/*/
\*\
/*/
|*|
سـلامـة قـلـبـك ، .. ثُـمَّ لـو نـاقـشـتـنـا بـواقـعـيَّـة ، و مـوضـوعـيَّـة ، بـعـيـداً عـن إتِّـهـامـنـا فـي
ديـنـنـا ، و صـدق إنـتـمـائـنـا لـمـذهـبـنـا ، و حـقـيـقـة دِفـاعـنـا عـن الـتَّـشـيُّـع ، و إلـتـزامـنـا بـه ،
لـمـا وجـدتَ مِـنـَّا إلَّا مـا يـطـيـب لـه خـاطـرك ، و يُـؤكـِّد لـك أنَّـنـا مـن شـيـعـة أمـيـر الـمـؤمـنـيـن
قـوْلًا و عـمـلًا ، فـكـراً و سـلـوكـاً ، لـكـنَّـك يـا عـزيـزي كـغـيْـرك ، فـبـاسـم الأمـيـر كـفـرتـمـونـا ،
و بـاسـم فـاطـمـة لـعـنـتـمـونـا ، و لـأجـل الـشَّـيْـخـيْـن مـازلـتـم عـلـى هـذا ! ، .. فـمـن غـيْـرنـا مـازال
صـابـراً عـلـى الـرغـم مـن إمـتـلاكـنـا مـا يـكـفـي لـإسـقـاط كـل أولائـك بـتـصـريـح واحـد مـن مُـحـمَّـد
حـسـيـن فـضـل الله ! ، .. لـكـنَّـه عـلَّـمـنـا أن نُـواجـه الـظَّـالـمـيـن لـنـا بـقـوَّة الـدَّلـيـل و إرادة الـعـقـل
الـسَّـلـيـم ، عـنـدهـا قـال لـنـا تـبـقـى الـظُّـلامـة و يـنـتـصـر الـمـظـلـوم ! ، و تـلـك فـلـسـفـة كـربـلاء لا
يُـدركـهـا مـن هـذا الـجـيـل إلَّا مـن عـاش عـلـى ذكـرى أغـلـى شـهـيـديْـن فـي عـصـرنـا ، و الَّـذيْـن
حـاربـتـهـمـا الـحـوزة الـشِّـيـعـيَّـة قـبـل الـسُّـنَّـة ، فـالأول قـيـل بـأنَّـه سُـنـِّي و فِـكـره إلـتـقـاطـي ،
و الآخـر قـيـل أنَّـه عـمـيـل بـعـثـي خـائـن ! ، لـذا لا تـرمِـنـا بـذنـوبـكـم ثـم تـدَّعـي أنَّ أتـبـاع مُـحـمَّـد
حـسـيْـن فـضـل الله هـم الـسَّـبـب فـيـمـا يـجـري الـآن ، أصـلـحـوا أنـفـسـكـم ثُـم تـطـاولـوا عـلـيْـنـا ، ..
فـي الـبـدايـة حـدِّد الـشُّـبـهـة ، ثـم سـمِّـهـا ، ثـم رُدَّهـا ، أنـا لـم أتـحـدَّث عـن قـوْل الـمـعـصـوم - ع - ،
لـكـنَّـنـي أنـظـر إلـى الـواقـع ، فـإذا مـا إسـتـطـعـت أن تُـؤدِّي لله سُـبـحـانـه حـقَّـاً واجـبـاً عـلـيْـك ، و
هـو بـيْـنـك و بـيْـنـه - سُـبـحـانـه - ، فـإنَّـك بـعـوْنـه تـسـتـطـيـع أن تُـؤدِّي حـقـوق رُسُـلِـه و أولـيـائـه ،
لـذا أنـا أجـد فـي صـلاتـي سـبـيـلًا صـادقـاً إلـى الـولايـة ، و مـع هـذا لا أتـعـصَّـب لـذلـك ، الـمـهـم أنَّ
تـفـضـيـل الـصَّـلاة عـلـى الـولايـة - أو الـعـكـس - لا يُـغـيِّـر فـي واقـع مُـعـتـقـدي أيَّ شـيء ، .. ثـم إذا
كُـنـتَ لا تـدري مـن أنـكـر فـضـل الـصَّـلاة لا تـسـألـنـي ، بـل راجـع كـومـة الـصَّـفـحـات الـسَّـابـقـة ، ..
