إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

دعاء الأموات والاستغاثة بهم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31

    تعليق


    • #32

      تعليق


      • #33

        تعليق


        • #34

          تعليق


          • #35

            تعليق


            • #36
              على الجنان اتحداك ولو ب ايه تبيح التوسل

              اتحداك ان تاتى ب ايه واحده من القران تبيح التوسل وزيارة القبور
              مدام هذا ردك مالك الا انك تبلط البحر

              والتوسل أتحداك انت تنكر ان المذاهب الإسلامية تقر به

              تعليق


              • #37
                وقال شيخ الحنابلة أبو علي الخلال: ((ما أهمني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسلت به إلا سهل الله تعالى لي ما أحب)) تاريخ بغداد.

                وقد التبس على أخينا هذا اسم هذا الرجل باسم الإمام السلفي
                أحمد بن محمد بن هارون أبي بكر الخلال الحنبلي
                جامِعِ علم الإمام أحمد، صاحب الكتاب العظيم "السنَّة" ، و"الجامع" وغيرها من الكتب النافعة ، وهو من أئمة السنَّة
                أمَّا صاحب هذه القصة التي تُشَمُّ منها رائحة القبورية ، والغلو في الأموات الصالحين، فهو رجل آخر اسمه :
                الحسن بن علي أبو علي الخلال المعروف بالحلواني
                ! وهو من طبقة متقدمة عن طبقة الأول، و له ترجمة في تاريخ الخطيب (5 / 112)، جاء في ثناياها ما يلي :

                قال الخطيب: أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أبو علي بن الصواف، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سألت أبي عن الحسن بن الخلال الذي يقال له الحلواني، فقال :
                ((ما أعرفه بطلب الحديث، وما رأيته يطلب الحديث!)) ، قلت: إنه يذْكُرُ أنَّه كان ملازما ليزيد بن هارون، قال : ((ما أعرفه إلا أنه جاءني إلى هنا يُسَلِّمُ عليَّ)) ولَمْ يَحْمَدْهُ أبي! ، ثم قال: (( يبلغني عنه أشياء أكرهها...!))

                تعليق


                • #38
                  المشاركة الأصلية بواسطة علي الجنان
                  مدام هذا ردك مالك الا انك تبلط البحر

                  والتوسل أتحداك انت تنكر ان المذاهب الإسلامية تقر به
                  اما انت ف الله يكون فى عونك سلوب جميل وحلو للهرب

                  تعليق


                  • #39
                    هذه للجميع لكى تعرفوا التوسل الصحيح ومن القران

                    -التوسل إلى الله تعالى باسم من أسمائه الحسنى أو صفة من صفاته العليا : كأن يقول المسلم فى دعائه: اللهم إنى أسألك بأنك أنت الرحمن الرحيم اللطيف الخبير أن تعافينى .

                    ودليل مشروعية هذا
                    التوسل قوله تعالى : { وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا } [الأعراف : 180 ]


                    2-التوسل إلى الله تعالى بعمل صالح قام به الداعى :

                    كأن يقول المسلم : اللهم بإيمانى بك ، وبمحبتى لك ، واتباعى لرسولك اغفر لى .
                    وهذا توسل جيد وجميل قد شرعه الله تعالى وارتضاه ، ويدل على مشروعيته قوله تعالى { الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }[ آل عمران :16 ]
                    وقوله : { رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ }[ آل عمران: 53 ]





                    الاخوه اين الغلط فى هذا التوسل ويقول الامام على رضى الله عنه
                    الإمام علي بن أبي طالب يقول في (نهج البلاغة) واصفاً لنا آداب التوسل والدعاء:
                    ( إنّ أفضل ما توسل به المتوسلون إلى الله سبحانه وتعالى الإيمان به وبرسوله والجهاد في سبيله فإنه ذروة الإسلام، وكلمة الإخلاص إنها الفطرة، وإقامة الصلاة فإنها الملة، وإيتاء الزكاة فإنها فريضة واجبة، وصوم شهر رمضان فإنه جُنة من العقاب، وحج البيت واعتماره فإنهما ينفيان الفقر ويرحضان الذنب، وصلة الرحم فإنها مثراة في المال ومنساة في الأجل، وصدقة السر فإنها تكفر الخطيئة، وصدقة العلانية فإنها تدفع ميتة السوء، وصنائع المعروف فإنها تقي مصارع الهوان )


                    نهج البلاغة ص163 رقم (110) (ومن خطبة له عليه السلام في أركان الدين) ووسائل الشيعة 13/288

                    ركز على كلمة افضل فان قالك الامام على هذا الافضل

                    ف كيف تتبع غيره الاماااااام يقول هذا افضل افضل ما توسلت به
                    والله يقول لك ويعلمك ف اين الخطاء ايها المسلمون
                    الا تتقون الا تعقلون

                    تعليق


                    • #40
                      لا ضرر في سؤال غير الله تعالى فيما لا يعتبر من مختصات الاله والرب مما بينه هو ودل عليه العقل

                      تعليق


                      • #41
                        والتوسل //أتحداك انت تنكر ان المذاهب الإسلامية تقر به

                        تعليق


                        • #42
                          التوسل وأدلة جوازه

                          التوسل وأدلة جوازه



                          بسم الله الرحمن الرحيم .

                          الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين ... وبعد .

                          دائما يكفر الوهابية والسلفيون كل من يتوسل برسول الله r أو أحد من أهل البيت عليهم السلام أو بالأولياء أو الصالحين . وذلك لأنه كما يقولون :
                          1- أن هذه عقيدة المشركين في مكة قبل الإسلام ، فإن المشركين كانوا يعبدون الله وفي الوقت نفسه كانوا يعبدون الأصنام حتى تقربهم من الله زلفى ، ولقد ذكر القرآن هذه في آياته الكريمة ومثال لذلك
                          َالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى (سورة الزمر الآية 3)
                          وأيضا .
                          وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (يونس : 18 )
                          2- أن الميت لا يمكن أن يجيب لنا الدعاء لأنه مات وانتهى بل هو يحتاج منا الدعاء لأننا أحياء ويمكن لنا الدعاء أما هو فلا .
                          3- لأن الله سبحانه وتعالى يأمرنا في القرآن أن لا ندعوا سواه .
                          ومثال لذلك :
                          وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً (الجن : 18 )
                          وأيضا
                          وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (القصص : 88)

                          فبعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أقول :

                          أولا :
                          إن عقيدة المشركين في مكة هي الشرك بالله واعتقاد الربوبية والألوهية في الأصنام ولذلك فإنهم لم يكونوا يتوسلون بهم ولكن كانوا يعبدونهم عبادة حقيقية . والآية تتحدث على لسانهم وتقول َالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى وهذا واضح أنهم كانوا يعبدونهم عبادة حقيقة ، فلاحظ كلمة ما نعبدهم ، فهي عبادة حقيقة وإشراك إله آخر مع الله وليست المسألة مجرد توسل ، فلقد كانت عقيدتهم التفويض وهي أن الله خلق الخلق ثم فوض للأصنام فعل كل شيء فهم مؤمنون بالله وبالأصنام معًا .
                          وأيضا " وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ " فالآية تتحدث عن عبادة حقيقية .
                          ثانيا :
                          لا يمكن القول بأن الأموات لا يسمعون ولا يستجيبون فهذه عقيدة المشركين الذين لا يعتقدون بالحياة الأخرى ، ولكن المسلمون يعتقدون بأن الأموات انتقلوا فقط من حياة إلى حياة أخرى من الحياة الدنيا إلى حياة البرزخ وبعدها إلى الحياة الآخرة ، ولذا فهناك الكثير من الروايات التي تتحدث عن أن النبي حي في قبره وأن الشهداء والصديقين أحياء في قبورهم .
                          ثالثا :
                          الأمر بأن لا ندعوا مع الله احدا ، أيضا معناه أن لا نعبد مع الله أحدا ، أي أن الدعاء هنا أيضا بمعنى العبادة وهذا لقول الله : "وَلاَ تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ" والمعنى واضح أي لا تعبد مع الله إله آخر، والآية تدل على أنهم يدعون إله أخر مع الله أي يعتقدون الألوهية في هذا الآخر الذي يدعونه .
                          أما قول الله "لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا " ففي تفسير ابن كثير ، عن ابن عباس
                          قال : " قال الجن لقومهم ( لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا ) قال لما رأوه يصلي وأصحابه يركعون بركوعه ويسجدون" ، وهذا تفسير ابن كثير واضح في تفسير الآية بأن الدعاء هو العبادة ، لأن المعنى هو أنهم رأوه يصلي ويركع ويسجد وهذه عبادة وليست دعاء فقط .

                          وسيتم تقسيم هذا البحث إلى أقسام وهي :

                          أولا: الأدلة على سماع الموتى بشكل عام
                          ثانيا: الأدلة على جواز التوسل من القرآن والأحاديث عن النبي وأفعال الصحابة
                          ثالثا: أقوال علماء الإسلام في التوسل وزيارة قبر المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم



                          -- الأدلة على سماع الموتى –

                          في الحوار مع الوهابية والسلفيين ، ومن شاكلهم ، وفي كتيباتهم التي يوزعونها على الناس كافة والتي تحرم التوسل بالأموات ، والأموات لا ينفعون ولا يضرون لأنهم أموات ولا يسمعون شيئا ، ولا فائدة من دعائهم، وسنحاول أن نبحث في هذه النقطة عن موضوع سماع الموتى وسنتحدث عن جزئية بسيطة وهي هل الأموات يسمعون ما يقوله الأحياء أم لا .

                          يقول لنا الوهابية أن الأموات ، قد ذهبوا ، وهم يحتاجون منا للدعاء ، وغير قادرين على فعل شيء ، حتى الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، ويحتجون بالآيات الكريمة .
                          إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (النمل : 80 )
                          َمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ (فاطر : 22 )
                          وهذه الآيات صريحة في نظرهم بأن الموتى لا يسمعون الدعاء .
                          وأقول ، هذا الرأي غريب منهم جدا لأسباب كثيرة جدا ، ومن أهمها أنها منافية لما يروونه هم أنفسهم من أحاديث وروايات تدل على سماع الموتى من الأحياء .

