مقتطفات من وقائع خطبة سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم من جامع الإمام الصادق "ع" بالدراز ،،

الحديث في الخطبة الأولى.. ومواصلة لموضوع التربية بالصعاب:
هناك تعاملان مع واقع - ألام الدنيا ومشاكلها.. تعامل يجعل منها منطلق نمو للانسان، وتعامل أخر يعطيها الاستحواذ على حياته، ويتحول بها إلى مدة يقضيها في الشقاء ويسودها اليأس والتساؤم، وينقطع بها عن هدفها الأخروي..
والانسان والعقيدة التي يبني عليها حياته، ومنهجه ونوع التربية هو الذي يحدد نوع التعامل مع المشكلات والألام..
الإيمان الواعي والعقيدة الدينية الصحيحة والمنهج الاسلامي والإرادة الموجهة من التربية الاسلامية تنتج وعياً في التعامل مع صعوبات الحياة وآلامها يستثير طاقات الانسان ويقطع به مسافات للإمام ودرجات من التكامل الصاعد في اضطراد ،،
أما التربية المادية فتقطع نظر الانسان عن المستقبل والمصير، فالعقيدة المادية تعطي هذا التصور بأن الموت هو نهاية الوجود لهذا الانسان، والانسان مع ذلك يعيش عقيدة الكفر فينتج تعامل سلبياً وانهزامياً مع الشدائد ليغرق في بحر من اليأس والتساؤم والنظرة السوداء البائسة..
أما الذين حجبتهم الدنيا من أبناء التوجه المادي وغرقوا في شهواتها وجعلتهم على حد الحيوان من فقد الرؤية للمستقبل والتفكير في الأتي.. فهؤلاء بهائم تنطلق بقوة لا يمتلكها أقوى موجود من الحيوانات، وبشهوة عارمة للافساد في الأرض للاستيلاء على أرزاق الناس وأمنهم وكرامتهم ،،
الأشياء المتباينة المتمايزة في ذواتها مختلفة بحسب التبيان في القدرة من استقبال عطاء الله عز وجل من الوجود،، كلٌ بقدره، ومرابتها وحظوظها المختلفة من نعمة الوجود مردها ما هي عليه من استعداد ..
لطبيعة الجماد طاقة استيعاب واستفادة من عطاء الوجود.. وللنبات طاقته وللحيوان طاقته، ولطبيعة الانسان طاقتها، والحيوان بما هو حيوان لا يكون انساناً ، والانسان بما هو انسان لا يكون غنمة فيقف عند حد الغنمة بالاستفادة من فيض الوجود !! هذا له طبيعته وذاك له طبيعته،، فما تتسع له النملة لا يتساوى مع ما يتسع له الجمل.
الخطبة الثانية لسماحة آية الله قاسم يتحدث فيها عن موضوع " لا صحيح ولا إصلاح" :
ما دام هناك فساد سياسي يفتح في المجتمع من الفساد العام فهناك مشكلة عامة تهدد حياة المجتمع كله.. ولا مجال للمجتمع أن يهدأ ، فمشكلة تثير الصراع ولا تسمح له بأن يتوقف، من أجل تصحيح الواقع تجنباً أن يخسر المجتمع كيانه كله،،
شعب عانى الويلات من فساد السياسة والفساد العام الذي يتدفق بها، وبين السياسة الفاسدة التي ترفض تصحيح الوضع والاعتراف بحق الشعب فيما تعارف عليه أهل الأرض في هذا العصر ..
