إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

وحدة الوجود و الموجود: توحيد خالص ، أم كفر و إلحاد؟

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    المشاركة الأصلية بواسطة مودة القربى
    أوافق على كلّ حرف كتبه الأخ أبو أسعد

    بيان موفق، سأعود ومعي بعض الأسئلة لاحقاً .
    اذا اتفقت معه وعملتم مؤامرة ضدي فسألجأ إلى الانقلابات المسلحة


    والنصر حليفنا بإذن الله

    تعليق


    • #47
      المشاركة الأصلية بواسطة علي اميري 82
      اعتقد ان اكثر من رفض مبدأ وحدة الوجود لديه صورة مشوهة و غير دقيقة عن الموضوع ...
      شكر كبير للاخ انوار الملكوت على طرح هذا الموضوع و على وجهوده المباركة و ننتظر المزيد ان شاء الله
      كم اتمنا عليه ان يوضح لنا معنى التوحيد في الأفعال
      و شكراً.
      انا ارفض فكرة وحدة الوجود والموجود واقول انها هي المشوهة بنفسها

      فولادتها لم تكن شرعية وفي ظروف غير طبيعية

      تعليق


      • #48
        المشاركة الأصلية بواسطة صدى الفكر
        متابع
        صرنا 2 بالتصريح

        وما ادري كم واحد بالتلميح

        تعليق


        • #49
          المشاركة الأصلية بواسطة السيد الكربلائي


          وكذلك الايات التي تنسب الاضلال الى الله تعالى تعالى (ويضل الله الظالمين) واخرى الى ابليس اللعين (إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ) وثالثة الى العبد (واضل فرعون قومه) ومثل (واضلهم السامري)
          وكذلك ما ورد في سورة الكهف في قضية الخضر مع موسى عليهما السلام، حيث يقول (فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا) ويقول (فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيراً منهُ زَكوةً وأقْرَبُ رُحمَا)
          فمن كان من المطهرين المتنورين الذين رزقوا فضيلة فهم المطالب القرآنية الشامخة المطهرة، يعرفون ان لطيفة الأمر بين الأمرين والمنـزلة بين المنـزلتين منحفظة في مطلق البيانات القرآنية، وتحل بها كل المعضلات، وان كانت اذهان العامة لا تمسها ولا تصل اليها.
          أكيد مش قصدك أن الآية <ويضل الله الظالمين> تدل على الجبر


          نحن منعرف انو المنزلة بين المنزلتين يعني لا جبر ولا تفويض
          وبتعني ان الله جعل الانسان مختاراً بعد أن هداه النجدين

          مش يعني وحدة الوجود والموجود

          تعليق


          • #50
            المشاركة الأصلية بواسطة أنوار الملكوت
            بسم الله الرحمن الرحيم
            المشاركة الأصلية بواسطة أنوار الملكوت

            الإخوة و الأخوات المكرّمين
            أشكر لكم متابعتكم الراقية. و أسال الله أن يجعلني عند حسن ظنّكم. و أما الإجابة على الأسئلة فأنا سأسعى لذلك على قدر فهمي إن شاء الله.


            وانا بشكر ايضا جميع المشاهدين واقدم لهم باقة من الازهار الجميلة



            الأخ (السيد الكربلائي)
            بيانك للآيات جميل جداً، و هو يكشف عن اطلاعك على مسألة التوحيد الأفعالي رغم أنها من المسائل الصعبة جداً. و الحقّ أن هذه المسائل التي ذكرتها في مشاركتك كالتوحيد الأفعالي و الأمر بين الأمرين و الجبر و التفويض، و كذلك مواضيع التوحيد الذاتي الذي نحن فيه هي جميعاً من المعارف العالية الدقيقة التي لا تُنال بسهولة و تحتاج إلى قراءة و اطلاع و مجالسة للعلماء المتخصصين فيها، بل إن فهمها حقّ الفهم يحتاج إلى دراسة متخصصة. و قد كان أهل البيت عليهم السلام يكلّمون كل شخص فيها على قدر عقله، فتجد إجاباتهم فيها متفاوتة بوضوح بحسب مستوى السائل. و هذا واضح للمتتبع. جزاك الله خيراً و يسعدنا كثيراً متابعتك أنت و أمثالك من الإخوة المطّلعين للموضوع.
            طيب اذا كانو الائمة يكلمون الناس على قدر عقولهم ليش جماعة العرفان ما بيعملو هيك وبياخدونا على قدر عقولنا


            الأخ (تحت أطباق الثرى)
            1- إن فهم هذه المطالب الصعبة لا يكون إلا بالتدقيق و التأمل. فأرجو أن تبذل مقداراً أكثر من الدقة، فبعض الأسئلة التي سألتها كانت إجاباتها واضحة في نفس المشاركة السابقة. كما ارجو منك أن تمشي معي بالتدريج الذي أمشي به، فلا تسأل عن الدليل و لا تقدّم الإشكال قبل أن تفهم المراد من قول القوم.

            اول شي انا ما شفت انو الاجابات واضحة
            يمكن ذهنيتي تعبانة وبدها تبخير

            يا عمي حيرتو سمانا

            شوي بتعطونا تعريف ما فيه شيء جديد
            وشوي بتعطونا حكي ما انزل الله به من سلطان

            يا اخي ارسو على بر واضح

            2- من الواضح أن الأمثلة الحسية لا تقاس بالله تعالى. و لكن الأمثلة الحسية تقرب المفاهيم و توضح المصطلحات الصعبة. و قد نبّهْنا على ذلك في المشاركة السابقة. فأرجو أن تدقق في الأمثلة المضروبة و لا تمرّ عليها مرور الكرام. و لا تنس أن الله تعالى قد مارس هذا الأمر في القرآن الكريم كثيراً؛ فما أكثر الأمثلة الحسية التي ضربها عزّ شأنه لكي يقرّب لنا الأفكار المجرّدة من خلال أمثلة حسية، فماذا نفعل بهذه الأمثلة القرآنية؟ هل نترك التدقيق فيها أيضاً؟!!
            كلا يا اخي! إن الواجب علينا أن ندقق في هذه الأمثلة الحسية و نستخلص النتيجة منها، ثمّ بعد ذلك عندما نحاول فهم المسائل المجرّدة و الراقية ينبغي أن نجرّدها عن كل شوائب المادة و كل ما يلزم منه النقصان و العياذ بالله.

