إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

السيدة عائشة في ميزان اٍفكها

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاسانيد

    حدثنا ‏يحيى بن بكير
    ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الليث ‏ ‏عن
    ‏ ‏يونس ‏ ‏عن
    ‏ ‏ابن شهاب ‏قال
    أخبرني
    ‏عروة بن الزبير
    ‏وسعيد بن المسيب
    ‏ ‏وعلقمة بن وقاص ‏
    ‏وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود
    ******///
    الفصل الثاني:

    نقد أسانيد حديث الإفك

    رواة حديث الإفك من الصحابة:

    لقد روى الرواة حديث الإفك عن ثمانية من الصحابة هم:
    1 ـ ابن عمر 2 ـ ابن عباس
    3 ـ عبد الله بن الزبير 4 ـ أبو هريرة
    5 ـ أبو اليسر الأنصاري 6 ـ عائشة
    7 ـ أم رومان 8 ـ أنس بن مالك.
    أما رواية أبي هريرة، وأبي اليسر، وأنس. وابن عباس، وابن عمر فلم ترد في صحاح أهل السنة، وهي مجرد نتف صغيرة، باستثناء رواية ابن عباس ففيها بعض التفصيل. وكذا رواية ابن عمر.
    أما رواية ابن الزبير فلم نجدها، غير أن البخاري، بعد أن ذكر رواية الزهري ساق سنداً آخر إلى عبد الله بن الزبير، وقال: مثله..
    تفاصيل حول الأسانيد:

    وإذا أردنا أن نعطي القارئ لمحة موجزة عن بعض ما يرتبط بالأسانيد، فإننا نقول:

    1 ـ رواية ابن عمر:
    أما بالنسبة لرواية ابن عمر، فإنها لم ترد في كتاب الصحاح ـ تماماً كما هو الحال بالنسبة لرواية ابن الزبير.. وهي رواية ضعيفة السند، وهي في الحقيقة نفس رواية عائشة، كما يظهر من ملاحظة سياقها.. وقد رواها الطبراني، وابن مردويه.. حسبما تقدم في الفصل السابق.
    فالحديث عنها يرجع إلى الحديث عن رواية عائشة. خصوصاً فيما يرتبط بمناقشة المضمون، كما سنرى..
    هذا مع ان ابن الزبير، كابن عمر وابن عباس، بل وكذا سائر الرواة، لابد أن يرووا هذه الرواية عن عائشة نفسها، أو عن أمها وأبيها، لأن هؤلاء هم الذين يعرفون ما جرى بينها وبين أم مسطح، وما جرى بينها وبين أبيها، وأمها.. وبينهم وبين رسول اللهص، وما جرى لها مع صفوان.. وما إلى ذلك.. فإذا ذكر ابن عمر وغيره رواية فيها هذه التفاصيل فإن ذلك يحتم أن يكون الراوي قد أخذ من هؤلاء فقط، فما هو المقدار الذي أخذه منهم؟! هل هو كل هذه التفاصيل، أم بعضها. وهل أخذ ذلك منهم مباشرة أو بواسطة آخرين، كل ذلك غير واضح.. فلا مجال إذن لنسبة الرواية ـ خصوصاً مع احتوائها لهذه التفاصيل ـ لخصوص راويها، وهو ابن الزبير أو ابن عمر، أو ابن عباس، أو غير هؤلاء..

    تعليق


    • حدثنا ‏يحيى بن بكير
      ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الليث ‏ ‏عن
      ‏ ‏يونس ‏ ‏عن
      ‏ ‏ابن شهاب ‏قال
      أخبرني
      ‏عروة بن الزبير
      ‏وسعيد بن المسيب
      ‏ ‏وعلقمة بن وقاص ‏
      ‏وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود
      ******////
      2 ـ رواية ابن عباس:

      أما ابن عباس، فإن كان راوياً لحديث الإفك حقاً، فلاشك أنه رواه عن غيره. وذلك:

      أولاً: لأنه كان حين قضية الإفك طفلاً صغيراً، لا يحسن رواية أحداث كهذه، حتى لو شهدها، لأنه ولد سنة الهجرة، أو قبلها بثلاث سنوات..
      ثانياً: إنه حتى لو كان رجلاً كاملاً، فإنه لم يكن حين قضية الإفك في المدينة لأنه إنما قدم إليها مع أبيه في سنة ثمان[1]، أي بعد قضية الإفك بعدة سنوات.
      على أن هناك الكثير الكثير من الشك حول ما يروى عن ابن عباس.
      فقد ذكر العسقلاني أن غندراً قال: «ابن عباس لم يسمع من النبيص إلا تسعة أحاديث. وعن يحيى القطان عشرة. وقال الغزالي في المستصفى: أربعة»2.
      مع أنهم يذكرون: أن البخاري قد روى عن ابن عباس مئتين وسبعة عشر حديثاً3.. فتبارك الله أحسن الخالقين.
      ولا نستطيع أن نقول: إنه قد روى ذلك عن الصحابة الموثوقين جزماً، فقد روى عن غير المؤمنين، وعن غير الصحابة، وروى حتى عن مسلمة أهل الكتاب، فقد روى عن معاوية، وأبي هريرة، وكعب الأحبار، وتميم الداري، وغيرهم..
      هذا كله بالإضافة إلى ضعف سند حديث الافك، الذي ينتهي إليه. ولذلك لم ترد روايته في الكتب التي يعتبرها أهل السنة صحاحاً.
      ـــــــــــــــ
      [1] راجع: فتح الباري ج9 ص249.
      2 تهذيب التهذيب ج5 ص279.
      3 مفتاح الصحيحين ص8.

      تعليق


      • الاسانيد


        حدثنا ‏يحيى بن بكير
        ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الليث ‏ ‏عن
        ‏ ‏يونس ‏ ‏عن
        ‏ ‏ابن شهاب ‏قال
        أخبرني
        ‏عروة بن الزبير
        ‏وسعيد بن المسيب
        ‏ ‏وعلقمة بن وقاص ‏
        ‏وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود
        ******////



        3 ـ عبد الله بن الزبير:

        أما بالنسبة لابن الزبير، فإننا نقول:
        أولاً: قد ذكرنا فيما تقدم بحثاً مفصلاً حول تاريخ ولادة ابن الزبير، وقلنا هناك: إن الأرجح: هو أنه قد ولد سنة اثنتين، أو ثلاث من الهجرة، وذلك استناداً إلى العديد من الأدلة والشواهد، فراجع. فيكون عمره حين الافك ثلاث أو أربع أو حتى خمس سنوات.
        ثانياً: إنه قد روى الحديث عن عائشة نفسها، كما يظهر من رواية البخاري[1].
        ثالثاً: إن حديث ابن الزبير ضعيف السند برجال آخرين، سوف يأتي الحديث عنهم إن شاء الله.
        4 ـ أنس بن مالك:

        إن أنس حين قضية الإفك لم يكن قد بلغ الحلم.. بل لقد أنكرت عليه عائشة روايته عن النبيص.. فقد روى «علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن ابيه: أن عائشة قالت: ما علم أنس بن مالك، وأبو سعيد الخدري بحديث رسول اللهص، وإنما كانا غلامين صغيرين»2.
        5 ـ أبو هريرة:

        سنده ليس بمتصل، لأن أبا هريرة قد أسلم بعد حديث الإفك،
        ـــــــــــــــ
        [1] حيث إنه بعد ذكر رواية الزهري ساق سنداً آخر إلى ابن الزبير، وقال: مثله.
        2 جامع بيان العلم ج2 ص189. مع أنه قد روي له في صحيح البخاري فقط 268 حديثاً كما في مفتاح الصحيحين ص7.

        وبالذات في سنة خيبر.. فعمن روى أبو هريرة ذلك؟ عن كعب الأحبار؟ عن عائشة؟ لا ندري..
        غير أن ما نعلمه هو أن علاّمة مصر الشيخ محمود أبو رية، والإمام شرف الدين في كتابه أبو هريرة: شيخ المغيرة.. قد وضعا علامات استفهام كبيرة على كل ما يرويه أبو هريرة..
        6 ـ أبو اليسر الأنصاري:

        لم ترد روايته، ولا رواية أنس، ولا رواية أبي هريرة في الصحاح.. كما أنه يناقض في روايته جميع روايات الإفك على الإطلاق، ولذا فلا يمكن الاعتماد عليه.

        تعليق


        • الاسانيد

          ‏ابن شهاب ‏قال
          أخبرني
          ‏عروة بن الزبير
          ‏وسعيد بن المسيب
          ‏ ‏وعلقمة بن وقاص ‏
          ‏وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود
          ******////
          7ـ وأما رواية أم رومان ففيها:
          1 ـقد جاء في سندها: أن الراوي عن أم رومان هو مسروق بن الأجدع، الذي تبنته عائشة. والذي كان ولاه زياد على السلسلة[1]. ومسروق لم ير أم رومان، لأنها توفيت في حياة النبيص، وهو إنما قدم المدينة بعد وفاته ص 2.. ولسوف يأتي ما يثبت أنها توفيت قبل حديث الإفك، أي في حين كان عمر مسروق ـ في بلده ـ لا يزيد عن خمس سنين، فكيف حدثته أم رومان بحديث الإفك، فروايته مرسلة؟!.
          ـــــــــــــــ
          [1] راجع: الثقات لابن حبان ج5 ص456.
          2 الإصابة ج3 ص391. وتوفي مسروق سنة63 عن 63 سنة. وصلى خلف أبي بكر مميزاً ابن 13 سنة كما في الإصابة ج3 ص393.

