إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

هذا إقرار مني بإمامة الأئمة المعصومين عليهم السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #61
    يقول الجمال:
    هو من يمضي أحكام الله وأوامره

    ونقول:
    وفسر الماء بعد الجهد بالماء.
    لنوضح.
    الله تعهد الا تخلوا ارضه من خليفه اما امام او نب ياو رسول.
    فمن هو خليفة الله في ارضه والمعين من قبل النبي بامر الله؟؟؟؟
    ولازلنا ننتظر الرد.



    يقول:
    الجواب هو قولك
    أمضاء احكام الله وأوامره هو الحكم وليس غيره

    يمضي الأحكام يعني ينفذها والتفيذ بيد الحاكم وليس بيد غيره

    أرجو أن تكون النقطة واضحة
    واقول:
    اضحك الله سنك.
    هذا القول ليس قولي, هو قول القرطبي, ذكرته من باب اقامة الحجة عليك, ولم اوفق او اعارض القرطبي لتنسب الكلام لي.
    ولازلنا ايضا في انتظار الرد.




    يقول:

    لا ليس ذلك من مهامهم كأنبياء

    قال تعالى " وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ "

    ارجو أن تقرأ مشاركتي رقم 25 جيدا ففيها شرح عن هذه النقطة
    ونقول:
    اولا:
    هل نفهم من كلامك انه وضيفة الرسل والانبياء هو البلاغ فقط؟؟؟؟؟
    ثانيا:
    اجابتك معارضة للقرآن, فقد قال تعالى:
    كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه...الايه.

    ويقول تعالى:
    انا انزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما اراك الله ولا تكن للخائنين خصيما

    ويقول تعالى:
    انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا والربانيون والاحبار....... الايه.


    ويقول تعالى:
    وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما انزل الله.......الايه.



    ويقول تعالى:
    وان احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم واحذرهم ان يفتنوك.....الايه.



    ويقول تعالى:
    واذ قال موسى لقومه ان الله يامركم ان تذبحوا بقرة قالوا اتتخذنا هزوا قال اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين



    اذا يتبين من هذه الآيات ان الله يأمر الانبياء ان يمضوا احكامه وامره!!
    واجابتك ياصاح مخالفة لصريح الآيات.



    في انظار الرد على السؤالين السابقين.

    تعليق


    • #62
      المشاركة الأصلية بواسطة ابو حسام
      لا اعرف هل هذا حوار ام لجاجة

      سالتك ماهو الاشكال على اية الولاية انما وليكم الله ورسوله
      وأجبتك والله شهيد على ذلك وإن شئت أن أزيدك فعلت رغم أن ما جئت به كفاية

      لدفع توهم أن يكون سيدنا علي = الذين آمنوا في الآية

      راجع الرابط

      http://yahosein.redirectme.net/vb/sh...4&postcount=33



      المشاركة الأصلية بواسطة ابو حسام
      واما اذا كان كل اية لها معنى اخر لا تكون حجة
      لايكون حجة قرآنية الا ماكان محكما دالا على المعنى المراد الإحتجاج به

      لامجال للطرق واللي مع الآيات هداك الله فالقرآن " عربي مبين "



      المشاركة الأصلية بواسطة ابو حسام
      فاقول فماهو دليلة على وجوب الصلاة
      اذا كنت لاتعرف أن الآيات التي تدل على وجوب الصلاة كثيرة ومحكمة فما ابعدك عن كتاب الله

      أنصحك ونفسي بتدبر كتاب الله وقراءته


      واشكر لك مداخلتك




      اللهم اهدنا و اهد بنا

      تعليق


      • #63
        الزميل بوحسن


        اذا لم يتوفر عندك احترام المحاور فليكن على الأقل حياء


        المشاركة الأصلية بواسطة بوحسن
        يقول الجمال:
        يقول:
        الجواب هو قولك
        أمضاء احكام الله وأوامره
        هو الحكم وليس غيره

        يمضي الأحكام يعني ينفذها والتفيذ بيد الحاكم وليس بيد غيره

        أرجو أن تكون النقطة واضحة
        واقول:
        اضحك الله سنك.
        هذا القول ليس قولي
        , هو قول القرطبي, ذكرته من باب اقامة الحجة عليك, ولم اوفق او اعارض القرطبي لتنسب الكلام لي.
        ولازلنا ايضا في انتظار الرد.
        لماذا تكذب هداك الله وأصلحك ساقتبس لك قولك الكلام باللون الأحمر يوضح تناقضك

        وباللون لأخضر يجيبك على بقية كلامك من كلامك

        المشاركة الأصلية بواسطة بوحسن
        يقول:
        القول بأنه لايحكم الناس الا من نبي لا دليل عليه الا اتباع الهوى
        بل إن الدليل على عكسه فليس كل الأنبياء قد حكموا مع أنه قد ثبت أنهم هم الأئمة على الناس بنص القرآن يقتدون بهم ويطيعونهم حكاما ومحكومين
        واقول:
        انا لم اقل هذا ابدا, بل اتفق معك.
        كلامي كان:
        وخليفة الله في ارضه هو من يمضي احكام الله واوامره

        وهذا لايعني الحكم ابدا, كما هو حال كثير من الانبياء, واجبهم امضاء احكام الله واوامره حتى لو يحكموا.
        فعدم حكمهم لايسقط عنه مااوجبه الله عليهم من امضاء احكام الله واوامره في ارضه.
        وفيما يتعلق بالايات الكريمة التي أحضرتها ليس الحكم فيها بمعنى الولاية العامة

        بل بتبليغ الأحكام والقضاء بها

        فلم يتمكن كل الأنبياء من الحكم وإمضاء ( تنفيذ الأحكام )

        فتنفيذ الحكم وإمضائه غير النطق به فتنبه




        اللهم اهدنا و اهد بنا
        التعديل الأخير تم بواسطة الجمال; الساعة 02-03-2005, 02:33 AM.

        تعليق


        • #64
          الزميل العزيز عبدالمؤمن

          نحن زملاء قدماء ولا تظن أنني نسيتك

          ولي رجاء

          لخص ما تريد دون أن يكون مكررا وسبق مناقشته حتى استطيع فهم ما تريد

          فهل أطمع منك بذلك ؟

          على الأقل من أجل الصحبة القديمة


          اللهم أهدني وعبدك عبدالمؤمن ومن يقرأ ما نكتب الى ما أختلف فيه من الحق بإذنك



          اللهم اهدنا و اهدبنا

          تعليق


          • #65
            وفقـــك الله شيخنــا الجمال وحفظك الله


            أسجـــــــل هنا للمتابعــــــــه




            ودمتـــــــم بخيــر

            تعليق


            • #66
              وبدأ التطاول الوهابي:
              بداية يحاول الجمال ان يلوي عنق الدليل.
              يقول من يتهمنا بقلة الحياء والكذب:
              اذا لم يتوفر عندك احترام المحاور فليكن على الأقل حياء
              لماذا تكذب هداك الله وأصلحك ساقتبس لك قولك الكلام باللون الأحمر يوضح تناقضك

              وباللون لأخضر يجيبك على بقية كلامك من كلامك

              ولنبين كلامنا لصاحبنا فان لم يفهم فماعليه الا مراجعة توقيعنا.

              القول بأنه لايحكم الناس الا من نبي لا دليل عليه
              نعم ولازلت مصرا على اقول:
              انا لم اقل هذا ابدا, بل اتفق معك.
              ولكن كما ذكرنا فصاحبنا يحاول لوي عنق الكلام ومحاولة اظهاره بالمظهر الذي يريده.
              ونقول شتان مابين اقامة وامضاء احكام الله واوامره وبين الحكم (الملك)
              فانبياء الله عليهم السلام امرهم الله سبحانه وتعالى باقامة احكامه وامضاءها سواءا كانوا اصحاب ملك ام لم يكونوا, كما بينا في الآيات السابقه.
              وقولي:
              كلامي كان:
              وخليفة الله في ارضه هو من يمضي احكام الله واوامره.
              المقصود الكلام الذي نقلته انا عن القرطبي, وهذا امر واضح لمن كان صاحب اطلاع او قراءه.
              كالقول:
              قال البخاري في صحيحه((ثم ذكر الحديث)) وواقعا القول ليس قول البخاري فما يقال اما سنو او اثر.
              وقول قال الكليني في الكافي ((ثم ذكر الحديث)) والواقع ان الحديث قول المعصوم.
              فدع عنك هذه الاساليب ياشيخ.
              ولازلنا نطالبك بالدليل ان الامامه تعني الحكم والولايه؟؟؟
              ملاحظه:وان كان كلام القرطبي لايعني الحكومه والملك البتة.


              ويقول:
              وفيما يتعلق بالايات الكريمة التي أحضرتها ليس الحكم فيها بمعنى الولاية العامة

              بل بتبليغ الأحكام والقضاء بها

              فلم يتمكن كل الأنبياء من الحكم وإمضاء ( تنفيذ الأحكام )

              فتنفيذ الحكم وإمضائه غير النطق به فتنبه
              ونقول:
              مازال صاحبنا يخلط مابين الحكومه وامضاء الاحكام.
              يا صاح كلام القرطبي (لكي لاتنسب الكلام لي مرة اخرى) امضاء احكام الله واوامره.
              وهذا لايعني الحكومه والملك قطعا.
              لنرجع الى الاية الاخيره التي ذكرناها:
              واذ قال موسى لقومه ان الله يامركم ان تذبحوا بقرة قالوا اتتخذنا هزوا قال اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين
              هنا نبي الله عليه السلام يمضي امر وحكم الله وهو لم يكن صاحب حكومه ولا ملك.
              فكل امر و حكم يأمر به الله سبحانه وتعالى يجب على انبيائه ورسله امضاءه ولايلزم الامر ان يكونوا اصحاب ملك او حكم على الناس.

              قال تعالى:
              يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ان الله لا يهدي القوم الكافرين

              من هذه الايه يتبين لنا ان النبي صلى الله عليه وآله مأمور بامضاء حكم الله وامره وهو البلاغ سواء اكان حاكما ام لم يكن.
              كما ذكرت انت ايضا في قوله تعالى:
              وماعلى الرسول الا البلاغ المبين

              فالرسول مأمور بامضاء امر الله وحكمه وهو البلاغ.


              ونعود ونكرر مازلنا في انتظار الاجابه على السؤالين.
              حتى هذه اللحظه لا اجابه.

              تعليق


              • #67
                سلام عليكم اخوتي واساتذتي الكرام

                ارجو منكم لو تكرمتم ان نطالب بامور ثابتة معينة ولا نفتح الحوار كثيرا جدا

                الطلب الاول نطالبك بالاشكال علينا اذا كانت آية الولاية عندنا صريحة في الحاكمية لعلي من بعد النبي <ص> فهل لك ان تصادر هذا التبادر لدينا وتقول لا اقبله
                هي حجة علينا وليس عليك وانت تطالبنا نحن على ذلك

                واما حول آية صريحة في القرآن حول الصلاة لا توجد تقول الآيات التي ذكرت الصلاة كثيرة اقول لك نعم ولكن لو كان كلامك مع نصراني فسوف يقول لك بان كلمة صلاة هي الدعاء في اللغة والله لم يأمركم بهذه الصلاة من ركوع وسجود وقرآءة فاين ذكرت هذه الصلاة التي تصلونها وهي عمود الدين عندكم ايها المسلمون
                فماذا سوف يكون جوابك له

                امنيتي من الاساتذة ان يختصروا الاسئلة ونضيق الدائرة شوي على الرجل

                تعليق


                • #68
                  بارك الله فيكم مولاي ابو حسام.


                  مولاي, قد ضاق عليه الخناق.
                  طرحت سؤالين منذ بداية الموضوع ولم يجب عليهما.
                  واخص السؤال الاول:
                  الله تعهد الا تخلوا الارض من خليفه وقد اثبتنا ان الخليفه اما نبي او رسول او امام.
                  الرساله والنبوه ختمت برسول الله صلى الله عليه وآله.
                  وبم ان الله تعهد الا تخلوا ارضه من خليفة فمن هو الامام الذي جعله الله خليفة في ارضه؟؟؟؟
                  والعجيب ان الجمال يتهرب من هذا السؤال بالخصوص لا اعلم لماذا؟؟؟!!!!
                  ويركز على الامور الجانبيه.

                  تعليق


                  • #69
                    المشاركة الأصلية بواسطة ابو حسام
                    سلام عليكم اخوتي واساتذتي الكرام

                    ارجو منكم لو تكرمتم ان نطالب بامور ثابتة معينة ولا نفتح الحوار كثيرا جدا

                    الطلب الاول نطالبك بالاشكال علينا اذا كانت آية الولاية عندنا صريحة في الحاكمية لعلي من بعد النبي <ص> فهل لك ان تصادر هذا التبادر لدينا وتقول لا اقبله
                    هي حجة علينا وليس عليك وانت تطالبنا نحن على ذلك

                    واما حول آية صريحة في القرآن حول الصلاة لا توجد تقول الآيات التي ذكرت الصلاة كثيرة اقول لك نعم ولكن لو كان كلامك مع نصراني فسوف يقول لك بان كلمة صلاة هي الدعاء في اللغة والله لم يأمركم بهذه الصلاة من ركوع وسجود وقرآءة فاين ذكرت هذه الصلاة التي تصلونها وهي عمود الدين عندكم ايها المسلمون
                    فماذا سوف يكون جوابك له

                    امنيتي من الاساتذة ان يختصروا الاسئلة ونضيق الدائرة شوي على الرجل
                    اضم صوتى الى صوت الاخ الموالى ابو حسام حفظه الله
                    وهذه مساعدة بسيطة :

                    هذه الآيات بها ذكر لكلمة الصلوات - والصلاة - والصلاة
                    على الرسول صلى الله عليه واله وسلم .




                    (اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون) سورة البقرة آية 157




                    (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين) سورة البقرةآية 238




                    (واذا كنت فيهم فاقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك ولياخذوا اسلحتهم فاذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتات طائفة اخرى لم يصلوا فليصلوا معك ولياخذوا حذرهم واسلحتهم ود الذين كفروا لو تغفلون عن اسلحتكم وامتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة ولا جناح عليكم ان كان بكم اذى من مطر او كنتم مرضى ان تضعوا اسلحتكم وخذوا حذركم ان الله اعد للكافرين عذابا مهينا) سورة النساءآية 102




                    (ومن الاعراب من يؤمن بالله واليوم الاخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول الا انها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته ان الله غفور رحيم) سورة التوبةآية 99



                    (الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق الا ان يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز) سورة الحج آية 40



                    (والذين هم على صلواتهم يحافظون )
                    سورة المؤمنون آية 9



                    (ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) سورة الأحزاب آية 56


                    وهذه مشاركة الاخ الموالى ابو حسن حفظه الله :

                    بارك الله فيكم مولاي ابو حسام.


                    مولاي, قد ضاق عليه الخناق.
                    طرحت سؤالين منذ بداية الموضوع ولم يجب عليهما.
                    واخص السؤال الاول:
                    الله تعهد الا تخلوا الارض من خليفه وقد اثبتنا ان الخليفه اما نبي او رسول او امام.
                    الرساله والنبوه ختمت برسول الله صلى الله عليه وآله.
                    وبم ان الله تعهد الا تخلوا ارضه من خليفة فمن هو الامام الذي جعله الله خليفة في ارضه؟؟؟؟
                    والعجيب ان الجمال يتهرب من هذا السؤال بالخصوص لا اعلم لماذا؟؟؟!!!!
                    ويركز على الامور الجانبيه.

