المؤهّل للفتوى
توضيح :
أقول الواجب هو لزوم العمل وترك الواجب حرام وهذا شيء مسلّم به لكن لو سألنا من عمل بهذه الفتوى , من فحص وبحث عن الأعلم (من بين هؤلاء الذين يدعون الأعلمية) وسلك الطريق الصحيح وقلد الأعلم . نحن نعرف والكل يعرف بأن كلام المجتهد (حجة) فمن منا ألزم نفسه هذه الحجة وعمل بها ولا ندري من هو الصادق في دعواه . و لو لاحظنا الساحة الآن نرى إن الجمهور الشيعي جماعات وفرق وكل جماعة تدعوا إلى صاحبها . هذا يقلد السيد فلا ن ويعتقد بأنه صحيح وعلى نهج المعصومين(عليهم السلام) ويدعوا إلى تقليد مرجعه وذاك يقلد الشيخ فلان ويعتقد إنه هو الصحيح والباقين هم في ضلال من أمرهم , وذاك الشيخ فلان . ونحن الحمد لله (همج رعاع) (إذا لم نكن ورداً نكن شوكاً) نطعن بهذا ونشتم وندّعي بأنه باطل بدون علم ودليل وحجة (سبحان الله) . لِمَ لا نكون شيعة حقيقيين نسأل عن الأعلم ونطلب الدليل من كل مرجع يدّعي الأعلمية (قل تعالوا ندعو أبناءنا وأبناءكم وأنفسنا وأنفسكم ....إلى آخر الآية) (قل هاتوا برهانكم) ثم لو ركّزنا قليلاً على المسألة المذكورة وطبقناها لوجدنا المقصود بها حتى نجتنبه كما يلي :
أولاً : المقصود بـ(ليس أهلاً للفتوى) هو (غير مجتهد) بطبيعة الحال والذي هو أهلاً لها المجتهد المتوفرة فيه الشروط المذكورة في الرسائل العملية , الذي لديه ملكة الإستنباط . أو القدرة الراسخة على معرفة جميع الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية . وهذا واضح , إذن فلنطبق هذه القاعدة الشرعية . ورد في مسائل وردود (م 38 ص 8 ج 3 ) .
س / إذا كان في وقتنا هذا , المكلف يطمئن قلبه لأحد العلماء في حين يوجد بعض المجتهدين من يقول بأعلمية غير هذا المجتهد.
ج /بسمه تعالى .... يعمل بإطمئنانه بعد سقوط أهل الخبرة بالتعارض .
ويأتي(المرجع) الفلاني ويقول ويجيب على نفس السؤال بما مضمونه : حجية شهادة أهل الخبرة وعدم التساقط .
وأُضيف إنه يشكل على مباني السيد ويفنّد آرائه ويقول عكس ما يقول السيد وإذا سُئل عن هذا الأمر قال : إن في كلام السيد (غفلة أو تهافت أو تنافي) .
وأقول إذن من هذا الكلام أنا أقول إنك يا مولاي أعلم من السيد الصدر(قدس سره) ودعوى السيد باطلة لأنه أنت أعلم من السيد ولكن كنت ساكتاً حفاظاً على المذهب وصف المسلمين .
أقول يا مولاي
(1): لِمَ فعلت فعلتك هذه بعد موت السيد(قدس سره) .
(2) : لماذا تنازلت عن دعوى الاجتهاد بعد أن أبطل السيد الحسني آراءك ومبانيك جملة وتفصيلاً في كتابه (الفصل في القول الفصل ) الذي أبطل ما موجود في كتاب (القول الفصل).