                          أولا : الآية السابقة ليست صريحة في أن الأموات لا يسمعون الدعاء ولكن كل ما في الأمر ، هو أن الله يضرب مثلا لرسوله الأعظم –صلى الله عليه وآله – ويقول له أنه ليس عليك أن تهدي الناس جميعا ، لأن من كفار قريش من هو كالأموات ، ولا يمكن أن يسمع ، وذلك على سبيل المجاز ، وعلى سبيل ضرب الأمثال ، وليس أكثر من هذا .
                          والدليل على هذا أننا لو أخذنا الآية على ظاهرها ، لكان هذا معناه أن الصم لا يمكن أن يهتدوا ولا يمكن أن نرى أصمًا مهتديا ، لأن الصم أيضا لا يسمعون الدعاء .
                          وهذا طبعا غير صحيح ، لأننا من الممكن أن نهدي الأصم بأساليب كثيرة غير التحدث المباشر ، ولأن هذا حكما بالكفر على كل من هو أصم .
                          ومثيله في القرآن كثير . مثل :
                          وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ (النمل : 81 )
                          وهذا معناه أنه لا يمكن أن نهدي العمي وهذا طبعا منافي للحقيقة لأن عبد الله بن أم مكتوم كان أعمى واهتدى . وأيضا :
                          وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ (الروم : 53 )
                          أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (الزخرف : 40 )
                          وبالطبع هذه الآيات كلها على سبيل ضرب الأمثال ، و إلا فإن هذا حكم مسبق بكفر العمي والصم .
                          ومنه فإن الله ضرب مثلا لرسوله أنه لا يمكن هداية بعض الناس ، لأن هذا على طريقة محاولة إسماع الأصم ، أو إسماع الميت أو هداية الأعمى للطريق .
                          وليس هذا صريحا في أن الأعمى لا يمكن هدايته أو أن الميت لا يسمع أو أن الأصم لا يسمع.

                          ثانيا : إن عقيدة المسلمين هي أن هناك بعد الموت حياة برزخية وهي الحياة بعد الموت حتى يوم القيامة ، بل نقول أن عقيدة الوهابية هي عقيدة الكفار والمشركين لأن الكفار والمشركين كانوا يستبعدون أن يكون هناك حياة بعد الموت ، أما الإسلام فقد جاء ليصحح هذا ويقول أن هناك حياة بعد الموت ، وهذا ما قاله القرآن : لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (المؤمنون : 100 )

                          ثالثا : ثم إننا نجد أن رسول الله قد أوضح لنا أن الأموات يسمعون الأحياء ، و إلا لما أمرنا رسول الله أن نسلم على الأموات ؟ أليس هذا لأنهم بالفعل يسمعون ؟
                          فمن صحيح مسلم ، كتاب الطهارة ، فصل استحباب إطالة الغرة والتحجيل .
                          [حدّثنا يَحْيَىٰ بْنُ أَيُّوبَ وَ سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ وَ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَ عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ. جَمِيعاً عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ. قَالَ ابْنُ أَيُّوبَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ. أَخْبَرَنِي الْعَلاَءُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللّهِ أَتَى الْمَقْبُرَةَ فَقَالَ: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ. وَإِنَّا، إِنْ شَاءَ اللّهَ، بِكُمْ لاَحِقُونَ. وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا.... إلى آخر الحديث]
                          ويليه حديث آخر
                          [حدّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي الدَّرَاوَرْدِيَّ. ح وَحَدَّثَنِي إِسْحٰقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَاريُّ : حَدَّثَنَا مَعْنٌ : حَدَّثَنَا مَالِكٌ جَمِيعاً عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدُ الرَّحْمٰنِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللّهِ خَرَجَ إِلَى المَقْبُرَةِ فَقَالَ: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ دَار قَوْمٍ مُؤْمِنيِنَ. وَإِنَّا، إِنَّ شَاء اللّهُ، بِكُمْ لاَحِقُونَ» بِمِثْلِ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ. غَيْرَ أَنَّ حَدِيثَ مَالِكٍ «فَلَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي».]
                          ورواه أيضا مسلم كتاب الجنائز – باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها
                          ورواه أحمد في مسنده – من مسند أبي هريرة ومن حديث السيدة عائشة
                          وأبو داود في سننه - كتاب الجنائز – باب ما يقول إذا زار القبور أو مر بها
                          والنسائي : كتاب الطهارة – باب حلية الوضوء ، وكتاب الجنائز – باب الأمر بالاستغفار للمؤمنين .
                          ومالك في الموطأ : كتاب الطهارة – باب جامع الوضوء .
                          وابن خزيمة في صحيحه : كتاب الوضوء - باب ذكر علامة أمة النبي .
                          وابن حبان في صحيحه :
                          باب في الخلافة والإمارة - ذكر ما يُستَحبُّ للإِمام تذكيرُ نفسه الآخرة بزيارةِ القبور في بعض لَيالِيه
                          باب فضل الوضوء - ذكرُ البيانِ بأنَّ أمة المصطفى تُعْرَفُ في القيامة بالتَّحجِيلِ بوضوئهم كان في الدُّنيا
                          باب فضل الأمة - ذِكْرُ العلامةِ التي بها يَعْرِفُ المُصطفى أُمتَه من سائرِ الأُمم عند وُرودهم على الحَوْض
                          وهناك موارد أخرى ، ونكتفي بهذا القدر .

                          ولو كان الموتى لا يسمعون فأعتقد أن هذا يكون نوعا من العبث ، فما فائدة السلام على من لا يسمع سلامك أساسا ، هل السلام على الأموات من باب شَغل أوقات الفراغ ؟

                          رابعا: أن الله سبحانه وتعالى أخبرنا في كتابه العزيز ، أن الشهداء ليسوا أمواتا بل أحياء عن ربهم .
                          وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (آل عمران : 169 ) .
                          ونحن كأتباع مذهب أهل البيت ، لا نتوسل إلا بالنبي وآله - صلوات الله عليهم أجمعين – وأعتقد أن مقام النبي وآله ، أعلى بمراتب كثيرة من مقام الشهداء ، ولذا فهم أحياء عند ربهم يرزقون ، وليسوا أمواتا لا يسمعون كما يحاول أن يدعي البعض .
                          إلا إذا كان مقام النبي لا يرقى إلى مقام الشهداء ، ولا أعتقد أن هناك مسلما يقول ذلك .

                          خامسا : أن الرسول أخبرنا أنه حي في قبره ، ولذلك فنحن نسلم عليه ، لأنه يرد علينا السلام
                          [عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه .] رواه الطبراني في الأوسط
                          وأيضا أخرجه أحمد في المسند – مسند أبي هريرة
                          وأبو داود في السنن – كتاب المناسك - باب زيارة القبور
                          وأيضا أخرج ابن حبان بابا اسمه :
                          ذكر البيان بأن سلام المسلم على المصطفى صلى الله عليه وسلم يبلغ إياه ذلك في قبره
                          وذكر فيه الحديث التالي :
                          [ أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الله بن السائب عن زاذان عن بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني
                          عن أمتي السلام ] . صحيح ابن حبان ج3/ص195
                          وذكره أيضا النسائي في سننه - كتاب السهو – باب السلام على النبي ج 3 / ص 43
                          والترمذي – كتاب الدعوات - باب ما جاء إن لله ملائكة سياحين في الأرض – وقال هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيحٌ


                          سادسا : كل مسلم يعلم أن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء وأنهم أحياء عند ربهم ، وهناك روايات بذلك فمن صحيح ابن خزيمة - كتاب الجمعة – باب فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة :
                          [ أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد ابن العلاء ابن كريب نا حسين يعني ابن علي الجعفي ثنا عبد الرحمن ابن يزيد عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس ابن أوس قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :
                          « إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي، قالوا: وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ فقال: إن الله عز وجل حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء» ]
                          ورواه ابن حبان : باب الأدعية - ذكرُ البيانِ بأنَّ صلاةَ مَنْ صَلَّى على المصطفى من أُمَّتِهِ تُعْرَضُ عليه في قبره
                          والدارمي في سننه : كتاب الصلاة – باب في فضل الجمعة .
                          وأحمد في مسنده – من حديث أوس إبن أبي أوس الثقفي
                          وأبو داوود في سننه – كتاب الجمعة – باب فضل يوم الجمعة وليلة الجمعة
                          والنسائي في السنن : كتاب الجمعة – باب إكثار الصلاة على النبي يوم الجمعة
                          وابن ماجة في السنن – كتاب الجنائز – باب ذكر وفاته ودفنه صلَّى الله عليه وسلَّم .
                          وأيضا – كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها - باب في فضل الجمعة .

                          أجمل ما في هذا الحديث ، هو أنه لا يثبت فقط أن رسول الله حي في قبره ، بل وأن أعمالنا معروضة على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم – تخيلوا كيف أن صلاتنا تعرض على النبي .

