بسم الله الرحمن الرحيم...
وصلي اللهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين و التابعين و من تبعهم باحسان الى يوم الدين...
أما بعد:
لما جاء خبر قتل علي الى معاوية جعل يبكي،فقالت له امرأته:" أتبكيه و قد قاتلته؟" فقال: ويحك انك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل و الفقه و العلم.....أنظر البداية و النهاية (8/133)
وكان معاوية رضي الله عنه يكتب فيما ينزل به يسأل له علي بن أبي طالب
عن ذلك،فلما بلغته قتله قال: ذهب الفقه و العلم بموت ابن أبي طالب.فقال له أخوه عتبة: لا يسمع هذا منك أهل الشام فقال : دعني عنك.....أنظر البداية و النهاية (3/1107)
و قد طلب معاوية رضي الله عنه في خلافته من ضرار الصدائي أن يصف له عليا فقال: أعفني يا امير المؤمنين فقال معاوية: لتصفنه فقال: أما اذ لابد من وصفه فكان والله بعيد المدى شديد القوى يقول فصلا و يحكم عدلا يتفجر علما من جوانبه و تنطق الحكمة من نواحيه و يستوحش من الدنيا و زهرتها و يستأنس بالليل ووحشته،وكان غزير العبرة طويل الفكرة يعجبه من اللباس ما قصر و من الطعام ما خشن و كان فينا كأحدنا،يجيبنا اذا سأناه و ينبئنا اذا استنبأناه و نحن والله - مع تقريبه ايانا و قربه منا - لا نكاد نكلمه هيبة له يعظم أهل الدين و يقرب المساكين لا يطمع القوي في باطله و لا ييأس الضعيف من عدله و أشهد أنه قد رأيته في بعض مواقفه و قد آخى الليل سدوله و غارت نجومه،قابضا على لحيته،يتململ تململ السليم و يبكي بكاء الحزين و يقول :يا دنيا غري غيري ، الي تعرضت أم الي تشوفت! هيهات هيهات،قد باينتك ثلاثا لا رجع فيها فعمرك قصير و خطرك قليل،آه من قلة الزاد،وبعد السفر،ووحشة الطريق، فبكى معاوية و قال:رحم الله أبا الحسن،كان والله كذلك،فكيف حزنك عليه يا ضرار؟ قال:حزن من ذبح ولدها و هو في حجرها..دائما عن البدية و النهاية..
مأخوذة من كتاب فكر الخوارج و الشيعة في ميزان أهل السنة و الجماعة للدكتور محمد علي الصلابي ص 287
مع تحياتي
وصلي اللهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين و التابعين و من تبعهم باحسان الى يوم الدين...
أما بعد:
لما جاء خبر قتل علي الى معاوية جعل يبكي،فقالت له امرأته:" أتبكيه و قد قاتلته؟" فقال: ويحك انك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل و الفقه و العلم.....أنظر البداية و النهاية (8/133)
وكان معاوية رضي الله عنه يكتب فيما ينزل به يسأل له علي بن أبي طالب

و قد طلب معاوية رضي الله عنه في خلافته من ضرار الصدائي أن يصف له عليا فقال: أعفني يا امير المؤمنين فقال معاوية: لتصفنه فقال: أما اذ لابد من وصفه فكان والله بعيد المدى شديد القوى يقول فصلا و يحكم عدلا يتفجر علما من جوانبه و تنطق الحكمة من نواحيه و يستوحش من الدنيا و زهرتها و يستأنس بالليل ووحشته،وكان غزير العبرة طويل الفكرة يعجبه من اللباس ما قصر و من الطعام ما خشن و كان فينا كأحدنا،يجيبنا اذا سأناه و ينبئنا اذا استنبأناه و نحن والله - مع تقريبه ايانا و قربه منا - لا نكاد نكلمه هيبة له يعظم أهل الدين و يقرب المساكين لا يطمع القوي في باطله و لا ييأس الضعيف من عدله و أشهد أنه قد رأيته في بعض مواقفه و قد آخى الليل سدوله و غارت نجومه،قابضا على لحيته،يتململ تململ السليم و يبكي بكاء الحزين و يقول :يا دنيا غري غيري ، الي تعرضت أم الي تشوفت! هيهات هيهات،قد باينتك ثلاثا لا رجع فيها فعمرك قصير و خطرك قليل،آه من قلة الزاد،وبعد السفر،ووحشة الطريق، فبكى معاوية و قال:رحم الله أبا الحسن،كان والله كذلك،فكيف حزنك عليه يا ضرار؟ قال:حزن من ذبح ولدها و هو في حجرها..دائما عن البدية و النهاية..
مأخوذة من كتاب فكر الخوارج و الشيعة في ميزان أهل السنة و الجماعة للدكتور محمد علي الصلابي ص 287
مع تحياتي

تعليق