إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

أين فسوة عمر في مسلسل عمر ؟؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • على ان الروايات تثبت ان غضب فاطمة غضب الله ورسوله ورضاها رضا الله ورسوله! وباقي ما ذكر هو من أقوال الرواة وكلامهم، وليس نص حديث رسول الله صلى الله عليه وآله.
    كما انه يمكن لنا ان نفسّر الكلام كما فعل ابن حجر بما جاء في غيرها من الروايات والاخبار الصحيحة والادلة العقلية والشرعية والتي تمنع مثل هذا الامر، وابسط ما يقال في هذه الحادثة ان تهمة غضب النبي وفاطمة صلوات الله عليهما غير صحيح وتهمة وافتراء على اميرالمؤمنين عليه السلام، لأنه على فرض وقوع مثل هذا فإنه لم يفعل محرما وما احله الله له فهل يعقل ان رسول الله وابنته الطاهرة يغضبون لأمر لا يغضب له الله لا بل أحله وشرّعه؟!!


    الرد :

    هرووووووووووووووووووووب

    لا تحرج نفسك قل انك لا تعرف

    و اما قولك ان الاخوة اجابو عليها فاين اجابو عليها اعطني الموضوع او رابطه !!!

    يا اخي على الاقل اعطني مشاركة من مشاركاتهم

    الحقيقة انك تتهرب من الاجابة على هذه الاسئلة :
    لم لم يرجع علي كرم الله وجهه فدك للحسن و الحسين كرم الله وجههما في خلافته
    لم تذكر كتبكم ان الانبياء لم يورثو درهما و لا دينارا
    لم تذكر كتبكم ان النساء لا يرثن عقارا
    لم تذكر كتبكم ان فاطمة كرم الله وجهها غضبت على علي كرم الله وجهه بعد بيعة ابو بكر رضي الله عنه

    تعليق


    • المشاركة الأصلية بواسطة alyatem
      كبّت الارياح واشتد الفسو
      يا جماعة خوش ريحة تونسوا

      الظاهر ان الموضوع اصيب بالكيمياوي
      حتى تناثرت الردود في عدة مشاركات

      تهمل جميع الردود لعدم اعتبارها
      وقد بحثت في محله
      ههههههه
      وقد هرب العضو الفاسي منها هناك
      فلا نعيد
      والسلام





      هههههههههههههههههههه

      مثلي يهرب منكم هههههههههههههههههههههههههههه

      لماذا لم تجيبو على الروايات من كتبكم لماذا تهربو

      سبحان الله

      رمتني بدائها و انسلت

      تعليق


      • المشاركة الأصلية بواسطة محمد س
        هههههههههههههههههههه
        مثلي يهرب منكم هههههههههههههههههههههههههههه
        لماذا لم تجيبو على الروايات من كتبكم لماذا تهربو
        سبحان الله
        رمتني بدائها و انسلت

        مثلك؟
        من انت؟
        ابو فسيوة!!
        نعم صحيح نهرب!! لكن من الفسو!!
        قيمتك لا تتعدى الدفاع عن فسوة! فحشرت نفسك نريد بعث الروائح وما ضننت الا أن تكون روائح اجياف عمر!!
        سوف اعود للجواب عن ما جاء في مشاركات ابو فسوة خصوصا ما يخص علوان بعد التخلص من بعض الفسو

        تعليق


        • المشاركة الأصلية بواسطة alyatem

          مثلك؟
          من انت؟
          ابو فسيوة!!
          نعم صحيح نهرب!! لكن من الفسو!!
          قيمتك لا تتعدى الدفاع عن فسوة! فحشرت نفسك نريد بعث الروائح وما ضننت الا أن تكون روائح اجياف عمر!!
          سوف اعود للجواب عن ما جاء في مشاركات ابو فسوة خصوصا ما يخص علوان بعد التخلص من بعض الفسو
          اخي اليتيم بارك الله فيك والله اضحكتني من قلب
          هههه اني دخلت بعلق على الموضوع لكن تعليقك
          فد شي خرافي الله لايحرمنا منك
          دمت بخير اخي

          تعليق





          • لم لم يرجع علي كرم الله وجهه فدك للحسن و الحسين كرم الله وجههما في خلافته
            لم تذكر كتبكم ان الانبياء لم يورثو درهما و لا دينارا
            لم تذكر كتبكم ان النساء لا يرثن عقارا
            لم تذكر كتبكم ان فاطمة كرم الله وجهها غضبت على علي كرم الله وجهه بعد بيعة ابو بكر رضي الله عنه


            ههههههههههههههههههه اسبوع و لا اجابة على هذه الاسئلة

            تعليق


            • المشاركة الأصلية بواسطة محمد س

              لم لم يرجع علي كرم الله وجهه فدك للحسن و الحسين كرم الله وجههما في خلافته
              لم تذكر كتبكم ان الانبياء لم يورثو درهما و لا دينارا
              لم تذكر كتبكم ان النساء لا يرثن عقارا
              لم تذكر كتبكم ان فاطمة كرم الله وجهها غضبت على علي كرم الله وجهه بعد بيعة ابو بكر رضي الله عنه
              ههههههههههههههههههه اسبوع و لا اجابة على هذه الاسئلة

              والله شردنة من الفسوووووووووووو
              هههههههههههه
              يعني خلي يمر عشرطعش اسبوع!وشنو يعني؟!!
              انت منتصر لانه افحمتنة؟
              يا الله بوية افحمتنة يا سي السيد! مبروك
              عندك شي بعد!
              يعني حابس نفسك اسبوع حتى تفسي هاي الفسوة! بس!
              والله الخليفة لم يكن مثلك!
              الرجل لم ينتظر اسبوع! هل تعرف لماذا؟
              أقرأ موضوع جهاد توسيع الدبر!!

              تعليق


              • المشاركة الأصلية بواسطة محمد س



                لم لم يرجع علي كرم الله وجهه فدك للحسن و الحسين كرم الله وجههما في خلافته
                لم تذكر كتبكم ان الانبياء لم يورثو درهما و لا دينارا
                لم تذكر كتبكم ان النساء لا يرثن عقارا
                لم تذكر كتبكم ان فاطمة كرم الله وجهها غضبت على علي كرم الله وجهه بعد بيعة ابو بكر رضي الله عنه


                ههههههههههههههههههه اسبوع و لا اجابة على هذه الاسئلة
                غلب عليك الوجع انت وابوك !

                خليك عند فسوة عمر المقدسة واسئلتك قد اجبنا عليها في مواضيع عدة... ابحث عنها في المنتدى.

                تعليق


                • المشاركة الأصلية بواسطة أبو حسين الحر
                  غلب عليك الوجع انت وابوك !

                  خليك عند فسوة عمر المقدسة واسئلتك قد اجبنا عليها في مواضيع عدة... ابحث عنها في المنتدى.



                  الغريب تقول انكم اجبتم عليها فاين الرابط اين على الاقل اسم الموضوع !!!!

                  اذا ما تستطيع الرد لماذا فتحت موضوع فدك اصلا

                  تعليق


                  • المشاركة الأصلية بواسطة محمد س


                    الغريب تقول انكم اجبتم عليها فاين الرابط اين على الاقل اسم الموضوع !!!!

                    اذا ما تستطيع الرد لماذا فتحت موضوع فدك اصلا

                    تعليق


                    • جاء في أدب الدنيا والدين ج1 ص129 الباب الثالث:

                      قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ: أَفْضَلُ الزُّهْدِ إخْفَاءُ الزُّهْدِ. رُبَّمَا أَحَسَّ ذُو الْفَضْلِ مِنْ نَفْسِهِ مَيْلًا إلَى الْمُرَاءَاةِ ، فَبَعَثَهُ الْفَضْلُ عَلَى هَتْكِ مَا نَازَعَتْهُ النَّفْسُ مِنْ الْمُرَاءَاةِ فَكَانَ ذَلِكَ أَبْلَغَ فِي فَضْلِهِ ، كَاَلَّذِي حُكِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ أَحَسَّ عَلَى الْمِنْبَرِ بِرِيحٍ خَرَجَتْ مِنْهُ ، فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ إنِّي قَدْ مَثَلْت بَيْنَ أَنْ أَخَافَكُمْ فِي اللَّهِ تَعَالَى ، وَبَيْنَ أَنْ أَخَافَ اللَّهَ فِيكُمْ ، فَكَانَ أَنْ أَخَافَ اللَّهَ فِيكُمْ أَحَبَّ إلَيَّ أَلَا وَإِنِّي قَدْ فَسَوْتُ ، وَهَا أَنَا نَازِلٌ أُعِيدُ الْوُضُوءَ
                      المصدر

                      فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب المؤلف : محمد نصر الدين محمد عويضة ج9 ص 187:

                      وَرُبَّمَا أَحَسَّ ذُو الْفَضْلِ مِنْ نَفْسِهِ مَيْلاً إلَى الْمُرَاءَاةِ، فَبَعَثَهُ الْفَضْلُ عَلَى هَتْكِ مَا نَازَعَتْهُ النَّفْسُ مِنْ الْمُرَاءَاةِ فَكَانَ ذَلِكَ أَبْلَغَ فِي فَضْلِهِ، كَاَلَّذِي حُكِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه أَنَّهُ أَحَسَّ عَلَى الْمِنْبَرِ بِرِيحٍ خَرَجَتْ مِنْهُ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إنِّي قَدْ مَثَلْت بَيْنَ أَنْ أَخَافَكُمْ فِي اللَّهِ تَعَالَى، وَبَيْنَ أَنْ أَخَافَ اللَّهَ فِيكُمْ، فَكَانَ أَنْ أَخَافَ اللَّهَ فِيكُمْ أَحَبَّ إلَيَّ إلا وَإِنِّي قَدْ فَسَوْتُ، وَهَا أَنَا نَازِلٌ أُعِيدُ الْوُضُوءَ.
                      فَكَانَ ذَلِكَ مِنْهُ زَجْرًا لِنَفْسِهِ لِتَكُفَّ عَنْ نِزَاعِهَا إلَى مِثْلِهِ

                      اللطيف أن هذه الرواية رويت في كتاب "عيون الأخبار".. فإذا كانت هذه من عيون أخبارهم فعلى هذه فقس ما سواها!!