            يا عيوني
            ما شفنا لا تعقيد ولا تبسيط
            الامثلة الحسية شفناها امثلة عادية ما فيها شي جديد وما بدها افلاطون ليفهمها
            وبما انك مثلنا ممن يقول ان الله لا يقاس بالامثلة الحسية خلينا نكمل ونشوف لوين لح نوصل

            3- إن بعض أسئلتك التي مرّت في المشاركات السابقة و ما قبلها تدلّ على أنك تصدّق ما يزعمه البعض من أنّ القول بوحدة الوجود و الموجود يلزم منه القول بالحلول و الاتحاد و العياذ بالله. وللأسف هناك من يلقي التهم بتساهل كبير و بدون التدقيق غافلاً عن أنّ كل كلام نقوله فإن الله سيحاسبنا عليه.
            على كلّ حال الجواب المختصر هو: لا، لا يلزم من القول بوحدة الوجود و الموجود القول بالحلول و لا الاتحاد. و أما الجواب المفصّل فهو ما سنبينه في هذه المشاركة إن شاء الله.

            يمكن وحدة الوجود بيلزم منها ويمكن ما بيلزم منها الحلول والاتحاد
            مش هذا المهم لان لها اكثر من معنى

            المهم ان وحدة الوجود والموجود اعوص من الحلول والاتحاد
            والا فهي ليست وحدة الوجود والموجود

            تعليق


            • #51

              هل يلزم من القول (بوحدة الوجود و الموجود) القول بالحلول و الاتحاد؟

              وهنا انتقلنا من تحت الدلفي لتحت المزراب
              فمن قال بالاتحاد قال ان الله اتحد باحد مخلوقاته
              وهم يقولون ان وجود الله هو وجود كل مخلوقاته
              فبدل الواحد صار في عدد غير محصور

              والعرفاء منهم يقولون ان الواحد منهم يصبح ذات الله
              لا حول ولا قوة الا بالله

              - لقد تعرّض العرفاء والحكماء إلى تُهمٍ كثيرة صدر أكثرها من أشخاص غير متخصصين في مجال الحكمة و العرفان. و قد نالت نظرية (وحدة الوجود و الموجود) النصيب الأوفر من هذه التهم. و السرّ في ذلك أن هؤلاء الأشخاص لم يفهموا النظرية حقّ فهمها
              هذا اطرف شي
              ما في حدا اصلا بيفهمها الا هني

              يا اخي انت نقلت كلام في تفسير آية النور فيه
              فليس هناك "غير" لتحلّ الذات فيه وتكون مظروفاً يقع في ظرفه
              وايضا
              والحال أنّه في عالم الوجود لا يوجد شيئان
              وبعدين قلت
              إن القول بوحدة الوجود و الموجود مبني على أنّه لا يوجد من الأساس موجود مستقلّ إلا الله سبحانه
              يعني انتم ما لح تختارو شي واضح ؟
              كل شوي معنى شكل لوحدة الوجود
              يا اخي ركزوا ركزوا حرام عليكم
              شوي باستقلال وشوي بلا استقلال
              لتكونو من بلاد لا تزال تحت الاحتلال

              8- و هنا من الطبيعي أن نسأل: لماذا نجد بعض مخالفي العرفاء اتهمهم بالقول بالحلول و الاتحاد إذاً مع وضوح الفرق؟
              و الجواب: هناك احتمالان:
              أ‌. السبب الأول:أنهم لم يفهموا ما يدعيه العرفاء جيدا من معنى وحدة الوجود، و ذلك بأن لاحظوا قول العرفاء بأن الموجود في الكون واحد، ثم ضموا إليه اعتقادهم هم (أي المخالفين للعرفاء) بأن المخلوقات موجودات مستقلة في الوجود عن الله و لها وجودها المنفصل، و حينئذٍ فهم لم يجدوا أيّ معنى للوحدة إلا الاتّحاد أو الحلول. يعني المخالفون لم يأخذوا كل ما يعتقده العرفاء كقول واحد بل صادروا عليهم بأن ضمّوا مقدمة من كلام العرفاء إلى مقدمة من اعتقادهم هم فنتجت النتيجة الباطلة. و هذا أهم الأسباب بحسب الظاهر.
              هون نقشت تمام
              ما في الا العرفاء بيعرفوا يركبو مقدمات صحيحة ويوصلو لنتائج صحيحة

              وكل العلماء وكل الناس الآخرين ما فهموا عليهم هذه المطالب الراقية وما دققو فوقعوا

              يا عمي قلنالكم اختارو واحد من 2
              اما ان وحدة الوجود والموجود معناها ما يؤمن به كل المسلمين وبالتالي ليس عندهم شيء غير المسلمين وليسوا عرفاء يعرفون ما لا يعرفه غيرهم

              واما ان كل الموجودات هي واحد فالله ومخلوقاته واحد
              واذا بدكم تخصصوا العرفاء بالفناء والاندكاك كمان رأي عاطل شو المشكلة