                    تعليق


                    • #70


                      العزيز ( الجمال )
                      عادة لا أطلب من المخالفين إلا طلبين اثنين
                      أن يكون صادقا فيما ينقل - ولا أظنك ستحيد إن شاء الله عن هذا -
                      ثانياً أحب أن يركز المخالف معي - و هذا ما فاتك هنا -
                      فأرجو التركيز جيدا يا عزيزي


                      و قد نتوقف قليلاً عن الاسترسال لنتابع معاً الأخوة الذين يتحاورون معك مثل أبو حسام و بو حسن و عبدالمؤمن .
                      و لكن لا بأس بتعليق سريع على تعقيبكم علينا.


                      أتيتك بقول الإمام علي رضي الله عنه كدليل نقلي من عندكم و هنالك المزيد في نفس المشاركة
                      مع إنني ذكرت لك مثالاً يوضح بأن أمير المؤمنين لا يقصد كل أمر تحديداً ، و إلا فكثير من الأمور التي تدخل تحت " شيئا رضيه أو كرهه " و مع ذلك لا توجد بآية محكمة في القرآن الكريم.
                      و لكن بلا شك هذا القرآن لم يترك صغيرة و لا كبيرة إلا و عرفها لنا، و لكن علم هذا القرآن تجده عند الراسخين في العلم من آل محمد صلوات ربي و سلامه عليهم.


                      قبل أن نكمل مع أحب التنويه على أمر غريب !!
                      هو أنني لاحظت بأن كثير من الاقتباسات أو الأدلة التي تحضرها ليس لها علاقة مباشرة بما لدينا و لذا فأنت علق قبلها و بعدها كأنك تريد ليها لتكون لك لا عليك !! و لكني وجدتها عليك لا لك .
                      للتوضيح نكمل

                      نضيف لك بعض الأدلة أيضا
                      طبعاً تقصد بأنها أدلة تفيد بأنه يجب أن تكون ذكر الأئمة الإثنى عشر في آية محكمة .. صح ؟؟


                      وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)(النحل: من الآية89)
                      ومع أن الآية أعلاه محكمة وظاهرة المعنى هاك تفسير الطوسي لها
                      التبيان - الشيخ الطوسي ج 6 ص 418
                      ثم قال " ونزلنا عليك الكتاب " يعنى القرآن " تبيانا لكل شئ " اي بيانا لكل أمر مشكل . والتبيان والبيان واحد . ومعنى العموم في قوله " لكل شئ " المراد به من أمور الدين
                      الإمامة أو الولاية مذكورة في القرآن الكريم كما وضحت هذه الآية و لا يوجد خلاف في ذلك
                      و نحن مع الشيخ الطوسي رضوان الله تعالى في أن القرآن فيه تبيان لكل شيء

                      و لذا نجد الشيخ الطوسي يعلق على آية الولاية في التبيان ص 558 ليقول
                      "واعلم بأن هذه الآية من الأدلة الواضحة على إمامة أمير المؤمنين بعد النبي (ص) بلا فصل"
                      فهذه الآيات واضحة البيان لدينا في تفاسيرنا و كلام أئمتنا، و لا خلاف في ذلك. و لكن لأن الأقلام المأجورة حرفت التفاسير فقد يجد السني صعوبة في وجود نصوص صريحة واضحة بخصوص الآيات الكريمة، و هنا يأتي دورنا هنا و الحمد لله على هذه النعمة.


                      ولا يخفاك أن الآية المتشابهة ليست تبيانا بنفسها إذ لابد من ردها الى الآيات المحكمات لنتبين المقصود منها
                      والإمامة الإلهية للإثني عشر عندكم أهم أركان الإسلام وليست أي شئ
                      فما بالها لم تبين في القرآن الكريم الذي هو تبيان لكل شئ من أمور الدين ؟
                      ساكتفي بهذه الاية الكريمة من القرآن الكريم
                      لا يخفاك يا عزيزي ( الجمال ) بأن علمائكم اختلفوا أصلاً في تعريف المحكم و المتشابه
                      و القرآن فعلاً يحتوي بياناً لكل شيء، و لكن من الذي يفسر لنا كل شيء !!
                      فالمجسمة اعتمدوا على آيات تثبت اليدين و الساق و ما إلى آخره و غيرهم من أهل السنة نزهوا الله عن ذلك ... أهل السنة رجعوا لآيات صنفوها بأنها محكمة مثل ( ليس كمثله شيء ) و مع ذلك فالخلاف بينكم و بينهم كبير جداً لدرجة رمي الآخر بالكفر ،
                      لا يخفاك فتنة خلق القرآن قام فيها التكفير و التقتيل و السجن و ما إلى آخره
                      و مع ذلك لا يوجد آية محكمة يرجعون لها في هذا .. و قد سببت فتنة كبيرة كما تعلم !!!

                      لكن آل محمد لديهم الخبر الأكيد و الجواب الأخير و شرح للمتشابه و غير المتشابه الذي اختلف فيه المسلمون جميعا


                      وساعطيك دليلا من كتبك على صحة ما أذهب اليه
                      لا أدري على صحة ماذا .. و لكن لا بأس نتابع معك

                      المحاسن - أحمد بن محمد بن خالد البرقى ج 1 ص 216
                      105 - عنه ، عن علي بن إسحاق ، عن داود ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من لم يعرف الحق من القرآن لم يتنكب الفتن .

                      فهل إمامة سيدنا علي وأولاده ظاهرة في القرآن حتى نعرفها منه ؟

                      إذا عرفنا الحق من القرآن فقد تجنبنا الفتن فالعقائد الأساسية تؤخذ منه ومن رسول الله التفصيل
                      نكرر مرةً أخرى بأن فتن خلق القرآن و فتن التجسيم و عقائد المسلمين في الأسماء و الصفات ليست ببعيدة عنا، و مع ذلك لا تجد جواباً في القرآن يقطع نزاع القوم
                      نعم تجده عند الراسخين في العلم من آل محمد (ص).
                      و الولاية واضحة صريحة كما يقول الشيخ الطوسي الذي تستدل أنت بكلامه.

                      الكافي - الشيخ الكليني ج 1 ص 61
                      9 - عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن النعمان ، عن إسماعيل بن جابر ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وفصل ما بينكم ونحن نعلمه .

                      ولايكون فصلا لما بيننا الا ما كان محكما ظاهرا المعنى بذاته
                      هنا ذكرت قضية مهمة لا بأس بالوقوف عندها، و هي أن هذه العلوم علمها عند آل محمد كما بينا، و من ضمن هذه العلوم التي يعلمها أهل البيت هو تفصيل الإمامة و الولاية
                      و لنقف أكثر على هذا المعنى دعنا ننقل هذه الرواية التي تصب في أصل الموضوع و هو جواب آل محمد (ص)


                      - الكافي - الشيخ الكليني ج 1 ص 286 :
                      1 - علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس وعلي بن محمد ، عن سهل ابن زياد أبي سعيد ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل : " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم "
                      فقال : نزلت في علي بن أبي طالب والحسن والحسين عليهم السلام :
                      فقلت له : إن الناس يقولون : فما له لم يسم عليا وأهل بيته عليهم السلام في كتاب الله عز و جل ؟ قال :
                      فقال : قولوا لهم : إن رسول الله صلى الله عليه وآله نزلت عليه الصلاة ولم يسم الله لهم ثلاثا ولا أربعا ، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وآله هو الذي فسر ذلك لهم ، ونزلت عليه الزكاة ولم يسم لهم من كل أربعين درهما درهم ، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وآله هو الذي فسر ذلك لهم ، ونزل الحج فلم يقل لهم : طوفوا اسبوعا حتى كان رسول الله صلى الله عليه وآله هو الذي فسر ذلك لهم ، ونزلت " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم " - ونزلت في علي والحسن والحسين -
                      فقال رسول الله صلى الله عليه وآله في علي : من كنت مولاه ، فعلي مولاه ، وقال صلى الله عليه وآله اوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي ، فإني سألت الله عز وجل أن لا يفرق بينهما حتى يوردهما علي الحوض ، فأعطاني ذلك وقال : لا تعلموهم فهم أعلم منكم ، وقال : إنهم لن يخرجوكم من باب هدى ، ولن يدخلوكم في باب ضلالة ، فلو سكت رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يبين من أهل بيته ، لادعاها آل فلان وآل فلان ، لكن الله عز وجل أنزله في كتابة تصديقا لنبيه صلى الله عليه وآله " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " فكان علي والحسن والحسين وفاطمة عليهم السلام ، فأدخلهم رسول الله صلى الله عليه وآله تحت الكساء في بيت أم سلمة ، ثم قال : اللهم إن لكل نبي أهلا وثقلا وهؤلاء أهل بيتي وثقلي ، فقالت ام سلمة : ألست من أهلك ؟ فقال : إنك إلى خير ولكن هؤلاء أهلي وثقلي ، .... الرواية


                      رواية أخرى للفائدة

                      الكافي - الشيخ الكليني ج 1 ص 289 :
                      4 - علي بن إبراهيم ، عن ابيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن اذينة ، عن زرارة والفضيل بن يسار ، وبكير بن أعين ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية وأبي الجارود جميعا عن أبي جعفر عليه السلام قال : أمر الله عز وجل رسوله بولاية علي وأنزل عليه " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة " وفرض ولاية أولي الامر ، فلم يدروا ما هي ، فأمر الله محمدا صلى الله عليه وآله أن يفسر لهم الولاية ، كما فسر لهم الصلاة ، والزكاة والصوم والحج ، فلما أتاه ذلك من الله ، ضاق بذلك صدر رسول الله صلى الله عليه وآله وتخوف أن يرتدوا عن دينهم وأن يكذبوه فضاق صدره وراجع ربه عز وجل فأوحى الله عز وجل إليه " يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس " فصدع بأمر الله تعالى ذكره فقام بولاية علي عليه السلام يوم غدير خم ، فنادى الصلاة جامعة وأمر الناس أن يبلغ الشاهد الغائب . - قال عمر بن اذينة : قالوا جميعا غير أبي الجارود - وقال أبو جعفر عليه السلام : وكانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الاخرى وكانت الولاية آخر الفرائض ، فأنزل الله عز وجل " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي " قال أبو جعفر عليه السلام : يقول الله عز وجل : لا انزل عليكم بعد هذه فريضة ، قد أكملت لكم الفرائض .
                      ( طبعاً الجمال لديه تعليق على مسألة تأجيل الإبلاغ و قد تم الرد عليه في موضوع آخر - لا بأس بنقاشه لاحقا )


                      إذاً الآيات واضحة الدلالة ( و إن حاول المخالف ليها عن مقصدها ) و يبين تفصيلها - كما نقل عزيزنا الجمال - من قال عنهم أبو عبدالله (ع) بأن لديهم علمها.

                      آملا أن يكون في ماسبق تبريرا لقولي
                      إذا كانت إمامة الإثني عشر هي أهم أركان الدين ويكفر منكرها و يدخل الله بها الى الجنة والى النار
                      فلا أقل من أن تذكر صريحة في كتاب الله كما ذكر غيرها من الأركان والفروض
                      أيضاً مسألة التجسيم و مسائل الأسماء و الصفات و فتنة خلق القرآن كلها فيها تكفير بل و فيها تقتيل و مع ذلك لا نجد آية محكمة
                      إلا إن كانت باء الإمامة لا تجر و غيرها يجر !!


                      عزيزي الحزب لا حظ أننا نتكلم عن ضرورة وجود أصل لما سوف يحاسبنا الله عليه ولانتكلم عن التفصيل
                      والمطلوب من القرآن حسب رأيي ورأي سيدي ومولاي علي بن أبي طالب رضي الله عنه
                      آية تدعو الى مايرضي الله ويجنبنا عقابه وسخطه وليس مطلوبا أن تفصل فلاتخلط ياهداك الله
                      وفي القرآن الكثير من الآيات التي تدعو الى الصلاة وتأمر بها وتنهى عن تركها
                      فهل تجد آية واحدة تدعو الى إمامة سيدنا علي و أحد عشر من ولده بدون ذكر أسماء أولاده
                      المطلوب قليل من التدبر أصلحني الله واياكم
                      عزيزي الجمال
                      هناك نقطة أحب أن تكون واضحة لديك، هو أن القرآن لم يترك صغيرة و لا كبيرة إلا و ذكرها، و الاختلاف حاصل حتى في الآيات المحكمة، و في ظني بأنه حتى لو خرج الرسول صلى الله عليه و آله وسلم و ذكر لكم الولاية و الإمامة بما نراه نحن فإنكم ستستطيعون الاعتراض بألف عذر و تأويل لما سيقال، و لو أحضرنا لك مئات بدل الآية الواحدة ستحاول النقد فيها، و مع ذلك سنتواصل معك لنرشدك بأن أساس نقطتك منقوض أصلاً
                      و تجدني بأنني أستخدم الأمثلة المشابهو لديكم لأنها تقرب ما أريده ، ووجدتها تنفع مع المخالفين دائماً.


                      رداً على كلامك نقول
                      أصل الحديث عن الإمامة و وجود هادين وولاة أمور موجود في القرآن الكريم بلا شك
                      و هي هذه الآيات التي نستدل بها دائما، و التفصيل موجود في السنة كما مر، و هذا يتوافق مع ما ذكره أمير المؤمنين، مع العلم بأن أمير المؤمنين (ع) لم يفصل في كنه المواضيع التي يجب أن تكون فيها آيات محكمة ... فقط قال "ولم يترك شيئا رضيه أو كرهه "
                      و كما تعلم بأن هذا عنوان عام ، فأرجو عدم تحديده بعنوان أركان أو أصل أو ما شابه - مع العلم بأن القرآن الكريم نوه عن مسألة الإمامة و كونها جعلٌ منه لا يناله ظالم.

                      و باقي المشاركة كانت عن قول أمير المؤمنين و أظننا أشبعنا هذه النقطة.


                      يعني ملخص القول بأن ما جاء في أصل الإمامة و وجودها في القرآن كافٍ ، و لا يوجد دليل يقول بوجوب وجود آية واضحة صريحة تشير إلى أسماء الأئمة بذكر أسمائهم، مع العلم بأن آية الولاية واضحة الدلالة لأمير المؤمنين حتى لو حاول البعض ليها و حرف معناها.


                      يتبع بملحق للفائدة ...

