في عام 1683 انتصر الملك البولندي جان الثالث -المشهور بيوحنا- على الجيش العثماني في معركة فيينا، وكان انتصاره إيذان بوقف الزحف العثماني/ الإسلامي على أوروبا للأبد..

وفي عام 1920 انتصرت بولندا على الاتحاد السوفيتي في معركة وارسو لتوقف الزحف الشيوعي على أوروبا أيضا للأبد..

بولندا كانت خط فاصل بين الغرب والشرق، وعلى أسوارها وبقادتها حفظت أوروبا من غزوات المستعمرين

قلت قديما أن ابن تيمية لم يكن عالم ولا نيلة..هذا كارثة حطت على المسلمين ووجدت من يحييها في كل زمن

لم يكن يفرق بين قطعي الدلالة وظني الدلالة، ورأى كل نصوص القرآن محكمة، وفسر المتشابه بالحروف المقطعة، راجع كتابه تلبيس الجهمية ونقله عن مقاتل بن حيان هذا الخبر في سياق التوكيد.

الحروف المقطعة كتبت بالسريانية ولأنه كان جاهلا بتاريخ القرآن ،وبلغات الشرق الأوسط القديم فسر القرآن بطريقة خاطئة.. وأسس مذهبا أشد دموية وعصبية من السابقين، حتى أن كتبه تعد مرجعا في الأخطاء المنطقية والعلمية والتجني على الناس بالكذب

المتشابه من الشبه أي وجود نظير مكافئ للفظ والمعنى، والحروف المقطعة ليست متشابهة لأن نظيرها معدوم، هكذا أخطأ الرجل وقدسه تلاميذه رغم أن عقله في الميزان العلمي كان ضعيف

لم يكن ابن تيمية فقط تكفيريا بل كان كذابا بادعائه الإجماع في جل أعماله، وفي اتهامه للغزالي بسرقة فلسفته من ابن سينا والتوحيدي وإخوان الصفا، وسرقة تصوفه من أبي طالب المكي

حتى الفخر الرازي لم يسلم من لسانه اتهمه بسرقة علومه من الشهرستاني والجويني

كان لا يرى عالما غيره ، زي السيسي دلوقتي لا يرى قائدا غيره، فابن تيمية هو نسخة (سيكولوجية) من السيسي وإسقاط فاضح لخطايا التاريخ

هيباتيا كانت عالمة رياضيات

وفي القديم كانت الفيزياء والرياضيات والفلك شئ واحد، كانت تكتب رموزها الرياضية بطريقة علمية، ظن الأسقف الإرهابي.." سيريل/ كيرلس الأول"..أنها شفرات للتواصل مع الجان فاتهمها بالتنجيم والسحر وبالتالي الوثنية والكفر..

نفس ما حدث مع ابن تيمية حين اتهم جابر ابن حيان بالكفر لأنه كان يعمل بالكيمياء التي هي في نظر ابن تيمية (أعمال سحرية)
أحيانا يدفع العلماء ثمن جهل الشيوخ والرهبان

أتذكر حين خرج الشيخ محمد عبدالله نصر مستهزءا بعقيدة المهدي المنتظر، فظنوا أنه يقول أنه المهدي وحبسوه لهذا السبب، ولم ينتبهوا أن حبسهم له وهم مؤمنين بالمهدوية تناقض مصدره الجهل بماهية المخلص..

أفضل طريقة لصناعة صنم

قدمه للناس على أنه فلتة زمانه وبالذكاء والدهاء يفحم خصومه، رغم أنه في الأصل قد يكون جاهل عالي الصوت، أو أن القناة متحيزة أو المذيع غبي أو ضعيف وقد يكون متحيز..

إضافة إلى أن عناوين تقديمه يجب أن تحاكي ثقافة العرب الباحثة عن الفضائح والعناوين المثيرة كونها خروج عن المألوف، واحنا شعوب لو عاوزة تخرج عن المألوف تنحرف أو ترتكب جرائم.!

يعني لو عاوز تسقط محمد حسان قل.."فضيحة محمد حسان"

ولو عاوز تعمله صنم قل.."الشيخ محمد حسان يفحم نصراني كافر أو يرد على مدعي الألوهية أو مدعي نبوة "..