          واحتمل ابو عمر صاحب الاستيعاب أن يكون سمع ذلك من عائشة[1].
          هذا.. عدا عن أن لنا في مسروق نفسه مقالاً، لأنه كان منحرفاً عن علي، معادياً له. فقد روى سلمة بن كهيل: أن مسروق بن الأجدع، والأسود بن يزيد. كانا يمشيان إلى بعض أزواج النبيص ولا نستبعد أنها عائشة، فيقعان في عليع. كما أن زوجة مسروق نفسه تصرح: بأنه كان يفرط في سب علي عليه السلام.
          وروى أبو نعيم، عن عمرو بن ثابت عن أبي

          إسحاق: قال، ثلاثة لا يؤمنون على علي بن أبي طالب: مسروق، ومرة، وشريح. وروي أن

          الشعبي رابعهم، وروي أنه عاد إلى موالاته ع في

          أواخر أيامه..
          وعده الثقفي ممن كان بالكوفة من فقهائها أهل عداوة لعلي، وبغض له، الخارجين عن طاعته2..
          وصرح ابن سعد بأنه أبطأ عن علي، وعن مشاهده، ولم يشهد معه شيئاً. وكان يحتج لإبطائه هذا، ويدافع عنه بما لا مجال لذكره هنا3.
          2 ـ وفي السند أيضاً: أبو وائل: شقيق بن سلمة..
          وكان عثمانياً يقع في علي عليه السلام. ويقال: إنه كان يرى رأي
          ـــــــــــــــ
          [1] الاستيعاب هامش الإصابة ج4 ص452.
          2 راجع كل ذلك في شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج4 ص99و97و98 والغارات للثقفي ج2 ص559و562 ـ564 وراجع في كونه عثمانياً: تاريخ بغداد ج9 ص270 وتهذيب الكمال ج12 ص553 وطبقات ابن سعد ج6 ص71 وتهذيب تاريخ دمشق ج5 ص379.
          3 طبقات ابن سعد ج6 ص51و52.

          الخوارج. ولا خلاف في كونه خرج معهم على علي عليه السلام. وقد روى خلف بن خليفة قال: قال أبو وائل: خرجنا أربعة آلاف، فخرج إلينا علي، فما زال يكلمنا، حتى رجع منا ألفان..
          وعده الثقفي فيمن خرج عن طاعة علي، ومن فقهاء الكوفة، ممن كان أهل عداوة له وبغض[1].
          وقال لمن سبّ الحجاج وذكر مساوئه: لا تسبّه! وما يدريك؟ لعله قال: اللهم اغفر لي، فغفر له2.
          وقال عاصم بن أبي النجود: قلت لأبي وائل: شهدت صفين؟!
          قال: نعم، وبئست الصفوف كانت3.
          3 ـ وفي السند محمد بن كثير العبدي، قال ابن معين: لم يكن بثقة. وقال ابن قانع: ضعيف. وقال ابن معين أيضاً: لم يكن يستاهل أن يكتب عنه4 وقال أيضاً: لا تكتبوا عنه5.
          4 ـ وفي السند أيضاً غندر. والحصين بن عبد الرحمن السلمي. وفيهما أيضاً كلام يراجع في كتب الرجال والتراجم6.
          وفيما ذكرناه كفاية.
          ـــــــــــــــ
          [1] راجع المصادر في ما قبل الهامش الأخير.
          2 سير أعلام النبلاء ج4 ص165 وحلية الأولياء ج4 ص102.
          3 سير أعلام النبلاء ج4 ص166.
          4 تهذيب التهذيب ج9 ص418. وكلام ابن معين الأخير في سير أعلام النبلاء ج10 ص384 وفي تهذيب الكمال ج26 هامش ص336.
          5 تهذيب الكمال ج26 ص336.
          6 راجع: تهذيب التهذيب ج9 ص98 وج2 ص382و383.

          تعليق


          • الاسانيد

            حدثنا ‏يحيى بن بكير
            ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الليث ‏ ‏عن
            ‏ ‏يونس ‏ ‏عن
            ‏ ‏ابن شهاب ‏قال
            أخبرني
            ‏عروة بن الزبير
            ‏وسعيد بن المسيب
            ‏ ‏وعلقمة بن وقاص ‏
            ‏وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود
            ******////
            8 ـ وأما الرواية عن عائشة:

            فقد رواها عنها، حسب إحصائية العسقلاني عشرة من التابعين، وهم:
            1 ـ عروة بن الزبير.
            2 ـ سعيد بن المسيب، ولكن في سيرة ابن هشام: سعيد بن جبير.
            3 ـ علقمة بن وقاص.
            4 ـ عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود.
            5 ـ القاسم بن محمد بن أبي بكر.
            6 ـ عمرة بنت عبد الرحمن.
            7 ـ عباد بن عبد الله بن الزبير.
            8 ـ أبو سلمة بن عبد الرحمن.
            9 ـ الأسود بن يزيد.
            10 ـ مقسم مولى ابن عباس.
            وقد رواها الزهري عن الأربعة الأول، ورواها عن الزهري ثلاثة وعشرون رجلاً، خمسة منهم روايتهم في الصحاح، وهم:
            1 ـ يونس بن يزيد الأيلي.
            2 ـ فليح بن سليمان.
            3 ـ صالح بن كيسان.
            4 ـ معمر.
            5 ـ النعمان بن راشد..
            ورواها في غير الصحاح ـ حسب إحصائية العسقلاني ـ ثمانية عشر رجلاً.. وقد تقدمت أسماؤهم، عند ذكرنا لمصادر رواية الزهري، في الفصل الأول في الهوامش. فلا نعيد. ولسوف تأتي المناقشة في غالبهم إن شاء الله تعالى.

            تعليق


            • الاسانيد

              حدثنا ‏يحيى بن بكير
              ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الليث ‏ ‏عن
              ‏ ‏يونس ‏ ‏عن
              ‏ ‏ابن شهاب ‏قال
              أخبرني
              ‏عروة بن الزبير
              ‏وسعيد بن المسيب
              ‏ ‏وعلقمة بن وقاص ‏
              ‏وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود
              ******////
              يقول اميري حسين-5
              {هنا بطل روايتنا للعلم رجاء}
              أما رواية عروة:

              ففي أسانيدها عدد ممن لا يمكن قبول روايتهم، وهم:
              1 ـ عروة بن الزبير نفسه. فقد عده الإسكافي من التابعين، الذين كانوا يضعون أخباراً قبيحة في علي[1].
              ويقولون أيضاً: إنه كان يتألف الناس على روايته2.
              وروى عبد الرزاق، عن معمر، قال: كان عند الزهري حديثان عن عروة، عن عائشة في علي عليه السلام، فسألته عنهما يوماً، فقال: ما تصنع بهما وبحديثهما؟، إني لأتهمهما في بني هاشم3.
              وقال يحيى بن عروة: كان عروة إذا ذكر علياً نال منه4.
              وكان عروة أيضاً إذا ذكر علياً أخذه الزمع، فيسبه ويضرب بإحدى
              ـــــــــــــــ
              [1] شرح النهج للمعتزلي ج4 ص63.
              2 تهذيب التهذيب ج7 ص182 وصفة الصفوة ج2 ص85 وسير أعلام النبلاء ج4 ص425و431 وحلية الأولياء ج2 ص176 وتهذيب الكمال ج20 ص16 وتذكرة الحفاظ ج1 ص61 وخلاصة تذهيب تهذيب الكمال ص265.
              3 شرح النهج ج4 ص64، وقاموس الرجال ج6 ص299.
              4 الغارات للثقفي ج2 ص576، وشرح النهج للمعتزلي ج4 ص102.

              يديه على الأخرى الخ[1].
              وقال لابن عمر: إنا نجلس إلى أئمتنا هؤلاء، فيتكلمون بالكلام نعلم أن الحق غيره، فنصدقهم، ويقضون بالجور فنقويهم، ونحسّنه لهم، فكيف ترى في ذلك؟!
              فقال له ابن عمر: يا ابن أخي، كنا مع رسول اللهص نعدّ هذا النفاق؛ فلا أدري كيف هو عندكم2.
              2 ـ هشام بن عروة: كان أبو الأسود يعجب من حديث هشام عن أبيه، وربما مكث سنة لا يكلمه.
              وقال ابن خراش: كان مالك لا يرضاه، ونقم عليه حديثه لاهل العراق. وقال العسقلاني: في كبره تغير حفظه، فتغير حديث من سمع منه3.
              وقد حاول أن يقبل يد المنصور، فيمنعه إكراماً له4.
              وقال ابن حبيب: «.. وحدّ أبو بكر بن عمرو بن حزم الأنصاري، وهو عامل عبد الملك على المدينة، هشام بن عروة بن الزبير في فرية على رجل من بني أسد بن عبد العزى..
              وحد عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس الفهري، وهو عامل المدينة
              ـــــــــــــــ
              [1] قاموس الرجال ج6 ص300.
              2 السنن الكبرى ج8 ص165 وراجع ص164 لكنه لم يصرح في هذه الصفحة باسم عروة ومثله في الترغيب والترهيب ج4 ص382 عن البخاري. وإحياء علوم الدين ج3 ص159 وأشار في هامشه إلى الطبراني.
              3 راجع: تهذيب التهذيب ج11 ص50و51 وفتح الباري المقدمة ص448. وتهذيب الكمال ج30 ص239و238.
              4 تاريخ بغداد.