                      تعليق


                      • #71

                        الملحق الأول هو عبارة عن أقوال أهل السنة في المحكم و المتشابه ننقله للفائدة و من باب العلم بالشيء ، من الميزان في تفسير القرآن للطباطبائي رضوان الله تعالى عليه


                        1 - المحكم و المتشابه
                        الإحكام و التشابه من الألفاظ المبينة المفاهيم في اللغة، و قد وصف بهما الكتاب كما في قوله تعالى: «كتاب أحكمت ءاياته»: هود - 1، و قوله تعالى: «كتابا متشابها مثاني»: الزمر - 23، و لم يتصف بهما إلا جملة الكتاب من جهة إتقانه في نظمه و بيانه و من جهة تشابه نظمه و بيانه في البلوغ إلى غاية الإتقان و الإحكام.
                        لكن قوله تعالى: هو الذي أنزل عليك الكتاب منه ءايات محكمات هن أم الكتاب و أخر متشابهات الآية لما اشتمل على تقسيم نفس آيات الكتاب إلى المحكمات و المتشابهات علمنا أن المراد بالإحكام و التشابه هاهنا غير ما يتصف به تمام الكتاب، و كان من الحري البحث عن معناهما و تشخيص مصداقهما من الآيات، و فيه أقوال ربما تجاوزت العشرة:

                        أحدها: أن المحكمات هو قوله تعالى في سورة الأنعام: «قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئا إلى آخر الآيات الثلاث»: الأنعام - 152 و المتشابهات هي التي تشابهت على اليهود، و هي الحروف المقطعة النازلة في أوائل عدة من السور القرآنية مثل الم و الر و حم، و ذلك أن اليهود أولوها على حساب الجمل، فطلبوا أن يستخرجوا منها مدة بقاء هذه الأمة و عمرها فاشتبه عليهم الأمر.
                        نسب إلى ابن عباس من الصحابة.
                        و فيه: أنه قول من غير دليل و لو سلم فلا دليل على انحصارهما.
                        فيهما، على أن لازمه وجود قسم ثالث ليس بمحكم و لا متشابه مع أن ظاهر الآية يدفعه.
                        لكن الحق أن النسبة في غير محلها، و الذي نقل عن ابن عباس: أنه قال إن الآيات الثلاث من المحكمات لا أن المحكمات هي الآيات الثلاث، ففي الدر المنثور، أخرج سعيد بن منصور و ابن أبي حاتم و الحاكم و صححه و ابن مردويه عن عبد الله بن قيس سمعت ابن عباس يقول: في قوله منه ءايات محكمات، قال: الثلاث آيات من آخر سورة الأنعام محكمات: قل تعالوا، و الآيتان بعدها.
                        و يؤيد ذلك ما رواه عنه أيضا في قوله: آيات محكمات قال: من هاهنا: قل تعالوا إلى آخر ثلاث آيات، و من هاهنا: و قضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه إلى آخر ثلاث آيات. فالروايتان تشهدان أنه إنما ذكر هذه الآيات مثالا لسائر المحكمات لا أنه قصرها فيها.

                        و ثانيها عكس الأول و هو أن المحكمات هي الحروف المقطعة في فواتح السور و المتشابهات غيرها.
                        نقل ذلك عن أبي فاختة حيث ذكر في قوله تعالى: هن أم الكتاب: إنهن فواتح السور منها يستخرج القرآن: الم ذلك الكتاب، منها استخرجت البقرة و الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم، منها استخرجت آل عمران و عن سعيد بن جبير مثله في معنى قوله: هن أم الكتاب، قال: أصل الكتاب لأنهن مكتوبات في جميع الكتب، انتهى.
                        و يدل ذلك على أنهما يذهبان في معنى فواتح السور إلى أن المراد بها ألفاظ الحروف بعناية أن الكتاب الذي نزل عليكم هو هذه الحروف المقطعة التي تتألف منها الكلمات و الجمل، كما هو أحد المذاهب في معنى فواتح السور.
                        و فيه: مضافا إلى أنه مبني على ما لا دليل عليه أصلا أعني تفسير الحروف المقطعة في فواتح السور بما عرفت أنه لا ينطبق على نفس الآية فإن جميع القرآن غير فواتح السور يصير حينئذ من المتشابه، و قد ذم الله سبحانه اتباع المتشابه، و عده من زيغ القلب مع أنه تعالى مدح اتباع القرآن بل عده من أوجب الواجبات كقوله تعالى: «و اتبعوا النور الذي أنزل معه»: الأعراف - 157، و غيره من الآيات.

                        و ثالثها: أن المتشابه هو ما يسمى مجملا و المحكم هو المبين.
                        و فيه: أن ما بين من أوصاف المحكم و المتشابه في الآية لا ينطبق على المجمل و المبين.
                        بيان ذلك: أن إجمال اللفظ هو كونه بحيث يختلط و يندمج بعض جهات معناه ببعض فلا ينفصل الجهة المرادة عن غيرها، و يوجب ذلك تحير المخاطب أو السامع في تشخيص المراد و قد جرى دأب أهل اللسان في ظرف التفاهم أن لا يتبعوا ما هذا شأنه من الألفاظ بل يستريحون إلى لفظ آخر مبين يبين هذا المجمل فيصير بذلك مبينا فيتبع فهذا حال المجمل مع مبينه، فلو كان المحكم و المتشابه هما المجمل و المبين بعينهما كان المتبع هو المتشابه إذا رد إلى المحكم، دون نفس المحكم، و كان هذا الاتباع مما لا يجوزه قريحة التكلم و التفاهم فلم يقدم على مثله أهل اللسان سواء في ذلك أهل الزيغ منهم و الراسخون في العلم و لم يكن اتباع المتشابه أمرا يلحقه الذم و يوجب زيغ القلب.

                        رابعها أن المتشابهات هي الآيات المنسوخة لأنها يؤمن بها و لا يعمل بها، و المحكمات هي الآيات الناسخة لأنها يؤمن بها، و يعمل بها و نسب إلى ابن عباس و ابن مسعود و ناس من الصحابة، و لذلك كان ابن عباس يحسب أنه يعلم تأويل القرآن.
                        و فيه: أنه على تقدير صحته لا دليل فيه على انحصار المتشابهات في الآيات المنسوخة فإن الذي ذكره تعالى من خواص اتباع المتشابه من ابتغاء الفتنة و ابتغاء التأويل جار في كثير من الآيات غير المنسوخة كآيات الصفات و الأفعال، على أن لازم هذا القول وجود الواسطة بين المحكم و المتشابه.
                        و فيما نقل عن ابن عباس ما يدل على أن مذهبه في المحكم و المتشابه أعم مما ينطبق على الناسخ و المنسوخ، و أنه إنما ذكرهما من باب المثال ففي الدر المنثور: أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس قال: المحكمات ناسخه و حلاله و حرامه و حدوده و فرائضه و ما يؤمن به، و المتشابهات منسوخه و مقدمه و مؤخره و أمثاله و أقسامه و ما يؤمن به و لا يعمل به، انتهى.

                        خامسها: أن المحكمات ما كان دليله واضحا لائحا كدلائل الوحدانية و القدرة و الحكمة، و المتشابهات ما يحتاج في معرفته إلى تأمل و تدبر.
                        و فيه: أنه إن كان المراد من كون الدليل واضحا لائحا أو محتاجا إلى التأمل و التدبر كون مضمون الآية ذا دليل عقلي قريب من البداهة أو بديهي و عدم كونه كذلك كان لازمه كون آيات الأحكام و الفرائض و نحوها من المتشابه لفقدانها الدليل العقلي اللائح الواضح، و حينئذ يكون اتباعها مذموما مع أنها واجبة الاتباع، و إن كان المراد به كونه ذا دليل واضح لائح من نفس الكتاب و عدم كونه كذلك فجميع الآيات من هذه الجهة على وتيرة واحدة، و كيف لا؟ و هو كتاب متشابه مثاني، و نور، و مبين، و لازمه كون الجميع محكما و ارتفاع المتشابه المقابل له من الكتاب و هو خلف الفرض و خلاف النص.

                        سادسها: أن المحكم كل ما أمكن تحصيل العلم به بدليل جلي أو خفي، و المتشابه ما لا سبيل إلى العلم به كوقت قيام الساعة و نحوه.
                        و فيه: أن الإحكام و التشابه وصفان لآية الكتاب من حيث إنها آية أي دالة على معرفة من المعارف الإلهية، و الذي تدل عليه آية من آيات الكتاب ليس بعادم للسبيل، و لا ممتنع الفهم إما بنفسه أو بضميمة غيره، و كيف يمكن أن يكون هناك أمر مراد من لفظ الآية و لا يمكن نيله من جهة اللفظ؟ مع أنه وصف كتابه بأنه هدى، و أنه نور، و أنه مبين، و أنه في معرض فهم الكافرين فضلا عن المؤمنين حيث قال: «تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت ءاياته قرءانا عربيا لقوم يعلمون بشيرا و نذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون»: حم السجدة - 4، و قال تعالى: «أ فلا يتدبرون القرءان و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا»: النساء - 82، فما تعرضت له آية من آيات الكتاب ليس بممتنع الفهم، و لا الوقوف عليه مستحيل، و ما لا سبيل إلى الوقوف عليه كوقت قيام الساعة و سائر ما في الغيب المكنون لم يتعرض لبيانه آية من الآيات بلفظها حتى تسمى متشابها.
                        على أن في هذا القول خلطا بين معنى المتشابه و تأويل الآية كما مر.

                        سابعها: أن المحكمات آيات الأحكام و المتشابهات غيرها مما يصرف بعضها بعضا، نسب هذا القول إلى مجاهد و غيره.
                        و فيه: أن المراد بالصرف الذي ذكره إن كان مطلق ما يعين على تشخيص المراد باللفظ حتى يشمل مثل التخصيص بالمخصص، و التقييد بالمقيد و سائر القرائن المقامية كانت آيات الأحكام أيضا كغيرها متشابهات، و إن كان خصوص ما لا إبهام في دلالته على المراد و لا كثرة في محتملاته حتى يتعين المراد به بنفسه، و يتعين المراد بغيره بواسطته كان لازم كون ما سوى آيات الأحكام متشابهة أن لا يحصل العلم بشيء من معارف القرآن غير الأحكام لأن المفروض عدم وجود آية محكمة فيها ترجع إليها المتشابهات منها و يتبين بذلك معانيها.

                        ثامنها: أن المحكم من الآيات ما لا يحتمل من التأويل إلا وجها واحدا و المتشابه ما احتمل من التأويل أوجها كثيرة و نسب إلى الشافعي، و كان المراد به أن المحكم ما لا ظهور له إلا في معنى واحد كالنص و الظاهر القوي في ظهوره و المتشابه خلافه.
                        و فيه: أنه لا يزيد على تبديل اللفظ باللفظ شيئا، فقد بدل لفظ المحكم بما ليس له إلا معنى واحد، و المتشابه بما يحتمل معاني كثيرة، على أنه أخذ التأويل بمعنى التفسير أي المعنى المراد باللفظ و قد عرفت أنه خطأ، و لو كان التأويل هو التفسير بعينه لم يكن لاختصاص علمه بالله، أو بالله و بالراسخين في العلم وجه فإن القرآن يفسر بعضه بعضا، و المؤمن و الكافر و الراسخون في العلم و أهل الزيغ في ذلك سواء.

                        تاسعها: أن المحكم ما أحكم و فصل فيه خبر الأنبياء مع أممهم، و المتشابه ما اشتبهت ألفاظه من قصصهم بالتكرير في سور متعددة، و لازم هذا القول اختصاص التقسيم بآيات القصص.
                        و فيه: أنه لا دليل على هذا التخصيص أصلا، على أن الذي ذكره تعالى من خواص المحكم و المتشابه و هو ابتغاء الفتنة و ابتغاء التأويل في اتباع المتشابه دون المحكم لا ينطبق عليه، فإن هذه الخاصة توجد في غير آيات القصص كما توجد فيها، و توجد في القصة الواحدة كقصة جعل الخلافة في الأرض كما توجد في القصص المتكررة.

                        عاشرها: أن المتشابه ما يحتاج إلى بيان و المحكم خلافه، و هذا الوجه منسوب إلى الإمام أحمد.
                        و فيه: أن آيات الأحكام محتاجة إلى بيان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مع أنها من المحكمات قطعا لما تقدم بيانه مرارا، و كذا الآيات المنسوخة من المتشابه كما تقدم مع عدم احتياجها إلى بيان لكونها نظائر لسائر آيات الأحكام.

                        الحادي عشر: أن المحكم ما يؤمن به و يعمل به و المتشابه ما يؤمن به و لا يعمل به، و نسب إلى ابن تيمية، و لعل المراد به: أن الأخبار متشابهات و الإنشاءات محكمات كما استظهره بعضهم و إلا لم يكن قولا برأسه لصحة انطباقه على عدة من الأقوال المتقدمة.
                        و فيه: أن لازمه كون غير آيات الأحكام متشابهات، و لازمه أن لا يمكن حصول العلم بشيء من المعارف الإلهية في غير الأحكام إذ لا يتحقق فيها عمل مع عدم وجود محكم فيها يرجع إليه ما تشابه منها، و من جهة أخرى: الآيات المنسوخة إنشاءات و ليست بمحكمات قطعا.
                        و الظاهر أن مراده من الإيمان و العمل بالمحكم و الإيمان من غير عمل بالمتشابه ما يدل عليه لفظ الآية: فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه، و الراسخون في العلم يقولون ءامنا به كل من عند ربنا، إلا أن الأمرين أعني الإيمان و العمل معا في المحكم و الإيمان فقط في المتشابه لما كانا وظيفتين لكل من آمن بالكتاب كان عليه أن يشخص المحكم و المتشابه قبلا حتى يؤدي وظيفته، و على هذا فلا يكفي معرفة المحكم و المتشابه بهما في تشخيص مصداقهما و هو ظاهر.

                        الثاني عشر: إن المتشابهات هي آيات الصفات خاصة أعم من صفات الله سبحانه كالعليم و القدير و الحكيم و الخبير و صفات أنبيائه كقوله تعالى في عيسى بن مريم (عليهما السلام): «و كلمته ألقاها إلى مريم و روح منه»: النساء - 171، و ما يشبه ذلك، نسب إلى ابن تيمية.
                        و فيه: أنه مع تسليم كون آيات الصفات من المتشابهات لا دليل على انحصارها فيها.
                        و الذي يظهر من بعض كلامه المنقول على طوله أنه يأخذ المحكم و المتشابه بمعناهما اللغوي و هو ما أحكمت دلالته و ما تشابهت احتمالاته و المعنيان نسبيان فربما اشتبهت دلالة آية على قوم كالعامة و علمها آخرون بالبحث و هم العلماء، و هذا المعنى في آيات الصفات أظهر فإنها بحيث تشتبه مراداتها لغالب الناس لكون أفهامهم قاصرة عن الارتقاء إلى ما وراء الحس، فيحسبون ما أثبته الله تعالى لنفسه من العلم و القدرة و السمع و البصر و الرضا و الغضب و اليد و العين و غير ذلك أمورا جسمانية أو معاني ليست بالحق، و تقوم بذلك الفتن، و تظهر البدع، و تنشأ المذاهب، فهذا معنى المحكم و المتشابه، و كلاهما مما يمكن أن يحصل به العلم، و الذي لا يمكن نيله و العلم به هو تأويل المتشابهات بمعنى حقيقة المعاني التي تدل عليها أمثال آيات الصفات، فهب أنا علمنا معنى قوله: إن الله على كل شيء قدير، و إن الله بكل شيء عليم و نحو ذلك لكنا لا ندري حقيقة علمه و قدرته و سائر صفاته و كيفية أفعاله الخاصة به، فهذا هو تأويل المتشابهات الذي لا يعلمها إلا الله تعالى، انتهى ملخصا، و سيأتي ما يتعلق بكلامه من البحث عند ما نتكلم في التأويل إن شاء الله.

                        الثالث عشر: أن المحكم ما للعقل إليه سبيل و المتشابه بخلافه.

                        و فيه: أنه قول من غير دليل، و الآيات القرآنية و إن انقسمت إلى ما للعقل إليه سبيل و ما ليس للعقل إليه سبيل، لكن ذلك لا يوجب كون المراد بالمحكم و المتشابه في هذه الآية استيفاء هذا التقسيم، و شيء مما ذكر فيها من نعوت المحكم و المتشابه لا ينطبق عليه انطباقا صحيحا، على أنه منقوض بآيات الأحكام فإنها محكمة و لا سبيل للعقل إليها.

                        الرابع عشر: أن المحكم ما أريد به ظاهره و المتشابه ما أريد به خلاف ظاهره، و هذا قول شائع عند المتأخرين من أرباب البحث، و عليه يبتني اصطلاحهم في التأويل: أنه المعنى المخالف لظاهر الكلام و كأنه أيضا مراد من قال: إن المحكم ما تأويله تنزيله، و المتشابه ما لا يدرك إلا بالتأويل.

                        و فيه: أنه اصطلاح محض لا ينطبق عليه ما في الآية من وصف المحكم و المتشابه فإن المتشابه إنما هو متشابه من حيث تشابه مراده و مدلوله، و ليس المراد بالتأويل المعنى المراد من المتشابه حتى يكون المتشابه متميزا عن المحكم بأن له تأويلا، بل المراد بالتأويل في الآية أمر يعم جميع الآيات القرآنية من محكمها و متشابهها كما مر بيانه.

                        على أنه ليس في القرآن آية أريد فيها ما يخالف ظاهرها، و ما يوهم ذلك من الآيات إنما أريد بها معان يعطيها لها آيات أخر محكمة، و القرآن يفسر بعضه بعضا، و من المعلوم أن المعنى الذي تعطيه القرائن متصلة أو منفصلة للفظ ليس بخارج عن ظهوره و بالخصوص في كلام نص متكلمه على أن ديدنه أن يتكلم بما يتصل بعضه ببعض، و يشهد بعضه على بعض و يرتفع كل اختلاف و تناف مترائى بالتدبر فيه، قال تعالى: «أ فلا يتدبرون القرءان و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا»: النساء - 82
                        الخامس عشر: ما عن الأصم: أن المحكم ما أجمع على تأويله و المتشابه ما اختلف فيه و كان المراد بالإجماع و الاختلاف كون مدلول الآية بحيث يختلف فيه الأنظار أو لا يختلف.

                        و فيه: أن ذلك مستلزم لكون جميع الكتاب متشابها و ينافيه التقسيم الذي في الآية إذ ما من آية من آي الكتاب إلا و فيه اختلاف ما: إما لفظا أو معنى أو في كونها ذات ظهور أو غيرها، حتى ذهب بعضهم إلى أن القرآن كله متشابه مستدلا بقوله تعالى: «كتابا متشابها»: الزمر - 23، غفلة عن أن هذا الاستدلال منه يبتني على كون ما استدل به آية محكمة و هو يناقض قوله و ذهب آخرون إلى أن ظاهر الكتاب ليس بحجة أي أنه لا ظاهر له.

                        السادس عشر: أن المتشابه ما أشكل تفسيره لمشابهته غيره سواء كان الإشكال من جهة اللفظ أو من جهة المعنى، ذكره الراغب.

                        قال في مفردات القرآن: و المتشابه من القرآن ما أشكل تفسيره لمشابهته بغيره، إما من حيث اللفظ، أو من حيث المعنى، فقال الفقهاء: المتشابه ما لا ينبىء ظاهره عن مراده، و حقيقة ذلك: أن الآيات عند اعتبار بعضها ببعض ثلاثة أضرب: محكم على الإطلاق، و متشابه على الإطلاق، و محكم من وجه متشابه من وجه.

                        فالمتشابه في الجملة ثلاثة أضرب: متشابه من جهة اللفظ فقط، و متشابه من جهة المعنى فقط، و متشابه من جهتهما.

                        و المتشابه من جهة اللفظ ضربان: أحدهما يرجع إلى الألفاظ المفردة، و ذلك إما من جهة غرابته نحو الأب و يزفون، و إما من جهة مشاركة في اللفظ كاليد و العين، و الثاني يرجع إلى جملة الكلام المركب، و ذلك ثلاثة أضرب: ضرب لاختصار الكلام نحو «و إن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء» و ضرب لبسط الكلام نحو ليس كمثله شيء لأنه لو قيل ليس مثله شيء كان أظهر للسامع، و ضرب لنظم الكلام نحو «أنزل على عبده الكتاب و لم يجعل له عوجا قيما» تقديره الكتاب قيما و لم يجعل له عوجا و قوله: و لو لا رجال مؤمنون إلى قوله لو تزيلوا.

                        و المتشابه من جهة المعنى أوصاف الله تعالى و أوصاف يوم القيامة، فإن تلك الصفات لا تتصور لنا، إذ كان لا يحصل في نفوسنا صورة ما لم نحسه، أو لم يكن من جنس ما لم نحسه.

                        و المتشابه من جهة المعنى و اللفظ جميعا خمسة أضرب: الأول: من جهة الكمية كالعموم و الخصوص نحو اقتلوا المشركين، و الثاني: من جهة الكيفية كالوجوب و الندب نحو فانكحوا ما طاب لكم، و الثالث من جهة الزمان كالناسخ و المنسوخ نحو اتقوا الله حق تقاته، و الرابع: من جهة المكان أو الأمور التي نزلت فيها نحو و ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها، و قوله: إنما النسيء زيادة في الكفر، فإن من لا يعرف عادتهم في الجاهلية يتعذر عليه معرفة تفسير هذه الآية، و الخامس: من جهة الشروط التي بها يصح الفعل أو يفسد كشروط الصلوة و النكاح.

                        و هذه الجملة إذا تصورت علم: أن كل ما ذكره المفسرون في تفسير المتشابه لا يخرج عن هذه التقاسيم نحو قول من قال المتشابه الم، و قول قتادة: المحكم الناسخ و المتشابه المنسوخ، و قول الأصم: المحكم ما أجمع على تأويله و المتشابه ما اختلف فيه.

                        ثم جميع المتشابه على ثلاثة أضرب ضرب لا سبيل للوقوف عليه كوقت الساعة و خروج دابة الأرض و كيفية الدابة و نحو ذلك.

                        و ضرب للإنسان سبيل إلى معرفته كالألفاظ الغريبة و الأحكام الغلقة و ضرب متردد بين الأمرين، يجوز أن يختص بمعرفة حقيقته بعض الراسخين في العلم و يخفى على من دونهم، و هو الضرب المشار إليه بقوله (عليه السلام) في علي رضي الله عنه: اللهم فقهه في الدين و علمه التأويل، و قوله لابن عباس مثل ذلك، انتهى كلامه و هو أعم الأقوال في معنى المتشابه جمع فيها بين عدة من الأقوال المتقدمة.

                        و فيه:
                        أولا: أن تعميمه المتشابه لموارد الشبهات اللفظية كغرابة اللفظ و إغلاق التركيب و العموم و الخصوص و نحوها لا يساعد عليه ظاهر الآية، فإن الآية جعلت المحكمات مرجعا يرجع إليه المتشابهات، و من المعلوم أن غرابة اللفظ و أمثالها لا تنحل عقدتها من جهة دلالة المحكمات، بل لها مرجع آخر ترجع إليه و تتضح به.

                        و أيضا: الآية تصف المتشابهات بأنها من شأنها أن تتبع لابتغاء الفتنة، و من المعلوم: أن اتباع العام من غير رجوع إلى مخصصه، و المطلق من غير رجوع إلى مقيده و أخذ اللفظ الغريب مع الإعراض عما يفسره في اللغة مخالف لطريقة أهل اللسان لا تجوزه قريحتهم فلا يكون بالطبع موجبا لإثارة الفتنة لعدم مساعدة اللسان عليه.

                        و ثانيا: أن تقسيمه المتشابه بما يمكن فهمه لعامة الناس و ما لا يمكن فهمه لأحد و ما يمكن فهمه لبعض دون بعض ظاهر في أنه يرى اختصاص التأويل بالمتشابه، و قد عرفت خلافه.

                        هذا هو المعروف من أقوالهم في معنى المحكم و المتشابه و تمييز مواردهما، و قد عرفت ما فيها، و عرفت أيضا أن الذي يظهر من الآية على ظهورها و سطوع نورها خلاف ذلك كله، و أن الذي تعطيه الآية في معنى المتشابه: أن تكون الآية مع حفظ كونها آية دالة على معنى مريب مردد لا من جهة اللفظ بحيث يعالجه الطرق المألوفة عند أهل اللسان كإرجاع العام و المطلق إلى المخصص و المقيد و نحو ذلك بل من جهة كون معناها غير ملائم لمعنى آية أخرى محكمة لا ريب فيه تبين حال المتشابهة.


                        و من المعلوم أن معنى آية من الآيات لا يكون على هذا الوصف إلا مع كون ما يتبع من المعنى مألوفا مأنوسا عند الأفهام العامية تسرع الأذهان الساذجة إلى تصديقه أو يكون ما يرام من تأويل الآية أقرب إلى قبول هذه الأفهام الضعيفة الإدراك و التعقل.

                        و أنت إذا تتبعت البدع و الأهواء و المذاهب الفاسدة التي انحرف فيها الفرق الإسلامية عن الحق القويم بعد زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سواء كان في المعارف أو في الأحكام وجدت أكثر مواردها من اتباع المتشابه، و التأويل في الآيات بما لا يرتضيه الله سبحانه.


                        ففرقة تتمسك من القرآن بآيات للتجسيم، و أخرى للجبر، و أخرى للتفويض و أخرى لعثرة الأنبياء، و أخرى للتنزيه المحض بنفي الصفات، و أخرى للتشبيه الخالص و زيادة الصفات، إلى غير ذلك، كل ذلك للأخذ بالمتشابه من غير إرجاعه إلى المحكم الحاكم فيه.

                        و طائفة ذكرت: أن الأحكام الدينية إنما شرعت لتكون طريقا إلى الوصول فلو كان هناك طريق أقرب منها كان سلوكه متعينا لمن ركبه فإنما المطلوب هو الوصول بأي طريق اتفق و تيسر، و أخرى قالت إن التكليف إنما هو لبلوغ الكمال، و لا معنى لبقائه بعد الكمال بتحقق الوصول فلا تكليف لكامل.

                        و قد كانت الأحكام و الفرائض و الحدود و سائر السياسات الإسلامية قائمة و مقامة في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يشذ منها شاذ ثم لم تزل بعد ارتحاله (صلى الله عليه وآله وسلم) تنقص و تسقط حكما فحكما، يوما فيوما بيد الحكومات الإسلامية، و لم يبطل حكم أو حد إلا و اعتذر المبطلون: أن الدين إنما شرع لصلاح الدنيا و إصلاح الناس، و ما أحدثوه أصلح لحال الناس اليوم، حتى آل الأمر إلى ما يقال: إن الغرض الوحيد من شرائع الدين إصلاح الدنيا بإجرائها، و الدنيا اليوم لا تقبل السياسة الدينية و لا تهضمها بل تستدعي وضع قوانين ترتضيها مدنية اليوم و إجراءها، و إلى ما يقال إن التلبس بالأعمال الدينية لتطهير القلوب و هدايتها إلى الفكرة و الإرادة الصالحتين، و القلوب المتدربة بالتربية الاجتماعية، و النفوس الموقوفة على خدمة الخلق في غنى عن التطهر بأمثال الوضوء و الغسل و الصلوة و الصوم.

                        إذا تأملت في هذه و أمثالها و هي لا تحصى كثرة و تدبرت في قوله تعالى: فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله الآية، لم تشك في صحة ما ذكرناه، و قضيت بأن هذه الفتن و المحن التي غادرت الإسلام و المسلمين لم تستقر قرارها إلا من طريق اتباع المتشابه، و ابتغاء تأويل القرآن.

                        و هذا و الله أعلم هو السبب في تشديد القرآن الكريم في هذا الباب، و إصراره البالغ على النهي عن اتباع المتشابه و ابتغاء الفتنة و التأويل و الإلحاد في آيات الله و القول فيها بغير علم و اتباع خطوات الشيطان فإن من دأب القرآن أنه يبالغ في التشديد في موارد سينثلم من جهتها ركن من أركان الدين فتنهدم به بنيته كالتشديد الواقع في تولي الكفار، و مودة ذوي القربى، و قرار أزواج النبي، و معاملة الربا، و اتحاد الكلمة في الدين و غير ذلك.

                        و لا يغسل رين الزيغ من القلوب و لا يسد طريق ابتغاء الفتنة اللذين منشؤهما الركون إلى الدنيا و الإخلاد إلى الأرض و اتباع الهوى إلا ذكر يوم الحساب كما قال تعالى: «و لا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب»: ص - 26، و لذلك ترى الراسخين في العلم المتأبين تأويل القرآن بما لا يرتضيه ربهم يشيرون إلى ذلك في خاتمة مقالهم حيث يقولون: ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد.


                        انتهى.

                        تعليق


                        • #72

                          ملحق ثاني

                          و هذا بحث روائي من نفس المصدر السابق
                          ننقله للفائدة ...

                          في تفسير العياشي،: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن المحكم و المتشابه قال: المحكم ما يعمل به و المتشابه ما اشتبه على جاهله.

                          أقول: و فيه تلويح إلى أن المتشابه مما يمكن العلم به.

                          و فيه، أيضا عنه (عليه السلام): أن القرآن محكم و متشابه: فأما المحكم فتؤمن به و تعمل به و تدين، و أما المتشابه فتؤمن به و لا تعمل به، و هو قول الله عز و جل: و أما الذين في قلوبهم زيغ - فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة - و ابتغاء تأويله و ما يعلم تأويله إلا الله - و الراسخون في العلم يقولون آمنا به - كل من عند ربنا. و الراسخون في العلم هم آل محمد.

                          أقول: و سيجيء كلام في معنى قوله (عليه السلام): و الراسخون في العلم هم آل محمد.

                          و فيه، أيضا عن مسعدة بن صدقة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الناسخ و المنسوخ و المحكم و المتشابه قال: الناسخ الثابت المعمول به، و المنسوخ ما قد كان يعمل به ثم جاء ما نسخه، و المتشابه ما اشتبه على جاهله.

                          قال: و في رواية: الناسخ الثابت، و المنسوخ ما مضى، و المحكم ما يعمل به، و المتشابه ما يشبه بعضه بعضا.

                          و في الكافي، عن الباقر (عليه السلام) في حديث قال: فالمنسوخات من المتشابهات و في العيون، عن الرضا (عليه السلام): من رد متشابه القرآن إلى محكمه هدي إلى صراط مستقيم. ثم قال إن في أخبارنا متشابها كمتشابه القرآن، فردوا متشابهها إلى محكمها، و لا تتبعوا متشابهها فتضلوا.

                          أقول: الأخبار كما ترى متقاربة في تفسير المتشابه، و هي تؤيد ما ذكرناه في البيان السابق: أن التشابه يقبل الارتفاع، و أنه إنما يرتفع بتفسير المحكم له.

                          و أما كون المنسوخات من المتشابهات فهو كذلك كما تقدم و وجه تشابهها ما يظهر منها من استمرار الحكم و بقائه، و يفسره الناسخ ببيان أن استمراره مقطوع.