                      وقد كان صاحب كتاب ادب الدنيا والدين يتحدث عن الإنسان فيما كلف من عبادة فيقول ص100:
                      واعلم أن للإنسان فيما كلف من عباداته ثلاث أحوال: إحداها أن يستوفيها من غير تقصير فيها ولا زيادة عليها والثانية: أن يقصر فيها. والثالثة: أن يزيد عليها.

                      ثم يذكر روايات ويفصل في كلامه حتى يصل الى الثالثة فيقول ص103:

                      وأما الحال الثالثة: وهو أن يزيد فيما كلف. فهذا على ثلاثة أقسام: أحدها: أن تكون الزيادة رياء للناظرين، وتصنعا للمخلوقين، حتى يستعطف به القلوب النافرة، ويخدع به العقول الواهية، فيتبهرج بالصلحاء وليس منهم، ويتدلس في الأخيار وهو ضدهم...

                      ويذكر شواهد وروايات واقوال في ذلك منها قول الامام علي عليه السلام ص104:

                      وقال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: لا تعمل شيئا من الخير رياء ولا تتركه حياء.
                      وقال بعض العلماء: كل حسنة لم يرد بها وجه الله تعالى فعلتها قبح الرياء، وثمرتها سوء الجزاء. وقد يفضي الرياء بصاحبه إلى استهزاء الناس به كما حكي أن طاهر بن الحسين قال لأبي عبد الله المروزي: منذ كم صرت إلى العراق يا أبا عبد الله؟ قال: دخلت العراق منذ عشرين سنة وأنا منذ ثلاثين سنة صائم. فقال: يا أبا عبد الله، سألتك عن مسألة فأجبت عن مسألتين.
                      وحكى الأصمعي رحمه الله أن أعرابيا صلى فأطال وإلى جانبه قوم فقالوا: ما أحسن صلاتك، فقال: وأنا مع ذلك صائم:

                      صلى فأعجبني وصام فرابني**نح القلوص عن المصلي الصائم
                      فانظر إلى هذا الرياء، مع قبحه، ما أدله على سخف عقل صاحبه. وربما ساعد الناس مع ظهور ريائه على الاستهزاء بنفسه، كالذي حكي أن زاهدا نظر إلى رجل في وجهه سجادة كبيرة واقفا على باب السلطان فقال: مثل هذا الدرهم بين عينيك وأنت واقف ههنا؟ فقال: إنه ضرب على غير السكة. وهذا من أجوبة الخلاعة التي يدفع بها تهجين المذمة. ولقد استحسن الناس من الأشعث بن قيس قوله، وقد خفف صلاته مرة، فقال بعض أهل المسجد: خففت صلاتك جدا. فقال: إنه لم يخالطها رياء. فتخلص من تنقيصهم بنفي الرياء عن نفسه، ورفع التصنع في صلاته. وقد كان النكار لولا ذلك متوجها عليه واللوم لاحقا به.
                      ومر أبو أمامة ببعض المساجد فإذا رجل يصلي وهو يبكي فقال له: أنت أنت لو كان هذا في بيتك. فلم ير ذلك منه حسنا؛ لأنه اتهمه بالرياء، ولعله كان بريئا منه، فكيف بمن صار الرياء أغلب صفاته، وأشهر سماته، مع أنه آثم فيما عمل، أنم من هبوب النسيم بما حمل.

                      وحيث انه لا حديث ولا منقبة لعمر غير حديث الفسوة، اضاف المؤلف:

                      ولذلك قال
                      عبد الله بن المبارك: أفضل الزهد إخفاء الزهد. وربما أحس ذو الفضل من نفسه ميلا إلى المراءاة، فبعثه الفضل على هتك ما نازعته النفس من المراءاة فكان ذلك أبلغ في فضله، كالذي حكي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه أحس على المنبر بريح خرجت منه، فقال: أيها الناس إني قد مثلت بين أن أخافكم في الله تعالى، وبين أن أخاف الله فيكم، فكان أن أخاف الله فيكم أحب إلي ألا وإني قد فسوت، وها أنا نازل أعيد الوضوء. فكان ذلك منه زجرا لنفسه لتكف عن نزاعها إلى مثله.

                      فيكون ما حكي عن عمر من حديث الفسوة فضيلة بنظرهم؟!!
                      وقد عهدنا سلفية في منتدى يا حسين يعدّون هذه الحادثة من كرامات عمر...


                      تعال معي لنقارن وإن كان لا سبيل للمقارنة لكن لنبين وضاعة أصحابهم برفعة مولانا أمير المؤمنين علي بن ابي طالب صلوات الله عليه وآله، ولنعطر المكان بسيرة الطاهرين من الآل فنقول بعد الصلاة على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين:

                      خطب أمير المؤمنين (ع) الناس بصفين (هنا)
                      فحمد الله وأثنى عليه وصلى على محمد النبي صلى الله عليه وآله ثم قال: أما بعد فقد جعل الله تعالى لي عليكم حقا بولاية أمركم ومنزلتي التي أنزلني الله عز ذكره بها منكم ولكم علي من الحق مثل الذي لي عليكم والحق أجمل الاشياء في التواصف وأوسعها في التناصف لا يجري لاحد إلا جرى عليه ولا يجري عليه إلا جرى له ولو كان لاحد أن يجري ذلك له ولا يجري عليه لكان ذلك لله عزوجل خالصا دون خلقه لقدرته على عباده ولعدله في كل ما جرت عليه ضروب قضائه ولكن جعل حقه على العباد أن يطيعوه وجعل كفارتهم عليه بحسن الثواب تفضلا منه وتطولا بكرمه وتوسعا بما هو من المزيد له أهلا، ثم جعل من حقوقه حقوقا فرضها لبعض الناس على بعض فجعلها تتكافى في وجوهها ويوجب بعضها بعضا ولا يستوجب بعضها إلا ببعض، فأعظم مما افترض الله تبارك وتعالى من تلك الحقوق حق الوالي على الرعية وحق الرعية على الوالي فريضة فرضها الله عزوجل لكل على كل فجعلها نظام الفتهم وعزا لدينهم وقواما لسنن الحق فيهم، فليست تصلح الرعية إلا بصلاح الولاة ولا تصلح الولاة إلا باستقامة الرعية، فإذا أدت الرعية إلى الوالي حقه وأدى إليها الوالي كذلك عز الحق بينهم فقامت مناهج الدين واعتدلت معالم العدل وجرت على أذلالها السنن فصلح بذلك الزمان وطاب به العيش وطمع في بقاء الدولة ويئست مطامع الاعداء وإذا غلبت الرعية واليهم وعلا الوالي الرعية اختلفت هنالك الكلمة وظهرت مطامع الجور وكثر الادغال في الدين وتركت معالم السنن فعمل بالهواء وعطلت الآثار وكثرت علل النفوس ولا يستوحش لجسيم حد عطل ولا لعظيم باطل اثل فهنالك تذل الابرار وتعز الاشرار وتخرب البلاد وتعظم تبعات الله عزوجل عند العباد فهلم أيها الناس إلى التعاون على طاعة الله عزوجل والقيام بعدله والوفاء بعهده والانصاف له في جميع حقه، فإنه ليس العباد إلى شئ أحوج منهم إلى التناصح في ذلك وحسن التعاون عليه وليس أحد وإن اشتد على رضى الله حرصه وطال في العمل اجتهاده ببالغ حقيقة ما أعطى الله من الحق أهله ولكن من واجب حقوق الله عزوجل على العباد النصيحة له بمبلغ جهدهم والتعاون على إقامة الحق فيهم، ثم ليس امرء وإن عظمت في الحق منزلته وجسمت في الحق فضيلته بمستغن عن أن يعان على ما حمله الله عزوجل من حقه ولا لامرئ مع ذلك خسئت به الامور واقتحمته العيون بدون ما أن يعين على ذلك ويعان عليه وأهل الفضيلة في الحال وأهل النعم العظام أكثر في ذلك حاجة وكل في الحاجة إلى الله عزوجل شرع سواء.
                      فأجابه رجل من عسكره لا يدري من هو ويقال: إنه لم ير في عسكره قبل ذلك اليوم ولا بعده.
                      فقام وأحسن الثناء على الله عزوجل بما أبلاهم وأعطاهم من واجب حقه عليهم والاقرار بكل ما ذكر من تصرف الحالات به وبهم.
                      ثم قال: أنت أميرنا ونحن رعيتك بك أخرجنا الله عزوجل من الذل وباعزازك أطلق عباده من الغل.
                      فاختر علينا وامض اختيارك وائتمر فأمض ائتمارك فإنك القائل المصدق والحاكم الموفق والملك المخول، لا نستحل في شئ معصيتك ولا نقيس علما بعلمك، يعظم عندنا في ذلك خطرك ويجل عنه في أنفسنا فضلك.

                      فأجابه أمير المؤمنين (ع).
                      فقال: إن من حق من عظم جلال الله في نفسه وجل موضعه من قبله أن يصغر عنده لعظم ذلك كل ما سواه وإن أحق من كان كذلك لمن عظمت نعمة الله عليه ولطف إحسانه إليه فإنه لم تعظم نعمة الله على أحد إلا زاد حق الله عليه عظما وإن من أسخف حالاة الولاة عند صالح الناس أن يظن بهم حب الفخر ويوضع أمرهم على الكبر وقد كرهت أن يكون جال في ظنكم أني احب الاطراء واستماع الثناء ولست بحمد الله كذلك ولو كنت أحب أن يقال ذلك لتركته انحطاطا لله سبحانه عن تناول ما هو أحق به من العظمة والكبرياء وربما استحلى الناس الثناء بعد البلاء.
                      فلا تثنوا علي بجميل ثناء لاخراجي نفسي إلى الله وإليكم من البقية في حقوق لم أفرغ من أدائها وفرائض لا بد من إمضائها فلا تكلموني بما تكلم به الجبابرة ولا تتحفظوا مني بما يتحفظ به عند أهل البادرة ولا تخالطوني بالمصانعة ولا تظنوا بي استثقالا في حق قيل لي ولا التماس إعظام لنفسي لما لا يصلح لي فإنه من استثقل الحق أن يقال له أو العدل أن يعرض عليه كان العمل بهما أثقل عليه فلا تكفوا عني مقالة بحق أو مشورة بعدل، فإني لست في نفسي بفوق ما أن أخطئ ولا آمن ذلك من فعلي إلا أن يكفي الله من نفسي ما هو أملك به مني، فإنما أنا وأنتم عبيد مملوكون لرب لا رب غيره، يملك منا ما لا نملك من أنفسنا وأخرجنا مما كنا فيه إلى ماصلحنا عليه فأبدلنا بعد الضلالة بالهدى وأعطانا البصيرة بعد العمى.