إذا تظاهر الشعب بمئات الألاف ردت الحكومة بأن هذه هي الفوضى فكيف يكون الحوار والاصلاح في ظل هذا الوضع مع إناس مخربين للحياة، وإذا خفت المظاهرات والاعتصامات قالت الحكومة بأن الوضع مستقر ولا داعي للحوار والاصلاح وأن ديمقراطيتنا متقدمة !!
الشعب تظاهر أو لم يتظاهر.. اعصتم أو لم يعتصم مخطئ في نظر النظام ولا صحيح عنده ولا إصلاح من جانب الحكم في الواقع السياسي، ولا اصلاح على الاطلاق.
نعم يمكن أن يؤخذ بأمور قشرية لا تسمن ولا تغني من جوع بالنسبة للشعب ولا تخفف من معاناتة، على أن ترفع لافتة إصلاح زائف في فضاء الاعلام..
آية الله قاسم في الخطبة الثانية:
تناسب طردي:
كلما ظلم حكم شعب كلما استشعر بغضه له، ورأى فيه عدوه الذي لا بد أن يضعه ويكسر إرادته، ذلك على عكس حكم عادل ساهر على خدمة شعبه وعامل على راحته وسعته ، وهو سلوك يبني ثقة في الشعب.
قد يأتي من يسيء لمن يحسن إليه ، ولكن المحسن يستمر في إحسانه، ويبقى على عدم توقع الإساءة ، إلا من خبث نفس ممن يقابل الاحسان بالاساءة .
ويكون ذلك مثلا في السوء والانحدار في الخلق ،،
لا يمكن أن يفقد شعب ضميره وصدقه ويتعامل مع صدق الحكم وتفانيه وعفة يده التعامل مع الاساءه ويعاقبه على احسانه.. إنه لا يفقد حكم ثقته في شعبه إلا من ظلمه له..
والخطأ كل الخطأ هو الاستمرار في هذا الظلم وعدم تدارك الخطأ بل يُعمد إلى مزيد من الظم والاصرار على الاستبداد والاذلال. مما يعلم بأن الوقوف في وجه لدى الشعوب بأي ثمن كان ذلك ،،
لا حكم اليوم يريد لنفسه اليوم البقاء وأن ينال ثقة شعبه، فيسعه أن يتعامل بقسوة ويدوس على كرامته ويتنكر لحريته..
صار من الضروري لاستقرار أي حكم والتعايش معه من غير توترات حادة مستمرة أن يعدل ويحترم حقوق الشعب ، وأن يعترف له بحقه في تقرير المصير ، وبحريته كرامته ،،
أقدمت القوة الأمريكية على حرق القرآن في افغانستان تعبيراً عن معاندته، وحرق المصحف تعبير رمزي لمواجهة الاسلام ، ولأي كيان يقوم على أساسه.. حرق الحرف من أجل حرق المعنى وحرق الحكم والهيمنة القرآنية في القرآن.
وأثار العدوان حمية المسلمين في افغانستان، لما يعرفون من قيمته، وسقطت أنفس من العدوان في سبيل الدفاع عنه.
هذا عدوان لمقدساتنا، يواكبه عدوان صهيوني على المسجد الأقصى وتخريبه ومنع المصلين فيه، وأين الحكومات في أغلب البلاد الاسلامية ؟
إنه غياب من أجل قهر الشعوب والتآمر على ثوراتها، ولقد عشنا مخلياً تجربة من التعامل السيء الساقط المستهين بحرمة القرآن الكريم حيث تختلط أوراق المصاحف الشريفة مع حطام المساجد المهدمة !
ولقد شاهدنا في هذا الجامع صبيحة يومٍ من إلقاء القرأن على الأرض، ومصادرة ممتلكاته أعيد بعضها وبعضها لم ترجع ..
يصعب عليك فهم التعدي على المصاحف وكتب الدعاء من قوات بلد مسلم !!
إنها القدوة الحسنة التي تقدمها بلداننا المسلمة إلى بلدان العالم الأخر مع المسجد وكتاب الله ،،