                          سابعا :أن هناك روايات في البخاري تدل على أن الأموات يسمعون الأحياء - الأموات العاديين - وليسوا أنبياء ولا صديقين ولا شهداء .
                          فمن صحيح البخاري – كتاب الجنائز – باب ما جاء في عذاب القبر . وأيضا باب أن الميت يسمع خفق النعال
                          [ حدثنا ‏ ‏عياش ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الأعلى ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سعيد ‏ ‏قال وقال لي ‏ ‏خليفة ‏‏حدثنا ‏ ‏يزيد بن زريع ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سعيد ‏ ‏عن ‏ ‏قتادة ‏ ‏عن ‏ ‏أنس ‏ ‏رضي اللهعنه ‏‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏العبدإذا وضع في قبره وتولي وذهب أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فأقعداهفيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل ‏ ‏محمد ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فيقول أشهدأنه عبد الله ورسوله فيقال انظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعدا من الجنةقال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فيراهما جميعا وأما الكافر أو المنافق فيقول لاأدري كنت أقول ما يقول الناس فيقال لا دريت ولا ‏ ‏تليت ‏ ‏ثم يضرب بمطرقة من حديدضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا ‏ ‏الثقلين ‏. ]

                          فإذا كان الميت العادي يسمع فما بالكم بالأنبياء والمرسلين والأئمة الطاهرين والأولياء والصالحين .
                          وقد روى مثل هذا الحديث :
                          مسلم في صحيحه - كتـاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها - باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر، والتعوذ منه
                          أحمد في المسند – مسند انس بن مالك و مسند أبي هريرة
                          أبو داود في سننه - كتاب الجنائز - باب المشي بين القبور في النعل
                          كتاب السنة - باب المسألة في القبر وعذاب القبر
                          النسائي في سننه - كتاب الجنائز – باب التسهيل في غير السبتية ( المقصود المشي بين القبور في النعال غير السبتية)
                          و باب المسألة في القبر - وباب مسألة الكافر ج 4 ص 96-97

                          ثامنا : بل ثبت حتى أن أموات المشركين والكفار يسمعون ، وقصة أصحاب القليب مشهورة جدا .
                          فمن صحيح البخاري ، كتاب الجنائز ، باب ما جاء في عذاب القبر
                          [ حدَّثنا عليُّ بن عبدِ اللهِ حدَّثَنا يعقوبُ بنُ إبراهيمَ حدَّثَني أبي عن صالحٍ حدَّثني نافعٌ أنّ ابنَ عمرَ رضيَ اللهُ عنهما أخبرَهُ قال «اطلعَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على أهلِ القَليبِ فقال: وجَدْتُم ما وعَدَ ربُّكمْ حَقاً فقيل له: تدعو أمواتاً؟ فقال: ما أنتم بأسْمَعَ منهم، ولكنْ لا يجيبون». ]
                          والحديث ذكره احمد في مسنده – مسند عبد الله بن عمر بن الخطاب
                          والنسائي في سننه و ابن حبان في صحيحه .

                          وهناك بعض الروايات التي تنكر فيها عائشة أنا أهل القليب سمعوا رسول الله ، وكانت تقول أن الرسول –صلى الله عليه وآله – قال أنهم يعلمون الآن أن ما وعدني ربي حقا ، ولكن هذا اجتهاد منها أمام النص وخصوصا أن الرسول قال : ما أنتم بأسمع منهموقد صرح بالسماع ، وفي رواية أخرى قال ، إنهم يسمعون كما تسمعون ، ولذا نجد ابن حجر يرد على رأي عائشة بالآتي في شرحه للبخاري :
                          [ قال البيهقي: العلم لا يمنع من السماع، والجواب عن الآية أنه لا يسمعهم وهم موتى ولكن الله أحياهم حتى سمعوا كما قال قتادة، ولم ينفرد عمر ولا ابنه بحكاية ذلك بل وافقهما أبو طلحة كما تقدم، وللطبراني من حديث ابن مسعود مثله بإسناد صحيح، ومن حديث عبد الله بن سيدان نحوه وفيه: ” قالوا يا رسول الله وهل يسمعون قال: يسمعون كما تسمعون، ولكن لا يجيبون ” وفي حديث ابن مسعود ” ولكنهم اليوم لا يجيبون ” ومن الغريب أن في المغازي لابن إسحاق رواية يونس بن بكير بإسناد جيد عن عائشة مثل حديث أبي طلحة وفيه: ” ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ” وأخرجه أحمد بإسناد حسن، فإن كان محفوظا فكأنها رجعت عن الإنكار لما ثبت عندها من رواية هؤلاء الصحابة لكونها لم تشهد القصة، قال الإسماعيلي: كان عند عائشة من الفهم والذكاء وكثرة الرواية والغوص على غوامض العلم ما لا مزيد عليه،لكن لا سبيل إلى رد رواية الثقة إلا بنص مثله يدل على نسخه أو تخصيصه أو استحالته، فكيف والجمع بين الذي أنكرته وأثبته غيرها ممكن، لأن قوله تعالى (إنك لا تسمع الموتى) لا ينافي قوله صلى الله عليه وسلم: ” إنهم الآن يسمعون ” لأن الإسماع هو إبلاغ الصوت من المسمع في أذن السامع، فالله تعالى هو الذي أسمعهم بأن أبلغهم صوت نبيه صلى الله عليه وسلم بذلك، وأما جوابها بأنه إنما قال إنهم ليعلمون فإن كانت سمعت ذلك فلا ينافي رواية يسمعون بل يؤيدها، وقال السهيلي ما محصله: إن في نفس الخبر ما يدل على خرق العادة بذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، لقول الصحابة له: ” أتخاطب أقواما قد جيفوا فأجابهم ” قال: وإذا جاز أن يكونوا في تلك الحالة عالمين جاز أن يكونوا سامعين، وذلك إما بآذان رءوسهم على قول الأكثر أو بآذان قلوبهم، قال: وقد تمسك بهذا الحديث من يقول: إن السؤال يتوجه على الروح والبدن، ورده من قال: إنما يتوجه على الروح فقط بأن الإسماع يحتمل أن يكون لأذن الرأس ولأذن القلب فلم يبق فيه حجة، قلت: إذا كان الذي وقع حينئذ من خوارق العادة للنبي صلى الله عليه وسلم حينئذ لم يحسن التمسك به في مسألة السؤال أصلا، وقد اختلف أهل التأويل في المراد بالموتى في قوله تعالى: (إنك لا تسمع الموتى) وكذلك المراد بمن في القبور، فحملته عائشة على الحقيقةوجعلته أصلا احتاجت معه إلى تأويل قوله: ” ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ” وهذا قول الأكثر، وقيل: هو مجاز والمراد بالموتى وبمن في القبور الكفار، شبهوا بالموتى وهم أحياء، والمعنى من هم في حال الموتى أو في حال من سكن القبر، وعلى هذا لا يبقى في الآية دليل على ما نفته عائشة رضي الله عنها، والله أعلم.] انتهى كلام ابن حجر

                          هذا كلام ابن حجر واضح جدا ويستدل بروايات أخرى وأقوال لعلماء آخرين ، بالإضافة إلى رأيه هو ، في أن الموتى في القليب قد سمعوا بالفعل سماع حقيقي ، وحتى لو كان هذا على سبيل المعجزة فقط ، وأن الموتى لا يسمعون على الإطلاق ، فهذا وحده دليل لنا ، لأن الذي يحيي الموتى لمحمد ، من الممكن أن يحيي محمدا نفسه في قبره .

                          أعتقد بعد هذا ، يتضح لنا أن الأموات يسمعون ويشعرون بعالم الأحياء ، والمشكلة تكمن فقط في أننا لا نسمعهم ، ولكنهم هم يسمعوننا .
                          وثبت أيضا أن مقام الصديقين والشهداء عالي جدا ،إلى درجة أنهم أحياء عند ربهم حياه حقيقة ، وتأملوا كلمة يرزقون ، والتي تدل على أنهم أحياء حياة كليه ، حتى أنهم يأكلون ويشربون فيها .
                          وثبت لدينا أن محمدا- صلى الله عليه وآله – هو أيضا حي ويرد السلام على المسلمين ، وقد ثبت هذا من الروايات السابقة ، بل حتى لو لم نجد رواية تثبت حياته ، لكفانا القرآن الذي يقول أن الصديقين والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون .
                          بل نستطيع أن نقول أن الأقرب إلى عقيدة الشرك أن نقول أن الأموات لا يسمعون لأن من عقيدة المشركين أنه لا حياة بعد الموت ولا حياة برزخية ولا بعث، والعكس عند المسلمين لأن عقيدة المسلمين هي التي تؤمن بالبرزخ والبعث .


                          -- الأدلة على مشروعية التوسل --

                          أولا : من القرآن الكريم
                          هناك العديد من الآيات التي تطلب منا أن نتخذ وسيلة إلى الله .
                          يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (المائدة : 35 )
                          أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً (الإسراء : 57 )
                          وبالطبع التفسير هو أن العمل الصالح والدعاء وما شابه هي الوسيلة إلى الله ، ولكننا كشيعة نرى أنه بالإضافة إلى ذلك ، فإن التوسل بأهل البيت عليهم السلام من أفضل الوسائل إلى الله . وخصوصا أن الآية الثانية تخبرنا أنهم يدعون ربهم ويتخذون الوسيلة الأقرب ، ونحن لا نرى أقرب من محمد وآله لنتخذهم وسيلة .
                          وهناك آية أوضح من هذه وهي :
                          َمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً (النساء : 64 )
                          وواضح أن الله يأمرنا بأن نذهب إلى الرسول ليستغفر لنا ، وحتى لا يقول أحد أن هذه الآية ليس معناه التوسل بالرسول فعلينا الرجوع إلى كتب التفاسير السنية .

                          ففي تفسير هذه الأية نجد الآتي :
                          تفسير ابن كثير
                          [ وقد ذكر جماعة منهم الشيخ أبو نصر بن الصباغ في كتابه الشامل الحكاية المشهورة عن العتبي, قال: كنت جالساً عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم, فجاء أعرابي فقال: السلام عليك يا رسول الله, سمعت الله يقول "ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً" وقد جئتك مستغفراً لذنبي مستشفعاً بك إلى ربي. ثم أنشأ يقول:
                          يا خير من دفنت بالقاع أعظمه فطاب من طيبهن القاع والأكم
                          نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه فيه العفاف وفيه الجود والكرم
                          ثم انصرف الأعرابي, فغلبتني عيني فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم, فقال يا عتبي, إلحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له .]
                          هذا الرجل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ليتوسل به إلى الله ، وقد استجاب الله له .
                          وأيضا من تفسير القرطبي
                          [روى أبو صادق عن علي قال: قدم علينا أعرابي بعدما دفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيام فرمى بنفسه على قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحثا على رأسه من ترابه فقال : قلت يا رسول الله فسمعنا قولك ، ووعيت عن الله فوعينا عنك وكان فيما أنزل الله عليك " ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم " الآية وقد ظلمت نفسي وجئتك تستغفر لي فنودي من القبر أنه قد غفر لك]

                          وأيضا آيه أخرى :
                          فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(البقرة : 37)
                          من تفسير الدر المنثور في تفسير الآية نجد الآتي
                          [ قوله تعالى: فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم
                          أخرج الطبراني في المعجم الصغير والحاكم وأبو نعيم والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن عمر بن الخطاب قال "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما أذنب آدم بالذنب الذي أذنبه، رفع رأسه إلى السماء فقال: أسألك بحق محمد إلا غفرت لي؟ فأوحى الله إليه: ومن محمد؟ فقال: تبارك اسمك. لما خلقتني رفعت رأسي إلى عرشك فإذا فيه مكتوب"لا إله إلا الله محمد رسول الله"فعلمت أنه ليس أحد أعظم عندك قدرا ممن جعلت اسمه مع اسمك. فأوحى الله إليه: يا آدم إنه آخر النبيين من ذريتك، ولولا هو ما خلقتك".]

