كشف المحجة لثمرة المهجة - السيد ابن طاووس - الصفحة ٦١
الفصل السادس والثمانون: واعلم يا ولدي محمد حرسك الله جل جلاله من الشواغل عنه بنعمة وعافية مستمرة مستقرة منه، أن إسلام الذين تقدموا على أبيك علي عليه السلام وتزويج جدك محمد صلى الله عليه وآله إليهم وتزويجهم إليه كان على صفة يعرفها من نبهه الله جل جلاله عليها، وقد ذكر الطبرسي أحمد ابن علي بن أبي طالب في كتاب الاحتجاج وغيره أن المهدي عليه السلام ذكر أن سبب إسلامهم أنهم كانوا سمعوا من اليهودية أنه سيظهر محمد ويملك العرب والعباد وأنه يستولي على البلاد وجعلوا لذلك دلائل وعلامات فلما رأوها فيه أسلموا معه طلبا للرياسة، ووقفت أنا على كتاب دانيال المختصر من كتاب الملاحم وهو عندنا الان يتضمن ما يقتضي أن أبا بكر وعمر كانا عرفا من كتاب دانيال وكان عند اليهود حديث ملك النبي صلى الله عليه وآله وولاية رجل من تيم ورجل من عدي بعده دون وصيه أبيك علي عليه السلام وصفتهما فلما رأيا الصفة في محمد جدك صلى الله عليه وآله تبعاه وأسلما معه طلبا للولاية التي ذكرها دانيال في كتابه، ويدل يا ولدي محمد على أن الحال كما ذكره المهدي عليه السلام ودانيال (ع) من أن إسلامهما كان طمعا في الدنيا وأنهما ما طلبا من جدك محمد محاربة القبائل ولا وقفا موقفا يورث عداوة بينهما وبين الأماثل كما فعل أبوك علي بن أبي طالب عليه السلام من عداوة كل من أراد الله ورسوله عداوته من قريب وبعيد وضعيف وشديد بل سكنا سكون الفهد حتى تمكنا من الصيد فسارعا إليه وتركا جدك محمدا صلى الله عليه وآله لم يدفن ولم يشتغلا به بالصلاة والسلام عليه.
= صحيح مسلم » ك تاب الإمارة » باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن
1847 وحدثني محمد بن سهل بن عسكر التميمي حدثنا يحيى بن حسان ح وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أخبرنا يحيى وهو ابن حسان حدثنا معاوية يعني ابن سلام حدثنا زيد بن سلام عن أبي سلام قال قال حذيفة بن اليمان قلت يا رسول الله إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر قال نعم قلت هل وراء ذلك الشر خير قال نعم قلت فهل وراء ذلك الخير شر قال نعم قلت كيف قال يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس قال ك قلت كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك قال تسمع وتطع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع .
الامير و أمير المؤمنين علي بين أبيطالب عليه أفضل الصلاة و السلام إسم خاص له , و إليه تشير هذه الرواية المهمة جدا بالاطاعة ’ فاسمع و أطع للأمير " و الامر هذا وجهه رسول الله صلى الله عليه و آله الاطهار الى حذيفة بن اليمان
قال حذيفة بن اليمان
« عليكم بالطائفة التي تدعو إلى أمر علي بن أبي طالب فإنها على الحق » رواه البزار وصححه الحافظ ابن حجر
وصف حذيفة تسلط المنافقين بعد وفاة النبي (ص) .
قال البخاري في صحيحه:8/100: «عن حذيفة بن اليمان قال: إن المنافقين اليوم شرٌّ منهم على عهد النبي (ص) ، كانوا يومئذ يُسِرُّون ، واليوم يجهرون » !
وفي صحيح البخاري: 4/34: «ابتلينا حتى أن الرجل ليصلى وحده وهو خائف».
وفي صحيح مسلم:1/91: «فابتلينا حتى جعل الرجل منا لا يصلي إلا سراً ».