              للوليد بن عبد الملك هشام بن عروة بن الزبير في فرية افتراها على رجل من بني المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم[1].
              3 ـ أبو أسامة. وهو حماد بن أسامة. قال ابن سعد: كان يدلس، ويبين تدليسه. وقال وكيع: نهيت أبا أسامة أن يستعير الكتب. وكان دفن كتبه.. وقال سفيان بن وكيع: كان أبو أسامة يتبع كتب الرواة، فيأخذها وينسخها، قال لي ابن نمير: أن المحسن لأبي أسامة يقول: إنه دفن كتبه، ثم تتبع الأحاديث بعد من الناس. قال سفيان بن وكيع: إني لأعجب كيف جاز حديث أبي أسامة، كان أمره بيناً، وكان من أسرق الناس لحديث جيد، وذكره الأزدي في الضعفاء2.
              وعدّه المسترشد فيمن يحمل على علي عليه السلام3.
              4 ـ فليح بن سليمان. ممن روى عن هشام بن عروة، حسب رواية البخاري، ووقع أيضاً في رواية الزهري عند البخاري ومسلم معاً..
              قال ابن معين، وأبو حاتم، ومظفر بن مدرك، والنسائي، وأبو داود وأبو أحمد، علي بن المديني ـ كلهم قالوا ـ: ضعيف..
              وقال الطبري: ولاّه المنصور على الصدقات، لأنه كان أشار عليهم بحبس بني حسن4..
              وقال ابن معين: ليس قوي ولا يحتج به، وكذا قال أبو حاتم، وكان
              ـــــــــــــــ
              [1] المنمق ص502.
              2 تهذيب التهذيب ج3 ص3، ومقدمة فتح الباري ص396، 397.
              3 قاموس الرجال ج3 ص392.
              4 تهذيب التهذيب ج8 ص304 وتهذيب الكمال ج23 ص318و319.

              يحيى بن معين يقشعر من أحاديث فليح بن سليمان[1].
              وقال أبو زرعة: واهي الحديث. وذكره العقيلي، وابن عدي، وابن الجوزي، والذهبي في جملة الضعفاء2.
              وهكذا الحال بالنسبة لـ:
              5 ـ يونس بن بكير.
              6 ـ يحيى بن زكريا.
              7 ـ حماد بن سلمة.
              8 ـ ابي اويس، عبد الله، بن عبد الله الأصبحي.
              وغيرهم.

              تعليق


              • حدثنا ‏يحيى بن بكير
                ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الليث ‏ ‏عن
                ‏ ‏يونس ‏ ‏عن
                ‏ ‏ابن شهاب ‏قال
                أخبرني
                ‏عروة بن الزبير
                ‏وسعيد بن المسيب
                ‏ ‏وعلقمة بن وقاص ‏
                ‏وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود
                ******////
                رواية الزهري:

                قلنا فيما سبق إنها وردت في الصحيح عن خمس من الرواة عن الزهري، وفي غير الصحيح عن ثمانية عشر، رووها عنه أيضاً حسب إحصائية العسقلاني..
                ونحن نتكلم أولاً على ما ورد في صحاح أهل السنة منها، ثم نعطف الكلام للإشارة إلى حال بعض من رواها عن الزهري في غير الصحيح.. غير أننا نبدأ حديثنا حول الذين روى الزهري عنهم، حسبما ورد في صحاح أهل السنة، فنقول:
                ـــــــــــــــ
                [1] راجع في ذلك وسواه سير أعلام النبلاء ج7 ص353و354 وتهذيب الكمال ج23 ص320.
                2 هامش كتاب تهذيب الكمال ج23 ص322.
                {يقول اميري حسين هؤلاء ابطال رواية الافك}
                لزهري ومن روى عنهم الزهري:
                لقد رواها الزهري، عن: عروة بن الزبير، وعلقمة بن وقاص، وسعيد بن المسيب، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة.. فأما:
                1 ـ عروة بن الزبير: فقد تقدم بعض ما يشير إلى حاله، وأن الزهري، وغيره قد اتهموه بوضع الاحاديث، والكذب على بني هاشم، وعلي.. وأما:
                2 ـ سعيد بن المسيب: فنحن لا نثق بروايته ايضاً، لانحرافه عن علي عليه السلام.. وقد جبهه عمر بن علي بكلام شديد، حيث جعله من المنافقين، وفهم هو نفسه ذلك، فقال له: يا بن أخيه، جعلتني منافقاً؟! قال: ذلك ما أقول لك. قال: ثم انصرف[1]..
                وقال المفيد رحمه الله: وأما ابن المسيب فليس يدفع نصبه، وما اشتهر عنه من الرغبة عن الصلاة على زين العابدين.. قيل له: ألا تصلي على هذا الرجل الصالح، من أهل البيت الصالح؟ فقال: صلاة ركعتين أحب إلي من الصلاة على هذا الرجل الصالح، من أهل البيت الصالح2..
                وروي عن مالك: أنه كان خارجياً3.. وإذا كان عدواً لعلي عليه السلام فهو عدو الله عز وجل، لما روي من قول النبيص: عدوك عدوي، وعدوي عدو لله عز وجل.. وبعد هذا فكيف يصح الاعتماد
                ـــــــــــــــ
                [1] الغارات للثقفي ج2 ص580، وشرح النهج ج4 ص101، والبحار ط قديم ج11 ص41 وج8 ص730.
                2 قاموس الرجال ج4 ص378و376 عن: عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري.
                3 قاموس الرجال ج4 ص378.

                على روايته، والوثوق بأقواله؟!
                3 ـ وأما عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، فإننا لم نجد تاريخ ولادته.. ولكن قال علي بن المديني: إنه لم يصح له سماع من زيد بن ثابت. ولا رؤية[1].. فإذا أضفنا إلى ذلك: أن من الأقوال في وفاة زيد هو سنة 55 هـ. فإننا لا نستطيع حينئذ أن نجزم برؤيته لعائشة، وسماعه منها أيضاً، لأنها إنما توفيت في سنة سبع، أو ثمان وخمسين..
                4 ـ وأما الزهري نفسه، فهو ايضاً كان منحرفاً عن علي عليه السلام. قال محمد بن شيبة: شهدت مسجد المدينة، فإذا الزهري، وعروة بن الزبير قد جلسا، فذكرا علياً، فنالا منه، فبلغ ذلك علي بن الحسين، فجاء حتى وقف عليهما، فقال: أما أنت يا عروة، فإن أبي حاكم أباك إلى الله. فحكم الله لابي على أبيك.. وأما أنت يا زهري، فلو كنت أنا وأنت بمكة لأريتك كنّ أبيك2.
                وعدّه الثقفي من فقهاء الكوفة، الذين خرجوا عن طاعة علي، وكانوا أهل عداوة له وبغض، وخذلوا عنه3..
                وكان الزهري يرى بني أمية في عداد المؤمنين،
                وأن الخارج عليهم يعد من جملة البغاة4
                ـــــــــــــــ
                [1] تهذيب التهذيب ج7 ص24.
                2 الغارات ج2 ص578، وشرح النهج للمعتزلي ج4 ص102، والبحار ط قديم ج11 ص41و42 وج8 ص730.
                3 الغارات للثقفي ج2 ص558 ـ560.
                4 سير أعلام النبلاء ج3 ص376.

                وتزلفه لهم، وتعليمه لأولادهم، وتوليه القضاء لهم معروف ومشهور[1]
                وعن عبيد الله بن عمر: كنت ارى الزهري يعطى الكتاب فلا يقرؤه ولا يقرأ عليه فيقال له: نروي ذلك عنك؟
                فيقول: نعم2.
                وعن سفيان الثوري قال: أتيت الزهري فتثاقل علي فقلت له: لو أنك أتيت أشياعنا فصنعوا بك مثل هذا فقال: كما انت ودخل إلي كتاباً فقال: خذ هذا فأروه عني، فما رويت عنه حرفاً3.
                5 ـ وأما علقمة.. فلا يمكن الاعتماد على روايته بمجردها، لأننا لا نعرف ما الذي رواه عن الزهري بالتحديد.. وخاصة بعد أن كنا لا نثق بسماع الزهري من عروة، ولا بسماع عبيد الله من عائشة.. وبالأخص إذا لاحظنا: أن الروايات التي نقلت عن بعض هؤلاء تتناقض وتختلف مع بعضها البعض بشكل واضح وملموس.

                تعليق


                • الرواة عن الزهري:

                  وأما من روى حديث الإفك عن الزهري في الصحاح فهم..
                  1 ـ النعمان بن راشد مولى بني أمية ـ علقه عن الزهري في البخاري، في كتاب المغازي.. وقد ضعفه يحيى القطان جداً. وقال
                  ـــــــــــــــ
                  [1] سير أعلام النبلاء ج5 ص331 وراجع ص334.
                  2 المعرفة والتاريخ ج1 ص635 وتهذيب الكمال ج26 ص439/440.
                  3 تهذيب الكمال ج26 ص440.

                  أحمد بن حنبل: مضطرب الحديث، روي له أحاديث مناكير. وقال العقيلي: ليس بالقوي، يعرف فيه الضعف. وقال النسائي. ضعيف كثير الغلط، وقال البخاري، وأبو حاتم: في حديثه وهم كثير، وقال ابن أبي حاتم: أدخله البخاري في الضعفاء، وقال أبو داود: ضعيف، وقال ابن معين: ضعيف. وقال مرة: ليس بشيء[1]..
                  2 ـ فليح بن سليمان ـ وقد تقدم الحديث عنه في رواية عروة.
                  3 ـ يونس بن يزيد الأيلي ـ قال وكيع: كان سيء الحفظ، وقال أحمد: لم يكن يعرف الحديث، وكان يشتبه عليه. وقال: إن في حديثه عن الزهري منكرات. وقال ابن سعد: حلو الحديث كثيره، وليس بحجة، وربما جاء بالشيء المنكر..
                  وقال ابن يونس: كان من موالي بني أمية2 هو مولى معاوية بن أبي سفيان.
                  4 ـ عبد الرزاق الصنعاني ـ هو الراوي عن معمر، عن الزهري. قال ابن شبويه: كان بعدما عمي يلقن. وقال أحمد: كذلك. وقال أيضاً: من سمع منه بعدما ذهب بصره فهو ضعيف السماع. وقال النسائي: فيه نظر لمن كتب عنه بآخرة، كتب عنه أحاديث مناكير، وقال ابن حبان: كان
                  ـــــــــــــــ
                  [1]تهذيب التهذيب ج10 ص452 وتهذيب الكمال ج29 ص446و447و448 والجرح والتعديل ج8 رقم الترجمة2060 والضعفاء الكبير للعقيلي والعلل ومعرفة الرجال ج2 ص251 والتاريخ الكبير للبخاري ج8 الترجمة رقم2248 والمحلى ج6 ص121.
                  2 تهذيب التهذيب ج11 ص450 ـ452، وراجع مقدمة فتح الباري ص455 وراجع تهذيب الكمال ج32 ص554و555و557 والجرح والتعديل ج9 الترجمة رقم1042.