                          و أما ما ذكره (عليه السلام) في خبر العيون: أن في أخبارنا متشابها كمتشابه القرآن و محكما كمحكم القرآن، فقد وردت في هذا المعنى عنهم (عليهم السلام) روايات مستفيضة، و الاعتبار يساعده فإن الأخبار لا تشتمل إلا على ما اشتمل عليه القرآن الشريف، و لا تبين إلا ما تعرض له و قد عرفت فيما مر: أن التشابه من أوصاف المعنى الذي يدل عليه اللفظ و هو كونه بحيث يقبل الانطباق على المقصود و على غيره لا من أوصاف اللفظ من حيث دلالته على المعنى نظير الغرابة و الإجمال، و لا من أوصاف أعم من اللفظ و المعنى.


                          و بعبارة أخرى: إنما عرض التشابه لما عرض عليه من الآيات لكون بياناتها جارية مجرى الأمثال بالنسبة إلى المعارف الحقة الإلهية، و هذا المعنى بعينه موجود في الأخبار ففيها متشابه و محكم كما في القرآن، و قد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: إنا معاشر الأنبياء نكلم الناس على قدر عقولهم و في تفسير العياشي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه (عليه السلام): أن رجلا قال لأمير المؤمنين (عليه السلام): هل تصف لنا ربنا نزداد له حبا و معرفة؟ فغضب و خطب الناس فقال فيما قال عليك يا عبد الله بما دلك عليه القرآن من صفته و تقدمك فيه الرسول من معرفته، و استضىء من نور هدايته فإنما هي نعمة و حكمة أوتيتها، فخذ ما أوتيت و كن من الشاكرين، و ما كلفك الشيطان عليه مما ليس عليك في الكتاب فرضه، و لا في سنة الرسول و أئمة الهدى أمره فكل علمه إلى الله، و لا تقدر عظمة الله و اعلم يا عبد الله: أن الراسخين في العلم الذين اختارهم الله عن الاقتحام في السدد المضروبة دون الغيوب فلزموا الإقرار بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب، فقالوا آمنا به كل من عند ربنا، و قد مدح الله اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علما، و سمى تركهم التعمق فيما لم يكلفهم البحث عنه منهم رسوخا فاقتصر على ذلك و لا تقدر عظمة الله على قدر عقلك فتكون من الهالكين.

                          أقول: قوله (عليه السلام): و اعلم يا عبد الله أن الراسخين في العلم الخ ظاهر في أنه (عليه السلام) أخذ الواو في قوله تعالى: و الراسخون في العلم يقولون، للاستيناف دون العطف كما استظهرناه من الآية و مقتضى ذلك أن ظهور الآية لا يساعد على كون الراسخين في العلم عالمين بتأويله، لا أنه يساعد على عدم إمكان علمهم به، فلا ينافي وجود بيان آخر يدل عليه كما تقدم بيانه و هو ظاهر بعض الأخبار عن أئمة أهل البيت كما سيأتي.

                          و قوله (عليه السلام): الذين أغناهم الله عن الاقتحام في السدد المضروبة دون الغيوب، خبر أن، و الكلام ظاهر في تحضيض المخاطب و ترغيبه أن يلزم طريقة الراسخين في العلم بالاعتراف بالجهل فيما جهله فيكون منهم، و هذا دليل على تفسيره (عليه السلام) الراسخين في العلم بمطلق من لزم ما علمه و لم يتعد إلى ما جهله.

                          و المراد بالغيوب المحجوبة بالسدد: المعاني المرادة بالمتشابهات المخفية عن الأفهام العامة و لذا أردفه بقوله ثانيا: فلزموا الإقرار بجملة ما جهلوا تفسيره، و لم يقل بجملة ما جهلوا تأويله فافهم.

                          و في الكافي، عن الصادق (عليه السلام): نحن الراسخون في العلم و نحن نعلم تأويله.

                          أقول: و الرواية لا تخلو عن ظهور في كون قوله تعالى و الراسخون في العلم، معطوفا على المستثنى في قوله: و ما يعلم تأويله إلا الله لكن هذا الظهور يرتفع بما مر من البيان و ما تقدم من الرواية، و لا يبعد كل البعد أن يكون المراد بالتأويل هو المعنى المراد بالمتشابه فإن هذا المعنى من التأويل المساوق لتفسير المتشابه كان شائعا في الصدر الأول بين الناس.

                          و أما قوله (عليه السلام): نحن الراسخون في العلم، و قد تقدم في رواية للعياشي عن الصادق (عليه السلام) قوله: و الراسخون في العلم هم آل محمد، و هذه الجملة مروية في روايات أخر أيضا فجميع ذلك من باب الجري و الانطباق كما يشهد بذلك ما تقدم و يأتي من الروايات.

                          و في الكافي، أيضا عن هشام بن الحكم قال: قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) إلى أن قال: يا هشام إن الله حكى عن قوم صالحين: أنهم قالوا: ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا - و هب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، علموا أن القلوب تزيغ و تعود إلى عماها و رداها، إنه لم يخف الله من لم يعقل عن الله، و من لم يعقل عن الله لم يعقد قلبه على معرفة ثابتة ينظرها و يجد حقيقتها في قلبه، و لا يكون أحد كذلك إلا من كان قوله لفعله مصدقا، و سره لعلانيته موافقا، لأن الله عز اسمه لم يدل على الباطن الخفي من العقل إلا بظاهر منه و ناطق عنه.

                          أقول: قوله (عليه السلام): لم يخف الله من لم يعقل عن الله، في معنى قوله تعالى: «إنما يخشى الله من عباده العلماء»، و قوله (عليه السلام): و من لم يعقل عن الله «الخ» أحسن بيان لمعنى الرسوخ في العلم لأن الأمر ما لم يعقل حق التعقل لم ينسد طرق الاحتمالات فيه، و لم يزل القلب مضطربا في الإذعان به و إذا تم التعقل و عقد القلب عليه لم يخالفه باتباع ما يخالفه من الهوى فكان ما في قلبه هو الظاهر في جوارحه و كان ما يقوله هو الذي يفعله، و قوله: و لا يكون أحد كذلك الخ بيان لعلامة الرسوخ في العلم.

                          و في الدر المنثور، أخرج ابن جرير و ابن أبي حاتم و الطبراني عن أنس و أبي أمامة و وائلة بن أسقف و أبي الدرداء: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سئل عن الراسخين في العلم فقال: من برت يمينه و صدق لسانه و استقام قلبه، و من عف بطنه و فرجه فذلك من الراسخين في العلم.

                          أقول: و يمكن توجيه الرواية بما يرجع إلى معنى الحديث السابق.

                          و في الكافي، عن الباقر (عليه السلام): أن الراسخين في العلم من لا يختلف في علمه.

                          أقول: و هو منطبق على الآية، فإن الراسخين في العلم قوبل به فيها قوله: الذين في قلوبهم زيغ، فيكون رسوخ العلم عدم اختلاف العالم و ارتيابه.

                          و في الدر المنثور، أخرج ابن أبي شيبة و أحمد و الترمذي و ابن جرير و الطبراني و ابن مردويه عن أم سلمة: أن رسول الله كان يكثر في دعائه أن يقول اللهم مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. قلت: يا رسول الله و إن القلوب لتتقلب؟ قال نعم ما خلق الله من بشر من بني آدم إلا و قلبه بين إصبعين من أصابع الله فإن شاء أقامه، و إن شاء أزاغه، الحديث.

                          أقول: و روي هذا المعنى بطرق عديدة عن عدة من الصحابة كجابر و نواس بن شمعان و عبد الله بن عمر و أبي هريرة، و المشهور في هذا الباب ما في حديث نواس: قلب ابن آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن.

                          و قد روى اللفظة فيما أظن الشريف الرضي في المجازات النبوية.

                          و روي عن علي (عليه السلام): أنه قيل له. هل عندكم شيء من الوحي؟ قال: لا و الذي فلق الحبة و برأ النسمة إلا أن يعطي الله عبدا فهما في كتابه.

                          أقول: و هو من غرر الأحاديث، و أقل ما يدل عليه: أن ما نقل من أعاجيب المعارف الصادرة عن مقامه العلمي الذي يدهش العقول مأخوذ من القرآن الكريم.

                          و الكافي، عن الصادق عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا أيها الناس إنكم في دار هدنة، و أنتم على ظهر سفر، و السير بكم سريع، و قد رأيتم الليل و النهار و الشمس و القمر يبليان كل جديد، و يقربان كل بعيد، و يأتيان بكل موعود، فأعدوا الجهاز لبعد المجاز، قال: فقام المقداد بن الأسود فقال: يا رسول الله و ما دار الهدنة؟ فقال: دار بلاغ و انقطاع، فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم، فعليكم بالقرآن فإنه شافع مشفع، و ماحل مصدق، و من جعله أمامه قاده إلى الجنة، و من جعله خلفه ساقه إلى النار، و هو الدليل يدل على خير سبيل، و هو كتاب فيه تفصيل و بيان و تحصيل، و هو الفصل ليس بالهزل، و له ظهر و بطن، فظاهره حكم و باطنه علم، ظاهره أنيق و باطنه عميق، له تخوم و على تخومه تخوم، لا تحصى عجائبه، و لا تبلى غرائبه، فيه مصابيح الهدى، و منار الحكمة، و دليل على المعرفة لمن عرف الصفة، فليجل جال بصره، و ليبلغ الصفة نظره، ينج من عطب، و يخلص من نشب، فإن التفكر حيوة قلب البصير، كما يمشي المستنير في الظلمات، فعليكم بحسن التخلص، و قلة التربص.

                          أقول: و رواه العياشي في تفسيره إلى قوله: فليجل جال.

                          و في الكافي، و تفسير العياشي، أيضا عن الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): القرآن هدى من الضلالة، و تبيان من العمى، و استقالة من العثرة، و نور من الظلمة، و ضياء من الأحداث، و عصمة من الهلكة، و رشد من الغواية، و بيان من الفتن، و بلاغ من الدنيا إلى الآخرة، و فيه كمال دينكم، و ما عدل أحد من القرآن إلا إلى النار.

                          أقول: و الروايات في هذا المساق كثيرة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و الأئمة من أهل بيته (عليهم السلام).

                          و في تفسير العياشي، عن الفضيل بن يسار قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن هذه الرواية: ما في القرآن آية إلا و لها ظهر و بطن، و ما فيه حرف إلا و له حد و لكل حد مطلع، ما يعني بقوله: ظهر و بطن؟ قال: ظهره تنزيله و بطنه تأويله، منه ما مضى و منه ما لم يكن بعد، يجري كما يجري الشمس و القمر، كلما جاء منه شيء وقع، قال الله: و ما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم، نحن نعلمه.

                          أقول: الرواية المنقولة في ضمن الرواية هي ما روته الجماعة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بألفاظ مختلفة و إن كان المعنى واحدا كما في تفسير الصافي، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إن للقرآن ظهرا و بطنا و حدا و مطلعا.

                          و فيه، عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أيضا: أن للقرآن ظهرا و بطنا و لبطنه بطنا إلى سبعة أبطن.

                          و قوله (عليه السلام) منه ما مضى و منه ما يأتي، ظاهره رجوع الضمير إلى القرآن باعتبار اشتماله على التنزيل و التأويل فقوله: يجري كما يجري الشمس و القمر يجري فيهما معا، فينطبق في التنزيل على الجري الذي اصطلح عليه الأخبار في انطباق الكلام بمعناه على المصداق كانطباق قوله: «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين»: التوبة - 120، على كل طائفة من المؤمنين الموجودين في الأعصار المتأخرة عن زمان نزول الآية، و هذا نوع من الانطباق، و كانطباق آيات الجهاد على جهاد النفس، و انطباق آيات المنافقين على الفاسقين من المؤمنين، و هذا نوع آخر من الانطباق أدق من الأول، و كانطباقها و انطباق آيات المذنبين على أهل المراقبة و الذكر و الحضور في تقصيرهم و مساهلتهم في ذكر الله تعالى، و هذا نوع آخر أدق من ما تقدمه، و كانطباقها عليهم في قصورهم الذاتي عن أداء حق الربوبية، و هذا نوع آخر أدق من الجميع.

                          و من هنا يظهر أولا: أن للقرآن مراتب من المعاني المرادة بحسب مراتب أهله و مقاماتهم، و قد صور الباحثون عن مقامات الإيمان و الولاية من معانيه ما هو أدق مما ذكرناه.

                          و ثانيا: أن الظهر و البطن أمران نسبيان، فكل ظهر بطن بالنسبة إلى ظهره و بالعكس كما يظهر من الرواية التالية.

                          و في تفسير العياشي، عن جابر قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن شيء من تفسير القرآن فأجابني ثم سألته ثانية فأجابني بجواب آخر، فقلت جعلت فداك كنت أجبت في المسألة بجواب غير هذا قبل اليوم! فقال: يا جابر إن للقرآن بطنا و للبطن بطن، و ظهرا و للظهر ظهر، يا جابر و ليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن، إن الآية تكون أولها في شيء و أوسطها في شيء و آخرها في شيء و هو كلام متصل ينصرف على وجوه.

                          و فيه، أيضا عنه (عليه السلام) في حديث قال: و لو أن الآية إذا نزلت في قوم ثم مات أولئك القوم ماتت الآية لما بقي من القرآن شيء، و لكن القرآن يجري أوله على آخره ما دامت السماوات و الأرض و لكل قوم آية يتلونها هم منها من خير أو شر.

                          و في المعاني، عن حمران بن أعين قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن ظهر القرآن و بطنه فقال: ظهره الذين نزل فيهم القرآن، و بطنه الذين عملوا بأعمالهم، يجري فيهم ما نزل في أولئك و في تفسير الصافي، عن علي (عليه السلام): ما من آية إلا و لها أربعة معان: ظاهر و باطن و حد و مطلع، فالظاهر التلاوة، و الباطن الفهم، و الحد هو أحكام الحلال و الحرام، و المطلع هو مراد الله من العبد بها.

                          أقول: المراد بالتلاوة ظاهر مدلول اللفظ بدليل أنه (عليه السلام) عده من المعاني، فالمراد بالفهم في تفسيره الباطن ما هو في باطن الظاهر من المعنى، و المراد بقوله: هو أحكام الحلال و الحرام ظاهر المعارف المتلقاة من القرآن في أوائل المراتب أو أواسطها في مقابل المطلع الذي هو المرتبة العليا، و الحد و المطلع نسبيان كما أن الظاهر و الباطن نسبيان كما عرفت فيما تقدم، فكل مرتبة عليا هي مطلع بالنسبة إلى السفلى.

                          و المطلع إما بضم الميم و تشديد الطاء و فتح اللام اسم مكان من الاطلاع، أو بفتح الميم و اللام و سكون الطاء اسم مكان من الطلوع، و هو مراد الله من العبد بها كما ذكره (عليه السلام).

                          و قد ورد هذه الأمور الأربعة في النبوي المعروف هكذا: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، لكل آية منها ظهر و بطن و لكن حد مطلع.

                          و في رواية: و لكل حد و مطلع.

                          و معنى قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): و لكل حد مطلع على ما في إحدى الروايتين: أن لكل واحد من الظهر و البطن الذي هو حد مطلع يشرف عليه، هذا هو الظاهر، و يمكن أن يرجع إليه ما في الرواية الأخرى: و لكل حد و مطلع بأن يكون المعنى: و لكل منهما حد هو نفسه و مطلع و هو ما ينتهي إليه الحد فيشرف على التأويل، لكن هذا لا يلائم ظاهرا ما في رواية علي (عليه السلام): ما من آية إلا و لها أربعة معان «الخ» إلا أن يراد أن لها أربعة اعتبارات من المعنى و إن كان ربما انطبق بعضها على بعض.