ثانياً : أقول ان بعض من (مراجعنا) العظام (سددهم الله) إدّعوا الاجتهاد ولم نسمع من أين جاءوا به . ليس هذا فقط وإنما تجاوزوه إلى أن يكتب اسمه على الكتب بعنوان (آية الله) , وطلابه ومقلدوه فأنهم يدعون له , وله من الأمور كما للمراجع المتصدين للمرجعية والفتوى من مكتب واستلام حقوق ويفتي ويجيب ويرد على الإستفتاءات ويطبع الكتب التي (لو صحت إنها منه) والصور المكتوب عليها (سماحة آية الله) ويشكل على السيد ومبانيه وبعد فترة يدّعي الولاية ولو سألته عن الدليل يقول الآثار ولو رجعنا إلى آثاره لا نجد فيها لمسات المجتهد ولا قدرته الراسخة ولا تتحقق الملكة في استنباطه للأحكام , إنما هي كتب اجتماعية ذات معلومات عامة أي إنسان لديه الإطلاع الواسع على كتب الطب أو الفلك أو النجوم والتنجيم والأدب أن يكتب منها وأفضل منه , لاسيما قلنا في مسألة السيد الصدر(قدس سره) (ولا دخل لسعة الإطلاع في ذلك أي الاجتهاد والأعلمية ) كما لدى السيد حسين الصدر والشيخ مغنية والسيد الشيرازي. فكل واحد منهم لديه آثار ومؤلفات كثيرة ولكن الأعلمية لا ترسو لديهم وعليهم .
ثالثاً : عندما ينكشف زيغ وكذب المدّعي يقول أنا لم افعل ذلك أي لم أدّعي الاجتهاد . سبحان الله قبل قليل بيّنا هو إدّعى الاجتهاد ويقول (أرى في نفسي الاجتهاد) ويخالف كلامه مرة ثانية ويناقض نفسه ويقول لم افعل ذلك , وطلابه يقولون إنه مجتهد , ويستدلون بقول السيد الصدر(قدس سره) (يسير حثيثاً نحو الاجتهاد) أقول : صحيح أن السيد قال هكذا ولا إشكال في ذلك فلو سألني شخص عن صديقي (زيد) وعن الدراسة فسأجيب (إنه يسير حثيثاً نحو النجاح) لكن أنا لم أقل أنه سينجح بالتأكيد أو إنه سيكمل بدون عارض ومانع و يتوفق . وهذا الشيء يعرفه اللبيب والشيء الثاني ان كلام أمير المؤمنين(عليه السلام) جاء في مكانه المناسب (ليس العلم بكثرة التعلم إنما هو نور يقذفه الله في قلب من يحب) .
رابعاً : إن السيد الصدر(قدس سره) قد بيّن المجتهد الحقيقي عن غيره الكاذب فعندما سألوه مَن أجازك بالاجتهاد ؟ أجاب السيد : (إنني أستطيع أن آتي بكذا إجازة وأزوّرها لكني لا احتاج إلى إجازة اجتهاد فلكل عالم آثاره العلمية ويستطيع المجتهد ان يثبت اجتهاده في الساحة من خلال آثاره العلمية ) .
أقول : يا عباد الله يا مسلمين يا مساكين إلى متى غفلتكم عن الحق ونوره فان الحق شمس لا يحجبها غيم فلماذا هذه التجاهل انظروا جيداً في المسألة يقول السيد(قدس سره) يستطيع ان يثبت نفسه من خلال آثاره العلمية وليست (... استغفر الله) فمَن منهم أتى بآثاره العلمية لنا ؟ مَن طرحها للساحة ؟ مَن أتى بـ(بحث أصولي , بحث فقهي , أصولي فقهي , تقريرات , استدلالات عقائدية أو تفسيرية أو فلسفية أو الأخلاقية ) , (سبحان الله وهذا هو بس ختم مزور) اطلب الآثار ليضعوها في يدك وتلمسها وتتأكد منها ودقق النظر فيها وليست الآثار شفوية (لديه كذا وكذا ) قل لهم أنا أريد أن أراها بعيني ولا أريد سماع إسماء بأذ ني (بين الحق والباطل أربعة أصابع أذنك وعينك فما تسمعه باطل وتراه حق ) أليس كذلك وقول السيد الصدر(قدس سره) في الجزء الثالث (م39 ) .