              8. ملاحظة مهمة: إذا وفقنا الله تعالى لكي ندرس مبحث الفناء في ذات الله سوف نبين هناك الفرق بين الفناء و بين الاتحاد و الحلول أيضاً ، و ذلك المبحث أدقّ بكثير من هذا المبحث الذي بحثناه هنا لأن الفرق هنا جلي واضح. و أما هناك فالفرق أدقّ بسبب وجود الاشتراك اللفظي الذي اشرنا إليه (الاشتراك اللفظي يعني أن يكون هناك لفظ واحد له معنيان مختلفان، وهو كثير في العلوم) ، و لكن مع ذلك فإن من يطّلع بإنصاف على كلامهم سوف يزول كلّ شك تماماً من نفسه في هذا الصدد أيضاً. و إذا وفقنا الله تعالى لبيان مسألة الفناء في ذات الله، فسوف نتطرّق لتوضيح المسألة و نقل كلمات القوم فيها إن شاء الله. و لكن ما يهمّنا هنا هو بيان أن القول بوحدة الوجود و الموجود لا تستلزم لا الحلول و لا الاتحاد. و الحمد لله رب العالمين.
              يا لطيف
              شي بيخوف
              مباحث ادق بكثير من هذا

              بس حسب علمي انهم لما يحكو بوحدة الوجود بيحكو بالاشتراك اللفظي والاشتراك المعنوي وبيفوت البحث بالحيطان اكثر مما فتنا هون

              تعليق


              • #52
                بسم الله الرحمن الرحيم
                اللهم صل على محمد وآل محمد
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                التوحيد الفاعلي لا يريد أن يلغي وجودك،

                ولكن ما هو وجودك الذي يمثل حقيقتك ولا يريد هذا التوحيد أن يلغيه؟
                ما هو نوع وجودك الذي يتفق مع وجود الله ولا يتعارض معه أو يعتبر ثاني أو ثالث أو رابع معه؟

                من عرف نفسه عرف ربه، هذا الحديث يقول أن سنخية النفس هي من سنخية ربها، فإذا وصلت النفس لمعرفة حقيقتها ستكون حينها قد وصلت لمعرفة حقيقة ربها

                نسأل أهل بيت العصمة ونبحث بين كلماتهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ما هي نقطة البداية لنا؟
                ومتى كان أول تعين لحقيقتنا التي لا زلنا عليها؟

                شخصيا بحثت بين كلماتهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فوجدت رواية تصف البداية، ليس لنا فقط بل للجميع،
                من كان ومن يكون ومن سيكون الى يوم القيامة

                علل الشرائع : باسناده العلوي ، عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) سئل مما خلق الله عز وجل العقل ، قال : خلقه ملك له رؤوس بعدد الخلائق من خلق و من يخلق إلى يوم القيامة ، ولكل رأس وجه ، ولكل آدمي رأس من رؤوس العقل ، و اسم ذلك الانسان على وجه ذلك الرأس مكتوب ، وعلى كل وجه ستر ملقى لا يكشف ذلك الستر من ذلك الوجه حتى يولد هذا المولود ، ويبلغ حد الرجال ، أو حد النساء فإذا بلغ كشف ذلك الستر ، فيقع في قلب هذا الانسان نور ، فيفهم الفريضة والسنة ، والجيد والردي
                في هذا العقل ماذا يمثّل كل منّا؟ فنحن مرتبطون به منذ بدايتنا الأولى، فحسب هذه الرواية فمنذ عالم الذر الى يوم القيامة حقيقتنا هي اننا مجرد رؤوس من نور متقابلة ومتجاورة ومتراصة على جسد ذلك الملك النوري،
                به عشنا عالم الذر، وبه مررنا بالحياة الدنيا، وبه سنعبر بوابة الموت لنعيش عالم البرزخ، وبه سنعيش يوم القيامة، وبه سنعبر الصراط أو نقع من عليه، وبه سندخل الجنة أو النار

                كل تلك العوالم سنمر بها ونحن لا نزال مجرد عقل على جسد هذا العقل أو الملك النوري الذي خلقه الله منذ أن خلق

                فما المطلوب من هذا الرأس أو العقل الجزئي والمرتبط في كيانه ووجوده واستمرار وجوده بهذا العقل الكلي الملك النوراني؟

                المطلوب منه هو أن يختار،
                المطلوب منه هو أن يشاء

                فبهذه المشيئة التي أعطاها رب العالمين لكل عقل جزئي سيربي ذلك العقل الجزئي بها ويحرك صورته في كل العوالم التي سيمر بها

                كل تلك العوالم العقل الكلي يخلقها لنا،
                صور ارادتنا ومشيئتنا يخلقها لنا الله في هذا الملك بشكل منفرد بصورة نشعر معها أننا نعيش بعالم واحد مترابط، نتحدث ونتعامل ونتقاتل ونتصالح به مع بعضنا البعض،
                هذا الملك ينقل منا ولنا صور ومشيئات نفسنا وغيرنا على شكل حياة كاملة نعيشها ونتفاعل معها ونعتقد أن بها حركة ومادة ونعتبرها وجودات مستقلة عن بعضها البعض، ولكن الحقيقة أنه لا يوجد سوى ملك نوري واحد أو عقل واحد خلقه الله منذ أن خلق وملئ أركانه كلها بأسمائه

                التوحيد الفاعلي يريد أن يقول لك أنك تجل جزئي حقيقي للمشيئة الإلهية مربية ورب كل العالمين، وكل ما تراه في نفسك ومن حولك وصور أفعالك واختياراتك هي من خلق وتصوير مشيئتهررب العالمين، ولــــــــــــــــــــــــــكنه يخلقها ويصورها لنا تبعا لمشيئتنا وإرادتنا نحن تلك المشيئة والإرادة الصادرة من ذلك العقل المرصوص عل جسد ذلك الملك والعقل النوراني المخلوق من النور الأول نور السماوات والأرض

