)، فهو نص على رد النبي (صلى الله عليه وآله) السلام بنفسه وسماعه للسلام دون ذكر ملائكة أو وسطاء وخصوصاً مع كونه (صلى الله عليه وآله) في مقام بيان.
وهذه الروح كما ذكرنا مطلقة ومدركة وحساسة بنفسها بعد موت الانسان ونزيد على ما ذكرناه آنفاً ما قاله ابن القيم في كتاب (الروح) وهو تلميذ ابن تيمية وشيخ السلفية والوهابية وعمودهم قال: الارواح قسمان:
أرواح معذبة وأرواح منعمة, فالمعذبة في شغل بما هي فيه من العذاب عن التزاور والتلاقي، والارواح المنعمة المرسلة غير المحبوسة تتلاقى وتتزاور وتتذاكر ما كان منها في الدنيا وما يكون من أهل الدنيا فتكون كل روح معها رفيقها الذي هو على مثل عملها, وروح نبينا (صلى الله عليه وآله) في الرفيق الاعلى قال تعالى: ((ومن يطع الله ورسوله فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً)) وهذه المعية ثابتة في الدنيا وفي دار البرزخ وفي دار الجزاء والمرء مع من أحب... (ثم قال) وقد أخبر الله تعالى عن الشهداء أنهم أحياء عند ربهم يرزقون وأنهم يستبشرون بنعمة من الله وفضل هذا يدل على تلاقيهم ...
(ثم قال): وقد جاءت سنه صريحة بتلاقي الارواح وتعارفها...
(ثم قال): والروح ذاتٌ قائمةٌ بنفسها تصعد وتنزل وتتصل وتنفصل وتخرج وتذهب وتجيء وتتحرك وتسكن. وعلى هذا أكثر من مائة دليل قد ذكرناها في كتابنا: معرفة الروح والنفس، وبينا بطلان ما خالف هذا القول من وجوه كثيرة وأن من قال غيره لم يعرف نفسه...
(إلى ان قال): هذا مع القطع بأن روحه الكريمة في الرفيق الاعلى في أعلى عليين مع أرواح الانبياء (صلى الله عليه وآله) وقد صح أنه رأى موسى (عليه السلام) قائماً يصلي في قبره ليلة الاسراء ورآه في السماء السادسة أو السابعة, فالروح كانت هناك ولها إتصال بالبدن في القبر وإشراق عليه وتعلق به بحيث تصلي في قبره وترد سلام من سلم عليه وهو في الرفيق الاعلى ولا تنافي بين الامرين فإن شأن الارواح غير شأن الابدان فأنت تجد الروحين المتلائمتين في غاية التجاور والقرب وإن كان بين بدنيهما غاية البعد... وليس نزول الروح وصعودها وقربها وبعدها من جنس ما للبدن فهي تصعد الى فوق سبع سموات ثم تهبط إلى الارض ما بين قبضها ووضع الميت في قبره, وهو زمن يسير لا يصعد البدن وينزل في مثله, وكذلك صعودها وعودها إلى البدن في النوم واليقظة وقد مثلها بعضهم بالشمس في السماء وشعاعها في الارض.
ومن ذلك كله يتبين بأن الروح مطلقة لا علاقة لها بمكان القبر والجسد الا بنوع من الاتصال والاختصاص فالروح تطلع على القريب والبعيد على حد سواء والله العالم بحقائق الامور وواقعها.
وهذا ما أكده شيخ السلفية والوهابية إبن قيم الجوزية في كتابه الروح ، فلو نظرنا وتصفحنا فصول هذا الكتاب وأبحاثه لرأينا عجباً ومخالفة صارخة لما يدعي هؤلاء الوهابية الشاذون عن الهداية والايمان والحق.
فقد قال على سبيل المثال: المسألة الاولى: في معرفة الاموات بزيارة الاحياء وسلامهم: وذكر هناك ثلاثة أحاديث كحديث رد الميت سلام الزائر, وحديث قليب بدر, وحديث سماع الميت قرع نعال المشيعين له: إذا انصرفوا عنه...
ثم قال: وقد شرع النبي (صلى الله عليه وآله) لأمته: إذا سلموا على أهل القبور أن يسلموا عليهم سلام من يخاطبونه فيقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين, وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل ولولا ذلك لكان هذا الخطاب بمنزلة خطاب المعدوم والجماد. والسلف مجمعون على هذا وقد تواترت الآثار عنهم بأن الميت يعرف زيارة الحي له ويستبشر به.
ثم قال: قال أبو بكر.. ابن أبي الدنيا في كتاب القبور باب معرفة الموتى بزيارة الأحياء.
ثم عنون بعنوان (الميت يستأنس بالمشيعين) ثم قال: فصل (الموتى يسألون عن الأحياء ويعرفون أقوالهم وأعمالهم).