                          وأيضا من تفسير الآلوسي :
                          [ رأى مكتوبا على ساق العرش محمد رسول الله فتشفع به وإذا أطلقت الكلمة على عيسى عليه السلام فلتطلق الكلمات على الروح الأعظم والحبيب الأكرم صلى الله تعالى عليه وسلم فما عيسى بل وما موسى بل ( وما وما ) إلا بعض من ظهور أنواره وزهرة من رياض أنواره ]

                          ومن تفسير القرطبي
                          [وقالت طائفة : رأى مكتوباً على ساق العرش محمد رسول الله فتشفع بذلك ، فهي الكلمات]

                          ثانيا من الروايات :
                          الرواية الأولى :
                          من مستدرك الحاكم على الصحيحين - كتاب الدعاء والتكبير والتهليل والتسبيح والذكر
                          [أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن عبد الرحمن بن سهل الدباس بمكة من أصل كتابه ثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن زيد الصائغ ثنا أحمد بن شبيب بن سعيد الحبطي حدثني أبي عن روح بن القاسم عن أبي جعفر المدني وهو الخطمي عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عمه عثمان بن حنيف قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءه رجل ضرير فشكا إليه ذهاب بصره فقال يا رسول الله ليس لي قائد وقد شق علي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ائت الميضاة فتوضأ ثم صل ركعتين ثم قل اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك فيجلي لي عن بصري اللهم شفعه في وشفعني في نفسي قال عثمان فو الله ما تفرقنا ولا طال بنا الحديث حتى دخل الرجل وكأنه لم يكن به ضر قط هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه . ]
                          وأيضا ذكر الحاكم رواية أخرى في نفس الباب وأخرج نفس الحديث من طريق آخر من كتاب صلاة التطوع باللفظ الآتي :
                          [حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا عثمان بن عمر ثنا شعبة عن أبي جعفر المديني قال سمعت عمارة بن خزيمة يحدث عن عثمان بن حنيف أن رجلا ضريرا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ادع الله أن يعافني فقال إن شئت أخرت ذلك وهو خير وإن شئت دعوت قال فادعه قال فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويصلي ركعتين ويدعو بهذا الدعاء فيقول اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه فتقضى لي اللهم شفعه في وشفعني فيه. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .]
                          وأخرجه احمد بن حنبل في مسنده من حديث أبي عمرة عن أبيه ومن حديث عثمان بن حنيف .
                          وأخرجه الترمذي في سننه – كتاب الدعوات – باب أحاديث شتى و قال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
                          وأخرجه النسائي في السنن الكبرى – الجزء التاسع – ذكر حديث عثمان بن حنيف .
                          وأخرجه ابن ماجة في سننه – كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها – باب ما جاء في صلاة الحاجة .
                          وأيضا أخرجه ابن خزيمة في صحيحه – كتاب فرض الصلوات الخمسة – باب صلاة الترغيب والترهيب .
                          وأيضا من كتاب البيان والتعريف يذكر المؤلف ابن حمزة الحسيني الحنفي :
                          [«اللَّهُمَّ إِنِّـي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَـيْكَ بِنَبِـيَّكَ مُـحَمَّدٍ نَبِـيِّ الرَّحْمَةِ، يَا مُـحَمَّدُ إِنِّـي تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَـى رَبِّـي فِـي حَاجَتِـي هٰذِهِ لِتُقْضَى لِـي، اللَّهُمَّ فَشَفِّعْهُ فِـيَّ».
                          أخرجه الترمذي وابن ماجة والـحاكم، عن عثمان بن حنـيف رضي الله عنه. قال الـحاكم: علـى شرطهما. وأقره الذهبـي.
                          سببه: عن عثمان بن حنـيف أن رجلاً ضرير البصر أتـى النبـي ، فقال: ادعُ الله أن يعافـينـي، فقال: «إنْ شِئْتَ أَخَّرْتُ لَكَ وَهُوَ خَيْرٌ، وإِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ» قال: فـادعه. فأمره أن يتوضأ ويصلـي ركعتـين ويدعو بهذا الدعاء، فذكره. ولفظه عند الترمذي وابن ماجة: «وإن شئت صبرت». ] انتهى ..

                          بالطبع الرواية واضحة وضوح الشمس أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم – قد أرشد الأعمى إلى التوسل به وأن ينادي يا محمد .
                          ولا أحسبن أحدا يقول ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلم الأعمى الشرك ، وأن يتوسل ، وينادي غير الله عز وجل .

                          الرواية الثانية :
                          أخرج أحمد في مسنده – مسند أبي سعيد الخدري
                          [حدّثنا عبد الله ، حدَّثني أبي ، حدثنا يزيد ، أنبانا فضيل بن مرزوق ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، فقلت لفضيل: رفعه؟ قال: أحسبه قد رفعه، قال: «من قال حين يخرج إلى الصلاة: اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وبحق ممشاي، فإني لم أخرج أشراً ولا بطراً، ولا رياء ولا سمعة، خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك، أسألك أن تنقذني من النار، وأن تغفر لي ذنوبي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، وكل الله به سبعين ألف ملك يستغفرون له، وأقبل الله عليه بوجهه حتى يفرغ من صلاته».]
                          وأيضا أخرجه ابن ماجة – كتاب المساجد والجماعات - باب المشي إلى الصلاة .

                          هنا الرسول يعلم الناس أن يسألوا الله بحق السائلين ، والسؤال هو ما حق السائلين على الله ، حتى نسأل الله به ؟ وهل يجوز ان نتوسل بحق السائلين ، وبحق مشينا إلى الصلاة .
                          ولو قال قائل أن المشي إلى الصلاة توسل جائز لأنه عمل صالح يجوز التوسل به ، فيبقى السؤال ، هل يجوز التوسل بحق السائلين؟

                          ثالثا أفعال الصحابة :
                          الموقف الأول :
                          ذكرنا سابقا في تفسير القرطبي في تفسيسر آية : " وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً " أن الأعرابي جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يعترض عليه احد من الصحابة ، ولم يعترض عليه امير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، بالرغم من انه كان حاضرا للموقف .

                          الموقف الثاني :
                          روى الطبراني في المعجم الصغير – الجزء الأول – باب من اسمه طاهر
                          حدثنا طاهر بن عيسى بن قيرس المصري التميمي حدثنا أصبغ بن الفرج حدثنا عبد الله بن وهب عن شبيب بن سعيد المكي عن روح بن القاسم عن أبي جعفر الخطمي المدني عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عمه عثمان بن حنيف [أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضى الله تعالى عنه في حاجة له فكان عثمان لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته فلقي عثمان بن حنيف فشكا ذلك إليه فقال له عثمان بن حنيف ائت الميضأة فتوضأ ثم ائت المسجد فصلي فيه ركعتين ثم قل اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك ربي جل وعز فيقضي لي حاجتي وتذكر حاجتك ورح إلي حتى أروح معك فانطلق الرجل فصنع ما قال له عثمان ثم أتى باب عثمان فجاء البواب حتى أخذ بيده فأدخله عثمان بن عفان فأجلسه معه على الطنفسة وقال حاجتك فذكر حاجته فقضاها له ثم قال له ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة وقال ما كانت لك من حاجة فأتنا ثم ان الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف فقال له جزاك الله خيرا ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته في فقال عثمان بن حنيف والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه ضرير فشكا عليه ذهاب بصره فقال له النبي صلى الله عيه وآله وسلم أفتصبر فقال يا رسول الله إنه ليس لي قائد وقد شق علي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إيت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين ثم ادع بهذه الدعوات قال عثمان فوالله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضرر قط ] ، [ لم يروه عن روح بن القاسم إلا شبيب بن سعيد أبو سعيد المكي وهو ثقة وهو الذي يحدث عن بن أحمد بن شبيب عن أبيه عن يونس بن يزيد الأبلي وقد روى هذا الحديث شعبة عن أبي جعفر الخطمي واسمه عمير بن يزيد وهو ثقة تفرد به عثمان بن عمر بن فارس بن شعبة والحديث صحيح وروى هذا الحديث عون بن عمارة عن روح بن القاسم عن محمد بن النكدر عن جابر رضى الله تعالى عنه وهم فيه عون بن عمارة والصواب حديث شبيب بن سعيد . ] انتهى كلام الطبراني ...
                          ورواه أيضا في المعجم الكبير – الجزء التاسع – من حديث عثمان بن حنيف .
                          ونقله الهيتمي عن الطبراني في مجمع الزوائد – ج2 / ص 279 ، قائلاً : " وقد قال الطبراني عقبه أن الحديث صحيح بعد ذكر طرقه التي روي بها " . انتهى كلام الهيتمي ...

                          في هذا الحديث فإن الصحابي الجليل عثمان بن حنيف يعلم ذلك الرجل الذي له حاجة عند الخليفة أن يتوضأ ويصلي ويتوسل برسول الله (ص) ، وهذه الحادثة بعد موت رسول الله بكثير وفي زمن خلافة عثمان ، وهي دليل على التوسل بالموتى . والغريب أن حاجة الرجل قد لُبيت فعلا .

