فالائق وغير اللائق والحسن والقبيح محلة الفعل ام الذي يرتبط بالادراك فهو الخطا والصواب وليس الحسن والقبح
فهل صار الادراك والفعل عندك بمعنى واحد ؟!
هناك ترابط بوجه ،، فالذي يدرك أن أمرا ما قبيح لا يفعله .. فهذا عاقل من ناحيتين : من ناحية إدراكه و تمييزه بين ماهو حسن و ما هو قبيح ، و من ناحية عدم فعله ماهو قبيح ... فالمعنى اللغوي و الاصطلاحي لمتحققان فيه ، إذ هما ليسا بمعنيين متضاربين بل هما وجهان لعملة واحدة .
أما إذا قام أحدهم بفعل القبيح رغم إدراكه أن ذلك الفعل قبيح ، فهو غير عاقل ليس لكونه غير مميز بل لكونه يقوم بما لا يليق .. فهنا انتفت عنه العقلانية بالمعنى اللغوي الخاص بالفعل ، و لم تنتفي عنه العقلانية بالمعنى الاصطلاحي الخاص بالإدراك .
فهل يا ترى
ان العقلاء عنما ينفون العقل عن الله ينفون هذا المعنى
ان العقلاء عنما ينفون العقل عن الله ينفون هذا المعنى
إذا نفيت صفة ما عن الله فأنت تنفي معاني تلك الصفة عنه . و لا تنفي مجرد حروف و كلمات لا معنى لها !
فعندما تقول : معبودي غير عاقل !
فأنت بجملتك نفيت معاني العقل عن معبودك ... فكفاك تخبطا !
أما إذا أردت نفي معنى واحد فقط من معاني العقل ، فانفي ذلك المعنى ولا تنفي الصفة بالمطلق ..
ولكن من اين لك ان تثبت ان العقل هو نفس فعل الحسن؟!
لأن فعل غير الحسن ليس من العقل ..
فهل يا ترى توجد دواعي في ذات الله لعمل القبيح
حتى يمنع ذاته عن فعلها؟
حتى يمنع ذاته عن فعلها؟
المنع ليس مشروطا بوجود دواعي .. بل المنع متمثل في عدم الفعل
فالله سبحانه و تعالى من صفاته " عدم الظلم " ، فهو لا يقع في الظلم .. و لا يعني أن هناك دواعي للظلم لذلك يحبس نفسه من الظلم ، بل هو لا يقوم بفعل الظلم .. و بالمثل ، هو لا يقوم بفعل القبيح و فعل ما لا يليق ..
ولو كان العقل يعني ترك القبيح مع وجود الداعي لفعل القبيح
فهذا محال في حقه تعالى
فهذا محال في حقه تعالى
تعلّم الدقة في التعبير .. أنت لا تقصد الداعي ، لأن الداعي معناه المبرر .. بل أنت تقصد الدافع ..
اعلم أن عدم فعل الفعل لا علاقة له بوجود دافع لفعله من عدمه ، المهم هو عدم الوقوع في الفعل القبيح ... فصفة العقل تتحقق في مجرد عدم الوقوع في الفعل غير اللائق بغض النظر إن كانت هناك دوافع للوقوع فيه أو لم تكن هناك دوافع للوقوع فيه ...
ان العقل يمكن اطلاقه على الله
لو كان يعني فعل الحسن
والادراك
اما لو كان العقل يعني ترك القبيح مع وجود الداعي للفعل
او كان هو الادراك للاشياء من خلال الصور والماهيات
فهذا محال عقلا في حقه تعالى
لو كان يعني فعل الحسن
والادراك
اما لو كان العقل يعني ترك القبيح مع وجود الداعي للفعل
او كان هو الادراك للاشياء من خلال الصور والماهيات
فهذا محال عقلا في حقه تعالى
أراك غيّرت رأيك الآن .. !

هل ذهبت إلى أحد مشايخك و قلت له : يا مولاي ، كيف أعبد ربا لا عقل له ؟ فأجابك شيخك بهذا الجواب ؟؟!!
يا حبيبي .. تغيير كلامك أعلاه يدلّ على تخبط واضح و هشاشة المبدأ العقائدي الذي تدين به ..
فأنت في البداية قلت بأن معبودك ليس بعاقل ؛ لأن العقل عرض .
ثم بعد ذلك قلت بأن معبودك ليس بعاقل ؛ لأن العقل آلة .
ثم بعد ذلك قلت بأن معبودك قد يكون عاقلا إذا كان معنى العقل هو فعل الحسن و الإدراك و قد لا يكون عاقلا إذا كان معنى العقل غير ذلك .
فإلى متى تتخبط يا زميلي ...؟؟!!!
فأنت لو قلت بأن معبودك عاقل لأنه يدرك و يفعل الحسن .. فأنت قد أثبت له العرض و الآلة حتى لو كان معنى العقل مقبولا و مطلوبا .. !!!
فماذا تختار ؟؟؟؟!!
الخيار الأول : أن تنفي عن معبودك العرض و الآلة و لكن ستعبد ربا لا يدرك و يقع في أفعال لا تليق .. أي ربا غير عاقل !
الخيار الثاني : أن تثبت لمعبودك الإدراك و عدم فعل ما لايليق .. و لكن سعبد ربا له أعراض و آلات !
الخيار الثالث : أن تقول بأن العقل ليس عرضا و ليس آلة ، و بهذا تهدم المدرسة الكلامية التي بنيت عقيدتك في معبودك عليها .. !
فماذا تختار ؟؟

.
.
.
() .. قلم حبر .. ()
تعليق