بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله,
اولاً نعتذر على التأخر في الرد ,فلم نستطع المشاركة في العطلة الإسبوعية,
بالنسبة لرد الأخ صندوق العمل لأجابتي السابقة على أسئلته ,ما يستحق بالفعل الرد عليه أو تبيانه هو ما أستشهد به من كلام المعصومين عليهم السلام في كون القرآن الكريم لا خالق ولامخلوق ,فنقول:
ظاهر الروايات يشير الى ما توجه اليه صندوق العمل وهو كون القرآن لا خالق ولامخلوق .
إلا أن هناك ثلاث مسائل يجب الإلتفات إليها :
ومما يدل على ما نقول ,تعرّض العلامة المجلسي رحمة الله عليه وكذلك الشيخ الصدوق رحمة الله عليه للروايات التي أوردها الزميل صندوق العمل.
أما بالنسبة لجميع روايات الشيخ الصدوق رحمة الله عليه فقد كتب الشيخ بعد سرده للروايات التي تقول أن القرآن لا خالق والمخلوق الآتي:
"كأن المراد من هذا الحديث ما كان فيه من ذكر القرآن ، ومعنى ما فيه أنه غير مخلوق أي غير مكذوب ، ولا يعني به أنه غير محدث ، لانه قد قال : محدث غير مخلوق ، وغير أزلي مع الله تعالى ذكره وقال أيضا : قد جاء في الكتاب أن القرآن كلام الله ، ووحي الله ، وقول الله وكتاب الله ، ولم يجئ فيه أنه مخلوق ، وإنما ؟ ؟ من إطلاق المخلوق عليه لان المخلوق في اللغة قد يكون مكذوبا ."
وبالنسبة للعلامة المجلسي فقد أورد جميع هذهالروايات تحت باب
"باب 14 : أن القرآن مخلوق " .
كذلك ما أورده الأخ جابر المحمدي من كلام أعاظم مراجع الطائفة وكبار علمائها بكون القرآن مخلوقا.
السيد السيستاني حفظه االمولى
السؤال هل القرآن مخلوق أم منزل؟ ولماذا؟
الجواب : منزل ومخلوق .
http://www.rafed.net/quran/20.html
وكذلك الشيخ السبحاني حفظه المولى
العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت (ع) ,ص 76 - 78:
[صل التاسع والثلاثون : هل القرآن مخلوق أم قديم ؟ اتضح من البحث المتقدم الذي تضمن تفسيرا لحقيقة كلام الله ، بنحوين ، أن التفسير الثاني لا يخالف التفسير الأول ، وأنه سبحانه متكلم بكلا الوجهين . كما ثبت أن كلام الله حادث وليس بقديم ، لأن كلامه هو فعله ، ومن الواضح أن الفعل حادث ، فينتج من ذلك أن " التكلم " أمر حادث أيضا . ومع أن كلام الله حادث قطعا فإننا رعاية للأدب ، وكذا درءا لسوء الفهم لا نقول : إن كلام الله ( القرآن ) مخلوق إذ يمكن أن يصفه أحد في ضوء ذلك بالمجعول والمختلق وإلا فإن ما سوى الله مخلوق قطعا ]
وكلام الشيخ الكواني حفظه المولى
عقيدتنا في القرآن أنه كلام الله تعالى وهو مخلوق لله تعالى ، ولا نقول إنه جزء من ذاته قديم بقدمه كما يقول المشبّهة ، وقد عبّر علماؤنا بأنه محدَث ولم يعبّروا بأنه مخلوق بسبب حساسية تلك الظروف ، لكن المعنى واحد .. ـ قال الشيخ الطوسي أعلى الله مقامه في الخلاف : 6 / 119 : مسألة 12 ، كلام الله تعالى ، فعله ، وهو محدَث ، وامتنع أصحابنا من تسميته بأنه مخلوق لما فيه من الايهام بكونه منحولا . ـ وفي الخلاف : 6 / 121 : قال مالك : القرآن غير مخلوق . وبه قال أهل المدينة ، وهو قول الأوزاعي وأهل الشام ، وقول الليث بن سعد ، وأهل مصر ، وعبيد الله ابن الحسن العنبري البصري ، وبه قال من أهل الكوفة ابن أبي ليلى وابن شبرمة . وهو مذهب الشافعي إلا أنه لم يرو عن واحد من هؤلاء أنه قال : القرآن قديم ، أو كلام الله قديم . وأول من قال بذلك الأشعري ومن تبعه على مذهبه ، ومن الفقهاء من ذهب مذهبه . دليلنا على ما قلناه : ما ذكرناه في الكتاب في الأصول ليس هذا موضعها ، فمنها قوله : ( ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث الا استمعوه ) فسمّاه : محدَثاً وقال : ( إنا جعلناه قرآنا عربيا ) وقال : ( بلسان عربي مبين ) فسمّاه : عربياً ، والعربية محدَثة ، وقال : ( انا نحن نزلنا الذكر ) وقال : ( وانزلنا اليك الذكر ) فوصفه بالتنزيل . وهذه كلها صفات المحدَث ، وذلك ينافي وصفه بالقدم ، ومن وصفه بالقدم فقد أثبت مع الله تعالى قديماً آخر ، وذلك خلاف ما أجمعت عليه الاُمّة في عصر الصحابة والتابعين ، ومن بعدهم إلى أيام الأشعري ، وليس هذا موضع تقصّي هذه المسألة ، فإن الغرض ها هنا الكلام في الفروع .