عـمـومـاً إن أكـرمـنـا الله تـعـالـى و كُـنَّـا مِـمَّـن كُـتِـب لـهـم الـتَّـشـرُّف بـرؤيـة الإمـام الـغـائـب و نُـصـرتـه
و قـال وقـتـذاك بـأنَّ الـولايـة أفـضـل مـن الـصَّـلاة ، عـنـدهـا ثِـق تـمـامـاً أنَّ قـوْلـه مُـجـاب دون جـدل ، أمَّـا
الـآن فـالـكـل يُـفـتـي حـسـبـمـا تـقـتـضـيـه ظـروف الـزَّعـامـة و إن عـلـى حِـسـاب الإمـام المعـصوم - ع - ! ، ..
أبـداً لـم أدَّعـي أنَّ لـي قـيـمـةً أمـام قـوْل الـمـعـصـوم - ع - ، و لا تـسـأل عـمَّـن تـأخـذ ديـنـك مـنـه
فـإمـامـنـا جـعـفـر الـصَّـادق خـيْـر مـن أوصـل الـخـلـق كـل الـخـلـق إلـى الله سُـبـحـانـه ، و لا أذكـر
أنَّـنـي قُـلـتُ لـك بـأن تـأخـذ مـنِّـي و لا مـن صـنـدوق الـعـمـل و لا مـن مُـحـمَّـد حـسـيْـن فـضـل الله أيَّ
شـيء يـخـص ديـنـك ! ، .. فـي الـمُـقـابـل دعـنـا لله سُـبـحـانـه و لـلـرَّسـول و أهـل الـبـيْـت و لا تـضـع
نـفـسـك بـعـد إسـتـغـلال الـدَّلـيـل بـوَّابـةً إلـى آل الـنَّـبـي - ص - ، هـذا مـا نـرجـوه مـنـك لا أكـثـر ، ..
ثُـم باللهِ عـلـيْـك أخـبـرنـي مـا حـاجـة رسـول الله و أهـل بـيْـتـه بـجـاحـد الـصَّـلاة ؟! ، و كـيْـف يُـقـال
بـأنَّـه مُـوالٍ لـهـم ؟! ، .. عـزيـزي إذا كـان الـزُّنـاة ، و مُـرتـكـبوا الـفـواحـش ، و جـاحـدوا الـصَّـلاة ،
إذا كـان كـل هـؤلاء مـن الـشِّـيـعـة تُـدركـهـم رحـمـة الله بـالـشَّـفـاعـة ، فـلـتـحـسـب الـسُّـنـِّي الـذي
يُـؤدِّي صـلاتـه ، و يُـحـب آل بـيْـت الـمُـصـطـفـى ، و يـذكـر فـضـائـلـهـم ، و يُـقـرُّ بـظُـلامـاتـهـم ، مـع
أُولائـك ، خـصـوصـاً و أنَّ أصـواتـاً مـن عُـلـمـاء الـسُّـنَّـة و عـوامِّـهـا يُـصـرِّحـون بـالـقـوْل إن كـان الـتَّـشـيُّع
حُـبـاً لآل الـنَّـبـي فـكـلـنـا شـيـعـة ، و إن كـان الـتَّـسـنُّـن عـمـلًا بـسُـنَّـة الـنَّـبـي فـكـلـنـا سُـنَّـة ، ..
فـيـاعـزيـزي أيُـقـال لـمـن آمـن بـقـولـه تـعـالـى :
[ إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ]
أيُـقـالُ لـه رُدَّ كـلام الـمـعـصـوم - ع - ؟! ، .. فـهـذه الـآيـة تُـلـزِمُـنـي بـكـل مـا تـعـنـي ، و عـلـيْـهـا كـان
إعـتـمـادي فـيـمـا قُـلـتُـه سـابـقـاً ، فـإن خـالـفـتُ الـمـعـصـوم - ع - فـلـتـكُـن الـنَّـار لـي لـسـتُ أخـشـاهـا ،
لأنَّـنـي أُدرك أنَّ الإرتـبـاط بـآل بـيْـت الـمُـصـطـفـى إن لـم يـكُـن فـي ظـاهـره و بـاطـنـه إخـلاصٌ لله تـعـالـى ،
و يـقـيـن بـه ، فـلـن أكـون مُـوالـيـاً بـصـدق لـهـم ، و هـذا لا يُـلـزمـك و لا غـيْـرك ، فـإن سـاومـتـنـي بـعـد ذلـك ،
لا أمـلـك إلَّا أن أقـول حـسـبـي الله عـلـيْـك و عـلـى كـل مُـفـتـرٍ أدمـن الـكـذب ، ..

