و عـلـيْـك الـسَّـلام و الـرَّحـمـة ، ..
شـعـرتُ بـأنَّ هـذا الـرَّد لـي ، و أشـكـرك عـلـى هـذا لأنَّـنـي وصـلـتُ إلـى مـا أُريـد ، .. لـو راجـعـتَ
مـا قُـلـتُـه فـي الـمُـشـاركـتـيْـن ، لـوجـدتـنـي أقـصـد ولايـة آل بـيْـت الـمُـصـطـفـى - ص - ، و لا أظـن أن
تـأوُّلَـك هـذا يـسـتـقـيـم مـع الـفِـطـرة الـسَّـلـيـمـة ، و الـعـقـيـدة الإمـامـيَّـة بـأيِّ شـكـل ، و لا أظـن أنَّـنـا
لـديْـنـا فـي مـذهـبـنـا أُطـروحـة [ الـثَّـالـوث الأقـدس ] ، الَّـتي تُـجـزِّئُ الـرَّب ، .. فـتـجـمـع بـيْـن خـالـقٍ و
مـخـلـوق ، و لا تُـفـرِّق بـيْـن مـا أوْجـبـه الله تـعـالـى عـلـى خـلـقـه لـنـفـسـه - سُـبـحـانـه - لا يَـشـركُـه فـي
ذلـك أيٌّ مـن خـلـقـه , و بـيْـن مـا أوْجـبـه الله تـعـالـى عـلـى خـلـقـه لـرسـولـه - ص - و أهـل بـيْـتـه - ع - ، ..
إذاً هـي جُـزء مـن كُـل ، فـالـصَّـلاة ، و الـزَّكـاة ، و الـصَّـوْم ، و الـحـج ، كـل ذلـك لله تـعـالـى لا نُـشـرك
بـه فـي الأداء أيَّـاً مـن رُسُـلِـه و أوْلـيـائـه ، فـولـيُّـنـا الله تـعـالـى و واجـبـنـا تـجـاهـه أن نُـخـلِـص لـه فـي
ظـاهـر الـعـمـل و بـاطـنـه ، و عـلـى هـذا إتـَّفـق الـمُـسـلـمـون جـمـيـعـاً ، و بـعـد الله تـعـالـى ولـيُّـنـا رسـولـه
مُـحـمَّـد - ص - فـهـو الـمُـبـلِّـغ عـن ربِّـه مـا أوحـى إلـيْـه ، و الـبـشـيـر الـنَّـذيـر ، خـاتـم الأنـبـيـاء و الـرُّسـل ،
إلـيْـه نـرجـع فـي أمـر ديـنـنـا ، و بـه نـلـحـق فـي رجـائـنـا لـربِّـنـا ، و أيـضـاً إتـَّفـق الـمُـسـلـمـون جـمـيـعـاً
عـلـى ذلـك ، كـذلـك يـتـَّفـق الـمُـسـلـمـون عـلـى مـودَّة ذي الـقـُربـي ، لـكـنَّ الإخـتـلاف كـامـن فـي الـتَّـطـبـيـق ،
فـالـمُـسـلـمـون الـشِّـيـعـة مُـلـتـزمـون بـالـمـذهـب الـجـعـفـري فـقـهـاً و إعـتـقـاداً ، و الـمُـسـلـمـون الـسُّـنَّـة
إلـتـزمـوا بـالـمـذاهـب الأربـعـة ، مـع الـتَّـصـريـح بـبـقـائـهـم عـلـى مـودَّة آل بـيْـت الـنَّـبـي - ص - ، فـإن أردنـا
الإنـصـاف ، فـهـم مُـقـصِّـرون تُـرجـى لـهـم الـرَّحـمـة بـحـب مُـحـمَّـدٍ و آلـه - ص - ، و تُـسـأل لـهـم الـهـدايـة إذا
مـا كـانـوا مُـخـلِـصـيـن لله تـعـالـى فـي أعـمـالـهـم ، .. أمَّـا الـقـوْل بـأنَّـهـم مُـنـكـرون جـاحـدون مُـعـانـدون فـي
الـدُّنـيـا ، كـافـرون خـالـدون فـي نـار جـهـنَّـم فـي الآخـرة ، فـلا أعـتـقـد غـيْـر أنَّ هـذا تـطـاول عـلـى غـيْـبٍ لا
يـعـلـمـه إلَّا خـالـقـنـا سُـبـحـانـه ، لـذا فـهـو لـه سُـبـحـانـه إن شـاء رحـمـنـا تـفـصُّـلًا مـنـه ، أو عـذَّبـنـا ، ..