                شاء الله فشئنا،
                شئنا فشاء الله
                فخلق لنا ما شئناه كما شئناه
                إن شئنا نصرت الحسين عليه السلام خلق لنا صور مشيئتنا
                إن شئنا قتل الحسين عليه السلام خلق لنا صور مشيئتنا
                إن شئنا أن نصبح أباليس خلق لنا صور مشيئتنا
                إن شئنا أن نكون من أنصار الإمام خلق لنا صور مشيئتنا
                فــــــ
                مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّم يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا () وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا ()كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا

                أنا، أنت، كل، بني آدم، الجن، ابليس ورجله، ما كان ويكون إلى يوم القيامة، كلنا مجرد رؤوس مرصوصة على جسد ذلك الملك النوراني، ورب العالمين هو من يخلق كل الصور والمشاهد والأبدان والمشاعر والأحاسيس والعوالم من بدايتها حتى نهايتها، ولــــــــــــــــــــــــــــــــــكن يخلقها لنا بما يتماشى مع إرادتنا ومشيئتنا

                والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                .

                تعليق


                • #53
                  يا اخي استوقفتني هذه العبارة كثيرا
                  يقول العلامة الطهراني قدس سرّه في بيان هذه الحقيقة:
                  إقتباس:
                  " فالقائل بوحدة الوجود يقول: لا وجود في العالم لغير الذات المقدّسة لواجب الوجود على الإطلاق، فالوجود الاستقلاليّ واحد فقط، و هو قد غمر جميع الموجودات وَ لا تَشُذُّ عَنْ حيطَةِ وُجودِهِ ذَرَّة! و كلّ وجود تحسبونه وجوداً مستقلاًّ فاستقلاله هذا ناشئ عن عدم إبصاركم و عدم إدراككم.
                  الوجود المستقلّ هو وجوده وحده فقط، و وجود جميع الموجودات ظلّيّ و تبعيّ و اندكاكيّ و آليّ لأصل الوجود، و وجود الجميع قائم بتلك الذات المقدّسة للحيّ القيّوم.
                  القائل بوحدة الوجود يقول: ليس هناك ذات مستقلّة يمكن إطلاق الوجود عليها غير الذات الإلهيّة، و جميع عالم الإمكان مِنَ الذَّرَّةِ إلى‏ الدُّرَّة، فانٍ و مندكّ في وجوده، و ليس هناك وجود يمتلك الاستقلال، أو يستطيع أن يظهر نفسه في مقابل وجوده، فالجميع ظلال لوجوده."
                  وهي عبارة حق لا باطل
                  ولكن ليس لها علاقة باصل الكلام
                  فالكلام هنا حول وحدة الوجود
                  وليس عن نوع الموجود - ان صح التعبير -
                  والفرق بينهما شاسع جدا

                  فالموجودات اما واجبة او ممكنة
                  والواجبة اما ان تكون واجبة الوجود لذاتها
                  او واجبة الوجود لتمام علتها
                  وواجبة الوجود لتمام علتها هي ممكنة ولكن بعد توفر تمام علتها صارت واجبة الوجود ولكنها حقيقة ممكنة
                  بقي واجب الوجود لذاته
                  وهو واحد فقط
                  لا شريك له ولا نظير
                  وهو ربنا سبحانه وتعالى

                  اما موضوع وحدة الوجود
                  فهل تعني ان مفهوم الوجود هو مفهوم واحد؟ بغض النظر عن مراتبه
                  ام ان مصداق الوجود هو واحد ولو تكثرت الصور؟
                  انتظر منك اجابة رحم الله والديك

                  تعليق


                  • #54
                    وهذه العبارة
                    و من هذا القبيل أيضاً ما ورد في موقع الحوزة العلمية في قم في مقام بيان ما يقصده القائد الراحل للثورة الإسلامية سماحة السيد الخميني قدس سرّه من وحدة الوجود و الموجود حيث أجابوا:
                    إقتباس:
                    " المراد من وحدة الوجود هو أنّ الموجود الاصيل و المستقل أي الذي وجوده ذاتي و مستقل واحد لا غير، و هو اللّه تعالى، و ما عداه من الموجودات وجودها عرضي و على نحو التبعية، و في الحقيقة وفق هذا التصوير لوحدة الوجود تكون الوجودات الاخرى عدم بذاتها ـ و انما تكتسب وجودها من الارتباط بذات اللّه تعالى، و هذا التفسير في الواقع هو عين التوحيد و حق التوحيد و هذا المعنى ورد في احاديث ائمة اهل البيت عليهم السلام "يَا مَنْ لَيْسَ هُوَ إِلَّا هُوَ يَا هُوَ يَا مَنْ لَا هُوَ إِلَّا هُو‏"
                    "
                    وهذا مخالف لاصول علم الكلام ولابسط واول قواعده من حيث اعتبار الموجودات اما واجبة او ممكنة
                    اما العدم فهو سلب للوجود مطلقا
                    وما اطلق عليه السيد الخميني انه عدم بذاته فهو خطا واضح جدا
                    اذ ان المكوجودات الاخرى هي ممكنة بذاتها
                    وليست عدما بذاتها

                    تعليق


                    • #55
                      المشاركة الأصلية بواسطة طالب التوحيد
                      بسم الله الرحمن الرحيم
                      اللهم صل على محمد وآل محمد
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                      التوحيد الفاعلي لا يريد أن يلغي وجودك،

                      ولكن ما هو وجودك الذي يمثل حقيقتك ولا يريد هذا التوحيد أن يلغيه؟
                      ما هو نوع وجودك الذي يتفق مع وجود الله ولا يتعارض معه أو يعتبر ثاني أو ثالث أو رابع معه؟

                      من عرف نفسه عرف ربه، هذا الحديث يقول أن سنخية النفس هي من سنخية ربها، فإذا وصلت النفس لمعرفة حقيقتها ستكون حينها قد وصلت لمعرفة حقيقة ربها


