المشاركة الأصلية بواسطة الاميني
و اما اهل التاويل:
تأويل الصفات بصورة تنسجم مع تنزيه الله
يذهب أصحاب هذا القول إلى أنّ الالتزام بظاهر صفات الله الخبرية يؤدّي إلى التجسيم والتشبيه فلا سبيل سوى صرف ظاهر هذه الصفات إلى خلاف الظاهر، وتأويل هذه الصفات إلى معان تنسجم مع تنزيه الله تعالى
و التمسّك بالتأويل لا يكون إلاّ في حالات الاضطرار، ولا يوجد هذا الاضطرار في فهم معنى الصفات الخبرية فيما لو كان لهذه الصفات في اللغة العربية ـ إضافة إلى المعاني الحسيّة ـ معان أخرى تنسب إليها من غير تأويل،
---
و اما تعطيل العقل في فهم الصفات
يذهب أصحاب هذا القول إلى لزوم تعطيل العقل
في مجال إمعان النظر في صفات الله الخبرية،
ويقولون بأنّ معنى هذه الصفات غير معلوم لنا،
ونحن غير مكلّفين بفهم معناها،
وليس علينا سوى الإيمان بألفاظها فقط
وتفويض أمر معناها إلى الله تعالى
يرد عليه :
صفات الله الخبرية ليست من الآيات المتشابهة;
لأنّ الإنسان يستطيع أن يصل إلى معانيها
عن طريق فهمه للمجاز والكناية والاستعارة في اللغة العربية،
ولا يخفى بأنّ معرفة ظواهر الكتاب
عن طريق معرفة ضوابط اللغة العربية
ومعرفة كيفية التعامل مع المجازات
والاستعارات والكنايات يعدّ نوعاً
من أنواع البحث الذي من شأنه إيصال الباحث إلى العلم القطعي
-----------
و اما الامامية
يقولون بالأخذ بالمعاني المجازية
يذهب أصحاب هذا القول إلى أنّ الصفات الخبريّة
كما لها معان ظاهرية وحسيّة لا يمكن نسبتها إلى الله تعالى،
فإنّ لها أيضاً معان أخرى مجازية
يعرفها العربي من غير تأويل ولا محاولة تفسير.
والكلمات المتضمّنة للمعاني المجازية
بلا تأويل كثيرة ومتعارفة جدّاً في اللغة العربية.
مثال ذلك:
إنّ كلمة "اليد" كما تطلق على اليد الحسيّة التي يحمل بها الإنسان الأشياء،
فإنّها تطلق أيضاً على معنى "القدرة والسيطرة".
ويمكن عند ذكر كلمة
"اليد"
فهم المعنى المقصود من خلال ملاحظة القرائن الموجودة،
فإذا قيل: حمل الأمير الحقيبة بيده،
فالمقصود واضح بأنّه حملها بيده الحسيّة،
وإذا قيل:
البلد في يد الأمير،
فالمقصود أنّ البلد تحت سيطرة الأمير وقدرته،
وليس هذا المعنى الثاني على نحو التأويل والتفسير على خلاف ظاهرها،
بل هذا المعنى ثابت لها بالوضع في اللغة العربية.
مثال آخر:
كلمة "الأسد" كما تطلق على
"الحيوان المفترس"
فإنّها تطلق أيضاً على "الإنسان الشجاع"،
والسبيل للتمييز بين هذين المعنيين هو لحاظ القرائن
، فإذا قال أحد الأشخاص:
رأيت أسداً في حديقة الحيوانات،
فإنّه يتبادر إلى الذهن
"الحيوان المفترس"
ولكنّه إذا قال:
رأيت أسداً يرمي،
فإنّ المتبادر من كلمة الأسد مع لحاظ قرينة يرمي هو
"الإنسان الشجاع
تعليق