ضع رمز قبيح أمامه فورا وهو يبقى بطل

غالبا قنوات اليوتيوب صاحبة هذه العناوين تبحث عن المال، فكلمة فضيحة أو إفحام أو إخراس تعني مشاهدة أكثر للفيديو وبالتالي أرباح أكثر لها من الإعلانات والضغطات، واحنا شعوب ميالة الآن للعنف وهذه المصطلحات ترضي غرائزنا وكراهيتنا الآن للكون.

تذكروا أن صناعة إرهابيين كعدنان العرعور وشيوخ السلفية حدثت بنفس الطريقة، وتم تقديمهم للناس كأبطال، صحيح ظهروا على حقيقتهم بعدين..لكن بعد ما خربت مالطة..

يوجد بعض المفكرين كالأستاذ والصديق الرائع .."أحمد سعد زايد".. يستخدم هذا الأسلوب أحيانا في إسقاط بعض رموز الجهل والإرهاب كذاكر نايك وأمثاله، صحيح لم ينتشر كما انتشر الآخر لأن قناة زايد غير مشهورة ومحتواها ثقافي لا يرضي طموح الشعب الباحث عن الأغاني والأهداف والفضائح واللقطات الية، لكنها محاولة في بحر راكد من الجهل لعل الأمة تصحو من سباتها العميق

يقول شيخ الأزهر: المسيحيين كفار عندنا واحنا كفار عندهم
هذا غير صحيح

كلمة (كفار) غير موجودة في القاموس المسيحي، لم تذكر في الإنجيل إنما ذكرت في العهد القديم بمعنى (غطى - ستر) وذكرت كذلك في الذبائح والقرابين ولم يقصد بها أي معنى ديني سياسي،

لكن كلمة كفار حسب مفسري الإسلام تعني (غير المسلمين) رغم أن بعض اللغويين العرب -كابن منظور - ينفي ذلك ويردها لأصلها العبري بمعنى غطاء الشئ، ومنه اشتقت في الإنجليزية Cover وكلها بمنطوق صوتي واحد..

شيخ الأزهر جاهل بعقائد المسيحيين، وسكوت تواضروس وباقي الكهنة لا يعني موافقتهم بل ضعف منهم عن الرد وترجيح عدم الجدال ..

وصف المسيحيين بالكفار حتى لو كان بدافع إقرار نسبية الآراء الدينية خطأ..لأن مدلول الوصف الآن قبيح جدا ويشرع استهداف الأقباط وقتلهم وسلبهم وغزوهم، ولو أراد المسلمون علاج ذلك فسهل..عليهم فورا رد الكلمة لأصلها السامي (غطى - ستر) وقتها سيفهموا من هم الكافرين في القرآن..وكيف كان الخطاب حاد معهم..

الفرق بين المسيحية والمسيحانية..

الأولى: ديانة يؤمن بها أكثر من 2 مليار إنسان الآن بين كاثوليكي وأرثوذكسي وبروتستانتي وغيرهم

أما الثانية: هي اتجاه سياسي يؤمن بعودة مخلص آخر الزمان (المسيح المنتظر –المهدي –الدجال – عودة المسيح) وصنعت خط فكري متصل بين كل الأديان الإبراهيمية.

يوجد مسيحيون (مسيحانيون) في الحقيقة، يعني مؤمنين بديانة يسوع لكن في نفس الوقت منتظرين مخلص آخر الزمان
الاتجاه المسيحاني أثر في كل الديانات خصوصا الإبراهيمية، وكان سبب في نشوب صراعات أهلية كالتي بين السنة والشيعة الآن ومحاكم التفتيش في أسبانيا حتى في الثورة البلشفية الروسية كان فيها اتجاه مسيحاني ونبوءات بظهور المخلص..ويقال أن أوكرانيا تأثرت هي أيضا بالمسيحانية ونشبت عداوة تاريخية بين الأوكران والروس لنفس السبب.

باختصار: المسيحية ديانة، أما المسيحانية اتجاه سياسي متطرف، وبالمثل فالإسلام ديانة أما المسيحانية المؤثرة فيه هي التي أشعلت حروبه في الغالب.

لا يوجد مسيخ دجال ولا عودة للمسيح آخر الزمان

هذه من خرافات وقصص الرواة المسلمين تأثرا بالمسيحيين في بلاد الشام خلال القرنين الثامن والتاسع

يؤمن المسيحيون بعودة المسيح على السحاب آخر الزمان

أخذ الرواة هذا الإيمان وأضافوا إليه لمحة عربية بالغزو والغنائم فزعموا أن المسيح سينزل لحرب العالم وتوحيده تحت كلمة الإسلام، ورغم أن هذا ضد سلوك المسيح نفسه وطبيعته المسالمة لكن لم يفكر المسلمون في هذه القصص وسألوا أين مصدرها رغم أن القرآن يخلو من تلك القصص تماما ولو حتى بالإشارة..