وقال ابن حجر في شرحه في فتح الباري:6/124: «وأما قول حذيفة: فلقد رأيتنا ابتلينا إلى آخره ، فيشبه أن يكون أشار بذلك إلى ما وقع في أواخر خلافة عثمان من ولاية بعض أمراء الكوفة كالوليد بن عقبة ، حيث كان يؤخر الصلاة أو لا يقيمها على وجهها، وكان بعض الورعين يصلي وحده سراً أ ثم يصلي معه خشية من وقوع الفتنة.وقيل كان ذلك حين أتم عثمان الصلاة في السفر أ وكان بعضهم يقصر سراً وحده أ خشية الإنكار »
ليلة العقبة و محاولة أبابكر و عمر لعنة الله عليهما لقتل النبي صلى الله عليه و آله الأطهار
وردت في القران ايات كثيرة عن المنافقين ومنها الاية التي تتحدث عن محاولتهم اغتيال الرسول ص ليلة العقبة عند عودته من تبوك .......{يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْراً لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ عَذَاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }التوبة74.....جزء الاية (( وهموا بما لم ينالوا )) فسرها المفسرون بمحاولتهم الفاشلة لاغتيال الرسول صلى الله عليه و آله الاطهار
وليد بن جُميع من ثقات و روات الكبار لبخاري و مسلم , و قد ذكر حادثة ليلة العقبة و قد ذكر ان ممن أراد قتل النبي صلى الله عليه و آله الأطهار , ابابكر و عمر لعنة الله عليهما , على ما نقمه منه إبن حزم في كتابه المُحلى
1- حدثنا : يزيد ، أنبئنا : الوليد يعني إبن عبد الله بن جميع ، عن أبي الطفيل قال : لما أقبل رسول الله (ص) من غزوة تبوك أمر منادياً فنادى أن رسول الله (ص) أخذ العقبة فلا يأخذها أحد فبينما رسول الله (ص) يقوده حذيفة ويسوق به عمار إذ أقبل رهط متلثمون على الرواحل غشوا عماراًً وهو يسوق برسول الله (ص) وأقبل عمار يضرب وجوه الرواحل فقال رسول الله (ص) لحذيفة قد قد حتى هبط رسول الله (ص) فلما هبط رسول الله (ص) نزل ورجع عمار فقال : يا عمار هل عرفت القوم فقال : قد عرفت عامة الرواحل والقوم متلثمون قال : هل تدري ما أرادوا قال الله ورسوله أعلم ، قال : أرادوا أن ينفروا برسول الله (ص) فيطرحوه قال : فسأل عمار رجلاًً من أصحاب رسول الله (ص) فقال : نشدتك بالله كم تعلم كان أصحاب العقبة فقال : أربعة عشر فقال : إن كنت فيهم فقد كانوا خمسة عشر فعدد رسول الله (ص) منهم ثلاثة قالوا : والله ما سمعنا منادي رسول الله (ص) وما علمنا ما أراد القوم فقال : عمار أشهد أن الإثني عشر الباقين حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد قال : الوليد ، وذكر أبو الطفيل في تلك الغزوة أن رسول الله (ص) قال للناس وذكر له أن في الماء قلة فأمر رسول الله (ص) منادياً فنادى أن لا يرد الماء أحد قبل رسول الله (ص) فورده رسول الله (ص) فوجد رهطاً قد وردوه قبله فلعنهم رسول الله (ص) يومئذ.