                          الموقف الثالث :
                          سنن الدارمي - كتاب النبي – باب ما أكرم الله به تعالى نبيه
                          [حدّثنا أبو النُعمانِ حدثنا سعيدُ بنُ زيدٍ ، حدثنا عَمْرُو بنُ مالكٍ النكريُّ ، حدثنا أبو الجوزاء أوسُ بنُ عبدِ اللَّهِ ،، قال: قحطَ أهل المدينة قَحْطاً شديداً، فشَكَوْا إلى عائشةَ فقالَتْ: انظُروا قبرَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فاجعلُوا منه كواً إلى السماءِ، حتى لا يكون بَيْنَهُ وبينَ السماءِ سقْفٌ، قال: فَفَعَلُوا فمطِرْنا مطراً حتى نَبَتَ العشبُ، وسَمِنَتِ الإبِلُ حتى تَفَتَّقَتْ من الشحمِ، فسُمِّيَ عامَ الفتقِ.]
                          هنا عائشة بنفسها هي التي أرشدتهم إلى كرامة قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

                          الموقف الرابع :
                          روى البخاري في الأدب المفرد - باب ما يقول الرجل إذا خدرت رجله
                          [ حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قال خدرت رجل بن عمر فقال له رجل اذكر أحب الناس إليك فقال محمد.]
                          وأخرجه ابن الجعد في مسنده من حديث أبي خيثمة زهير بن معاوية بن حديج الجعفي .
                          [وبه عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن سعد قال كنت عند عبد الله بن عمر فخدرت رجله فقلت له يا أبا عبد الرحمن ما لرجلك قال اجتمع عصبها من ها هنا قلت أدع أحب الناس إليك قال يا محمد فانبسطت]

                          ونحن نستشهد بأفعال الصحابة لكي نقول أن الصحابة أيضا فهموا ما فهمناه ، وأيضًا نرى أنهم توسلوا برسول الله ، ولو كان التوسل حراما ما فعلوه .

                          تعليق


                          • #43
                            زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وآله

                            تكملة على ما سبق


                            -- زيارة قبر رسول الله --


                            نتكلم هنا عن زيارة قبر رسول الله – صلى الله عليه وآله – وهل هي جائزة أم غير جائزة ، وهل بالفعل شد الرحال إلى قبر رسول الله بدعة ، وسيئة لا يُقصَر معها الصلاة .

                            وبالطبع هذا غير صحيح ، فإذا أثبتنا التوسل فقد ثبتت الزيارة تلقائيا ، ولقد ذكرنا سابقا أكثر من رواية تدل على جواز زيارة القبر ، وراجع كلامنا السابق عن تفسير آية : [ ولو أنهم إذ ظلموا ....إلى آخر الآية ] كما في تفسير ابن كثير كيف أن الأعرابي ذهب إلى قبر الرسول يطلب منه الاستغفار ، ولم يعب عليه أحد ، بل وقد غفر الله له !! . ولم يعتبر العتبي وهو من مشايخ الشافعي أن هذا شركا ولا يجوز .
                            بل وفي رواية القرطبي فقد جاء أعرابي أمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ورمى نفسه على قبر رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – ولم يمنعه أمير المؤمنين من أن يفعل ذلك .
                            وأيضا راجع كيف دلت عائشة الصحابة على التوسل بقبر الرسول ، حتى يرفع عنهم القحط .
                            ونضيف على هذه الروايات ، روايات أخرى في استحباب زيارة القبر .

                            أولا :
                            أخرج الحاكم في المستدرك – ج 4 - كتاب الفتن والملاحم
                            [حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد بن حاتم الدوري ثنا أبو عامر عبد الملك بن عمر العقدي ثنا كثير بن زيد عن داود بن أبي صالح قال أقبل مروان يوما فوجد رجلا واضعا وجهه على القبر فأخذ برقبته وقال أتدري ما تصنع قال نعم فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب الأنصاري رضى الله تعالى عنه فقال جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم آت الحجر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ]
                            وقد أخرج هذا الحديث أيضا : أحمد في المسند والطبراني في الكبير والأوسط .

                            ثانيا :
                            من كتاب أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير – من ترجمة بلال بن رباح :
                            ومن تاريخ دمشق لابن عساكر- الجزء السابع – عن أبي الدرداء :
                            [ ثم إن بلالاً رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه وهو يقول‏:‏ ‏"‏ما هذه الجفوة يا بلال‏؟‏ ما آن لك أن تزورنا‏"‏ فانتبه حزيناً، فركب إلى المدينة فأتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وجعل يبكي عنده ويتمرغ عليه ]

                            ثالثا :
                            وقد روى الدارقطني ثلاث روايات من كتاب الحج – ج2 / ص 278 وهي الروايات الآتية :
                            [حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز نا أبو الربيع الزهراني نا حفص بن أبي داود عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حج فزار قبري بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي]
                            [ حدثنا أبو عبيد والقاضي أبو عبد الله وابن مخلد قالوا نا محمد بن الوليد البسري نا وكيع نا خالد بن أبي خالد وأبو عون عن الشعبي والأسود بن ميمون عن هارون أبي قزعة عن رجل من آل حاطب عن حاطب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي ومن مات بأحد الحرمين بعث من الآمنين يوم القيامة ]
                            [ ثنا القاضي المحاملي نا عبيد الله بن محمد الوراق نا موسى بن هلال العبدي عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من زار قبري وجبت له شفاعتي]
                            وقد ذكر نفس هذه الروايات الطبراني في معاجمه الثلاثة .

                            رابعا :
                            وروى البيهقي أيضا في السنن الكبرى في الجزء الخامس – باب زِيَارَةِ قَبْرِ النَّبِىِّ r.
                            [ أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى السُّكَّرِىُّ بِبَغْدَادَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا عَبَّاسُ التَّرْقُفِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ عَنْ أَبِى صَخْرٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ : مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَىَّ إِلاَّ رَدَّ اللَّهُ إِلَىَّ رُوحِى حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلاَمَ.
                            أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ : عَلِىُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِىٍّ الْمِهْرَجَانِىُّ ابْنُ أَبِى عَلِىِّ السَّقَّاءِ بِنَيْسَابُورَ وَأَبُو الْحَسَنِ : عَلِىُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِىٍّ الْمُقْرِئُ الْمِهْرَجَانِىُّ بِهَا قَالاَ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِى حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ : أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ دَخَلَ الْمَسْجِدَ ثُمَّ أَتَى الْقَبْرَ فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَبَتَاهُ.
                            وَأَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْعَدْلُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ أَنَّهُ قَالَ : رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقِفُ عَلَى قَبْرِ النَّبِىِّ r ثُمَّ يُسَلِّمُ عَلَى النَّبِىِّ r وَيَدْعُو ثُمَّ يَدْعُو لأَبِى بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُمَا.
                            أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا سَوَّارُ بْنُ مَيْمُونٍ أَبُو الْجَرَّاحِ الْعَبَدِىُّ قَالَ حَدَّثَنِى رَجُلٌ مِنْ آلِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ : مَنْ زَارَ قَبْرِى أَوْ قَالَ مَنْ زَارَنِى كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا أَوْ شَهِيدًا وَمَنْ مَاتَ فِى أَحَدِ الْحَرَمَيْنِ بَعَثَهُ اللَّهُ فِى الآمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. هَذَا إِسْنَادٌ مَجْهُولٌ.
                            حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ : حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ إِمْلاَءً أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ : مُحَمَّدُ بْنُ نَافِعِ بْنِ إِسْحَاقَ الْخُزَاعِىُّ بِمَكَّةَ حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَنَدِىُّ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَبُو عُمَرَ عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِى سُلَيْمٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ r : مَنْ حَجَّ فَزَارَ قَبْرِى بَعْدَ مَوْتِى كَانَ كَمَنْ زَارَنِى فِى حَيَاتِى.
                            وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِىُّ وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الْمَالِينِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِىٍّ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ حُجْرٍ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَأَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِىُّ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ أَبِى دَاوُدَ فَذَكَرَهُ. {ج} تَفَرَّدَ بِهِ حَفْصٌ وَهُوَ ضَعِيفٌ.] انتهى ..

                            بالرغم من أن بعضا من الأحاديث السابقة هي أحاديث ضعيفة ، إلا أن مجموعها يقوي بعضه بعضا ، ولذا تجد كثير من العلماء استدلوا بهذه الأحاديث على جواز زيارة قبر النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – بالإضافة إلى الأحاديث الصحيحة التي ذكرناها سابقا في التوسل . ولنستعرض الآن رأي علماء السنة في جواز زيارة القبر وفي التوسل برسول الله – صلى الله عليه وآله – لأن كلا الموضوعين مرتبطين ببعضهما في كتب القوم ، فيصعب علينا أن نفصل التوسل عن الزيارة .


                            تعليق


                            • #44
                              أقوال العلماء

                              أقوال العلماء في


                              زيارة قبر رسول الله و التوسل به


                              في الحقيقة تجد أنه عند العلماء القدامى فإنه يوجد إجماع على جواز زيارة رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - في قبره ، بل ويوجد إجماع على جواز التوسل به .
                              وتجد بعض الاختلاف حول جواز التمسح بحائط النبي أو الطواف حول القبر ، ولكن أقصى هذا الاختلاف هو هل هذا الفعل مباحا أو مكروها ؟ ، ولكن لم يتحدث أحد أبدأ على أن هذا يُعد شركا أو أنه كفر بالله . وظل الوضع هكذا حتى ظهور ابن تيمية مفسد مذهب الحنابلة ، ثم بعد موته هو وتلميذه ابن القيم ، تجد أن لا أحد أخذ بأفكاره حتى أحياها مرة أخرى محمد بن عبد الوهاب صاحب الدعوة الوهابية .
                              والآن ننقل من كتب أعلام السنة والجماعة آراءهم في زيارة الرسول والتوسل ، وسأبدأ بكتاب المغني لابن قدامة ألمقدسي لأنه حنبلي المذهب حتى نرى مدى الفرق بين أرائه وأراء ابن تيمية