بل أن القرآن أقر بموت المسيح في عدة آيات، لكن استسلام المسلمين للكهنة والدجالين أدى بهم لتحريف دينهم واختراع قصص وأساطير وهمية شغلتهم عدة قرون حتى انتكسوا..

أما الدجال أصله.."مسيح اليهود المنتظر".. ومن أطلق عليه الدجال هم المسيحيون الذين انتظروا عودة يسوع آخر الزمان ليقتل مسيح اليهود، ودليل ذلك أن كل روايات الدجال تقول بأن أتباعه من اليهود 70 ألف، والمعركة بين الدجال والمسيح صيغت أحداثها في زمان الحرب بين الفرس والروم ، فاليهود كانوا موالين للفرس، أما المسيحيون فيدافعون عن عقيدتهم في يسوع وبالتالي تحالفوا مع الروم، من ثم وضعوا النبوءات بأحدث آخر الزمان التي ينتصر فيها مسيحهم على الدجال اليهودي في دمشق والشام موطن المعركة الدائرة بين الفرس والروم آنذاك.

أما صفة الدجال (الأعور الضخم) نقلها المسيحيون من صفات السيكالوب اليوناني أحد آلهة وأساطير الإغريق المنتشرة في الشام وقتها، وعندما سيطر المسلمون على الشام نقلوا روايات الدجال لتدخل في كتب السنن والمسانيد والصحاح، وعندما جاء المتوكل العباسي وفرض مذهب أهل الحديث أخذت كل هذه الروايات صفة العصمة حتى بات نكرانها شيئا قبيحا..رغم أنها في الأصل كانت مجرد (حواديت)..

معلومة

الأقليات الدينية والعرقية المضطهدة تلجأ لوسيلتين للهرب وحفظ كيانها عبر السنين:

1- تعتنق الفكر الباطني ، ويعني الإيمان بنصوص لها حقيقة غائبة تظهر بالكشف الإلهي وأخرى ظاهرية خاصة للعوام..لذلك فالفكر الباطني سري جدا وحقائق الأديان فيه حصريا عند الشيوخ والرهبان

2- تلجأ للعيش في الجبال هربا من الغزو، فالجيوش القديمة كانت تفضل العمل في المناطق المفتوحة وترى أن الجبال إما طبيعة قاسية تستنزف الجنود وإما مجرد أفخاخ

لاحظ الآن معظم الأقليات تعيش في مناطق جبلية كالأكراد والأيزيديين والعلويين والدروز..وهذا من أثر اضطهادهم في العصور القديمة، وأخرى كانت في أودية وجبال معزولة كالأقباط في سيناء والصحراء الشرقية والغربية

سؤال يراودني منذ الصغر

لماذا العرب متخلفين حتى في الرياضة؟..لماذا لم يصعدوا مثلا لأدوار نهائية في كأس العالم للألعاب الجماعية والفردية؟..لماذا متأخرين في الأولمبياد؟..

قلت: الجواب ليس في المال، هناك دول أفقر من العرب فازت ، كنيجيريا وغانا والكاميرون وكينيا وأثيوبيا وكوبا وجامايكا، هذه دول أفقر نعم..لكن متقدمين في بعض الألعاب

لاحظت أن أقوى دول العالم في الجيش والسياسة والاقتصاد والبحث العلمي..هم أعظمهم في الرياضة..(أمريكا – روسيا – الصين – بريطانيا – اليابان – فرنسا) ..أضف ليهم (البرازيل والأرجنتين) هذه من أكبر اقتصاديات العالم، وهم قادة كل دول أمريكا اللاتينية..

لماذا إيران وتركيا وإسرائيل حتى يسبقونا في الرياضة؟..عدد الميداليات التي فازت بها إيران في الأولمبياد الأخير أكبر من عدد ميداليات كل الدول العربية مجتمعة كما وكيفا.

هل المشكلة مشكلة لغة؟..أم هي مشكلة جغرافيا؟

لم أجد جواب واضح حتى الآن سوى أن العرب يعانون من عقدة نفسية تجاه الآخرين، وهي ناجمة من العزلة الثقافية والسياسية وسيطرة جماعات أيدلوجية ودينية على المجتمع نشرت الكراهية والحقد على الآخرين، فالتسامح قوة بالأساس..والكراهية ناجمة عن شعور بالضعف، بالتالي العربي ينزل الميدان خائف متوتر فاقد للثقة ومهما تعلم وتدرب سينسى كل شئ..لاحظ شعور اللاعب المصري الذي رفض مصافحة نظيره الإسرائيلي في الأولمبياد الأخير؟..في المقابل تأكد أن شعور منافسه كان أفضل وحاز على إعجاب كل شعوب العالم، وتم تصوير إسرائيل دوليا بالمسالمة وشعبها بالمتسامح..رغم أن هذا غير حقيقي.

حتى في الرياضات العنيفة، مفترض أن العربي أكثر شعوب العالم عنفا الآن، المفروض يكون متقدم في المصارعة أو الملاكمة أو رفع الأثقال، نظريا لو حسبنا كمّ الكراهية والكبت عند العربي الذي لو فرغناه في بطولة دولية لحصدنا كل الألقاب، لكن الواقع غير ذلك..حتى هذا الجانب متأخرين فيه وتسبقنا فيه شعوب مسالمة للغاية.

أخشى لو عملوا بطولة للإدمان والخمر والتهييس نطلع برضه متأخرين رغم إن العربي هو أكثر واحد مسطول في العالم، المهم إنه سيخسر لو دخل مسابقة، وهذا يؤكد وجهة نظري أن المشكلة نفسية في الأخير ناجمة عن العزلة والدونية المتفشية اجتماعيا.

يقول الشيخ علي جمعة: .."لا يجوز للزوج المسافر الدخول على زوجته إلا بعد الاتصال بها"..

الكل رأى أن هذه الفتوى تشريع (بالخيانة) واتهم الشيخ أنه كذا وكذا..وهذا غير صحيح، الشيخ علي جمعة يطبق ما جاء في التراث بالحرف

تأكدوا أن كل فتوى (غريبة) من الشيوخ مصدرها حديث أو رواية تاريخية مهما بلغت درجة غرابتها أو شذوذها

ما أفتى به الشيخ جمعة معروف في الفقه ب.."فقه المُغيّبات"..بضم الميم وتشديد الياء، وهن الذين سافر أزواجهن للجهاد، وبحكم هذا الزمن كان يقعد بعض الرجال عن الحرب فتحدث خيانات زوجية، ولضبط هذه المسألة تم النهي والتحريم بلغة عنيفة وصلت لمساواة الخائن بالمغيبة بالزاني بأمه..

عن بريدة قال..قال رسول الله.." .."حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم، وما من رجل من القاعدين يخلف رجلا من المجاهدين في أهله فيخونه فيهم، إلا وقف له يوم القيامة، فيأخذ من عمله ما شاء"..(صحيح مسلم حديث رقم 1897)

وعن جابر بن عبدالله قال.." إذا دخلت ليلا، فلا تدخل على أهلك، حتى تستحد المغيبة، وتمتشط الشعثة"..(صحيح البخاري حديث رقم 5264)...وفي رواية أخرى في مسند أحمد قال.." إذا دخل أحدكم ليلا، فلا يأت أهله طروقا"..يعني مش من حقك تخبط أصلا على الباب وتعرفها إنك موجود

أما الاستحداد يعني حلق العانة، والامتشاط يعني تهذيب شعرها، ومعنى حديث البخاري هو إعطاء الفرصة للمرأة بالتزين، وعلى ذلك أخذ علي جمعة الحديث أن الغرض من الاتصال هو (التزين) وليس التأكد من وجود عشيق من عدمه..

لكن لو فرضنا أن زمن الاستحداد على الأقل نصف ساعة والتمشيط نصف ساعة، فهذا يعني إن الزوج يلزمه قبل الدخول على زوجته (ساعة كاملة) وهذا طبعا يعطي الفرصة للعشيق بالهروب، بل قبل دخول الزوج سيكون العشيق وصل بيته ونام كمان، وعلى هذا التفسير أخذ المعترضين على الشيخ واتهموه بتشريع (الدياثة)

القصة طبعا فيها نُظُر، وهي مشكلة الشيوخ بعدم تفريقهم بين النظري والعملي، بحيث إن مشاكل الخيانة الزوجية تحدث في المجتمعات العسكرية بكثرة ، أو التي يكثر فيها السفر والعمالة الخارجية، وللأسف مصر تقع في هذه الحالة، فالزوج يذهب للعمل بالسنوات ولا يعود لزوجته فإذا ضعفت مرة يتهمها وربما يقتلها..مع إنه في الغربة قد يكون زنا أو تزوج لكن هذا حال المرأة في مجتمعاتنا البائسة..