الوقفة الاحتجاجية بمشاركة آية الله قاسم والعلامة الغريفي احتجاجاً على الاساءة للقرآن الكريم ،،

الحديث في الخطبة الأولى.. ومواصلة لموضوع التربية بالصعاب:
هناك تعاملان مع واقع - ألام الدنيا ومشاكلها.. تعامل يجعل منها منطلق نمو للانسان، وتعامل أخر يعطيها الاستحواذ على حياته، ويتحول بها إلى مدة يقضيها في الشقاء ويسودها اليأس والتساؤم، وينقطع بها عن هدفها الأخروي..
والانسان والعقيدة التي يبني عليها حياته، ومنهجه ونوع التربية هو الذي يحدد نوع التعامل مع المشكلات والألام..
الإيمان الواعي والعقيدة الدينية الصحيحة والمنهج الاسلامي والإرادة الموجهة من التربية الاسلامية تنتج وعياً في التعامل مع صعوبات الحياة وآلامها يستثير طاقات الانسان ويقطع به مسافات للإمام ودرجات من التكامل الصاعد في اضطراد ،،
أما التربية المادية فتقطع نظر الانسان عن المستقبل والمصير، فالعقيدة المادية تعطي هذا التصور بأن الموت هو نهاية الوجود لهذا الانسان، والانسان مع ذلك يعيش عقيدة الكفر فينتج تعامل سلبياً وانهزامياً مع الشدائد ليغرق في بحر من اليأس والتساؤم والنظرة السوداء البائسة..
أما الذين حجبتهم الدنيا من أبناء التوجه المادي وغرقوا في شهواتها وجعلتهم على حد الحيوان من فقد الرؤية للمستقبل والتفكير في الأتي.. فهؤلاء بهائم تنطلق بقوة لا يمتلكها أقوى موجود من الحيوانات، وبشهوة عارمة للافساد في الأرض للاستيلاء على أرزاق الناس وأمنهم وكرامتهم ،،
الأشياء المتباينة المتمايزة في ذواتها مختلفة بحسب التبيان في القدرة من استقبال عطاء الله عز وجل من الوجود،، كلٌ بقدره، ومرابتها وحظوظها المختلفة من نعمة الوجود مردها ما هي عليه من استعداد ..
لطبيعة الجماد طاقة استيعاب واستفادة من عطاء الوجود.. وللنبات طاقته وللحيوان طاقته، ولطبيعة الانسان طاقتها، والحيوان بما هو حيوان لا يكون انساناً ، والانسان بما هو انسان لا يكون غنمة فيقف عند حد الغنمة بالاستفادة من فيض الوجود !! هذا له طبيعته وذاك له طبيعته،، فما تتسع له النملة لا يتساوى مع ما يتسع له الجمل.
الخطبة الثانية لسماحة آية الله قاسم يتحدث فيها عن موضوع " لا صحيح ولا إصلاح" :
ما دام هناك فساد سياسي يفتح في المجتمع من الفساد العام فهناك مشكلة عامة تهدد حياة المجتمع كله.. ولا مجال للمجتمع أن يهدأ ، فمشكلة تثير الصراع ولا تسمح له بأن يتوقف، من أجل تصحيح الواقع تجنباً أن يخسر المجتمع كيانه كله،،
شعب عانى الويلات من فساد السياسة والفساد العام الذي يتدفق بها، وبين السياسة الفاسدة التي ترفض تصحيح الوضع والاعتراف بحق الشعب فيما تعارف عليه أهل الأرض في هذا العصر ..
إذا تظاهر الشعب بمئات الألاف ردت الحكومة بأن هذه هي الفوضى فكيف يكون الحوار والاصلاح في ظل هذا الوضع مع إناس مخربين للحياة، وإذا خفت المظاهرات والاعتصامات قالت الحكومة بأن الوضع مستقر ولا داعي للحوار والاصلاح وأن ديمقراطيتنا متقدمة !!
الشعب تظاهر أو لم يتظاهر.. اعصتم أو لم يعتصم مخطئ في نظر النظام ولا صحيح عنده ولا إصلاح من جانب الحكم في الواقع السياسي، ولا اصلاح على الاطلاق.
نعم يمكن أن يؤخذ بأمور قشرية لا تسمن ولا تغني من جوع بالنسبة للشعب ولا تخفف من معاناتة، على أن ترفع لافتة إصلاح زائف في فضاء الاعلام..
آية الله قاسم في الخطبة الثانية:
تناسب طردي:
كلما ظلم حكم شعب كلما استشعر بغضه له، ورأى فيه عدوه الذي لا بد أن يضعه ويكسر إرادته، ذلك على عكس حكم عادل ساهر على خدمة شعبه وعامل على راحته وسعته ، وهو سلوك يبني ثقة في الشعب.
قد يأتي من يسيء لمن يحسن إليه ، ولكن المحسن يستمر في إحسانه، ويبقى على عدم توقع الإساءة ، إلا من خبث نفس ممن يقابل الاحسان بالاساءة .
ويكون ذلك مثلا في السوء والانحدار في الخلق ،،
لا يمكن أن يفقد شعب ضميره وصدقه ويتعامل مع صدق الحكم وتفانيه وعفة يده التعامل مع الاساءه ويعاقبه على احسانه.. إنه لا يفقد حكم ثقته في شعبه إلا من ظلمه له..
والخطأ كل الخطأ هو الاستمرار في هذا الظلم وعدم تدارك الخطأ بل يُعمد إلى مزيد من الظم والاصرار على الاستبداد والاذلال. مما يعلم بأن الوقوف في وجه لدى الشعوب بأي ثمن كان ذلك ،،
لا حكم اليوم يريد لنفسه اليوم البقاء وأن ينال ثقة شعبه، فيسعه أن يتعامل بقسوة ويدوس على كرامته ويتنكر لحريته..
صار من الضروري لاستقرار أي حكم والتعايش معه من غير توترات حادة مستمرة أن يعدل ويحترم حقوق الشعب ، وأن يعترف له بحقه في تقرير المصير ، وبحريته كرامته ،،
أقدمت القوة الأمريكية على حرق القرآن في افغانستان تعبيراً عن معاندته، وحرق المصحف تعبير رمزي لمواجهة الاسلام ، ولأي كيان يقوم على أساسه.. حرق الحرف من أجل حرق المعنى وحرق الحكم والهيمنة القرآنية في القرآن.
وأثار العدوان حمية المسلمين في افغانستان، لما يعرفون من قيمته، وسقطت أنفس من العدوان في سبيل الدفاع عنه.
هذا عدوان لمقدساتنا، يواكبه عدوان صهيوني على المسجد الأقصى وتخريبه ومنع المصلين فيه، وأين الحكومات في أغلب البلاد الاسلامية ؟
إنه غياب من أجل قهر الشعوب والتآمر على ثوراتها، ولقد عشنا مخلياً تجربة من التعامل السيء الساقط المستهين بحرمة القرآن الكريم حيث تختلط أوراق المصاحف الشريفة مع حطام المساجد المهدمة !
ولقد شاهدنا في هذا الجامع صبيحة يومٍ من إلقاء القرأن على الأرض، ومصادرة ممتلكاته أعيد بعضها وبعضها لم ترجع ..
يصعب عليك فهم التعدي على المصاحف وكتب الدعاء من قوات بلد مسلم !!
إنها القدوة الحسنة التي تقدمها بلداننا المسلمة إلى بلدان العالم الأخر مع المسجد وكتاب الله ،،

