أخـي الـعـزيـز [ لـواء الـحُـسـيْـن ] ، ..



لـربَّـمـا أُجـيـبـك نـيـابـةً عـن عـزيـزي صـنـدوق الـعـمـل ، لـكـن قـبـل الإجـابـة
أقـول لـك حـبَّـذا لـو تـراجـعـت عـن قـرار إنـسـحـابـك ، فـمُـشـكـلـتـك أنَّـك مُـنـغـلق
و لـيْـسـت الـمُـشـكـلـة فـي قـداسـة الـرِّوايـات الـتـي تـنـقـلـهـا عـن آل بـيْـت الـنَّـبي
- ص - ، ثُـمَّ إنَّـك تـمـيـل إلـى الـتَّـنـاقـض ، فـأنـت تـتـحـدَّث عـن فـلـسـفـة عَـقَـدِيَّـة ،
تـؤمـن خِـلالـهـا بـنُـقـصـان الـعـقـل و قـصـوره تِـجـاه اسـتـيـعـابـهـا فـي نـفـسـك ،
أو حـتَّـى شـرحـهـا لـغـيْـرك ! ، .. فـإذا كـان عـقـل الـشـيـعـي نـاقـصـاً قـاصـراً فـمـا
بـالـك بـالـعـقـل الـسُّـنـِّي ! ، و قـد لاحـظـت عـلـيْـك الـتَّـمـسُّـك و الـتَّـأكـيـد بـشـراسـة
عـلـى نـقـص الـعـقـل و الـمـنـطـق ، .. لا أظـن أنَّـك تـمـتـلـك دلـيـلًا تُـعـوِّل عـلـيْـه بـأنَّ
الله سُـبـحـانـه و تـعـالـى قـد ألـزمـنـا مـا لا طـاقـة لـنـا بـه ، و أمـرنـا بـأن نـتـجـاهـل
الـعـقـل ، ..




بـالـمُـنـاسـبـة ، آراء و أقـوال الـشَّـيْـخ الـمـالـكـي تِـجـاه مـرجـعـنـا الـسَّـيِّـد فـضـل الله
لا تـعـنـي أن نـحـقـد عـلـى الـشَّـيْـخ الـمـالـكـي ، أو نـكـرهـه ، أو نُــحــاربـه فـي كـل
مـوقـف ، و قـد كـفـانـا شـيْـخـنـا الـعـلَّامـة الـدكـتـور الـوائـلـي - رضـوان الله عـلـيْـه - الـرد
عـلـى الـمـالـكـي ، ثُـمَّ أسـألـك هـل قـرأت أو سـمـعـت أو نُـقِـلَ لـك رأي الـشَّـيْـخ الـمـالـكي
فـي الـسَّـيِّـد الـسـيـسـتـانـي ؟! ، .. عـلـى كُـلٍّ هـي نِـزاعـات و نَـزعـات ! ، ..



مـا يـهـمـنـي فـي الأمـر أنَّ عـزيـزي صـنـدوق الـعـمـل لـم يـكُـن إنـتـقـائـيَّـاً فـي حـديـثـه ،
ربَّـمـا كـان نـقـلـه لـرأي الـشَّـيْـخ الـمـالـكـي مـن حـيْـث أنَّـه أحـد الـعُـلـمـاء الـمُـعـتـرف بـهـم ،
عـلـى كُـلٍّ الـشَّـيْـخ الـمـالـكـي فـي جـوابـه ، لا يُـخـالـف مـرجـعـنـا الـسَّـيِّـد فـضـل الله ، لـذا
لا شـأن لـنـا بـرأيـه فـي مـرجـعـنـا فـي هـذا الـمـجـال ، لأنَّـنـا نُـنـاقـش الـفِـكـرة لا صـاحـبـهـا ، ..



* فـي مُـقـابـلـة مـع سـمـاحـة الـمـرجـع الـسَّـيِّـد فـضـل الله عـلـى قـنـاة طـيـبـة الـفـضـائـيَّـة *