                      يا ناس حرام عليكم
                      متى ستسلم عقولكم أنها قاصرة عن ادراك ربها وتعود لنبع النور محمد وآل بيته ع ؟

                      يا عمي عملتم سنخية النفس من سنخية الرب ؟
                      والرب قد تنزه عن مجانسة مخلوقاته

                      يا عمي فكرو صح واذا مش عارفين تفكرو ارجعو لكلام الائمة ففيه <أنت الذي أنشأت الأشياء من غير سنخ>

                      وجايين تتمسكو بروايات تفسروها على هواكم وتخالفو بهذا نهج وخط أهل البيت
                      حرام عليكم

                      هذا الملك ينقل منا ولنا صور ومشيئات نفسنا وغيرنا على شكل حياة كاملة نعيشها ونتفاعل معها ونعتقد أن بها حركة ومادة ونعتبرها وجودات مستقلة عن بعضها البعض، ولكن الحقيقة أنه لا يوجد سوى ملك نوري واحد أو عقل واحد خلقه الله منذ أن خلق وملئ أركانه كلها بأسمائه

                      كل واحد عامل حالو عنتر زمانو وبيفسر الكلام مثل أفلام هوليود

                      أنا، أنت، كل، بني آدم، الجن، ابليس ورجله، ما كان ويكون إلى يوم القيامة، كلنا مجرد رؤوس مرصوصة على جسد ذلك الملك النوراني، ورب العالمين هو من يخلق كل الصور والمشاهد والأبدان والمشاعر والأحاسيس والعوالم من بدايتها حتى نهايتها، ولــــــــــــــــــــــــــــــــــكن يخلقها لنا بما يتماشى مع إرادتنا ومشيئتنا

                      طيب هياكم بتقولو انو لنا ارادة ولنا مشيئة والله هو من اعطانا القدرة على الاختيار


                      طيب ليش مش عم تستوعبو انو لنا وجود ايضا

                      اذا استوعبتوها لكم مني

                      تعليق


                      • #56
                        المشاركة الأصلية بواسطة صدى الفكر


                        وهي عبارة حق لا باطل
                        ولكن ليس لها علاقة باصل الكلام
                        فالكلام هنا حول وحدة الوجود
                        وليس عن نوع الموجود - ان صح التعبير -
                        والفرق بينهما شاسع جدا

                        يا اخي هذا الرجل في كتابه كل يوم هو في شأن بعد أن أصبح ذات الله

                        كل واحد منهم بيقول شي بس هذا فتح الفتوح وصار هو يقول بكل شيء وبلا شيء

                        فالموجودات اما واجبة او ممكنة
                        والواجبة اما ان تكون واجبة الوجود لذاتها
                        او واجبة الوجود لتمام علتها
                        وواجبة الوجود لتمام علتها هي ممكنة ولكن بعد توفر تمام علتها صارت واجبة الوجود ولكنها حقيقة ممكنة
                        بقي واجب الوجود لذاته
                        وهو واحد فقط
                        لا شريك له ولا نظير
                        وهو ربنا سبحانه وتعالى

                        ما هني الجماعة بيقولو ان خلق الخلق من باب العلة والمعلول والله سبحانه وتعالى هو العلة التامة فالمعلولات موجودة معه منذ الأزل وهي عين ذاته

                        أفكار شرشبيل المشعوذ البغيض


                        اما موضوع وحدة الوجود
                        فهل تعني ان مفهوم الوجود هو مفهوم واحد؟ بغض النظر عن مراتبه
                        ام ان مصداق الوجود هو واحد ولو تكثرت الصور؟
                        انتظر منك اجابة رحم الله والديك

                        اذا كان قصدهم من كل هالحكي انو مفهوم الوجود هو مفهوم واحد وبس فمعناتها ما بيفهمو باللغة العربية وكل الحكي اللي عم يحكو ما خصو بمقصودهم

                        واذا كان قصدهم الموجودات <ما هني بيقولو بوحدة الوجود والموجود> فهذا هو الكفر

                        تعليق


                        • #57
                          المشاركة الأصلية بواسطة صدى الفكر
                          وهذه العبارة

                          وهذا مخالف لاصول علم الكلام ولابسط واول قواعده من حيث اعتبار الموجودات اما واجبة او ممكنة
                          اما العدم فهو سلب للوجود مطلقا
                          وما اطلق عليه السيد الخميني انه عدم بذاته فهو خطا واضح جدا
                          اذ ان المكوجودات الاخرى هي ممكنة بذاتها
                          وليست عدما بذاتها
                          اي طبعاً مش صحيح اذا كان مقابل القول بانها ممكنة بذاتها

                          بس يمكن قصدو مثل ما فسرو بالنقل <
                          و انما تكتسب وجودها من الارتباط بذات اللّه تعالى> فاذا كان هيك ما في مشكلة

                          وهيك بيخلونا عم نشتغل على اذا هيك القصد واذا هيك القصد

                          تعليق


                          • #58
                            المشاركة الأصلية بواسطة تحت أطباق الثرى


                            اي طبعاً مش صحيح اذا كان مقابل القول بانها ممكنة بذاتها

                            بس يمكن قصدو مثل ما فسرو بالنقل <
                            و انما تكتسب وجودها من الارتباط بذات اللّه تعالى> فاذا كان هيك ما في مشكلة

                            وهيك بيخلونا عم نشتغل على اذا هيك القصد واذا هيك القصد
                            لا اخي ابدا
                            فهناك فرق شاسع بين الممتنعات بالذات وبين الممكنات بالذات
                            والقدرة الالهية اصلا لا تتعلق بالممتنعات بالذات
                            وتتعلق فقط بالممكنات بالذات
                            مثلا
                            هل يقدر رب العالمين ان يقتل نفسه؟
                            حاشا لله تعالى
                            فان موت الله تعالى ممتنع بذاته
                            وسؤالي عن ارتباط القدرة بهذا الممتنع انما هو مغالطة
                            لان الممتنع بالذات لا تتعلق به القدرة
                            فقولهم ان الممكنات ممتنعة ذاتا خطا لامحالة

