ــــــــــــ

ــــــــــــــــ

نحن نطرح تعليقا حول كلام سيد الموحدين بعد رسول رب العالمين في مسأله تجريد الله من الصفات (قال تعالى الله نور السماوات والارض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح .......الآية ) اشارة الآية الى مفهوم النور والزيت ومن البديهي ان النور من الزيت وان الزيت مجرد من النور وان الزيت كله نور فلا ينفد النور حتى ينفد الزيت عن آخره فضلا عن سائر اثار الزيت من حرارة ودخان وغيرها كلها من الزيت والزيت مجرد منها فلا ينطبق على الزيت فاقد الشيء لايعطيه ولا يعد ذلك تناقضا فالزيت شيء واثاره شيء اخر مختلف عنه فلا يكون النور عين ذات الزيت والا كان مركبا من مجموع اثاره من نور وحرارة ودخان وغيرها وهو محال ومن الآية نفهم ان صفات الله كلها مخلوقة هي من الله والله مجرد منها ولا تناقضا في ذلك اما اذا قلنا ان صفات الله عين ذاته كان مركبا من تلك الصفات وهو المحال فصفات الله كلها نسبية اضافية تضاف اليه تعالى لانها منه وهو مجرد منها فالله تعالى لايوصف لانه مجرد من الصفات والصفات منه ولا يسمى استدلالنا تناقضا فحن نعبد الله الذي لايعرف الا المعرفة الصفاتية (سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق) فذات الله الغيب المطلق الذي لايعرف كما قال امير المؤمنين (ع) (ياهو يامن لايعلم ماهو ولا كيف هو ولااين هو ولاحيث هو الاهو) فكلام امير المؤمنين(ع) بان الله لايوصف صحيح لانه ليست هناك صفة ذاتية لله لكي نصفه بها وهو سبحانه الموصوف بصفاته لان تلك الصفات منه وهو مجرد منها كما هوالحال في النور والزيت فالزيت لايوصف بالنور الا وصفا نسبيا اي ننسب النور الى الزيت لان النور من الزيت اما حقيقة الزيت فهو مجرد من النور اما قول البعض بان الله يرى في الآخرة فهذا يستوجب محدودية الله ومعرفة ذاته وكنهه وهو كفر والعجيب من هؤلاء انهم يلتزمون الفكرة الضالة ويقسرون غيرهم على الالتزام بهاويقذفون من لايوافقهم بالبدعة فكيف نغسل عقولهم

ان ذات الله لاتعرف فهي الغيب المطلق قال امير المؤمنين (ع) (يا هو يامن لايعلم ما هو ولا كيف هو ولا حيث هو الا هو ) وهو كمال معرفة ذات الله فمعرفة الله تعالى على نحوين معرفته بذاته ومعرفته بصفاته فالمعرفة الذاتية هي ان لاتعرفه (بنفي الصفات عنه) فهو مجرد من الصفات واما المعرفة الصفاتية فهي ان تجتهد في معرفة الذات المقدسة بتلك الصفات بان تثبتها له لانها منه ( وان نفي الصفات عن الله وتجريده منها لاينافي اثباتها له لانها منه ولا يعد ذلك تناقضا كما هو الحال في النور والزيت فالنور من الزيت والزيت مجرد من النور فنحن ننفي صفة النور عن الزيت لتجرده من النور ونثبتها له لانها منه ولا تناقض في ذلك ) وهذا هو منهج القرآن الكريم (سنريهم اياتنا في الآفاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق ) وان كمال معرفة الله بصفاته هو توحيده تعالى في كل ما امر ونهى ويخاف ويرجى فاذا تحقق هذان الشرطان كان الانسان عارفا بالله والا كان عنده قصور معرفي والخلاصة فالعارف بالله هو الموحد اي المطيع لله لاالى غيره فكل معصية صغيرة كانت او كبيرة تضر بتوحيد الله ومعرفته والعكس صحيح وان لمعرفة الله مراتب والذي يريد ان يزداد معرفة بالله فليجتهد بمعرفة احكامه اي ما امر ونهى ويتزود من خوفه ورجاءه بذكر صفات الجمال والجلال لكي يطيعه بتلك الاوامر رزقنا الله واياكم اعلى درجاتها انه قريب مجيب

يااهل السنة انتبهوا ان الاله الذي ينزل ويصعد من والى السماء وله عين ورجل ويد ولكن ليست كسائر الاعين والايدي والارجل ثم يظهر يوم القيامة لينظر اليه الناس فهذه في الحقيقة هي صفات مصباح علاء الدين التي نسجت من خيوط الخرافة وليست صفات الاله الحق فانظر ايها السني الى الهك الذي ظلت عليه عاكفا هل هو الله ام مصباح علاء الدين لاشك انه ليس الاله الحق بل هو اله ابن تيمية وما شاكله فسبحان الله عما يقول الظالمون