[ س ] : الإيـمـان بـالـولايـة أصـل لـقـبـول الأعـمـال عـنـد الله تـعـالـى ؟


نـقـول إنَّ الله تـعـالـى يُـعـامـل الـنَّـاس بـمـا ثـبـت أنَّـه الـحـق مـن قِـبَـلِـه تـعـالـى ، فـيـمـا أوحـى
بـه إلـى رسـولـه - ص - ، و لـذلـك فـإنَّـنـا نـعـتـقـد عـنـدمـا تـثـبـت عـنـدنـا الـولايـة أنَّـهـا مـن الـحـقـائـق
فـلا بُـد لـلـمـسـلـمـيـن أن يـلـتـزمـوهـا فـي هـذا الـمـجـال ، أمَّـا مـسـألـة مـا عـنـد الله تـعـالـى ، فـإنَّ
الله تـعـالـى يـقـول [ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ مَادُونَ ذَلِكَ لِمَن يَّشَاء ] ، و لا سـيـمـا ، بـالـنِّـسـبـة
إلـى الـكـثـيـر مـن الـنَّـاس الـذيـن لا يـمـلـوكـون الـمـعـرفـة الـعـلـمـيَّـة الـواسـعـة ، الـتـي تـجـعـلـهـم يـواجـهـون
الـقـضـايـا الـخِـلافـيَّـة الـمُـعـقَّـدة فـي هـذا الـمـجـال ، و هـم غـالـب الـمـسـلـمـيـن مـن الـمُـسـتـضـعـفـيـن ، فـالله
تـعـالـى يـعـذرهـم عـنـدمـا لا تـقـوم الـحُـجَّـة عـلـيـهـم فـي ذلـك .



[ س ] : هـنـاك مـن أئـمَّـة الـشِّـيـعـة ، مـثـل الإمـام الـخـوئـي و الإمـام الـخُـميْـني ، يـقـولـون بـأنَّ
الإيـمـان بـالـولايـة أحـد شـروط قـبـول الأعـمـال عـنـد الله تـعـالـى ؟


يـعـنـي قـبـول الأعـمـال شـيء ، و صِـحَّـة الـعـمـل شـيء آخـر ، قـبـول الأعـمـال مـعـنـاه إعـطـاء
الـثَّـواب عـلـيـهـا ، و إعـطـاء الـثَّـواب عـلـيـهـا أو عـدم إعـطـاء الـثَّـواب مـن قِـيـام الـحُـجَّـة عـلـى الإنـسـان ،
فـإذا قـامـت الـحُـجَّـة عـلـى إنـسـان ، و لـم يـأخـذ بـهـا فـمـن الـطَّـبـيـعـي جـدَّاً أنَّ هـذا يُـعـتـبـر إنـحـرافـاً
عـن الـخـط ، و لـكـنَّـه إذا كـان مِـمَّـن لـم تـقـم الـحُـجَّـة عـلـيـه مـن جـهـة قـصـوره - يـعـنـي مـن قـبـيـل الـجـاهـل
الـقـاصـر - فـإنَّ الله سُـبـحـانـه و تـعـالـى يـجـد الـعُـذر لـه و يُـحـاسـبـه بـمـا قـامـت الـحُـجَّـة عـلـيـه .


*




بـالـمُـنـاسـبـة واقـعـنـا يُـشـيـر إلـى أنَّ هـنـالـك نـواصـب يـتـظـاهـرون بـإنـتـمـائـهـم إلـى الـمـذهـب
الـجـعـفـري ، قـد يُـقـسِـم الـبـعـض بـالله أنَّـهـم مـن أهـل الـجـنَّـة و يـتـعـصَّـب إلـيْـهـم و يـذم و يـشـتـم
مـن خـالـفـهـم ، و هـنـالـك مـن أهـل الـسُّـنَّـة مـن وقـفـوا مـع الـشِّـيـعـة فـي خـنـدق واحـد ، فإعـتـبروا
أنَّ مـا يـجـري عـلـى الـشِّـيـعـي يـجـري عـلـى الـسُّـنـِّي ، و أنَّ الإسـلام قـوي بـكـل طـوائـفـه الإسـلامـيَّـة ،
و مُـتَّسِـع لـلـجـمـيـع ، فـلا أظـن أنَّ هـنـالـك مـصـلـحـة مـن إسـتـبـاق يـوم الـقـيـامـة و إطـلاق الأحـكـام قـبـل
أن يـحـكـم الله تـعـالـى بـيـنـنـا ، عـلـى الأقـل مـن نـاحـيـة تـسـلـيـم الأمـر و إرجـاعـه إلـى الله تـعـالـى ، ..
و كـمـا قـال الإمـام الـمُـغـيَّـب الـسَّـيِّـد مُـوسـى الـصَّـدر - أعـاده الله إلـيْـنا - [ إنَّ الـفـروق بـيـن الـشـيـعـة و
إخـوانـهـم يـتـحـمـلـهـا قـلـب الإسـلام و سـمـاحـتـه ، و إنَّ إخـتـلاف الـمـذاهـب و تـفـاوتـهـا يـخـدم الـفِـكـر الإسـلامـي ] ، ..