ـ راجع أيضا : الهداية للصدوق أعلى الله مقامه / 148 .
ومما وقفنا عليه أيضا هو كلام العلامة الفاطمي , الميرزا جواد التبريزي رحمه الله .
هل القرآن مخلوق؟
هل القرآن مخلوق أو أنّه غير مخلوق؟ فقد فهمت من بعض المشايخ أنّه مخلوق وغير مخلوق معاً فكيف يكون ذلك؟
بسمه تعالى؛ اعتقادنا أنّ القرآن مخلوق وهو كلام اللّه الذي نزل به الروح الأمين على قلب نبيّنا محمّد (صلى الله عليه وآله) في مقام التحدي والإعجاز قال تعالى مخاطباً نبيّه (صلى الله عليه وآله) (نزل به الروح الأمين * على قلبك)(1) وكل كلام كلّم اللّه به أنبياءه ورسله فهو مخلوق أيضاً كما في قصة موسى وعيسى (عليهما السلام) وغيرهما من الأنبياء والصالحين، واللّه العالم.
http://tabrizi.org/index1.php?W3Village=rad/anwar/11
وكذلك مقطع آخر للشيخ السبحاني في كتاب محاظرات في الإلهيات ص 126
"موقف أهل البيت_ عليهم السلام
إنّ تاريخ البحث وما جرى على الفريقين من المحن، يشهدبأنّ التشدّد فيه لم يكن لاِحقاق الحقّ وإزاحة الشكوك بل استغلّت كلّ طائفة تلكالمسألة للتنكيل بخصومها، فلاَجل ذلك نرى أنّ أئمّة أهل البيت_ عليهم السلام _منعوا أصحابهم من الخوض فيتلك المسألة، فقد سأل الريّان بن الصلت الاِمام الرضا_ عليه السلام _وقال له: ما تقول في القرآن؟
فقال_ عليه السلام _ :
كلام اللّه لا تتجاوزوه، ولا تطلبوا الهدى في غيرهفتضلوا.التوحيد للصدوق: الباب 30، الحديث 2.
فانّا نرى أنّ الاِمام_ عليه السلام _يبتعد عن الخوض في هذه المسألة لما رأى من أنّ الخوضفيها ليس لصالح الاِسلام، وانّ الاكتفاء بأنّه كلام اللّه أحسم لمادّة الخلاف.
ولكنّهم_ عليهم السلام _عندما أحسّوا بسلامة الموقف، أدلوا برأيهم في الموضوع، وصرّحوابأنّ الخالق هو اللّه سبحانه وغيره مخلوق، والقرآن ليس نفسه سبحانه وإلاّ يلزماتحاد المنزِل والمنزَل، فهو غيره، فيكون لامحالة مخلوقاً".