                            تعليق


                            • #59
                              هل بحث وحدة الوجود هو نفسه بحث الوجوب و الإمكان؟

                              بسم الله الرحمن الرحيم

                              أكرّر شكري لجميع الإخوة و الأخوات المتابعين معنا سواء من شارك او من قرأ بدون مشاركة، و أرجو من الجميع ألاّ يتردد بالاستيضاح بعد كل مطلب نقدمه. كما أرجوهم بشدة ألا يتأثروا في هذا البحث بالمسائل السياسية، فكل واحد قد يختلف مع من يقول بوحدة الوجود و الموجود في الكثير من الأمور ولكن هذا لا علاقة له بالبحوث العقائدية.

                              الأخ (تحت أطباق الثرى)
                              1- أشكرك على طرافتك و خفة ظلك، و لكن أرجو ألا يكون ذلك على حساب فهمك للمطالب المطروحة. فأنا بصراحة اشعر أن انشغالك بالرد يمنعك من التدقيق في المطروح من أمور أحياناً. و العجيب أنك أحياناً تقول أنا لم أفهم الفكرة و احياناً أخرى تشكل عليها!!! و هذا لا يجوز في البحوث العلمية.
                              2- أكرّر أن الأمثلة الحسية المطروحة في هذه البحوث ليست أمثلة لكي نتصوّر حقيقة الله تعالى فالله أعز و أجلّ من ذلك، و لكن مصطلحات هذه المواضيع و أفكارها صعبة على من لم يتعامل معها، و لذا لابدّ من طرحها بأمثلة حسيّة لكي تتضح الأفكار و المصطلحات، و كما قلت لكم سابقاً فالقرآن الكريم استخدم الأمثلة الحسية حتى في بحوث التوحيد.
                              3- من أهم الأفكار في بحوث التوحيد عامة و في بحثنا خاصة هي فكرة: أننا يمكن أن نحكم على شيء من الأشياء بحكم حينما ننظر إلى ذاته، ثمّ نحكم عليه بحكم آخر بالنظر إلى غيره.
                              و قد أوضحنا هذه الفكرة بالتفصيل في المثال الحسي المتقدم عندما قلنا: إن السيارة المستقرة على ظهر القطار ساكنة في نفسها و لكنها متحركة بالغير (أي بحركة القطار). و حيث أن هذه الفكرة دقيقة وأساسية و كثيرة الاستعمال في الأبحاث التوحيدية فأرجو ممّن لم يفهمها أن يراجع المثال المذكور، و أن يسأل عن أيّ شيء لم يفهمه قبل أن يزداد البحث صعوبة.


                              الأخ (صدى الفكر)
                              شكراً على الأسئلة الدقيقة، وأنا سعيد جداً بمتابعة شخص عنده اطلاع مثلكم، و لا أدري ما المقدار الذي درستموه في الأبحاث التوحيدية؟ هل درستم شرح التجريد؟
                              و الحمد لله أنكم سألتم و استوضحتم قبل الدخول في البراهين العقلية و النقلية، لأن من الضروري أن يفهم الإنسان الموضوع قبل أن يستدل عليه أو يُشكِل أو يقبل أو يرفض. و نحن بدورنا سنحاول الإجابة على قدر فهمنا و بعبارات مبسطة حتى يتمكن الإخوة و الأخوات غير المتخصصين من الفهم أيضاً إن شاء الله.
                              و حيث أن مبحث الوجوب و الإمكان و الامتناع الذي ذكرته له علاقة بما نحن فيه، فقد قررت أن أخصص هذه المشاركة لتوضيحه و بيان الفرق بينه و بين بحث وحدة الوجود و الموجود و العلاقة بينهما. فنبدأ بحول الله و قوّته.

                              *****

                              هل بحث وحدة الوجود هو نفسه بحث الوجوب و الإمكان


                              1- بيان مختصر و مبسط للمواد الثلاث (الوجوب و الإمكان و الامتناع)

                              إنّ كل شيء نتصوره مهما كان هذا الشيء إذا قيس إلى الوجود (يعني إذا سألنا أنفسنا ما هي علاقة الوجود به؟ و هل الوجود ثابت له في نفسه) فهو لا يخرج عن ثلاث حالات:
                              1- إما أن يجب الوجود له .. يعني أننا نجد أن نفس هذا الشيء بنفسه يقتضي الوجود لنفسه و هذا نسميه الواجب. و مثاله: الله سبحانه تعالى، و لذلك يقال: إن الله تعالى واجب الوجود.
                              2- أو يكون الوجود ممتنع الثبوت له .. يعني بمجرّد أن نتصور هذا الشيء نحكم فوراً أنّ هذا الشيء يستحيل أن يوجد و و هو الذي نسميه الممتنع، و مثاله: اجتماع النقيضين، أو شريك الباري.
                              2- و القسم الأخير من الأشياء هي الأشياء التي لا يجب الوجود لها و لا يمتنع و هو الذي نسميه الممكن. و مثاله الإنسان و الأرض و الحجر و بحر الزئبق.
                              أرجو ملاحظة المثال الأخير هذا: فبحر الزئبق ليس موجوداً في الواقع و لكنه ليس ممتنعاً فلو شاء الله أن يخلق بحراً من الزئبق لفعل. فبحر الزئبق ممكن الوجود و لكنه لم يوجد فعلاً لأنّ علته التامة لم تتحقّق. و أما الامور الممتنعة بذاتها فتختلف فهذه لا يمكن أن توجد من الأساس و لا تتعلّق الإرادة الإلهية بها أصلاً، و إلى هذه الأمور الممتنعة بذاتها تشير هذه الرواية الجميلة:
                              عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قيل لأمير المؤمنين (عليه السلام):
                              -هل يقدر ربك أن يدخل الدنيا في بيضة من غير أن يصغر الدنيا أو يكبر البيضة؟
                              - قال إن الله تبارك وتعالى لا ينسب إلى العجز والذي سألتني لا يكون...