أيَـسُـرُّكَ لـو كُـنـتَ سُـنِّـيَّـاً مُـحِـبَّـاً لـآل بـيْـت الـنَّـبـي أن يُـقـال لـك كـافـر مُـخـلَّـد فـي الـنَّـار لا صـلاة تـنـفـعـك ،
و لا مـودَّة ذي الـقـُربـى تُـدركـك ؟! ، ثُـمَّ أخـبـرنـي هـل تـعـتـقـد أنَّ الـولـي فـي [ آيـة الـولايـة ] واحـدٌ فـي ثـلاثـة ؟! ،
أم أنَّـهم ثـلاثـة فـي ولايـة واحـدة ؟! ، أم أنَّ الـولـي فـردٌ أحـدٌ لا يَـشـركُـه فـي ذلـك أحـدٌ مـن خـلـقـه ؟! ، فـهـو الـدَّالُ
عـلـى رسـولـه - ص - إذ أرسـلـه بـالـحـق مُـبـشـِّراً و نـذيـراً ، و هـو الـدَّالُ عـلـى خُـلـفـائـه إذ نـصَّـبـهـم بـالـحـق أئـمَّـة
يـهـدون إلـيْـه بـأمـره ، فـأوْجـب عـلـى الـخـلـق حـقـوقـاً لـه - سُـبـحـانـه - ، لا لـحـاجـةٍ مـنـه إلـيْـهـا ، و لا رغـبـةٍ لـه
فـيـهـا ، و لـم يـسـتـثـنـي مـن تـلـك نـبـيَّـاً و لا رسـولًا و لا إمـام ، فـهـي لـه - سـبـحـانـه - فـي ظـاهـرهـا و بـاطـنـهـا ،
و أوْجـب لـرسـولـه - ص - حـقـوقـاً عـلـى خـلـقـه ، تـفـضُّـلًا مـنـه عـلـى نـبـيِّـه و تـفـضـيـلًا لـه - ص - عـلـى كـل الـخـلق ،
و أوْجـب لـآل بـيْـت الـنَّـبـي - ص - حـقـوقـاً عـلـى خـلـقـه ، فـالـمـودَّة فـي الـقـُربـى حـقٌّ لـهـم - ع - يـلـتـزم بـه كـل
مُـسـلـم ، لا يُـنـكـره إلَّا نـاصـبـي جـاحـد ، و هـو عـلـى كُـلٍّ مُـنـافـق فـي الـدَّرك الأسـفـل مـن الـنَّـار ، لـكـن مُـنـذُ مـتى
و الـصَّـلاة تُـؤدَّى لله و لـرسـولـه و لـآل بـيْـت الـنَّـبـي - ص - ؟! ، إنَّ الـصَّـلاة بـيْـنـك و بـيْـن خـالـقـك ، تـطـمـئـن بـهـا ،
فـلا تـكـفـر بـنـبـوَّة مُـحـمَّـد ، و لا تـجـحـد حـق آل الـبـيْـت ، طـالـمـا أنَّـك تـتـوجَّـه إلـى الله بـكُـلِّـك صـادقـاً ، مُـتـيـقِّـناً ،
مُـدركـاً قـوْلـه تـعـالـى [ وَأَقِمْ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ] ،
أمَّـا أُولائـك الـَّذيـن يـسـتـدلُّـون بـصـلاة الـخـوارج ، فـأسـألـهـم بـأيِّ دلـيـلٍ غـيْـبـيٍّ إسـتـدلـُّوا عـلـى أنَّ صـلاتـهـم
كـانـت خـالـصـةً لله تـعـالـى ، و لـم تـكُـن لـغـيْـر ذلـك ؟! ، .. و عـلـى الـرغـم مـن أنَّـنـا نُـدافـع عـن شـأن الـمـودَّة لـذي
الـقـُربـي و عـظـيـم قـدرهـا ، ثـقـةً مِـنَّـا بـالله تـعـالـى أنَّ مـن قـصَّـر غـيـر مُـنـكـرٍ و لا جـاحـدٍ تُـدركـه الـرَّحـمـة فـي
الـدُّنـيـا قـبـل الآخـرة ، و مـع ذلـك يُـقـال أنَّـنـا سُـنَّـة ، و نـواصـب ! ، ..
