إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الحكـم المعلـول فـي أصـل كـون الصحابـة عـدول

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحكـم المعلـول فـي أصـل كـون الصحابـة عـدول

    بسم الله الرحمن الرحيم








    ولا نزال نحاول فهم عقيدة المخالفين الضبابة في الصحابة
    فبعد موضوع : ماهو مصدر نظرية عدالة الصحابة
    http://www.yahosein.net/vb/showthread.php?t=167904

    الذي للأسف الشديد لم نجد مجيباً عنه
    سوى أدعائهم بأن الله مدحهم هنا و هناك

    لنا أن نسأل ما معنى كون الصحابة عدول ؟

    هل هو يعني أنهم كلهم في الجنة ؟
    لا فحديث الحوض ينقض هذا المعنى

    إذاً هل معناه أنهم ملتزمون بالشرع الأسلامي ؟
    لا فلهم مالهم من الذنوب و عليهم ما عليهم و كتب التاريخ تشهد على أخطائهم

    فهل معناه أنهم لا يذنبون ؟
    ما أظن أحداً أدعى عصمتهم

    فهل هم عدول يعنى أنهم ملتزمون بالعدل ؟
    أي عدلٍ هذا وقد قاتلوا بعضهم البعض فمن منهم على حق و من على باطل

    فهل يعنى أنه لايجوز أنتقادهم ؟
    وقد أنتقدوا بعضهم البعض فقال علي -صلوات الله عليه- عنهما : كاذبين غادرين أثمين وغيره من نماذج أخرى ...




    فهل هناك أحد ممكن يضع لنا النقاط فوق الحروف و يوضح لنا معنى كونهم عدول ؟
    وماهي العلة لكونهم عدول ؟



  • #2

    وجدت هذه المعاني لكلمة "عدول" في قواميس اللغة :

    عدل . جمع : عدول وأعدال . :
    1 - نظير ، مثل . 2 - نصف الحمل على أحد جنبتي الدابة . 3 - قيمة . 4 - جوالق ، كيس كبير .
    المعجم: الرائد

    عادل . جمع : عدول . :
    1 - فاعل . 2 - المنصف : « قاض عادل » . 3 - مشرك ، مؤمن بعدة آلهة .
    المعجم: الرائد

    عدول - عُدُولٌ :
    [ ع د ل ] . ( مصدر عَدَلَ ) . " قَرَّرَ الْعُدُولَ عَنِ الْعَمَلِ فِي اللَّيْلِ " : الْعُزُوفَ عَنْهُ . " حَمَلَهُ عَلَى الْعُدُولِ عَنْ مُغَامَرَاتِهِ " .
    المعجم: الغني

    جماعة عدول :
    متصفون بالعدالة ( ر
    المعجم: مصطلحات فقهية

    عدول :
    عدل يعدل عدولا ، ولغة هو الميل أو تغيير الجهة أو الرأي . واصطلاحا هو بحسب المعنى الثاني فالعدول عن النية هو تغييرها والانتقال إلى غيرها ، والعدول في التقليد هو تقليد مرجع آخر وترك التقليد الذي كان عليه .
    المعجم: مصطلحات فقهية

    عدول :
    عدل يعدل عدولا ، ولغة هو الميل أو تغيير الجهة أو الرأي . واصطلاحا هو بحسب المعنى الثاني فالعدول عن النية هو تغييرها والانتقال إلى غيرها ، والعدول في التقليد هو تقليد مرجع آخر وترك التقليد الذي كان عليه .
    المعجم: مصطلحات فقهية



    فأي معني يريده أهل السنة و الجماعة للصحابة ؟



    تعليق


    • #3
      سنوضح لك ما تسأل عنه ، فياحبذا تتمعن في الإجابة كي تزول الضبابية التي تدّعي و جودها ...!

      كلمة (( عدول )) جمع ، و مفردها (( عدل )) .. و هي صفة و ضعها علماء الحديث كصفة يجب تحققها لقبول رواية الراوي لحديث رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم . و هي أيضا صفة و ضعها المولى عزّ و جلّ كصفة يجب تحققها لقبول شهادة الشاهد ، كما في قوله تعالى :" يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم " ...

