رابعا : ونأتي الى بعض التفصيل والتعليق المباشر على فقرات الدكتورالمذكور :
و لن نتابعه في كل ما قال ،فبعض ما قال يدخل في باب السفه مثاله ما أورده تعليقا على قول عمر : لو ماتجملضياعا على شط الفرات لخشيت ان يسألني الله عنه ) ، فقال : "أي ان عمر يهتم بالجمل العربي" ، فلا يخفي أن هذا سخف لايستحق الرد التعليق .
1-اورد (صبحي منصور) شواهد تدل على عدل عمر ، وتساءل عن احوال غير المسلمين من اهل البلادالمفتوحة واعتبر ان المؤرخين سكتوا عن مظالم ومذابح حدثت لهم فى عصر عمر ، واعتبرأن كل قصة عدل خاصة بالمسلمين تفيد مظلمة لغير المسلمين ،و كل قصة من قصص العدليتبعها الكاتب بسؤال عن مظالم اهل البلاد المفتوحة، وكانت الخلاصة كالتالي :
أ- قصة خطبة عمر والتى اشتكي بعدهارجل بان الوالي ضربه مائة سوط ، وقد امر عمر بالقصاص من الوالي وتدخل عمرو بن العاصوتم ارضاء المظلوم .
-يدعي الكاتبانه اذا كان الظلم قد طال احد المسلميين فلا بد وانه شاع بين غير المسلمين
-وينتبه الكاتب الى أنه يمكن الردعليه بقصة المصرى الشهيرة والتى انصف فيها عمر بن الخطاب هذا المصرى وجعله يضرب ابنعمرو بن العاص وقال قولته المشهورة "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا " حيث انها تدل على ان عدل عمر بن الخطاب قد طال غير المسلمين ، فيسارع الى التشكيكفي سندها بدعوى انها لم ترد فى" اقدم المراجع التاريخية الموثقة" على حد قوله ، ثميفترض بلا اى دليل ان المصرى كان غنيا ومن النخبة ، ودليله أنه وجد دابة يسافرعليها ، ومترجما يترجم له عند عمر بن الخطاب .
- ويتساءل عن : ( ملايين الآهات في الريف المصريالناطقة باللغة القبطية، والتي لا تستطيع التفاهم مع عمر، ولا تستطيع أن تصل له،والتي لم يأبه بها احد.)
التعليق:
-لم يقدم لنا الكاتب أى دليل علىدعواه ، والاصل عندنا أن البينة على من ادعي ، وحيث انه لم يفعل فكان حرى بنا ،اهمال هذه الدعوى واعتبار ذلك من ساقط القول .
-وحيث أننا لا نقصد فقط الرد على الكاتب بل أيضا نسعي لقراءة موضوعيةصحيحة لتاريخ الامة نقول :
1 – قصة المصرىالذى اشتكي ظلم ابن عمرو بن العاص وانصاف عمر له والذى ضعفها (صبحى منصور ) بقوله " وهذا كلام جميل،وان لم تردهذه القصة في أقدم المصادر التاريخيةالموثقة."
التعليق: - لا أدرىما هو المعيار لمسألة "الموثقة " هذه ، فالذين يعترفون بعلوم الحديث والجرحوالتعديل والرجال ، يمكنهم أن يتكلموا عن توثيق الخبر من عدمه ويُقبل منهم ذلك ،أما والرجل يرفض هذه العلوم فليس أمامنا فى كلامه معيارا للتوثيق غير القِدم ،ولذلك تراه يمدح ويكثر النقل عن طبقات ابن سعد على اساس أنهامن اقدم المراجعالتاريخية، أما وقد اقتصر التوثيق بحسب منهجه على القِدم ، فإن هذه القصةذكرها "أبو القاسم عبدالرحمن بن عبد الحكم فى كتابه فتوح مصر" ، وإذا عرفنا أن تاريخ وفاة ابن سعد صاحب الطبقات الذى يعتبره الكاتب اقدم المراجع هو_(230 هـ) وتاريخ وفاة ابن عبد الحكم الذى ذكر القصة هو (257 هـ) نرى أنهما متساويان فيالقِدم حيث أنهما من أبناء القرن الثالث بل يمكن أن يتعاصرا ، فتكون القصة موثقةولا غبار عليهابمقاييس الكاتب المنكِر للسنة والرافض لعلوم الحديث، والذىيصح الخبر لديه بمجرد القِدم.