ثم قال فصل: الاستدلال على سماع الموتى التلقين في القبر) ثم قال: (إخبار الاموات بما حدث في أهلهم بعدهم وبما يحدث) ثم قال: (قصة وصية ثابت بن قيس (رض) بعد موته.
ثم عنون بعده: أنفذ أبو بكر (رض) وصية ثابت بن قيس التي أوصى بها في المنام بعد الممات) وهذه العناوين والفصول كلها تدل على ما قلناه من علم الميت وسماعه وإدراكه لما يحصل في هذه الدنيا.
وقد علق ابن القيم كلامنا ثابت بن قيس بكلام يفيد معرفة الميت بالاشياء البعيدة
قال إبن القيم: (والمقصود جواب السائل وأن الميت إذا عرف مثل هذه الجزئيات وتفاصيلها فمعرفته بزيارة الحي له وسلامه عليه ودعاؤه له أولى وأحرى) فثبَّت إبن القيم علم الميت بالجزئيات والتفاصيل البعيدة عنه وأقرها.
ثم قال في الفصل التالي: المسألة الثانية (أرواح الموتى هل تتلاقى وتتزاور وتتذاكر أم لا؟) وقد ذكرنا هذا الفصل في بداية كلامنا مع تفاصيل قد ذكرها فيه في تقسيم الارواح, وكذلك ما ذكره في الفصل اللاحق بعنوان (تذاكر الارواح العلم ومقام النفس المطمئنة)، فقال بعد ذكره لحديث في الاسراء: وهذا نص في تذاكر الارواح العلم وقد أخبر الله سبحانه وتعالى عن الشهداء بأنهم أحياء عند ربهم يرزقون وأنهم يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم وأنهم يستبشرون بنعمة من الله وفضل وهذا يدل على تلاقيهم.
ثم عنون فقال (الاحاديث الدالة على تلاقي أرواح الموتى وتعارفهم).
ثم قال فصل: المسألة الثالثة (هل تتلاقى أرواح الاحياء وأرواح الموتى أم لا؟ وثبت ذلك أيضاً وذكر أدلته.
ثم ذكر دليلاً آخر فقال: وقد دَلَّ على إلتقاء أرواح الاحياء والاموات ان الحي يرى الميت في منامه فيستخبره ويخبره الميت بما لا يعلم الحي فيصادف خبره كما أخبر في الماضي والمستقبل وربما أخبره بمال دفنه الميت في مكان لم يعلم به سواه وربما أخبره بدين عليه وذكر له شواهده وأدلته (هذا الكلام نقله عن ابن أبي حاتم في تفسيره).
ثم قال ابن القيم: وأبلغ من هذا أنه يخبر بما عمله من عمل لم يطلع عليه أحد من العالمين وأبلغ من هذا أنه يخبره أنك تأتينا إلى وقت كذا وكذا فيكون كما أخبر, وبما أخبره عن أمور من هذا أنه يخبره أنك تأتينا إلى وقت كذا وكذا فيكون كما أخبر, وربما أخبره عن امور يقطع الحي أنه لم يكن يعرفها غيره
نقول: وهذا الكلام كله يثبت ما قلناه من إدراك الارواح بعد موت صاحبها لما له علاقة به واطلاعه على أمور كثيرة ولو كانت بعيدة عن القبر أو كانت غيبية سابقة أو لا حقة لموته, بل قد تكون إخباراً عن يوم وفاة شخص ويتحقق ذلك وما إلى ذلك مما يثبت أن للارواح بعد الموت أي للانسان في عالم البرزخ حياة أخرى أشرف من هذه الحياة الدنيا وأفضل إطلاعاً على الغيب وأكثر إدراكاً لهذه الحياة الدنيا بل للواقع كله عموماً.
ونقول: هذا البيان كله لالزام الوهابي أو المخالف عموماً، أما نحن كشيعة فالجواز عندنا بحسب أصولنا وفهمنا ورواياتنا التي تثبت حياة الائمة (عليهم السلام) وتثبت لهم أيضاً عرض الاعمال والشهادة على عالمنا البسيط كما قال تعالى: ((لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً))[البقرة:143] , وكذلك قوله عز وجل: ((وليعلم الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين))[آل عمران:140] , وقوله عز من قائل: ((يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم))[النساء:135] .
ويشهد لثبوت ذلك للائمة من كتاب الله تعالى قول الله تعالى الصريح المطلق: ((وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون))[التوبة:105]، فهذه الرؤية مطلقة والآية الكريمة شاملة لكل المؤمنين غير مختصة بمن كان في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) أو عاصره وصحبه, وقد قال جميع المفسرين بذلك.
فقال القرطبي (8/ 252): ((وقل اعملوا)) خطاب للجميع ((فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)) أي باطلاعه إياهم على أعمالكم.