فنرى أن العلماء سواء كانوا متأخرين أم متقدمين لديهم شبه إجماع بالنسبة لمسألة خلق القرآن الكريم (قولنا شبه إجماع ليس لأن هناك من قال بأن القرآن غير مخلوق بل لأننا لم نحصي جميع الأقوال لكي ندّعي بهذا المدّعى وقد يوجد من قال بعدم خلق القرآن من أعلام الإمامية إلا أننا لم نحصل عليه)
---------
التوحيد ص224: قلت(أي سليمان الجعفري) لابي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام : يا ابن رسول الله ما تقول في القرآن فقد اختلف فيه من قبلنا ؟
التوحيد ص226:وتصديق ذلك ماأخرجه شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه في جامعه، وحدثنا به، عن محمد بن الحسن الصفارعن العباس بن معروف، قال: حدثني عبدالرحمن بن أبي نجران، عن حماد بن عثمان، عن عبدالرحيم القصير، قال: كتبت على يدى عبدالملك بن أعين إلى أبي عبدالله عليه السلام جعلت فداك، اختلف الناس في أشياء قد كتبت بها إليك، فأن رأيت جعلني الله فداك أن تشرح لي جميع ما كتبت به إليك، اختلف الناس جعلت فداك بالعراق في المعرفة والجحود، فأخبرني جعلت فداك أهما مخلوقان؟ واختلفوا في القرآن، فزعم قوم: أن القرآن كلام الله غير مخلوق وقال آخرون: كلم الله مخلوق,
التوحيد ص224:حدثنا أبي رحمه الله، قال: حدثنا سعد بن عبدالله، قال: حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، قال: كتب علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السلام إلى بعض شيعته ببغداد: بسم الله الرحمن الرحيم عصمنا الله وإياك من الفتنة فان يفعل فقد أعظم بها نعمة وإن لايفعل فهي الهلكة، نحن نرى أن الجدال في القرآن بدعة، اشترك فيها السائل والمجيب، فيتعاطى السائل ماليس له، ويتكلف المجيب ماليس عليه، وليس الخالق إلا الله عزوجل، وما سواه مخلوق، والقرآن كلام الله، لاتجعل له اسما من عندك فتكون من الضالين، جعلنا الله وإياك من الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون.
وما كلام الشيخ الكوراني أو السبحاني حول الظروف في تلك الفتره إلا ليؤكد تلك الظروف وما جرى فيها من سفك للدماء لمن راجع التاريخ.
------------------
الشيخ الصدوق رحمة الله عليه فقد كتب الشيخ بعد سرده للروايات التي تقول أن القرآن لا خالق والمخلوق الآتي التوحيد ص 225وص229:
"كأن المراد من هذا الحديث ما كان فيه من ذكر القرآن ، ومعنى ما فيه أنه غير مخلوق أي غير مكذوب ، ولا يعني به أنه غير محدث ، لانه قد قال : محدث غير مخلوق ، وغير أزلي مع الله تعالى ذكره .
وقال أيضا : قد جاء في الكتاب أن القرآن كلام الله ، ووحي الله ، وقول الله وكتاب الله ، ولم يجئ فيه أنه مخلوق ، وإنما ؟ ؟ من إطلاق المخلوق عليه لان المخلوق في اللغة قد يكون مكذوبا ."
وكذلك الشيخ السبحاني حفظه المولى
العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت (ع) ,ص 76 - 78:
.... ومع أن كلام الله حادث قطعا فإننا رعاية للأدب ، وكذا درءا لسوء الفهم لا نقول : إن كلام الله ( القرآن ) مخلوق إذ يمكن أن يصفه أحد في ضوء ذلك بالمجعول والمختلقوإلا فإن ما سوى الله مخلوق قطعا ]
قال الشيخ الطوسي أعلى الله مقامه في الخلاف : 6 / 119
: مسألة 12 ، كلام الله تعالى ، فعله ، وهو محدَث ، وامتنع أصحابنا من تسميته بأنه مخلوق لما فيه من الايهام بكونه منحولا .
-----------------
بالنهاية لن تخوض أكثر بهذا المجال لكي لا نتعاطى الكلفة ونقول بغير علم فنكون من الملعونين ,بيّنا ما ورد من روايات وآيات وما تسالمت عليه الطائفة بالنسبة لكون رسول الله ص أفضل الخلق جميعا بلا إستثناء ,وتفسير الاحاديث التي تقول بأن القرآن لا خالق ولامخلوق وبيان سبب قولها من كلام كبار العلماء المتقدمين أو المتأخرين ,ولذلك سنتوقف عن هذه المسألة .ورحم الله عبدا عرف قدر نفسه.
فقط ننتظر ردود العلماء في هذا الشأن وكذلك رد السيد فضل الله ,وإذا كان من المصلحة نشرها وضعناها وإلا فلا .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله,
اولاً نعتذر على التأخر في الرد ,فلم نستطع المشاركة في العطلة الإسبوعية,
بالنسبة لرد الأخ صندوق العمل لأجابتي السابقة على أسئلته ,ما يستحق بالفعل الرد عليه أو تبيانه هو ما أستشهد به من كلام المعصومين عليهم السلام في كون القرآن الكريم لا خالق ولامخلوق ,فنقول:
ظاهر الروايات يشير الى ما توجه اليه صندوق العمل وهو كون القرآن لا خالق ولامخلوق .