- ثم أن شواهدعدل عمر لاهل الكتاب وحسن معاملته لهم لا تقتصر على هذه القصة بل هناك شواهد أخرىمنها :
- فى كتاب الامواللابي عبيدالقاسم بن سلام (154 – 224 هـ) : أن عمر - رضي الله عنه - مر بباب قوم وعليه سائليسأل - شيخ كبير ضرير البصر - فضرب عضده من خلفه وقال من أي أهل الكتاب أنت؟فقال يهودي، قال فما ألجأك إلى ما أرى؟ قال: أسألالجزيةوالحاجةوالسن، قال: فأخذ عمر بيده وذهب به إلى منزله فرضخ له(أعطاه) بشيء من المنزل، ثم أرسل إلى خازن بيت المال فقال: انظر هذاوضرباءه(أمثاله) فو الله ما أنصفناه أن أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم،ووضع عنهالجزية وعن ضربائه، وقدكتب إلى عماله معمّماً عليهم هذاالأمر.
ب – يذكر (صبحى منصور ) قصة عام الرمادة والمجاعة التى اصابت العربوارسال عمرو بن العاص قوافل الغذاء الى المدينة لنجدة المسلمين .
- ويتساءل الدكتور قائلا : "كيف تم الإسراع بجمع كل هذه الأغذية من المصريين في الدلتا والصعيد..هل بالتبرع عن طيب خاطر.. أمبالمصادرة والضرب؟"
ونذكر بعض ما ورد عن عمرفي النهي الشديد عن المصادرة او الضرب او الغصب:
(من كتاب الاموال لابي عبيد القاسم بن سلام)
- "عن ابن شهاب ، أن عمر بن الخطاب كان يأخذ ممن صالحه من أهل العهد ما صالحهم عليه ، ولا يضع عنهم شيئا ، ولا يزيد عليهم ، ومن نزل منهم علىالجزية ولم يسم شيئا نظر عمر في أمورهم ، فإن احتاجوا خفف عنهم ، وإن استغنوا زادعليهم بقدر استغنائهم.
- قال أبو عبيد : أما حديث عمر في أهل الصلح : أنه لا يضع عنهم شيئا فلا أراه أراد إلاما داموا مطيقين، ولو عجزوا لخفف عنهم بقدر طاقتهم، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم(1)إنمااشترط أن لا يزاد عليهم، ولم يشترط أن ينقصوا ،إذا كانوا عاجزين عن الوظيفة.
- عن خالد بن يزيد بن مالك ، عن أبيه ، قال : كانالمسلمون بالجابية ، وفيهم عمر بن الخطاب فأتاه رجل من أهل الذمة يخبره : أنالناس قد أسرعوا في عنبه فخرج عمر حتى لقي رجلا من أصحابه يحمل ترسا عليه عنب ، فقال له عمر : « وأنت أيضا ؟ » فقال : يا أمير المؤمنين أصابتنا مجاعة فانصرف عمر فأمر لصاحب الكرم بقيمة عنبه.
- عن حكيم بن عمير ،أن عمر بن الخطاب تبرأ إلى أهل الذمة من معرةالجيش.(المَعَرَّة: الأذى. ومَعرَّة الجيش: إن ينزلوابقومٍ فيأكلوا من زروعهم شيء بغير علم ، وقيل : هو قتال الجيش دون إِذْنالأَمير).
- عن عمرو بن ميمون ، قال : رأيت عمر قبل قتله بأربع ليال واقفا على بعير يقول لحذيفةبن اليمان ،وعثمان بن حنيف : انظرا ما لديكما ، انظرا : « ألا تكونا حملتما أهل الأرض ما لا يطيقون »
-قال أبو عبيد : ولو عجز أحدهم لحظة عن دينار لحطه من ذلك .
- عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن أبيه ، أن عمر بن الخطاب أتيبمال كثير - قال أبو عبيد : أحسبه ، قال : من الجزية - فقال : « إني لأظنكم قدأهلكتم الناس » ، قالوا : لا والله ما أخذنا إلا عفوا قال : "بلا سوط ولا نوط ؟"(اىبلا ضرب ولا تعليق) قالوا نعم ، قال : "الحمد لله الذى لم يجعل ذلك على يدى ولا فيسلطاني.
- حدثنا أبو مسهر ، حدثنا سعيد بن عبد العزيز ، قال : قدم سعيد بنعامر بن حذيم على عمر بن الخطاب ، فلما أتاه علاه بالدرة ، فقال سعيد : سبق سيلكمطرك ، إن تعاقب نصبر ، وإن تعف نشكر ، وإن تستعتب نعتب ، فقال : « ما علىالمسلم إلا هذا ، ما لك تبطئ بالخراج ؟ » قال : أمرتنا أن لا نزيد الفلاحين علىأربعة دنانير ، فلسنانزيدهم على ذلك ، ولكنا نؤخرهم إلى غلاتهم ، فقال عمر : « لا عزلتك ما حييت » ..قال أبو عبيد : وإنما وجه التأخير إلى الغلة للرفقبهم.(1)
- "عن عمرو بن ميمون قالبعث عمر رضي الله عنه حذيفة بن اليمان على ما وراء دجلة , وبعث عثمان بن حنيف علىما دونه فأتياه فسألهما : كيف وضعتما على الأرض لعلكما كلفتما أهله عمالكما مالا يطيقون؟ فقال حذيفة لقد تركت فضلا . وقال عثمان لقد تركت الضعف ولو شئتلأخذتها .. .
- وأوصى عمر رضي الله عنه في وصيته بأهلالذمة أن يوفي لهم بعهدهمولا يكلفوا فوق طاقتهم وأن يقاتل من ورائهم .
- وكان فيما تكلم به عمر بن الخطاب رضيالله عنه عند وفاته " أوصي الخليفة من بعدي بذمة رسول الله صلى الله عليه وسلمأن يوفي لهم بعهدهم وأن يقاتل من ورائهم ولا يكلفوا فوق طاقتهم .
-وقصة اليهودى السائل التى مرتآنفا نموذجا واضحا على رفق عمر بن الخطاب بأهل الذمة وقال فيه عمر (إنما الصدقات للفقراء والمساكين) والفقراء هم المسلمون ،وهذا من المساكين من أهل الكتاب،ووضع عنه الجزية وعن ضربائه. قال قال أبو بكر: أنا شهدت ذلك من عمر ورأيت ذلكالشيخ".
-
تعليق: ولنتذكر قولصبحي منصور : ""ولأن من بينأولئك المظاليم أجدادنا المصريين،ونكاد نتحسس صراخهم بين روايات تاريخنا الإسلامي، تلك الروايات التي تدور دائماحول الحاكم وتترك المظاليم " أو حينما قال "وما حدث في مصر كان افظع"
اقول: هل زاغ بصر الدكتور عن كل هذه النصوص ؟ أم أصاب بصره العمي ، لاهذا ولا ذاك بل هو حقد مستكن فى الصدر ، لم نر له مثيلا من قبل ، دفعه لهذا التزييفالبغيض للتاريخ .
-ولنتذكر قول "صبحي منصور" : " وكان عمر يصلح بنفسهادوات الابل المعينة للجهاد، يصلح براذعها واقتابها. وليته اعطى بعض هذاالاهتمام إلى ابناء البلاد المفتوحة.. ليته عاملهم كما عامل حيواناتالعرب"
وأقول: وبعد ما قدمنا من وصايا وأفعال عمر معاهل لبلاد المفتوحة نتساءل ، هل أنصف الدكتور فى دعواه ، أم فجر في خصومته .
