القرائن الدالة على شدة وقوع الظلم عليها - عليها السلام - :
وهناك بعض الروايات في مصادر الفريقين تؤكد على عظم المصائب التي ستحل بالزهراء عليها السلام بعد وفاة أبيها ، فقد روى ابن عساكر عن عائشة إن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله أخبرتها أنه مما كان قد أخبرها رسول الله صلى الله عليه وآله في مرض وفاته : ( يا بنية ، إنه ليس من نساء المؤمنين أعظم رزية منك ) .
كنز العمال : ج 13 ، ص 676 ، ص 37732 .
وروى علي بن محمد الخزاز القمي بإسناده إلى أبي ذر أن فاطمة الزهراء عليها السلام لما رأت أبيها في مرض وفاته : ( انكبت عليه وبكت وبكى رسول الله صلى الله عليه وآله لبكائها وضمها إليه ، ثم قال : يا فاطمة لا تبكين فداك أبوك ، فأنت أول من تلحقين بي مظلومة مغصوبة ، وسوف يظهر بعدي حسيكة النفاق ، وسمل جلبات الدين ) .
كفاية الأثر : ص 36 .
وروى الخزاز أيضا عن عمار بن ياسر قال : ( لما حضرت رسول الله صلى الله عليه وآله الوفاة دعا بعلي عليه السلام ، فساره طويلا ، ثم قال : يا علي أنت وصيي ووارثي قد أعطاك الله علمي وفهمي ، فإذا مت ظهرت لك ضغائن في صدور قوم وغصب على حقد . فبكت فاطمة عليها السلام وبكى الحسن والحسين ، فقال لفاطمة : يا سيدة النسوان مم بكاؤك ؟ قالت : يا أبة أخشى الضيعة بعدك ) .
كفاية الأثر : ص 124 ، وروى قريبا منه في : ص 62 .
وروى الشيخ الطوسي بإسناده إلى عبد الله بن عباس قال : ( لما حضرت رسول الله صلى الله عليه وآله الوفاة بكى حتى بلت دموعه لحيته ، فقيل له : يا رسول الله ، ما يبكيك ؟ فقال : أبكي لذريتي ، وما تصنع بكم شرار أمتي من بعدي ، كأني بفاطمة ابنتي وقد ظلمت بعدي وهي تنادي : يا أبتاه يا أبتاه ، فلا يعينها أحد من أمتي ) .
أمالي الشيخ الطوسي : ص 188 ، ح 316 . ويؤيد هذه الروايات أيضا ما رواه الشيخ المفيد في الأمالي : ص 212 ، ح 2 ، ص 351 ، ح 2 .
وروى القاضي النعمان عن الامام الصادق عليه السلام عن أبيه ، عن آبائه ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله أسر إلى فاطمة عليها السلام أنها أول من يلحق به من أهل بيته ، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله ونالها من القوم ما نالها لزمت الفراش ، ونحل جسمها حتى كان كالخيال . . . )
دعائم الاسلام : ج 1 ، ص 232 . وروى الذهبي عن يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الله بن الحارث قال : ( مكثت فاطمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ستة أشهر وهي تذوب . . . ) فراجع تاريخ الاسلام : ج 2 ، ص 47 .
وقال الشيخ ابن أبي زينب النعماني وهو من أعلام الامامية في القرن الرابع : ( وقد فعل بفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وعليها ما دعاها إلى الوصية بأن تدفن ليلا ولا يصلي عليها أحد من أمة أبيها إلا من سمته ، فلو لم يكن في الاسلام مصيبة ، ولا على أهله عار وشنار ولا حجة فيه لمخالف لدين الاسلام إلا ما لحق فاطمة حتى مضت غضبي على أمة أبيها ودعاها ما فعل بها إلى الوصية بأن لا يصلي عليها أحد منهم فضلا عما سوى ذلك لكان عظيما فظيعا ، منبها لأهل الغفلة إلا من قد طبع الله على قلبه وأعماه ، لا ينكر ذلك ولا يستعظمه ولا يراه شيئا بل يزكي المضطهد لها إلى هذه الحالة ، ويفضله عليها وعلى بعلها وولدها ويعظم شأنه عليهم ، ويرى أن الذي فعل بها هو الحق ويعده من محاسنه ، وأن الفاعل له بفعله إياه من أفضل الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ، وقد قال الله عز وجل : ( فإنها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) .
الغيبة : ص 47 .
تعليق