باختصار: كلام علي جمعة من التراث هو لم يخترعه، وقصده فيه نبيل، لكن لو أسقطناه عمليا في المجتمع فهو تشريع واضح بالخيانة وإعطاء فرصة للعشيق بالهرب ، والحل طبعا (تكبس) عليهم ولو معاك محمول صورهم وارفع عليها قضية زنا لأنك لو سمعت كلام علي جمعة هاتعيش طول عمرك بقرنين..!

توجد فئة من كل شعب حوالي 20% تؤيد الحكومة في صورة تأييدها للدولة،

هذه نسبة معترف بها عالميا.

عندما فاز الإخوان بدستور 2012 بنسبة نعم 65% قلت وقتها أن الإخوان أقلية في الشارع، أي نسبتهم الحقيقية 45% على الأكثر، لو طلعنا نسبة 5 إلى 10% إرهاب وتخويف باسم الدين وشراء أصوات هايصبح الإخوان الثلث.

خدعتهم الأرقام لجهلهم وأصروا أنهم أغلبية ففقدوا كل شئ

نفس الأمر يحدث الآن مع أنصار السيسي، متوهمين أن هذه النسبة التي يرونها في الشارع أو في الإعلام مؤيدة، لا يدركون حقيقة هذه الفئة أنها حتى لو حكم اليهود مصر سيؤيدوها بدعاوة كثيرة كالأمن والاستقرار والشك في البدائل وغيرها.، لكن التحدي الحقيقي لتلك الفئة سيسقطوا فيه وهو جانب (التضحية)

الشارع الآن ضد الحكومة المصرية، ولولا فقدان المعارضة لأدواتها ورموزها وسفر أغلبيتهم للخارج لكنا نرى الشارع المصري يتحرك من جديد، ومشاهد التحرير في يناير ويونيو ستعود

واهم من يعتقد أن الشعوب تتحرك من تلقاء نفسها..هذا غير صحيح، الحركة يلزمها وسائل وقيادات ورموز والأهم (حُسن التنظيم) والتفكك في المعارضة الآن هو سبب هذا الكمون المصري، فالنظام عندما يريد فعل شئ سيفعله..لا وجود لأي معارضة تماما ..هي بحكم الميتة أو الغائبة عن الوعي

وظيفة الإعلام العربي هي طمس الحقائق واستغباء الشعب

فارق بين الغباء والاستغباء، فالغباء أن تعتقد كونك إنسان طبيعي أو متفوق بل يراك المجتمع غبيا، أما الاستغباء هو أن تعرف الحقيقة لكن تطمسها وتدعي الجهل خوفا على نفسك أو دفاعا عن مصالحك.

هم ليسوا أغبياء بالصورة المعروفة، بل يفهمون أنهم على باطل ويكذبون كي يروا صورهم جميلة، يعانون صراعا بين العقل والمادة..بين الضمير والمصلحة، أو منهم أغبياء فعلا بحكم تواجدهم وتواطئهم مع كل الأنظمة السابقة.

متى يكف الإعلام عن التضليل والتزوير الممنهج؟

متى يكف عن تجهيل الشعب عمدا مع سبق الإصرار والترصد؟

كلمة الفرقان في كتاب الله لا تعني القرآن

قال تعالى.."وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون".. [البقرة : 53]
وقال أيضا.."ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين".. [الأنبياء : 48]

يستحيل أن يكون الفرقان هنا قرآن لأن موسى لم ينزل عليه سوى الألواح، ولم يؤتى للعمل به سوى التوراه

طب ما معنى الكلمة؟

هي جاءت في سياق القرآن بآية واحدة هي.."تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا".. [الفرقان : 1] وهنا الآية وصف للقرآن وليست قرآن بحد ذاته، أي لو وصفنا ما نزل على موسى بأنه (الحق) فما نزل على محمد هو (الحق) أيضا..