يتبع
و لن نتابعه في كل ما قال ،فبعض ما قال يدخل في باب السفه مثاله ما أورده تعليقا على قول عمر : لو ماتجملضياعا على شط الفرات لخشيت ان يسألني الله عنه ) ، فقال : "أي ان عمر يهتم بالجمل العربي" ، فلا يخفي أن هذا سخف لايستحق الرد التعليق .
1-اورد (صبحي منصور) شواهد تدل على عدل عمر ، وتساءل عن احوال غير المسلمين من اهل البلادالمفتوحة واعتبر ان المؤرخين سكتوا عن مظالم ومذابح حدثت لهم فى عصر عمر ، واعتبرأن كل قصة عدل خاصة بالمسلمين تفيد مظلمة لغير المسلمين ،و كل قصة من قصص العدليتبعها الكاتب بسؤال عن مظالم اهل البلاد المفتوحة، وكانت الخلاصة كالتالي :
أ- قصة خطبة عمر والتى اشتكي بعدهارجل بان الوالي ضربه مائة سوط ، وقد امر عمر بالقصاص من الوالي وتدخل عمرو بن العاصوتم ارضاء المظلوم .
-يدعي الكاتبانه اذا كان الظلم قد طال احد المسلميين فلا بد وانه شاع بين غير المسلمين
-وينتبه الكاتب الى أنه يمكن الردعليه بقصة المصرى الشهيرة والتى انصف فيها عمر بن الخطاب هذا المصرى وجعله يضرب ابنعمرو بن العاص وقال قولته المشهورة "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا " حيث انها تدل على ان عدل عمر بن الخطاب قد طال غير المسلمين ، فيسارع الى التشكيكفي سندها بدعوى انها لم ترد فى" اقدم المراجع التاريخية الموثقة" على حد قوله ، ثميفترض بلا اى دليل ان المصرى كان غنيا ومن النخبة ، ودليله أنه وجد دابة يسافرعليها ، ومترجما يترجم له عند عمر بن الخطاب .
- ويتساءل عن : ( ملايين الآهات في الريف المصريالناطقة باللغة القبطية، والتي لا تستطيع التفاهم مع عمر، ولا تستطيع أن تصل له،والتي لم يأبه بها احد.)
التعليق:
-لم يقدم لنا الكاتب أى دليل علىدعواه ، والاصل عندنا أن البينة على من ادعي ، وحيث انه لم يفعل فكان حرى بنا ،اهمال هذه الدعوى واعتبار ذلك من ساقط القول .
-وحيث أننا لا نقصد فقط الرد على الكاتب بل أيضا نسعي لقراءة موضوعيةصحيحة لتاريخ الامة نقول :
1 – قصة المصرىالذى اشتكي ظلم ابن عمرو بن العاص وانصاف عمر له والذى ضعفها (صبحى منصور ) بقوله " وهذا كلام جميل،وان لم تردهذه القصة في أقدم المصادر التاريخيةالموثقة."
التعليق: - لا أدرىما هو المعيار لمسألة "الموثقة " هذه ، فالذين يعترفون بعلوم الحديث والجرحوالتعديل والرجال ، يمكنهم أن يتكلموا عن توثيق الخبر من عدمه ويُقبل منهم ذلك ،أما والرجل يرفض هذه العلوم فليس أمامنا فى كلامه معيارا للتوثيق غير القِدم ،ولذلك تراه يمدح ويكثر النقل عن طبقات ابن سعد على اساس أنهامن اقدم المراجعالتاريخية، أما وقد اقتصر التوثيق بحسب منهجه على القِدم ، فإن هذه القصةذكرها "أبو القاسم عبدالرحمن بن عبد الحكم فى كتابه فتوح مصر" ، وإذا عرفنا أن تاريخ وفاة ابن سعد صاحب الطبقات الذى يعتبره الكاتب اقدم المراجع هو_(230 هـ) وتاريخ وفاة ابن عبد الحكم الذى ذكر القصة هو (257 هـ) نرى أنهما متساويان فيالقِدم حيث أنهما من أبناء القرن الثالث بل يمكن أن يتعاصرا ، فتكون القصة موثقةولا غبار عليهابمقاييس الكاتب المنكِر للسنة والرافض لعلوم الحديث، والذىيصح الخبر لديه بمجرد القِدم.