وقال القرطبي (ج11 / 28) ((فسيرى الله عملكم ورسوله)) يقول فسيرى الله إن عملتم عملكم ويراه رسوله والمؤمنون في الدنيا.
وقال إبن كثير (2/401): وقد ورد: أن أعمال الاحياء تعرض على الاموات من الاقرباء والعشائر في البرزخ كما قال أبو داود الطيالسي: حدثنا .... عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إن أعمالكم تعرض على أقربائكم وعشائركم في قبورهم فإن كان خيراً استبشروا به وإن كان غير ذلك قالوا: اللهم ألهمهم أن يعملوا بطاعتك), وقال الامام أحد بسنده قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (إن أعمالكم تعرض على أقربائكم وعشائركم من الاموات فإن كان خيراً استبشروا به وإن كان غير ذلك قالوا (اللهم لا تمتهم حتى تهديهم كما هديتنا), وقال الشوكاني في (فتح القدير 2 /400): فيه تخويف وتهديد أي إن عملكم لا يخفى على الله ولا على رسوله ولا على المؤمنين فسارعوا إلى أعمال الخير وأخلصوا أعمالكم لله عز وجل ثم قال: والمراد بالرؤية هنا العلم بما يصدر منهم من الاعمال.
وهذه الآية الكريمة تبين بكل وضوح إطلاع الرسول والمؤمنين مطلقاً على أعمال الناس الاحياء أينما كانوا ويشهد لهذا الفهم الحديث المذكور آنفاً والذي ينص على علم الموتى العاديين بأخبار أقربائهم عن بعد, وبما أن أئمة أهل البيت(عليهم السلام) وغيرهم من الصالحين والصديقين والشهداء هم من المؤمنين قطعاً فتثبت لهم بالتالي هذه الرؤية وهذا الاطلاع وهذا العلم وليس اهل الميت واقرباؤه وعشيرته بأحق من أهل البيت (عليهم السلام) بذلك بكل تأكيد. وهذا عندنا منصوص عليه بالاحاديث الكثيرة الصحيحة التي تنص على أن المراد بالمؤمنين في الآية هم الائمة (عليهم السلام).
فتلخص من ذلك، أن الارواح عموماً قادرة على الادراك والسماع بدليل العقل من تجردها وعدم خضوعها لقوانين المادة وبدليل النقل القطعي من القرآن والسنة.
وإن قال قائل بأني لا أقبل دليل العقل! فهذا القرآن والسنة حاكمة عليه في اثبات سماع الاموات للاحياء قطعاً, ثم نرجع كيفية وما هية هذا السماع الى الله بعد قوله: ((ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي))[الاسراء:85] والكيفيه غير مهمة بعد القطع بوقوع السماع والادراك.
فهذا يدل على أن الارواح بعد الموت لها من القابلية والقدرة على السماع والادراك والمعرفة أكبر بكثير مما كانت عليه حينما كانت محبوسة في ذلك الجسد, ولو أن الجسد متفاوت بين الناس فكلما كان الجسد طاهراً زكياً معصوماً كان أكثر شفافية وأقل تقييداً لتلك الروح كما حصل لعيسى (عليه السلام) ولنبينا (صلى الله عليه وآله), كذلك فيما قال: (تنام عيني ولا ينام قلبي), وكذلك قال (أرى من خلفي كما أرى من أمامي), وما الى ذلك من قابليات غير حاصلة لنا كمذنبين, فكلما كان العبد قريباً من ربه إنكشف له الواقع دون تقييد بمكان أو زمان حتى قال آصف بن برضيا وصي نبي الله سليمان (قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك) فكيف علم بها وبمكانها وأتى بها وهو في مكانه وبلمح البصر؟ فهذه القدرة على العلم بل التأثير عن بفعد ثابت لمن عنده علم من الكتاب فكيف بمن عنده علم الكتاب والسلام؟!
تبتك الله على ولاية أمير المؤمنين علي ( عليه السلام )
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
المشاركة الأصلية بواسطة عاَشق الزهراءهل تريد (ين) أن أتحاور معك نقطة نقطة في هدا الموضوع في موضوع مستقل ( أنا و أنت ) فقط ?
ان كنتٍ ( َ) سني( ة ) أخبريني ليكون الاستدلال من كتبكم و أن لم تكوني كدلك سيكون الاستدلال من كتبناَ و من كلام المعصومين ( عليهم السلام )
أنتضر ردك
لليوم الرابع انت لم تجيبني حول موضوعك !! لماذا يا ترى : http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=117053&page=3
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
أخي المحترم أحمد العابد
لو تمعنت في مواضيعي لوجدت أني أطلب من الاخوة حوار خاص ( يمكنك مراجعة مواضيعي ) و قد طلبت بالفعل حوار خاص مع الأخ او الأخت صاحب (ة) الموضوع هداَ .. لأني و ببساطة لا أجد راحتي في الحوار الجماعي .. و أخي العزيز أقسم بالله العلي العضيم أني لم أقرأ ردودك و ردود الاخوة في الموضوع بعد أن تشتت الموضوع و تركتم تتجادلون بينكم .. و كما قلت سابقاَ أخي العزيز أنا لا أحب المواضيع الجماعية و لن أجيب عنك في الموضوع السابق .. يمكنك طرح موضوع مستقل و دعوتي اليه لأناقشك في أي موضوع تريد .
مودتي .
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
لاخ عاشق الزهراء اين اذهب بقوله تعالى [LIST=1][*]وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ[*]مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ[/LIST]
ارأيت نبي الله عيسى يقول كنت شهيد عليهم مادمت فيهم فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم وهل هناك افضل من الانبياء
اين اذهب بقول الله تعالى عن نبيه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله
قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا
ارأيت يقول بشر مثلنا في حياته فكيف بغيره وبعد وفاته وايضا لايملك لنفسه نفعا ولا ضرا في حياته فكيف بعد مماته
اين اذهب بقوله تعالى اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ
فالله هو الحي القيوم الذي لاتأخذه سنة ولا نوم فهل الائمة احياء قيمون لاتأخذهم سنة ولانوم
هذه اشكالات يجدها العامي والجاهل في كتاب الله تعالى فكيف تقنعه وتقول ان الامام حي قيوم لاتأخذه سنة ولانوم مثل ربه الذي اختص بهذه الاعمال
ارجو تلخيص الاجابات مدعاة للفهم بدلا من الاطالة والاسلوب الذي يصعب على مثلي فهمه
الاخ ال geria والاخ احمد العابد شكرا لكم وصل المطلوب وننتظرغيركم
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
أختي لقد أوضحت لك من كتب اخواننا ( أهل السنة و الجماعة ) الدين يتكتمون على الأمر .. و الأمر جلي أختي .. و الاجابة على أسئلتك كلهاَ في الرد .. و كانت حول الناس العاديين فما بالك بالمعصومين ( عليهم السلام )
وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ
مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا
ارأيت يقول بشر مثلنا في حياته فكيف بغيره وبعد وفاته وايضا لايملك لنفسه نفعا ولا ضرا في حياته فكيف بعد مماته
قوله تعالى: " قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي " أي لا أعلم إلا ما يعلمني الله تعالى، وعلم الله تعالى لا يحصى، وإنما أمرت بأن أبلغكم بأنه لا إله إلا الله. " فمن كان يرجو لقاء ربه " أي يرجو رؤيته وثوابه ويخشى عقابه " فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا
لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ
فالله هو الحي القيوم الذي لاتأخذه سنة ولا نوم فهل الائمة احياء قيمون لاتأخذهم سنة ولانوم
دمت بود .
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
المشاركة الأصلية بواسطة عاَشق الزهراء
الواقع دون تقييد بمكان أو زمان حتى قال آصف بن برضيا وصي نبي الله سليمان (قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك) فكيف علم بها وبمكانها وأتى بها وهو في مكانه وبلمح البصر؟ فهذه القدرة على العلم بل التأثير عن بفعد ثابت لمن عنده علم من الكتاب فكيف بمن عنده علم الكتاب والسلام؟!
تبتك الله على ولاية أمير المؤمنين علي ( عليه السلام )
اجلب تفسير الاية هذا اولا ؟؟!ولماذا اقتطعت الاية لتغير المعنى اقرء معي من هذا اصف اي وصي اقرء قول الله تعالى (( قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين ) 39 ) قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم ( 40 ) http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1325&idto=1325&bk_no=51&ID =1335 ! ؟؟ فمن قال لك ان اصف وصي سليمان من اين اتيت بهذا ؟؟!!
الارواح سبق وشرحنا عنها ولكن ليست قادرة على استجابة طلباتك اي ان تستغيث بها فتلبي طلباتك وهذا هو الصحيح ومن ثم لاتستطيع هذه الارواح الصالحة ان تدفع عنك مضرة وتجلب منفعة !!
هذا الكلام كله نعرفه وسبق وشرحناه قبلك في المشاركتين السابقتين لكن قولك هذا الامر في نهاية كلامك كان له وقفة ماذا يستطيع ان يفعل لك امير المؤمنين ياصديقي هذا تكبر وشرك بالله ادعوا الله وحده وانهي هذه الواسطة الشركية !!
التعديل الأخير تم بواسطة احمد العابد; الساعة 23-05-2009, 01:45 AM.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
اقرأ في منتديات يا حسين
تقليص
المواضيع | إحصائيات | آخر مشاركة | ||
---|---|---|---|---|
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
|
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
|
آخر مشاركة
بواسطة ibrahim aly awaly
اليوم, 07:23 AM
|
تعليق