                  ممن يخطئ إذا حدث من حفظه.
                  وقال العباس العنبري ـ حين قدم من صنعاء ـ لقد تجشمت إلى عبد الرزاق، وإنه لكذاب، والواقدي أصدق منه، وعن زياد قال: لم يخرج أحد من هؤلاء الكبار من ههنا إلا وهو مجمع ألا يحدث عنه[1].. وعن زيد بن المبارك قال: كان عبد الرزاق كذاباًَ يسرق الحديث2 وقال فيه سفيان بن عيينة: أخاف أن يكون من الذين أضل سعيهم في الحياة الدنيا3.
                  5 ـ والرواية عن صالح بن كيسان الذي كان معلماً لأولاد الوليد بن عبد الملك4 نجد في سندها:
                  أ: عبد العزيز بن عبد الله الأويسي. وقد ضعفه أبو داود5.
                  ب: إبراهيم بن سعد الذي ولي بيت المال ببغداد ـ وقد ذكر عند يحيى بن سعيد، فجعل كأنه يضعفه. وكان يجيز الغناء بالعود، وقال صالح جزرة: كان صغيراً حين سمع من الزهري6.
                  ـــــــــــــــ
                  [1] تهذيب التهذيب ج6 ص312 ـ314، 315، ومقدمة فتح الباري ص418 وسير أعلام النبلاء ج9 ص571 وما سبقها ولحقها وتهذيب الكمال ج18 ص57و58 وراجع: الضعفاء للعقيلي.
                  2 سير اعلام النبلاء ج9 ص574.
                  3 راجع كتاب: الضعفاء الكبير للعقيلي.
                  4 سير أعلام النبلاء ج5 ص454 وتهذيب الكمال ج13 ص81 وتهذيب تاريخ دمشق ج6 ص380.
                  5 تهذيب التهذيب ج6 ص346، ومقدمة الفتح ص419.
                  6 تهذيب التهذيب ج1 ص123، ومقدمة الفتح ص485 وسير أعلام النبلاء ج8 ص306و307و308 وراجع: تهذيب الكمال ج2 ص92 وميزان الاعتدال ج1 ص33و34 والكامل لابن عدي.
                  ج: الحسن بن علي الحلواني ـ قال أبو سلمة بن شبيب عنه: يرمى في الحش، من لم يشهد بكفر الكافر فهو كافر. وقال الإمام أحمد: ما أعرفه بطلب الحديث، ولا رأيته يطلبه، ولم يحمده، ثم قال: يبلغني عنه أشياء أكرهه. وقال مرة: أهل الثغر عنه غير راضين، أو ما هذا معناه[1].
                  هؤلاء هم الذين وردت روايتهم عن الزهري في الصحاح، وقد رأينا أنهم والزهري، ومن يروي عنه الزهري جميعاً لم يسلموا من الطعن والتجريح، من قبل العلماء والرجاليين..
                  وقد بقي عدد ممن رواها عن الزهري، في غير الصحاح تقدمت أسماؤهم عن فتح الباري، عند ذكر مصادر رواية الزهري. ونحن نكتفي بالإشارة إلى حال طائفة منهم على سبيل المثال.. فنقول:
                  1 ـ يعقوب بن عطاء ـ قال أحمد: منكر الحديث.
                  وقال ابن معين، وابو زرعة، والنسائي: ضعيف.
                  وقال أحمد: ضعيف.
                  وقال أبو حاتم ليس بالمتين. إلى غير ذلك مما لا مجال لتتبعه2.
                  2 ـ عبد الرحمن بن إسحاق ـ فإن كان هو الذي يقال له: عباد بن إسحاق.. فقد قال القطان: سألت عنه بالمدينة، فلم أرهم يحمدونه، ومثل ذلك نقل عن إسماعيل بن إبراهيم، وعلي بن المديني.
                  ـــــــــــــــ
                  [1] تهذيب التهذيب ج2 ص303 وتهذيب الكمال ج6 ص262و263 وراجع تاريخ بغداد ج7 ص365.
                  2 تهذيب التهذيب ج11 ص393 وتهذيب الكمال ج32 ص354و355 والجرح والتعديل ج9 ص211 وميزان الاعتدال ط سنة1416هـ ج7 ص279/280 والضعفاء الكبير ج4 ص446.

                  وقال العجلي: ليس بالقوي.
                  وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، ولا يحتج به.
                  وقال الحاكم: لا يحتجان «يعني مسلم والبخاري» به، ولا واحد منهما.
                  وقال السعدي: غير محمود في الحديث.
                  وقال الدارقطني: ضعيف، يرمى بالقدر، إلى غير ذلك[1].
                  وإن كان هو الواسطي ـ فقد قال البخاري: فيه نظر.
                  وكان أحمد يضعفه، ويقول: ليس بشيء منكر الحديث.
                  وقال ابن معين: ضعيف ليس بشيء.
                  وقال ابن سعد، والعجلي، والعقيلي، وأبو حاتم، ويعقوب بن سفيان، وأبو داود، والنسائي، وابن حبان: ضعيف.. إلى غير ذلك[1].
                  3 ـ سفيان بن عيينة: قد اختلط في أواخر عمره، وقد ورد بسند قوي: أنه هو نفسه قد اعترف أنه يزيد وينقص في الحديث، وعلل ذلك بأنه قد كبر وسمن، وقال سليمان بن حرب: إنه أخطأ في عامة حديثه عن أيوب.. وكان من أعداء اهل البيتع، وكان يدلس كما عن جامع ابن الأثير3.
                  ـــــــــــــــ
                  [1] تهذيب التهذيب ج6 ص137 ـ 139 وراجع: الجرح والتعديل ج5 ص521 و522 و524.
                  2 تهذيب التهذيب ج6 ص136 ـ137 وراجع: تهذيب الكمال ج16 ص517و518 وراجع: سنن الدارقطني ج2 ص121 والجرح والتعديل ج5 ص213.
                  3 تهذيب التهذيب ج4 ص120 ـ121، وقاموس الرجال ج4 ص398،399.
                  4 ـ يحيى بن سعيد الأنصاري قاضي المدينة والذي أقدمه المنصور وولاه القضاء بالهاشمية أو بغداد ـ متهم بالتدليس، اتهمه بذلك الدمياطي ويحيى بن سعيد القطان[1].
                  5 ـ إسحاق بن راشد ـ قال ابن معين: إنه ليس في رواية الزهري بذاك، وقال ابن خزيمة: لا يحتج بحديثه.. واعترف هو أنه لم يلق الزهري، وإنما يحدث من كتاب له وجده ببيت المقدس..
                  وقال الذهبي: إن في حديثه عن الزهري اضطراباً شديداً..
                  وقال النسائي: ليس بذاك القوي2..
                  6 ـ إسماعيل بن رافع الذي كان قاصاً ـ قال عمر بن علي: منكر الحديث، في حديثه ضعف.
                  وقال أحمد: ضعيف، وقال في رواية عنه: منكر الحديث.
                  وقال ابن معين: ضعيف.
                  وفي رواية الدوري عنه أنه قال: ليس بشيء.
                  وقال أبو حاتم: منكر الحديث.
                  وقال الترمذي: ضعفه بعض أهل العلم.
                  وقال النسائي: متروك الحديث. وقال مرة: ضعيف. وقال مرة: ليس بشيء، ومرة: ليس بثقة.
                  وقال ابن خراش والدارقطني، وعلي بن الجنيد: متروك.
                  ـــــــــــــــ
                  [1] تهذيب التهذيب ج11 ص224.
                  2 تهذيب التهذيب ج1 ص230، 231، ومقدمة فتح الباري ص386 وراجع: تهذيب الكمال ج2 ص421و422 وراجع: تهذيب تاريخ دمشق ج2 ص439.

                  وقال ابن عدي: أحاديثه كلها مما فيه نظر، إلا أنه يكتب حديثه في جملة الضعفاء.
                  وقال العجلي: ضعيف الحديث.
                  وقال الحاكم أبو أحمد: ليس بالقوي عندهم.
                  وذكره يعقوب بن سفيان في باب من يرغب في الرواية عنه.
                  وقال البزار: ليس بثقة، ولا حجة، وضعفه أبو حاتم، والعقيلي، وابو العرب والمقدمي، ومحمد بن عبد الله بن عمار، وابن الجارود، وابن عبد البر، وابن حزم، والخطيب، وأبو داود، وغيرهم[1].
                  7 ـ عطاء الخراساني ـ ذكره البخاري في الضعفاء، وقال سعيد بن المسيب: كذب علي عطاء، ما حدثته هكذا.
                  وقال ابن حبان: كان ردئ الحفظ، يخطئ ولا يعلم، فبطل الاحتجاج به2.
                  وذكره ابن الجوزي في الضعفاء وقال ابن حجر: يهم ويخطئ ويدلس. ونسبه سعيد بن المسيب إلى الكذب3.
                  8 ـ صالح بن أبي الأخضر.. قال ابن معين: ليس بالقوي. وقال مرة: ضعيف.
                  وقال الجوزجاني: اتهم في أحاديثه..
                  ـــــــــــــــ
                  [1] تهذيب التهذيب ج1 ص295 ـ296 وراجع: تهذيب الكمال ج3 ص86 ـ89 والضعفاء الكبير ج1 ص78 والمجروحون ج1 ص124.
                  2 تهذيب التهذيب ج7 ص214، 215 وراجع التاريخ الكبير للبخاري الترجمة رقم278 والمجروحون ج2 ص130و131.
                  3 التاريخ الكبير ج6 الترجمة رقم3027.
                  وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث، وقال البخاري، والنسائي: ضعيف.
                  وقال الترمذي: يضعف في الحديث، ضعفه يحيى القطان وغيره.
                  وقال ابن عدي: في بعض حديثه ما ينكر، وهو من الضعفاء الذين يكتب حديثهم، وذكره الفسوي في باب من يرغب في الرواية عنهم، وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم.
                  وقال الدارقطني: لا يعتبر به.
                  وقال المروزي: لم يرضه أحمد، إلى آخر ما هنالك[1].
                  9 ـ معاوية بن يحيى الصدفي ـ الذي كان على بيت المال بالري من قبل المهدي العباسي: قال يحيى بن معين: هالك، ليس بشيء.
                  وقال الجوزجاني: ذاهب الحديث.
                  وقال أبو زرعة: ليس بقوي، أحاديثه كأنها منكرة..
                  وقال أبو حاتم: ضعيف في حديثه إنكار، وقال أبو داود، والنسائي، وأبو علي النيسابوري: ضعيف.
                  وقال النسائي أيضاً: ليس بثقة.
                  وقال في موضع آخر: ليس بشيء.
                  وقال ابن عدي: عامة رواياته فيها نظر.
                  ـــــــــــــــ
                  [1] تهذيب التهذيب ج4 ص380، 381 وراجع سير أعلام النبلاء ج7 ص304. وتهذيب الكمال ج13 ص13و14و15 وراجع: الجرح والتعديل ج4 الترجمة رقم1727 وأحوال الرجال الترجمة رقم182 والجامع الصحيح للترمذي ج5 ص320 والضعفاء والمتروكون للنسائي الترجمة رقم302 والمجروحون ج1 ص368و369 وراجع تقريب التهذيب.

