في السنوات الست الأخيرة من حكم عثمان إلى خلافة أموية ، فتعارضها سادة قريش بقيادة حزب أبي بكر وفي مقدمتهم أم المؤمنين عائشة ( رض ) ، التي تقود المعارضين وتحرضهم عك قتل الخليفة ، فطورا تخرج نعلا للرسول ( ص ) إلى المسجد وتقول : هذه نعل رسول الله ( ص ) لم تبل وقد أبلى عثمان سنته ، وتارة تقول : اقتلوا نعثلا فقد كفر ، وبمجاهدتها زهاء ست سنوات تندفع الجماهير الإسلامية الثائرة إلى المدينة ويستولي ابن عمها طلحة على بيت المال
عند هذا تتجه أم المؤمنين عائشة ( رض ) إلى مكة للحج وتترك عثمان حصيرا في بيته وهي واثقة من قتله ، وبيعة الناس لابن عمها طلحة .
وبينا هي تتفاءل بعودة الخلافة إلى بيتها ، وفي طريق رجوعها إلى المدينة تسمع ببيعة المسلمين عليا ( ع ) ، فقالت لمن أخبرها : والله ليت أن هذه - السماء - انطبقت على هذه - الأرض - إن تم الأمر لصاحبك ! وتعود إلى مكة ، وتنقلب من محرضة على قتل عثمان إلى طالبة بدمه ، ويجتمع عليها ولاة عثمان المعزولون وآل أمية أعداء الإمام ، فتسوقهم جميعا إلى البصرة .
وفي ساحة المعركة يغلب الإمام جيشها ويعيدها إلى المدينة بعد أن قتل زوج اختها الزبير وابن عمها ومرشحها للخلافة طلحة في المعركة ، وتعود إلى للمدينة أسيفة ثكلى ، يأفل نجمها طوال عهد الإمام علي حتى إذا قتل الإمام في محرابه سجدت لله شكرا .
وتغلب على الخلافة معاوية ، وسوابقه وسوابق بيته في حربهم لرسول الله ( ص ) في بدر وأحد والأحزاب وقبلها وبعدها ما تدينه وتدين بيته وتدحض حجته .
وفي كل أحاديث المسلمين عن تلكم الحوادث وعن أيام الرسول ( ص ) عامة مدح لأهل البيت عليهم السلام وعلى رأسهم الحسن والحسين سبطي الرسول ( ص ) وأمل الأمة للخلافة الإسلامية ، وفي جل حديثهم ذم لأمية وعلى رأسهم أبوه أبو سفيان وأمه هند وبيته بيت أمية بما فيهم من قتل ببدر : جده وخاله وأخوه وذوو قرباه عتبة وشيبة والوليد وحنظلة .
اذن فعائشة إذا أرادت أن تحرض على عثمان
أخرجت نعلا وقالت : هذا نعل الرسول ، وإذا أرادت تحطيم مروان ذكرت قول النبي ( ص ) في أبيه ولعنه إياه ، وإذا أرادت أن تبين فضل عثمان وحياء حدثت عن ستر الرسول ( ص ) فخذه عنه ، بعد أن كانت مكشوفة أمام غيره ، وكذلك تحدثت عن كيفية تلقي الرسول ( ص ) الوحي وعن صلاته وصومه وعن جهاده وغزوه وعن كل شؤون الرسول ( ص ) منذ بعثته إلى وفاته .
وهكذا أصبح حديثها أكثر استعراضا لحياة الرسول ( ص ) من أي حديث آخر .
تعليق