                              الخلاصة: كل شيء نتصوره فإنه إما أن يكون الوجود له ضروريا و هو الواجب أو يكون العدم له ضروريا و هو الممتنع و إما أن لا يكون شي‏ء منهما له ضروريا و هو الممكن.

                              حسناً، هذا البحث مقدمة للبحوث التوحيدية ، لأنّه بعد تأسيسه يستنتج الباحثون في مسألة التوحيد قضايا كثيرة من التقسيم السابق، و منها القضية التي ذكرها الأخ (صدى الفكر) و هي أنّ الشيء (الممكن في نفسه) لا يعقل أن يوجد من تلقاء نفسه لأن ممكن الوجود كما قلنا لا يقتضي لا الوجود و لا العدم، و لذا فهو بحاجة إلى علة لكي توجده، فإذا صارت علّته تامة صار وجوده واجباً بالغير (أي بالعلة التي أوجدته).
                              النتيجة : الأشياء الممكنة التي نراها موجودة هي ممكنة في نفسها و لكنها واجبة بغيرها أي بعلتها التامّة.

                              حسناً. إلى هنا اتّضح إلى حدٍ ما بحث الوجوب و الإمكان و الامتناع الذي أشار إليه الأخ (صدى الفكر). و هذا لا خلاف بيننا فيه.

                              *****

                              2- ما هو إذاً بحث وحدة الوجود و الموجود ؟!
                              - إن بحث الإمكان و الوجوب الذي ذكرته يتحدّث عن مسألة مصدر الوجود ومنشأه إن صح التعبير. و الذي توصلنا إليه أن واجب الوجود وجوده من نفسه و لا يحتاج إلى علة لإيجاده بخلاف الأشياء الممكنة فلا بد لها من علة لكي توجد، و أما الأمور الممتنعة فلا يمكن أن توجد بأي حال من الأحوال كما ذكر الأخ (صدى الفكر) في مشاركته الأخيرة.

                              - ولكن بحث وحدة الوجود و الموجود يتحدّث عن مسألة أخرى و إن كانت قريبة و هي مسألة ملكية الممكنات لوجودها بعد أن أوجدها الله ، و بالتالي فهو يتحدّث عن تقسيم آخر للوجود إلى وجود مستقل و وجود ظلي تبعي مرآتي.
                              فهذا البحث يمشي خطوة إضافية بعد قبول نتائج البحث السابق و غيره، و بيان ذلك: أننا بعد الانتهاء من التقسيم أعلاه نسأل: هل الأشياء الممكنة (التي تحتاج إلى علة لكي توجد) بعد أن خلقها الله تعالى .. هل صار لها وجود منفصل و مستقل خاص بها "غير" وجود الله؟

                              فالعرفاء يقولون: كلا ! حتى بعد الإيجاد ليس لها وجودها المنفصل المستقل. و لكنها موجودة بوجود ظلي تبعي لا بوجود مستقل. و قد بينا هذا المعنى بالتفصيل في مشاركة سابقة.
                              بينما يقول مخالفوهم: الموجودات الممكنة صار لها وجودها المستقل بعد أن أوجدها الله فصار لها في نفسها وجود غير وجود الواجب و منفصل عنه، فهي بحاجة لله لكي يخلقها، و لكن بعد الخلق صار لها وجود مستقل خاص بها غير وجوده سبحانه و تعالى.

                              - أعتقد أنه قد اتضح أنه لا تخالف بين البحثين. و لكن لا بأس أن نوضح أكثر بعبارات غير فنية حتّى يفهم الإخوة و الأخوات غير المتخصصين، فنقول: إن بحث الإمكان يتحدّث عن مصدر الوجود و الحاجة إلى علة، بينما بحث وحدة الوجود يتحدّث عن ملكية الوجود و الاستقلال به بعد الإيجاد و الخلق. فكلا الطرفين أي المؤيد لنظرية وحدة الوجود و الموجود و المخالف لها يقبل أن الله واجب الوجود و المخلوقات ممكنة الوجود، و الخلاف يبدأ بعد ذلك في أنّه: هل الوجود الذي عند هذه الممكنات هل هو وجود منفصل عن وجود الله و غير وجود الله أم هو وجود ظلي تبعي ولا يمكن أن نقول أنه غير وجود الله؟
                              ولعلّ تصوير كلام المخالفين ينفع في فهم الفرق،
                              فالمخالفون يقولون: بعد أن خلق الله الأشياء و المخلوقات صار لها وجود مستقل منفصل عن وجود الله، و صار عندنا في الكون وجودات و موجودات كثيرة، و هي وجود الله و وجود المخلوقات التي لا تحصى، و وجود الله غير وجود هذه المخلوقات.

                              بينما يقول العرفاء: إنّ الوجود الحقيقي و المستقل و الأصيل مختصّ بالله تعالى. و أما المخلوقات فوجودها ظلّي تبعي. المخلوقات لا تملك وجوداً منفصلاً غير وجود الله تعالى و في عرض وجود الله تعالى وليس لها وجود حقيقي مستقل عن الله تعالى. و مع ذلك ليست المخلوقات وهماً لا واقعية له، بل هي موجودة بوجود الله تعالى و وجودها ظلّي و تبعي و اعتباري (بالمعنى الذي شرحناه سابقاً)

                              المخالفون يقولون: هناك موجودات مستقلة و كثيرة في هذا العالم. و لكن لا يستحقّ العبادة سوى الله لأنّه هو صاحب القدرة المطلقة و الحياة المطلقة و العلم المطلق و الكمال المطلق ... الخ

                              أما العرفاء فيقولون: لا يوجد أي موجود مستقل عن الله أصلاً، مع وجود الله لا يوجد موجود آخر. فليست المقارنة بين موجود مطلق عظيم لا حد له هو الله سبحانه، و بين موجود ضعيف محدود هي مخلوقاته كما تتصورون. بل المقارنة بين وجود الله العظيم المطلق، و بين العدم المحض (لأن كل المخلوقات أمام وجود الله عدم محض)

                              *****

                              5- هل يقول المؤيدون لنظرية وحدة الوجود أن المخلوقات ممتنعة الوجود؟

                              ورد في كلام بعض الإخوة ما يوحي أنهم فهموا ذلك. حيث قال: " فقولهم ان الممكنات ممتنعة ذاتا خطا لامحالة "
                              ولكن أعتقد أنّه صار واضحاً أنه لا يقولون بذلك أبداً كما تبين. فالعرفاء يقولون المخلوقات ممكنة، و لكنهم يقولون إن هذا الإمكان يقتضي أن يكون وجودها ظليا وليس أصيلا و لا مستقلا. و هذا يعني أنها في ذاتها و بقصر النظر عن علتها أعدام محضة (و ليس ممتنعة). و لذا أرجو أن تدققوا مرة أخرى في الكلمات المنقولة فستجدونها جميعاً كما بينا لكم.

                              فنحن بعد أن قسمنا الأشياء إلى واجبة الوجود و ممكنة الوجود نسأل: هل الأشياء الممكنة لها وجود بذاتها، أم أن وجودها بغيرها (يعني وجودها ظلي تبعي) ؟ فنحن لا ننكر وجود الأشياء الممكنة بل نقول أن وجودها ظلي تبعي، وليس لها وجود غير وجود الله و في عرضه بل هي بذاتها عدم محض و لكنها موجودة بوجود الله.

                              - و نرجو من الإخوة مراجعة مثال القطار و السيارة التي على ظهره الذي شرحناه سابقاً، حيث قلنا هناك إننا لا ننكر أن السيارة التي على ظهر القطار متحركة، و لكن حركتها ظلية تبعية، و استنتجنا بوضوح أنها بذاتها ساكنة و لكنها بغيرها متحركة. يعني لو سألنا: هل لهذه السيارة حركة غير حركة القطار التي هي على ظهره؟ فالجواب حتماً : لا أبداً. و هذا معناه أنها هي بذاتها و بقطع النظر عن حركة القطار ساكنة تماماً.
                              و كذلك نقول هنا: هل للموجودات الممكنة وجود بذاتها غير وجود بارئها و منفصل عنه؟ فالجواب : طبعاً لا. بل هي في نفسها وبقطع النظر عن علتها التامة عدم محض.

                              فلا تناقض و لا تعارض. و بالإضافة إلى ما نقلناه سابقاً من أقوال ننقل أيضاً كلام المولى النراقي قدس سره في الموضوع حيث يقول:
                              و على هذا فيصحّ ما ذكره الصوفية من أنّ الوجودات الإمكانية شئونات و اعتبارات و تجلّيات و ارتباطات للوجود الحقّ الواجبي و لا تحقّق لها و إنّما التحقّق و التحصّل هو للوجود الواجبي؛ لأنّ مرادهم أنّها بالنظر إلى أنفسها مع قطع النظر عن العلّة اعتبارات محضة، بل معدومات صرفة

                              *****


                              6- بحث الإمكان و الوجوب لا يعارض بحث وحدة الوجود و الموجود بل يؤيده
                              و من هنا يظهر أن البحثين يؤيد كل منهما الآخر، بحيث أنك لو تأملت في حقيقة الإمكان، و كيف ان الأشياء تظل ممكنة في نفسها حتى بعد أن يوجدها الله لتوصلت إلى نفس النتيجة التي ندعيها. بل يمكننا أن نبرهن على وحدة الوجود ببرهان يكون بحث الإمكان أحد مقدماته، و لكن نتركه الآن حتّى نصل إلى بحث البراهين العقلية إن شاء الله.

                              7 - سؤال للجميع:
                              لكي يتضّح لجميع الإخوة الأمر أحب أن أطرح سؤالاً أرجو الإجابة عليه بدقة (أرجو الإجابة الجادة و الواضحة و بدون كلمات أدبية):

                              إذا بنينا على كلام المخالفين لوحدة الوجود و الموجود و قلنا: إنه صار للمخلوقات الممكنة بعد أن أوجدها الله وجود مستقل و منفصل عن وجود الواجب و صار لها وجود غير وجوده عزّ و جل، فهل ستحتاج هذه الممكنات إلى الواجب بعد ذلك في أصل وجودها؟ يعني لو كان الخلق معناه أن يمنح الله تعالى كل مخلوق وجوداً خاصاً به منفصلاً عن وجود الله تعالى فهل سيحتاج هذا المخلوق الممكن إلى الله بعد ذلك؟ و في أي شيء سيحتاجه؟
                              أرجو ألا يكون الجواب من قبيل: طبعاً تحتاجه في كل لحظة، و لو وكلها إلى نفسها طرفة عين لانعدمت!!! فهذا لا يكفي لأننا متفقين عليه و لكن السؤال الذي يهمنا: لماذا تنعدم بناء على كلام المخالفين؟أرجو أن تبينوا لي كيف تحتاج الممكنات لخالقها في أصل وجودها رغم أنها صار لها وجودها الخاص و المنفصل و المستقل كما يزعمون؟


                              تعليق


                              • #60
                                بسم الله الرحمن الرحيم
                                إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (41)

                                تعليق

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X