                      فأجابه الرجل الذي أجابه من قبل.
                      فقال: أنت أهل ما قلت والله والله فوق ما قلته فبلاؤه عندنا ما لا يكفر وقد حملك الله تبارك وتعالى رعايتنا وولاك سياسة أمورنا، فأصبح علمنا الذي نهتدي به وإمامنا الذي نقتدي به وأمرك كله رشد وقولك كله أدب، قد قرت بك في الحياة أعيننا و امتلاء‌ت من سرور بك قلوبنا وتحيرت من صفة ما فيك من بارع الفضل عقولنا ولسنا نقول لك: أيها الامام الصالح تزكية لك ولا نجاوز القصد في الثناء عليك ولم يكن في أنفسنا طعن على يقينك أو غش في دينك فنتخوف أن تكون احدثت بنعمة الله تبارك وتعالى تجبرا أو دخلك كبر ولكنا نقول لك ما قلنا تقربا إلى الله عزوجل بتوقيرك وتوسعها بتفضيلك وشكر ا بإعظام أمرك، فانطر لنفسك ولنا وآثر أمر الله على نفسك وعلينا، فنحن طوع فيما أمرتنا ننقاد من الامور مع ذلك فيما ينفعنا.
                      فأجابه أمير المؤمنين (ع).
                      فقال: وأنا أستشهدكم عند الله على نفسي لعلمكم فيما وليت به من اموركم وعما قليل يجمعني وإياكم الموقف بين يديه والسؤال عما كنا فيه، ثم يشهد بعضنا على بعض فلا تشهدوا اليوم بخلاف ما أنتم شاهدون غدا فإن الله عزوجل لا يخفى عليه خافية ولا يجوز عنده إلا مناصحة الصدور في جميع الامور.
                      فأجابه الرجل ويقال: لم ير الرجل بعد كلامه هذا لامير المؤمنين (ع) فأجابه وقد عال الذي في صدره فقال والبكاء يقطع منطقه وغصص الشجا تكسر صوته إعظاما لخطر مرزئته ووحشة من كون فجيعته.
                      فحمد الله وأثنى عليه، ثم شكا إليه هول ما أشفى عليه من الخطر العظيم و الذل الطويل في فساد زمانه وانقلاب حده وانقطاع ما كان من دولته ثم نصب المسألة إلى الله عزوجل بالامتنان عليه والمدافعة عنه بالتفجيع وحسن الثناء فقال: يا رباني العباد ويا سكن البلاد أين يقع قولنا من فضلك وأين يبلغ وصفنا من فعلك وأنى نبلغ حقيقة حسن ثنائك أو نحصي جميل بلائك فكيف وبك جرت نعم الله علينا و على يدك اتصلت أسباب الخير إلينا، ألم تكن لذل الذليل ملاذا وللعصاة الكفار إخوانا؟ فبمن إلا بأهل بيتك وبك أخرجنا الله عزوجل من فظاعة تلك الخطرات؟ أو بمن فرج عنا غمرات الكربات؟ وبمن؟ إلا بكم أظهر الله معالم ديننا واستصلح ما كان فسد من دنيانا حتى استبان بعد الجور ذكرنا وقرت من رخاء العيش أعيننا لما وليتنا بالاحسان جهدك ووفيت لنا بجميع وعدك وقمت لنا على جميع عهدك فكنت شاهد من غاب منا وخلف أهل البيت لنا وكنت عز ضعفائنا وثمال فقرائنا وعماد عظمائنا، يجمعنا في الامور عدلك ويتسع لنا في الحق تأنيك، فكنت لنا انسا إذا رأيناك وسكنا إذا ذكرناك، فأي الخيرات لم تفعل؟ وأي الصالحات لم تعمل؟ ولو لا أن الامر الذي نخاف عليك منه يبلغ تحويله جهدنا وتقوي لمدافعته طاقتنا أو يجوز الفداء عنك وبمن نفديه بالنفوس من أبنائنا لقدمنا أنفسنا وأبناء‌نا قبلك ولاخطرناها وقل خطرها دونك ولقمنا بجهدنا في محاولة من حاولك وفي مدافعة من ناواك ولكنه سلطان لا يحاول وعز لا يزاول ورب لا يغالب، فإن يمنن علينا بعافيتك ويترحم علينا ببقائك ويتحنن علينا بتفريج هذا من حالك إلى سلامة منك لنا وبقاء منك بين أظهرنا نحدث لله عزوجل بذلك شكرا نعظمه، وذكرا نديمه ونقسم أنصاف أموالنا صدقات وأنصاف رقيقنا عتقاء ونحدث له تواضعا في أنفسنا ونخشع في جميع أمورنا وإن يمض بك إلى الجنان ويجري عليك حتم سبيله فغير متهم فيك قضاؤه ولا مدفوع عنك بلاؤه ولا مختلفة مع ذلك قلوبنا بأن اختياره لك ما عنده على ما كنت فيه ولكنا نبكي من غر إثم لعز هذا السلطان أن يعود ذليلا وللدين والدنيا أكيلا فلا نرى لك خلفا نشكوا إليه ولا نظيرا نأمله ولا نقيمه.

                      وهنا يعلمنا عليه السلام النقد بدلا من الاطراء! ويدفع عن نفسه الثناء بجميل الكلام وطيب الذكر، حتى صار حال من أثنى عليه وكان ثنائه بحق، غاصا بكلامه باكيا منتحبا، فلعمري ما حال من سمع قولة عمر:

                      أَيُّهَا النَّاسُ إنِّي قَدْ مَثَلْت بَيْنَ أَنْ أَخَافَكُمْ فِي اللَّهِ تَعَالَى ، وَبَيْنَ أَنْ أَخَافَ اللَّهَ فِيكُمْ ، فَكَانَ أَنْ أَخَافَ اللَّهَ فِيكُمْ أَحَبَّ إلَيَّ أَلَا وَإِنِّي قَدْ فَسَوْتُ ، وَهَا أَنَا نَازِلٌ أُعِيدُ الْوُضُوءَ.

                      عموما لنكمل الاستفادة من كلام الطاهرين المبرئين من كل سوء،يقول الشيخ حسين الراضي هنا :

                      حرية الفكر والتعبير:
                      قوله عليه السلام: (فَلَا تَكُفُّوا عَنِّي مَقَالَةً بِحَقٍّ، أَوْ مَشُورَةً بِعَدْلٍ)

                      لم يكتف علي بن أبي طالب عليه السلام في حكومته بحرية الفكر والتعبير عن مختلف الآراء مهما كانت في مضمونها ومحتواها، ومهما كان قائلها، بل دعاهم وحثهم إلى أن يقدموا آراءهم ومقترحاتهم ووجهات نظرهم، ومشورتهم بالعدل وبدون أي تردد أو تهيب. قَالَ علي عليه السلام: (مَنِ اسْتَقْبَلَ وُجُوهَ الْآرَاءِ عَرَفَ مَوَاقِعَ الْخَطَاءِ) فمن يطلع على مختلف الآراء ويستقبلها ويقلبها يمنة ويسرة سوف يتعرف على مواطن الخطاء في الضعيف منها، ويعرف مواطن الصواب في القوي منها، أما من يرفض الرأي والرأي الآخر فإنه سوف يكون جاهلا بالعدل والحق والصحيح تطبيقاً للنهج الذي رسمه علي عليه السلام: (النَّاسُ أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا) فربما يعادي الحق ويقف أمامه وهو يتصور أنه يدافع عنه ويضحي من أجله.
                      وكأن علي بن أبي طالب عليه السلام يعتب على أصحابه في تركهم الاقتراحات وما يدور في أنفسهم من أن يبرزوها ويقدموها إلى الحاكم والسلطان عليهم.
                      إن آخر ما توصلت إليه الدول المتحضرة والمتقدمة هو فسح المجال لشعوبهم للتعبير بآرائهم واعتراضاتهم في مظاهراتهم ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة.
                      أما أن تلك الحكومات تدعو معارضيها للتظاهر ضدها وإبداء معارضاتها في وسائل الإعلام بكل أنس وارتياح وتقدير واحترام وتبجيل فهذا ما لم يفعله غير علي عليه السلام في حكومته الفتية، إنه يقول (فَلَا تَكُفُّوا عَنِّي مَقَالَةً بِحَقٍّ، أَوْ مَشُورَةً بِعَدْلٍ) أي لا ترتدعوا ولا تتركوا ولا تكفوا بل ابدوا ما لديكم من مقالة أو مشورة أو رأي.
                      وأما قوله (فَإِنِّي لَسْتُ فِي نَفْسِي بِفَوْقِ أَنْ أُخْطِئَ، وَلَا آمَنُ ذلِكَ مِنْ‏ فِعْلِي، إِلَّا أَنْ‏ يَكْفِيَ اللَّهُ مِنْ نَفْسِي مَا هُوَ أَمْلَكُ بِهِ مِنِّي)
                      في الوافي: «من قبيل هضم النفس، ليس بنفي العصمة، مع أنّ الاستثناء يكفينا مؤونة ذلك».
                      وفي المرآة: «قوله عليه السلام: بفوق أن أخطئ، هذا من الانقطاع إلى اللَّه والتواضع الباعث لهم على الانبساط معه بقول الحقّ، وعدّ نفسه من المقصّرين في مقام العبوديّة والإقرار بأنّ عصمته من نعمه تعالى عليه، وليس اعترافاً بعدم العصمة، كما توهّم، بل ليست العصمة إلّا ذلك؛ فإنّها هي أن يعصم اللَّه العبد عن ارتكاب المعاصي، وقد أشار عليه السلام إليه بقوله: إلّا أن يكفي اللَّه، وهذا مثل قول يوسف عليه السلام: «وَما أُبَرِّئُ نَفْسِى إِنَّ النَّفْسَ لأَمّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلّا ما رَحِمَ رَبِّي».

