“نعومة” روحاني لا الربيع العربي ما يقلق إسرائيل

وسط التغييرات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، أظهر احصاء جديد أن غالبية الإسرائيليين يشعرون بالأمان، وبوجود روح عيد من الأعياد اليهودية، يعُم في الأجواء شعور بالتفاؤل، إلا أن المسؤولين يرون عكس ذلك.
ويرى المسؤولون الإسرائيليون أن الخوف الأكبر ليس مستمد مما يحدث بالمنطقة، بل من إيران، ورغم أن الرئيس الإيراني الجديد، حسن روحاني، أكد مؤخراً أنه “لا نية لإيران بتصنيع أسلحة نووية في الوقت الحاضر، أو حتى مستقبلاً”، إلا أن تعامل أمريكا مع القضية السورية يمكنه أن يؤثر على إسرائيل.
وقال وزير الاستخبارات والشؤون الاستراتيجية، يوفال ستينيتز، في مقابلة مع CNN، إن البرنامج النووي لإيران وصل لدرجة خطورة فاقت برنامج كوريا الشمالية، وأضاف: “لن يوقف إيران عن متابعة برنامجها النووي إلا تهديد صارم بهجوم مسلح، مثلما فعلت أمريكا مع سوريا، إذ أن التهديد بالتدخل العسكري ساعد في فتح أعين السوريين للتخلص من أسلحتهم الكيماوية.”
وأضاف ستينيتز أن روحاني “سيحافظ على ابتسامته حتى ينتهي من صنع القنبلة”، وأنه مثل” ذئب يلبس ثوب الحمل”، في الوقت الذي أشار فيه مركز العلوم والأمن الدولي في يوليو/ تموز الماضي، إلى أن إيران ستصل إلى “قدرات خطيرة” في أواسط عام 2014.
وفسر المركز الدولي تحذيره ذلك بقوله إن الجمهورية الإسلامية ستتمكن من التزود بكميات يورانيوم صالحة لصنع قنابل نووية، في الوقت الذي ستصنع فيه كميات صغيرة لأغراض سلمية، ودون أن يتم اكتشافها.
ورغم نية سوريا التخلص من أسلحتها الكيماوية، إلا أن المسؤولين يشككون في المهلة الزمنية التي أعلنها النظام السوري لتنفيذ العملية، أي عام، ستكون كافية للتخلص من الأسلحة، مشيرين إلى أن الانتهاء من التخلص من الأسلحة الكيماوية سيتطلب ما بين ثلاثة إلى أربعة أعوام، وأن هذه الفترة يمكن أن تزيد بفعل تأخير يمكن أن يسبه الوضع السياسي المضطرب في البلاد، بالإضافة إلى احتمالية تهريب الأسلحة وسط الفوضى، الأمر الذي يمكن أن يحفظ لسوريا جزءاً من عتادها الكيماوي.
ويبدو أن قلق المسؤولين الإسرائيليين لا يتمحور حول الأيدي التي يمكنها أن تمسك بسوريا، إلا أنهم يفضلون ذهاب الأسد على بقائه، إذ عبر سفير أمريكا لدى إسرائيل، مايكل أورن، عن ذلك بقوله: “إننا نفضل وجود أشرار غير مدعومين من إيران، على وجود أشرار مدعومين منها.”
ورغم الخوف الإسرائيلي من إيران، إلا أن التغيير العربي يساعد السياسة الإسرائيلية بشكل كبير، إذ “يلحق الجيش المصري الأذى بحركة حماس”، من خلال قطع الأنفاق على الحدود مع قطاع غزة، والتي تستخدم للتجارة والحصول على الأسلحة، وتستمر من جهة أخرى محادثات السلام الفلسطينية (رغم أن المسؤولين الفلسطينيين يرون أنها لن تفضي لأي حل).
كما أن اهتزاز أكبر جيشين في المنطقة، السوري والعراقي، يصب في المصلحة الإسرائيلية، وتبدو ثقة تامة على أوجه المسؤولين الإسرائيليين بقدرتهم على منع أي تهريب لسلاح كيماوي إلى حزب الله، في الوقت الذي يبدون فيه واثقين أيضاً على احتواء أي حركة سنية متشددة، يمكنها أن تنبع في فترة ما بعد نظام الأسد.
تعليق