                  وقال الحاكم أبو أحمد: يروي عنه الهقل بن زياد، عن الزهري أحاديث منكرة، شبيهة بالموضوعة.
                  وقال الساجي: ضعيف الحديث جداً، وكان اشترى كتاباً للزهري من السوق، فروى عن الزهري..
                  وقال أحمد بن حنبل: تركناه[1] إلى آخر ما هنالك..
                  10 ـ ابن أبي عتيق: قال ابن حبيب: «.. وحد مروان أيضاً: ابن أبي عتيق. واسمه: عبد الله، بن محمد، بن عبد الرحمن، بن أبي بكر، في الخمر، فلقيه أبو قتادة بن ربعي الأنصاري، بعدما ضرب، فقال: يا ابن أخي، ما صنع بك في خُلَيْلَة ضربوك؟
                  فقال: كلا والله يا عمرو، إنها لصهباء من داروم، أو بابلية، أو من بلاس، بلد بها الخمور، فقال أبو قتادة: فلا أراهم إذن ظلموك..» 2.
                  وقد قالت فيه امرأته، وهي أعرف الناس به:
                  أذهبـــت مــالك غـير مـــتّرك في كل مـومسة وفي الخمر3
                  كل ما تقدم كان استطراداً في مناقشة سند بعض ما روي عن الزهري في غير الصحاح الستة.. والباقون من الرواة عنه: إما مجهول. وإما لا يمكن الاعتماد على روايته. إما لضعفه في نفسه، وإما لضعف من يروي عنه..
                  ـــــــــــــــ
                  [1] تهذيب التهذيب ج10 ص219، 220 وراجع تهذيب الكمال ج28 ص222و223 وراجع: الضعفاء الكبير للعقيلي ج4 ص83 و التاريخ الكبير ج4 قسم1 ص336 والجرح والتعديل ج8 ص384 وميزان الاعتدال ط سنة1416 ج6 ص461.
                  2 المنمق ط الهند ص499، 500.
                  3 تهذيب الكمال ج16 ص67.

                  تعليق




                  • فالراوون عن الزهري إذن تُرد بضاعتهم إليهم، ولسنا على ذلك من النادمين..
                    ومن رواة حديث الإفك عن عائشة، من غير طريق الزهري:
                    1 ـ الأسود بن يزيد ـ وقد كان يقع في علي عليه السلام عند بعض أمهات المؤمنين. ومات على ذلك.
                    وقالت امرأة مسروق بن الأجدع: إنه كان يفرط في سب علي عليه السلام، وبقي على ذلك حتى مضى لشانه.
                    وعده الثقفي من فقهاء الكوفة الخارجين عن طاعة علي عليه السلام، ومن أهل العداوة والبغض له[1].
                    2 ـ مقسم مولى ابن عباس ممن روى ذلك عن عائشة في غير الصحاح ـ باختصار ـ قال ابن حزم: ليس بالقوي.
                    وقال الساجي: تكلم بعض الناس في روايته.
                    وقال ابن سعد: كان كثير الحديث ضعيفاً.
                    وذكره البخاري في الضعفاء، وقال في التاريخ الصغير: لا يعرف لمقسم سماع من أم سلمة، ولا ميمونة، ولا عائشة2.
                    3 ـ أفلح مولى أبي أيوب، وهو لم يحضر قضية الإفك، لأنه من سبي أبي بكر من عين التمر، فروايته مرسلة.
                    ـــــــــــــــ
                    [1] راجع: شرح النهج للمعتزلي ج4 ص97، 98، والغارات للثقفي ج2 ص559.
                    2 تهذيب التهذيب ج2 ص382، 383 وراجع: التاريخ الصغير للبخاري ج1 ص294 وراجع: طبقات ابن سعد ج7 ص471 والمحلى ج2 ص189 وج5 ص219 وج10 ص80و81 وج11 ص45 وراجع ميزان الاعتدال ط سنة 1416 ج6 ص508.

                    4 ـ سفيان بن وكيع ـ روى عنه ابن جرير قضية الإفك، عن علقمة بن وقاص. وسفيان هذا لا يمكن الاعتماد عليه أصلاً.. فقد قال عنه البخاري يتكلمون فيه لأشياء لقنوه، وقال أبو زرعة حينما سئل عنه: لا يشتغل به وكان يتهم بالكذب. وذهب إليه أبو حاتم وجماعة من مشايخ أهل الكوفة، ونصحوه، وأخبروه أن ورّاقة يدخل بين حديثه ما ليس منه.. ولكنه لم يفعل شيئاً. وقال النسائي: ليس بثقة. وفي موضع آخر: ليس بشيء. إلى غير ذلك مما لا مجال لاستقصائه.. [1]
                    5 ـ محمد بن المثنى ـ روى عنه البخاري قضية دخول ابن عباس على عائشة عند موتها الخ. وقد قال فيه صالح بن محمد: صدوق اللهجة، وكان في عقله شيء. وقال النسائي: لا بأس به، كان يغير في كتابه2.
                    6 ـ بندار ـ في رواية الترمذي وأبي داود، وابن ماجة ـ وهو محمد بن بشار ـ قال عبد الله بن محمد بن سيار: سمعت عمرو بن علي يحلف: أن بنداراً يكذب فيما يروي عن يحيى. وكان يحيى بن معين، لا يعبأ به ويستضعفه. وكان القواريري لا يرضاه وقال: كان صاحب حمام، وسئل ابن المديني عن حديث رواه بندار فقال: هذا كذب. وأنكره أشد الإنكار.. إلى غير ذلك3.
                    ـــــــــــــــ
                    [1] راجع: تهذيب التهذيب ج4 ص124 وراجع: سير أعلام النبلاء ج12 ص152 وتهذيب الكمال ج11 ص202و203 وميزان الاعتدال ط سنة 1416 دار الكتب العلمية ج3 ص249و 250 والجرح والتعديل ج4 ص231و232.
                    2 راجع: تهذيب التهذيب ج9 ص426، 427 وميزان الاعتدال ج6 ص318 ط سنة1416 وراجع سير أعلام النبلاء ج12 ص24 وتهذيب الكمال ج26 ص363.
                    3 راجع: تهذيب التهذيب ج9 ص71، 72 وراجع سير أعلام النبلاء ج12 =

                    تعليق


                    • الختام في ذكر الاسانيد

                      حدثنا ‏يحيى بن بكير
                      ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الليث ‏ ‏عن
                      ‏ ‏يونس ‏ ‏عن
                      ‏ ‏ابن شهاب ‏قال
                      أخبرني
                      ‏عروة بن الزبير
                      ‏وسعيد بن المسيب
                      ‏ ‏وعلقمة بن وقاص ‏
                      ‏وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود
                      ******////


                      7 ـ وأما رواية البخاري، عن ابن أبي مليكة: أن ابن عباس دخل على عائشة حين موتها ومدحها بما تقدم، فهي رواية لا يمكن الاعتماد عليها، فإن ابن أبي مليكة كان مؤذناً لعبد الله بن الزبير وقاضياً له[1].

                      هذا عدا عن أن الرواية مرسلة، إذ قد أورد هذه الرواية ابن سعد، وأحمد، عن ابن أبي مليكة، عن ذكوان، فأسقط البخاري ذكوان من سند الرواية، أو أنه أسقط غيره لا ندري، فتكون مرسلة لا حجة فيها، لأن ابن أبي مليكة لم يشهد ذلك ولا سمعه من ابن عباس حال قوله لعائشة من دون توسط ذكوان أو غيره2. ووجه العسقلاني ذلك: بأن من المحتمل أن يكون شهد ذلك لكنه نسيه، فذكره به ذكوان3.
                      وبقي في المقام كلمات بعض التابعين، كالضحاك، ومجاهد، وابن سيرين، واضرابهم حول كون حديث الإفك في عائشة،.. ويكفي إرسالها ضعفاً فيها، فضلاً عن سوى ذلك.
                      خلاصة جامعة:

                      وحسبنا ما ذكرناه حول أسانيد روايات الإفك، فإن فيما ذكرناه مقنعاُ للمنصف الخبير، والناقد البصير.. وتكون النتيجة بعد تلك الجولة هي: انه لا روايات الصحاح، ولا غيرها يصح الاعتماد عليها، سنداً
                      ـــــــــــــــ
                      = ص147و148 وتهذيب الكمال ج24 ص55 وراجع ص516 وتاريخ بغداد ج2 ص103 وفتح الباري المقدمة وميزان الاعتدال ج6 ص79 ط سنة1416ه.
                      [1] تهذيب الكمال ج15 ص256.
                      2 فتح الباري ج8 ص371و372.
                      3 فتح الباري ج8 ص371و372.