طب ما معنى الكلمة؟

الكلمة عبرية وتكتب פרקנ وتقرأ (فرقن) وتعني الخلاص أو التخليص أو الإنقاذ أو الفوز ، والمثير أن الفخر الرازي في تفسيره نقل هذا الكلام بقوله.." وقيل: الفرقان هو النجاة، وهو قول عكرمة والسدي، وذلك لأن الخلق في ظلمات الضلالات فبالقرآن وجدوا النجاة"..(التفسير الكبير 2/ 261)

إذن فما أنزل على موسى وهارون هو خلاص وإنقاذ، وما أنزل على محمد هو خلاص وإنقاذ، فهي وصف للكتاب المقدس والوحي على الأنبياء..والتفسير القديم حدث لجهل المفسرين باللغات السامية ومنها العبرية والسريانية

نظام السيسي معروف في الغرب بالدكتاتورية وسمعته سيئة في مجال حقوق الإنسان، والصحافة هناك تهاجم مصر كثيرا..

موضوع خفض المعونة الأمريكية خطير لو حسبناه ضمن هذا السياق ، لأن سيتبعه بالكاد إجراءات أخرى تحدث كما يلي:

1- عقوبات اقتصادية قد تشمل عدة بنوك مصرية، وفكرة العقوبة الأمريكية مش سهلة لأنها بتحرم الدولة من الدولار اللي هو ضعيف أصلا عندك..وأغلب ما تمتلكه من احتياطي معدود في أصل الديون..

مصر دولة غير منتجة وتعيش على الاستهلاك بنسبة 80% ودي كارثة معناها إن أي عقوبة – ولو بسيطة – معناها تضاعف مستوى الخطر.

2- العقوبات معناها تخلي حلفاء الغرب عنك خصوصا الإقليميين زي السعودية والإمارات، ودول بالذات لو وضعوا في مفارقة اختيار بين مصر وأمريكا سيختاروا الثانية لسبب بسيط لأنها اللي بتحمي عروشهم.

3- مصر غير قادرة الآن على إيجاد بديل لأمريكا، بمعنى إنها عاجزة عن الانفتاح على المحور الإيراني الروسي ، والسبب تورطها في عدة تحالفات ضدهم في اليمن وقطر في الفترة الأخيرة، ربما كان يصبح هذا متنفس خصوصا بعد القطيعة مع تركيا، لكن حتى الحل البديل لو فرضت عقوبات هو حل مستحيل..

هذا غير ثقافة الشعب اللي عمال تسقيه ليل نهار كراهية الشيعة وإيران، وقت ما تتخذ قرار بالانفتاح عليهم سينشق النظام من الداخل ويضعف حتى يفقد السيطرة..

4- أمريكا مش مجنونة كي تدفع بكل قوتها في العقوبات ضدك، هي ستظهر حرصها على المصالح والعلاقات، لكن سياسة العصا والجزرة مشهورة في النظام البراجماتي ، ودا معناه إن هدف العقوبات ليس (إسقاط النظام) بل (الضغط والتركيع)... بالعكس..أمريكا يهمها جدا نظام السيسي باعتباره حليف لحلفائهم في الخليج.

خفض المعونة أثار هياج النظام المصري اضطر معها لرفع شعارات وطنية وقومية معتادة في هذه الظروف بهدف إثبات الذات، لكن حتى الآن لم يدرك جهابذة التحليل في القنوات البعد الأخطر في المسألة، فما حدث ليس مجرد خفض..هذه عقوبات ستصلك في الطريق..خصوصا ومصر الآن خارجيا في أضعف حالاتها وعلاقاتها الخارجية لم تعد فيها مخيرة بين الأخذ والعطاء ،الدولة فقدت تقريبا كل أوراقها السياسية والاقتصادية ..حتى والإعلامية..

إعلام مصر الآن أصبح غير مؤثر..كان هو الورقة الرابحة لنظام مبارك زمان، دلوقتي أصبح عاجز عن اختراق الحدود.

باختصار: مصر مش حمل أي عقوبات أمريكية، كل الدول التي طالتها عقوبات هي دول منتجة ولديها موارد، لذلك فرص التأثير عليهم مش كبيرة، صحيح يوجد تأثير سلبي لسطوة الدولار والاقتصاد الأمريكي..لكن عندهم البدائل..أما إنت كمصري..ما هو البديل عندك لكي تقف ضد الكونجرس فيما لو أقدم على مناقشة عقوبات ضد القاهرة؟..