- ثم أن شواهدعدل عمر لاهل الكتاب وحسن معاملته لهم لا تقتصر على هذه القصة بل هناك شواهد أخرىمنها :
- فى كتاب الامواللابي عبيدالقاسم بن سلام (154 – 224 هـ) : أن عمر - رضي الله عنه - مر بباب قوم وعليه سائليسأل - شيخ كبير ضرير البصر - فضرب عضده من خلفه وقال من أي أهل الكتاب أنت؟فقال يهودي، قال فما ألجأك إلى ما أرى؟ قال: أسألالجزيةوالحاجةوالسن، قال: فأخذ عمر بيده وذهب به إلى منزله فرضخ له(أعطاه) بشيء من المنزل، ثم أرسل إلى خازن بيت المال فقال: انظر هذاوضرباءه(أمثاله) فو الله ما أنصفناه أن أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم،ووضع عنهالجزية وعن ضربائه، وقدكتب إلى عماله معمّماً عليهم هذاالأمر.
ب – يذكر (صبحى منصور ) قصة عام الرمادة والمجاعة التى اصابت العربوارسال عمرو بن العاص قوافل الغذاء الى المدينة لنجدة المسلمين .
- ويتساءل الدكتور قائلا : "كيف تم الإسراع بجمع كل هذه الأغذية من المصريين في الدلتا والصعيد..هل بالتبرع عن طيب خاطر.. أمبالمصادرة والضرب؟"
ونذكر بعض ما ورد عن عمرفي النهي الشديد عن المصادرة او الضرب او الغصب:
(من كتاب الاموال لابي عبيد القاسم بن سلام)
- "عن ابن شهاب ، أن عمر بن الخطاب كان يأخذ ممن صالحه من أهل العهد ما صالحهم عليه ، ولا يضع عنهم شيئا ، ولا يزيد عليهم ، ومن نزل منهم علىالجزية ولم يسم شيئا نظر عمر في أمورهم ، فإن احتاجوا خفف عنهم ، وإن استغنوا زادعليهم بقدر استغنائهم.
- قال أبو عبيد : أما حديث عمر في أهل الصلح : أنه لا يضع عنهم شيئا فلا أراه أراد إلاما داموا مطيقين، ولو عجزوا لخفف عنهم بقدر طاقتهم، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم(1)إنمااشترط أن لا يزاد عليهم، ولم يشترط أن ينقصوا ،إذا كانوا عاجزين عن الوظيفة.
- عن خالد بن يزيد بن مالك ، عن أبيه ، قال : كانالمسلمون بالجابية ، وفيهم عمر بن الخطاب فأتاه رجل من أهل الذمة يخبره : أنالناس قد أسرعوا في عنبه فخرج عمر حتى لقي رجلا من أصحابه يحمل ترسا عليه عنب ، فقال له عمر : « وأنت أيضا ؟ » فقال : يا أمير المؤمنين أصابتنا مجاعة فانصرف عمر فأمر لصاحب الكرم بقيمة عنبه.
- عن حكيم بن عمير ،أن عمر بن الخطاب تبرأ إلى أهل الذمة من معرةالجيش.(المَعَرَّة: الأذى. ومَعرَّة الجيش: إن ينزلوابقومٍ فيأكلوا من زروعهم شيء بغير علم ، وقيل : هو قتال الجيش دون إِذْنالأَمير).
- عن عمرو بن ميمون ، قال : رأيت عمر قبل قتله بأربع ليال واقفا على بعير يقول لحذيفةبن اليمان ،وعثمان بن حنيف : انظرا ما لديكما ، انظرا : « ألا تكونا حملتما أهل الأرض ما لا يطيقون »
-قال أبو عبيد : ولو عجز أحدهم لحظة عن دينار لحطه من ذلك .
- عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن أبيه ، أن عمر بن الخطاب أتيبمال كثير - قال أبو عبيد : أحسبه ، قال : من الجزية - فقال : « إني لأظنكم قدأهلكتم الناس » ، قالوا : لا والله ما أخذنا إلا عفوا قال : "بلا سوط ولا نوط ؟"(اىبلا ضرب ولا تعليق) قالوا نعم ، قال : "الحمد لله الذى لم يجعل ذلك على يدى ولا فيسلطاني.
- حدثنا أبو مسهر ، حدثنا سعيد بن عبد العزيز ، قال : قدم سعيد بنعامر بن حذيم على عمر بن الخطاب ، فلما أتاه علاه بالدرة ، فقال سعيد : سبق سيلكمطرك ، إن تعاقب نصبر ، وإن تعف نشكر ، وإن تستعتب نعتب ، فقال : « ما علىالمسلم إلا هذا ، ما لك تبطئ بالخراج ؟ » قال : أمرتنا أن لا نزيد الفلاحين علىأربعة دنانير ، فلسنانزيدهم على ذلك ، ولكنا نؤخرهم إلى غلاتهم ، فقال عمر : « لا عزلتك ما حييت » ..قال أبو عبيد : وإنما وجه التأخير إلى الغلة للرفقبهم.(1)
- "عن عمرو بن ميمون قالبعث عمر رضي الله عنه حذيفة بن اليمان على ما وراء دجلة , وبعث عثمان بن حنيف علىما دونه فأتياه فسألهما : كيف وضعتما على الأرض لعلكما كلفتما أهله عمالكما مالا يطيقون؟ فقال حذيفة لقد تركت فضلا . وقال عثمان لقد تركت الضعف ولو شئتلأخذتها .. .
- وأوصى عمر رضي الله عنه في وصيته بأهلالذمة أن يوفي لهم بعهدهمولا يكلفوا فوق طاقتهم وأن يقاتل من ورائهم .
- وكان فيما تكلم به عمر بن الخطاب رضيالله عنه عند وفاته " أوصي الخليفة من بعدي بذمة رسول الله صلى الله عليه وسلمأن يوفي لهم بعهدهم وأن يقاتل من ورائهم ولا يكلفوا فوق طاقتهم .
-وقصة اليهودى السائل التى مرتآنفا نموذجا واضحا على رفق عمر بن الخطاب بأهل الذمة وقال فيه عمر (إنما الصدقات للفقراء والمساكين) والفقراء هم المسلمون ،وهذا من المساكين من أهل الكتاب،ووضع عنه الجزية وعن ضربائه. قال قال أبو بكر: أنا شهدت ذلك من عمر ورأيت ذلكالشيخ".
-
تعليق: ولنتذكر قولصبحي منصور : ""ولأن من بينأولئك المظاليم أجدادنا المصريين،ونكاد نتحسس صراخهم بين روايات تاريخنا الإسلامي، تلك الروايات التي تدور دائماحول الحاكم وتترك المظاليم " أو حينما قال "وما حدث في مصر كان افظع"
اقول: هل زاغ بصر الدكتور عن كل هذه النصوص ؟ أم أصاب بصره العمي ، لاهذا ولا ذاك بل هو حقد مستكن فى الصدر ، لم نر له مثيلا من قبل ، دفعه لهذا التزييفالبغيض للتاريخ .
-ولنتذكر قول "صبحي منصور" : " وكان عمر يصلح بنفسهادوات الابل المعينة للجهاد، يصلح براذعها واقتابها. وليته اعطى بعض هذاالاهتمام إلى ابناء البلاد المفتوحة.. ليته عاملهم كما عامل حيواناتالعرب"
وأقول: وبعد ما قدمنا من وصايا وأفعال عمر معاهل لبلاد المفتوحة نتساءل ، هل أنصف الدكتور فى دعواه ، أم فجر في خصومته .
يتبع
تعليق