أهـلًا بـك اُسـتـاذي الـعـزيـز صـنـدوق الـعـمـل ، و كـمـا قُـلـتَ أقـول ، بـإذن الله تـعـالـى
و لـربَّـمـا يـكـون فـي ذلـك خـيْـر لـنـا و لـلـمُـفـتـريـن عـلـيْـنـا ، دُمـتَ صـائـلًا يـرعـاك الله و
يُـسـدِّد خُـطـاك ، ..
عـسـى أن يـكـون كـذبـك فـي هـذا الإدِّعـاء خـيْـراً لـي ، .. أو شـرَّاً عـلـيْـك ، و مـا الله بـظـلَّامٍ لـلـعـبـيـد ، ..
أُخـتـي الـعـزيـزة إنَّ هـؤلاء أرادوهـا كـذبـاً عـلـى الله تـعـالـى ، فـلـيـكُـن مـا أرادوا ،
و نـحـن عـلـى ثـقـةٍ مِـمَّـا نـقـول ، .. لله الـحـكـم بـعـد ذلـك ، أُخـتـي الـعـزيـزة لـم أكُـن
أتـمـنَّـى أن يـنـال مـنـكِ أحـدهـم ، فـأنـتِ أعـظـم قـدراً ، و أكـبـر حـجـمـاً مـن أُولائـك ،
فـهـم لا يـحـتـرمـون كـبـيـراً ، و لا يـرحـمـون صـغـيـراً ، .. إنَّـهـم أحـجـار سـتُـزاح يـوْمـاً مـا
عـن طـريـق الـتَّـشـيُّـع ، .. لا حُـرمـنـا مـنـكِ أُخـتـاه ، .. كـونـي بـحـفـظ الله و رعـايـتـه ، ..
أبـداً يـا أخَ إخـوتـك ، فـلـسـتَ بـالـذي تـحـار عـنـد تـنـاقـضـاتـه نـبـاهـتـي ، طـالـمـا أنَّ فـي
الـقـلـب و الـعـقـل و الـروح إمـامـنـا أمـيـر الـمـؤمـنـيـن عـلـي - ع - ، .. ثُـمَّ إنَّـنـي لـم أرد عـلـى
أحـد ، مُـطـلـقـاً ، و جـديـرٌ بـالـذكـر أن أتـبـاهـى [ بـإمـامـي ] مُـحـمَّـد حـسـيْـن فـضـل الله و أقـول
إنَّـه عـبـدٌ صـالـحٌ لا يُـقـحِـمُ نـفـسـه فـي شـوؤن خـلـق الله و مـا عُـقـد فـي نـوايـاهـم ، إنَّ لله مـرجـعـنـا
يـوْم الـقـيـامـة ، .. عـنـدهـا فـقـط يـنـدم مـن إسـتـغـنـى بـرأيـه ، و يـسـعـد مـن قـدَّم الله تـعـالـى فـي
كـل أُمـوره ، .. و قـد كـان لـي مـن الـسُّـوؤال غـايـة أدركـتـهـا بـعـد إجـابـتـك ، فـشُـكـراً لـك و إن
كـانـت أكـبـر مـن حـجـمـك ، إلَّا أنَّـنـي خُـلِـقـتُ مُـتـواضـعـاً ، .. و أيـضـاً وفـِّر نـصـائـحـك لـك و لـقـوْمـك ، ..
و لا تـذكـرنـي فـي أحـرُفـك الـسَّـاقـطـة بـعـد هـذا ، .. لأنَّـنـي قـرفـتُـك و أصـبحـتُ أحـتـقـرُك ، ..
فـلـسـتُ أذكـرُ لـك غـيْـر حُـجَّـةٍ واحـدةٍ مُـنـذُ أن خـالـفـتـك الـرَّأي فـي مـوضـوعٍ ذُكـر بـيْن طـيَّـاتـه سـمـاحـة
الإمـام الـقـائـد الـسَّـيِّـد عـلـي الـخـامـنـئـي ، و سـمـاحـة الـسَّـيِّـد حـسـن نـصـر الله ، و حـركـة حـمـاس ، ..
عـنـدهـا أدركـتُ حـقـدك الأعـمـى ، .. و أدركـتُ كـم يـوجـعـك الـشِّـعـر و الـنَّـثـر حـيـنـمـا يـكـون صـادقـاً
واقـعـيَّـاً ، .. فـحُـجَّـتُـك تـلـك ضـعـهـا فـي فـمـك و أطـبـق عـلـيـهـا حـتـى تـمـوت حِـقـداً عـلـيْـهـا ، أو
تـسـمُّـمـاً بـهـا ، ..