                          و على هذا فالمتحصل من معاني الأمور الأربعة: أن الظهر هو المعنى الظاهر البادىء من الآية، و الباطن هو الذي تحت الظاهر سواء كان واحدا أو كثيرا، قريبا منه أو بعيدا بينهما واسطة، و الحد هو نفس المعنى سواء كان ظهرا أو بطنا و المطلع هو المعنى الذي طلع منه الحد و هو بطنه متصلا به فافهم.

                          و في الحديث المروي من طرق الفريقين عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أنزل القرآن على سبعة أحرف.

                          أقول: و الحديث و إن كان مرويا باختلاف ما في لفظه، لكن معناها مروي مستفيضا و الروايات متقاربة معنى، روتها العامة و الخاصة.

                          و قد اختلف في معنى الحديث اختلافا شديدا ربما أنهي إلى أربعين قولا، و الذي يهون الخطب أن في نفس الأخبار تفسيرا لهذه السبعة الأحرف، و عليه التعويل.

                          ففي بعض الأخبار: نزل القرآن على سبعة أحرف أمر و زجر و ترغيب و ترهيب و جدل و قصص و مثل، و في بعضها: زجر و أمر و حلال و حرام و محكم و متشابه و أمثال.

                          و عن علي (عليه السلام): أن الله أنزل القرآن على سبعة أقسام، كل منها كاف شاف، و هي أمر و زجر و ترغيب و ترهيب و جدل و مثل و قصص.

                          فالمتعين حمل السبعة الأحرف على أقسام الخطاب و أنواع البيان و هي سبعة على وحدتها في الدعوة إلى الله و إلى صراطه المستقيم، و يمكن أن يستفاد من هذه الرواية حصر أصول المعارف الإلهية في الأمثال فإن بقية السبعة لا تلائمها إلا بنوع من العناية على ما لا يخفى.

                          بحث آخر روائي

                          في الصافي، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): من فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار أقول: و هذا المعنى رواه الفريقان، و في معناه أحاديث أخر رووه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و أئمة أهل البيت (عليهم السلام).

                          75 - و في منية المريد، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار.


                          أقول: و رواه أبو داود في سننه.

                          75 - و فيه، عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من قال في القرآن بغير علم جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار.

                          75 - و فيه، عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ.

                          أقول: و رواه أبو داود و الترمذي و النسائي.

                          75 - و فيه، عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: أكثر ما أخاف على أمتي من بعدي رجل يناول القرآن يضعه على غير مواضعه.

                          75 - و في تفسير العياشي، عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من فسر القرآن برأيه إن أصاب لم يؤجر و إن أخطأ فهو أبعد من السماء.

                          75 - و فيه، عن يعقوب بن يزيد عن ياسر عن الرضا (عليه السلام) قال: الرأي في كتاب الله كفر.

                          أقول: و في معناها روايات أخر مروية في العيون و الخصال و تفسير العياشي و غيرها.

                          قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): من فسر القرآن برأيه، الرأي هو الاعتقاد عن اجتهاد و ربما أطلق على القول عن الهوى و الاستحسان و كيف كان لما ورد قوله: برأيه مع الإضافة إلى الضمير علم منه أن ليس المراد به النهي عن الاجتهاد المطلق في تفسير القرآن حتى يكون بالملازمة أمرا بالإتباع و الاقتصار بما ورد من الروايات في تفسير الآيات عن النبي و أهل بيته صلى الله عليه و عليهم على ما يراه أهل الحديث، على أنه ينافي الآيات الكثيرة الدالة على كون القرآن عربيا مبينا، و الآمرة بالتدبر فيه، و كذا ينافي الروايات الكثيرة الآمرة بالرجوع إلى القرآن و عرض الأخبار عليه.

                          بل الإضافة في قوله: برأيه تفيد معنى الاختصاص و الانفراد و الاستقلال بأن يستقل المفسر في تفسير القرآن بما عنده من الأسباب في فهم الكلام العربي، فيقيس كلامه تعالى بكلام الناس فإن قطعة من الكلام من أي متكلم إذا ورد علينا لم نلبث دون أن نعمل فيه القواعد المعمولة في كشف المراد الكلامي و نحكم بذلك: أنه أراد كذا كما نجري عليه في الأقارير و الشهادات و غيرهما، كل ذلك لكون بياننا مبنيا على ما نعلمه من اللغة و نعهده من مصاديق الكلمات حقيقة و مجازا.

                          و البيان القرآني غير جار هذا المجرى على ما تقدم بيانه في الأبحاث السابقة بل هو كلام موصول بعضها ببعض في عين أنه مفصول ينطق بعضه ببعض و يشهد بعضه على بعض كما قاله علي (عليه السلام) فلا يكفي ما يتحصل من آية واحدة بإعمال القواعد المقررة في العلوم المربوطة في انكشاف المعنى المراد منها دون أن يتعاهد جميع الآيات المناسبة لها و يجتهد في التدبر فيها كما يظهر من قوله تعالى: «أ فلا يتدبرون القرآن و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا»: النساء - 82، و قد مر بيانه في الكلام على الإيجاز و غيره.

                          فالتفسير بالرأي المنهي عنه أمر راجع إلى طريق الكشف دون المكشوف و بعبارة أخرى إنما نهى (عليه السلام) عن تفهم كلامه على نحو ما يتفهم به كلام غيره و إن كان هذا النحو من التفهم ربما صادف الواقع، و الدليل على ذلك قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الرواية الأخرى: من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ فإن الحكم بالخطإ مع فرض الإصابة ليس إلا لكون الخطإ في الطريق و كذا قوله (عليه السلام) في حديث العياشي: إن أصاب لم يؤجر.

                          و يؤيده ما كان عليه الأمر في زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فإن القرآن لم يكن مؤلفا بعد و لم يكن منه إلا سور أو آيات متفرقة في أيدي الناس فكان في تفسير كل قطعة قطعة منه خطر الوقوع في خلاف المراد.

                          و المحصل: أن المنهي عنه إنما هو الاستقلال في تفسير القرآن و اعتماد المفسر على نفسه من غير رجوع إلى غيره، و لازمه وجوب الاستمداد من الغير بالرجوع إليه، و هذا الغير لا محالة إما هو الكتاب أو السنة، و كونه هي السنة ينافي القرآن و نفس السنة الآمرة بالرجوع إليه و عرض الأخبار عليه، فلا يبقى للرجوع إليه و الاستعداد منه في تفسير القرآن إلا نفس القرآن.

                          و من هنا يظهر حال ما فسروا به حديث التفسير بالرأي فقد تشتتوا في معناه على أقوال: أحدها: أن المراد به التفسير من غير حصول العلوم التي يجوز معها التفسير، و هي خمسة عشر علما على ما أنهاه السيوطي في الإتقان: اللغة، و النحو، و التصريف، و الاشتقاق، و المعاني، و البيان، و البديع، و القراءة، و أصول الدين، و أصول الفقه، و أسباب النزول و كذا القصص، و الناسخ و المنسوخ، و الفقه، و الأحاديث المبينة لتفسير المجملات و المبهمات، و علم الموهبة، و يعني بالأخير ما أشار إليه الحديث النبوي: من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم.

                          الثاني: أن المراد به تفسير المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله.

                          الثالث: التفسير المقرر للمذهب الفاسد بأن يجعل المذهب أصلا و التفسير تبعا فيرد إليه بأي طريق أمكن و إن كان ضعيفا.

                          الرابع: التفسير بأن مراد الله تعالى كذا على القطع من غير دليل.

                          الخامس: التفسير بالاستحسان و الهوى: و هذه الوجوه الخمسة نقلها ابن النقيب على ما ذكره السيوطي في الإتقان، و هنا وجوه أخر نتبعها بها.

                          السادس: أن المراد به هو القول في مشكل القرآن بما لا يعرف من مذاهب الأوائل من الصحابة و التابعين ففيه تعرض لسخط الله تعالى.

                          السابع: القول في القرآن بما يعلم أن الحق غيره، نقلهما ابن الأنباري.

                          الثامن: أن المراد به القول في القرآن بغير علم و تثبت، سواء علم أن الحق خلافه أم لا.

                          التاسع: هو الأخذ بظاهر القرآن بناء على أنه لا ظهور له بل يتبع في مورد الآية النص الوارد عن المعصوم، و ليس ذلك تفسيرا للآية بل اتباعا للنص، و يكون التفسير على هذا من الشئون الموقوفة على المعصوم.

                          العاشر: أنه الأخذ بظاهر القرآن بناء على أن له ظهورا لا نفهمه بل المتبع في تفسير الآية هو النص عن المعصوم.

                          فهذه وجوه عشرة، و ربما أمكن إرجاع بعضها إلى بعض، و كيف كان فهي وجوه خالية عن الدليل، على أن بعضها ظاهر البطلان أو يظهر بطلانه بما تقدم في المباحث السابقة، فلا نطيل بالتكرار.

                          و بالجملة فالمتحصل من الروايات و الآيات التي تؤيدها كقوله تعالى: أ فلا يتدبرون القرآن الآية، و قوله تعالى: «الذين جعلوا القرآن عضين»: الحجر - 91، و قوله تعالى: «إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أ فمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة» الآية: حم السجدة - 40، و قوله تعالى: «يحرفون الكلم عن مواضعه،: النساء - 46، و قوله تعالى: «و لا تقف ما ليس لك به علم»: إسراء - 36، إلى غير ذلك أن النهي في الروايات إنما هو متوجه إلى الطريق و هو أن يسلك في تفسير كلامه تعالى الطريق المسلوك في تفسير كلام غيره من المخلوقين.

                          و ليس اختلاف كلامه تعالى مع كلام غيره في نحو استعمال الألفاظ و سرد الجمل و إعمال الصناعات اللفظية فإنما هو كلام عربي روعي فيه جميع ما يراعى في كلام عربي و قد قال تعالى: «و ما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم»: إبراهيم - 4، و قال تعالى: «و هذا لسان عربي مبين: النحل - 103، و قال تعالى: «إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون»: الزخرف - 3.


                          و إنما الاختلاف من جهة المراد و المصداق الذي ينطبق عليه مفهوم الكلام.

                          توضيح ذلك أنا من جهة تعلق وجودنا بالطبيعة الجسمانية و قطوننا المعجل في الدنيا المادية ألفنا من كل معنى مصداقه المادي، و اعتدنا بالأجسام و الجسمانيات فإذا سمعنا كلام واحد من الناس الذين هم أمثالنا يحكي عن حال أمر من الأمور و فهمنا منه معناه حملناه على ما هو المعهود عندنا من المصداق و النظام الحاكم فيه لعلمنا بأنه لا يعني إلا ذلك لكونه مثلنا لا يشعر إلا بذلك، و عند ذلك يعود النظام الحاكم في المصداق يحكم في المفهوم فربما خصص به العام أو عمم به الخاص أو تصرف في المفهوم بأي تصرف آخر و هو الذي نسميه بتصرف القرائن العقلية غير اللفظية.

                          مثال ذلك أنا إذا سمعنا عزيزا من أعزتنا ذا سؤدد و ثروة يقول: و إن من شيء إلا عندنا خزائنه، و تعقلنا مفهوم الكلام و معاني مفرداته حكمنا في مرحلة التطبيق على المصداق: أن له أبنية محصورة حصينة تسع شيئا كثيرا من المظروفات فإن الخزانة هكذا تتخذ إذا اتخذت، و أن له فيها مقدارا وفرا من الذهب و الفضة و الورق و الأثاث و الزينة و السلاح، فإن هذه الأمور هي التي يمكن أن تخزن عندنا و تحفظ حفظا، و أما الأرض و السماء و البر و البحر و الكوكب و الإنسان فهي و إن كانت أشياء لكنها لا تخزن و لا تتراكم، و لذلك نحكم بأن المراد من الشيء بعض من أفراده غير المحصورة، و كذا من الخزائن قليل من كثير فقد عاد النظام الموجود في المصداق و هو أن كثيرا من الأشياء لا يخزن، و أن ما يختزن منها إنما يختزن في بناء حصين مأمون عن الغيلة و الغارة أوجب تقييدا عجيبا في إطلاق مفهوم الشيء و الخزائن.

                          ثم إذا سمعنا الله تعالى ينزل على رسوله قوله: «و إن من شيء إلا عندنا خزائنه»: الحجر - 21، فإن لم يرق أذهاننا عن مستواها الساذج الأولي فسرنا كلامه بعين ما فسرنا به كلام الواحد من الناس مع أنه لا دليل لنا على ذلك البتة فهو تفسير بما نراه من غير علم.

                          و إن رقت أذهاننا عن ذلك قليلا، و أذعنا بأنه تعالى لا يخزن المال و خاصة إذا سمعناه تعالى يقول في ذيل الآية: و ما ننزله إلا بقدر معلوم، و يقول أيضا: «و ما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها»: الجاثية - 5، حكمنا بأن المراد بالشيء الرزق من الخبز و الماء و أن المراد بنزوله نزول المطر لأنا لا نشعر بشيء ينزل من السماء غير المطر فاختزان كل شيء عند الله ثم نزوله بالقدر كناية عن اختزان المطر و نزوله لتهيئة المواد الغذائية.

                          و هذا أيضا تفسير بما نراه من غير علم إذا لا مستند له إلا أنا لا نعلم شيئا ينزل من السماء غير المطر، و الذي بأيدينا هاهنا عدم العلم دون العلم بالعدم.

                          و إن تعالينا عن هذا المستوى أيضا و اجتنبنا ما فيه من القول في القرآن بغير علم و أبقينا الكلام على إطلاقه التام، و حكمنا أن قوله: «و إن من شيء إلا عندنا خزائنه، يبين أمر الخلقة غير أنا لما كنا لا نشك في أن ما نجده من الأشياء المتجددة بالخلقة كالإنسان و الحيوان و النبات و غيرها لا تنزل من السماء، و إنما تحدث حدوثا في الأرض حكمنا بأن قوله: و إن من شيء إلا عندنا خزائنه، كناية عن مطاوعة الأشياء في وجودها لإرادة الله تعالى، و أن الإرادة بمنزلة مخزن يختزن فيه جميع الأشياء المخلوقة و إنما يخرج منه و ينزل من عنده تعالى ما يتعلق به مشيته تعالى، و هذا أيضا كما ترى تفسير للآية بما نراه من غير علم، إذ لا مستند لنا فيه سوى أنا نجد الأشياء غير نازلة من عند الله بالمعنى الذي نعهده من النزول، و لا علم لنا بغيره.

                          و إذا تأملت ما وصفه الله تعالى في كتابه من أسماء ذاته و صفاته و أفعاله و ملائكته و كتبه و رسله و القيامة و ما يتعلق بها، و حكم أحكامه و ملاكاتها، و تأملت ما نرومه في تفسيرها من إعمال القرائن العقلية وجدت أن ذلك كله من قبيل التفسير بالرأي من غير علم، و تحريف لكلمه عن مواضعها.

                          و قد تقدم في الفصل الخامس من البحث في المحكم و المتشابه أن البيانات القرآنية بالنسبة إلى المعارف الإلهية كالأمثال أو هي أمثال بالنسبة إلى ممثلاتها.