إلا أن هناك ثلاث مسائل يجب الإلتفات إليها :
1- هناك تقريبا شبه إجماع من أعلام الطائفة الناجية بالقول بخلق القرآن الكريم ,ولايمكن أن تمر عليهم هذه الروايات دون التعرض لها .
ومما يدل على ما نقول ,تعرّض العلامة المجلسي رحمة الله عليه وكذلك الشيخ الصدوق رحمة الله عليه للروايات التي أوردها الزميل صندوق العمل.
أما بالنسبة لجميع روايات الشيخ الصدوق رحمة الله عليه فقد كتب الشيخ بعد سرده للروايات التي تقول أن القرآن لا خالق والمخلوق الآتي:
"كأن المراد من هذا الحديث ما كان فيه من ذكر القرآن ، ومعنى ما فيه أنه غير مخلوق أي غير مكذوب ، ولا يعني به أنه غير محدث ، لانه قد قال : محدث غير مخلوق ، وغير أزلي مع الله تعالى ذكره وقال أيضا : قد جاء في الكتاب أن القرآن كلام الله ، ووحي الله ، وقول الله وكتاب الله ، ولم يجئ فيه أنه مخلوق ، وإنما ؟ ؟ من إطلاق المخلوق عليه لان المخلوق في اللغة قد يكون مكذوبا ."
وبالنسبة للعلامة المجلسي فقد أورد جميع هذهالروايات تحت باب
"باب 14 : أن القرآن مخلوق " .
كذلك ما أورده الأخ جابر المحمدي من كلام أعاظم مراجع الطائفة وكبار علمائها بكون القرآن مخلوقا.
السيد السيستاني حفظه االمولى
السؤال هل القرآن مخلوق أم منزل؟ ولماذا؟
الجواب : منزل ومخلوق .
http://www.rafed.net/quran/20.html
وكذلك الشيخ السبحاني حفظه المولى
العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت (ع) ,ص 76 - 78:
[صل التاسع والثلاثون : هل القرآن مخلوق أم قديم ؟ اتضح من البحث المتقدم الذي تضمن تفسيرا لحقيقة كلام الله ، بنحوين ، أن التفسير الثاني لا يخالف التفسير الأول ، وأنه سبحانه متكلم بكلا الوجهين . كما ثبت أن كلام الله حادث وليس بقديم ، لأن كلامه هو فعله ، ومن الواضح أن الفعل حادث ، فينتج من ذلك أن " التكلم " أمر حادث أيضا . ومع أن كلام الله حادث قطعا فإننا رعاية للأدب ، وكذا درءا لسوء الفهم لا نقول : إن كلام الله ( القرآن ) مخلوق إذ يمكن أن يصفه أحد في ضوء ذلك بالمجعول والمختلق وإلا فإن ما سوى الله مخلوق قطعا ]
وكلام الشيخ الكواني حفظه المولى
عقيدتنا في القرآن أنه كلام الله تعالى وهو مخلوق لله تعالى ، ولا نقول إنه جزء من ذاته قديم بقدمه كما يقول المشبّهة ، وقد عبّر علماؤنا بأنه محدَث ولم يعبّروا بأنه مخلوق بسبب حساسية تلك الظروف ، لكن المعنى واحد .. ـ قال الشيخ الطوسي أعلى الله مقامه في الخلاف : 6 / 119 : مسألة 12 ، كلام الله تعالى ، فعله ، وهو محدَث ، وامتنع أصحابنا من تسميته بأنه مخلوق لما فيه من الايهام بكونه منحولا . ـ وفي الخلاف : 6 / 121 : قال مالك : القرآن غير مخلوق . وبه قال أهل المدينة ، وهو قول الأوزاعي وأهل الشام ، وقول الليث بن سعد ، وأهل مصر ، وعبيد الله ابن الحسن العنبري البصري ، وبه قال من أهل الكوفة ابن أبي ليلى وابن شبرمة . وهو مذهب الشافعي إلا أنه لم يرو عن واحد من هؤلاء أنه قال : القرآن قديم ، أو كلام الله قديم . وأول من قال بذلك الأشعري ومن تبعه على مذهبه ، ومن الفقهاء من ذهب مذهبه . دليلنا على ما قلناه : ما ذكرناه في الكتاب في الأصول ليس هذا موضعها ، فمنها قوله : ( ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث الا استمعوه ) فسمّاه : محدَثاً وقال : ( إنا جعلناه قرآنا عربيا ) وقال : ( بلسان عربي مبين ) فسمّاه : عربياً ، والعربية محدَثة ، وقال : ( انا نحن نزلنا الذكر ) وقال : ( وانزلنا اليك الذكر ) فوصفه بالتنزيل . وهذه كلها صفات المحدَث ، وذلك ينافي وصفه بالقدم ، ومن وصفه بالقدم فقد أثبت مع الله تعالى قديماً آخر ، وذلك خلاف ما أجمعت عليه الاُمّة في عصر الصحابة والتابعين ، ومن بعدهم إلى أيام الأشعري ، وليس هذا موضع تقصّي هذه المسألة ، فإن الغرض ها هنا الكلام في الفروع .