                      لإثبات حديث الإفك، ونسبته إلى عائشة.. وإن غالب ما ورد في ذلك إما مرسل، أو معلق، أو منقطع.. والمتصل منه ضعيف السند، لا يصح الاعتماد عليه..
                      وقد اتضح أيضاً: أن عمدة تلك الأحاديث، وجلها إن لم يكن كلها ينتهي إلى عائشة، ويبدأ بها.. وفضلاً عن أنها جميعاً لم تسلم أسانيدها من الطعن والتضعيف: فإننا قد وجدناها متناقضة متباينة كما سيتضح..
                      ولعله يجوز لنا هنا ان نسأل: إن قضية بهذه الأهمية، وحصل لها مثل ذلك الشيوع والاشتهار، حتى لم يبق بيت، ولا ناد، إلا طار فيه، حتى إن النبيص قد خطب الناس لأجلها مرتين، ونزلت فيها آيات قرآنية كثيرة، نعم، إن قضية هذا حالها، كيف لم ترو إلا عن عائشة؟ أو على الأقل لا يمكن إثباتها إلا من قبلها؟! إن ذلك لعجيب حقاً!! وأي عجيب!!..
                      وأخيراً.. وإذا جاز للزهري: أن يتهم عائشة، وعروة على بني هاشم وعلي عليه السلام، وينسب إليها: أنها لا تتورع من أن تنسب لهم ما ليس بحق، بدافع من حقدها عليهم، وبغضها لهم. فلماذا لا نجيز نحن لأنفسنا: أن نحتمل أن حب عائشة لنفسها، أو على الأقل حب أتباعها لها، وبغضهم لعلي ولاسيما عروة بن الزبير، وذكوان، ومسروق بن الأجدع ومن هو منها بسبب، أو بسبيل، قد دفعهم إلى نسبة القضية لعائشة وتزيدوا فيها ما شاءت لهم قرائحهم، على اعتبار: أن ذلك يرفع من شان عائشة، لنزول آيات قرآنية فيها من جهة.. ويحرم علياً من فضل كشفه لحقيقة الإفك التي جرت لمارية، ويبرئ أقواماً قد دنسوا أنفسهم فيها..

                      ولهذا نلاحظ حرص رواية عائشة على اتهام علي عليه السلام بمجانبة الحق واتباع الهوى، ولهذه القضية نظائر كثيرة.
                      وعلى كل حال.. فإننا سوف نرجئ اصدار حكم قاطعٍ في ذلك بعد النظر في متون روايات الإفك هذه، والتدبر فيها؛ فإلى الفصول التالية.

                      يقول اميري حسين-5
                      انتهى النسخ والقص واللصق لاثبات علميا ان تلك الاسانيد
                      لايمكن الاعتماد عليها مطلقا
                      وان كان المتن هو كاف لكل ذي عقل ان ينفي الرواية وينسفها
                      لكن وجدت من الافضل ان اضع الجانب العلمي لمن في قبله مرض
                      او لمن يبحث عن الحقيقة
                      ولقد بقي امر اخر اراه مهما هو تبيان اختلاف الرواة
                      وان كثروا
                      لفضح افكهم وهو يقصون ويروون الافك
                      افك عائشة
                      ويا مكثر الافاكين
                      ويؤسفني ان اقول باني ساضطر ايضا للصق والقص والنسخ
                      لانه اكثر دقة لما ياتي الكلام من العلماء
                      لكي يلجم كل معاند
                      وحسبي الله ونعم الوكيل

                      تعليق


                      • لاختلاف في الروايات

                        /صفحة 79/
                        الفصل الثالث:

                        لا حافظة لكذوب تناقض الروايات

                        بداية:

                        إن من أمعن النظر في روايات الإفك المتقدمة، وغيرها يجد التناقض والاختلاف الكثير الكثير فيما بينها واضحاً بيناً.. حتى إنه ليجد طائفة من هذه الاختلافات والتناقضات في الرواية الواحدة.. بل إننا نستطيع أن نؤكد أن كل كلمة فيها قد وقع الاختلاف والتغيير فيها، كما لا يخفى على من يراجع الروايات..
                        وحيث إن استقصاء ذلك يستدعي إسهاباً في القول، ووقتاً طويلاً، فقد آثرنا أن نقتصر على موارد محدودة من هذه التناقضات والاختلافات لنعرضها على سبيل المثال، لا الحصر.. ونترك بقية ذلك إلى من يهمه الأمر، وتقتضي حاجته الاستقصاء فنقول:
                        1 ـ اختلفت الروايات فيمن تولى كبر الإفك:

                        فبعضها يقول: هو عبد الله بن أبي فقط كمجاهد وغيره[1]، وبعضها يقول: هو حمنة، وفي رواية أنهم: ابن أبي، وحسان، ومسطح2..
                        ـــــــــــــــ
                        [1] الدر المنثور ج5 ص33 وراجع: البحار ج20 ص314 وراجع: المعجم الكبير للطبراني ج23 ص137 وقد تقدم عن البخاري وغيره في فصل النصوص والآثار.
                        2 تفسير الطبري ج18 ص70 والبحار ج 20 ص 314 ومسند أبي يعلى ج 8 ص355 ـ =

                        وثالث يذكر: أنهم حسان، ومسطح، وحمنة[1] ورابع يذكر ـ وهو قتادة ـ: «أن الذي تولى كبره رجلان من الصحابة، أحدهما من قريش، وآخر من الأنصار»2.. ونظن أن المقصود هو ابن أبي ومسطح ـ أو علي ـ وخامس يقول: الذي تولى كبره هو حسان، كما في رواية مسروق، عن عائشة، و عند ابن هشام: أنه ابن أبي في رجال من الخزرج3 ومسطح، أو حسان، ومسطح4. وعند الطبراني هم: ابن أبي ومسطح، وحسان وحمنة5 وبنو أمية يقولون: هو علي عليه السلام..
                        2 ـ واختلفت ايضاً الروايات فيمن جلد الحد:

                        فبعضها يقول: إنه ص أمر برجلين وامرأة فجلدا الحد، وفسر الرجلان بحسان، ومسطح، والمرأة بـ «حمنة». وورد التصريح بذلك في روايات أخرى، وكتب السير والتاريخ تميل عموماً إلى هذا.. وصرح البعض بان ابن أبي لم يجلد6.
                        ويذكر البعض بدل حمنة: «أم حسنة» بنت جحش7. ولربما
                        ـــــــــــــــ
                        = 338 وراجع: مسند أحمد ج6 ص60.
                        [1] وهو قول الضحاك تفسير النيسابوري، هامش الطبري ج18 ص62.
                        2 الدر المنثور ج5 ص33 عن عبد بن حميد.
                        3 السيرة النبوية ج3 ص312 والبداية والنهاية ج4 ص161، والطبري ج2 ص267، والكامل ج2 ص267.
                        4 المعجم الكبير ج23 ص138.
                        5 المعجم الكبير ج23 ص137.
                        6 تاريخ ابن الوردي ج1 ص165.
                        7 تاريخ ابن الوردي ج1 ص165، والتنبيه والإشراف ص216.
                        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
                        تكون أم حسنة كنية لحمنة..
                        وبعضها يقول: إنه ضرب ابن أبي حدين، وبعث إلى حسان ومسطح وحمنة، فضربهم ضرباً وجيعاً، ووجئ في رقابهم..
                        وبعضها.. وهي رواية أبي اليسر، لا تذكر الوجأ في الرقاب[1] كما أنها لم تذكر حسان بن ثابت.
                        وذكر ابن حبيب أسماء من حدّ من قريش، فقال: «حد رسول الله صلى الله عليه مسطح بن أثاثة بن عباد بن عبد المطلب بن عبد مناف، وهو ابن خالة أبي بكر الصديق رضي الله عنه في قذفه عائشة رضي الله عنها بالإفك»2.
                        لكن ذلك لا يعني أنه لم يحد أحد من الأنصار.
                        وذكر المفيد ضرب حسان الحد3.
                        وفي بعضها: أنه أمر برجلين وامرأة، فضربوا حدين.
                        وبعضهم: يقتصر على ذكر حسان ومسطح، ولا يذكر حمنة4.
                        والبعض يذكر: أنه ضرب الأربعة، حسان، ومسطح، وابن أبي، وحمنة ثمانين ثمانين5.. وبعضها يضيف إليهم: زيد بن رفاعة6.
                        ـــــــــــــــ
                        [1] الدر المنثور ج5 ص29، عن الطبراني، وابن مردويه والمعجم الكبير ج23 ص124 ومجمع الزوائد ج9 ص280.
                        2 المنمق ص495/496.
                        3 الجمل ص218 ط سنة1413هـ.
                        4 الكشاف ج3 ص221، وتفسير النيسابوري هامش الطبري ج18 ص66.
                        5 المعجم الكبير ج23 ص152و111 ـ 117 ومجمع الزوائد ج7 ص80 وج9 ص236.
                        6 تاريخ الخميس ج1 ص479، وقال: كذا في معالم التنزيل، والاكتفاء.
                        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
                        وذكرت رواية أخرى: ثلاثة جلدوا ثمانين، ولم تذكر ابن أبي[1].
                        ويضيف البعض عبيد الله بن جحش أيضاً2 وأضيف أيضاً عبد الله بن جحش.
                        ويقول البعض، والعبارة لابن عبد البر: «.. وأنكر قوم: أن يكون حسان خاض في الإفك، وجلد فيه».
                        وروي عن عائشة أنها برأته من ذلك.. ثم ذكر أنها قالت في حال الطواف لأم حكيم ورفيقتها: «بل لم يقل شيئاً»3.
                        وقال الديار بكري: وفي السمط الثمين، قال أبو عمر: وهذا عندي أصح، لأنه لم يشتهر جلد حسان، ولا عبد الله، ولا من اشتهر من الجميع4..
                        .. وأخرج البيهقي عن فليح بن سليمان، قال: وسمعت ناساً من أهل العلم يقولون: إن اصحاب الإفك جلدوا الحد، ولا نعلم ذلك فشا5..
                        وصحح الماوردي: أنه لم يجلد أحد6.. وقال ابن الأثير عن حمنة:
                        ـــــــــــــــ
                        [1] مسند أبي يعلى ج8 ص339 وأشار في الهامش إلى المصادر التالية: المصنف لعبد الرزاق رقم9750 و9749 وسنن أبي داود برقم4475 و4474 وسنن البيهقي ج8 ص250 وسنن ابن ماجة برقم2567 والجامع الصحيح للترمذي 3180 ومسند أحمد ج6 ص35.
                        2 السيرة الحلبية ج2 ص300.
                        3 الاستيعاب هامش الإصابة ج1 ص340، وأسد الغابة ج2 ص6، والرواية في الأغاني ج4 ص15.
                        4 تاريخ الخميس ج1 ص479.
                        5 سنن البيهقي ج8 ص250 ومسند أبي يعلى ج8 ص334.
                        6 نقل ذلك عن الماوردي في فتح الباري ج8 ص368و370.
                        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
                        «فقال بعضهم: إنها جلدت مع من جلد، وقيل: لم يجلد أحد»[1] وقال الواقدي: «قال أبو عبد الله: ويقال: إن رسول اللهص لم يضربهم، وهو أثبت عندنا»2.

                        تعليق


                        • اشكالات في الروايات

                          ـ بعض تلك الروايات يقول: إن براءة عائشة، والوحي نزل في حضور عائشة، وإنه ص بشرها ببراءتها في نفس ذلك المجلس، بعد أن طلب منها الإقرار به والتوبة..
                          وفي بعضها عن عائشة: «أنها لم تكن حين نزول براءتها، وإنما أمر النبيص أبا بكر أن يأتيها ويبشرها، فجاء يعدو يكاد يعثر»3.
                          4 ـ وأما من الذي قرأ آية البهتان العظيم، فهو أيضاً غير واضح،
                          فبعضها يقول: إنه أبو أيوب..
                          وبعضها: يضيف زيد بن حارثة..
                          وثالثة: تنسب ذلك إلى سعد بن معاذ..
                          ورابعة: تنسب ذلك إلى رجل أنصاري دون تعيين..
                          وخامسة: إنه أسامة بن زيد..
                          وسادسة: إنه أبي بن كعب..
                          وسابعة: إن قتادة بن النعمان هو الذي قال ذلك..
                          واحتمال أن يكون كل واحد من هؤلاء قد قرأ هذه الآية، لكن كل
                          ـــــــــــــــ
                          [1] أسد الغابة ج5 ص428.
                          2 مغازي الواقدي ج2 ص434.
                          3 الدر المنثور ج5 ص31، عن الطبراني، وابن مردويه والمعجم الكبير ج23 ص120و123و124 ومجمع الزوائد ج9 ص230و237.
                          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
                          راو قد أخبر بما رآه أو بما بلغه.. غير مقبول، لان ظاهر سياق الروايات هو ان الذي قال ذلك هو واحد بعينه في حادثة بخصوصها.
                          5 ـ بعض الروايات تقول: إن زيد بن حارثة كان حياً حينئذٍ، وأنه قال: سبحانك هذا بهتان عظيم.. وبعضها تقول: إنه كان قد توفي..
                          6 ـ ظاهر طائفة من الروايات كرواية ابن إسحاق: أنها خرجت وحدها في تلك الغزوة، حيث تقول: أقرع بين نسائه فخرج سهمي عليهن.. ويقول مغلطاي، والسمهودي، ورواية الواقدي، وحديث ابن عمر[1]: أنها خرجت هي وأم سلمة.
                          7 ـ رواية تقول: إنها فقدت قلادتها، فحبسها ابتغاءها.. وأخرى تقول: انفرط نظام قلادتها، فاحتبست في جمعها ونظامها.
                          8 ـ رواية تقول: إنها بعد عودتها من قضاء حاجتها يممت منزلها فمكثت فيه، على أمل أن يعودوا إليها إذا فقدوها.. ورواية ابن عمر تقول: إنها تبعتهم حتى أعيت، فقامت على بعض الطريق، فمر بها صفوان2.
                          9 ـ رواية تقول: إن صفوان ركب، وأردفها خلفه كما في مرسل مقاتل.. وأخرى تقول: ركبت الراحلة، وكان صفوان يقودها..
                          10 ـ رواية تقول: إنه ص استشار علياً وأسامة، وقرر بريرة، ثم ذهب إلى المسجد، وخطب الناس.. وأخرى تقول: إنه ذهب إلى
                          ـــــــــــــــ
                          [1] فتح الباري ج8 ص346، ووفاء الوفاء ج1 ص143، والمواهب اللدنية ج1 ص109، وسيرة مغلطاي ص55 والمعجم الكبير ج23 ص125 ـ129 ومجمع الزوائد ج9 ص240 والدر المنثور ج5 ص28/29 عن ابن مردويه، والطبراني.
                          2 فتح الباري ج8 ص349 والمصادر في الهامش السابق.
                          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
                          المسجد قبل ذلك..
                          11 ـ رواية تقول: إنه صعد المنبر، واستعذر من ابن أبي، قبل أن تعلم عائشة بالأمر[1].. وبعضها يقول: إنها علمت بالأمر، وذهبت إلى أهلها، وكان ما كان من بكاء أبي بكر، وسائر أهل الدار، فبلغ ذلك النبيص فاستعذر ممن يؤذيه..
                          ورواية تقول: إنها علمت الأمر قبل ذهابها لبيت أهلها، فاستاذنت بالذهاب إليهم لتستيقن الخبر منهم.. وأخرى تقول: بل علمت بالأمر بعد ذهابها إليهم..
                          12 ـ وثمة رواية تقول: إنه ص بعد أن استعذر عاد إلى عائشة، وحاول تقريرها، وهذا يتناقض مع استعذاره من ابن أبي، وإظهاره حسن ظنه بصفوان في المسجد.
                          13 ـ بعض الروايات تقول: إنها لما وصلت إلى أمها وكلمتها في الأمر، سمع أبو بكر، فأقسم عليها أن ترجع إلى بيتها فرجعت.. ونزلت براءتها في بيتها عند النبي ص.. ورواية مقاتل تقول: إن أباها طردها كما طردها الرسول، فانطلقت تجول لا يؤويها أحد، حتى أنزل الله عذرها2. ويناقضها رواية أخرى تقول: إن أبا بكر رفض إيواءها، فأمره الرسولص أن يؤويها ففعل.
                          14 ـ ورواية تقول: إنها علمت بالأمر من أم مسطح، ثم ذهبت إلى
                          ـــــــــــــــ
                          [1] كما في رواية علقمة في تفسير الطبري ج18 ص76 ورواية عروة عن عائشة كما في مسند أبي يعلى ج8 ص335 ـ338 وراجع مسند أحمد ج6 ص60.
                          2 فتح الباري ج8 ص353، عن الحاكم في الإكليل، وبعض من تأخر عنه.
                          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
                          أمها لتستيقن الخبر.. وأخرى تقول: إن أمها كانت حاضرة حينما علمت بالأمر من المرأة الأنصارية.

                          تعليق


                          • 315 ـ وواحدة تقول: إن أم مسطح المهاجرية أعلمتها بالأمر في طريقها إلى المناصع ذهاباً، أو إياباً.. وأخرى تقول: علمت بذلك من أنصارية، وأمها كانت عندها..
                            ومن المضحك المبكي هنا محاولة العسقلاني رفع التنافي بالقول: بأنها علمت أولاً من أم مسطح، فذهبت إلى أمها لتسيتقن الخبر، فأخبرتها مجملاً، ثم جاءت الأنصارية، فأخبرتها بمثل ذلك، بحضرة أمها[1].. فإن ذلك لا شاهد له، ولاسيما بملاحظة خصوصيات الروايات الأخرى، كما لا يخفى على من راجعها.. وبملاحظة أن الأنصارية قد أخبرت عائشة بالأمر في بيت النبي، لا في بيت امها.. وأنها غشي عليها لما علمت بالأمر من الأنصارية. إلى غير ذلك مما لا مجال لتتبعه.
                            16 ـ وعن أحوال مرضها..
                            رواية تقول: إنها مرضت بضعاً وعشرين ليلة2..
                            ورواية الزهري تقول: مرضت شهراً كاملاً..
                            وثالثة: سبعاً وثلاثين يوماً، كما حكاه السهيلي عن بعض المفسرين، وكذا الحلبي.. وعند ابن حزم، أن مدة المرض كانت خمسين يوماً أو أزيد!!..
                            وجمع العسقلاني: بأن رواية الزهري قد ألغت الكسر الذي في
                            ـــــــــــــــ
                            [1] فتح الباري ج8 ص356.
                            2 سيرة ابن هشام ج3 ص312، والبداية والنهاية ج4 ص161 عنه، والطبري ج2 ص268، والكامل لابن الأثير ج2 ص196.
                            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
                            غيرها.. ورواية الخمسين، أو الأكثر.. هي المدة التي كانت بين قدومهم المدينة، ونزول القرآن ببراءتها.. وأما التقييد بالشهر، فهو المدة التي أولها إتيان عائشة إلى بيت أبويها[1].
                            ولكن قد فاته: أن نزول القرآن بالبراءة قد كان بعد قدومها بيت أبويها بمدة قليلة جداً أي ليلتين ويوماً، كما نصت عليه الرواية الأولى وفي الثانية ليلة واحدة.. ولم يعرفنا العسقلاني: أي الكسرين هو الصحيح: هل هو كسر البضع والعشرين؟ أم كسر السبع والثلاثين؟. وقوله في وجه ذكر الخمسين لم يقم على صحته دليل، بل هو محض تخرص، ورجم بالغيب..
                            17 ـ وثمة رواية تقول: إنها خرجت بعد ان نقهت أي برئت من مرضها.. ونفس الرواية تعود فتقول: فازددت مرضاً على مرضي.. ورواية تقول أنها وعكت ومرضت عندما أخبرتها أم مسطح بالأمر.. ولم تكن قبل ذلك تجد شيئاً.. وواحدة تقول: أخذتها الحمى النافض، عندما أخبرتها أم مسطح، قبل أن تصل إلى بيتها.. وأخرى تقول: أخذتها الحمى في البيت حينما أخبرتها الأنصارية..
                            18 ـ واحدة تقول: إنها نقهت من مرضها، ثم ذهبت إلى بيت ابيها، وأخرى تقول: إنها ذهبت، ثم مرضت2..
                            19 ـ وهناك رواية تقول: إن علياًع أشار على النبيص بسؤال بريرة.. وأخرى تقول: إن الذي أشار بذلك هو أسامة بن زيد، وعلي
                            ـــــــــــــــ
                            [1] راجع: فتح الباري ج8 ص363.
                            2 راجع: الحلبية ج2 ص295.
                            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
                            أشار بطلاقها[1]..
                            20 ـ وأيضاً فرواية تقول: إن علياً أشار بطلاقها.. وأخرى تقول: إنه أشار ببراءتها، ولم يذكر عن الطلاق شيئاً..
                            21 ـ رواية تقول: إن أم مسطح عثرت قبل قضاء عائشة حاجتها.. وأنها بعد أن علمت بالأمر رجعت دون قضاء حاجتها، كأن الذي خرجت له لا تجد منه قليلاً ولا كثيراً.. ورواية أخرى تقول: إنها عثرت بعد قضاء الحاجة في حال رجوعها.
                            22 ـ وأيضاً.. فإن رواية تقول: إنها أخبرتها من حين العثرة الأولى، ورواية علقمة2: أنها أخبرتها في الثانية.. ورواية ثالثة تقول: بعد الثالثة..
                            23 ـ وأيضاً.. رواية تقول: عثرت في مرطها.. وأخرى تقول: وقع السطل من يدها.. وثالثة: إنها وطأت على عظم أو شوكة3..
                            24 ـ وأيضاً.. فرواية: أنها ذهبت إلى المناصع مع أم مسطح من بيت أبي بكر4.. وأخرى تقول: من بيت النبيص 5..
                            25 ـ هناك رواية تذكر خروجها مع نساء منهن أم مسطح. ورواية أخرى تقتصر على ذكر أم مسطح التي حملت لها الاداوة إلى المناصع.
                            ـــــــــــــــ
                            [1] مغازي الواقدي ج2 ص430. ومصادر أخرى تقدمت في فصل النصوص والآثار.
                            2 تفسير الطبري ج18 ص76.
                            3 راجع: فتح الباري ج8 ص354.
                            4 سيرة ابن هشام ج3 ص312، والبداية والنهاية ج4 ص161، والبدء والتاريخ ج4 ص215.
                            5 راجع تاريخ الطبري ج2 ص266، والكامل لابن الأثير ج2 ص196.
                            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
                            26 ـ وأما ما جرى بعد رحيل الجيش.. فإن ثمة رواية تقول. والله ما كلمني بكلمة، ولم أسمع غير استرجاعه.. وبعضها يذكر: أنه سألها عن سبب تخلفها عن الجيش، فأخبرته بأمر القلادة، وكلاماً غير ذلك.. وثالثة تقول: إنه سألها فلم تجبه..

                            تعليق


                            • 27 ـ رواية تقول: إن البراءة أتتها وهي في بيت النبيص، وأخرى تقول: أتتها البراءة وهي في بيت أبيها..
                              وحاول العسقلاني الجمع: بأن أبويها جاءا إليها في المكان الذي هي فيه: وهو بيت أبيها نفسه[1].
                              ونحن لا ندري كيف يمكن فهم كلام العسقلاني هذا، فمن فهم منه شيئاً فليتفضل علينا به. ولد مزيد الشكر، إذ أننا نجد التصريح في الروايات بأن أباها امرها بالعودة إلى بيتها، وفي أخرى: أن النبيص أمره بإيوائها.. وكلا الروايتين لا تنسجم مع كلام العسقلاني.
                              28 ـ رواية تقول: إن صفوان قد عرفها فور رؤيته لها، لأنه كان يراها قبل ضرب الحجاب.. ورواية ابن عباس، وأبي هريرة، تقول: إنه ظنها رجلاً، ولم يعرفها حتى عرفته بنفسها.
                              29 ـ في رواية ابن عمر: أنها استأذنت الرسول ص أن تأتي أهلها فأذن لها وأرسل معها الغلام..
                              مع أن الرواية نفسها تنص على انها قالت لأبيها: إن النبيص طردها. فرفض أبو بكر حينئذ إيواءها. وقال: أؤويك وطردك رسول
                              ـــــــــــــــ
                              [1] فتح الباري ج8 ص363.
                              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
                              الله؟! فلم يؤوها.. حتى طلب الرسول منه ذلك، ففعل..
                              فإذا كان الرسول قد طردها حقاً.. فلماذا تقول: إنها استأذنته، فأذن لها، وأرسل معها الغلام.. وإن كان الرسول لم يطردها.. فلابد من التأمل في الدوافع التي دفعتها لأن تخبر أباها بغير الحقيقة.
                              30 ـ لقد اختلفت الروايات في من استشارهم الرسولص في أمر الإفك، فذكرت تلك الروايات كلاً أو بعضاً: الأسماء التالية: عمر، عثمان، أم أيمن. وفي رواية أنه ص سأل زينب بنت جحش عن أمرها، وفي أخرى: أنه سأل زيد بن ثابت.
                              ولكننا نجد: أن رواية ابن عمر المتقدمة تصرح بأنه ص إذا أراد أن يستشير في أمر أهله لم يعد علياً وأسامة!!..
                              31 ـ وبعضها يقول: إن عائشة سألت أمها عن علم رسول اللهص بالأمر، فأخبرتها. وأخرى تقول: إن المسؤول والمجيب، هو المرأة الأنصارية بحضور أم رومان.
                              32 ـ وفي بعضها.. أنه قد هجرها القريب والبعيد، حتى الهرة، وفي بعضها: أن أبويها ولاسيما أمها، كانا عندها يخففان من مصابها، وأن امرأة من الأنصار كانت تبكي حالها، وكذا أم مسطح.. بل في بعضها أن الهرة أيضاً كانت تبكي حالها[1]..
                              33 ـ وثمة رواية تقول: إنها لما خاض الناس في الإفك أرسل رسول اللهص إلى عائشة قالت: «فجئت وأنا انتفض من غير
                              ـــــــــــــــ
                              [1]راجع الحلبية ج2 ص295
                              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
                              حمى»[1]. فسألها عما يقول الناس: فقالت: إنها لا تعتذر حتى ينزل عذرها من السماء.

                              تعليق




                              • وفي رواية أم رومان: أن النبيص نفسه قد جاء فوجدها قد أخذتها حمى بنافض، لأنهم أخبروها بقول أهل الإفك، فقالت: والله لئن حلفت لا تصدقوني.. إلى أن تقول: وانصرف ولم يقل شيئاً، فأنزل الله عذرها.
                                34 ـ وفي رواية: أنه لما استعذر رسول الله ممن أفك على أهله، تثاور الحيان الأوس والخزرج فلم يزل يخفضهم وهو قائم على المنبر حتى سكتوا وسكت.
                                وظاهر رواية ابن عمر عن عائشة أيضاً ذلك.
                                لكن رواية أخرى تقول: إن الأوس والخزرج تواعدوا في الحرة، فلبسوا السلاح، وخرجوا إليها، فأتاهم النبيص هناك2.
                                35 ـ وثمة نص يقول: إنها بكت ليلتين ويوماً. ونص آخر يقول: إنها بكت يومين وليلتين3.
                                36 ـ وفي رواية: «أنه ص دخل عليها وقد اكتنفها أبواها عن يمينها وعن شمالها، فسألها، فأجابته، فنزل الوحي ببراءتها»..
                                وفي أخرى: «أنه ص دخل بيتها، وبعث إلى أبويها، فأتياه، فحمد الله، وأثنى عليه الخ»4.
                                ـــــــــــــــ
                                [1] المعجم الكبير ج23 ص160 ومجمع الزوائد ج7 ص82.
                                2 المعجم الكبير ج23 ص168.
                                3 المعجم الكبير ج23 ص168 وراجع 72.
                                4 المعجم الكبير ج23 ص111 ـ117 ومجمع الزوائد ج9 ص230.
                                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
                                37 ـ ثم هناك رواية تقول: إنه ص قد فوض علياً تقرير بريرة، فقررها.
                                وأخرى تقول: إنه هو ع والنبي ص معاً خليا بجاريتها يسألانها عنها[1].
                                ورواية ثالثة تقول: إنه ص هو الذي سأل بريرة فبرأتها.
                                ختام:
                                وحسبنا ما ذكرناه هنا. فإن استقصاء كل ذلك صعب، ويحتاج إلى وقت طويل، وصبر جميل.. ولاسيما إذا أردنا تتبع الاختلاف فيما يؤثر من الأقوال والافعال.. فإنك تكاد لا تجد صيغة واحدة متفقاً عليها، حتى في روايات الراوي الواحد. فإن رواية الزهري من طريق فليح تختلف اختلافاً بيناً عنها من طريق صالح بن كيسان مثلاً.
                                وعلى كل حال.. فإن الاختلاف لا يكاد يخفى على المتتبع الخبير، والناقد البصير.. وفيما ذكرناه كفاية.
                                ـــــــــــــــ
                                [1] الجمل ص426.

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                                ردود 2
                                12 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X