بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّل فَرَجَهم
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ قَرِيناً ، وَ اجْعَلْنِي لَهُمْ نَصِيراً
، وَ امْنُنْ عَلَيَّ بِشَوْقٍ إِلَيْكَ ، وَ بِالْعَمَلِ لَكَ بِمَا تُحِبُّ وَ تَرْضَى ، إِنَّكَ عَلَى
كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَ ذَلِكَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ .
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ
الأخ / جاسم أبو علي 1
المشاركة الأصلية بواسطة 0
وهذا الجزء هو جزء من نبوة سيدنا إبراهيم عليه السلام وليس كل النبوة
فلو كان المقصود بلفظ ( عهدي ) في الآية الكريمة هو النبوة لصار سيدنا
إبراهيم عليه السلام نبياً لكل من جاء من بعده بكل الشريعة التي جاء بها
من غير أن ينسخ منها شيء ولصار على كل شريعته كل الأنبياء من بعده
حتى نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم مثلما فعل الأنبياء من بعد سيدنا
موسى عليه السلام فصاروا على شريعة التوراة حتى زمان سيدنا عيسى
أما سيدنا إبراهيم عليه السلام فقد جاءت الشرائع من بعده ناسخة لبعض ما
كان في شريعتة .
و الأنبياء من بعد سيدنا إبراهيم عليه السلام كانوا أئمة للناس وكانت
شرائعهم مختلفة من سيدنا موسى عليه السلام إلى سيدنا عيسى عليه
السلام إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
قال الله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم
( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ (72) وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً
يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا
لَنَا عَابِدِينَ (73)) سورة الأنبياء
( وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي
إِسْرَائِيلَ (23) وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا
يُوقِنُونَ (24)) سورة السجدة
وقال لنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بعدما ذكر بعض أسماء الأنبياء
عليهم السلام ( أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ ) سورة الأنعام
( { أُولَئِكَ } المذكورون { الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ } أي: امش -أيها
الرسول الكريم- خلف هؤلاء الأنبياء الأخيار، واتبع ملتهم وقد امتثل صلى
الله عليه وسلم، فاهتدى بهدي الرسل قبله، وجمع كل كمال فيهم. فاجتمعت
لديه فضائل وخصائص، فاق بها جميع العالمين، وكان سيد المرسلين،
وإمام المتقين، صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين )
ـ تفسير السعدي ـ
المشاركة الأصلية بواسطة 0
السلام ( فلما عزم وعمل بما أمره الله قال الله تعالى " إني جاعلك للناس
إماما " قال ابراهيم ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) لا يكون بعهدي
إمام ظالم ثم انزل عليه الحنيفية الخ )
فجعله الله عز وجل إماماً للناس فيما لم ينسخ من شريعته مما نزل عليه
قبل ذلك ثم أنزل الله عليه الحنيفية أيضاً التي لا تنسخ إلى يوم القيامة
فكان إماماً للناس في جزء من نبوته كالحنيفية وغيرها وليس إماماً للناس
فيما نسخ من شريعته
والإمامة العامة في جزء من النبوة ليست كالإمامة الخاصة في كل النبوة
وهذا يبين أن لفظ ( عهدي ) ليس النبوة كما تقول لأنه ستكون إمامته في
كل نبوته الكاملة وليست في جزء منها دون جزء .
المشاركة الأصلية بواسطة 0
جزء منها يشمل الإمامة السياسية والتي هي سنته مع أتباعه والمؤمنين به
فهي سياسة الدنيا بالدين وشرائعه وتعاليمه وأنت قد كررت تفسير الطبري
للآية الكريمة وهذا التفسير يشمل الإمامة السياسية فكما كتبت أنت في
نهاية المشاركة قال الطبري
( ويتبعون هديك ، ويستنون بسنتك التي تعمل بها ، بأمري إياك ووحيي
إليك ) .
فهديه وسنته يشمل الدنيا والدين
وكذلك قال الطبري
( وقوله

إبراهيم وإسحاق ويعقوب أئمة يؤتمّ بهم في الخير في طاعة الله في اتباع
أمره ونهيه ، ويقتدي بهم ، ويُتَّبَعون عليه .)
ـ تفسير الطبري ج 18 ـ
( وقد دلت هذه الآية الكريمة على أن الله جعل إسحاق ويعقوب من الأئمة ،
أي جعلهم رؤساء في الدين يقتدى بهم في الخيرات وأعمال الطاعات وقوله
« بِأَمْرِنَا » أي بما أنزلنا عليهم من الوحي والأمر والنهي ، أو يهدون
الناس إلى ديننا بأمرنا إياهم ، بإرشاد الخلق ودعائهم إلى التوحيد .
وهذه الآية الكريمة تبين أن طلب إبراهيم الإمامة لذريته المذكور في سورة
« البقرة » أجابه الله فيه بالنسبة إلى بعض ذريته دون بعضها )
ـ أضواء البيان ج 4 ل محمد الأمين الشنقيطي ـ
المشاركة الأصلية بواسطة 0
أمور الدين والدنيا
وقد أمر الله عز وجل نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بقوله
بسم الله الرحمن الرحيم
( قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا
كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ (162)) سورة الأنعام
( يأمر تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم، أن يقول ويعلن بما هو عليه من
الهداية إلى الصراط المستقيم: الدين المعتدل المتضمن للعقائد النافعة،
والأعمال الصالحة، والأمر بكل حسن، والنهي عن كل قبيح، الذي عليه
الأنبياء والمرسلون، خصوصا إمام الحنفاء، ووالد من بعث من بعد موته
من الأنبياء، خليل الرحمن إبراهيم عليه الصلاة والسلام )
ـ تفسير السعدي ـ
( قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: إنني أرشدني ربي إلى الطريق
القويم الموصل إلى جنته، وهو دين الإسلام القائم بأمر الدنيا والآخرة، وهو
دين التوحيد دين إبراهيم عليه السلام )
ـ التفسير الميسر ج 2 ـ
( 162- قل إن صلاتى وجميع عباداتى ، وما آتيه فى حال حياتى من
الطاعة ، وما أموت عليه من الإيمان والعمل الصالح ، كله خالص لوجه الله
الذى خلق جميع الموجودات ، فاستحق أن يعبد - وحده - وأن يطاع
وحده .)
ـ التفسير المنتخب ج 1 ـ
والحمد لله رب العالمين
تعليق