س / هل المجتهد أو المرجع يحتاج إلى إجازة من الفقهاء الآخرين يشهدون باجتهاده أم الفقه الاستدلالي كافٍ لإثبات ذلك ؟
ج / بسمه تعالى : ... الإجازة إنما هي لتعريف الناس بالاجتهاد و إلا فهي لا دخل لها بوجود الاجتهاد حقيقة , فإذا كان الاجتهاد ثابتاً بطرق أخرى كالفقه الاستدلالي كفى .
فأين البحث الفقهي الاستدلالي ؟ إذن فلو حصرنا مدّعي الاجتهاد والأعلمية بأربعة لكن أسقطنا واحداً يتعذر الاتصال به على قول السيد(قدس سره) بقى ثلاثة وأيضاً نسقط واحداً لأنه صاحب إقامة جبرية مكثفة سواء في زمن الطاغية صدام أوبعد سقوطه وسواء الآن أم في الماضي أم في المستقبل والى يوم الدين دائماً في تقية مكثفة ولا يستطيع نشر آثاره حتى بالأقراص والكاسيتات فقط الوجيز والمسائل .إذن بقي اثنان الأول الذي رد عليه وأبطل مبانيه صاحب كتاب الفكر المتين وهو بحوث استدلالية عالية يناقش فيها آراء أصولية عالية لأستاذه (مدّعي الاجتهاد) وقد رد عليه وناقشه ونقض عليه مبانيه وهو موجود بجزأين (الفكر المتين الجزء الأول – الفكر المتين الجزء الثاني) وصاحب كتاب القول الفصل وهو بحث فقهي استدلالي فقد نوقش هذا الكتاب من قبل صاحب كتاب الفكر المتين أيضاً حيث أبطل مباني صاحب القول الفصل جملة وتفصيلاً وقد صدر هذا بكتاب اسمه (الفصل في القول الفصل ) .
خامساً : قد طرحت قاعدة بتعيين المجتهد الأعلم وصاحب الأطروحة والقاعدة يعتبره الكثير من أهل الخبرة وعلى رأس القائمة حيث قال ما معناه : كل من أصدر بحثاً إستدلالياً ولم يتصدَ شخص للرد عليه فهو مجتهد .... كبرى
جناب الشيخ أصدر بحثاً استدلالياً(القول الفصل ) ولم يرد عليه احد ..... صغرى
إذن جناب الشيخ مجتهد ...... النتيجة
واليك التطبيق الذي يمكن ان يستفاد من تلك القاعدة ومفهومها :
كل من أصدر بحثاً استدلالياً ولم يتصدَ له احد فهو مجتهد ..... كبرى
جناب الشيخ أصدر القول الفصل ورد عليه ردوداً تامة وأبطل جملة وتفصيلاً ...... صغرى
أذن الشيخ ليس مجتهداً ..... النتيجة
وعليك التأكد يا أيها القارئ الكريم .
سادساً : لدينا آثار علمية لأحد المدّعين للاجتهاد و الأعلمية ولديه من الأدلة ما يكفي لإثبات ذلك وطبقاً للشروط المذكورة في الرسائل العملية والتي نص عليها السيد الصدر(قدس سره) وصرح وأوصى بها وعلينا الإلتفات إلى قوله(قدس سره) في مسألة (13) منهاج الصالحين : إذا بقي على تقليد الميت إهمالاً أو مسامحة من دون ان يقلد الحي في ذلك كان كمن عمل من غير تقليد وعليه الرجوع فوراً إلى الحي في ذلك . ومسألة (2): عمل العامي بلا تقليد باطل .
فأقول من أرجعكم يا مقلدي السيد(قدس سره) إلى تقليد السيد نفسه هل هو من المراجع المذكورين سابقاً ؟ !!
(يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزؤون....)
هذا والحمد لله .
اترك تعليق: