إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

النص الصريح على إمامة بني إسرائيل

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #91
    يا لواء الحسين

    البلاغة إيجاز

    الحق واضح

    قال علي (ر)

    (( وكان أفضلهم في الإسلام كما زعمت وأنصحهم لله ولرسوله الخليفة الصديق والخليفة الفاروق ولعمري إن مكانهما في الإسلام لعظيم وإن المصاب بهما لجرح في الإسلام شديد. رحمهما الله وجزاهما بأحسن ما عملا))
    شرح نهج البلاغة للميسم


    وقال:

    (( لله بلاء فلان(أبو بكر أو عمر كما اتفق شراح نهج البلاغة) فلقد قوم ألاود وداوى العمد وأقام السنة وخلف الفتنة ذهب نقي الثوب قليل العيب أصاب خيرها وسبق شرها أدى إلى الله طاعته واتقاه بحقه))
    نهج البلاغة

    تعليق


    • #92
      هل قرأت مشاركتي رقم 89

      أو هل قرأت خطبة الشقشقية؟؟؟؟؟

      أنت جاحد للحق




      ...

      تعليق


      • #93
        أنت الجاحد

        ما ذكرته من نهج البلاغة.

        فحتى لو كان عليا يرى أنه أحق بالخلافة فهذا لا يمنع أنه يعرف فضل أبي بكر وعمر رضي الله عنهم جميعا.

        تعليق


        • #94
          المشاركة الأصلية بواسطة عبد العزيز
          أنت الجاحد

          ما ذكرته من نهج البلاغة.

          فحتى لو كان عليا يرى أنه أحق بالخلافة فهذا لا يمنع أنه يعرف فضل أبي بكر وعمر رضي الله عنهم جميعا.

          و الله أنت مسكين

          تأتينا بشرح نهج البلاغة للميسم

          والذي أنا سمعته أول مرة في حياتي هنا

          ثم و تقول أيضا في هذا المقطع

          لله بلاء فلان(أبو بكر أو عمر كما اتفق شراح نهج البلاغة)


          فهل لك أن تبين لنا ، إتفاق شراح نهج البلاغة في ذلك

          أمر آخر لما لا تقرئ نهج البلاغة كلها لا بعضها

          فلقد ألقموك إخوتي حجج من عيار ثقيل , و ملئوا حلقك بأحجار لم تستطيع بلعه , فماذا ترد ؟ أليس عندك أقوى حجج من هذا , والله أنت مسكين .

          تعليق


          • #95
            اقرأه كله أنت أيضا

            تعليق


            • #96
              هل لك أن تجيب على ما سئلك الأخ Sadeq Hadi

              إذ سئلك عن هذه الفقرة


              لله بلاء فلان(أبو بكر أو عمر كما اتفق شراح نهج البلاغة)


              فهل لك أن تبين لنا ، إتفاق شراح نهج البلاغة في ذلك



              و لدي كلام معك إن شاء الله و لكن بعدما تجيبني على السؤال التالي :

              هل تعتقد بإمامة أبوبكر و عمر و عثمان ,الهيا , يعني هل تعتقد بأنهم أئمة من ذرية إبراهيم الخليل حين طلب الإمامة اللهية لذريته , فكان ذلك في ذريته الغير ظالمة منها , أرجوا أن تجيبني على تساؤلي بدقة شديدة لأني سئلتك عن عقيدتك

              شيئ آخر هل بإستطاعتك أن تعطينى نسب أبى بكر و عمر وعثمان متصلا إلى إبراهيم الخليل على نبينا و آله و عليه السلام .

              تعليق


              • #97
                ماذا أبين؟! هذا ما أعرفه عن شراح نهج البلاغة.

                ==========

                أعتقد نعم

                أبو بكر بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر .

                يلتقي مع النبي(ص) في ( مرة)

                تعليق


                • #98
                  المشاركة الأصلية بواسطة عبد العزيز
                  ماذا أبين؟! هذا ما أعرفه عن شراح نهج البلاغة.)
                  الامام على عندما يقول لله بلاء فلان يقول الواقع وما رآه ولكن ما الفائدة قال عن الرسول انه يهجر - هجم على بيت الزهراء وقالوا ان فى البيت فاطمة يقول وان- قال بخ بخ يبن ابى طالب اصبحت مولاى ومولى كل مؤمن ومؤمنة ثم ينكر كل ذلك ويقول للامام بايع والا السيف يعنى صاحبك منافق .


                  المشاركة الأصلية بواسطة عبد العزيز
                  أعتقد نعم
                  يعتقد نعم
                  ما الدليل على اعتقادك؟



                  المشاركة الأصلية بواسطة عبد العزيز
                  أبو بكر بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر .

                  يلتقي مع النبي(ص) في ( مرة)
                  حتى لو يلتقى نسبه بابراهيم فان هذا لا يشفع له بالامامة الالهية
                  والله قال لا ينال عهدى الظالمين .
                  ايترك الله الامام على عليه السلام الذى لم يشرك بالله طرفة عين ويعطيها لابن ابى قحافة المشرك بالله عابد الاصنام ولو اسلم لاتنسى انه كان يقول اعلو هبل ويقدم لها القرابين اتقارنه براس آل البيت الذين اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ومع ذلك لم يسجدوا لصنم قط ( ما لكم كيف تحكمون) والله هزلت .

                  تعليق


                  • #99
                    الشريف الرضي حاول التمويه عن أبي بكر فقال فلان.


                    الدليل أنه من نسل إبراهيم وأصبح إماما.


                    أأنت الذي تفرض على الله رأيك؟!
                    إرادة الله أن يكون أبا بكر الخليفة بعد رسوله

                    أنا وأنت وكل من ولد في الإسلام لم نشرك بالله طرفة عين وعلي لما أسلم كان سبع سنوات أي لم يكن بعد مكلفا.

                    تعليق


                    • المشاركة الأصلية بواسطة عبد العزيز
                      الشريف الرضي حاول التمويه عن أبي بكر فقال فلان.


                      الدليل أنه من نسل إبراهيم وأصبح إماما.


                      أأنت الذي تفرض على الله رأيك؟!
                      إرادة الله أن يكون أبا بكر الخليفة بعد رسوله

                      أنا وأنت وكل من ولد في الإسلام لم نشرك بالله طرفة عين وعلي لما أسلم كان سبع سنوات أي لم يكن بعد مكلفا.

                      الله أكبر هذا الذي كنت أريد أن أسمعه

                      لأريك كيف أنت لا تفهم و كيف هي معتقدك لكي يعلم الجميع الفرق بيننا

                      و أينا يتبع الحق و أينا يجحد الحق و لا يقبل حجة و لا برهان .

                      على العموم إنتظرنا

                      نأتيك بما يؤيد أقوالنا .

                      تعليق


                      • المشاركة الأصلية بواسطة عبد العزيز
                        الدليل أنه من نسل إبراهيم وأصبح إماما..
                        "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (36)" ابراهيم.

                        نعم من نسل ابراهيم لكن لا تشمله دعوة ابراهيم ولا تشمله الامامةوالولاية.


                        المشاركة الأصلية بواسطة عبد العزيز
                        أأنت الذي تفرض على الله رأيك؟!
                        إرادة الله أن يكون أبا بكر الخليفة بعد رسوله.
                        الله يامر رسوله ان يقول
                        ان على وليكم من بعدى
                        ويقول من كنت مولاه فعلى مولاه
                        ويقول يا على انت ولى كل مؤمن بعدى
                        ومن كنت وليه فعلى وليه.

                        ثم يستخلف ابى بكر !

                        ما اراده الله صدع به رسوله وما كان هذا بعلم الغيب صحيح ان الله امر امرا لكن الله يعلم ان ما سيحدث شىء آخر نتيجة العصيان .


                        المشاركة الأصلية بواسطة عبد العزيز

                        أنا وأنت وكل من ولد في الإسلام لم نشرك بالله طرفة عين وعلي لما أسلم كان سبع سنوات أي لم يكن بعد مكلفا.
                        هل تعنى انك افضل من الامام على بن ابى طالب عليه السلام؟
                        وهل تعنى ان الامام ولد على الفطرة لكنه تغير بعد ذلك ثم اسلم؟

                        تعليق


                        • قد سبقني أخي و أستاذي عبدالمؤمن الحبيب بطرح ما كنت أريد طرحه , فهو سباق إلى الخير , حفظه الله من كل مكروه

                          فقد إرتئيت أن أنقل كلام علامة الطبطبائي صاحب الميزان طاب مثواه و ذلك تتميما للفائدة ,نصرة الحق بالحجة و البرهان :

                          وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124)

                          بيان

                          شروع بجمل من قصص إبراهيم (عليه السلام) و هو كالمقدمة و التوطئة لآيات تغيير القبلة و آيات أحكام الحج، و ما معها من بيان حقيقة الدين الحنيف الإسلامي بمراتبها: من أصول المعارف، و الأخلاق، و الأحكام الفرعية الفقهية جملا، و الآيات مشتملة على قصة اختصاصه تعالى إياه بالإمامة و بنائه الكعبة و دعوته بالبعثة.

                          فقوله تعالى: و إذ ابتلى إبراهيم ربه إلخ، إشارة إلى قصة إعطائه الإمامة و حبائه بها، و القصة إنما وقعت في أواخر عهد إبراهيم (عليه السلام) بعد كبره و تولد إسماعيل، و إسحاق له و إسكانه إسماعيل و أمه بمكة، كما تنبه به بعضهم أيضا، و الدليل على ذلك قوله (عليه السلام) على ما حكاه الله سبحانه بعد قوله تعالى له: إني جاعلك للناس إماما، قال و من ذريتي، فإنه (عليه السلام) قبل مجيء الملائكة ببشارة إسماعيل، و إسحاق، ما كان يعلم و لا يظن أن سيكون له ذرية من بعده حتى أنه بعد ما بشرته الملائكة بالأولاد خاطبهم بما ظاهره اليأس و القنوط كما قال تعالى: «و نبئهم عن ضيف إبراهيم، إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال: إنا منكم وجلون، قالوا: لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم، قال أ بشرتموني على أن مسني الكبر فبم تبشرون؟ قالوا، بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين»:، الحجر - 55، و كذلك زوجته على ما حكاه الله تعالى في قصة بشارته أيضا إذ قال تعالى: «و امرأته قائمة فضحكت، فبشرناها بإسحق و من وراء إسحاق يعقوب، قالت، يا ويلتى أ ألد و أنا عجوز و هذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب، قالوا أ تعجبين من أمر الله، رحمة الله و بركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد»: هود - 73، و كلامهما كما ترى يلوح منه آثار اليأس و القنوط و لذلك قابلته الملائكة بنوع كلام فيه تسليتهما و تطييب أنفسهما فما كان هو و لا أهله يعلم أن سيرزق ذرية، و قوله (عليه السلام): و من ذريتي، بعد قوله تعالى: إني جاعلك للناس إماما، قول من يعتقد لنفسه ذرية، و كيف يسع من له أدنى دربة بأدب الكلام و خاصة مثل إبراهيم الخليل في خطاب يخاطب به ربه الجليل أن يتفوه بما لا علم له به؟ و لو كان ذلك لكان من الواجب أن يقول: و من ذريتي إن رزقتني ذرية أو ما يؤدي هذا المعنى فالقصة واقعة كما ذكرنا في أواخر عهد إبراهيم بعد البشارة.

                          على أن قوله تعالى: و إذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال: إني جاعلك للناس إماما، يدل على أن هذه الإمامة الموهوبة إنما كانت بعد ابتلائه بما ابتلاه الله به من الامتحانات و ليست هذه إلا أنواع البلاء التي ابتلي (عليه السلام) بها في حياته، و قد نص القرآن على أن من أوضحها بلاء قضية ذبح إسماعيل، قال تعالى: «قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك» إلى أن قال: إن هذا لهو البلاء المبين»: الصافات - 106.

                          و القضية إنما وقعت في كبر إبراهيم، كما حكى الله تعالى عنه من قوله: «الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل، و إسحاق، إن ربي لسميع الدعاء»: إبراهيم - 41.

                          و لنرجع إلى ألفاظ الآية فقوله: و إذ ابتلى إبراهيم ربه، الابتلاء و البلاء بمعنى واحد تقول: ابتليته و بلوته بكذا، أي امتحنته و اختبرته، إذا قدمت إليه أمرا أو أوقعته في حدث فاختبرته بذلك و استظهرت ما عنده من الصفات النفسانية الكامنة عنده كالإطاعة و الشجاعة و السخاء و العفة و العلم و الوفاء أو مقابلاتها، و لذلك لا يكون الابتلاء إلا بعمل فإن الفعل هو الذي يظهر به الصفات الكامنة من الإنسان دون القول الذي يحتمل الصدق و الكذب قال تعالى: «إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة»: ن - 17، و قال تعالى: «إن الله مبتليكم بنهر»: البقرة - 249.

                          فتعلق الابتلاء، في الآية بالكلمات إن كان المراد بها الأقوال إنما هو من جهة تعلقها بالعمل و حكايتها عن العهود و الأوامر المتعلقة بالفعل كقوله تعالى «و قولوا للناس حسنا»: البقرة - 83، أي عاشروهم معاشرة جميلة و قوله: بكلمات فأتمهن، الكلمات و هي جمع كلمة و إن أطلقت في القرآن على العين الخارجي دون اللفظ و القول، كقوله تعالى: «و كلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم»: آل عمران - 45، إلا أن ذلك بعناية إطلاق القول كما قال تعالى: «إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم، خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون»: آل عمران - 59.

                          و جميع ما نسب إليه تعالى من الكلمة في القرآن أريد بها القول كقوله تعالى: «و لا مبدل لكلمات الله»:، الأنعام - 34، و قوله: «لا تبديل لكلمات الله»: يونس - 64، و قوله: «يحق الحق بكلماته»: الأنفال - 7، و قوله: «إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون»: يونس - 96، و قوله: «و لكن حقت كلمة العذاب»: الزمر - 71، و قوله «و كذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار»: المؤمن - 6، و قوله: «و لو لا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم»: الشورى - 14، و قوله: «و كلمة الله هي العليا»: التوبة - 41، و قوله: «قال فالحق، و الحق أقول»: ص - 84، و قوله: «إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون»: النحل - 40، فهذه و نظائرها أريد بها القول بعناية أن القول توجيه ما يريد المتكلم إعلامه المخاطب ما عنده كما في الأخبار أو لغرض تحميله عليه كما في الإنشاء و لذلك ربما تتصف في كلامه تعالى بالتمام كقوله تعالى: «و تمت كلمة ربك صدقا و عدلا لا مبدل لكلماته»: الأنعام - 115، و قوله تعالى: «و تمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل»: الأعراف - 136، كأن الكلمة إذا صدرت عن قائلها فهي ناقصة بعد، لم تتم، حتى تلبس لباس العمل و تعود صدقا.

                          و هذا لا ينافي كون قوله تعالى فعله، فإن الحقائق الواقعية لها حكم، و للعنايات الكلامية اللفظية حكم آخر، فما يريد الله سبحانه إظهاره لواحد من أنبيائه، أو غيرهم بعد خفائه، أو يريد تحميله على أحد قول و كلام له لاشتماله على غرض القول و الكلام و تضمنه غاية الخبر و النبإ، و الأمر و النهي، و إطلاق القول و الكلمة على مثل ذلك شائع في الاستعمال إذا اشتمل على ما يؤديه القول و الكلمة، تقول: لأفعلن كذا و كذا، لقول قلته و كلمة قدمتها، و لم تقل قولا، و لا قدمت كلمة، و إنما عزمت عزيمة لا تنقضها شفاعة شفيع أو وهن إرادة، و منه قول عنترة: و قولي كلما جشأت و جاشت.

                          مكانك تحمدي أو تستريحي.

                          يريد بالقول توطين نفسه على الثبات و العزم، على لزومها مكانها لتفوز بالحمد إن قتل، و بالاستراحة إن غلب.

                          إذا عرفت ذلك ظهر لك أن المراد بقوله تعالى: بكلمات، قضايا ابتلي بها و عهود إلهية أريدت منه، كابتلائه بالكواكب و الأصنام، و النار و الهجرة و تضحيته بابنه و غير ذلك و لم يبين في الكلام ما هي الكلمات لأن الغرض غير متعلق بذلك، نعم قوله: قال إني جاعلك للناس إماما، من حيث ترتبه على الكلمات تدل على أنها كانت أمورا تثبت بها لياقته، (عليه السلام) لمقام الإمامة.

                          فهذه هي الكلمات و أما إتمامهن فإن كان الضمير في قوله تعالى: أتمهن راجعا إلى إبراهيم كان معنى إتمامهن إتيانه (عليه السلام) ما أريد منه، و امتثاله لما أمر به، و إن كان الضمير راجعا إليه تعالى كما هو الظاهر كان المراد توفيقه لما أريد منه، و مساعدته على ذلك، و أما ما ذكره بعضهم: أن المراد بالكلمات قوله تعالى: قال إني جاعلك للناس إماما، إلى آخر الآيات فمعنى لا ينبغي الركون إليه إذ لم يعهد في القرآن إطلاق الكلمات على جمل الكلام.

                          قوله تعالى: إني جاعلك للناس إماما، أي مقتدى يقتدي بك الناس، و يتبعونك في أقوالك و أفعالك، فالإمام هو الذي يقتدي و يأتم به الناس، و لذلك ذكر عدة من المفسرين أن المراد به النبوة، لأن النبي يقتدي به أمته في دينهم، قال تعالى: «و ما أرسلنا من رسول، إلا ليطاع بإذن الله»: النساء - 63، لكنه في غاية السقوط.

                          أما أولا: فلأن قوله: إماما، مفعول ثان لعامله الذي هو قوله: جاعلك و اسم الفاعل لا يعمل إذا كان بمعنى الماضي، و إنما يعمل إذا كان بمعنى الحال أو الاستقبال فقوله، إني جاعلك للناس إماما، وعد له (عليه السلام) بالإمامة في ما سيأتي، مع أنه وحي لا يكون إلا مع نبوة، فقد كان (عليه السلام) نبيا قبل تقلده الإمامة، فليست الإمامة في الآية بمعنى النبوة ذكره بعض المفسرين.


                          و أما ثانيا: فلأنا بينا في صدر الكلام: أن قصة الإمامة، إنما كانت في أواخر عهد إبراهيم (عليه السلام) بعد مجيء البشارة له بإسحق و إسماعيل، و إنما جاءت الملائكة بالبشارة في مسيرهم إلى قوم لوط و إهلاكهم، و قد كان إبراهيم حينئذ نبيا مرسلا، فقد كان نبيا قبل أن يكون إماما فإمامته غير نبوته.

                          و منشأ هذا التفسير و ما يشابهه الابتذال الطارىء على معاني الألفاظ الواقعة في القرآن الشريف في أنظار الناس من تكرر الاستعمال بمرور الزمن و من جملة تلك الألفاظ لفظ الإمامة، ففسره قوم: بالنبوة و التقدم و المطاعية مطلقا، و فسره آخرون بمعنى الخلافة أو الوصاية، أو الرئاسة في أمور الدين و الدنيا - و كل ذلك لم يكن - فإن النبوة معناها: تحمل النبإ من جانب الله و الرسالة معناها تحمل التبليغ، و المطاعية و الإطاعة قبول الإنسان ما يراه أو يأمره غيره و هو من لوازم النبوة و الرسالة، و الخلافة نحو من النيابة، و كذلك و الوصاية، و الرئاسة نحو من المطاعية و هو مصدرية الحكم في الاجتماع و كل هذه المعاني غير معنى الإمامة التي هي كون الإنسان بحيث يقتدي به غيره بأن يطبق أفعاله و أقواله على أفعاله و أقواله بنحو التبعية، و لا معنى لأن يقال لنبي من الأنبياء مفترض الطاعة إني جاعلك للناس نبيا، أو مطاعا فيما تبلغه بنبوتك، أو رئيسا تأمر و تنهى في الدين، أو وصيا، أو خليفة في الأرض تقضي بين الناس في مرافعاتهم بحكم الله.

                          و ليست الإمامة تخالف الكلمات السابقة و تختص بموردها بمجرد العناية اللفظية فقط، إذ لا يصح أن يقال لنبي - من لوازم نبوته كونه مطاعا بعد نبوته - إني جاعلك مطاعا للناس بعد ما جعلتك كذلك، و لا يصح أن يقال له ما يئول إليه معناه و إن اختلف بمجرد عناية لفظية، فإن المحذور هو المحذور، و هذه المواهب الإلهية ليست مقصورة على مجرد المفاهيم اللفظية، بل دونها حقائق من المعارف الحقيقية، فلمعنى الإمامة حقيقة وراء هذه الحقائق.

                          و الذي نجده في كلامه تعالى: أنه كلما تعرض لمعنى الإمامة تعرض معها للهداية تعرض التفسير، قال تعالى في قصص إبراهيم (عليه السلام): «و وهبنا له إسحاق و يعقوب نافلة و كلا جعلنا صالحين و جعلناهم أئمة يهدون بأمرنا»: الأنبياء - 73، و قال سبحانه: «و جعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا و كانوا بآياتنا يوقنون»: السجدة - 24، فوصفها بالهداية وصف تعريف، ثم قيدها بالأمر، فبين أن الإمامة ليست مطلق الهداية، بل هي الهداية التي تقع بأمر الله، و هذا الأمر هو الذي بين حقيقته في قوله: «إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون، فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء»: يس - 83، و قوله: «و ما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر»: القمر - 50، و سنبين في الآيتين أن الأمر الإلهي و هو الذي تسميه الآية المذكورة بالملكوت وجه آخر للخلق، يواجهون به الله سبحانه، طاهر مطهر من قيود الزمان و المكان خال من التغير و التبدل و هو المراد بكلمة - كن - الذي ليس إلا وجود الشيء العيني، و هو قبال الخلق الذي هو وجه آخر من وجهي الأشياء، فيه التغير و التدريج و الانطباق على قوانين الحركة و الزمان، و ليكن هذا عندك على إجماله حتى يأتيك تفصيله إن شاء الله العزيز.

                          و بالجملة فالإمام هاد يهدي بأمر ملكوتي يصاحبه، فالإمامة بحسب الباطن نحو ولاية للناس في أعمالهم، و هدايتها إيصالها إياهم إلى المطلوب بأمر الله دون مجرد إراءة الطريق الذي هو شأن النبي و الرسول و كل مؤمن يهدي إلى الله سبحانه بالنصح و الموعظة الحسنة، قال تعالى: «و ما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء» و يهدي من يشاء»: إبراهيم - 4، و قال تعالى: في مؤمن آل فرعون، «و قال الذي آمن يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد»: مؤمن - 38، قال تعالى: «فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين و لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون»: التوبة - 122، و سيتضح لك هذا المعنى مزيد اتضاح.

                          ثم إنه تعالى بين سبب موهبة الإمامة بقوله: «لما صبروا و كانوا بآياتنا يوقنون الآية» فبين أن الملاك في ذلك صبرهم في جنب الله - و قد أطلق الصبر - فهو في كل ما يبتلي و يمتحن به عبد في عبوديته، و كونهم قبل ذلك موقنين، و قد ذكر في جملة قصص إبراهيم (عليه السلام) قوله: «و كذلك نري إبراهيم ملكوت السموات و الأرض و ليكون من الموقنين»: الأنعام - 75، و الآية كما ترى تعطي بظاهرها: أن إراءة الملكوت لإبراهيم كانت مقدمة لإفاضة اليقين عليه، و يتبين به أن اليقين لا ينفك عن مشاهدة الملكوت كما هو ظاهر قوله تعالى: «كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم»: التكاثر - 6 و قوله تعالى: كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون، كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون - إلى أن قال - كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين، و ما أدريك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون»: المطففين - 21 و هذه الآيات تدل على أن المقربين هم الذين لا يحجبون عن ربهم بحجاب قلبي و هو المعصية و الجهل و الريب و الشك، فهم أهل اليقين بالله، و هم يشهدون عليين كما يشهدون الجحيم.

                          و بالجملة فالإمام يجب أن يكون إنسانا ذا يقين مكشوفا له عالم الملكوت - متحققا بكلمات من الله سبحانه - و قد مر أن الملكوت هو الأمر الذي هو الوجه الباطن من وجهي هذا العالم، فقوله تعالى: يهدون بأمرنا، يدل دلالة واضحة على أن كل ما يتعلق به أمر الهداية - و هو القلوب و الأعمال - فالإمام باطنه و حقيقته، و وجهه الأمري حاضر عنده غير غائب عنه، و من المعلوم أن القلوب و الأعمال كسائر الأشياء في كونها ذات وجهين، فالإمام يحضر عنده و يلحق به أعمال العباد، خيرها و شرها، و هو المهيمن على السبيلين جميعا، سبيل السعادة و سبيل الشقاوة.

                          و قال تعالى أيضا: «يوم ندعوا كل أناس بإمامهم»: الإسراء - 71 و سيجيء تفسيره بالإمام الحق دون كتاب الأعمال، على ما يظن من ظاهرها، فالإمام هو الذي يسوق الناس إلى الله سبحانه يوم تبلى السرائر، كما أنه يسوقهم إليه في ظاهر هذه الحياة الدنيا و باطنها، و الآية مع ذلك تفيد أن الإمام لا يخلو عنه زمان من الأزمنة، و عصر من الأعصار، لمكان قوله تعالى: كل أناس، على ما سيجيء في تفسير الآية من تقريبه.

                          ثم إن هذا المعنى أعني الإمامة، على شرافته و عظمته، لا يقوم إلا بمن كان سعيد الذات بنفسه، إذ الذي ربما تلبس ذاته بالظلم و الشقاء، فإنما سعادته بهداية من غيره، و قد قال الله تعالى: «أ فمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدى»: يونس - 35.

                          و قد قوبل في الآية بين الهادي إلى الحق و بين غير المهتدي إلا بغيره، أعني المهتدي بغيره، و هذه المقابلة تقتضي أن يكون الهادي إلى الحق مهتديا بنفسه، و أن المهتدي بغيره لا يكون هاديا إلى الحق البتة.

                          و يستنتج من هنا أمران: أحدهما: أن الإمام يجب أن يكون معصوما عن الضلال و المعصية، و إلا كان غير مهتد بنفسه، كما مر كما، يدل عليه أيضا قوله تعالى: «و جعلناهم أئمة يهدون بأمرنا و أوحينا إليهم فعل الخيرات و إقام الصلوة، و إيتاء الزكوة و كانوا لنا عابدين»: الأنبياء - 73 فأفعال الإمام خيرات يهتدي إليها لا بهداية من غيره بل باهتداء من نفسه بتأييد إلهي، و تسديد رباني و الدليل عليه قوله تعالى: «فعل الخيرات» بناء على أن المصدر المضاف يدل على الوقوع، ففرق بين مثل قولنا: و أوحينا إليهم أن افعلوا الخيرات فلا يدل على التحقق و الوقوع، بخلاف قوله «و أوحينا إليهم فعل الخيرات» فهو يدل على أن ما فعلوه من الخيرات إنما هو بوحي باطني و تأييد سماوي.

                          الثاني: عكس الأمر الأول و هو أن من ليس بمعصوم فلا يكون إماما هاديا إلى الحق البتة.

                          و بهذا البيان يظهر: أن المراد بالظالمين في قوله تعالى، «قال و من ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين» مطلق من صدر عنه ظلم ما، من شرك أو معصية، و إن كان منه في برهة من عمره، ثم تاب و صلح.

                          و قد سئل بعض أساتيذنا رحمة الله عليه: عن تقريب دلالة على عصمة الإمام.

                          فأجاب: أن الناس بحسب القسمة العقلية على أربعة أقسام: من كان ظالما في جميع عمره، و من لم يكن ظالما في جميع عمره، و من هو ظالم في أول عمره دون آخره، و من هو بالعكس هذا.

                          و إبراهيم (عليه السلام) أجل شأنا من أن يسأل الإمامة للقسم الأول و الرابع من ذريته، فبقي قسمان و قد نفى الله أحدهما، و هو الذي يكون ظالما في أول عمره دون آخره، فبقي الآخر، و هو الذي يكون غير ظالم في جميع عمره انتهى و قد ظهر مما تقدم من البيان أمور: الأول: إن الإمامة لمجعولة.

                          الثاني: أن الإمام يجب أن يكون معصوما بعصمة إلهية.

                          الثالث: أن الأرض و فيه الناس، لا تخلو عن إمام حق.

                          الرابع: أن الإمام يجب أن يكون مؤيدا من عند الله تعالى.

                          الخامس: أن أعمال العباد غير محجوبة عن علم الإمام.

                          السادس: أنه يجب أن يكون عالما بجميع ما يحتاج إليه الناس في أمور معاشهم و معادهم.

                          السابع: أنه يستحيل أن يوجد فيهم من يفوقه في فضائل النفس.

                          فهذه سبع مسائل هي أمهات مسائل الإمامة: تعطيها الآية الشريفة بما ينضم إليها من الآيات و الله الهادي.


                          فإن قلت: لو كانت الإمامة هي الهداية بأمر الله تعالى: و هي الهداية إلى الحق الملازم مع الاهتداء بالذات كما استفيد من قوله تعالى: «أ فمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع» الآية كان جميع الأنبياء أئمة قطعا، لوضوح أن نبوة النبي لا يتم إلا باهتداء من جانب الله تعالى بالوحي، من غير أن يكون مكتسبا من الغير، بتعليم أو إرشاد و نحوهما، و حينئذ فموهبة النبوة تستلزم موهبة الإمامة، و عاد الإشكال إلى أنفسكم.

                          قلت: الذي يتحصل من البيان السابق المستفاد من الآية أن الهداية بالحق و هي الإمامة تستلزم الاهتداء بالحق، و أما العكس و هو أن يكون كل من اهتدى بالحق هاديا لغيره بالحق، حتى يكون كل نبي لاهتدائه بالذات إماما، فلم يتبين بعد، و قد ذكر سبحانه هذا الاهتداء بالحق، من غير أن يقرنه بهداية الغير بالحق في قوله تعالى: «وهبنا له إسحاق و يعقوب كلا هدينا و نوحا هدينا من قبل، و من ذريته داود و سليمان و أيوب و يوسف و موسى و هرون و كذلك نجزي المحسنين. و زكريا و يحيى و عيسى و إلياس كل من الصالحين، و إسمعيل و اليسع و يونس و لوطا و كلا فضلنا على العالمين. و من آبائهم و ذرياتهم و إخوانهم و اجتبيناهم و هديناهم إلى صراط مستقيم. ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده، و لو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون أولئك الذين آتيناهم الكتاب و الحكم و النبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين. أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده»: الأنعام - 90، و سياق الآيات كما ترى يعطي أن هذه الهداية أمر ليس من شأنه أن يتغير و يتخلف، و أن هذه الهداية لن ترتفع بعد رسول الله عن أمته، بل عن ذرية إبراهيم منهم خاصة، كما يدل عليه قوله تعالى: «و إذ قال إبراهيم لأبيه و قومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين. و جعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون»: الزخرف - 28، فأعلم قومه ببراءته في الحال و أخبرهم بهدايته في المستقبل، و هي الهداية بأمر الله حقا، لا الهداية التي يعطيها النظر و الاعتبار، فإنها كانت حاصلة مدلولا عليها بقوله: إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني، ثم أخبر الله: أنه جعل هذه الهداية كلمة باقية في عقب إبراهيم، و هذا أحد الموارد التي أطلق القرآن الكلمة فيها على الأمر الخارجي دون القول، كقوله تعالى: «و ألزمهم كلمة التقوى و كانوا أحق بها»: الفتح - 26.

                          و قد تبين بما ذكر: أن الإمامة في ولد إبراهيم بعده، و في قوله تعالى: «قال و من ذريتي. قال لا ينال عهدي الظالمين» إشارة إلى ذلك، فإن إبراهيم (عليه السلام) إنما كان سأل الإمامة لبعض ذريته لا لجميعهم، فأجيب: بنفيها عن الظالمين من ولده، و ليس جميع ولده ظالمين بالضرورة حتى يكون نفيها عن الظالمين نفيا لها عن الجميع، ففيه إجابة لما سأله مع بيان أنها عهد، و عهده تعالى لا ينال الظالمين.

                          قوله تعالى: لا ينال عهدي الظالمين، في التعبير إشارة إلى غاية بعد الظالمين عن ساحة العهد الإلهي، فهي من الاستعارة بالكناية.

                          بحث روائي

                          في الكافي، عن الصادق (عليه السلام): أن الله عز و جل اتخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيا، و أن الله اتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا، و أن الله اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا، و أن الله اتخذه خليلا قبل أن يتخذه إماما، فلما جمع له الأشياء قال: «إني جاعلك للناس إماما» قال (عليه السلام): فمن عظمها في عين إبراهيم قال: و من ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين قال: لا يكون السفيه إمام التقي.

                          أقول: و روي هذا المعنى أيضا عنه بطريق آخر و عن الباقر (عليه السلام) بطريق آخر، و رواه المفيد عن الصادق (عليه السلام).

                          قوله: إن الله اتخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيا، يستفاد ذلك من قوله تعالى: «و لقد آتينا إبراهيم رشده من قبل و كنا به عالمين - إلى قوله - من الشاهدين»: الأنبياء - 56، و هو اتخاذ بالعبودية في أول أمر إبراهيم.

                          و اعلم أن اتخاذه تعالى أحدا من الناس عبدا غير كونه في نفسه عبدا، فإن العبدية من لوازم الإيجاد و الخلقة، لا ينفك عن مخلوق ذي فهم و شعور، و لا يقبل الجعل و الاتخاذ و هو كون الإنسان مثلا مملوك الوجود لربه، مخلوقا مصنوعا له، سواء جرى في حياته على ما يستدعيه مملوكيته الذاتية، و استسلم لربوبية ربه العزيز، أو لم يجر على ذلك، قال تعالى: «إن كل من في السموات و الأرض إلا آتي الرحمن عبدا»: مريم - 94، و إن كان إذا لم يجر على رسوم العبودية و سنن الرقية استكبارا في الأرض و عتوا كان من الحري أن لا يسمى عبدا بالنظر إلى الغايات، فإن العبد هو الذي أسلم وجهه لربه، و أعطاه تدبير نفسه، فينبغي أن لا يسمى بالعبد إلا من كان عبدا في نفسه و عبدا في عمله، فهو العبد حقيقة، قال تعالى: «و عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا»: الفرقان - 63.

                          و عليهذا فاتخاذه تعالى إنسانا عبدا - و هو قبول كونه عبدا و الإقبال عليه بالربوبية - هو الولاية، و هو تولي أمره كما يتولى الرب أمر عبده، و العبودية مفتاح للولاية، كما يدل عليه قوله تعالى: «قل إن وليي الله الذي نزل الكتاب، و هو يتولى الصالحين»: الأعراف - 196، أي اللائقين للولاية، فإنه تعالى سمى النبي في آيات من كتابه بالعبد، قال تعالى: «الذي أنزل على عبده الكتاب»: الكهف - 1، و قال تعالى: «ينزل على عبده آيات بينات»: الحديد - 9 و قال تعالى: «قام عبد الله يدعوه»: الجن - 19، فقد ظهر أن الاتخاذ للعبودية هو الولاية.

                          و قوله (عليه السلام): و أن الله اتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا، الفرق بين النبي و الرسول على ما يظهر من الروايات المروية عن أئمة أهل البيت: أن النبي هو الذي يرى في المنام ما يوحى به إليه، و الرسول هو الذي يشاهد الملك فيكلمه، و الذي يظهر من قصص إبراهيم هو هذا الترتيب، قال تعالى: «و اذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا، إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع، و لا يبصر، و لا يغني عنك شيئا»: مريم - 42، فظاهر الآية أنه (عليه السلام) كان صديقا نبيا حين يخاطب أباه بذلك، فيكون هذا تصديقا لما أخبر به إبراهيم (عليه السلام) في أول وروده على قومه: «إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين»: الزخرف - 27، و قال تعالى: «و لقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام»: هود - 69، و القصة - و هي تتضمن مشاهدة الملك و تكليمه - واقعة في حال كبر إبراهيم (عليه السلام) بعد ما فارق أباه و قومه.

                          و قوله (عليه السلام): إن الله اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا، يستفاد ذلك من قوله تعالى: «و اتبع ملة إبراهيم حنيفا، و اتخذ الله إبراهيم خليلا»: النساء - 125، فإن ظاهره أنه إنما اتخذه خليلا لهذه الملة الحنيفية التي شرعها بأمر ربه إذ المقام مقام بيان شرف ملة إبراهيم الحنيف، التي تشرف بسببها إبراهيم (عليه السلام) بالخلة و الخليل أخص من الصديق فإن أحد المتحابين يسمى صديقا إذا صدق في معاشرته و مصاحبته ثم يصير خليلا إذا قصر حوائجه على صديقه، و الخلة الفقر و الحاجة.

                          و قوله (عليه السلام): و أن الله اتخذه خليلا قبل أن يتخذه إماما، إلخ يظهر معناه مما تقدم من البيان.

                          و قوله: قال لا يكون السفيه إمام التقي إشارة إلى قوله تعالى، «و من يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه و لقد اصطفيناه في الدنيا و إنه في الآخرة لمن الصالحين إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين»: البقرة - 131، فقد سمى الله سبحانه الرغبة عن ملة إبراهيم و هو الظلم سفها، و قابلها بالاصطفاء، و فسر الاصطفاء بالإسلام، كما يظهر بالتدبر في قوله: «إذ قال له ربه أسلم» ثم جعل الإسلام و التقوى واحدا أو في مجرى واحد في قوله: «اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون»: آل عمران - 102 فافهم ذلك.

                          و عن المفيد عن درست و هشام عنهم (عليهم السلام) قال: قد كان إبراهيم نبيا و ليس بإمام، حتى قال الله تبارك و تعالى: «إني جاعلك للناس إماما قال و من ذريتي» فقال الله تبارك و تعالى: لا ينال عهدي الظالمين، من عبد صنما أو وثنا أو مثالا، لا يكون إماما.

                          أقول: و قد ظهر معناه مما مر.

                          و في أمالي الشيخ، مسندا، و عن مناقب ابن المغازلي مرفوعا عن ابن مسعود عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): في الآية عن قول الله لإبراهيم: من سجد لصنم دوني لا أجعله إماما. قال (عليه السلام) و انتهت الدعوة إلي و إلى أخي علي، لم يسجد أحدنا لصنم قط و في الدر المنثور،: أخرج وكيع و ابن مردويه عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن النبي: في قوله: «لا ينال عهدي الظالمين» قال: لا طاعة إلا في المعروف.

                          و في الدر المنثور، أيضا: أخرج عبد بن حميد عن عمران بن حصين سمعت النبي يقول: لا طاعة لمخلوق في معصية الله.

                          أقول: معانيها ظاهرة مما مر.

                          و في تفسير العياشي، بأسانيد عن صفوان الجمال قال: كنا بمكة فجرى الحديث في قول الله: «و إذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن» قال: فأتمهن بمحمد و علي و الأئمة من ولد علي في قول الله: «ذرية بعضها من بعض و الله سميع عليم».

                          أقول: و الرواية مبنية على كون المراد بالكلمة الإمامة كما فسرت بها في قوله تعالى: «فإنه سيهدين فجعلها كلمة باقية في عقبه» الآية فيكون معنى الآية: و إذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات» هن إمامته، و إمامة إسحاق و ذريته، و أتمهن بإمامة محمد، و الأئمة من أهل بيته من ولد إسمعيل ثم بين الأمر بقوله: قال إني جاعلك للناس إماما إلى آخر الآية.



                          و من الله التوفيق

                          تعليق


                          • لكم إمامتكم ولي إمامتي

                            تعليق


                            • المشاركة الأصلية بواسطة عبد العزيز

                              أنا وأنت وكل من ولد في الإسلام لم نشرك بالله طرفة عين .
                              انا اعتقد ان الانسان اى انسان عندما يولد يولد على الفطرة ولم يشرك بالله طرفة عين .

                              والدليل:

                              (فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون) سورة الروم آية 30

                              واعتقد ان فطرة الله كانت من ان خلق الله البشرية وفى عالم الذرايضا

                              كمايقول القرآن:

                              (واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين) سورة الأعراف آية 172

                              ماذا عن الذين ولدوا فى عهد ابينا ابراهيم عليه السلام ومن بعده اليس هم على الفطرة ؟

                              (وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة ابيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فاقيموا الصلاة واتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير) سورة الحج آية 78


                              المشاركة الأصلية بواسطة عبد العزيز
                              أنا وأنت وكل من ولد في الإسلام لم نشرك بالله طرفة عين وعلي لما أسلم كان سبع سنوات أي لم يكن بعد مكلفا.
                              تقصد ان على بن ابى طالب قد اشرك بالله طرفة عين وهذا ينطبق كذلك على الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم لم يبعث رسولا الا فى سن الاربعين وقبلها عندما كان فى عمر على لم يكن مكلفاايضا وعلى كلامك فقد اشرك بالله طرفة عين .

                              المشاركة الأصلية بواسطة عبد العزيز
                              لكم إمامتكم ولي إمامتي.
                              من حكم بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هو مجرد حاكم ليس الا ولا يطلق عليه امام له امامة الهية وولاية الهية انما حاكم وولى امر المسلمين فقط .

                              والدليل :

                              ان( الرسول اولى بالمؤمنين من انفسهم) بنص القرآن الكريم

                              فهل ابى بكر اولبى بالمؤمنين من انفسهم ؟
                              وهل عمر اولى بالمؤمنين من انفسهم ؟


                              ولكن الامام على وردت فى حقه نصوص من الله على لسان رسوله حيث قال فى الغدير الذى تستخفون فيه:

                              قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم غى الغدير وامام حشد من الصحابة
                              قال لهم :

                              الست اولى بالمؤمنين من لنفسهم؟

                              قال الصحابة بلى يارسول الله

                              قال :

                              ( فمن كنت مولاه [ اولى به من نفسه] فعلى مولاه[ اولى به من نفسه] .

                              وقال ( من كنت وليه [ انما وليكم الله ورسوله] فعلى وليه [ انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا]

                              هذه هى الامامة والولاية لعلي بن ابى طالب عليه السلام

                              الآن :

                              هل لديك دليل يا عبد العزيز يثبت ان ابى بكر الصديق او لى بالمؤمنين من انفسهم ؟ وانا معك

                              تعليق


                              • قصد التأمل

                                إلى معاوية

                                إِنَّهُ بَايَعَنِي الْقَوْمُ الَّذِينَ بَايَعُوا أَبَا بَكْر وَعُمَرَ وَعُثْمانَ عَلَى مَا بَايَعُوهُمْ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَكُنْ لِلشَّاهِدِ أَنْ يَخْتَارَ، وَلاَ لِلغَائِبِ أَنْ يَرُدَّ، وَإنَّمَا الشُّورَى لِلْمُهَاجِرِينَ وَالاَْنْصَارِ، فَإِنِ اجْتَمَعُوا عَلَى رَجُل وَسَمَّوْهُ إِمَاماً كَانَ ذلِكَ لله رِضىً، فَإِنْ خَرَجَ عَنْ أَمْرِهِمْ خَارِجٌ بِطَعْن أَوْبِدْعَة رَدُّوهُ إِلَى مَاخَرَجَ منه، فَإِنْ أَبَى قَاتَلُوهُ عَلَى اتِّبَاعِهِ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ، وَوَلاَّهُ اللهُ مَا تَوَلَّى.
                                وَلَعَمْرِي، يَا مُعَاوِيَةُ، لَئِنْ نَظَرْتَ بِعَقْلِكَ دُونَ هَوَاكَ لَتَجِدَنِّي أَبْرَأَ النَّاسِ مِنْ دَمِ عُثْمانَ، وَلَتَعْلَمَنَّ أَنِّي كُنْتُ فِي عُزْلَة عَنْهُ، إِلاَّ أَنْ تَتَجَنَّى(1) ; فَتَجَنَّ مَا بَدَا لَكَ! وَالسَّلاَمُ.


                                http://www.imamreza.net/arb/imamreza.php?id=421

                                68]
                                وقال(عليه السلام): مَنْ نَصَبَ نَفْسَهُ لِلنَّاسِ إِمَاماً فَعَلَيْهِ أَنْ يَبْدَأَ بِتَعْلِيمِ نَفْسِهِ قَبْلَ تَعْلِيمِ غَيْرِهِ، وَلْيَكُنْ تَأْدِيبُهُ بِسِيرَتِهِ قَبْلَ تَأْدِيبِهِ بِلِسَانِهِ، وَمُعَلِّمُ نَفْسِهِ وَمُؤَدِّبُهَا أَحَقُّ بِالاِْجْلاَلِ مِنْ مُعَلِّمِ النَّاسِ وَمُؤَدِّبِهِمْ

                                http://www.imamreza.net/arb/imamreza.php?id=520

                                الامام الحق هو القرآن

                                فَانْظُرْ أَيُّهَا السَّائِلُ: فَمَا دَلَّكَ الْقُرْآنُ عَلَيْهِ مِنْ صِفَتِهِ فَائْتَمَّ بِهِ (13) وَاسْتَضِىءْ بِنُورِ هِدَايَتِهِ، وَمَا كَلَّفَكَ الشَّيْطَانُ عِلْمَهُ مِمَّا لَيْسَ فِي الْكِتَابِ عَلَيْكَ فَرْضُهُ، وَلاَ فِي سُنَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وَأَئِمَّةِ الْهُدَى أَثَرُهُ، فَكِلْ عِلْمَهُ (14) إِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ، فَإِنَّ ذلِكَ مُنْتَهَى حَقِّ اللهِ عَلَيْكَ.
                                http://www.imamreza.net/arb/imamreza.php?id=382

                                46/12
                                ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X