                      المساواة بين الحاكم والمحكوم:
                      قال عليه السلام: (فَإِنَّمَا أَنَا وَأَنْتُمْ عَبِيدٌ مَمْلُوكُونَ لِرَبٍّ لَارَبَّ غَيْرُهُ، يَمْلِكُ مِنَّا مَا لَانَمْلِكُ مِنْ أَنْفُسِنَا، وَأَخْرَجَنَا مِمَّا كُنَّا فِيهِ إِلى‏ مَا صَلَحْنَا عَلَيْهِ ، فَأَبْدَلَنَا بَعْدَ الضَّلَالَةِ بِالْهُدى‏، وَأَعْطَانَا الْبَصِيرَةَ بَعْدَ الْعَمى‏).
                      هذا تذكير للحكام المستبدين المتكبرين على شعوبهم الذين بيدهم السلطة والقوة والناس في قبضتهم ويغفلون عن الله سبحانه – على أحسن المحامل – فيقول لهم إن هذا لا يصيركم مالكين لرقاب الناس وهم ليسوا عبيداً لكم بل الحاكم والمحكوم والرئيس والمرؤوس كلهم عبيد لله سبحانه وهو المالك للجميع ، والملك كله لله الواحد القهار وهو يملكنا ولا نملك من أنفسنا شيء، قال تعالى: ﴿يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾.
                      ثم إنه ببركة بعثة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله أخرجنا الله سبحانه من الظلمات إلى النور كما دل عليه الكتاب العزيز والسنة النبوية وشرفنا بالهدى بعد أن كانت الجاهلية تلف الجزيرة العربية وأعطانا البصيرة في ديننا بعد العمى.

                      والحمد لله رب العالمين

                      تعليق


                      • محمد س... انت مطالب هنا لتضعيف روايات الفسوة والفسية
                        فان لم تفعل فربك هو عمر !

                        تعليق


                        • المشاركة الأصلية بواسطة alyatem
                          جاء في أدب الدنيا والدين ج1 ص129 الباب الثالث:

                          قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ: أَفْضَلُ الزُّهْدِ إخْفَاءُ الزُّهْدِ. رُبَّمَا أَحَسَّ ذُو الْفَضْلِ مِنْ نَفْسِهِ مَيْلًا إلَى الْمُرَاءَاةِ ، فَبَعَثَهُ الْفَضْلُ عَلَى هَتْكِ مَا نَازَعَتْهُ النَّفْسُ مِنْ الْمُرَاءَاةِ فَكَانَ ذَلِكَ أَبْلَغَ فِي فَضْلِهِ ، كَاَلَّذِي حُكِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ أَحَسَّ عَلَى الْمِنْبَرِ بِرِيحٍ خَرَجَتْ مِنْهُ ، فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ إنِّي قَدْ مَثَلْت بَيْنَ أَنْ أَخَافَكُمْ فِي اللَّهِ تَعَالَى ، وَبَيْنَ أَنْ أَخَافَ اللَّهَ فِيكُمْ ، فَكَانَ أَنْ أَخَافَ اللَّهَ فِيكُمْ أَحَبَّ إلَيَّ أَلَا وَإِنِّي قَدْ فَسَوْتُ ، وَهَا أَنَا نَازِلٌ أُعِيدُ الْوُضُوءَ
                          المصدر

                          فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب المؤلف : محمد نصر الدين محمد عويضة ج9 ص 187:

                          وَرُبَّمَا أَحَسَّ ذُو الْفَضْلِ مِنْ نَفْسِهِ مَيْلاً إلَى الْمُرَاءَاةِ، فَبَعَثَهُ الْفَضْلُ عَلَى هَتْكِ مَا نَازَعَتْهُ النَّفْسُ مِنْ الْمُرَاءَاةِ فَكَانَ ذَلِكَ أَبْلَغَ فِي فَضْلِهِ، كَاَلَّذِي حُكِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه أَنَّهُ أَحَسَّ عَلَى الْمِنْبَرِ بِرِيحٍ خَرَجَتْ مِنْهُ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إنِّي قَدْ مَثَلْت بَيْنَ أَنْ أَخَافَكُمْ فِي اللَّهِ تَعَالَى، وَبَيْنَ أَنْ أَخَافَ اللَّهَ فِيكُمْ، فَكَانَ أَنْ أَخَافَ اللَّهَ فِيكُمْ أَحَبَّ إلَيَّ إلا وَإِنِّي قَدْ فَسَوْتُ، وَهَا أَنَا نَازِلٌ أُعِيدُ الْوُضُوءَ.
                          فَكَانَ ذَلِكَ مِنْهُ زَجْرًا لِنَفْسِهِ لِتَكُفَّ عَنْ نِزَاعِهَا إلَى مِثْلِهِ

                          اللطيف أن هذه الرواية رويت في كتاب "عيون الأخبار".. فإذا كانت هذه من عيون أخبارهم فعلى هذه فقس ما سواها!!

                          وقد كان صاحب كتاب ادب الدنيا والدين يتحدث عن الإنسان فيما كلف من عبادة فيقول ص100:
                          واعلم أن للإنسان فيما كلف من عباداته ثلاث أحوال: إحداها أن يستوفيها من غير تقصير فيها ولا زيادة عليها والثانية: أن يقصر فيها. والثالثة: أن يزيد عليها.

                          ثم يذكر روايات ويفصل في كلامه حتى يصل الى الثالثة فيقول ص103:

                          وأما الحال الثالثة: وهو أن يزيد فيما كلف. فهذا على ثلاثة أقسام: أحدها: أن تكون الزيادة رياء للناظرين، وتصنعا للمخلوقين، حتى يستعطف به القلوب النافرة، ويخدع به العقول الواهية، فيتبهرج بالصلحاء وليس منهم، ويتدلس في الأخيار وهو ضدهم...

                          ويذكر شواهد وروايات واقوال في ذلك منها قول الامام علي عليه السلام ص104:

                          وقال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: لا تعمل شيئا من الخير رياء ولا تتركه حياء.
                          وقال بعض العلماء: كل حسنة لم يرد بها وجه الله تعالى فعلتها قبح الرياء، وثمرتها سوء الجزاء. وقد يفضي الرياء بصاحبه إلى استهزاء الناس به كما حكي أن طاهر بن الحسين قال لأبي عبد الله المروزي: منذ كم صرت إلى العراق يا أبا عبد الله؟ قال: دخلت العراق منذ عشرين سنة وأنا منذ ثلاثين سنة صائم. فقال: يا أبا عبد الله، سألتك عن مسألة فأجبت عن مسألتين.
                          وحكى الأصمعي رحمه الله أن أعرابيا صلى فأطال وإلى جانبه قوم فقالوا: ما أحسن صلاتك، فقال: وأنا مع ذلك صائم:

                          صلى فأعجبني وصام فرابني**نح القلوص عن المصلي الصائم
                          فانظر إلى هذا الرياء، مع قبحه، ما أدله على سخف عقل صاحبه. وربما ساعد الناس مع ظهور ريائه على الاستهزاء بنفسه، كالذي حكي أن زاهدا نظر إلى رجل في وجهه سجادة كبيرة واقفا على باب السلطان فقال: مثل هذا الدرهم بين عينيك وأنت واقف ههنا؟ فقال: إنه ضرب على غير السكة. وهذا من أجوبة الخلاعة التي يدفع بها تهجين المذمة. ولقد استحسن الناس من الأشعث بن قيس قوله، وقد خفف صلاته مرة، فقال بعض أهل المسجد: خففت صلاتك جدا. فقال: إنه لم يخالطها رياء. فتخلص من تنقيصهم بنفي الرياء عن نفسه، ورفع التصنع في صلاته. وقد كان النكار لولا ذلك متوجها عليه واللوم لاحقا به.
                          ومر أبو أمامة ببعض المساجد فإذا رجل يصلي وهو يبكي فقال له: أنت أنت لو كان هذا في بيتك. فلم ير ذلك منه حسنا؛ لأنه اتهمه بالرياء، ولعله كان بريئا منه، فكيف بمن صار الرياء أغلب صفاته، وأشهر سماته، مع أنه آثم فيما عمل، أنم من هبوب النسيم بما حمل.

                          وحيث انه لا حديث ولا منقبة لعمر غير حديث الفسوة، اضاف المؤلف:

                          ولذلك قال
                          عبد الله بن المبارك: أفضل الزهد إخفاء الزهد. وربما أحس ذو الفضل من نفسه ميلا إلى المراءاة، فبعثه الفضل على هتك ما نازعته النفس من المراءاة فكان ذلك أبلغ في فضله، كالذي حكي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه أحس على المنبر بريح خرجت منه، فقال: أيها الناس إني قد مثلت بين أن أخافكم في الله تعالى، وبين أن أخاف الله فيكم، فكان أن أخاف الله فيكم أحب إلي ألا وإني قد فسوت، وها أنا نازل أعيد الوضوء. فكان ذلك منه زجرا لنفسه لتكف عن نزاعها إلى مثله.

                          فيكون ما حكي عن عمر من حديث الفسوة فضيلة بنظرهم؟!!
                          وقد عهدنا سلفية في منتدى يا حسين يعدّون هذه الحادثة من كرامات عمر...


                          تعال معي لنقارن وإن كان لا سبيل للمقارنة لكن لنبين وضاعة أصحابهم برفعة مولانا أمير المؤمنين علي بن ابي طالب صلوات الله عليه وآله، ولنعطر المكان بسيرة الطاهرين من الآل فنقول بعد الصلاة على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين:

                          خطب أمير المؤمنين (ع) الناس بصفين (هنا)
                          فحمد الله وأثنى عليه وصلى على محمد النبي صلى الله عليه وآله ثم قال: أما بعد فقد جعل الله تعالى لي عليكم حقا بولاية أمركم ومنزلتي التي أنزلني الله عز ذكره بها منكم ولكم علي من الحق مثل الذي لي عليكم والحق أجمل الاشياء في التواصف وأوسعها في التناصف لا يجري لاحد إلا جرى عليه ولا يجري عليه إلا جرى له ولو كان لاحد أن يجري ذلك له ولا يجري عليه لكان ذلك لله عزوجل خالصا دون خلقه لقدرته على عباده ولعدله في كل ما جرت عليه ضروب قضائه ولكن جعل حقه على العباد أن يطيعوه وجعل كفارتهم عليه بحسن الثواب تفضلا منه وتطولا بكرمه وتوسعا بما هو من المزيد له أهلا، ثم جعل من حقوقه حقوقا فرضها لبعض الناس على بعض فجعلها تتكافى في وجوهها ويوجب بعضها بعضا ولا يستوجب بعضها إلا ببعض، فأعظم مما افترض الله تبارك وتعالى من تلك الحقوق حق الوالي على الرعية وحق الرعية على الوالي فريضة فرضها الله عزوجل لكل على كل فجعلها نظام الفتهم وعزا لدينهم وقواما لسنن الحق فيهم، فليست تصلح الرعية إلا بصلاح الولاة ولا تصلح الولاة إلا باستقامة الرعية، فإذا أدت الرعية إلى الوالي حقه وأدى إليها الوالي كذلك عز الحق بينهم فقامت مناهج الدين واعتدلت معالم العدل وجرت على أذلالها السنن فصلح بذلك الزمان وطاب به العيش وطمع في بقاء الدولة ويئست مطامع الاعداء وإذا غلبت الرعية واليهم وعلا الوالي الرعية اختلفت هنالك الكلمة وظهرت مطامع الجور وكثر الادغال في الدين وتركت معالم السنن فعمل بالهواء وعطلت الآثار وكثرت علل النفوس ولا يستوحش لجسيم حد عطل ولا لعظيم باطل اثل فهنالك تذل الابرار وتعز الاشرار وتخرب البلاد وتعظم تبعات الله عزوجل عند العباد فهلم أيها الناس إلى التعاون على طاعة الله عزوجل والقيام بعدله والوفاء بعهده والانصاف له في جميع حقه، فإنه ليس العباد إلى شئ أحوج منهم إلى التناصح في ذلك وحسن التعاون عليه وليس أحد وإن اشتد على رضى الله حرصه وطال في العمل اجتهاده ببالغ حقيقة ما أعطى الله من الحق أهله ولكن من واجب حقوق الله عزوجل على العباد النصيحة له بمبلغ جهدهم والتعاون على إقامة الحق فيهم، ثم ليس امرء وإن عظمت في الحق منزلته وجسمت في الحق فضيلته بمستغن عن أن يعان على ما حمله الله عزوجل من حقه ولا لامرئ مع ذلك خسئت به الامور واقتحمته العيون بدون ما أن يعين على ذلك ويعان عليه وأهل الفضيلة في الحال وأهل النعم العظام أكثر في ذلك حاجة وكل في الحاجة إلى الله عزوجل شرع سواء.
                          فأجابه رجل من عسكره لا يدري من هو ويقال: إنه لم ير في عسكره قبل ذلك اليوم ولا بعده.
                          فقام وأحسن الثناء على الله عزوجل بما أبلاهم وأعطاهم من واجب حقه عليهم والاقرار بكل ما ذكر من تصرف الحالات به وبهم.
                          ثم قال: أنت أميرنا ونحن رعيتك بك أخرجنا الله عزوجل من الذل وباعزازك أطلق عباده من الغل.
                          فاختر علينا وامض اختيارك وائتمر فأمض ائتمارك فإنك القائل المصدق والحاكم الموفق والملك المخول، لا نستحل في شئ معصيتك ولا نقيس علما بعلمك، يعظم عندنا في ذلك خطرك ويجل عنه في أنفسنا فضلك.

                          فأجابه أمير المؤمنين (ع).
                          فقال: إن من حق من عظم جلال الله في نفسه وجل موضعه من قبله أن يصغر عنده لعظم ذلك كل ما سواه وإن أحق من كان كذلك لمن عظمت نعمة الله عليه ولطف إحسانه إليه فإنه لم تعظم نعمة الله على أحد إلا زاد حق الله عليه عظما وإن من أسخف حالاة الولاة عند صالح الناس أن يظن بهم حب الفخر ويوضع أمرهم على الكبر وقد كرهت أن يكون جال في ظنكم أني احب الاطراء واستماع الثناء ولست بحمد الله كذلك ولو كنت أحب أن يقال ذلك لتركته انحطاطا لله سبحانه عن تناول ما هو أحق به من العظمة والكبرياء وربما استحلى الناس الثناء بعد البلاء.
                          فلا تثنوا علي بجميل ثناء لاخراجي نفسي إلى الله وإليكم من البقية في حقوق لم أفرغ من أدائها وفرائض لا بد من إمضائها فلا تكلموني بما تكلم به الجبابرة ولا تتحفظوا مني بما يتحفظ به عند أهل البادرة ولا تخالطوني بالمصانعة ولا تظنوا بي استثقالا في حق قيل لي ولا التماس إعظام لنفسي لما لا يصلح لي فإنه من استثقل الحق أن يقال له أو العدل أن يعرض عليه كان العمل بهما أثقل عليه فلا تكفوا عني مقالة بحق أو مشورة بعدل، فإني لست في نفسي بفوق ما أن أخطئ ولا آمن ذلك من فعلي إلا أن يكفي الله من نفسي ما هو أملك به مني، فإنما أنا وأنتم عبيد مملوكون لرب لا رب غيره، يملك منا ما لا نملك من أنفسنا وأخرجنا مما كنا فيه إلى ماصلحنا عليه فأبدلنا بعد الضلالة بالهدى وأعطانا البصيرة بعد العمى.

                          فأجابه الرجل الذي أجابه من قبل.
                          فقال: أنت أهل ما قلت والله والله فوق ما قلته فبلاؤه عندنا ما لا يكفر وقد حملك الله تبارك وتعالى رعايتنا وولاك سياسة أمورنا، فأصبح علمنا الذي نهتدي به وإمامنا الذي نقتدي به وأمرك كله رشد وقولك كله أدب، قد قرت بك في الحياة أعيننا و امتلاء‌ت من سرور بك قلوبنا وتحيرت من صفة ما فيك من بارع الفضل عقولنا ولسنا نقول لك: أيها الامام الصالح تزكية لك ولا نجاوز القصد في الثناء عليك ولم يكن في أنفسنا طعن على يقينك أو غش في دينك فنتخوف أن تكون احدثت بنعمة الله تبارك وتعالى تجبرا أو دخلك كبر ولكنا نقول لك ما قلنا تقربا إلى الله عزوجل بتوقيرك وتوسعها بتفضيلك وشكر ا بإعظام أمرك، فانطر لنفسك ولنا وآثر أمر الله على نفسك وعلينا، فنحن طوع فيما أمرتنا ننقاد من الامور مع ذلك فيما ينفعنا.
                          فأجابه أمير المؤمنين (ع).
                          فقال: وأنا أستشهدكم عند الله على نفسي لعلمكم فيما وليت به من اموركم وعما قليل يجمعني وإياكم الموقف بين يديه والسؤال عما كنا فيه، ثم يشهد بعضنا على بعض فلا تشهدوا اليوم بخلاف ما أنتم شاهدون غدا فإن الله عزوجل لا يخفى عليه خافية ولا يجوز عنده إلا مناصحة الصدور في جميع الامور.
                          فأجابه الرجل ويقال: لم ير الرجل بعد كلامه هذا لامير المؤمنين (ع) فأجابه وقد عال الذي في صدره فقال والبكاء يقطع منطقه وغصص الشجا تكسر صوته إعظاما لخطر مرزئته ووحشة من كون فجيعته.
                          فحمد الله وأثنى عليه، ثم شكا إليه هول ما أشفى عليه من الخطر العظيم و الذل الطويل في فساد زمانه وانقلاب حده وانقطاع ما كان من دولته ثم نصب المسألة إلى الله عزوجل بالامتنان عليه والمدافعة عنه بالتفجيع وحسن الثناء فقال: يا رباني العباد ويا سكن البلاد أين يقع قولنا من فضلك وأين يبلغ وصفنا من فعلك وأنى نبلغ حقيقة حسن ثنائك أو نحصي جميل بلائك فكيف وبك جرت نعم الله علينا و على يدك اتصلت أسباب الخير إلينا، ألم تكن لذل الذليل ملاذا وللعصاة الكفار إخوانا؟ فبمن إلا بأهل بيتك وبك أخرجنا الله عزوجل من فظاعة تلك الخطرات؟ أو بمن فرج عنا غمرات الكربات؟ وبمن؟ إلا بكم أظهر الله معالم ديننا واستصلح ما كان فسد من دنيانا حتى استبان بعد الجور ذكرنا وقرت من رخاء العيش أعيننا لما وليتنا بالاحسان جهدك ووفيت لنا بجميع وعدك وقمت لنا على جميع عهدك فكنت شاهد من غاب منا وخلف أهل البيت لنا وكنت عز ضعفائنا وثمال فقرائنا وعماد عظمائنا، يجمعنا في الامور عدلك ويتسع لنا في الحق تأنيك، فكنت لنا انسا إذا رأيناك وسكنا إذا ذكرناك، فأي الخيرات لم تفعل؟ وأي الصالحات لم تعمل؟ ولو لا أن الامر الذي نخاف عليك منه يبلغ تحويله جهدنا وتقوي لمدافعته طاقتنا أو يجوز الفداء عنك وبمن نفديه بالنفوس من أبنائنا لقدمنا أنفسنا وأبناء‌نا قبلك ولاخطرناها وقل خطرها دونك ولقمنا بجهدنا في محاولة من حاولك وفي مدافعة من ناواك ولكنه سلطان لا يحاول وعز لا يزاول ورب لا يغالب، فإن يمنن علينا بعافيتك ويترحم علينا ببقائك ويتحنن علينا بتفريج هذا من حالك إلى سلامة منك لنا وبقاء منك بين أظهرنا نحدث لله عزوجل بذلك شكرا نعظمه، وذكرا نديمه ونقسم أنصاف أموالنا صدقات وأنصاف رقيقنا عتقاء ونحدث له تواضعا في أنفسنا ونخشع في جميع أمورنا وإن يمض بك إلى الجنان ويجري عليك حتم سبيله فغير متهم فيك قضاؤه ولا مدفوع عنك بلاؤه ولا مختلفة مع ذلك قلوبنا بأن اختياره لك ما عنده على ما كنت فيه ولكنا نبكي من غر إثم لعز هذا السلطان أن يعود ذليلا وللدين والدنيا أكيلا فلا نرى لك خلفا نشكوا إليه ولا نظيرا نأمله ولا نقيمه.

                          وهنا يعلمنا عليه السلام النقد بدلا من الاطراء! ويدفع عن نفسه الثناء بجميل الكلام وطيب الذكر، حتى صار حال من أثنى عليه وكان ثنائه بحق، غاصا بكلامه باكيا منتحبا، فلعمري ما حال من سمع قولة عمر:

                          أَيُّهَا النَّاسُ إنِّي قَدْ مَثَلْت بَيْنَ أَنْ أَخَافَكُمْ فِي اللَّهِ تَعَالَى ، وَبَيْنَ أَنْ أَخَافَ اللَّهَ فِيكُمْ ، فَكَانَ أَنْ أَخَافَ اللَّهَ فِيكُمْ أَحَبَّ إلَيَّ أَلَا وَإِنِّي قَدْ فَسَوْتُ ، وَهَا أَنَا نَازِلٌ أُعِيدُ الْوُضُوءَ.

                          عموما لنكمل الاستفادة من كلام الطاهرين المبرئين من كل سوء،يقول الشيخ حسين الراضي هنا :

                          حرية الفكر والتعبير:
                          قوله عليه السلام: (فَلَا تَكُفُّوا عَنِّي مَقَالَةً بِحَقٍّ، أَوْ مَشُورَةً بِعَدْلٍ)

                          لم يكتف علي بن أبي طالب عليه السلام في حكومته بحرية الفكر والتعبير عن مختلف الآراء مهما كانت في مضمونها ومحتواها، ومهما كان قائلها، بل دعاهم وحثهم إلى أن يقدموا آراءهم ومقترحاتهم ووجهات نظرهم، ومشورتهم بالعدل وبدون أي تردد أو تهيب. قَالَ علي عليه السلام: (مَنِ اسْتَقْبَلَ وُجُوهَ الْآرَاءِ عَرَفَ مَوَاقِعَ الْخَطَاءِ) فمن يطلع على مختلف الآراء ويستقبلها ويقلبها يمنة ويسرة سوف يتعرف على مواطن الخطاء في الضعيف منها، ويعرف مواطن الصواب في القوي منها، أما من يرفض الرأي والرأي الآخر فإنه سوف يكون جاهلا بالعدل والحق والصحيح تطبيقاً للنهج الذي رسمه علي عليه السلام: (النَّاسُ أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا) فربما يعادي الحق ويقف أمامه وهو يتصور أنه يدافع عنه ويضحي من أجله.
                          وكأن علي بن أبي طالب عليه السلام يعتب على أصحابه في تركهم الاقتراحات وما يدور في أنفسهم من أن يبرزوها ويقدموها إلى الحاكم والسلطان عليهم.
                          إن آخر ما توصلت إليه الدول المتحضرة والمتقدمة هو فسح المجال لشعوبهم للتعبير بآرائهم واعتراضاتهم في مظاهراتهم ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة.
                          أما أن تلك الحكومات تدعو معارضيها للتظاهر ضدها وإبداء معارضاتها في وسائل الإعلام بكل أنس وارتياح وتقدير واحترام وتبجيل فهذا ما لم يفعله غير علي عليه السلام في حكومته الفتية، إنه يقول (فَلَا تَكُفُّوا عَنِّي مَقَالَةً بِحَقٍّ، أَوْ مَشُورَةً بِعَدْلٍ) أي لا ترتدعوا ولا تتركوا ولا تكفوا بل ابدوا ما لديكم من مقالة أو مشورة أو رأي.
                          وأما قوله (فَإِنِّي لَسْتُ فِي نَفْسِي بِفَوْقِ أَنْ أُخْطِئَ، وَلَا آمَنُ ذلِكَ مِنْ‏ فِعْلِي، إِلَّا أَنْ‏ يَكْفِيَ اللَّهُ مِنْ نَفْسِي مَا هُوَ أَمْلَكُ بِهِ مِنِّي)
                          في الوافي: «من قبيل هضم النفس، ليس بنفي العصمة، مع أنّ الاستثناء يكفينا مؤونة ذلك».
                          وفي المرآة: «قوله عليه السلام: بفوق أن أخطئ، هذا من الانقطاع إلى اللَّه والتواضع الباعث لهم على الانبساط معه بقول الحقّ، وعدّ نفسه من المقصّرين في مقام العبوديّة والإقرار بأنّ عصمته من نعمه تعالى عليه، وليس اعترافاً بعدم العصمة، كما توهّم، بل ليست العصمة إلّا ذلك؛ فإنّها هي أن يعصم اللَّه العبد عن ارتكاب المعاصي، وقد أشار عليه السلام إليه بقوله: إلّا أن يكفي اللَّه، وهذا مثل قول يوسف عليه السلام: «وَما أُبَرِّئُ نَفْسِى إِنَّ النَّفْسَ لأَمّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلّا ما رَحِمَ رَبِّي».

                          المساواة بين الحاكم والمحكوم:
                          قال عليه السلام: (فَإِنَّمَا أَنَا وَأَنْتُمْ عَبِيدٌ مَمْلُوكُونَ لِرَبٍّ لَارَبَّ غَيْرُهُ، يَمْلِكُ مِنَّا مَا لَانَمْلِكُ مِنْ أَنْفُسِنَا، وَأَخْرَجَنَا مِمَّا كُنَّا فِيهِ إِلى‏ مَا صَلَحْنَا عَلَيْهِ ، فَأَبْدَلَنَا بَعْدَ الضَّلَالَةِ بِالْهُدى‏، وَأَعْطَانَا الْبَصِيرَةَ بَعْدَ الْعَمى‏).
                          هذا تذكير للحكام المستبدين المتكبرين على شعوبهم الذين بيدهم السلطة والقوة والناس في قبضتهم ويغفلون عن الله سبحانه – على أحسن المحامل – فيقول لهم إن هذا لا يصيركم مالكين لرقاب الناس وهم ليسوا عبيداً لكم بل الحاكم والمحكوم والرئيس والمرؤوس كلهم عبيد لله سبحانه وهو المالك للجميع ، والملك كله لله الواحد القهار وهو يملكنا ولا نملك من أنفسنا شيء، قال تعالى: ﴿يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾.
                          ثم إنه ببركة بعثة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله أخرجنا الله سبحانه من الظلمات إلى النور كما دل عليه الكتاب العزيز والسنة النبوية وشرفنا بالهدى بعد أن كانت الجاهلية تلف الجزيرة العربية وأعطانا البصيرة في ديننا بعد العمى.

                          والحمد لله رب العالمين

                          سبق تالاجابة على الاشكال في المشاركة 126 و هذا مجرد تكرار للكلا و مضيعة للوقت و لذلك ساضع نفس الاجابة :

                          فاين السند !!!

                          الرواية مرسلة عن المدائني فلا تصح و اما ما ذكره بن المبارك فذكره على صيغة التمريض و هي قوله حكي و هذا لا يستعمل الا عند رواية الضعيف من الحديث و هي افاظ تستخدم في هذا الموضع :

                          ذا رأيت حديثا بإسناد ضعيف فلك أن تقول هو ضعيف بهذا الإسناد ، ولا تقل ضعيف المتن لمجرد ضعف ذلك الإسناد ، إلا أن يقول إمام : إنه لم يرو من وجه صحيح ، أو إنه حديث ضعيف مفسرا ضعفه ، فإن أطلق ففيه كلام يأتي قريبا ، وإذا أردت رواية الضعيف بغير إسناد فلا تقل : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذا ، وما أشبه من صيغ الجزم ، بل قل : روي كذا ، أو بلغنا كذا ، أو ورد ، أو جاء ، أو نقل ، وما أشبهه ، وكذا ما تشك في صحته .
                          المصدر : تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي لجلال الدين السيوطي » أنواع الحديث » النوع الثاني والعشرون المقلوب » فرع مسائل تتعلق بالضعيف

                          و اذا فرضنا في افضل الحالات انها ليست كذلك فانا منقطعة من بن المبارك و هي بلا اسناد


                          و اما باقي ما ذكرت فما دخل ابي كعب القاص بالموضوع و هو ليس صحابيا و لا تابعايا انما قصاصا


                          تعليق


                          • المشاركة الأصلية بواسطة محمد س

                            سبق تالاجابة على الاشكال في المشاركة 126 و هذا مجرد تكرار للكلا و مضيعة للوقت و لذلك ساضع نفس الاجابة :
                            فاين السند !!!
                            الرواية مرسلة عن المدائني فلا تصح و اما ما ذكره بن المبارك فذكره على صيغة التمريض و هي قوله حكي و هذا لا يستعمل الا عند رواية الضعيف من الحديث و هي افاظ تستخدم في هذا الموضع :
                            ذا رأيت حديثا بإسناد ضعيف فلك أن تقول هو ضعيف بهذا الإسناد ، ولا تقل ضعيف المتن لمجرد ضعف ذلك الإسناد ، إلا أن يقول إمام : إنه لم يرو من وجه صحيح ، أو إنه حديث ضعيف مفسرا ضعفه ، فإن أطلق ففيه كلام يأتي قريبا ، وإذا أردت رواية الضعيف بغير إسناد فلا تقل : قال رسول الله - صلى الله عليه [وآله] وسلم - كذا ، وما أشبه من صيغ الجزم ، بل قل : روي كذا ، أو بلغنا كذا ، أو ورد ، أو جاء ، أو نقل ، وما أشبهه ، وكذا ما تشك في صحته .
                            المصدر : تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي لجلال الدين السيوطي » أنواع الحديث » النوع الثاني والعشرون المقلوب » فرع مسائل تتعلق بالضعيف
                            و اذا فرضنا في افضل الحالات انها ليست كذلك فانا منقطعة من بن المبارك و هي بلا اسناد
                            و اما باقي ما ذكرت فما دخل ابي كعب القاص بالموضوع و هو ليس صحابيا و لا تابعايا انما قصاصا

                            يبدو أنك قد أعمتك الفسوة
                            فمن أتى على ابي كعب القاص؟!
                            ليست مشكلتنا الحكاية تمريضا او تعريضا!!
                            فلماذا يذكرها علمائك نقل المسلّمات فيكون ما (حكي) عن عمر من حديث الفسوة فضيلة بنظرهم؟!!
                            وقد عهدنا سلفية في منتدى يا حسين يعدّون هذه الحادثة من كرامات عمر...


                            تعال معي لنقارن وإن كان لا سبيل للمقارنة لكن لنبيّن وضاعة أصحابهم برفعة مولانا أميرالمؤمنين علي بن ابي طالب صلوات الله عليه وآله، ولنعطر المكان بسيرة الطاهرين من الآل فنقول بعد الصلاة على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين:

                            اللهم صل على محمد وآل محمد
                            وعجّل فرجهم


                            خطب أمير المؤمنين (ع) الناس بصفين (هنا)
                            فحمد الله وأثنى عليه وصلى على محمد النبي صلى الله عليه وآله ثم قال: أما بعد فقد جعل الله تعالى لي عليكم حقا بولاية أمركم ومنزلتي التي أنزلني الله عز ذكره بها منكم ولكم علي من الحق مثل الذي لي عليكم والحق أجمل الاشياء في التواصف وأوسعها في التناصف لا يجري لاحد إلا جرى عليه ولا يجري عليه إلا جرى له ولو كان لاحد أن يجري ذلك له ولا يجري عليه لكان ذلك لله عزوجل خالصا دون خلقه لقدرته على عباده ولعدله في كل ما جرت عليه ضروب قضائه ولكن جعل حقه على العباد أن يطيعوه وجعل كفارتهم عليه بحسن الثواب تفضلا منه وتطولا بكرمه وتوسعا بما هو من المزيد له أهلا، ثم جعل من حقوقه حقوقا فرضها لبعض الناس على بعض فجعلها تتكافى في وجوهها ويوجب بعضها بعضا ولا يستوجب بعضها إلا ببعض، فأعظم مما افترض الله تبارك وتعالى من تلك الحقوق حق الوالي على الرعية وحق الرعية على الوالي فريضة فرضها الله عزوجل لكل على كل فجعلها نظام الفتهم وعزا لدينهم وقواما لسنن الحق فيهم، فليست تصلح الرعية إلا بصلاح الولاة ولا تصلح الولاة إلا باستقامة الرعية، فإذا أدت الرعية إلى الوالي حقه وأدى إليها الوالي كذلك عز الحق بينهم فقامت مناهج الدين واعتدلت معالم العدل وجرت على أذلالها السنن فصلح بذلك الزمان وطاب به العيش وطمع في بقاء الدولة ويئست مطامع الاعداء وإذا غلبت الرعية واليهم وعلا الوالي الرعية اختلفت هنالك الكلمة وظهرت مطامع الجور وكثر الادغال في الدين وتركت معالم السنن فعمل بالهواء وعطلت الآثار وكثرت علل النفوس ولا يستوحش لجسيم حد عطل ولا لعظيم باطل اثل فهنالك تذل الابرار وتعز الاشرار وتخرب البلاد وتعظم تبعات الله عزوجل عند العباد فهلم أيها الناس إلى التعاون على طاعة الله عزوجل والقيام بعدله والوفاء بعهده والانصاف له في جميع حقه، فإنه ليس العباد إلى شئ أحوج منهم إلى التناصح في ذلك وحسن التعاون عليه وليس أحد وإن اشتد على رضى الله حرصه وطال في العمل اجتهاده ببالغ حقيقة ما أعطى الله من الحق أهله ولكن من واجب حقوق الله عزوجل على العباد النصيحة له بمبلغ جهدهم والتعاون على إقامة الحق فيهم، ثم ليس امرء وإن عظمت في الحق منزلته وجسمت في الحق فضيلته بمستغن عن أن يعان على ما حمله الله عزوجل من حقه ولا لامرئ مع ذلك خسئت به الامور واقتحمته العيون بدون ما أن يعين على ذلك ويعان عليه وأهل الفضيلة في الحال وأهل النعم العظام أكثر في ذلك حاجة وكل في الحاجة إلى الله عزوجل شرع سواء.
                            فأجابه رجل من عسكره لا يدري من هو ويقال: إنه لم ير في عسكره قبل ذلك اليوم ولا بعده.
                            فقام وأحسن الثناء على الله عزوجل بما أبلاهم وأعطاهم من واجب حقه عليهم والاقرار بكل ما ذكر من تصرف الحالات به وبهم.
                            ثم قال: أنت أميرنا ونحن رعيتك بك أخرجنا الله عزوجل من الذل وباعزازك أطلق عباده من الغل.
                            فاختر علينا وامض اختيارك وائتمر فأمض ائتمارك فإنك القائل المصدق والحاكم الموفق والملك المخول، لا نستحل في شئ معصيتك ولا نقيس علما بعلمك، يعظم عندنا في ذلك خطرك ويجل عنه في أنفسنا فضلك.

                            فأجابه أمير المؤمنين (ع).
                            فقال: إن من حق من عظم جلال الله في نفسه وجل موضعه من قبله أن يصغر عنده لعظم ذلك كل ما سواه وإن أحق من كان كذلك لمن عظمت نعمة الله عليه ولطف إحسانه إليه فإنه لم تعظم نعمة الله على أحد إلا زاد حق الله عليه عظما وإن من أسخف حالاة الولاة عند صالح الناس أن يظن بهم حب الفخر ويوضع أمرهم على الكبر وقد كرهت أن يكون جال في ظنكم أني احب الاطراء واستماع الثناء ولست بحمد الله كذلك ولو كنت أحب أن يقال ذلك لتركته انحطاطا لله سبحانه عن تناول ما هو أحق به من العظمة والكبرياء وربما استحلى الناس الثناء بعد البلاء.
                            فلا تثنوا علي بجميل ثناء لاخراجي نفسي إلى الله وإليكم من البقية في حقوق لم أفرغ من أدائها وفرائض لا بد من إمضائها فلا تكلموني بما تكلم به الجبابرة ولا تتحفظوا مني بما يتحفظ به عند أهل البادرة ولا تخالطوني بالمصانعة ولا تظنوا بي استثقالا في حق قيل لي ولا التماس إعظام لنفسي لما لا يصلح لي فإنه من استثقل الحق أن يقال له أو العدل أن يعرض عليه كان العمل بهما أثقل عليه فلا تكفوا عني مقالة بحق أو مشورة بعدل، فإني لست في نفسي بفوق ما أن أخطئ ولا آمن ذلك من فعلي إلا أن يكفي الله من نفسي ما هو أملك به مني، فإنما أنا وأنتم عبيد مملوكون لرب لا رب غيره، يملك منا ما لا نملك من أنفسنا وأخرجنا مما كنا فيه إلى ماصلحنا عليه فأبدلنا بعد الضلالة بالهدى وأعطانا البصيرة بعد العمى.

                            فأجابه الرجل الذي أجابه من قبل.
                            فقال: أنت أهل ما قلت والله والله فوق ما قلته فبلاؤه عندنا ما لا يكفر وقد حملك الله تبارك وتعالى رعايتنا وولاك سياسة أمورنا، فأصبح علمنا الذي نهتدي به وإمامنا الذي نقتدي به وأمرك كله رشد وقولك كله أدب، قد قرت بك في الحياة أعيننا و امتلاء‌ت من سرور بك قلوبنا وتحيرت من صفة ما فيك من بارع الفضل عقولنا ولسنا نقول لك: أيها الامام الصالح تزكية لك ولا نجاوز القصد في الثناء عليك ولم يكن في أنفسنا طعن على يقينك أو غش في دينك فنتخوف أن تكون احدثت بنعمة الله تبارك وتعالى تجبرا أو دخلك كبر ولكنا نقول لك ما قلنا تقربا إلى الله عزوجل بتوقيرك وتوسعها بتفضيلك وشكر ا بإعظام أمرك، فانطر لنفسك ولنا وآثر أمر الله على نفسك وعلينا، فنحن طوع فيما أمرتنا ننقاد من الامور مع ذلك فيما ينفعنا.
                            فأجابه أمير المؤمنين (ع).
                            فقال: وأنا أستشهدكم عند الله على نفسي لعلمكم فيما وليت به من اموركم وعما قليل يجمعني وإياكم الموقف بين يديه والسؤال عما كنا فيه، ثم يشهد بعضنا على بعض فلا تشهدوا اليوم بخلاف ما أنتم شاهدون غدا فإن الله عزوجل لا يخفى عليه خافية ولا يجوز عنده إلا مناصحة الصدور في جميع الامور.
                            فأجابه الرجل ويقال: لم ير الرجل بعد كلامه هذا لامير المؤمنين (ع) فأجابه وقد عال الذي في صدره فقال والبكاء يقطع منطقه وغصص الشجا تكسر صوته إعظاما لخطر مرزئته ووحشة من كون فجيعته.
                            فحمد الله وأثنى عليه، ثم شكا إليه هول ما أشفى عليه من الخطر العظيم و الذل الطويل في فساد زمانه وانقلاب حده وانقطاع ما كان من دولته ثم نصب المسألة إلى الله عزوجل بالامتنان عليه والمدافعة عنه بالتفجيع وحسن الثناء فقال: يا رباني العباد ويا سكن البلاد أين يقع قولنا من فضلك وأين يبلغ وصفنا من فعلك وأنى نبلغ حقيقة حسن ثنائك أو نحصي جميل بلائك فكيف وبك جرت نعم الله علينا و على يدك اتصلت أسباب الخير إلينا، ألم تكن لذل الذليل ملاذا وللعصاة الكفار إخوانا؟ فبمن إلا بأهل بيتك وبك أخرجنا الله عزوجل من فظاعة تلك الخطرات؟ أو بمن فرج عنا غمرات الكربات؟ وبمن؟ إلا بكم أظهر الله معالم ديننا واستصلح ما كان فسد من دنيانا حتى استبان بعد الجور ذكرنا وقرت من رخاء العيش أعيننا لما وليتنا بالاحسان جهدك ووفيت لنا بجميع وعدك وقمت لنا على جميع عهدك فكنت شاهد من غاب منا وخلف أهل البيت لنا وكنت عز ضعفائنا وثمال فقرائنا وعماد عظمائنا، يجمعنا في الامور عدلك ويتسع لنا في الحق تأنيك، فكنت لنا انسا إذا رأيناك وسكنا إذا ذكرناك، فأي الخيرات لم تفعل؟ وأي الصالحات لم تعمل؟ ولو لا أن الامر الذي نخاف عليك منه يبلغ تحويله جهدنا وتقوي لمدافعته طاقتنا أو يجوز الفداء عنك وبمن نفديه بالنفوس من أبنائنا لقدمنا أنفسنا وأبناء‌نا قبلك ولاخطرناها وقل خطرها دونك ولقمنا بجهدنا في محاولة من حاولك وفي مدافعة من ناواك ولكنه سلطان لا يحاول وعز لا يزاول ورب لا يغالب، فإن يمنن علينا بعافيتك ويترحم علينا ببقائك ويتحنن علينا بتفريج هذا من حالك إلى سلامة منك لنا وبقاء منك بين أظهرنا نحدث لله عزوجل بذلك شكرا نعظمه، وذكرا نديمه ونقسم أنصاف أموالنا صدقات وأنصاف رقيقنا عتقاء ونحدث له تواضعا في أنفسنا ونخشع في جميع أمورنا وإن يمض بك إلى الجنان ويجري عليك حتم سبيله فغير متهم فيك قضاؤه ولا مدفوع عنك بلاؤه ولا مختلفة مع ذلك قلوبنا بأن اختياره لك ما عنده على ما كنت فيه ولكنا نبكي من غر إثم لعز هذا السلطان أن يعود ذليلا وللدين والدنيا أكيلا فلا نرى لك خلفا نشكوا إليه ولا نظيرا نأمله ولا نقيمه.