الوقفة الاحتجاجية بمشاركة آية الله قاسم والعلامة الغريفي احتجاجاً على الاساءة للقرآن الكريم ،،

العثور على شظية شوزن في قرية أبو صيبع غرب العاصمة المنامة تم القائها من مرتزقة الساقط حمد أثناء مطارة الثوار في القرية وهذا يوضح عمليات القمع الوحشية التي يقوم بها اخوان وزير الداخلية في التعدي على حياة المواطنين بغية القتل العمد .

في بلد عاصمة الثقافة العربية يعتقل المدافعين عن حقوق الانسان و يطلق سراح القتله و الجلادين هذه هي ديمقراطية الساقط حمد تحية للإستاذ عبدالهادي الخواجه و الإستاذ نبيل رجب و حسن جابر و ناجي فتيل وكما قالها عبدالهادي إما النصر أو الشهادة
////////////

والد الشهيد علي المؤمن يحمل صورة ابنه الشهيد وقد كتب عليها "حمد بأي ذنب قتلتني"

،،،،،،،،،،،،،،،،


مقال عضو جمعية أمل سماحة السيد محمد علي العلوي حول الشهيد يوسف موالي تحت عنوان " يُوسُفُ الشُهَدَاءِ " : في نهاية الزيارة وقبل خروجنا من دارهم دعانا والداه لإلقاء نظرة على غرفته.. سرت بخطى ثقيلة ولكنها كانت حثيثة، لا تسألني كيف، فما سمعته منهم عن قصته وتفاصيل استشهاده أشعرني بأن العيش في غابة وسط السباع والذئاب و أنواع الجوارح والقوارض أشرف بكثير من العيش وسط مخلوقات لا أدري لها وصفاً أبداً، ولا أبالغ على الإطلاق في إعلان عجزي عن العثور على وصف واحد يعبر عن فهمي لهم، بل وحتى فهمي عاجز عاجز عاجز عن إدارك حقيقتهم.. ليسوا حيوانات وقطعاً لا علاقة لهم بالبشرية الآدمية.. دخلت غرفته وكان سريره مغطى بملائة بيضاء منقشة برسومات سوداء قد علتها قطع قماش خضراء من تلك التي يأتي بها زوار أهل البيت (عليهم السلام)، وفي الجانب الآخر باقات من الورود وثلاث صور من الحجم الكبير قد احتضنت بين أضلاعها صورة الشهيد، وعلى يسار الباب كان جهاز الحاسوب الخاص به وبعض الكتب وبينها قد استراحت ورقة خطها بيده قبل خروجه الآخير من البيت، كان مكتوب على بياضها عبارة تهز الوجدان.. (يوم الأربعاء يوم من أيام الله)، وهو اليوم الذي خرج فيه من الدار ولم يعد.. في عمق هدوئه وبين أمواج متلاطمه من دماثة خلقه، كان دائم البحث عن الطريق إلى الله فعشق العارف الراحل الكبير آية الله العظمى الشيخ محمد تقي بهجت (قدس سره) عشق تعلق بخالقه جلَّ في علاه، ومنه كان زاهدًا في الدنيا بما هو مستغرب على شاب في سنه يعيش عصراً ملؤه الشهوات والمغريات، فمن يصدق أنه لم يمتلك هاتفًا جوالًا طوال حياته إلا في شهر محرم الأخير عندما أجبره والد على حمل واحد لمتابعته في مواكب العزاء الحسيني خصوصًا وأن تهديدات البلطجية كانت كما يعلم القارئ الكريم وخصوصًا في مدينة المحرق، ولذلك ولعدم أهمية مثل هذه الأشياء التي كان يسميها (كماليات تثقلني) فإنه خرج في صبيحة الأربعاء ولم يحمل معه الهاتف الجوال!! دخلت الغرفة فتملكتني رائحة عطرة أخذتني مباشرة إلى المشرحة عندنا دخلتها في ظهر الخميس الدامي متشرفًا بين شهداء ثلاثة (عيسى عبد الحسن، علي خضير، ومحمود أبو تاكي) حيث طيب لم أشمه في حياتي قط، كانت في نفس الرائحة ولكن بطعم مظلومية جديدة انهارت قواي أمامها فشمخت دموعي وكنت أتمنى لو لم يكن معي أحد لجلست على الأرض ولطمت الحسين (عليه السلام) نادبًا إبنه الحجة (روحي فداه) لأقدم له العزاء في سيدي الشهيد يوسف موالي (أعلى الله درجاته في جنان الخلد بين سادته من آل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين).. دخلت علينا والدة الشهيد.. آه من شموخ إيمانها.. آه آه فكم عظيمة أنت سيدتي الجليلة!! تمثلت أمامنا زينب الكبرى (عليها السلام) قائلة: “سيدنا.. هذا هو طريقنا قد خطه أجدادك، وأنا أفتخر بإبني الشهيد الذي أزور قبره في كل صباح وأخذ شيئًا من ترابه وأرفعه في كفي إلى السماء داعية على الظالمين، راجية من الله العلي القدير أن ينتقم لنا منهم بانتقامه العظيم”.. قالت أمه: “كنت أنوي تزويجه في شهر ربيع بعد المحرم وصفر”.. أقول لأم الشهيد بدموع (قانية): “قري عينًا سيدتي، فهو الشهيد الذي يرزق عند ربه حيًا، ومن صنوف الرزق حور عين لا رأينا لهم صورة ولا رسمنا لهم شكلًا في أوهامنا، إنه هناك في أعلى عليين إن شاء الله تعالى، ونحن الآن في أمس الحاجة لدعائه” الشهيد يوسف ليس من آل موالي، بل هو من آل شيعة علي بن أبي طالب (عليه السلام) كما باقي ساداتنا الشهداء.. الشهيد يوسف قد اختزل في قصته الأليمة أوجاع أمة بأكملها، ونحن نجرم إن لم نأخذه مشروعًا إنسانيًا يحرك عجلة الإصلاح التي أدارها الحسين (عليه السلام) في كربلاء وتجددها دماء الشهداء في كل العصور.. فليكن أهل الشهيد في دارهم قبلة لكل ناهض على الظلم والجور والإجرام، فيوسف فيهم بركان نور يتفجر بين كل شهيق وزفير ينتظر من يستزيد منه إصرارًا وثباتًا على طريق الحق.. إلى رحمة الله يوسف الشهداء، والخزي والعار ثم اللعنة وبئس القرار للظالمين، (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ).
تعليق