                          و قد فرقت في الآيات المتفرقة، و بينت ببيانات مختلفة ليتبين ببعض الآيات ما يمكن أن يختفي معناه في بعض، و لذلك كان بعضها شاهدا على البعض، و الآية مفسرة للآية، و لو لا ذلك لاختل أمر المعارف الإلهية في حقائقها، و لم يمكن التخلص في تفسير الآية من القول بغير علم على ما تقدم بيانه.

                          و من هنا يظهر: أن التفسير بالرأي كما بيناه لا يخلو عن القول بغير علم كما يشير الحديث النبوي السابق: من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار.

                          و من هنا يظهر أيضا أن ذلك يؤدي إلى ظهور التنافي بين الآيات القرآنية من حيث إبطاله الترتيب المعنوي الموجود في مضامينها فيؤدي إلى وقوع الآية في غير موقعها، و وضع الكلمة في غير موضعها.

                          و يلزمها تأويل بعض القرآن أو أكثر آياتها بصرفها عن ظاهرها كما يتأول المجبرة آيات الاختيار و المفوضة آيات القدر، و غالب المذاهب في الإسلام لا يخلو عن التأول في الآيات القرآنية و هي الآيات التي لا يوافق ظاهرها مذهبهم، فيتشبثون في ذلك بذيل التأويل استنادا إلى القرينة العقلية، و هو قولهم: إن الظاهر الفلاني قد ثبت خلافه عند العقل فيجب صرف الكلام عنه.

                          و بالجملة يؤدي ذلك إلى اختلاط الآيات بعضها ببعض ببطلان ترتيبها، و دفع مقاصد بعضها ببعض، و يبطل بذلك المرادان جميعا إذ لا اختلاف في القرآن فظهور الاختلاف بين الآيات - بعضها مع بعض - ليس إلا لاختلال الأمر و اختلاط المراد فيهما معا.

                          و هذا هو الذي ورد التعبير عنه في الروايات بضرب بعض القرآن ببعض كما في الروايات التالية: في الكافي، و تفسير العياشي، عن الصادق عن أبيه (عليه السلام) قال: ما ضرب رجل من القرآن بعضه ببعض إلا كفر.

                          و في المعاني، و المحاسن، مسندا و في تفسير العياشي، عن الصادق (عليه السلام): ما ضرب رجل من القرآن بعضه ببعض إلا كفر.

                          قال الصدوق: سألت ابن الوليد عن معنى هذا الحديث فقال: هو أن تجيب الرجل في تفسير آية بتفسير آية أخرى.

                          أقول: ما أجاب به لا يخلو عن إبهام، فإن أراد به الخلط المذكور و ما هو المعمول عند الباحثين في مناظراتهم من معارضة الآية بالآية و تأويل البعض بالتمسك بالبعض فحق، و إن أراد به تفسير الآية بالآية و الاستشهاد بالبعض للبعض فخطأ، و الروايتان التاليتان تدفعانه.

                          و في تفسير النعماني، بإسناده إلى إسماعيل بن جابر قال سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) يقول: إن الله تبارك و تعالى بعث محمدا فختم به الأنبياء فلا نبي بعده، و أنزل عليه كتابا فختم به الكتب فلا كتاب بعده، أحل فيه حلالا و حرم حراما، فحلاله حلال إلى يوم القيامة، و حرامه حرام إلى يوم القيامة، فيه شرعكم و خبر من قبلكم و بعدكم، و جعله النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) علما باقيا في أوصيائه، فتركهم الناس و هم الشهداء على أهل كل زمان، و عدلوا عنهم ثم قتلوهم، و اتبعوا غيرهم ثم أخلصوا لهم الطاعة حتى عاندوا من أظهر ولاية ولاة الأمر و طلب علومهم، قال الله سبحانه: «فنسوا حظا مما ذكروا به - و لا تزال تطلع على خائنة منهم»، و ذلك أنهم ضربوا بعض القرآن ببعض، و احتجوا بالمنسوخ و هم يظنون أنه الناسخ، و احتجوا بالمتشابه و هم يرون أنه المحكم، و احتجوا بالخاص و هم يقدرون أنه العام، و احتجوا بأول الآية و تركوا السبب في تأويلها، و لم ينظروا إلى ما يفتح الكلام و إلى ما يختمه، و لم يعرفوا موارده و مصادره إذ لم يأخذوه عن أهله فضلوا و أضلوا. و اعلموا رحمكم الله: أنه من لم يعرف من كتاب الله عز و جل الناسخ من المنسوخ و الخاص من العام، و المحكم من المتشابه، و الرخص من العزائم، و المكي و المدني و أسباب التنزيل، و المبهم من القرآن في ألفاظه المنقطعة و المؤلفة، و ما فيه من علم القضاء و القدر، و التقديم و التأخير، و المبين و العميق، و الظاهر و الباطن، و الابتداء و الانتهاء، و السؤال و الجواب، و القطع و الوصل، و المستثنى منه و الجار فيه، و الصفة لما قبل مما يدل على ما بعد، و المؤكد منه و المفصل، و عزائمه و رخصه، و مواضع فرائضه و أحكامه، و معنى حلاله و حرامه الذي هلك فيه الملحدون، و الموصول من الألفاظ، و المحمول على ما قبله و على ما بعده فليس بعالم بالقرآن و لا هو من أهله. و متى ما ادعى معرفة هذه الأقسام مدع بغير دليل فهو كاذب مرتاب مفتر على الله الكذب و رسوله و مأواه جهنم و بئس المصير.


                          و في نهج البلاغة، و الإحتجاج، قال (عليه السلام): ترد على أحدهم القضية في حكم من الأحكام فيحكم فيها برأيه ثم ترد تلك القضية بعينها على غيره فيحكم فيها بخلاف قوله ثم تجتمع القضاة بذلك عند الإمام الذي استقضاهم فيصوب آراءهم جميعا و إلههم واحد، و نبيهم واحد، و كتابهم واحد فأمرهم الله سبحانه بالاختلاف فأطاعوه؟ أم نهاهم عنه فعصوه؟ أم أنزل الله دينا ناقصا فاستعان بهم على إتمامه؟ أم كانوا شركاء فلهم أن يقولوا و عليه أن يرضى؟ أم أنزل الله دينا تاما فقصر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عن تبليغه و أدائه؟ و الله سبحانه يقول: ما فرطنا في الكتاب من شيء و فيه تبيان كل شيء، و ذكر أن الكتاب يصدق بعضه بعضا، و أنه لا اختلاف فيه فقال سبحانه: و لو كان من عند غير الله - لوجدوا فيه اختلافا كثيرا، و أن القرآن ظاهره أنيق، و باطنه عميق لا تحصى عجائبه، و لا تنقضي غرائبه، و لا تكشف الظلمات إلا به.

                          أقول: و الرواية كما ترى ناصة على أن كل نظر ديني يجب أن ينتهي إلى القرآن، و قوله: فيه تبيان، نقل للآية بالمعنى.

                          و في الدر المنثور، و أخرج ابن سعد و ابن الضريس في فضائله و ابن مردويه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خرج على قوم يتراجعون في القرآن و هو مغضب فقال: بهذا ضلت الأمم قبلكم باختلافهم على أنبيائهم، و ضرب الكتاب بعضه ببعض. قال: و إن القرآن لم ينزل ليكذب بعضه بعضا و لكن نزل يصدق بعضه بعضا، فما عرفتم فاعملوا به، و ما تشابه عليكم فآمنوا به.

                          و فيه، أيضا و أخرج أحمد من وجه آخر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قوما يتدارءون فقال: إنما هلك من كان قبلكم بهذا، ضربوا كتاب الله بعضه ببعض، و إنما نزل كتاب الله يصدق بعضه بعضا فلا تكذبوا بعضه ببعض فما علمتم منه فقولوا، و ما جهلتم فكلوه إلى عالمه.

                          أقول: و الروايات كما ترى يعد ضرب القرآن بعضه ببعض مقابلا لتصديق بعض القرآن بعضا، و هو الخلط بين الآيات من حيث مقامات معانيها، و الإخلال بترتيب مقاصدها كأخذ المحكم متشابها و المتشابه محكما و نحو ذلك.

                          فالتكلم في القرآن بالرأي، و القول في القرآن بغير علم كما هو موضوع الروايات المنقولة سابقا، و ضرب القرآن بعضه ببعضه كما هو مضمون الروايات المنقولة آنفا يحوم الجميع حول معنى واحد و هو الاستمداد في تفسير القرآن بغيره.

                          فإن قلت: لا ريب أن القرآن إنما نزل ليعقله الناس و يفهموه كما قال تعالى: «إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس»: الزمر - 41، و قال تعالى: «هذا بيان للناس،: آل عمران - 138، إلى غير ذلك من الآيات، و لا ريب أن مبينه هو الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كما قال تعالى «و أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم»: النحل - 44، و قد بينه للصحابة، ثم أخذ عنهم التابعون فما نقلوه عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) إلينا فهو بيان نبوي لا يجوز التجافي و الإغماض عنه بنص القرآن، و ما تكلموا فيه من غير إسناده إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو و إن لم يجر مجرى النبويات في حجيتها لكن القلب إليه أسكن فإن ما ذكروه في تفسير الآيات إما مسموع من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو شيء هداهم إليه الذوق المكتسب من بيانه و تعليمه (صلى الله عليه وآله وسلم)، و كذا ما ذكره تلامذتهم من التابعين و من يتلوهم، و كيف يخفى عليهم معاني القرآن مع تعرقهم في العربية، و سعيهم في تلقيها من مصدر الرسالة، و اجتهادهم البالغ في فقه الدين على ما يقصه التاريخ من مساعي رجال الدين في صدر الإسلام.

                          و من هنا يظهر: أن العدول عن طريقتهم و سنتهم، و الخروج من جماعتهم، و تفسير آية من الآيات بما لا يوجد بين أقوالهم و آرائهم بدعة، و السكوت عما سكتوا عنه واجب.

                          و في ما نقل عنهم كفاية لمن أراد فهم كتاب الله تعالى، فإنه يبلغ زهاء ألوف من الروايات، و قد ذكر السيوطي أنه أنهاه إلى سبعة عشر ألف رواية عن النبي و عن الصحابة و التابعين.

                          قلت: قد مر فيما تقدم أن الآيات التي تدعو الناس عامة من كافر أو مؤمن ممن شاهد عصر النزول أو غاب عنه إلى تعقل القرآن و تأمله و التدبر فيه و خاصة قوله تعالى: «أ فلا يتدبرون القرآن و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا»: النساء - 82، تدل دلالة واضحة على أن المعارف القرآنية يمكن أن ينالها الباحث بالتدبر و البحث، و يرتفع به ما يتراءى من الاختلاف بين الآيات، و الآية في مقام التحدي، و لا معنى لإرجاع فهم معاني الآيات - و المقام هذا المقام - إلى فهم الصحابة و تلامذتهم من التابعين حتى إلى بيان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فإن ما بينه إما أن يكون معنى يوافق ظاهر الكلام فهو مما يؤدي إليه اللفظ و لو بعد التدبر و التأمل و البحث، و إما أن يكون معنى لا يوافق الظاهر و لا أن الكلام يؤدي إليه فهو مما لا يلائم التحدي و لا تتم به الحجة و هو ظاهر.

                          نعم تفاصيل الأحكام مما لا سبيل إلى تلقيه من غير بيان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كما أرجعها القرآن إليه في قوله تعالى: «و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا»: الحشر - 7 و ما في معناه من الآيات، و كذا تفاصيل القصص و المعاد مثلا.

                          و من هنا يظهر أن شأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذا المقام هو التعليم فحسب و التعليم إنما هو هداية المعلم الخبير ذهن المتعلم و إرشاده إلى ما يصعب عليه العلم به و الحصول عليه لا ما يمتنع فهمه من غير تعليم، فإنما التعليم تسهيل للطريق و تقريب للمقصد، لا إيجاد للطريق و خلق للمقصد، و المعلم في تعليمه إنما يروم ترتيب المطالب العلمية و نضدها على نحو يستسهله ذهن المتعلم و يأنس به فلا يقع في جهد الترتيب و كد التنظيم فيتلف العمر و موهبة القوة أو يشرف على الغلط في المعرفة.

                          و هذا هو الذي يدل عليه أمثال قوله تعالى: «و أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم» الآية: النحل - 44، و قوله تعالى: «و يعلمهم الكتاب و الحكمة»: الجمعة - 2، فالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إنما يعلم الناس و يبين لهم ما يدل عليه القرآن بنفسه، و يبينه الله سبحانه بكلامه، و يمكن للناس الحصول عليه بالأخرة لأنه (صلى الله عليه وآله وسلم) يبين لهم معاني لا طريق إلى فهمها من كلام الله تعالى فإن ذلك لا ينطبق البتة على مثل قوله تعالى: «كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون»: حم السجدة - 3، و قوله تعالى: «و هذا لسان عربي مبين»: النحل - 103.

                          على أن الأخبار المتواترة عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) المتضمنة لوصيته بالتمسك بالقرآن و الأخذ به و عرض الروايات المنقولة عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) على كتاب الله لا يستقيم معناها إلا مع كون جميع ما نقل عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مما يمكن استفادته من الكتاب، و لو توقف ذلك على بيان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان من الدور الباطل و هو ظاهر.

                          على أن ما ورد به النقل من كلام الصحابة مع قطع النظر عن طرقه لا يخلو عن الاختلاف فيما بين الصحابة أنفسهم بل عن الاختلاف فيما نقل عن الواحد منهم على ما لا يخفى على المتتبع المتأمل في أخبارهم، و القول بأن الواجب حينئذ أن يختاروا أحد الأقوال المختلفة المنقولة عنهم في الآية، و يجتنب عن خرق إجماعهم، و الخروج عن جماعتهم مردود بأنهم أنفسهم لم يسلكوا هذا الطريق، و لم يستلزموا هذا المنهج و لم يبالوا بالخلاف فيما بينهم فكيف يجب على غيرهم أن يقفوا على ما قالوا به و لم يختصوا بحجية قولهم على غيرهم و لا بتحريم الخلاف على غيرهم دونهم.

                          على أن هذا الطريق و هو الاقتصار على ما نقل من مفسري صدر الإسلام من الصحابة و التابعين في معاني الآيات القرآنية يوجب توقف العلم في سيره، و بطلان البحث في أثره كما هو مشهود في ما بأيدينا من كلمات الأوائل و الكتب المؤلفة في التفسير في القرون الأولى من الإسلام، و لم ينقل منهم في التفسير إلا معان ساذجة بسيطة خالية عن تعمق البحث و تدقيق النظر فأين ما يشير إليه قوله تعالى: «و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء»: النحل - 89، من دقائق المعارف في القرآن؟ و أما استبعاد أن يختفي عليهم معاني القرآن مع ما هم عليه من الفهم و الجد و الاجتهاد فيبطله نفس الخلاف الواقع بينهم في معاني كثير من الآيات و التناقض الواقع في الكلمات المنقولة عنهم إذ لا يتصور اختلاف و لا تناقض إلا مع فرض خفاء الحق و اختلاط طريقه بغيره.

