مضافا إلى ما سبق من دلائل أن الزوجات لسن من أهل البيت وكون المقصود بأهل البيت آل محمد مضافا إلى ما سبق
جاء في البخاري كتاب المناقب ح 3436 و 3468( أرقبوا محمد في أهل بيته ) . وفي مسند الإمام أحمد مسند المدنيين ح 15992 و 15993 ط العالمية ج 4 ص 61 ط مؤسسة قرطبة مصر( وعلى محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم ...) . وفي مسند الإمام أحمد مسند باقي الأنصار ح 22060وفي المصنف عبد الرزاق ج 2 ص 211 ح 3103 باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ط المجلس العلمي تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي ( اللهم صل على محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته )و هو موجود في أحمد ج 5 ص 374 ح 23221 وسنن البيهقي ج 2 ص 151 ح 2686 ط مكتبة دار الباز مكة المكرمة ط 1414هـ تحقيق محمد عبد القادر عطا وفي سنن أبي داود كتاب الصلاة ح 832 ط العالمية وج 1 ص 258 ح 982 ط دار الفكر تحقيق محمد محيي الدين الدين عبد الحميد ( اللهم صل على محمد وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت ....) وفي كتاب الإعتقاد ج 1 ص 326 ط دار الآفاق الجديدة بيروت تحقيق أحمد عصام الكاتب
وفي مجمع الزوائد ج 9 ص 166 ( وعن أم سلمة قالت بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي يوما إذ قالت الخادم أن عليا وفاطمة بالسدة قالت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم قومي فتنحي لي عن أهل بيتي قالت فقمت فتنحيت في البيت قريبا فدخل علي وفاطمة ومعهما ابناهما الحسن والحسين وهما صبيان صغيران فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره فقبلهما واعتنق عليا بإحدى يديه وفاطمة باليد الأخرى فقبل فاطمة وقبل عليا فأغدق عليهم خميصة سوداء فقال اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي قالت فقلت أنا يا رسول الله قال وأنت رواه أحمد ).
المستدرك للحاكم ج 3 ص 159 ح 4709 ط دار الكتب العلمية بيروت تحقيق مصطفى عبد القادر عطا ( حدثني أبو الحسن إسماعيل بن محمد الفضل بن محمد الشعراني ثنا جدي ثنا أبو بكر بن أبي شيبة الحزامي ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك حدثني عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عن أبيه قال ثم لما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رحمة هابطة قال ادعوا لي ادعوا لي فقالت صفية من يا رسول الله قال أهل بيتي عليا وفاطمة والحسن والحسين فجيء بهم فألقى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم كساءه ثم رفع يديه ثم قال اللهم هؤلاء آلي فصل على محمد وعلى آل محمد وأنزل الله عز وجل إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقد صحت الرواية على شرط الشيخين أنه علمهم الصلاة على أهل بيته كما علمهم الصلاة على آله ).
أول من يلحقني من أهل بيتي أنت يا فاطمة وأول من يلحقني من أزواجي زينب ) كنز العمال ج 12 ص 108 ح 34221 فضائل فاطمة عليها السلام
( ...وأهل بيته علي وفاطمة والحسن والحسين ) سنن البيهقي ج 7 ص 65 باب دخول المسجد جنبا من كتاب النكاح .
قال النووي صحيح مسلم بشرح النووي ج 15 ص 175 ح 6175 ( والمعروف في معظم الروايات في غير مسلم أنه قال : نساؤه ليس من أهل بيته )
تأمل ما يقوله العلماء فيمن المخاطب بالآية وما المراد بأهل البيت ) وكون دخولها لكونها من أقاربه أو ... وهي على كل الأحوال لا تعدو أن أن تكون من أهل البيت لا أنها أهل البيت كما يزعم صاحبنا الجمال :
تفسير البيضاوي ج 3 ص 246 ط دار الفكر {قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَـٰتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ } منكرين عليها فإِن خوارق العادات باعتبار أهل بيت النبوة ومهبط المعجزات، وتخصيصهم بمزيد النعم والكرامات ليس ببدع ولا حقيق بأن يستغربه عاقل فضلاً عمن نشأت وشابت في ملاحظة الآيات، وأهل البيت نصب على المدح أو النداء لقصد التخصيص كقولهم: اللهم اغفر لنا أيتها العصابة. {إِنَّهُ حَمِيدٌ } فاعل ما يستوجب به الحمد.
تفسير ابن كثير ج 3 ص 366 ط دار إحياء التراث العربي ( يخبر تعالى أنه وهب لإبراهيم إسحاق بعد أن طعن في السن، وأيس هو وامرأته سارة من الولد، فجاءته الملائكة وهم ذاهبون إلى قوم لوط، فبشروهما بإسحاق فتعجبت المرأة من ذلك، وقالت {يٰوَيْلَتَا ءأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـٰذَا بَعْلِى شَيْخًا إِنَّ هَـٰذَا لَشَىْء عَجِيبٌ قَالُواْ * قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَـٰتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ }[هود:27، 37] فبشروهما مع وجوده بنبوته، وبأن له نسلاً وعقباً، كما قال تعالى: {وَبَشَّرْنَـٰهُ بِإِسْحَـٰقَ نَبِيّاً مّنَ الصَّـٰلِحِينَ }[الصافات:211] وهذا أكمل في البشارة وأعظم في النعمة) وفي ج 5 ص 189 ط دار إحياء التراث العربي ( فإنهما إنما تعجبا من البشارة بإسحاق لكبرهما لا لعقرهما، ولهذا قال {أَبَشَّرْتُمُونِى عَلَىٰ أَن مَّسَّنِىَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشّرُونَ }[الحجر:45] مع أنه كان قد ولد له قبله إسماعيل بثلاث عشرة سنة، وقالت امرأته {يٰوَيْلَتَا ءأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـٰذَا بَعْلِى شَيْخًا إِنَّ هَـٰذَا لَشَىْء عَجِيبٌ قَالُواْ * قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَـٰتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ }[هود:27/ 37]. وفي ج 7 ص 392( فالبشارة له هي بشارة لها. لأن الولد منهما فكل منهما بشر به ) وفي تفسير الثعالبي ( وقوله سبحانه: {رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَـٰتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ }[هود:37]: يحتمل أنْ يكون دعاءً، وأنْ يكون خبراً. ونصبُ {أَهْلَ الْبَيْتِ }[هود:37] على النداءِ أو على الاختصاص، أو على المَدْحِ، انتهى. وهذه الآية تعطي أَنَّ زوجة الرجل مِنْ أَهْلِ بيتِهِ. وهي هُنَا منْ أهْل البيت على كلِّ حال، لأنها من قرابَتِهِ، وابْنَة عَمِّه) وقال القرطبي ج 9 ص 70 ط دار الكتب العلمية (الأولى: قوله تعالى: {قَالُوۤاْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} لما قالت: «وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخاً» وتعجبت، أنكرت الملائكة عليها تعجّبها من أمر الله، أي من قضائه وقدره، أي لا عجب من أن يرزقكما الله الولد، وهو إسحٰق. وبهذه الآية استدلّ كثير من العلماء على أن الذَّبيح إسمٰعيل، وأنه أسنّ من إسحق؛ لأنها بشّرت بأن إسحٰق يعيش حتى يولد له يعقوب. وسيأتي الكلام في هذا؛ وبيانه في «الصافات» إن شاء الله تعالى.
الثانية: قوله تعالى: {رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ} مبتدأ، والخبر {عَلَيْكُمْ}. وحكى سيبويه «عليكِم» بكسر الكاف لمجاورتها الياء. وهل هو خبر أو دعاء؟ وكونه إخباراً أشرف؛ لأن ذلك يقتضي حصول الرحمة والبركة لهم، المعنى: أوصل الله لكم رحمته وبركاته أهل البيت. وكونه دعاء إنما يقتضي أنه أمر يُترجّى ولم يتحصّل بعد. ونصب {أَهْلَ الْبَيْتِ} على الاختصاص؛ وهذا مذهب سيبويه. وقيل: على النداء.
الثالثة: هذه الآية تعطي أن زوجة الرجل من أهل البيت؛ فدلّ هذا على أن أزواج الأنبياء من أهل البيت؛ فعائشة رضي الله عنها وغيرها من جملة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم؛ ممن قال الله فيهم: {وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيــراً}
تفسير البغوي {أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ}، معناه: لا تعجبي من أمر الله، فإنّ اللَّهَ عزّ وجلّ إذا أراد شيئاً كان. {رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَـٰتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ}، أي: بيت إبراهيم عليه السلام. قيل: هذا معنى الدعاء (من الملائكة، وقيل: على) معنى الخير والرحمة والنعمة. والبركاتُ جمع بركة، وهي ثبوت الخير. وفيه دليل على أن الأزواج من أهل البيت. {إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ}، فالحميد: المحمود (في أفعاله)، والمجيد: الكريم، وأصل المجد الرفعة. وفي زاد المسير (قوله تعالى: {قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ } فيه وجهان. أحدهما: أنه من دعاء الملائكة لهم. والثاني: أنه إخبار عن ثبوت ذلك لهم. ومن تلك البركات وجود أكثر الأنبياء والأسباط من إبراهيم وسارة ).
حكام القرآن - الجصاص ج 3 ص 214 :
( تعالى أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت على أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من أهل بيته لأن الملائكة قد سمت امرأة إبراهيم من أهل بيته ).
زاد المسير - ابن الجوزي ج 4 ص 105 :
قوله تعالى رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت فيه وجهان أحدهما أنه من دعاء الملائكة لهم والثاني أنه إخبار عن ثبوت ذلك لهم ومن تلك البركات وجود أكثر الأنبياء والأسباط من إبراهيم وسارة
فتح القدير - الشوكاني ج 3 ص 357 :
امكثوا والمراد بالأهل هنا امرأته والجمع لظاهر لفظ الأهل أو للتفخيم وقيل المراد بهم المرأة والولد والخادم
فتح القدير - الشوكاني ج 2 ص 511 :
وانتصاب أهل البيت على المدح أو الاختصاص وصرف الخطاب من صيغة الواحدة إلى الجمع لقصد التعميم
وفي تفاسير الشيعة الخطاب موجه لأهل بيت النبوة ( أي لك أفراد بيت النبوة ) تفسير العياشي ج 2 ص 154 والبرهان ج 3 ص 229 ونور الثقلين وكنز الدقائق وتفسير شبر ( جعلت من أهل بيته لكونها ابن عمه )
التبيان - الشيخ الطوسي ج 6 ص 34 :
الثاني - التذكير بنعمة الله وبركاته عليهم ، والاخبار لهم بذلك وقوله " اهل البيت " يدل على ان زوجة الرجل تكون من أهل بيته في - قول الجبائي - وقال غيره إنما جعل سارة من أهل البيت لما كانت بنت ، عمه على ما قاله المفسرون .
تأمل لماذا قال أمكثوا بالجمع والتذكير يا جمال :
تفسير الألوسي ج 20 ص 83 ط دار إحياء التراث العربي ({قَالَ لاِهْلِهِ امْكُثُواْ } أي أقيموا مكانكم وكان معه عليه السلام على قول امرأته وخادم ويخاطب الإثنان بصيغة الجمع، وعلى قول آخر كان معه ولدان له أيضا اسم الأكبر جير شوم واسم الأصغر اليعازر ولداً له زمان إقامته عند شعيب وهذا مما يتسنى على القول بأنه عليه السلام دخل على زوجته قبل الشروع فيما أريد منه، وأما على القول بأنه لم يدخل عليها حتى أتم الأجل فلا يتسنى إلا بالتزام أنه عليه السلام مكث بعد ذلك سنين، وقد قيل به، أخرج عبد بن حميد. وابن المنذر. وابن أبـي حاتم عن مجاهد قال: قضى موسى عشر سنين ثم مكث بعد ذلك عشراً أخرى، وعن وهب أنه عليه السلام ولد له ولد في الطريق ليلة إيناس النار، وفي «البحر» أنه عليه السلام خرج بأهله وماله في فصل الشتاء وأخذ على غير الطريق مخافة ملوك الشام وامرأته حامل لا يدري أليلاً تضع أم نهاراً فسار في البرية لا يعرف طرقها فالجأه السير إلى جانب الطور المغربـي الأيمن في ليلة ملمة مثلجة شديدة البرد/ وقيل: كان لغيرته على حرمه يصحب الرفقة ليلاً ويفارقهم نهاراً فأضل الطريق يوماً حتى أدركه الليل فأخذ امرأته الطلق فقدح زنده فأصلد فنظر فإذا نار تلوح من بعد فقال امكثوا {إِنّى * ءانَسْتُ نَاراً * لَّعَـلّى * ءاتِيكُمْ مّنْهَا بِخَبَرٍ }).وفي ج 16 ص 177 ( والخطاب قيل: للمرأة والولد والخادم، وقيل: للمرأة وحدها والجمع إما لظاهر لفظ الأهل أو للتفخيم كما في قوله من قال: وإن شئت حرمت النساء سواكم ).
تفسير النسفي ( {إِذْ رَأَى }[طه:01] ظرف لمضمر أي حين رأى {نَارًا } كان كيت وكيت أو مفعول به لاذكر. روي أن موسى عليه السلام استأذن شعيباً في الخروج إلى أمه وخرج بأهله فولد له ابن في الطريق في ليلة مظلمة مثلجة، وقد ضل الطريق وتفرقت ماشيته ولا ماء عنده وقدح فصلد زنده فرأى عند ذلك ناراً في زعمه وكان نوراً {فَقَالَ لاِهْلِهِ امْكُثُواْ }[طه:01] أقيموا في مكانكم
تفسير البيضاوي ج 4 ص 42 ط دار الفكر( إِذْ رَأَى نَاراً } ظرف للـ {حَدِيثُ } لأنه حدث أو مفعول لأذكر. قيل إنه استأذن شعيباً عليهما الصلاة والسلام في الخروج إلى أمه، وخرج بأهله فلما وافى وادي طوى وفيه الطور ولد له ابن في ليلة شاتية مظلمة مثلجة، وكانت ليلة الجمعة وقد ضل الطريق وتفرقت ماشيته إذا رأى من جانب الطور ناراً. {فَقَالَ لاِهْلِهِ امْكُثُواْ } أقيموا مكانكم).
والشيعة على ذلك كما في تفسير الجديد ج 4 ص 422( أي زوجته ومن معها ) وقريبا منه في تفسير الأمثل ج 4 ص 469 ولذا قال الزجاج وهو من هو في العربية كما في زاد المسير - ابن الجوزي ج 6 ص 198 :
والثانى أنه خاص في رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين قاله عليهم أبو سعيد الخدري وروي عن أنس وعائشة وأم سلمة نحو ذلك والثالث أنهم أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه قاله الضحاك وحكى الزجاج أنهم نساء النبي الله صلى الله عليه وسلم والرجال الذين هم آله قال واللغة تدل على انها للنساء والرجال جميعا لقوله تعالى عنكم بالميم ولو كانت للنساء لم يجز إلا عنكن ويطهركن)
وفي تحفة الأحوذي - المباركفوري ج 9 ص 48 :
وقال أبو سعيد الخدري ومجاهد وقتادة وروي عن الكلبي أن أهل البيت المذكورين في الآية هم علي وفاطمة والحسن والحسين خاصة ومن حججهم الخطاب في الآية بما يصلح للذكور لا للإناث وهو قوله عنكم وليطهركم ولو كان للنساء خاصة لقال عنكن
تفسير النسفي ({إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ }[الأحزاب:33] نصب على النداء أو على المدح، وفيه دليل على أن نساءه من أهل بيته. وقال: {عَنْكُمْ }، لأنه أريد الرجال والنساء من آله بدلالة {وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيــراً }[الأحزاب:33] من نجاسة الآثام
زاد المسير أحدها: أنهم نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنهن في بيته، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس، وبه قال عكرمة وابن السائب ومقاتل. ويؤكذ هذا القول أن ما قبله وبعده متعلق بأزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعلى أرباب هذا القول اعتراض، وهو ان جمع المؤنث بالنون فكيف قيل {عَنْكُمْ وَيُطَهّرَكُمْ } فالجواب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهن فغلب المذكر.
لفظ الأهل يذكر ويؤنث كما نص على ذلك الزمخشري في تفسيره ج 1 ص 535 عند كلامه عن الآية 75 من سورة النساء
وقد تدخل الزوجة عند وجود قرينة حاملة على ذلك
وقال النسفي في تفسيره ( وقال: {عَنْكُمْ }، لأنه أريد الرجال والنساء من آله بدلالة {وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيــراً }[الأحزاب:33] من نجاسة الآثام( وتفسير السمرقندي ج3ص56 ( وقال عنكم بلفظ التذكير ولم يقل عنكن لأن لفظ أهل البيت يصلح أن يذكر ويؤنث )( إلا أنه يحتمل أن يكون خرج على لفظ الأهل؛ كما يقول الرجل لصاحبه: كيف أهلك؛ أي امرأتك ونساؤك؛ فيقول: هم بخير؛ قال الله تعالى: {أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ} (هود: 73 ) ) والذي يظهر من الآية أنها عامة في جميع أهل البيت من الأزواج وغيرهم. وإنما قال: {وَيُطَهِّرَكُمْ} لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعَلِيًّا وحَسَناً وحُسَيْناً كان فيهم، وإذا اجتمع المذكر والمؤنث غُلّب المذكر( و( وعلى أرباب هذا القول اعتراض، وهو ان جمع المؤنث بالنون فكيف قيل {عَنْكُمْ وَيُطَهّرَكُمْ } فالجواب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهن فغلب المذكر)
وما أورده الزميل الجمال من أقوال الأئمة عليهم السلام فكلها على سبيل المجاز والتوسع لوجود القرينة فالتي تنكح ليس إلا الزوجة كما في الأمثلة وكذا في التي تطبخ فالقرينة هي التي جعلتنا نفهم منها ذلك ولذا جاء في لسان العرب عن معنى الآل ( وروي عن غيره أَنه سئل عن قول النبـي صلى الله عليه وسلم اللَّهم صلّ علـى مـحمد وعلـى آل مـحمد: مَنْ آلُ مـحمد؟ فقال: قال قائل آله أَهله وأَزواجه كأَنه ذهب إِلـى أَن الرجل تقول له أَلَكَ أَهْلٌ؟ فـيقول: لا وإِنما يَعْنِـي أَنه لـيس له زوجة، قال: وهذا معنى يحتمله اللسان، ولكنه معنى كلام لا يُعْرَف إِلاّ أَن يكون له سبب كلام يدل علـيه، وذلك أَن يقال للرجل: تزوَّجت؟ فـيقول: ما تأَهَّلت، فَـيُعْرَف بأَول الكلام أَنه أَراد ما تزوجت، أَو يقول الرجل أَجنبت من أَهلـي فـيعرف أَن الـجنابة إِنما تكون من الزوجة، فأَما أَن يبدأَ الرجل فـيقول أَهلـي ببلد كذا فأَنا أَزور أَهلـي وأَنا كريم الأَهْل؛ فإِنما يذهب الناس فـي هذا إِلـى أَهل البـيت
وهو ما فهمه يوسف بن موسى الحنفي أبو المحاسن صاحب كتاب معتصر المختصر ج 2 ص 266 ط عالم الكتب بيروت ومكتبة المتنبي القاهرة ( في أهل البيت روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما نزلت هذه الآية إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس هل البيت ويطهركم تطهيرا دعا عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال اللهم هؤلاء أهلي وروي أنه جمع فاطمة والحسن والحسين ثم أدخلهم تحت ثوبه ثم جأر إلى الله تعالى رب هؤلاء أهلي قالت أم سلمة يا رسول الله فتدخلني معهم قال أنت من أهلي يعني من أزواجه كما في حديث الإفك من يعذرني من رجل بلغني إذاه في أهلى لا أنها أهل لآية المتلوة في هذا الباب يؤيده ما روي عن أم سلمة أن هذه الآية نزلت في بيتي فقلت يا رسول الله ألست من أهل البيت قال أنت على خير إنك من أزواج النبي وفي البيت علي وفاطمة والحسن والحسين وما روي أيضا عن واثلة بن الأسقع أنه قال أتيت عليا فلم أجده فقالت فاطمة انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريده قال فجاء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلا ودخلت الوقوف فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين وأقعد كل واحد منهما على فخذه وأدنى فاطمة من حجره وزوجها ثم لف عليهم ثوبا وانا منتبذ ثم قال إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ثم قال اللهم هؤلاء أهلي اللهم هؤلاء أهلي إنهم أهل حق فقلت يا رسول الله وأنا من أهلك قال وأنت من أهلي قال واثلة فإنها من أرجى ما نرجو وواثلة أبعد من أم سلمة لأنه ليس من قريش وأم سلمة موضعها من قريش موضعها فكان قوله صلى الله عليه وسلم لو اثلة أنت من أهلي لاتباعك إياي وإيمانك بي وأهل الأنبياء متبعوهم يؤيده قوله تعالى لنوح أنه ليس من أهلك أنه صالح حرج ابنه بالخلاف من أهله فكذلك يدخل المرء في أهله بالموافقة على دينه وإن لم يكن من ذوي نسبته والكلام لخطاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تم ثم قوله وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وقوله تعالى إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت استئناف تشريعا لأهل البيت وترفيعا لمقدارهم ألا ترى أنه جاء على خطاب المذكر فقال عنكم ولم يقل عنكن فلا حجة لأحد في إدخال الأزواج في هذه الآية يدل عليه ما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أصبح أتى باب فاطمة فقال السلام عليكم أهل البيت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا....).
وهو ما ذهب إلى إليه ابن حبان ج 15 ص 432 ط مؤسسة الرسالة ط 2 تحقيق شعيب الأرنؤوط (ذكر الخبر المصرح بأن هؤلاء الأربع الذي تقدم ذكرنا لهم أهل صلى الله عليه وسلم ح 6976 ....) .
وتأمل قول عكرمة لتفهم عزيزي الجمال الدر المنثور ج 6 ص 598 ط دار الفكر ( أخرج ابن مردويه من طريق سعيد بن جبير رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم. وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن عكرمة رضي الله عنه في قوله {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ }[الأحزاب:33] قال: ليس بالذي تذهبون اليه، إنما هو نساء النبي صلى الله عليه وسلم )
أما عن أهلة
شرح الرضي على الكافية - رضي الدين الأستراباذي ج 3 ص 393 :
وأهلة ود قد تبريت ودهم * وأبليتهم في الحمد جهدي ونائلي 4 أي : وجماعة مستأهلة للود
أهلة إن كانت مؤنثة فلماذا لم يقل تبريت( ودها ) بل ( ودهم ) بالمذكر وإذا كانت مفردا فلماذا قال ودهم بالجمع ؟
وقد طرحت عليك عدة أمر تعرض عنها أيما إعراض مثل حديث ( وعترتي أهل بيتي ) فهل الأزواج من العترة ؟! ما دامت الزوجة تدخل بلا ريب وبالأصالة فلماذا سألت أم سلمة وهي من أهل اللسان العربي ؟ ولماذا نفى زيد كونهن من أهل البيت ؟ بل وقبلهم النبي الأعظم في حديث الثقلين وأحاديث الصلاة وأحاديث الكساء وأحاديث المباهلة وأحاديث ..... وليتك علقت على قول عكرمة كما في الدر المنثور وغيره ج 6 ص 597 ( وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن عكرمة رضي الله عنه في قوله {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ }[الأحزاب:33] قال: ليس بالذي تذهبون اليه، إنما هو نساء النبي صلى الله عليه )
ولا بأس عليك بهذا الشرح الكبير - عبدالرحمن بن قدامه ج 6 ص 230 : وقال أحمد قال النبي صلى الله عليه وسلم " لا تحل الصدقة لي ولأهل بيتي " فجعل سهم ذوي القربى لهم عوضا عن الصدقة التي حرمت عليهم فكان ذوي القربى الذين سماهم الله تعالى هم اهل بيته الذين حرمت عليهم الصدقة وذكر حديث زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " أذكركم الله في اهل بيتي " قال قلنا من أهل بيته نساؤه ؟ قال لا أصله وعشيرته الذين حرمت عليهم الصدقة بعده ).
ولا تنس حديث البخاري وغيره الذي يؤكد دخول النبي الأعظم في مدلول أهل البيت
وستأتي تعليقات عن تغيير الضمائر تذكيرا وتأنيثا في المداخلة اللاحقة بمشيئة الله
أسد الله الغالب
جاء في البخاري كتاب المناقب ح 3436 و 3468( أرقبوا محمد في أهل بيته ) . وفي مسند الإمام أحمد مسند المدنيين ح 15992 و 15993 ط العالمية ج 4 ص 61 ط مؤسسة قرطبة مصر( وعلى محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم ...) . وفي مسند الإمام أحمد مسند باقي الأنصار ح 22060وفي المصنف عبد الرزاق ج 2 ص 211 ح 3103 باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ط المجلس العلمي تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي ( اللهم صل على محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته )و هو موجود في أحمد ج 5 ص 374 ح 23221 وسنن البيهقي ج 2 ص 151 ح 2686 ط مكتبة دار الباز مكة المكرمة ط 1414هـ تحقيق محمد عبد القادر عطا وفي سنن أبي داود كتاب الصلاة ح 832 ط العالمية وج 1 ص 258 ح 982 ط دار الفكر تحقيق محمد محيي الدين الدين عبد الحميد ( اللهم صل على محمد وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت ....) وفي كتاب الإعتقاد ج 1 ص 326 ط دار الآفاق الجديدة بيروت تحقيق أحمد عصام الكاتب
وفي مجمع الزوائد ج 9 ص 166 ( وعن أم سلمة قالت بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي يوما إذ قالت الخادم أن عليا وفاطمة بالسدة قالت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم قومي فتنحي لي عن أهل بيتي قالت فقمت فتنحيت في البيت قريبا فدخل علي وفاطمة ومعهما ابناهما الحسن والحسين وهما صبيان صغيران فأخذ الصبيين فوضعهما في حجره فقبلهما واعتنق عليا بإحدى يديه وفاطمة باليد الأخرى فقبل فاطمة وقبل عليا فأغدق عليهم خميصة سوداء فقال اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي قالت فقلت أنا يا رسول الله قال وأنت رواه أحمد ).
المستدرك للحاكم ج 3 ص 159 ح 4709 ط دار الكتب العلمية بيروت تحقيق مصطفى عبد القادر عطا ( حدثني أبو الحسن إسماعيل بن محمد الفضل بن محمد الشعراني ثنا جدي ثنا أبو بكر بن أبي شيبة الحزامي ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك حدثني عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عن أبيه قال ثم لما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رحمة هابطة قال ادعوا لي ادعوا لي فقالت صفية من يا رسول الله قال أهل بيتي عليا وفاطمة والحسن والحسين فجيء بهم فألقى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم كساءه ثم رفع يديه ثم قال اللهم هؤلاء آلي فصل على محمد وعلى آل محمد وأنزل الله عز وجل إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وقد صحت الرواية على شرط الشيخين أنه علمهم الصلاة على أهل بيته كما علمهم الصلاة على آله ).
أول من يلحقني من أهل بيتي أنت يا فاطمة وأول من يلحقني من أزواجي زينب ) كنز العمال ج 12 ص 108 ح 34221 فضائل فاطمة عليها السلام
( ...وأهل بيته علي وفاطمة والحسن والحسين ) سنن البيهقي ج 7 ص 65 باب دخول المسجد جنبا من كتاب النكاح .
قال النووي صحيح مسلم بشرح النووي ج 15 ص 175 ح 6175 ( والمعروف في معظم الروايات في غير مسلم أنه قال : نساؤه ليس من أهل بيته )
تأمل ما يقوله العلماء فيمن المخاطب بالآية وما المراد بأهل البيت ) وكون دخولها لكونها من أقاربه أو ... وهي على كل الأحوال لا تعدو أن أن تكون من أهل البيت لا أنها أهل البيت كما يزعم صاحبنا الجمال :
تفسير البيضاوي ج 3 ص 246 ط دار الفكر {قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَـٰتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ } منكرين عليها فإِن خوارق العادات باعتبار أهل بيت النبوة ومهبط المعجزات، وتخصيصهم بمزيد النعم والكرامات ليس ببدع ولا حقيق بأن يستغربه عاقل فضلاً عمن نشأت وشابت في ملاحظة الآيات، وأهل البيت نصب على المدح أو النداء لقصد التخصيص كقولهم: اللهم اغفر لنا أيتها العصابة. {إِنَّهُ حَمِيدٌ } فاعل ما يستوجب به الحمد.
تفسير ابن كثير ج 3 ص 366 ط دار إحياء التراث العربي ( يخبر تعالى أنه وهب لإبراهيم إسحاق بعد أن طعن في السن، وأيس هو وامرأته سارة من الولد، فجاءته الملائكة وهم ذاهبون إلى قوم لوط، فبشروهما بإسحاق فتعجبت المرأة من ذلك، وقالت {يٰوَيْلَتَا ءأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـٰذَا بَعْلِى شَيْخًا إِنَّ هَـٰذَا لَشَىْء عَجِيبٌ قَالُواْ * قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَـٰتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ }[هود:27، 37] فبشروهما مع وجوده بنبوته، وبأن له نسلاً وعقباً، كما قال تعالى: {وَبَشَّرْنَـٰهُ بِإِسْحَـٰقَ نَبِيّاً مّنَ الصَّـٰلِحِينَ }[الصافات:211] وهذا أكمل في البشارة وأعظم في النعمة) وفي ج 5 ص 189 ط دار إحياء التراث العربي ( فإنهما إنما تعجبا من البشارة بإسحاق لكبرهما لا لعقرهما، ولهذا قال {أَبَشَّرْتُمُونِى عَلَىٰ أَن مَّسَّنِىَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشّرُونَ }[الحجر:45] مع أنه كان قد ولد له قبله إسماعيل بثلاث عشرة سنة، وقالت امرأته {يٰوَيْلَتَا ءأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـٰذَا بَعْلِى شَيْخًا إِنَّ هَـٰذَا لَشَىْء عَجِيبٌ قَالُواْ * قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَـٰتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ }[هود:27/ 37]. وفي ج 7 ص 392( فالبشارة له هي بشارة لها. لأن الولد منهما فكل منهما بشر به ) وفي تفسير الثعالبي ( وقوله سبحانه: {رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَـٰتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ }[هود:37]: يحتمل أنْ يكون دعاءً، وأنْ يكون خبراً. ونصبُ {أَهْلَ الْبَيْتِ }[هود:37] على النداءِ أو على الاختصاص، أو على المَدْحِ، انتهى. وهذه الآية تعطي أَنَّ زوجة الرجل مِنْ أَهْلِ بيتِهِ. وهي هُنَا منْ أهْل البيت على كلِّ حال، لأنها من قرابَتِهِ، وابْنَة عَمِّه) وقال القرطبي ج 9 ص 70 ط دار الكتب العلمية (الأولى: قوله تعالى: {قَالُوۤاْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} لما قالت: «وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخاً» وتعجبت، أنكرت الملائكة عليها تعجّبها من أمر الله، أي من قضائه وقدره، أي لا عجب من أن يرزقكما الله الولد، وهو إسحٰق. وبهذه الآية استدلّ كثير من العلماء على أن الذَّبيح إسمٰعيل، وأنه أسنّ من إسحق؛ لأنها بشّرت بأن إسحٰق يعيش حتى يولد له يعقوب. وسيأتي الكلام في هذا؛ وبيانه في «الصافات» إن شاء الله تعالى.
الثانية: قوله تعالى: {رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ} مبتدأ، والخبر {عَلَيْكُمْ}. وحكى سيبويه «عليكِم» بكسر الكاف لمجاورتها الياء. وهل هو خبر أو دعاء؟ وكونه إخباراً أشرف؛ لأن ذلك يقتضي حصول الرحمة والبركة لهم، المعنى: أوصل الله لكم رحمته وبركاته أهل البيت. وكونه دعاء إنما يقتضي أنه أمر يُترجّى ولم يتحصّل بعد. ونصب {أَهْلَ الْبَيْتِ} على الاختصاص؛ وهذا مذهب سيبويه. وقيل: على النداء.
الثالثة: هذه الآية تعطي أن زوجة الرجل من أهل البيت؛ فدلّ هذا على أن أزواج الأنبياء من أهل البيت؛ فعائشة رضي الله عنها وغيرها من جملة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم؛ ممن قال الله فيهم: {وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيــراً}
تفسير البغوي {أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ}، معناه: لا تعجبي من أمر الله، فإنّ اللَّهَ عزّ وجلّ إذا أراد شيئاً كان. {رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَـٰتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ}، أي: بيت إبراهيم عليه السلام. قيل: هذا معنى الدعاء (من الملائكة، وقيل: على) معنى الخير والرحمة والنعمة. والبركاتُ جمع بركة، وهي ثبوت الخير. وفيه دليل على أن الأزواج من أهل البيت. {إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ}، فالحميد: المحمود (في أفعاله)، والمجيد: الكريم، وأصل المجد الرفعة. وفي زاد المسير (قوله تعالى: {قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ } فيه وجهان. أحدهما: أنه من دعاء الملائكة لهم. والثاني: أنه إخبار عن ثبوت ذلك لهم. ومن تلك البركات وجود أكثر الأنبياء والأسباط من إبراهيم وسارة ).
حكام القرآن - الجصاص ج 3 ص 214 :
( تعالى أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت على أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من أهل بيته لأن الملائكة قد سمت امرأة إبراهيم من أهل بيته ).
زاد المسير - ابن الجوزي ج 4 ص 105 :
قوله تعالى رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت فيه وجهان أحدهما أنه من دعاء الملائكة لهم والثاني أنه إخبار عن ثبوت ذلك لهم ومن تلك البركات وجود أكثر الأنبياء والأسباط من إبراهيم وسارة
فتح القدير - الشوكاني ج 3 ص 357 :
امكثوا والمراد بالأهل هنا امرأته والجمع لظاهر لفظ الأهل أو للتفخيم وقيل المراد بهم المرأة والولد والخادم
فتح القدير - الشوكاني ج 2 ص 511 :
وانتصاب أهل البيت على المدح أو الاختصاص وصرف الخطاب من صيغة الواحدة إلى الجمع لقصد التعميم
وفي تفاسير الشيعة الخطاب موجه لأهل بيت النبوة ( أي لك أفراد بيت النبوة ) تفسير العياشي ج 2 ص 154 والبرهان ج 3 ص 229 ونور الثقلين وكنز الدقائق وتفسير شبر ( جعلت من أهل بيته لكونها ابن عمه )
التبيان - الشيخ الطوسي ج 6 ص 34 :
الثاني - التذكير بنعمة الله وبركاته عليهم ، والاخبار لهم بذلك وقوله " اهل البيت " يدل على ان زوجة الرجل تكون من أهل بيته في - قول الجبائي - وقال غيره إنما جعل سارة من أهل البيت لما كانت بنت ، عمه على ما قاله المفسرون .
تأمل لماذا قال أمكثوا بالجمع والتذكير يا جمال :
تفسير الألوسي ج 20 ص 83 ط دار إحياء التراث العربي ({قَالَ لاِهْلِهِ امْكُثُواْ } أي أقيموا مكانكم وكان معه عليه السلام على قول امرأته وخادم ويخاطب الإثنان بصيغة الجمع، وعلى قول آخر كان معه ولدان له أيضا اسم الأكبر جير شوم واسم الأصغر اليعازر ولداً له زمان إقامته عند شعيب وهذا مما يتسنى على القول بأنه عليه السلام دخل على زوجته قبل الشروع فيما أريد منه، وأما على القول بأنه لم يدخل عليها حتى أتم الأجل فلا يتسنى إلا بالتزام أنه عليه السلام مكث بعد ذلك سنين، وقد قيل به، أخرج عبد بن حميد. وابن المنذر. وابن أبـي حاتم عن مجاهد قال: قضى موسى عشر سنين ثم مكث بعد ذلك عشراً أخرى، وعن وهب أنه عليه السلام ولد له ولد في الطريق ليلة إيناس النار، وفي «البحر» أنه عليه السلام خرج بأهله وماله في فصل الشتاء وأخذ على غير الطريق مخافة ملوك الشام وامرأته حامل لا يدري أليلاً تضع أم نهاراً فسار في البرية لا يعرف طرقها فالجأه السير إلى جانب الطور المغربـي الأيمن في ليلة ملمة مثلجة شديدة البرد/ وقيل: كان لغيرته على حرمه يصحب الرفقة ليلاً ويفارقهم نهاراً فأضل الطريق يوماً حتى أدركه الليل فأخذ امرأته الطلق فقدح زنده فأصلد فنظر فإذا نار تلوح من بعد فقال امكثوا {إِنّى * ءانَسْتُ نَاراً * لَّعَـلّى * ءاتِيكُمْ مّنْهَا بِخَبَرٍ }).وفي ج 16 ص 177 ( والخطاب قيل: للمرأة والولد والخادم، وقيل: للمرأة وحدها والجمع إما لظاهر لفظ الأهل أو للتفخيم كما في قوله من قال: وإن شئت حرمت النساء سواكم ).
تفسير النسفي ( {إِذْ رَأَى }[طه:01] ظرف لمضمر أي حين رأى {نَارًا } كان كيت وكيت أو مفعول به لاذكر. روي أن موسى عليه السلام استأذن شعيباً في الخروج إلى أمه وخرج بأهله فولد له ابن في الطريق في ليلة مظلمة مثلجة، وقد ضل الطريق وتفرقت ماشيته ولا ماء عنده وقدح فصلد زنده فرأى عند ذلك ناراً في زعمه وكان نوراً {فَقَالَ لاِهْلِهِ امْكُثُواْ }[طه:01] أقيموا في مكانكم
تفسير البيضاوي ج 4 ص 42 ط دار الفكر( إِذْ رَأَى نَاراً } ظرف للـ {حَدِيثُ } لأنه حدث أو مفعول لأذكر. قيل إنه استأذن شعيباً عليهما الصلاة والسلام في الخروج إلى أمه، وخرج بأهله فلما وافى وادي طوى وفيه الطور ولد له ابن في ليلة شاتية مظلمة مثلجة، وكانت ليلة الجمعة وقد ضل الطريق وتفرقت ماشيته إذا رأى من جانب الطور ناراً. {فَقَالَ لاِهْلِهِ امْكُثُواْ } أقيموا مكانكم).
والشيعة على ذلك كما في تفسير الجديد ج 4 ص 422( أي زوجته ومن معها ) وقريبا منه في تفسير الأمثل ج 4 ص 469 ولذا قال الزجاج وهو من هو في العربية كما في زاد المسير - ابن الجوزي ج 6 ص 198 :
والثانى أنه خاص في رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين قاله عليهم أبو سعيد الخدري وروي عن أنس وعائشة وأم سلمة نحو ذلك والثالث أنهم أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه قاله الضحاك وحكى الزجاج أنهم نساء النبي الله صلى الله عليه وسلم والرجال الذين هم آله قال واللغة تدل على انها للنساء والرجال جميعا لقوله تعالى عنكم بالميم ولو كانت للنساء لم يجز إلا عنكن ويطهركن)
وفي تحفة الأحوذي - المباركفوري ج 9 ص 48 :
وقال أبو سعيد الخدري ومجاهد وقتادة وروي عن الكلبي أن أهل البيت المذكورين في الآية هم علي وفاطمة والحسن والحسين خاصة ومن حججهم الخطاب في الآية بما يصلح للذكور لا للإناث وهو قوله عنكم وليطهركم ولو كان للنساء خاصة لقال عنكن
تفسير النسفي ({إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ }[الأحزاب:33] نصب على النداء أو على المدح، وفيه دليل على أن نساءه من أهل بيته. وقال: {عَنْكُمْ }، لأنه أريد الرجال والنساء من آله بدلالة {وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيــراً }[الأحزاب:33] من نجاسة الآثام
زاد المسير أحدها: أنهم نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنهن في بيته، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس، وبه قال عكرمة وابن السائب ومقاتل. ويؤكذ هذا القول أن ما قبله وبعده متعلق بأزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعلى أرباب هذا القول اعتراض، وهو ان جمع المؤنث بالنون فكيف قيل {عَنْكُمْ وَيُطَهّرَكُمْ } فالجواب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهن فغلب المذكر.
لفظ الأهل يذكر ويؤنث كما نص على ذلك الزمخشري في تفسيره ج 1 ص 535 عند كلامه عن الآية 75 من سورة النساء
وقد تدخل الزوجة عند وجود قرينة حاملة على ذلك
وقال النسفي في تفسيره ( وقال: {عَنْكُمْ }، لأنه أريد الرجال والنساء من آله بدلالة {وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيــراً }[الأحزاب:33] من نجاسة الآثام( وتفسير السمرقندي ج3ص56 ( وقال عنكم بلفظ التذكير ولم يقل عنكن لأن لفظ أهل البيت يصلح أن يذكر ويؤنث )( إلا أنه يحتمل أن يكون خرج على لفظ الأهل؛ كما يقول الرجل لصاحبه: كيف أهلك؛ أي امرأتك ونساؤك؛ فيقول: هم بخير؛ قال الله تعالى: {أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ} (هود: 73 ) ) والذي يظهر من الآية أنها عامة في جميع أهل البيت من الأزواج وغيرهم. وإنما قال: {وَيُطَهِّرَكُمْ} لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعَلِيًّا وحَسَناً وحُسَيْناً كان فيهم، وإذا اجتمع المذكر والمؤنث غُلّب المذكر( و( وعلى أرباب هذا القول اعتراض، وهو ان جمع المؤنث بالنون فكيف قيل {عَنْكُمْ وَيُطَهّرَكُمْ } فالجواب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهن فغلب المذكر)
وما أورده الزميل الجمال من أقوال الأئمة عليهم السلام فكلها على سبيل المجاز والتوسع لوجود القرينة فالتي تنكح ليس إلا الزوجة كما في الأمثلة وكذا في التي تطبخ فالقرينة هي التي جعلتنا نفهم منها ذلك ولذا جاء في لسان العرب عن معنى الآل ( وروي عن غيره أَنه سئل عن قول النبـي صلى الله عليه وسلم اللَّهم صلّ علـى مـحمد وعلـى آل مـحمد: مَنْ آلُ مـحمد؟ فقال: قال قائل آله أَهله وأَزواجه كأَنه ذهب إِلـى أَن الرجل تقول له أَلَكَ أَهْلٌ؟ فـيقول: لا وإِنما يَعْنِـي أَنه لـيس له زوجة، قال: وهذا معنى يحتمله اللسان، ولكنه معنى كلام لا يُعْرَف إِلاّ أَن يكون له سبب كلام يدل علـيه، وذلك أَن يقال للرجل: تزوَّجت؟ فـيقول: ما تأَهَّلت، فَـيُعْرَف بأَول الكلام أَنه أَراد ما تزوجت، أَو يقول الرجل أَجنبت من أَهلـي فـيعرف أَن الـجنابة إِنما تكون من الزوجة، فأَما أَن يبدأَ الرجل فـيقول أَهلـي ببلد كذا فأَنا أَزور أَهلـي وأَنا كريم الأَهْل؛ فإِنما يذهب الناس فـي هذا إِلـى أَهل البـيت
وهو ما فهمه يوسف بن موسى الحنفي أبو المحاسن صاحب كتاب معتصر المختصر ج 2 ص 266 ط عالم الكتب بيروت ومكتبة المتنبي القاهرة ( في أهل البيت روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما نزلت هذه الآية إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس هل البيت ويطهركم تطهيرا دعا عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال اللهم هؤلاء أهلي وروي أنه جمع فاطمة والحسن والحسين ثم أدخلهم تحت ثوبه ثم جأر إلى الله تعالى رب هؤلاء أهلي قالت أم سلمة يا رسول الله فتدخلني معهم قال أنت من أهلي يعني من أزواجه كما في حديث الإفك من يعذرني من رجل بلغني إذاه في أهلى لا أنها أهل لآية المتلوة في هذا الباب يؤيده ما روي عن أم سلمة أن هذه الآية نزلت في بيتي فقلت يا رسول الله ألست من أهل البيت قال أنت على خير إنك من أزواج النبي وفي البيت علي وفاطمة والحسن والحسين وما روي أيضا عن واثلة بن الأسقع أنه قال أتيت عليا فلم أجده فقالت فاطمة انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريده قال فجاء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلا ودخلت الوقوف فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين وأقعد كل واحد منهما على فخذه وأدنى فاطمة من حجره وزوجها ثم لف عليهم ثوبا وانا منتبذ ثم قال إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ثم قال اللهم هؤلاء أهلي اللهم هؤلاء أهلي إنهم أهل حق فقلت يا رسول الله وأنا من أهلك قال وأنت من أهلي قال واثلة فإنها من أرجى ما نرجو وواثلة أبعد من أم سلمة لأنه ليس من قريش وأم سلمة موضعها من قريش موضعها فكان قوله صلى الله عليه وسلم لو اثلة أنت من أهلي لاتباعك إياي وإيمانك بي وأهل الأنبياء متبعوهم يؤيده قوله تعالى لنوح أنه ليس من أهلك أنه صالح حرج ابنه بالخلاف من أهله فكذلك يدخل المرء في أهله بالموافقة على دينه وإن لم يكن من ذوي نسبته والكلام لخطاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تم ثم قوله وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وقوله تعالى إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت استئناف تشريعا لأهل البيت وترفيعا لمقدارهم ألا ترى أنه جاء على خطاب المذكر فقال عنكم ولم يقل عنكن فلا حجة لأحد في إدخال الأزواج في هذه الآية يدل عليه ما روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أصبح أتى باب فاطمة فقال السلام عليكم أهل البيت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا....).
وهو ما ذهب إلى إليه ابن حبان ج 15 ص 432 ط مؤسسة الرسالة ط 2 تحقيق شعيب الأرنؤوط (ذكر الخبر المصرح بأن هؤلاء الأربع الذي تقدم ذكرنا لهم أهل صلى الله عليه وسلم ح 6976 ....) .
وتأمل قول عكرمة لتفهم عزيزي الجمال الدر المنثور ج 6 ص 598 ط دار الفكر ( أخرج ابن مردويه من طريق سعيد بن جبير رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم. وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن عكرمة رضي الله عنه في قوله {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ }[الأحزاب:33] قال: ليس بالذي تذهبون اليه، إنما هو نساء النبي صلى الله عليه وسلم )
أما عن أهلة
شرح الرضي على الكافية - رضي الدين الأستراباذي ج 3 ص 393 :
وأهلة ود قد تبريت ودهم * وأبليتهم في الحمد جهدي ونائلي 4 أي : وجماعة مستأهلة للود
أهلة إن كانت مؤنثة فلماذا لم يقل تبريت( ودها ) بل ( ودهم ) بالمذكر وإذا كانت مفردا فلماذا قال ودهم بالجمع ؟
وقد طرحت عليك عدة أمر تعرض عنها أيما إعراض مثل حديث ( وعترتي أهل بيتي ) فهل الأزواج من العترة ؟! ما دامت الزوجة تدخل بلا ريب وبالأصالة فلماذا سألت أم سلمة وهي من أهل اللسان العربي ؟ ولماذا نفى زيد كونهن من أهل البيت ؟ بل وقبلهم النبي الأعظم في حديث الثقلين وأحاديث الصلاة وأحاديث الكساء وأحاديث المباهلة وأحاديث ..... وليتك علقت على قول عكرمة كما في الدر المنثور وغيره ج 6 ص 597 ( وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن عكرمة رضي الله عنه في قوله {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ }[الأحزاب:33] قال: ليس بالذي تذهبون اليه، إنما هو نساء النبي صلى الله عليه )
ولا بأس عليك بهذا الشرح الكبير - عبدالرحمن بن قدامه ج 6 ص 230 : وقال أحمد قال النبي صلى الله عليه وسلم " لا تحل الصدقة لي ولأهل بيتي " فجعل سهم ذوي القربى لهم عوضا عن الصدقة التي حرمت عليهم فكان ذوي القربى الذين سماهم الله تعالى هم اهل بيته الذين حرمت عليهم الصدقة وذكر حديث زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " أذكركم الله في اهل بيتي " قال قلنا من أهل بيته نساؤه ؟ قال لا أصله وعشيرته الذين حرمت عليهم الصدقة بعده ).
ولا تنس حديث البخاري وغيره الذي يؤكد دخول النبي الأعظم في مدلول أهل البيت
وستأتي تعليقات عن تغيير الضمائر تذكيرا وتأنيثا في المداخلة اللاحقة بمشيئة الله
أسد الله الغالب
تعليق