      و صفة العدالة التي طلب الله تحققها في الشهود تعني الاستقامة و المروءة و السلامة من الفسق .

      هذا بخصوص معنى صفة العدالة التي تؤدي إلى تسمية المتصف بها بـ (العدل )، و المجموعة المتصفة بها بـ (العدول )...

      يبقى السؤال الأهم : كيف نعرف أن إنسان ما متصف بصفة العدالة ؟؟!!

      الجواب :
      المعرفة تأتي إما من المعرفة الشخصية للإنسان بحيث يعاين الإنسان ذلك الشخص و يشاهد تقواه و صلاحه و استقامته و التزامه و بالتالي صدقه . أو عن طريق شهادة الثقات العارفين به و بأحواله .

      نعيد السؤال السابق : كيف نعرف أن الصحابة متصفون بصفة العدالة ؟؟!!

      الجواب :
      بما أننا لا نعرفهم معرفة شخصية و لم نعاين فإن المعرفة تأتي من خلال شهادة من عرفهم و عاينهم . و حيث أن الله سبحانه و تعالى شهد بصلاحهم و زكاهم فإن تزكيته لهم كافية لإطلاق صفة العدالة لهم .

      .
      .
      .
      () .. قلم حبر .. ()

      تعليق


      • #4

        و صفة العدالة التي طلب الله تحققها في الشهود تعني الاستقامة و المروءة و السلامة من الفسق .
        حبذما لو دعمت كلامك بالمصادر (من كلام علمائكم)

        قلتم المروءة وهي شئ بين الأنسان و نفسه فالمروءة هي الأمرة النفسية بفعل الخير و الميل إليه

        وقلتم السلامة من الفسق
        وجاء في الحديث النبوي في سنن الترمذي : سباب المؤمن فسوق
        ودونكم الحديث : كاذبين أثمين غادرين
        وغيرها من أحاديث توضح شتم الصحابة لبعضهم البعض

        والأستقامة
        ماتعنى بها بالضبط ؟
        هل هو التحرز عن الذنب و المشى على شرع الله بتمامه ؟
        بمعنى اخر العصمة ؟
        فإن كنت تقصد بها الألتزام بتعاليم الدين فقد وقع من الصحابة عدة مخالفات للشرع
        فهل هي تعني الألتزام بالشرع ومخالفته بالأمور في بعض الأمور ؟


        تعليق


        • #5
          [quote=شيخ الطائفة]
          حبذما لو دعمت كلامك بالمصادر (من كلام علمائكم)

          ألا تثق في كلامي ...؟!
          لا أظن أن خلافنا في معنى العدالة ، بل خلافنا في من تتحقق فيهم صفة العدالة .. أليس كذلك ؟!!
          قلتم المروءة وهي شئ بين الأنسان و نفسه فالمروءة هي الأمرة النفسية بفعل الخير و الميل إليه
          وقلتم السلامة من الفسق
          وجاء في الحديث النبوي في سنن الترمذي : سباب المؤمن فسوق
          ودونكم الحديث : كاذبين أثمين غادرين
          وغيرها من أحاديث توضح شتم الصحابة لبعضهم البعض

          و أما أن المروءة شيء بين الإنسان و نفسه فنعم ، و لكن هذا الشيء سيظهر في السلوك الخارجي .. أليس كذلك ؟!
          و أما الفسوق فهي صفة لا تطلق على الإنسان لمجرد أنه أخطأ أو عصى في يوم ما ، و إلا لكان جميع المسلمين فساق لكونهم يخطئون و يذنبون سوى المعصومين منهم !

          والأستقامة
          ماتعنى بها بالضبط ؟
          هل هو التحرز عن الذنب و المشى على شرع الله بتمامه ؟
          بمعنى اخر العصمة ؟
          فإن كنت تقصد بها الألتزام بتعاليم الدين فقد وقع من الصحابة عدة مخالفات للشرع
          فهل هي تعني الألتزام بالشرع ومخالفته بالأمور في بعض الأمور ؟

          الاستقامة تعني الدوام على الطاعة .. و هذا لا يعني أن الإنسان ملتزم بكل حرف من شريعة الله لا يحيل عنه قيد أنملة .. بل يعني أنه ملتزم بأمر الله بحيث أنه لو وقع في معصية بادر إلى التوبة .. فلا يتوقع من صاحب الاستقامة أن يداوم على الكبائر دون توبة أو يتلذذ بالصغائر دون ندم ....

          .
          .
          .
          () .. قلم حبر .. ()

          تعليق


          • #6


            بأختصار ما تريد أن تقوله بأن لهم دين مرضى عنه
            وهذا هو معنى كونهم عدول
            كما قال تعالى :
            يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم
            ذوا عدل أي ذوا دين مرضى عنه
            وهذا الدين لديهم يؤهلهم للشهادة

            إن قلنا أن الصحابة أصحاب دين مرضى عنه :

            1- مالدليل على كونهم كلهم أصحاب دين مرضى عنه عند الله تعالى ؟

            2- ومالدليل على أن هذا الدين يؤهلهم لخلافة رسول الله -صلى الله عليه واله وسلم- ؟

            تعليق


            • #7
              بالنسبة لسؤالك الأول القائل : ما الدليل على كون الصحابة كلهم أصحاب دين مرضي عنه عند الله تعالى ؟؟

              فالجواب :
              الدليل هو قول الله نفسه ، حيث شهد لهذه المجموعة من الناس بالخيرية و الصلاح و الإيمان ، و صرّح برضاه عنهم .. مثل قوله تعالى :" لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة " ، وقوله تعالى :" و السابقون الأولون من المهاجرين و الأنصار و الذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم رضي الله عنهم و رضوا عنه " .. وقوله تعالى :" كنتم خير أمة أخرجت للناس " .. وقوله : " أولئك هم الصادقون " و قوله : " أولئك هم المفلحون " .. إلى آخره من الآيات .

              بالنسبة لسؤالك الثاني القائل : مالدليل أن هذا الدين يؤهلهم لخلافة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ؟؟

              الجواب :
              أظن أن توضيح سؤالك هو : ما الدليل أن هذا الدين يؤهلهم لخلافة رسول الله في إمامة الصلاة و جمع الزكاة و قيادة الجيش و الحكم بين الناس و غيرها من الأعمال .... أليس هذا قصدك ؟
              أم أن قصدك خلافة رسول الله في تلقي الوحي السماوي و تبليغ الناس الرسالة السماوية ؟؟؟

              لأن الرسول كان يقوم بأعمال كثيرة ، فعن أيها تقصد من خلافة الناس له ؟؟

              و أيا كان قصدك ... هل هناك دين مطلوب تحققه بنص قرآني ، حتى نقارن بين دين الصحابة المتحقق و الدين المطلوب تحققه لنرى إن كان مستوفي للشرط المطلوب و بالتالي حصولهم على التأهيل أو عدمه ؟؟؟

              .
              .
              .
              () .. قلم حبر .. ()

              تعليق


              • #8
                بالنسبة لسؤالك الأول القائل : ما الدليل على كون الصحابة كلهم أصحاب دين مرضي عنه عند الله تعالى ؟؟

                فالجواب :
                الدليل هو قول الله نفسه ، حيث شهد لهذه المجموعة من الناس بالخيرية و الصلاح و الإيمان ، و صرّح برضاه عنهم .. مثل قوله تعالى :" لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة " ، وقوله تعالى :" و السابقون الأولون من المهاجرين و الأنصار و الذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم رضي الله عنهم و رضوا عنه " .. وقوله تعالى :" كنتم خير أمة أخرجت للناس " .. وقوله : " أولئك هم الصادقون " و قوله : " أولئك هم المفلحون " .. إلى آخره من الآيات .

                بالنسبة لسؤالك الثاني القائل : مالدليل أن هذا الدين يؤهلهم لخلافة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ؟؟

                الجواب :
                أظن أن توضيح سؤالك هو : ما الدليل أن هذا الدين يؤهلهم لخلافة رسول الله في إمامة الصلاة و جمع الزكاة و قيادة الجيش و الحكم بين الناس و غيرها من الأعمال .... أليس هذا قصدك ؟
                أم أن قصدك خلافة رسول الله في تلقي الوحي السماوي و تبليغ الناس الرسالة السماوية ؟؟؟

                لأن الرسول كان يقوم بأعمال كثيرة ، فعن أيها تقصد من خلافة الناس له ؟؟

                و أيا كان قصدك ... هل هناك دين مطلوب تحققه بنص قرآني ، حتى نقارن بين دين الصحابة المتحقق و الدين المطلوب تحققه لنرى إن كان مستوفي للشرط المطلوب و بالتالي حصولهم على التأهيل أو عدمه ؟؟؟

                .
                .
                .
                () .. قلم حبر .. ()

                تعليق


                • #9
                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين وعلى من اتبعهم واقتفى آثارهم واهتدى بهديهم الى يوم الدين

                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                  حوار جميل بين الأخ قلم حبر من الطرف السني وبين الاخ شيخ الطائفة من الطرف الشيعي

                  لذا فإننا نأمل ان يستمر الحوار بينكما على هذا النحو حتى نهايته دون تشويش من احد

                  فالمعروف عن الأخ قلم حبر أخلاقه الرفيعة مع من يحاورهم من الشيعة ولا أزكيه على الله

                  وكذلك الحال بالنسبة للاخ شيخ الطائفة فعهدي به انه لا يسيء الى محاوريه من الطرف السني

                  اسأل الله لنا ولكم التوفيق لما يحب ويرضى

                  ويسعدني ان اتابع هذا الحوار الدائر بينكما

                  ودمتم بخير




                  تعليق


                  • #10

                    كلام جميل ...

                    قال تعالى :
                    يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم


                    وكلامي عن الشاهد العدل في هذه الأية

                    مالذي يسقط عدالته ؟

                    جاء في كلام بن عثيمين :

                    إن الغيبة من كبائر الذنوب كما نص على ذلك الإمام أحمد رحمه الله
                    وكبائر الذنوب أمرها عظيم
                    فإن فاعل الكبيرة تسقط عدالته بمجرد فعلها لا يكون من أهل الثقة والعدل
                    وإنما يكون من الفساق الذين ترد شهادتهم وتسقط ولايتهم
                    الأمر ليس بالهين الأمر أمر عظيم
                    حتى قال بعض أهل العلم إن من كان فاسقاً بفعل الكبيرة التي لم يتب منها
                    فإنه لا يصلح أن يكون إماماً للناس
                    ولا يصلح أن لا يصلح أن يشهد بل ترد شهادته .هذا أحد الدائين
                    http://www.ibnothaimeen.com/all/khotab/article_388.shtml

                    هذا ما يخرج الشاهد من دائرة العدل و العدول
                    فكيف يخرج الشاهد بهذه الأمور من دائرة العدالة و لا تخرج الصحابي من دائرة العدالة ؟

                    فهل الصحابة عدول لأنهم لم يرتكبوا الكبائر ؟

                    تعليق


                    • #11

                      أهلاً بالأخ المتحدث بالحق
                      جعلنا الله و أياكم ممن يتبع الحق و ينطق به
                      وصلى الله على محمد وال محمد

                      تعليق


                      • #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة شيخ الطائفة
                        هذا ما يخرج الشاهد من دائرة العدل و العدول
                        فكيف يخرج الشاهد بهذه الأمور من دائرة العدالة و لا تخرج الصحابي من دائرة العدالة ؟
                        فهل الصحابة عدول لأنهم لم يرتكبوا الكبائر ؟
                        أنت هنا تتحدث عن الأمور التي تسقط عدالة الإنسان ... و لكن المنطق العقلي يقول بأنه من المفترض أن نبحث في الأمور التي تثبت عدالة الإنسان ثم بعد ذلك نبحث فيما يسقط تلك العدالة ...

                        فهل لك أن تخبرني الأمور التي تثبت عدالة الشاهد قبل قيامه بما يسقط عدالته ؟؟؟

                        .
                        .
                        .
                        () .. قلم حبر .. ()

                        تعليق


                        • #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة قلم حبر


                          أنت هنا تتحدث عن الأمور التي تسقط عدالة الإنسان ... و لكن المنطق العقلي يقول بأنه من المفترض أن نبحث في الأمور التي تثبت عدالة الإنسان ثم بعد ذلك نبحث فيما يسقط تلك العدالة ...

                          فهل لك أن تخبرني الأمور التي تثبت عدالة الشاهد قبل قيامه بما يسقط عدالته ؟؟؟

                          .
                          .
                          .
                          () .. قلم حبر .. ()



                          الشهادة تحتاج بالغ عاقل ذكر (أو شهادة أنثيين) و البعض قال أن الأسلام كافي
                          وكونه مرتضى الدين مجتنب للكبائر
                          والبعض لم يشترط الأسلام كدليل على كونه ذو عدل بل يكفى تحرزه عن الكذب

                          {106} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لَا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ

                          قال القرطبي في تفسيره :


                          " ذَوَا عَدْل " صِفَة لِقَوْلِهِ : " اِثْنَانِ " و " مِنْكُمْ " صِفَة بَعْد صِفَة , وَقَوْله : " أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْركُمْ " أَيْ أَوْ شَهَادَة آخَرَيْنِ مِنْ غَيْركُمْ ; فَمِنْ غَيْركُمْ صِفَة لِآخَرَيْنِ , وَهَذَا الْفَصْل هُوَ الْمُشْكِل فِي هَذِهِ الْآيَة , وَالتَّحْقِيق فِيهِ أَنْ يُقَال : اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِيهِ عَلَى ثَلَاثَة أَقْوَال : الْأَوَّل : أَنَّ الْكَاف وَالْمِيم فِي قَوْله : " مِنْكُمْ " ضَمِير لِلْمُسْلِمِينَ " وَآخَرَانِ مِنْ غَيْركُمْ " لِلْكَافِرِينَ فَعَلَى هَذَا تَكُون شَهَادَة أَهْل الْكِتَاب عَلَى الْمُسْلِمِينَ جَائِزَة فِي السَّفَر إِذَا كَانَتْ وَصِيَّة , وَهُوَ الْأَشْبَه بِسِيَاقِ الْآيَة , مَعَ مَا تَقَرَّرَ مِنْ الْأَحَادِيث , وَهُوَ قَوْل ثَلَاثَة مِنْ الصَّحَابَة الَّذِينَ شَاهَدُوا التَّنْزِيل ; أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَعَبْد اللَّه بْن قَيْس وَعَبْد اللَّه بْن عَبَّاس فَمَعْنَى الْآيَة مِنْ أَوَّلهَا إِلَى آخِرهَا عَلَى هَذَا الْقَوْل أَنَّ اللَّه تَعَالَى أَخْبَرَ أَنَّ حُكْمه فِي الشَّهَادَة عَلَى الْمُوصِي إِذَا حَضَرَ الْمَوْت أَنْ تَكُون شَهَادَة عَدْلَيْنِ , فَإِنْ كَانَ فِي سَفَر وَهُوَ الضَّرْب فِي الْأَرْض , وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ أَحَد مِنْ الْمُؤْمِنِينَ , فَلْيُشْهِدْ شَاهِدَيْنِ مِمَّنْ حَضَرَهُ مِنْ أَهْل الْكُفْر , فَإِذَا قَدِمَا وَأَدَّيَا الشَّهَادَة عَلَى وَصِيَّته حَلَفَا بَعْد الصَّلَاة أَنَّهُمَا مَا كَذَبَا وَمَا بَدَّلَا , وَأَنَّ مَا شَهِدَا بِهِ حَقّ , مَا كَتَمَا فِيهِ شَهَادَة وَحُكِمَ بِشَهَادَتِهِمَا ; فَإِنْ عُثِرَ بَعْد ذَلِكَ عَلَى أَنَّهُمَا كَذَبَا أَوْ خَانَا , وَنَحْو هَذَا مِمَّا هُوَ إِثْم حَلَفَ رَجُلَانِ مِنْ أَوْلِيَاء الْمُوصِي فِي السَّفَر , وَغَرِمَ الشَّاهِدَانِ مَا ظَهَرَ عَلَيْهِمَا . هَذَا مَعْنَى الْآيَة عَلَى مَذْهَب أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ , وَسَعِيد بْن الْمُسَيِّب , وَيَحْيَى بْن يَعْمَر ; وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَأَبِي مِجْلَز وَإِبْرَاهِيم وَشُرَيْح وَعَبِيدَة السَّلْمَانِيّ ; وَابْن سِيرِينَ وَمُجَاهِد وَقَتَادَة وَالسُّدِّيّ وَابْن عَبَّاس وَغَيْرهمْ , وَقَالَ بِهِ مِنْ الْفُقَهَاء سُفْيَان الثَّوْرِيّ ; وَمَالَ إِلَيْهِ أَبُو عُبَيْد الْقَاسِم بْن سَلَّام لِكَثْرَةِ مَنْ قَالَ بِهِ , وَاخْتَارَهُ أَحْمَد بْن حَنْبَل وَقَالَ : شَهَادَة أَهْل الذِّمَّة جَائِزَة عَلَى الْمُسْلِمِينَ فِي السَّفَر عِنْد عَدَم الْمُسْلِمِينَ كُلّهمْ يَقُولُونَ " مِنْكُمْ " مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَمَعْنَى " مِنْ غَيْركُمْ " يَعْنِي الْكُفَّار . قَالَ بَعْضهمْ : وَذَلِكَ أَنَّ الْآيَة نَزَلَتْ وَلَا مُؤْمِن إِلَّا بِالْمَدِينَةِ ; وَكَانُوا يُسَافِرُونَ بِالتِّجَارَةِ صُحْبَة أَهْل الْكِتَاب وَعَبَدَة الْأَوْثَان وَأَنْوَاع الْكَفَرَة , وَالْآيَة مُحْكَمَة عَلَى مَذْهَب أَبِي مُوسَى وَشُرَيْح وَغَيْرهمَا . الْقَوْل الثَّانِي : أَنَّ قَوْله سُبْحَانه : " أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْركُمْ " مَنْسُوخ ; هَذَا قَوْل زَيْد بْن أَسْلَم وَالنَّخَعِيّ وَمَالِك ; وَالشَّافِعِيّ وَأَبِي حَنِيفَة وَغَيْرهمْ مِنْ الْفُقَهَاء ; إِلَّا أَنَّ أَبَا حَنِيفَة خَالَفَهُمْ فَقَالَ : تَجُوز شَهَادَة الْكُفَّار بَعْضهمْ عَلَى بَعْض ; وَلَا تَجُوز عَلَى الْمُسْلِمِينَ وَاحْتَجُّوا بِقَوْلِهِ تَعَالَى : " مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنْ الشُّهَدَاء " [ الْبَقَرَة : 282 ] وَقَوْله : " وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْل مِنْكُمْ " [ الطَّلَاق : 2 ] ; فَهَؤُلَاءِ زَعَمُوا أَنَّ آيَة الدَّيْن مِنْ آخِر مَا نَزَلَ ; وَأَنَّ فِيهَا " مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنْ الشُّهَدَاء " فَهُوَ نَاسِخ لِذَلِكَ ; وَلَمْ يَكُنْ الْإِسْلَام يَوْمئِذٍ إِلَّا بِالْمَدِينَةِ ; فَجَازَتْ شَهَادَة أَهْل الْكِتَاب ; وَهُوَ الْيَوْم طَبَّقَ الْأَرْض فَسَقَطَتْ شَهَادَة الْكُفَّار ; وَقَدْ أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّ شَهَادَة الْفُسَّاق لَا تَجُوز ; وَالْكُفَّار فُسَّاق فَلَا تَجُوز شَهَادَتهمْ . قُلْت : مَا ذَكَرْتُمُوهُ صَحِيح إِلَّا أَنَّا نَقُول بِمُوجَبِهِ ; وَأَنَّ ذَلِكَ جَائِز فِي شَهَادَة أَهْل الذِّمَّة عَلَى الْمُسْلِمِينَ فِي الْوَصِيَّة فِي السَّفَر خَاصَّة لِلضَّرُورَةِ بِحَيْثُ لَا يُوجَد مُسْلِم ; وَأَمَّا مَعَ وُجُود مُسْلِم فَلَا ; وَلَمْ يَأْتِ مَا اِدَّعَيْتُمُوهُ مِنْ النَّسْخ عَنْ أَحَد مِمَّنْ شَهِدَ التَّنْزِيل ; وَقَدْ قَالَ بِالْأَوَّلِ ثَلَاثَة مِنْ الصَّحَابَة وَلَيْسَ ذَلِكَ فِي غَيْره ; وَمُخَالَفَة الصَّحَابَة إِلَى غَيْرهمْ يَنْفِر عَنْهُ أَهْل الْعِلْم , وَيُقَوِّي هَذَا أَنَّ سُورَة " الْمَائِدَة " مِنْ آخِر الْقُرْآن نُزُولًا حَتَّى قَالَ اِبْن عَبَّاس وَالْحَسَن وَغَيْرهمَا : إِنَّهُ لَا مَنْسُوخ فِيهَا , وَمَا اِدَّعَوْهُ مِنْ النَّسْخ لَا يَصِحّ فَإِنَّ النَّسْخ لَا بُدّ فِيهِ مِنْ إِثْبَات النَّاسِخ عَلَى وَجْه يَتَنَافَى الْجَمْع بَيْنهمَا مَعَ تَرَاخِي النَّاسِخ ; فَمَا ذَكَرُوهُ لَا يَصِحّ أَنْ يَكُون نَاسِخًا ; فَإِنَّهُ فِي قِصَّة غَيْر قِصَّة الْوَصِيَّة لِمَكَانِ الْحَاجَة وَالضَّرُورَة ; وَلَا يَمْتَنِع اِخْتِلَاف الْحُكْم عِنْد الضَّرُورَات ; وَلِأَنَّهُ رُبَّمَا كَانَ الْكَافِر ثِقَة عِنْد الْمُسْلِم يَرْتَضِيه عِنْد الضَّرُورَة ; فَلَيْسَ فِيمَا قَالُوهُ نَاسِخ . الْقَوْل الثَّالِث أَنَّ الْآيَة لَا نَسْخ فِيهَا ; قَالَهُ الزُّهْرِيّ وَالْحَسَن وَعِكْرِمَة , وَيَكُون مَعْنَى قَوْله : " مِنْكُمْ " أَيْ مِنْ عَشِيرَتكُمْ وَقَرَابَتكُمْ ; لِأَنَّهُمْ أَحْفَظ وَأَضْبَط وَأَبْعَد عَنْ النِّسْيَان .

                          تعليق


                          • #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة شيخ الطائفة
                            الشهادة تحتاج بالغ عاقل ذكر (أو شهادة أنثيين) و البعض قال أن الأسلام كافي
                            وكونه مرتضى الدين مجتنب للكبائر
                            والبعض لم يشترط الأسلام كدليل على كونه ذو عدل بل يكفى تحرزه عن الكذب
                            لم تجب على سؤالي ... !

                            سؤالي كان في كيفية معرفة كون الإنسان ذا عدل من عدمه ...

                            هل أفهم من مشاركتك أعلاه أنك تعتقد أن الإنسان إذا كان مسلما بالغا عاقلا فإنه بذلك متصف بالعدالة في نظرك ...؟؟

                            .
                            .
                            .
                            () .. قلم حبر .. ()

                            تعليق


                            • #15
                              قلت لك ذو دين مرضى عنه مجتنباً للكبائر

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X