                            وهنا يعلمنا عليه السلام النقد بدلا من الاطراء! ويدفع عن نفسه الثناء بجميل الكلام وطيب الذكر، حتى صار حال من أثنى عليه وكان ثنائه بحق، غاصا بكلامه باكيا منتحبا، فلعمري ما حال من سمع قولة عمر:

                            أَيُّهَا النَّاسُ إنِّي قَدْ مَثَلْت بَيْنَ أَنْ أَخَافَكُمْ فِي اللَّهِ تَعَالَى ، وَبَيْنَ أَنْ أَخَافَ اللَّهَ فِيكُمْ ، فَكَانَ أَنْ أَخَافَ اللَّهَ فِيكُمْ أَحَبَّ إلَيَّ أَلَا وَإِنِّي قَدْ فَسَوْتُ ، وَهَا أَنَا نَازِلٌ أُعِيدُ الْوُضُوءَ.

                            عموما لنكمل الاستفادة من كلام الطاهرين المبرئين من كل سوء،يقول الشيخ حسين الراضي هنا :

                            حرية الفكر والتعبير:
                            قوله عليه السلام: (فَلَا تَكُفُّوا عَنِّي مَقَالَةً بِحَقٍّ، أَوْ مَشُورَةً بِعَدْلٍ)

                            لم يكتف علي بن أبي طالب عليه السلام في حكومته بحرية الفكر والتعبير عن مختلف الآراء مهما كانت في مضمونها ومحتواها، ومهما كان قائلها، بل دعاهم وحثهم إلى أن يقدموا آراءهم ومقترحاتهم ووجهات نظرهم، ومشورتهم بالعدل وبدون أي تردد أو تهيب. قَالَ علي عليه السلام: (مَنِ اسْتَقْبَلَ وُجُوهَ الْآرَاءِ عَرَفَ مَوَاقِعَ الْخَطَاءِ) فمن يطلع على مختلف الآراء ويستقبلها ويقلبها يمنة ويسرة سوف يتعرف على مواطن الخطاء في الضعيف منها، ويعرف مواطن الصواب في القوي منها، أما من يرفض الرأي والرأي الآخر فإنه سوف يكون جاهلا بالعدل والحق والصحيح تطبيقاً للنهج الذي رسمه علي عليه السلام: (النَّاسُ أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا) فربما يعادي الحق ويقف أمامه وهو يتصور أنه يدافع عنه ويضحي من أجله.
                            وكأن علي بن أبي طالب عليه السلام يعتب على أصحابه في تركهم الاقتراحات وما يدور في أنفسهم من أن يبرزوها ويقدموها إلى الحاكم والسلطان عليهم.
                            إن آخر ما توصلت إليه الدول المتحضرة والمتقدمة هو فسح المجال لشعوبهم للتعبير بآرائهم واعتراضاتهم في مظاهراتهم ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة.
                            أما أن تلك الحكومات تدعو معارضيها للتظاهر ضدها وإبداء معارضاتها في وسائل الإعلام بكل أنس وارتياح وتقدير واحترام وتبجيل فهذا ما لم يفعله غير علي عليه السلام في حكومته الفتية، إنه يقول (فَلَا تَكُفُّوا عَنِّي مَقَالَةً بِحَقٍّ، أَوْ مَشُورَةً بِعَدْلٍ) أي لا ترتدعوا ولا تتركوا ولا تكفوا بل ابدوا ما لديكم من مقالة أو مشورة أو رأي.
                            وأما قوله (فَإِنِّي لَسْتُ فِي نَفْسِي بِفَوْقِ أَنْ أُخْطِئَ، وَلَا آمَنُ ذلِكَ مِنْ‏ فِعْلِي، إِلَّا أَنْ‏ يَكْفِيَ اللَّهُ مِنْ نَفْسِي مَا هُوَ أَمْلَكُ بِهِ مِنِّي)
                            في الوافي: «من قبيل هضم النفس، ليس بنفي العصمة، مع أنّ الاستثناء يكفينا مؤونة ذلك».
                            وفي المرآة: «قوله عليه السلام: بفوق أن أخطئ، هذا من الانقطاع إلى اللَّه والتواضع الباعث لهم على الانبساط معه بقول الحقّ، وعدّ نفسه من المقصّرين في مقام العبوديّة والإقرار بأنّ عصمته من نعمه تعالى عليه، وليس اعترافاً بعدم العصمة، كما توهّم، بل ليست العصمة إلّا ذلك؛ فإنّها هي أن يعصم اللَّه العبد عن ارتكاب المعاصي، وقد أشار عليه السلام إليه بقوله: إلّا أن يكفي اللَّه، وهذا مثل قول يوسف عليه السلام: «وَما أُبَرِّئُ نَفْسِى إِنَّ النَّفْسَ لأَمّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلّا ما رَحِمَ رَبِّي».

                            المساواة بين الحاكم والمحكوم:
                            قال عليه السلام: (فَإِنَّمَا أَنَا وَأَنْتُمْ عَبِيدٌ مَمْلُوكُونَ لِرَبٍّ لَارَبَّ غَيْرُهُ، يَمْلِكُ مِنَّا مَا لَانَمْلِكُ مِنْ أَنْفُسِنَا، وَأَخْرَجَنَا مِمَّا كُنَّا فِيهِ إِلى‏ مَا صَلَحْنَا عَلَيْهِ ، فَأَبْدَلَنَا بَعْدَ الضَّلَالَةِ بِالْهُدى‏، وَأَعْطَانَا الْبَصِيرَةَ بَعْدَ الْعَمى‏).
                            هذا تذكير للحكام المستبدين المتكبرين على شعوبهم الذين بيدهم السلطة والقوة والناس في قبضتهم ويغفلون عن الله سبحانه – على أحسن المحامل – فيقول لهم إن هذا لا يصيركم مالكين لرقاب الناس وهم ليسوا عبيداً لكم بل الحاكم والمحكوم والرئيس والمرؤوس كلهم عبيد لله سبحانه وهو المالك للجميع ، والملك كله لله الواحد القهار وهو يملكنا ولا نملك من أنفسنا شيء، قال تعالى: ﴿يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾.
                            ثم إنه ببركة بعثة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله أخرجنا الله سبحانه من الظلمات إلى النور كما دل عليه الكتاب العزيز والسنة النبوية وشرفنا بالهدى بعد أن كانت الجاهلية تلف الجزيرة العربية وأعطانا البصيرة في ديننا بعد العمى.

                            والحمد لله رب العالمين

                            تعليق




                            • قلت :
                              ليست مشكلتنا الحكاية تمريضا او تعريضا!!
                              فلماذا يذكرها علمائك نقل المسلّمات فيكون ما (حكي) عن عمر من حديث الفسوة فضيلة بنظرهم؟!!
                              وقد عهدنا سلفية في منتدى يا حسين يعدّون هذه الحادثة من كرامات عمر...


                              اقول : هي مشكلتك حينما تحاول ان تلزمني برواية ضعيفة

                              قد بينت لك الحكم في رواية الضعيف و بينت انها منقطعة و و لذلك ذكر بن المبارك قول حكي

                              و عموما ليست مشكلتي ان لم تكن تعرف ما هي صيغ التمريض في العربية

                              تعليق


                              • المشاركة الأصلية بواسطة محمد س


                                قلت :
                                ليست مشكلتنا الحكاية تمريضا او تعريضا!!
                                فلماذا يذكرها علمائك نقل المسلّمات فيكون ما (حكي) عن عمر من حديث الفسوة فضيلة بنظرهم؟!!
                                وقد عهدنا سلفية في منتدى يا حسين يعدّون هذه الحادثة من كرامات عمر...


                                اقول : هي مشكلتك حينما تحاول ان تلزمني برواية ضعيفة

                                قد بينت لك الحكم في رواية الضعيف و بينت انها منقطعة و و لذلك ذكر بن المبارك قول حكي

                                و عموما ليست مشكلتي ان لم تكن تعرف ما هي صيغ التمريض في العربية
                                ونقول:
                                ليست مشكلتنا الحكاية تمريضا او تعريضا!!
                                فلماذا يذكرها علمائك نقل المسلّمات فيكون ما (حكي) عن عمر من حديث الفسوة فضيلة بنظرهم؟!!

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
                                استجابة 1
                                11 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
                                ردود 2
                                13 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X