                          فالحق أن الطريق إلى فهم القرآن الكريم غير مسدود، و أن البيان الإلهي و الذكر الحكيم بنفسه هو الطريق الهادي إلى نفسه، أي إنه لا يحتاج في تبيين مقاصده إلى طريق، فكيف يتصور أن يكون الكتاب الذي عرفه الله تعالى بأنه هدى و أنه نور و أنه تبيان لكل شيء مفتقرا إلى هاد غيره و مستنيرا بنور غيره و مبينا بأمر غيره؟ فإن قلت: قد صح عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال في آخر خطبة خطبها: إني تارك فيكم الثقلين: الثقل الأكبر و الثقل الأصغر: فأما الأكبر فكتاب ربي، و أما الأصغر فعترتي أهل بيتي فاحفظوني فيهما فلن تضلوا ما تمسكتم بهما رواه الفريقان بطرق متواترة عن جم غفير من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عنه، أنهى علماء الحديث عدتهم إلى خمس و ثلاثين صحابيا، و في بعض الطرق: لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، و الحديث دال على حجية قول أهل البيت (عليهم السلام) في القرآن و وجوب اتباع ما ورد عنهم في تفسيره و الاقتصار على ذلك و إلا لزم التفرقة بينهم و بينه.


                          قلت: ما ذكرناه في معنى اتباع بيان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) آنفا جار هاهنا بعينه، و الحديث غير مسوق لإبطال حجية ظاهر القرآن و قصر الحجية على ظاهر بيان أهل البيت (عليهم السلام).

                          كيف و هو (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: لن يفترقا، فيجعل الحجية لهما معا فللقرآن الدلالة على معانيه و الكشف عن المعارف الإلهية، و لأهل البيت الدلالة على الطريق و هداية الناس إلى أغراضه و مقاصده.

                          على أن نظير ما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في دعوة الناس إلى الأخذ بالقرآن و التدبر فيه و عرض ما نقل عنه عليه وارد عن أهل البيت (عليهم السلام).

                          على أن جما غفيرا من الروايات التفسيرية الواردة عنهم (عليهم السلام) مشتملة على الاستدلال بآية على آية، و الاستشهاد بمعنى على معنى، و لا يستقيم ذلك إلا بكون المعنى مما يمكن أن يناله المخاطب و يستقل به ذهنه لوروده من طريقه المتعين له.

                          على أن هاهنا روايات عنهم (عليهم السلام) تدل على ذلك بالمطابقة كما رواه في المحاسن، بإسناده عن أبي لبيد البحراني عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث قال: فمن زعم أن كتاب الله مبهم فقد هلك و أهلك.

                          و يقرب منه ما فيه، و في الإحتجاج، عنه (عليه السلام) قال: إذا حدثتكم بشيء فاسألوني عنه من كتاب الله الحديث.

                          و بما مر من البيان يجمع بين أمثال هذه الأحاديث الدالة على إمكان نيل المعارف القرآنية منه و عدم احتجابها من العقول و بين ما ظاهره خلافه كما في تفسير العياشي، عن جابر قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن للقرآن بطنا و للبطن ظهرا، ثم قال: يا جابر و ليس شيء أبعد من عقول الرجال منه إن الآية لتنزل أولها في شيء و أوسطها في شيء و آخرها في شيء، و هو كلام متصل ينصرف على وجوه، و هذا المعنى وارد في عدة روايات.

                          و قد رويت الجملة أعني قوله: و ليس شيء أبعد «الخ» في بعضها عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، و قد روي عن علي (عليه السلام): أن القرآن حمال ذو وجوه الحديث، فالذي ندب إليه تفسيره من طريقه و الذي نهي عنه تفسيره من غير طريقه و قد تبين أن المتعين في التفسير الاستمداد بالقرآن على فهمه و تفسير الآية بالآية و ذلك بالتدرب بالآثار المنقولة عن النبي و أهل بيته صلى الله عليه و عليهم و تهيئة ذوق مكتسب منها ثم الورود، و الله الهادي.




                          سبب إرفاق المحلقين ، لأن الموضوع الذي يريده زميلنا ( الجمال ) كثير التكرار في المنتديات مؤخرا ، و لذا نريد أن نجعل هذا الموضوع بالذات مرجعاً كاملاً لكل ما يتعلق بهذا الموضوع.
                          و عليه أرفقنا الملحقين لنعرف المحكم و المتشابه عند كافة المسلمين.



                          الحــــزب ،،،
                          متابع >>>

                          تعليق


                          • #73
                            سلام على من إتبع الهدى
                            يا زميل جمال قلت لي إني جعفري بالعاطفة فقط فهذا ظلم
                            أما تقول علمي قليل , فنعم لا أنكر هذا
                            قلت لك إن هذا المذهب يحتاج إلى عقل و تدبر ,
                            و سئلتك بالله أن تفهم النص جيدا ثم بعد ذلك إن أردت فعلق على ما قلت
                            قلت لي تعلم دينك جيدا , شكرا للنصيحة
                            فمعك حق إني لا زلت لا أعلم
                            أما هذا ليس بمانع أن أعرف أشياء قد لا تعرفه أنت
                            إني لدي الإجابات على أسئلتك لأنني إخترت هذا المذهب الحنيف عن بحث وإستدلال ; نحن أبناء الدليل و حيث ما مال نميل
                            و لكن عندما علمت أنك لاتفقه كلامي ولا تستوعب جوابي , فلا أخوض معك في النقاش لأنني لا أريد أن أكون لك عن المعرفة , فقد تفهم عن غيري أكثر مني . و إني أعتذر إن قلت شيئ في إستنقاص من مؤمن , جعلنا الله وإياكم من المؤمنين .
                            و لكن نصيحة أخوية إن طرحتم مسئلة للمناقشة , فعليكم أن لا تخطئ بين بعض المعاني القرآنية المشابهة ظاهرا و المتغاير ظاهرا .
                            و إني إذ سمحوا لي الإخوان الشيعة بالمتابعة في المشاركات سأتابع المشاركات و إذا لم يسمحوا لي و وجدوا في كلامي باطلا , فسوف لا أشارك بعده , إني بإنتظار الإذن منكم .

                            تعليق


                            • #74
                              سلام عليكم اخوتي واساتذتي الكرام
                              اكرر
                              ارجو منكم لو تكرمتم ان نطالب بامور ثابتة معينة ولا نفتح الحوار كثيرا جدا

                              الطلب الاول نطالبك بالاشكال علينا اذا كانت آية الولاية عندنا صريحة في الحاكمية لعلي من بعد النبي <ص> فهل لك ان تصادر هذا التبادر لدينا وتقول لا اقبله
                              هي حجة علينا وليس عليك وانت تطالبنا نحن على ذلك

                              واما حول آية صريحة في القرآن حول الصلاة لا توجد تقول الآيات التي ذكرت الصلاة كثيرة اقول لك نعم ولكن لو كان كلامك مع نصراني فسوف يقول لك بان كلمة صلاة هي الدعاء في اللغة والله لم يأمركم بهذه الصلاة من ركوع وسجود وقرآءة فاين ذكرت هذه الصلاة التي تصلونها وهي عمود الدين عندكم ايها المسلمون
                              فماذا سوف يكون جوابك له

                              امنيتي من الاساتذة ان يختصروا الاسئلة ونضيق الدائرة شوي على الرجل

                              ولا يفتحوا مجال للكلام في نهج البلاغه وغيره فان نهج البلاغه واضح في ان الامام يقول بان الخلافه نص عليه دون فلان وفلان

                              تعليق


                              • #75
                                المشاركة الأصلية بواسطة الجمال
                                الزميل العزيز عبدالمؤمن

                                نحن زملاء قدماء ولا تظن أنني نسيتك

                                ولي رجاء

                                لخص ما تريد دون أن يكون مكررا وسبق مناقشته حتى استطيع فهم ما تريد

                                فهل أطمع منك بذلك ؟

                                على الأقل من أجل الصحبة القديمة


                                اللهم أهدني وعبدك عبدالمؤمن ومن يقرأ ما نكتب الى ما أختلف فيه من الحق بإذنك



                                اللهم اهدنا و اهدبنا
                                تفضل ايها الزميل العزيز :

                                ان امامة النبوة نعرفها لكن ما نعتقده انه من بعد الرسول هناك ائمة اثنى عشر اماما اولهم على بن ابى طالب واخرهم المهدى .
                                امامة النبوة فى ذرية اسماعيل.
                                لكن امامة النبوة ختمت بالرسول محمد صلى الله عليه واله وسلم
                                لكن ذرية ابراهيم عليه السلام باقية الى يوم الدين .
                                وابراهيم عليه السلام قال ومن ذريتى فرد الله تعالى لا ينال عهدى الظالمين .
                                ذرية ابراهيم باقية لم تنتهى الظالم منها لا ينال عهد الله وهى الامامة.
                                اما الصالح منها فينال عهد الله .
                                والصالحون على والائمة الاحد عشر اماما .

                                فاذا لديك اعتراض فقل وهذا هو دليلناعلى وجود واستمرار الامامة .


                                ثم ايها الزميل :

                                من قال لك ان الايات المحكمات لا تحتاج الى تفسير من الرسول؟ لو كان ما تقول صحيحا لما كنا بحاجة للرسول سوى ان يبلغ القران ثم لا نحتاج اليه .
                                بما انك لا تريد اسباب النزول قل لى :

                                ما الدليل على ان المذكور فى القران هو ابى بكر الذى كان فى الغار ؟
                                ما الدليل على ان اية الافك خاصة بام المؤمنين عائشة رضى الله عنها ؟
                                اية الوضوء المحكمة واضحة بان المسح هو الحكم فلم تغير الى الغسل ؟
                                ما الدليل من القران ان اوقات الصلاة خمسة اوقات ؟


                                ان من الايات المحكمات :

                                اية الوضوء اليست محكمة وظاهر ان من يقراها يعرف ان حكم الوضوء فى الارجل هو المسح ومع ذلك ومع انها محكمة ولكن احكامها لم يغير شيئا وتغير المسح الى الغسل .

                                ارجو ان لا تتهرب واريدك ان تعرف شيئا وان لا تنساه انت تريد اية على الامامة ولم تسال عن الائمة الذين هم واقع وليس وهم فان كان كلامك حقا فهم كاذبون وان كانوا صادقين فانت واهم فى كلامك وانت من يجب ان يراجع نفسه فكما قلت لك ان ذرية ابراهيم لم تنقرض وما دام ذلك فهناك امامة فى نسله الى يوم يبعثون وهى من بعد الرسول ولا ينالها الظالمون وانت تعلم ان ابى بكر وعمر وعثمان كانوا مشركين فكيف تكون لهم الامامة من بعد الرسول يا هداك الله يا الجمال .

                                بالنسبة لاية اطاعة اولى الامر:

                                القران يقول : اطيعوا الله - واطيعوا الرسول - واطيعوا اولى الامر .
                                وطاعة اولى الامر فى ما امر الله لذلك يرد الامر الى الله والرسول لان اولى الامر غير مشرعون انما هم حفظة القران والسنة.

                                والا كيف يردون الامر الى الله والرسول؟ ( هل عن طريق الصحاح الستة منهم البخارى ووووالخ ) وهذا دليل على ان اولى الامر هم حفظة الشرع من كتاب وسنة وتطبيقها فى حال النزاعات وهو دليل على انهم مختارون من الله وهم الائمة . لذلك عندما يقول القران فان تنازعتم فى شىء فردوه الى الله والرسول والنزاع هنا ليس مع اولى الامر لانه اذا كان النزاع مع اولى الامر فاولى الامر سيلجاون اى من لينصفهم ممن ينازعهم؟ والسؤال من يرده الى الله والرسول؟ والجواب فى هذه الآية
                                ( واذا جاءهم امر من الامن او الخوف اذاعوا به ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا ) النساء 83
                                اذن اولى الامر طاعتهم واجبة لانهم يعملون بامر الله والرسول وذلك راجع الى علمهم اليقينى بالكتاب والسنة .
                                ( ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه ) هذه الاية نزلت على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ولازال القران ينزل والسنة فى ازدياد وبعد رحيل الرسول جمع القران لكن السنة لم تكتب الا بعد عشرات السنين اى بعد ان ذهب عصر الصحابة وجاء عصر التابعين فكيف تطبق هذه الاية والسنة لم تكتب اذن كيف يرجعون الى السنة للاخذمنها والبخارى لم يولد بعد وكذلك مسلم اذن لابد للدين من حفظة وضعهم الله من لحظة رحيل الرسول وهم خلفاءه الذين قال عنهم كتاب الله وعترتى ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدى ابدا لكن مالذى حدث ؟ العترة اقصيت وابعدت وحوربت الذين هم اولى الامر الذين قال الله عنهم فى شخص الامام على عليه السلام (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) ) المائدة – والذين امنوا هم اولى الامر وهم الراسخون فى العلم كما قال القران الكريم(هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويله وما يعلم تاويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولوا الالباب) ال عمران 7



                                ان موضوع الامامة ذكره القران فى امامة ابراهيم حين قال ومن ذريتى قال لا ينال عهدى الظالمين – وسبق ان رد علينا الجمال وقال ان الامامة هى امامة النبوة وانها انتهت بنبوة الخاتم رسولنا محمد صلى الله عليه واله وسلم وهذا الكلام ناقص لان ابراهيم قال ومن ذريتى قال الله لا ينال عهدى الظالمين وعهد الله لا ينتهى ما دام هناك ذرية من نسل ابراهيم فاذا انتهت النبوة فالامامة لاتنتهى لان الانبياء حاملى رسل الله وهم قدوق للبشر حتى ابراهيم لكن الله جعله اماما للناس يقتدون به حتى نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم و به ختم الله دين الاسلام اذن الناس تقتدى به فهو امام لكن من ياتى بعده هو حامل لعلم رسول الله مضطلع به وحافظ للقران وهذا هو الامام وهو قدوة للناس لحمله علم القران والشرع .



                                الرجاء الرد على رسالة الاخ الموالى ابو حسام:

                                سلام عليكم اخوتي واساتذتي الكرام

                                الطلب الاول نطالبك بالاشكال علينا اذا كانت آية الولاية عندنا صريحة في الحاكمية لعلي من بعد النبي <ص> فهل لك ان تصادر هذا التبادر لدينا وتقول لا اقبله
                                هي حجة علينا وليس عليك وانت تطالبنا نحن على ذلك

                                واما حول آية صريحة في القرآن حول الصلاة لا توجد تقول الآيات التي ذكرت الصلاة كثيرة اقول لك نعم ولكن لو كان كلامك مع نصراني فسوف يقول لك بان كلمة صلاة هي الدعاء في اللغة والله لم يأمركم بهذه الصلاة من ركوع وسجود وقرآءة فاين ذكرت هذه الصلاة التي تصلونها وهي عمود الدين عندكم ايها المسلمون
                                فماذا سوف يكون جوابك له ؟


                                وايضا الرجاء الردعلى رسالة الاخ الموالى بوحسن:


                                طرحت سؤالين منذ بداية الموضوع ولم يجب عليهما.
                                واخص السؤال الاول:
                                الله تعهد الا تخلوا الارض من خليفه وقد اثبتنا ان الخليفه اما نبي او رسول او امام.
                                الرساله والنبوه ختمت برسول الله صلى الله عليه وآله.
                                وبم ان الله تعهد الا تخلوا ارضه من خليفة فمن هو الامام الذي جعله الله خليفة في ارضه؟؟؟؟
                                والعجيب ان الجمال يتهرب من هذا السؤال بالخصوص لا اعلم لماذا؟؟؟!!!!
                                ويركز على الامور الجانبيه.


                                تحياتى لك ايها الزميل العزيز

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                                ردود 2
                                12 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X