أتـظـنُّ أنَّ الـذي تـسـألـه بـذلـك سـيُـجـيـبـك رحـمـةً بـك و تـفـضُّـلًا عـلـيْـك ، أم أنَّـه مُـجـبـر - مـعـاذ الله -
عـلـى الإجـابـة ؟! ، .. ثُـمَّ إن الـنِّـقـاش كـان فـي مـسـألـة الـتَّـفـضـيـل بـيْـن ولايـة آل بـيْـت الـنَّـبـي - ص - و
أداء الـصَّـلاة لله تـعـالـى ، لا أدري كـيْـف أصـبـحـتُ أنـا و صـنـدوق الـعـمـل و مـحـمَّـد حـسـيْـن فـضـل الله و
غـيْـرنـا يُـفـضِّـلـون الـصَّـلاة لله عـلـى ولايـة الله ! ، لا أضـحـك الله وهـابـيـاً عـلـى هـذا ! ، .. و أعـتـقـد أنَّـك
و غـيْـرك بـدأتـم بـالـتَّـقـلُّـب و الـتَّـحـايـل خـلـف الـدَّلـيـل ! ، .. عـمـومـاً لا تـتـأوَّل يـا سـيِّـد و لا تُـسـاومـنـا فـي
الـولايـة ، إن كُـنـتَ تـرى بـأنَّـك قـد إسـتـوعـبـتَ الـولايـة و إسـتـقـرَّ هُـداهـا فـي قـلـبـك فـلا تُـضـيِّـع رصـيـدها
فـي مُـحـاولات فـاشـلـة لـلـنَّـيْـل مـن مُـخـالـفـيـك ، دُمـتَ بـعـوْن الله تـعـالـى و توفـيقـه مُـوالـيـاً ، ..
عـزيـزي [ لـواء الـحُـسـيْـن ] ، لـربَّـمـا تُـدركُ ضـالَّـتـك هُـنـا فـي هـذا الـرَّد ، لأنَّـنـي صـدَّقـتُـك فـي قـوْلـك ،
فـلـسـتُ أُريـدُ إشـغـالـك فـوْق إنـشـغـالـك ، و ثِـق بالله تـعـالـى أنَّـنـي لـم أقـع فـي شُـبـهـة ، و لـسـتُ بـالـوقـح
الـذي يـرد عـلـى إمـامـه الـمـعـصـوم - ع - قـولًا ، و لا أذكـر أنَّـنـي إتَّـهـمـتـك بـأنَّـك الـذي أنـكـر فـضـل الـصَّـلاة ،
إلَّا أنَّـك فـي ذات الـوقـت لـم تُـبـيِّـن مـوقـفـك مـن غـيْـرك ، و الـذي يـرى بـأنَّ الـشَّـيـعـة فـي الـدُّنـيـا ، هـم أيـضـاً
فـي الـآخـرة مـن الـشِّـيـعـة ، و إن كـانـوا عُـصـاة زُنـاة ، جـاحـديـن حـقَّـاً مـن حـقـوق الله تـعـالـى عـلـيْـهـم ، إذ
أنَّ ولايـة أمـيـر الـمـؤمـنـيـن - ع - تُـدركـهـم بـالـشَّـفـاعـة ، بـعـد الـعـذاب ، عـلـى الـرغـم مـن أنَّ قـوْل الـمـعـصـوم - ع -
و فـعـلـه فـي الـدُّنـيـا حُـجَّـة عـلـى مـن آمـن بـإمـامـتـه ، و أنَّـهـا مـن الله تـعـالـى ، و أُولائـك لـهـم دلـيـلـهـم ، و أنـت
تـقـول بـأنَّ شـيـعـة الـدُّنـيـا لـيْـسـوا شـيـعـة الـآخـرة ، و أنَّ تـارك الـصَّـلاة كـافـر ، و أنَّـه لا يـكـفـي إدِّعـاء الـولايـة ،
بـالـتَّـالـي أنـت و هـم إخـتـلـفـتـم ! ، لـكـن عـجـبـي مـن الإتـِّفـاق و الـتَّـنـسـيـق فـي رمـيـنـا بـالـرَّد عـلـى كـلام الإمـام
الـمـعـصـوم - ع - ، فـلا أدري أيـكـون الـذي أبـاح لـكـم الإخـتـلاف فـي الـآراء هـو ذاتـه الـذي حـرَّمـه عـلـيْـنـا ؟! ، ..