تنبيه : ورد في الرواية انهم 12 وشهد الصحابي عمار رضوان الله تعالى عليه انهم حرب لله ولرسوله في الدنيا ويوم يقوم الاشهاد.. وفي هذا الخصوص نستذكر رواية ذكر فيها نفس العدد / في أصحابي إثنا عشر منافقاً فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة ، وأربعة لم أحفظ ما قال شعبة فيهم.{ صحيح مسلم - كتاب صفات المنافقين وأحكامهم - حديث رقم 2669 }
نكمل
2- أخبرنا : أبو عبد الله الحافظ ، ثنا : أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا : أحمد بن عبد الجبار ، ثنا : يونس بن بكير ، عن إبن إسحاق في قصة تبوك وما كان على الثنية من هم المنافقين أن يرجموا فيها رسول الله (ص) وما كان من أقوالهم وإطلاع الله سبحانه نبيه (ص) على أسرارهم ، قال : فإنحدر رسول الله (ص) من الثنية وقال : لصاحبيه يعنى حذيفة وعمار أهل تدرون ما أراد القوم قالوا : الله ورسوله أعلم فقال رسول الله (ص) : أرادوا أن يرجمونى في الثنية فيطرحوني منها فقالا : أفلا تأمرنا يا رسول الله فنضرب أعناقهم إذا إجتمع اليك الناس فقال : أكره أن يتحدث الناس أن محمداًً قد وضع يده في أصحابه يقتلهم ، ثم ذكر الحديث في دعائه اياهم وأخباره اياهم بسرائرهم وإعتراف بعضهم وتوبتهم وقبوله منهم ما دل على هذا ، قال إبن إسحاق : وأمره أن يدعو حصين بن نمير فقال له ويحك ما حملك على هذا قال : حملني عليه إني ظننت إن الله لم يطلعك عليه فأما إذا أطلعك الله عليه وعلمته فإني أشهد اليوم إنك رسول الله ، وإني لم أؤمن بك قط قبل الساعة يقيناًً ، فأقاله رسول الله (ص) عثرته وعفا عنه بقوله الذى قال.
نكتفي بهذا القدر.. ونستنتج ان هناك صحابة حاولوا اغتيال النبي عبر رمي ناقته .. وقد علم رسول الله صلى الله عليه وآله بمكرهم. ولكنه لم يأمر بقتلهم كونه كره ان يقال ان النبي صلى الله عليه وآله يقتل اصحابه.. وهنا ليعلم المخالف ان هؤلاء ال8 هم من الصحابة وليس عبد الله إبن سلول الذي ترمى عليه كل التهم..
والسؤال يراودنا هنا.. من هم أولئك ال12 الذين حاولوا إغتيال رسول الله.؟
فنقراء ماذا يقول المخالفون في كتبهم /
3- ذكر الوليد إبن جميع في حديثه عن يوم تبوك ان الصحابة الذين أرادوا قتل النبي صلى الله عليه وآله كان من بينهم عمر وابابكر وعثمان وطلحة وسعد إبن أبي وقاص. وكان لهذه الرواية صدمة كبيرة على المخالفين مما أضطر بن حزم لتكذيب الراوي الوليد إبن جميع.. مع انه ثقة
وإليكم الوثيقة.
نلاحظ انه يتم قبول رواية الوليد مالم تحتوي على أسماء.. اما بعد ذكر الاسماء فيصبح الوليد من الكذبة الوضاعون.!!
وإليكم تراجم الوليد في كتب المخالفين /
الوليد بن جميع ثقة , وهو زهري أو(رهوي) مأمون رضي ...
{ معرفة الرجال - يحيى إبن معين - الجزء 1 - الصفحة 97 }
الوليد بن جميع ليس به بأس..
{ أسماء الثقات - الحافظ إبن حفص - الصفحة 245 }.
ختاماً.. نستنتج انتفاء نظرية عدالة الصحابة.. كون الروايات تذكر الفاعلين انهم صحابة..
ثم نرى منهجية المخالفين في رد الروايات وقبولها .!! وقد واتضح لنا ذالك مسبقاً..
والسؤال هنا للمخالفين.
ماذا نسمي من أراد قتل رسول الله.؟ ومخالفة امره.؟
وإن كان كل الصحابة عدول وفي الجنة فماهو حال الصحابة الذين حاولوا قتل رسول الله.؟ الجنة ام النار.؟؟
هذا وصلى الله على محمدٍ وآله الطاهرين.. والعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين.. من الاولين والاخرين.. إلى قيام يوم الدين..
آمين يارب العالمين.. ونسألكم الدعاء ..
_______
المصدر:
1- { مسند أحمد - باقي مسند الأنصار - حديث رقم 23280 }.
2- { البيهقي - السنن الكبرى - الجزء 8 - صفحة 198 - الحديث رقم 15430}
3- { بن حزم - المحلى - الجزء 11 - صفحة 224 }
تعليق