ـ راجع أيضا : الهداية للصدوق أعلى الله مقامه / 148 .
ومما وقفنا عليه أيضا هو كلام العلامة الفاطمي , الميرزا جواد التبريزي رحمه الله .
هل القرآن مخلوق؟
هل القرآن مخلوق أو أنّه غير مخلوق؟ فقد فهمت من بعض المشايخ أنّه مخلوق وغير مخلوق معاً فكيف يكون ذلك؟
بسمه تعالى؛ اعتقادنا أنّ القرآن مخلوق وهو كلام اللّه الذي نزل به الروح الأمين على قلب نبيّنا محمّد (صلى الله عليه وآله) في مقام التحدي والإعجاز قال تعالى مخاطباً نبيّه (صلى الله عليه وآله) (نزل به الروح الأمين * على قلبك)(1) وكل كلام كلّم اللّه به أنبياءه ورسله فهو مخلوق أيضاً كما في قصة موسى وعيسى (عليهما السلام) وغيرهما من الأنبياء والصالحين، واللّه العالم.
http://tabrizi.org/index1.php?W3Village=rad/anwar/11
وكذلك مقطع آخر للشيخ السبحاني في كتاب محاظرات في الإلهيات ص 126
"موقف أهل البيت_ عليهم السلام
إنّ تاريخ البحث وما جرى على الفريقين من المحن، يشهدبأنّ التشدّد فيه لم يكن لاِحقاق الحقّ وإزاحة الشكوك بل استغلّت كلّ طائفة تلكالمسألة للتنكيل بخصومها، فلاَجل ذلك نرى أنّ أئمّة أهل البيت_ عليهم السلام _منعوا أصحابهم من الخوض فيتلك المسألة، فقد سأل الريّان بن الصلت الاِمام الرضا_ عليه السلام _وقال له: ما تقول في القرآن؟
فقال_ عليه السلام _ :
كلام اللّه لا تتجاوزوه، ولا تطلبوا الهدى في غيرهفتضلوا.التوحيد للصدوق: الباب 30، الحديث 2.
فانّا نرى أنّ الاِمام_ عليه السلام _يبتعد عن الخوض في هذه المسألة لما رأى من أنّ الخوضفيها ليس لصالح الاِسلام، وانّ الاكتفاء بأنّه كلام اللّه أحسم لمادّة الخلاف.
ولكنّهم_ عليهم السلام _عندما أحسّوا بسلامة الموقف، أدلوا برأيهم في الموضوع، وصرّحوابأنّ الخالق هو اللّه سبحانه وغيره مخلوق، والقرآن ليس نفسه سبحانه وإلاّ يلزماتحاد المنزِل والمنزَل، فهو غيره، فيكون لامحالة مخلوقاً".