                              أولا : من كتاب المغنى لابن قدامة – كتاب الحج – فصل زيارة قبر النبي r
                              [ وَيُسْتَحَبُّ زِيَارَةُقَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ لِمَا رَوَىالدَّارَقُطْنِيّ ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ} : َمنْ حَجَّ ،فَزَارَ قَبْرِي بَعْدَ وَفَاتِي ، فَكَأَنَّمَا زَارَنِي فِي حَيَاتِي } . وَفِيرِوَايَةٍ { مَنْ زَارَ قَبْرِي وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتِي } . رَوَاهُبِاللَّفْظِ الْأَوَّلِ سَعِيدٌ . حَدَّثَنَاحَفْصُ بْنُسُلَيْمَانَ ، عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ . وَقَالَ أَحْمَدُ، فِي رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ قُسَيْطٍ ، عَنْ أَبِيهُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ قَالَ : { مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ عِنْدَ قَبْرِي ، إلَّارَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِيِّ ، حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ} : وَإِذَاحَجَّ الَّذِي لَمْ يَحُجَّ قَطُّ - يَعْنِي مِنْغَيْرِطَرِيقِ الشَّامِ - لَا يَأْخُذُ عَلَى طَرِيقِ الْمَدِينَةِ ، لِأَنِّي أَخَافُأَنْ يَحْدُثَ بِهِ حَدَثٌ ، فَيَنْبَغِي أَنْ يَقْصِدَ مَكَّةَ مِنْ أَقْصَرِالطُّرُقِ ، وَلَا يَتَشَاغَلَ بِغَيْرِهِ . وَيُرْوَى عَنْالْعُتْبِيِّ ، قَالَ : كُنْت جَالِسًا عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ ، فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْك يَارَسُولَ اللَّهِ ، سَمِعْت اللَّهَ يَقُولُ : { وَلَوْأَنَّهُمْ إذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَوَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا } . وَقَدْجِئْتُك مُسْتَغْفِرًا لِذَنْبِي ، مُسْتَشْفِعًا بِك إلَىرَبِّي ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ :
                              يَا خَيْرَمَنْ دُفِنَتْ بِالْقَاعِأَعْظُمُهُ فَطَابَ مِنْ طِيبِهِنَّ الْقَاعُ وَالْأَكَمُ
                              نَفْسِي الْفِدَاءُلِقَبْرِ أَنْتَ سَاكِنُهُ فِيهِ الْعَفَافُ وَفِيهِ الْجُودُ وَالْكَرَمُ
                              ثُمَّانْصَرَفَ الْأَعْرَابِيُّ ، فَحَمَلَتْنِي عَيْنِي ، فَنِمْت، فَرَأَيْت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّوْمِ ، فَقَالَ : يَا عُتْبِيُّ ، الْحَقْ الْأَعْرَابِيَّ ، فَبَشِّرْهُ أَنَّ اللَّهَ قَدْغَفَرَلَهُ . وَيُسْتَحَبُّ لِمَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ أَنْيُقَدِّمَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى ، ثُمَّ يَقُولَ : { بِسْمِ اللَّهِ ، وَالصَّلَاةُوَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَىآلِمُحَمَّدٍ ، وَاغْفِرْ لِي ، وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَرَحْمَتِك . وَإِذَا خَرَجَ ، قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ . وَقَالَ : وَافْتَحْ لِيأَبْوَابَ فَضْلِكَ } لِمَا رُوِيَ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَضِي اللَّهُ عَنْهَاأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَهَا أَنْ تَقُولَذَلِكَ ، إذَا دَخَلَتْ الْمَسْجِدَ . ثُمَّتَأْتِي الْقَبْرَفَتُوَلِّي ظَهْرَكَ الْقِبْلَةَ ،وَتَسْتَقْبِلُ وَسَطَهُ ، وَتَقُولُ : السَّلَامُ عَلَيْكأَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَانَبِيَّ اللَّهِ ، وَخِيرَتَهُ مِنْ خَلْقِهِ وَعِبَادِهِ ، أَشْهَدُ أَنْ لَاإلَهَ إلَّااللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، أَشْهَدُ أَنَّك قَدْ بَلَّغْت رِسَالَاتِرَبِّك ، وَنَصَحْت لِأُمَّتِك ، وَدَعَوْت إلَى سَبِيلِ رَبِّك بِالْحِكْمَةِوَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ، وَعَبَدْت اللَّهَ حَتَّىأَتَاك الْيَقِينُ ، فَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْك كَثِيرًا ، كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَاوَيَرْضَى ، اللَّهُمَّ اجْزِ عَنَّا نَبِيَّنَا أَفْضَلَ مَا جَزَيْت أَحَدًا مِنْالنَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ ، وَابْعَثْهُ الْمَقَامَالْمَحْمُودَ الَّذِي وَعَدْته ، يَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخَرُونَ ،اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا صَلَّيْت عَلَىإبْرَاهِيمَ وَآلِ إبْرَاهِيمَ ، إنَّك حَمِيدٌ مَجِيدٌ ،وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا بَارَكْت عَلَىإبْرَاهِيمَ وَآلِ إبْرَاهِيمَ ، إنَّك حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، اللَّهُمَّ إنَّك قُلْتوَقَوْلُك الْحَقُّ : { وَلَوْ أَنَّهُمْ إذْ ظَلَمُواأَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُلَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا } . وَقَدْ أَتَيْتُك مُسْتَغْفِرًا مِنْذُنُوبِي، مُسْتَشْفِعًا بِك إلَى رَبِّي ، فَأَسْأَلُك يَارَبِّ أَنْ تُوجِبَ لِي الْمَغْفِرَةَ ، كَمَا أَوْجَبْتهَا لِمَنْ أَتَاهُ فِيحَيَاتِهِ ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ أَوَّلَ الشَّافِعِينَ ، وَأَنْجَحَالسَّائِلِينَ ،وَأَكْرَمَ الْآخَرِينَ وَالْأَوَّلِينَ ،بِرَحْمَتِك يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . ثُمَّ يَدْعُو لِوَالِدَيْهِوَلِإِخْوَانِهِ وَلِلْمُسْلِمِينَ أَجْمَعِينَ ، ثُمَّ يَتَقَدَّمُ قَلِيلًا ،وَيَقُولُ : السَّلَامُ عَلَيْك يَا أَبَابَكْرٍ الصِّدِّيقَ، السَّلَامُ عَلَيْك يَا عُمَرَ الْفَارُوقَ ، السَّلَامُ عَلَيْكُمَا يَاصَاحِبَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَضَجِيعَيْهَِوَزِيرَيْهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ،
                              اللَّهُمَّ اجْزِهِمَا عَنْ نَبِيِّهِمَا وَعَنْالْإِسْلَامِ خَيْرًا : ( سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ ، فَنِعْمَ عُقْبَىالدَّارِ( . اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْقَبْرِ نَبِيِّك صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَوَمِنْ حَرَمِ مَسْجِدِك يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ] انتهى ..

                              لقد نقلت كلام ابن قدامة كاملا ، ولي تعليق عليه .
                              1. أنه استدل بنفس الأدلة التي نقلناها للتدليل على جواز زيارة القبر
                              2. أنه يستدل أيضا براوية الأعرابي على جواز التوسل بالرسول صلى الله عليه وآله .
                              3. أنه روى رواية في مسند أحمد عن أبي هريرة وهي : [ مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ عِنْدَ قَبْرِي ، إلَّارَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِيِّ ، حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ ] وعند مراجعة هذا الحديث في المسند لم أجد كلمة [عند قبري] ولا أعلم من أين التحريف هل في مسند احمد أم في كتاب المغني ؟ والتحريفات في كتب السنة كثيرة، ولكن ليس هذا موضوعنا .
                              4. أنه يقول أن على الزائر أن يستدبر القبلة ويستقبل وسط القبر ، والغريب أنهم دائما يقولون لنا كيف تستدبرون القبلة وتستقبلون القبر عند الزيارة ، أليس هذا شركا ؟ ونقول لهم : هذا ما رواه ابن قدامة عندكم فالأمر مردود عليكم .
                              5. أنه ذكر أن تتوسل بالرسول ليغفر الله لك الذنوب وأن تتشفع برسول الله [وَقَدْ أَتَيْتُك مُسْتَغْفِرًا مِنْذُنُوبِي، مُسْتَشْفِعًا بِك إلَى رَبِّي] .
                              6. أن في ختام الزيارة مثل ما نقول تماما في زيارتنا للرسول والأئمة وهو قوله [اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْقَبْرِ نَبِيِّك صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ ]

                              ثانيا : نأتي لعالم آخر وهو السبكي ، فمن فتاوى السبكي
                              [ ثُمَّ يَتَوَجَّهُ إلَىالْمَدِينَةِلِزِيَارَةِ قَبْرِ سَيِّدِنَا سَيِّدِ الْبَشَرِصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُكْثِرُ مِنْ الصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيمِوَالْخُضُوعِ وَالْخُشُوعِ وَالْهَيْبَةِ وَالْإِجْلَالِ كَأَنَّهُ يَرَاهُ فَإِذَاوَصَلَ الْمَسْجِدَ قَدَّمَرِجْلَهُ الْيُمْنَى وَسَمَّى وَصَلَّى رَكْعَتَيْالتَّحِيَّةِ عِنْدَ الْكَعْبَةِثُمَّ يَقِفُ مُسْتَدْبِرَالْكَعْبَةِ مُسْتَقْبِلَ الْقَبْرِ الْكَرِيمِ خَارِجَ الدَّرَابْزِينِغَاضَّ الطَّرْفِ وَيَقُولُ : السَّلَامُعَلَيْك يَا رَسُولَاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْك وَسَلَّمَ السَّلَامُ عَلَيْك أَيُّهَا النَّبِيُّوَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، وَيُكْثِرُ مِنْ ذَلِكَ وَيَتَنَوَّعُ بِأَدَبٍوَهَيْبَةٍ ثُمَّ يَتَأَخَّرُ إلَى صَوْبِيَمِينِهِ قَدْرَذِرَاعٍ فَيُسَلِّمُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ثُمَّيَتَأَخَّرُ صَوْبَ يَمِينِهِ قَدْرَ ذِرَاعٍ فَيُسَلِّمُ عَلَى عُمَرَ رَضِيَاللَّهُ عَنْهُ ثُمَّ يَعُودُ إلَى قُبَالَةِالْمِسْمَارِفَإِنَّهُ قُبَالَةَ وَجْهِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَدْعُووَيَتَوَسَّلُ بِهِ إلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا يَمَسُّ الْقَبْرَ وَلَايَقْرُبُ مِنْهُ وَلَا يَطُوفُ بِهِ ، وَيُحَافِظُ عَلَىالصَّلَوَاتِ فِي الْمَسْجِدِ دُونَ الْقَدْرِالَّذِي زِيدَ فِيهِ ، وَيَزُورُ الْبَقِيعَ وَقُبُورَ الشُّهَدَاءِ وَقُبَاءَوَيَشْرَبُ مِنْ بِئْرِ إدْرِيسَ ؛ وَيَصُومُ وَيَتَصَدَّقُ وَلَا يَسْتَصْحِبُشَيْئًامِنْ الْأُكَرِ وَالْأَبَارِيقِ الَّتِي مِنْ تُرَابِحَرَمِ الْمَدِينَةِ ، وَإِذَا أَرَادَ السَّفَرَ وَدَّعَ الْمَسْجِدَبِرَكْعَتَيْنِ وَوَدَّعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَبِالصَّلَاةِ وَالتَّسْلِيمِ وَيُكْثِرُمِنْ ذَلِكَ وَيَقُولُ : اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُآخِرَ الْعَهْدِ بِرَسُولِك اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِمُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْت عَلَى إبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ وَبَارِكْعَلَى مُحَمَّدٍوَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْت عَلَىإبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ إنَّك حَمِيدٌ مَجِيدٌ ] انتهى ..

                              بالنسبة لتعليقنا
                              1. أنه يجيز زيارة قبر الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم .
                              2. أنه يدعو أيضا عند زيارة القبر إلى استقباله واستدبار القبلة .
                              3. أن على الزائر أن يدعو ويتوسل بالرسول إلى الله عز وجل ، ثم تجد من يقول أن التوسل شرك .
                              4. أن على المودع أيضا أن يقول : " اللهم لا تجعله آخر العهد برسولك " .
                              5. أن السبكي لا يجيز مس القبر أو الطواف حوله ، وذلك لأنه لم يرد أن الصحابة فعلوا ذلك . وعلى الأقل لم يقل أن من فعل ذلك فهو كافر .


                              تعليق


                              • #45
                                ثالثا : والآن ننتقل إلى عالم آخر وهو ابن الهمام الحنفي ، وأريدكم أنتم أن تحكموا على كلامه
                                من كتاب فتح القدير– كتاب الحج – مسائل منثورة - المقصِدُ الثَّالِثُ : فِي زِيَارَةِ قَبْرِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
                                [قَالَ مَشَايِخُنَا رَحِمَهُمْاللَّهُ تَعَالَى : مِنْأَفْضَلِ الْمَنْدُوبَاتِوَفِيمَنَاسِكِ الْفَارِسِيِّ وَشَرْحِالْمُخْتَارِ أَنَّهَا قَرِيبَةٌ مِنْ الْوُجُوبِلِمَنْ لَهُ سِعَةٌ . رَوَى الدَّارَقُطْنِيُّ وَالْبَزَّارُ عَنْهُعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ { مَنْ زَارَ قَبْرِي وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتِي } وَأَخْرَجَالدَّارَقُطْنِيُّ عَنْهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُوَالسَّلَامُ { مَنْ جَاءَنِي زَائِرًا لَا تَعْمَلُهُ حَاجَةٌ إلَّا زِيَارَتِيكَانَ حَقًّا عَلَيَّ أَنْ أَكُونَ لَهُ شَفِيعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ } وَأَخْرَجَالدَّارَقُطْنِيُّأَيْضًا { مَنْ حَجَّ وَزَارَ قَبْرِي بَعْدَمَوْتِي كَانَ كَمَنْ زَارَنِي فِي حَيَاتِي } هَذَا وَالْحَجُّ إنْ كَانَ فَرْضًافَالْأَحْسَنُ أَنْ يَبْدَأَ بِهِ ثُمَّ يُثْنِي بِالزِّيَارَةِ ، وَإِنْ كَانَتَطَوُّعًاكَانَ بِالْخِيَارِ ، فَإِذَا نَوَى زِيَارَةَالْقَبْرِ فَلْيَنْوِ مَعَهُ زِيَارَةَ الْمَسْجِدِ : أَيْ مَسْجِدِ رَسُولِاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ أَحَدُ الْمَسَاجِدِالثَّلَاثَةِ الَّتِي تُشَدُّ إلَيْهَاالرِّحَالُ . فِي الْحَدِيثِ { لَا تُشَدُّالرِّحَالُ إلَّا لِثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ ، الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، وَمَسْجِدِيهَذَا ، وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى } وَإِذَا تَوَجَّهَ إلَى الزِّيَارَةِ يُكْثِرُمِنْالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُدَّةَ الطَّرِيقِ ، وَالْأَوْلَى فِيمَا يَقَعُعِنْدَ الْعَبْدِ الضَّعِيفِ تَجْرِيدُ النِّيَّةِ لِزِيَارَةِ قَبْرِ النَّبِيِّصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ ثُمَّ إذَا حَصَلَ لَهُ إذَا قَدَّمَزِيَارَةَ الْمَسْجِدِ أَوْ يَسْتَفْتِحُ فَضْلَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ فِي مَرَّةٍأُخْرَى يَنْوِيهِمَا فِيهَا لِأَنَّ فِي ذَلِكَ زِيَادَةَ تَعْظِيمِهِ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ وَإِجْلَالِهِ ، وَيُوَافِقُ ظَاهِرَ مَاذَكَرْنَاهُ مِنْ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ { لَا تَعْمَلُهُحَاجَةٌ إلَّا زِيَارَتِي } وَإِذَا وَصَلَ إلَى الْمَدِينَةِ اغْتَسَلَبِظَاهِرِهَا قَبْلَ أَنْيَدْخُلَهَا أَوْ تَوَضَّأَ وَالْغُسْلُ أَفْضَلُ ،وَلُبْسُ نَظِيفَ ثِيَابِهِ وَالْجَدِيدُ أَفْضَلُ ، وَمَا يَفْعَلُهُ بَعْضُالنَّاسِ مِنْ النُّزُولِ بِالْقُرْبِ مِنْ الْمَدِينَةِ وَالْمَشْيِ عَلَىأَقْدَامِهِ إلَىأَنْ يَدْخُلَهَا حَسَنٌ ، وَكُلُّ مَا كَانَأَدْخَلَ فِي الْأَدَبِ وَالْإِجْلَالِ كَانَ حَسَنًا . وَإِذَا دَخَلَهَا قَالَ : بِاسْمِ اللَّهِ { رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ } الْآيَةَ ، اللَّهُمَّافْتَحْ لِيأَبْوَابَ رَحْمَتِك وَارْزُقْنِي مِنْ زِيَارَةِرَسُولِك صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا رَزَقْت أَوْلِيَاءَك وَأَهْلَطَاعَتِك ، وَاغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي يَا خَيْرَ مَسْئُولٍ ، وَلْيَكُنْمُتَوَاضِعًا مُتَخَشِّعًا مُعَظِّمًا لِحُرْمَتِهَالَا يَفْتُرُ عَنْ الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَمُسْتَحْضِرًا أَنَّهَا بَلْدَتُهُ الَّتِي اخْتَارَهَا اللَّهُ تَعَالَى دَارَهِجْرَةِ نَبِيِّهِوَمَهْبِطًا لِلْوَحْيِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْبَعًالِلْإِيمَانِ وَالْأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ . قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُعَنْهَا : كُلُّ الْبِلَادِ اُفْتُتِحَتْ بِالسَّيْفِ إلَّا الْمَدِينَةَفَإِنَّهَا اُفْتُتِحَتْبِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ . وَلْيُحَضِّرْ قَلْبَهُأَنَّهُ رُبَّمَا صَادَفَ مَوْضِعَ قَدَمِهِ ، وَلِذَا كَانَ مَالِكٌ رَحِمَهُاللَّهُ وَرَضِيَ عَنْهُ لَا يَرْكَبُ فِي طُرُقِ الْمَدِينَةِ ، وَكَانَ يَقُولُ : أَسْتَحِي مِنْ اللَّهِ تَعَالَى أَنْ أَطَأَتُرْبَةً فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحَافِرِدَابَّةٍ . وَإِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَعَلَ مَا هُوَ السُّنَّةُ فِي دُخُولِالْمَسَاجِدِ مِنْ
                                تَقْدِيمِ الْيَمِينِ وَيَقُولُ : اللَّهُمَّاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِك ، وَيَدْخُلُ مِنْ بَابِجِبْرِيلَ أَوْ غَيْرِهِ ، وَيَقْصِدُ الرَّوْضَةَ الشَّرِيفَةَ وَهِيَ بَيْنَالْمِنْبَرِوَالْقَبْرِ الشَّرِيفِ ، فَيُصَلِّي تَحِيَّةَالْمَسْجِدِ مُسْتَقْبِلًا السَّارِيَةَ الَّتِي تَحْتَهَا الصُّنْدُوقُ بِحَيْثُيَكُونُ عَمُودُ الْمِنْبَرِ حِذَاءَ مَنْكِبِهِ الْأَيْمَنِ إنْ أَمْكَنَهُ ،وَتَكُونُالْحَنِيَّةُ الَّتِي فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِبَيْنَ عَيْنَيْهِ ، فَذَلِكَ مَوْقِفُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ فِيمَا قِيلَ قَبْلَ أَنْ يُغَيَّرَ الْمَسْجِدُ . وَفِي بَعْضِالْمَنَاسِكِ : يُصَلِّيتَحِيَّةَ الْمَسْجِدِ فِي مَقَامِهِ عَلَيْهِالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَهُوَ الْحُفْرَةُ . قَالَ الْكَرْمَانِيُّ وَصَاحِبُالِاخْتِيَارِ : وَيَسْجُدُ لِلَّهِ شُكْرًا عَلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ وَيَسْأَلُهُتَمَامَهَاوَالْقَبُولَ . وَقِيلَ ذَرْعُ مَا بَيْنَالْمِنْبَرِ وَمَوْقِفِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ الَّذِي كَانَ يُصَلِّيفِيهِ أَرْبَعَةَ عَشْرَ ذِرَاعًا وَشِبْرٌ ، وَمَا بَيْنَ الْمِنْبَرِ وَالْقَبْرِثَلَاثٌوَخَمْسُونَ ذِرَاعًا وَشِبْرٌ ، ثُمَّ يَأْتِيالْقَبْرَ الشَّرِيفَ فَيَسْتَقْبِلُ جِدَارَهُ وَيَسْتَدْبِرُ الْقِبْلَةَ عَلَىنَحْوِ أَرْبَعَةِ أَذْرُعٍ مِنْ السَّارِيَةِ الَّتِي عِنْدَ رَأْسِ الْقَبْرِ فِيزَاوِيَةِجِدَارِهِ . وَمَا عَنْ أَبِي اللَّيْثِ أَنَّهُيَقِفُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ مَرْدُودٌ بِمَا رَوَى أَبُو حَنِيفَةَ رَضِيَاللَّهُ عَنْهُ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَاقَالَ : مِنْالسُّنَّةَ أَنْ تَأْتِيَ قَبْرَ النَّبِيِّ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قِبَلِ الْقِبْلَةِ وَتَجْعَلَ ظَهْرَك إلَىالْقِبْلَةِ وَتَسْتَقْبِلَ الْقَبْرَ بِوَجْهِك ثُمَّ تَقُولَ : السَّلَامُعَلَيْك أَيُّهَا النَّبِيُّوَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، إلَّا أَنْيُحْمَلَ عَلَى نَوْعٍ مَا مِنْ اسْتِقْبَالِ الْقِبْلَةِ ، وَذَلِكَ أَنَّهُعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي الْقَبْرِ الشَّرِيفِ الْمُكَرَّمِ عَلَىشِقِّهِ الْأَيْمَنِمُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ . وَقَالُوا فِي زِيَارَةِالْقُبُورِ مُطْلَقًا : الْأَوْلَى أَنْ يَأْتِيَ الزَّائِرُ مِنْ قِبَلِ رِجْلِالْمُتَوَفَّى لَا مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ فَإِنَّهُ أَتْعَبُ لِبَصَرِ الْمَيِّتِ ،بِخِلَافِ الْأَوَّلِلِأَنَّهُ يَكُونُ مُقَابِلًا بَصَرَهُ لِأَنَّبَصَرَهُ نَاظِرٌ إلَى جِهَةِ قَدَمَيْهِ إذَا كَانَ عَلَى جَنْبِهِ فَعَلَى هَذَاتَكُونُ الْقِبْلَةُ عَنْ يَسَارِ الْوَاقِفِ مِنْ جِهَةِ قَدَمَيْهِ عَلَيْهِالصَّلَاةُوَالسَّلَامُ بِخِلَافِ مَا إذَا كَانَ مِنْ جِهَةِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ ، فَإِذَا أَكْثَرَ الِاسْتِقْبَالَ إلَيْهِ عَلَيْهِالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لَا كُلَّ الِاسْتِقْبَالِ بِكَوْنِ اسْتِدْبَارِهِالْقِبْلَةِ أَكْثَرَ مِنْ أَخْذِهِإلَى جِهَتِهَا فَيَصْدُقُ الِاسْتِدْبَارُ وَنَوْعٌمِنْ الِاسْتِقْبَالِ . وَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ وُقُوفُ الزَّائِرِ عَلَى مَاذَكَرْنَا ، بِخِلَافِ تَمَامِ اسْتِدْبَارِ الْقِبْلَةِ وَاسْتِقْبَالِهِ صَلَّىاللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ يَكُونُ الْبَصَرُنَاظِرًا إلَى جَنْبِ الْوَاقِفِ ، وَعَلَى مَا ذَكَرْنَا يَكُونُ الْوَاقِفُمُسْتَقْبِلًا وَجْهَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وَبَصَرَهُ فَيَكُونُأَوْلَى ، ثُمَّ يَقُولُ فِي مَوْقِفِهِ : السَّلَامُ عَلَيْك يَارَسُولَ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيْك يَا خَيْرَ خَلْقِ اللَّهِ ، السَّلَامُعَلَيْك يَا خِيرَةِ اللَّهِ مِنْ جَمِيعِ خَلْقِهِ ، السَّلَامُ عَلَيْك يَاحَبِيبَ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْك يَا سَيِّدَ وَلَدِ آدَمَ ،السَّلَامُ عَلَيْك أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ يَارَسُولَ اللَّهِ ، إنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ وَأَنَّك عَبْدُهُوَرَسُولُهُ وَأَشْهَدُ أَنَّك يَا رَسُولَ اللَّهِقَدْ بَلَّغْت الرِّسَالَةَ وَأَدَّيْت الْأَمَانَةَ وَنَصَحْت الْأُمَّةَوَكَشَفْت الْغُمَّةَ ، فَجَزَاك اللَّهُ عَنَّا خَيْرًا ، جَازَاك اللَّهُ عَنَّاأَفْضَلَ مَاجَازَى نَبِيًّا عَنْ أُمَّتِهِ . اللَّهُمَّ أَعْطِسَيِّدَنَا عَبْدَك وَرَسُولَك مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ ،وَالدَّرَجَةَ الْعَالِيَةَ الرَّفِيعَةَ ، وَابْعَثْهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَالَّذِي وَعَدْته ، وَأَنْزِلْهُ الْمَنْزِلَ الْمُقَرَّبَ عِنْدَك ،إنَّك سُبْحَانَك ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ . وَيَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَىحَاجَتَهُ مُتَوَسِّلًا إلَى اللَّهِ بِحَضْرَةِ نَبِيِّهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُوَالسَّلَامُ . وَأَعْظَمُالْمَسَائِلِ وَأَهَمُّهَا سُؤَالُ حُسْنِالْخَاتِمَةِ وَالرِّضْوَانِ وَالْمَغْفِرَةِ ، ثُمَّ يَسْأَلُ النَّبِيَّ صَلَّىاللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشَّفَاعَةَ فَيَقُولُ . يَا رَسُولَ اللَّهِأَسْأَلُك الشَّفَاعَةَ ، يَارَسُولَ اللَّهِ أَسْأَلُك الشَّفَاعَةَوَأَتَوَسَّلُ بِك إلَى اللَّهِ فِي أَنْ أَمُوتَ مُسْلِمًا عَلَى مِلَّتِكوَسُنَّتِك ، وَيَذْكُرُ كُلَّ مَا كَانَ مِنْ قَبِيلِ الِاسْتِعْطَافِ وَالرِّفْقِبِهِ ، وَيَجْتَنِبُالْأَلْفَاظَ الدَّالَّةَ عَلَى الْإِدْلَالِوَالْقُرْبِ مِنْ الْمُخَاطَب فَإِنَّهُ سُوءُ أَدَبٍ . وَعَنْ ابْنِ أَبِيفُدَيْكٍ قَالَ : سَمِعْت بَعْضَ مَنْ أَدْرَكْت يَقُولُ : بَلَغَنَا أَنَّهُ مَنْوَقَفَ عِنْدَقَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ فَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ { إنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَعَلَى النَّبِيِّ } الْآيَةَ ، ثُمَّ قَالَ : صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَيَا مُحَمَّدُ سَبْعِينَ مَرَّةً ،نَادَاهُ مَلَكٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْك يَا فُلَانُ وَلَمْ تَسْقُطْ لَهُ حَاجَةٌ . هَذَا وَلْيُبَلِّغْ سَلَامَمَنْ أَوْصَاهُ بِتَبْلِيغِ سَلَامِهِ فَيَقُولُ : السَّلَامُ عَلَيْك يَا رَسُولَاللَّهِ مِنْفُلَانِ بْنِ فُلَانٍ أَوْ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍيُسَلِّمُ عَلَيْك يَا رَسُولَ اللَّهِ . يُرْوَى أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِالْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللَّهُ كَانَ يُوصِي بِذَلِكَ وَيُرْسِلُ الْبَرِيدَ مِنْالشَّامِ إلَىالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَةِ بِذَلِكَ ، وَمَنْ ضَاقَوَقْتُهُ عَمَّا ذَكَرْنَاهُ اقْتَصَرَ عَلَى مَا يُمْكِنُهُ . ] انتهى .

                                بالله عليكم ، لكم انتم الحكم ، فهذا الرجل يرى
                                1. أن زيارة القبر من أحسن المندوبات ، بل أقرب للوجوب .
                                2. أنه إذا سبق لك الحج ، فيمكن لك أن تبدأ بالزيارة أولا أو الحج أولا ولا فرق ، وبعد كل هذا تجد من يقول لك أن زيارة القبر شرك .
                                3. أنظروا لقوله [ من نوى زيارة القبر] ، فهذا معناه أنه من الممكن أن تنوي لزيارة القبر لا المسجد فقط كما يقولون .
                                4. بل من التعظيم أن مالك كان لا يركب في المدينة بدابة حتى لا يحدث أن تتصادف قدم الدابة مع قدم رسول الله - صلى الله عليه وآله .
                                5. وقد نقل عن الكرماني أن يسجد لله شكرا على نعمة الزيارة ، وعندما نفعل نحن هذا ، يقولون أن الشيعة كفار يسجدون لقبور النبي والأئمة .
                                6. أنه يوجب استدبار القبلة واستقبال القبر .
                                7. أنه يجيز التوسل برسول الله وانظروا لألفاظه [وَيَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَىحَاجَتَهُ مُتَوَسِّلًا إلَى اللَّهِ بِحَضْرَةِ نَبِيِّهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُوَالسَّلَامُ ] وأيضا [يَارَسُولَ اللَّهِ أَسْأَلُك الشَّفَاعَةَوَأَتَوَسَّلُ بِك إلَى اللَّهِ فِي أَنْ أَمُوتَ مُسْلِمًا عَلَى مِلَّتِكوَسُنَّتِك ]

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                                ردود 2
                                12 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X