فنرى أن العلماء سواء كانوا متأخرين أم متقدمين لديهم شبه إجماع بالنسبة لمسألة خلق القرآن الكريم (قولنا شبه إجماع ليس لأن هناك من قال بأن القرآن غير مخلوق بل لأننا لم نحصي جميع الأقوال لكي ندّعي بهذا المدّعى وقد يوجد من قال بعدم خلق القرآن من أعلام الإمامية إلا أننا لم نحصل عليه)
---------
2-كون الروايات جاءت من الأئمة لحماية شيعتهم من القتل البربري الذي كان يمارس بين من يقول بخلق القرآن ومن يقول بأنه مخلوق ,ومن تدبرفي الرويات يجد هذا الأمر ظاهرا
التوحيد ص224: قلت(أي سليمان الجعفري) لابي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام : يا ابن رسول الله ما تقول في القرآن فقد اختلف فيه من قبلنا ؟
التوحيد ص226:وتصديق ذلك ماأخرجه شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه في جامعه، وحدثنا به، عن محمد بن الحسن الصفارعن العباس بن معروف، قال: حدثني عبدالرحمن بن أبي نجران، عن حماد بن عثمان، عن عبدالرحيم القصير، قال: كتبت على يدى عبدالملك بن أعين إلى أبي عبدالله عليه السلام جعلت فداك، اختلف الناس في أشياء قد كتبت بها إليك، فأن رأيت جعلني الله فداك أن تشرح لي جميع ما كتبت به إليك، اختلف الناس جعلت فداك بالعراق في المعرفة والجحود، فأخبرني جعلت فداك أهما مخلوقان؟ واختلفوا في القرآن، فزعم قوم: أن القرآن كلام الله غير مخلوق وقال آخرون: كلم الله مخلوق,
التوحيد ص224:حدثنا أبي رحمه الله، قال: حدثنا سعد بن عبدالله، قال: حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، قال: كتب علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السلام إلى بعض شيعته ببغداد: بسم الله الرحمن الرحيم عصمنا الله وإياك من الفتنة فان يفعل فقد أعظم بها نعمة وإن لايفعل فهي الهلكة، نحن نرى أن الجدال في القرآن بدعة، اشترك فيها السائل والمجيب، فيتعاطى السائل ماليس له، ويتكلف المجيب ماليس عليه، وليس الخالق إلا الله عزوجل، وما سواه مخلوق، والقرآن كلام الله، لاتجعل له اسما من عندك فتكون من الضالين، جعلنا الله وإياك من الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون.
وما كلام الشيخ الكوراني أو السبحاني حول الظروف في تلك الفتره إلا ليؤكد تلك الظروف وما جرى فيها من سفك للدماء لمن راجع التاريخ.
------------------
3-حرص الأئمة ع على عدم الخلط بين كونه مخلوقا بمعنى محدثا ومخلوقا بعنى مكذوبا.
الشيخ الصدوق رحمة الله عليه فقد كتب الشيخ بعد سرده للروايات التي تقول أن القرآن لا خالق والمخلوق الآتي التوحيد ص 225وص229:
"كأن المراد من هذا الحديث ما كان فيه من ذكر القرآن ، ومعنى ما فيه أنه غير مخلوق أي غير مكذوب ، ولا يعني به أنه غير محدث ، لانه قد قال : محدث غير مخلوق ، وغير أزلي مع الله تعالى ذكره .
وقال أيضا : قد جاء في الكتاب أن القرآن كلام الله ، ووحي الله ، وقول الله وكتاب الله ، ولم يجئ فيه أنه مخلوق ، وإنما ؟ ؟ من إطلاق المخلوق عليه لان المخلوق في اللغة قد يكون مكذوبا ."
وكذلك الشيخ السبحاني حفظه المولى
العقيدة الإسلامية على ضوء مدرسة أهل البيت (ع) ,ص 76 - 78:
.... ومع أن كلام الله حادث قطعا فإننا رعاية للأدب ، وكذا درءا لسوء الفهم لا نقول : إن كلام الله ( القرآن ) مخلوق إذ يمكن أن يصفه أحد في ضوء ذلك بالمجعول والمختلقوإلا فإن ما سوى الله مخلوق قطعا ]
قال الشيخ الطوسي أعلى الله مقامه في الخلاف : 6 / 119
: مسألة 12 ، كلام الله تعالى ، فعله ، وهو محدَث ، وامتنع أصحابنا من تسميته بأنه مخلوق لما فيه من الايهام بكونه منحولا .
-----------------
بالنهاية لن تخوض أكثر بهذا المجال لكي لا نتعاطى الكلفة ونقول بغير علم فنكون من الملعونين ,بيّنا ما ورد من روايات وآيات وما تسالمت عليه الطائفة بالنسبة لكون رسول الله ص أفضل الخلق جميعا بلا إستثناء ,وتفسير الاحاديث التي تقول بأن القرآن لا خالق ولامخلوق وبيان سبب قولها من كلام كبار العلماء المتقدمين أو المتأخرين ,ولذلك سنتوقف عن هذه المسألة .ورحم الله عبدا عرف قدر نفسه.
فقط ننتظر ردود العلماء في هذا الشأن وكذلك رد السيد فضل الله ,وإذا كان من المصلحة نشرها وضعناها وإلا فلا .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليق