إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

سؤال وفيه تحدي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #91
    طبعا خرجت عن الموضوع كثيرا ومع هذا اتمنى ان تعلق على هذا الحديث الذي ورد في صحيح البخاري
    والذي يبين ردة بعض الصحابة وتغييرهم للدين بعد رسول الله الامر الذي جعلهم يدخلون سقر بدليل مضمون هذا الحديث


    6642 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا أبو عوانة، عن مغيرة، عن أبي وائل قال: قال عبد الله:
    قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أنا فرطكم على الحوض، فليرفعنَّ إليَّ رجال منكم، حتى إذا أهويت لأناولهم اختلجوا دوني، فأقول: أي ربِّ أصحابي، يقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك).
    [ر:6205]



    اتمنى منك التعليق بصورة واضحة ولا تهرب رجاءا ولا تأول الحديث فهو واضح وضوح الشمس في رابعة النهار.


    واعتذر من الاخ صوت الهداية لاننا خرجنا قليلا عن موضوعه
    تحياتي واحترامي

    تعليق


    • #92
      رد الأخ الفاضل خالد العسقلاني
      مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا


      فقد وقفتُ على شُبيهتك ايها الزميل ، و ظني أنها لا تخرج إلا من أحد رجلين
      الأول : جاهل لا يعرف أمور دينه ، رأسه ملئٌ بالشبهات .
      الثاني : شخص متستر بالتقية .

      و على كل حال ، فإني سأشرع في بيان الشُبيهات ، و ردي إما مني أو نقلاً ، علماً بأني سأورد المصادر التي سأعتمد عليها .

      و أحب أن أقول أن تلكم الشبيهات هي ديدن الشيعة ( رزية الخميس ) جاء في كتاب الأخ الفاضل خالد العسقلاني ( بل ضللتَ .كشف أباطيل التيجاني في كتابه ثم أهتديت) ما نصه :

      يجب أن يعتقد كل مسلم (( أن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم من الكذب ومن تغيير شيء من الأحكام الشرعية في حال صحته وحال مرضه ومعصوم من ترك بيان ما أمر ببيانه وتبليغ ما أوجب الله عليه تبليغه ))

      وهذه الشبهة ايضا ايها الزميل طرحها التيجاني حيث قال :

      ومسانيدهم، لا يتطرق إليه الشك في أن أكثر الصحـابة قد بدلواوغيّروا بل ارتدوا على أدبارهم بعده ( ص ) إلا القليل الذي عبر عنه بهمل النعـم، ولا يمكن بأي حـال من الأحوال حمل هـذه الأحـاديث علـى القسم الثالث وهـم المنافقون، لأن النص يقول: فأقـول أصحابي ))(9)

      وللرد على تُرهَّاته نقول وبالله التوفيق:
      لأقوال أهل السنة في شروحهم لهذه الأحاديث أم كما هي عادتك تفسر حسب هواك ومبتغاك، ولكي يظهر الحق لكل طالبٍ له نسوق أقوال أهل السنة فيمن عناهم الحديث.
      ثالثاًـ إختلف العلماء في حـقيقة الردة المذكورة في الحديث، فعن قبيسة قال: ( هم الذين ارتدوا على عهد أبي بكر يعني حتى قتلوا وماتوا على الكفر، وقال الخطابي: لم يرتد من الصحابة أحد وإنما ارتد قومٌ من جفاة الأعراب ممن لا نصرة له في الدين وذلك لا يوجب قدحاً في الصحابة المشهورين، (( وقال ابن التين: يحتمل أن يكون المنافقون أو المرتكبين للكبائر ))(12)، وقال ابن حجر في الفتح (( قيل هم قومٌ من جفاة الأعراب دخلوا في الإسلام رغبةً ورهبةً ))(13) وقال الإمام النووي: (( هـذا مم إختلف العلماء به على أقوال فقيل أنهم المنافقـون المرتدون وقيل أن المـراد بهم من كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ثم إرتد بعده ))(14) وقال بعض أهل العلم أنهم من أهل البدع والأهواء فقال ابن حجر في الفتح (( قيل هم أصحاب الكبائر والبدع الذين ماتوا على الإسلام ))(15) وقال النووي (( أن المراد به أصحاب المعاصي والكبائر الذين ماتوا على التوحيد وأصحاب البدع الذين لم يخرجـوا ببدعتهم عن الإسـلام ))(16) وقال الإمام الحافظ أبو عمر بن عبد البر (( كل من أحدث في الدين فهو من المطرودين عن الحوض كالخوارج والروافض وسائر أصحاب الأهواء ))(17) وقال أبو اسحاق الشاطبي (( الأظهر أنهم من الداخلين في غمار هذه الأمة، لأجل ما دلّ على ذلك فيهم، وهو الغرة والتحجيل، لأن ذلك لا يكون لأهل الكفر المحض، كان كفرهم أصلاً أو ارتداداً، لقوله ( قد بدلوا بعدك )، ولو كان الكفر لقال: قد كفروا بعدك، وأقرب ما يحمل عليه تبديل السنة وهو واقع على أهل البدع، ومن قال إنه النفاق، فذلك غير خارج عن مقصودنا لأن أهل النفاق إنما أخذوا الشريعة تقية لا تعبداً، فوضعوها في غير موضعها وهو عين الابتداع ))(18) وعلى ذلك فالمراد بالمرتدين في الحديث يشمل الصنفين المرتدين والمنافقين، بالإضافة لأهل الأهواء والمبتدعة وبذلك يتبين لنا أن الصحابة الكرام ليسوا ممن عنوا بالحديث ولكن إذا أبى هذا الزميل إلا أن يناطح الحق ويركب رأسه فأضطر ولا بد من أن آتي بأقوال علمائك فيمن عناهم الحديث حتى يظهر الحـق من الباطل ويأبى اللـه إلا ان يُجْـري الحق على ألسنتهم يقول الفضل الطبرسـي ( وهـو من أكابر علماء الشيعة ) في تفسيره ( مجمع البيان ) عند تفسير قولـه تعـالى { فأما الذين اسودت وجـوههم أكفرتم بعد إيمانكم } ...اختلف فيمن عنوا به على أقوال فذكر أربعة أقوال وذكر في آخرها أنهم أهل البدع والأهـواء مـن هـذه الأمـة ثم استدل على ذلك من حديث ( الارتداد ) فقال (( ورابعها أنهم أهل البدع والأهواء من هذه الأمة عن علي (ع) ومثله عن قتادة أنهم الذين كفروا بالارتداد، ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال والذي نفسي بيده ليردن على الحوض ممن صحبني أقوام حتي إذا رأيتهم اختلجوا دوني فلأقولن أصحابي أصحابي أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعد إيمانهم ارتدوا على أعقابهم القهقري، ذكره الثعلبي في تفسيره فقال أبو أمامة الباهلي: هم الخوارج ويروي عن النبي أنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية...))(19) فهذا هو تفسير الطبرسي لهذا الحديث أنهم الأهواء كالخوارج ونحوهم وهذا هو عين تفسير أهل السنة لهذه الآية وهذا الحديث(20)، ولم يشر ولو مجرد إشارة إلى أنهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا الكاشاني ( من كبار مفسري الاثني عشرية ) عند تفسيره للآية السابقة يستدل من خلال هذا الحديث على أنهم من أهل الأهواء فيقول (( في المجمع عن أمير المؤمنين (ع) هم أهل البدع والأهواء والآراء الباطلة من هذه الأمة وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده ليردن على الحوض ممن صحبني حتى إذا رأيتهم اختلجوا دوني فلأقولـن أصحابي أصحابي فيقال لي إنك لا تدري ما أحـدثوا بعـدك انهم ارتـدوا على أعقابهم القهقري، ذكره الثعلبي في تفسيره ))(21) فهذا هو قول الشيعة فيمن عنوا بالحديث ولن يستطيع التيجاني مهما حاول تحريف قول شيعته على أنهم الصحابة لأنهم لم يشيروا أدنى إشارة إلى اتهام الصحابة وخير دليل على ذلك أنهم طعنوا في الصحابة في غير ما موضع من تفاسيرهم ـ راجع تفسير الصافي للكاشاني ـ وأنزلوا عليهم الكثير من الآيات التي ليس لهم بها صلة لامن قريب ولا من بعيد، إلا هذه الآية لتكون حجة عليهم لا لهم ولله الحمد والمنة، ومن هنا نعلم أن الحديث لا يشملهم، فالصحابة لا مرتدين ولا مبتدعين متبعين للهوى وحتى أزيل الشك من القلوب وأقطعه باليقين ليزداد الذين آمنوا من أهل السنة بالحق إيماناً ويزداد الذين ضلوا من أهل التشيع والرفض بالباطل ضلالاً، وطمعاً في هداية من يريد منهم الحق واْتّباعه أسوق أقوال الشيعة الاثني عشرية في أن الصحابة الكرام معصومون من الارتداد ومطهرون من الابتداع، أما أنهم معصومون من الارتداد فقد ذكر ذلك وصي القوم علي بن أبي طالب رضي الله عنه في غير ما موضع(22) ومن أوثق مصادر القوم بالإضافة إلى كبار أئمتهم من أولاد علي فهذا الإمام المعصوم احد الاثني عشرية(*) يذكر أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام ويدعو لهم في صلاته بالرحمة والمغفرة لنصرتهم سيد الخلق في نشر دعوة التوحيد وتبليغ رسالة الله إلى خلقه فيقول (( ..... فذكرهم منك بمغفرة ورضوان اللهم وأصحاب محمد خاصة، الذين أحسنوا الصحبة، والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره، وكانفوه وأسرعوا إلى وفادته، وسابقوا إلى دعوته، واستجابوا له حيث أسمعهم حجة رسالته، وفارقوا الأزواج والأولاد في إظهار كلمته وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوته وانتصروا به، ومن كانوا منطوين على محبته يرجون تجارةً لن تبور في مودته، والذين هجرتهم العشائر إذ تعلقوا بعروته وانتفت منهم القرابات إذ سكنوا في ظل قرابته، فلا تنس لهم اللهم ما تركوا لك وفيك وأرضهم من رضوانك وبما حاشوا الخلق عليك وكانوا مع رسولك دعاةً لك وإليك، واشكرهم على هجرهم فيك ديار قومهم وخروجهم من سعة المعاش إلى ضيقه ومن كثَّرت في اعتزاز دينك من مظلومهم اللهم وأوصل إلى التابعين لهم بإحسان الذين يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان خير جزائك، الذين قصدوا سمتهم، وتحرَّوا جهتهم، ومضوا على شاكلتهم لم يثنهم ريبٌ في بصيرتهم، ولم يختلجهم شك في قفوِ آثارهم والإئتمام بهداية منارهم مُكانفين ومُؤازرين لهم يدينون بدينهم، ويهتدون بهديهم، يَتَّفقون عليهم، ولا يتهمونهم فيما أدوا إليهم اللهم وصلِّ على التابعين من يومنا هذا إلى يوم الدين وعلـى أزواجهـم وعلى ذُرِّياتهم وعلـى من أطاعك منهم صـلاةً تعصمهم بهـا من معصيتك وتفسح لهـم فـي رياض جنَّتك وتمنعهم بهـا من كيد الشيطان ... ))(23)! ويروي ثقتهم ( الكليني ) وهو من كبار أئمتهم في كتابه ( الأصول من الكافي ) ـ وهو أحد الكتب الأربعة التي تعتبر مرجـع الإمامية في أصول مذهبهم وفروعه(24) ـ (( عن منصور بن حازم قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما بالي أسألك عن المسألة فتجيبني فيها بالجواب ثم يجيئك غيري فتجيبه فيها بجواب آخر؟ فقال: إنا نجيب الناس على الزيادة والنقصان، قال: قلتُ: فأخبرني عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقوا على محمد أم كذبوا؟ قال: بل صدقوا، قال: قلت فما بالهم اختلفوا؟ فقال: أما تعلم أن الرجل كان يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسأله عن المسألة فيجيبه فيها بالجواب ثم يجيبه بعد ذلك ما ينسخ ذلك الجواب فنسخت الأحاديث بعضها بعضاً ))(25) وهذا الإمام الحسن العسكري والذي يمثل عند الاثني عشرية الإمام الحادي عشر يقول في تفسيره عندما سأل موسى ربه بضع أسئلة منها (( هل في صحابة الأنبياء أكرم عندك من صحابتي قال الله عزوجل: يا موسى أما علمت أنّ فضل صحابة محمد على جميع صحابة المرسلين كفضل آل محمد على جميع آل النبيين وكفضل محمد على جميع المرسلين ))(26) ويقول أيضاً (( وإن رجلاً من خيار أصحاب محمد لو وزن به جميع صحابة المرسلين لرجح بهم ))(*) وبعد هذا البيان يتبين لدينا أن الصحابة الكرام معصومـون عن الارتداد والانقلاب وأما أنهم سالمون من الأهـواء والبـدع فقـد ذكـر القمـي ـ وهـو من كبار أئمتهم ـ فـي كتابه ( الخصال ) عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (ع) قال (( كان أصحاب رسول الله وآله اثني عشر ألفاً، ثمانية آلاف من المدينة وألفان من مكة وألفان من الطلقاء ولم ير فيهم قدري ولا مرجيء ولاحروري ( الخوارج ) ولا معتزلي ولا صاحب رأي، كانوا يبكون الليل والنهار ويقول: اقبض أرواحنا من قبل أن نأكل خبز الخمير ))(27) ومن هنا يتبين لدينا أن الصحابة الكرام سالمون من الابتداع فهذه هي أقوال كبار أئمتهم وهذه كتبهم تنطق بالحق فماذا بعد الحق إلا الضلال يا تيجاني؟!
      4ـ أما استدلال التيجاني بالحديث في قوله ( أصحابي ) على أنهم صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم فغير مسلم لأنه يجب الجمع بين روايات الحديث بعضها مع بعض حتى يتسنى لنا معرفة المراد من قوله ( أصحابي ) من الحديث، (( أما بالنسبة للصحبة فإنها إسم جنس ليس له حد في الشرع ولا في اللغة، والعرف فيها مختلف والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقيد الصحبة بقيد ولا قدّرها بقدْرٍ بل علّق الحكم بمطلقها ولا مطلق لها إلا الرؤية ))(28) ومما لا يختلف عليه اثنان أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في حياته المنافقين والذين ارتدوا بعده وأنهم رأوه وهذا ما يرجّح أن المذكورين هم أهل الإرتداد والنفاق، فقد روى أحمد والطبراني بسند حسن من حديث أبي بكرة رفعه (( ليردن عليّ الحوض رجالٌ ممن صحبني ورآني))(29) بالإضافة إلى أنه ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيغة التصغير فقد روى أنس بن مالك فيما أخرجه البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قـال (( ليردن عليّ الحوض ممن صاحبني حتى إذا رأيتهم ورفعوا إليّ اختلجوا دوني فـلأقولنّ أى ربي أُصَيْحابـي أُصَيْحابـي فَلَيقالـنّ لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعـدك ))(30) بـالإضافة إلى أنـه قـد جاء في بعض الروايات ( أنهم من أمتي ) ومرة ( رجال منكم ) ومـرة ( زمـرة ) فلا يصـح أن يحمل المعنى على نص واحد فقط هو في حـد ذاته ليس دليلاً على ذم الصحابة فبات ظاهراً لدينا أن الأمر لا يعدو ان يكون من خزعبلات الرافضة.
      5ـ أما قوله في الحديث أنه عرفهم ليس بالضرورة أنه عرفهم بأعيانهم بل بمميزات خاصة كما يوضحها الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( ترد عليَّ أمتي الحوض وأنا أذود الناس عنه كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله، قالوا: يا نبي الله أتعرفنا؟ قال: نعم لكم سيما ليست لأحد غيركم تردون عليّ غراً محجلين من آثار الوضوء. وليُصدَّن عني طائفة منكم فلا يصلون، فأقول: يارب هؤلاء من أصحابي فيجبني ملك فيقول: وهل تدري ما أحدثوا بعدك؟))(31) فهذا الحديث يفيد أن أهل الأهواء والنفاق يحشرون بالغرة والتحجيل وقوله ( منكم ) الميم ميم الجمع وهذا يعني أنهم يحشرون جميعاً بنفس سيما المؤمنين كما في حديث الصراط في قوله صلى الله عليه وسلم ((....وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها.. ))(32) فدل على أنهم يحشرون مع المؤمنين، والذي أرجحـه أن المقصود بالحديث هـم المنافقون لأنه أقرب الأقوال إلى الحق والذي يتوافق مع سياق الحديث.
      وبعد هذا البيان نقول لايمكن بحال حمل هذه الروايات على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار وأولهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والزبير وطلحة ومعاوية رضي الله عنهم أجمعين وذلك لعدة أسباب، أولاً: أن النبي صلى الله عليه وسلم قد ترضىَّ عن صحابته ودافع عنهم وقال (( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيئ قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته ))(33) وفي هـذا الحديث أثبت الخيرية لقرن الصحـابة وأخرج مسلم في صحيحة عن أبي بردة عن أبيه في جـزءٍ من الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع رأسه إلى السماء فقال (( النجوم أمنة السماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحـابي فـإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحـابي أتى أمتـي مـا يوعدون ))(34) قال النووي في شرحه لمسلم (( ـ وأصحـابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون ـ معناه من ظهور البدع والحوادث في الدين والفتن فيه، وطلوع قرن الشيطان وظهور الروم وغيرهم عليهم، وانتهاك مكة والمدينة وغير ذلك، وهذه من معجزاته صلى الله عليه وسلم ))(35) بالإضافة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بشر أصحابه بالجنة، فعن عبد الرحمن بن عوف قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعليٌّ في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة ))(36) وأخرج أحمد في مسنده عن جابر بن عبد الله مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال (( لـن يدخـل النار رجـل شهد بدراً والحديبية ))(37) وتوفي صلى الله عليه وسلم وهو عن صحابته راضٍ(38) بالإضافة إلى أنه لم يثبت أن أحداً من المهاجرين والأنصار قد ارتد، قال الإمـام عبـد القـادر البغدادي في كـتابه ( الفَرْق بين الفِرق ) (( أجمع أهل السنة على أن الذين ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم من كندة، وحنيفة،وفزارة، وبني أسد وبني بكر بن وائل لم يكونوا من الأنصار ولا من المهاجرين قبل فتح مكة وإنما أطلق الشرع اسم المهاجرين على من هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبل فتح مكة وأولئك بحمد الله ومنه درجـوا على الديـن القويم والصـراط المستقيم ))(39) فكيف يستقيم هذا الأمر مع قول التيجاني أن أكثر الصحابة ارتدوا إلا القليل منهم فأتساءل هل الرسول صلى الله عليه وسلم يتناقض مع نفسه ويقول للصحابي أنت في الجنة ثم يجده ممن ارتد عن الحوض!؟ أليس هذا طعن صريح بالنـبي بأبي هـو وأمي صلوات الله وسلامه عليه فـلا شك إذن أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن أصحابه لم يرتدوا بعـده فقـد أخرج الطبراني بسند جيد من حديث أبي الدرداء (( فقلت يا رسول الله ادع اللـه أن لا يجعلني منهم، قـال: لست منهم ))(40) بالإضافة إلى أن الحديث الأول الذي حرفـه التيجـاني بقـوله ( بينما أنا قائم ) والصحيح قوله ( بينما أنا نائم ) الذي يثبت أنه رأى في منامه في الدنيا ما سيقع له في الآخرة فلو كان الصحابة هم الذين سيرتدون لذكر ذلك .....فهل يقول من يعرف المعقـول أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلـم حـال أصحابه كحال أبي الدرداء فلعله سيجـده مـع المرتدين!؟ فلا أعتقد أن أحداً يقول مثل هذا القول إلا أمثال التيجاني ( المهتدي ) إذاً لا يقول النبي صلى الله عليه وسلم لمـن هـو أعظم وأقـرب وأحب إليه كمثل أبي بكر الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (( أنت عتيق الله من النار ))(41) وعمر الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم (( دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب فقلت لمن هذا القصر؟ قالوا: لشاب من قريش فظننت أني أنا هو فقلت: ومن هو؟ قالوا: عمر بن الخطاب ))(42) وعثمان الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم (( عثمان في الجنة ))(43) ولست أدري لعل راوي حديث الإنقلاب وهو الصحابي الجليل أبو هريرة ـ والذي روى الحديث بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ـ سيجد نفسه أحد المرتدين المدفوعين عن الحوض!! بالإضافة لثمانين صحابياً شاركوا أبا هريرة في رواية الحديث.
      6ـ أما إذا لم يعترف هذا التيجاني بهذه الحقيقة فيكون لزاماً عليه أن يحدد من هم الصحابةالذين يشملهم الحديث فإن لم يكن هناك من جواب فلا بد أذن من أن يسري هذا المعنى على الصحابة المرضيين عندهم(*) فسيشمل الحديث دون شكٍّ علياً بن أبي طالب والحسن والحسينَ وعمارَ بن ياسر وأبا ذرٍّ الغفاري وسلمان الفارسي والمقداد بن الأسود وخزيمة بن ثابت وأبي بن كعب(44) ولن يستطيع إستثناء هؤلاء الصحابة الكرام إلا بدليل ثابت فإن قال أن هناك أحاديث تثني على هؤلاء الصحابة وتثبت أنهم من أهل الجنة أقول وكذا الصحابة الذين تحاول إدخالهم فيمن يرتد عن الحوض أن هناك عشرات الأدلة من الكتاب والسنة تثبت رضا الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم عنهم وتثني عليهم غاية الثناء وأنهم هـم المؤمنون حقـاًّ وتثبت بالدليل القاطع أنهم من أهل الجنة فما هو جواب التيجاني المهتدي!؟.
      7ـ أما قوله ( إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ) فمن المسلَّم به أن الصحابة الكرام لم يبدلوا أو يحدثوا في دين الله شيئاً بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وقد أورد السيد محمـد صديق حسن القنوجي البخاري رحمه الله في كتابه ( الدين الخالص ): (( أن رافضياًّ سأل سنيًّا:ما تقول في حق الصحابة؟ فأجابة: أقول فيهم ما قال اللـه تعـالى في كتـابه، عني بـه قولـه هـذا ( رضي الله عنهم ورضوا عنه ). فقال ( أي الرافضـي ): إنهم بدلوا بعد النبي صلى الله عليه وسلم فقال السني: إن الله يقول: { وما بدلوا تبديلا } ونحـن لا نقـول بإله يخـبر بشيء ولا يعلم أنه يتغير بعد ذلك ))(45) أما إذا ادعـى هـذا التيجاني المهتدي أنهم أحدثـوا الكثير مثل عدم قبولهم بولاية أهل البيت وتحـريف القرآن فسيأتي بإذن الله في ثنايا هذا الكتاب ما يفند هذه الدعاوى جملة وتفصيلاً.
      8ـ أما قول هذا التيجاني ( أن أكثر الصحابة قد بدلوا وغيروا بل ارتدوا على أدبارهم بعده (ص) إلا القليل الذي عبر عنهم بهمل النعم ). هذا القول يدل على جهل هذا الرافضي بمعنى الحديث فهو كحاطب ليل يجمع ما يظن أنه طعنٌ في الصحابة ولكن أقول له بعداً، فقوله صلى الله عليه وسلم ( بهمل النعم ) يعني من هؤلاء الذين دنوا من الحوض وكادوا يردونه فصدوا عنه(46) وليس كل من ورد الحوض. وجاء في رواية أخرى بلفظ ( رهط ) فعن أبي هريرة أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( يرد علي يوم القيامة ( رهط ) من أصحابي فيجلون عـن الحـوض فأقول: يارب أصحـابي. فيقول: أنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتـدوا على أدبارهـم القهقـري ))(47) والرهط كما هو معلوم مـا دون العشرة من الرجـال..(48) أما الصحـابة فيشربون من الحوض فقول هـذا التيجـاني بأن أكثر الصحـابة ارتـدوا دليل علـى عميق تفكيره فهنيئاً له على الهداية!!
      9ـ ثم يتناقض هذا التيجاني تناقضاً واضحاً وفاضحاً حين يقول ( ولا يمكن بأي حالٍ من الأحوال ( تأمل! ) حمل هذه الأحاديث على القسم الثالث وهم المنافقون لأن النص يقول: فأقول أصحابي!!؟ ) سبحان ربي إن هذا لشيء عجاب أجعل المنافقين ليسوا من الصحابة؟! أليس هو الذي قسّم ( الصحابة ) إلى ثلاثة أقسام وآخرهم المنافقون بينما هو ينفي هنا ذلك فيقول لا يمكن بأي حال من الأحوال حمل هذه الأحاديث على المنافقين...لماذا؟.. لأن النص يقول أصحابي؟؟! فأقول لهذا المهتدي أي الأمرين تختار؟! فإن قلت أن أحد أقسام الصحابة هم المنافقون فقد رددت على نفسك وإن قلت أن المنافقين ليسوا قسماً من الصحابة فقد أهدرت كتابك من أوله إلى آخره لإنك بنيته على أن المنافقين من الصحابة وحتى أخرجك من هذه المعضلة أقول أنه ما من شكٍّ أن المنافقين ليسوا بحالٍ من أقسام الصحابة ولكـن الرسـول صلى الله عليه وسلم ذكرهـم وذكـر المرتـدين في بـعض روايـات الحـديث ( بأصيحابي ) أو بـ( من صاحبني ) لأنهم صحبوه ورأوه في الدنيا وذلك تصغيراً لهم وتحقيراً لا تعظيماً ولا يقول ذلك لأصحابه من المهاجرين والأنصار الذين كانت لهم رواياته في حقهم بصيغة الإجلال والتقدير والتعظيم والتكريم.
      وأخيراً أقول: أن التيجاني ( المهتدي ) يريد أن يوصلنا إلى نتيجة محددة، مفادها أن أكثر الصحابة قد ارتدوا على أدبارهم القهقري... فماذا يعني هذا القول؟! هذا يعني أن الدين الذي نحن عليه منذ أربعة عشر قرناً والقرآن الذي بين أيدينا والسُّنة التي نسير عليها والصلاة ( عمود الدين ) التي نقيمها والعبادة التي نؤديها باختصار باطلة!!! لأنها نقلت إلينا عن طريق المرتدين؟! ومعنى هذا أيضاً أن المرتدين يا ويلهم الذين فتحوا البلاد شرقاً وأخضعوا البلاد غرباً ليس من أجل إخضاع الناس لعبادة رب العباد بل لكي يدخلونهم مباشرة في باب الإرتداد؟!! ومعنى هذا أيضاً أن مسيلمة الكذاب وسجاح وغيرهم هم أهل الحق لأنهم لم يرتدوا عن الإسلام بل ارتدوا عن أهل الإرتداد!!؟ وكأنه ينادي ويقول يا أهل الشام ... ياأهل مصر والمغرب العربي... يا أهل العراق... يا أهل الجزيرة... يا أهل ما وراء النهرين...كلكم مرتدون على أدباركم القهقري وإلى جهنم؟!!! .


      تعليق


      • #93
        الباحث ردود طويلة عريضة لكنها خارج الموضوع تتهم الشيعة انهم بعيدين عن القران والاسلام طيب كن انت قريب منه واثبت لنا ذلك اثبت لنا ان عقيدتكم ليس بدعة منذ اكثر من اسبوعين وانتم يا اهل السنة تتهربون من سؤالي المحدد وتغيرون المواضيع وتخلطونها
        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
        يا باحث ان كنت شجاعا لاتغير الموضوع
        ياباحث ان كنت فعلا مسلم ولديك حجج وادله اجب على السؤال
        ياباحث ان كنت واثقا من مذهبك فلا تغير الموضوع
        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
        نظرية عدالة الصحابة::
        - لم يقول بها رسول الله
        - لم يقول بها الصحابة انفسهم
        - من اين جاء شيوخكم بهذه البدعة ؟؟؟
        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
        الساحة لك واثبت ان مذهبكم قريب من الاسلام ومن رسول الله .......انتظرك

        تعليق


        • #94
          لايسمح بتغيير الموضوع واتمنى مرة اخرى من ادارة المنتدى الموقرة تحرير المشاركات الخارجة عن الموضوع .. لكي نضمن حوارا علميا هادفا

          تعليق


          • #95
            المشاركة الأصلية بواسطة المنصور الباحث
            4ـ أما استدلال التيجاني بالحديث في قوله ( أصحابي ) على أنهم صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم فغير مسلم لأنه يجب الجمع بين روايات الحديث بعضها مع بعض حتى يتسنى لنا معرفة المراد من قوله ( أصحابي ) من الحديث، (( أما بالنسبة للصحبة فإنها إسم جنس ليس له حد في الشرع ولا في اللغة، والعرف فيها مختلف والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقيد الصحبة بقيد ولا قدّرها بقدْرٍ بل علّق الحكم بمطلقها ولا مطلق لها إلا الرؤية ))(28) ومما لا يختلف عليه اثنان أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في حياته المنافقين والذين ارتدوا بعده وأنهم رأوه وهذا ما يرجّح أن المذكورين هم أهل الإرتداد والنفاق،

            مستعدين الوهابية ان يبعوا اماتهم من اجل زمرة عفنة خرجت من زريبة بن ساعدة ومن ثم سيطرت على الحكم فصار اتباعهم يخلطون الخبيث والطيب وضموهم كلهم تحت عبارة صحابي وعدل
            الحمد لله الذي جعل اعدائنا من الحمقى ومن الاغبياء بدرجة انهم يخربون بيتوهم بايدهم
            الان بات للصحابة والصحبة تعريف مخالف وله لون وطعم مختلف وصار منهم المنافقين ومن ارتدوا ونسى الاحمق ان يضيف امرا اخر الى الصحابة وهم مرضى القلوب التي ذكرها كتاب الله ونسى ايضا الاعراب الذين هم اشد كفرا ونفاقا
            اذن لما يكون مفهوم صحابة رسول الله
            كوكتيل اي
            خليط من منافقين ومرتدين ومرضى قلوب ومن الاعراب
            كيف تترضون على الصحابة بشكل مطلق يااذكياء
            وهذا هو مانقوله نحن حين نقول يجب التميز بين الخبيث منهم والطيب
            بين المؤمن والفاسق والفاجريااحفاد الخوارج
            ونحن لا نتخذ ايات الله وبشكل عشوائي للدفاع عن ارذل خلق الله ولما تبرا منهم الله ورسوله
            وانتم تعدونهم من افضل خلق الله
            المهم رسول الله يقول اصحابي
            فاصحابي اواصيحبائي فهو لفظ واضح المراد منه اصحابه ان راه لثانية او عاش معه دهرا وشارك معه غزواته وظهر فيما بعد انه منافق او من مرضى القلوب او ارتد فهم اصحابه وانهم احدثوا وغيروا وبدلوا وكما قال البراء بن عازب معترفا به
            فياترى هل البراء منافق او مرتد او من مرضى القلوب حاشا لله
            فكيفما تتلاعبون بلفظ الصحبة فلن يتغر المعنى ابدا و المهم اللفظ ثابت ودليل صريح ان صحابة رسول الله منهم الى النار والدليل حديث همل النعم
            وعليه ياوهابية اعقلوا وشغلوا عقولهكم هذا ان كان عندقكم عقول
            لما تترضون على الصحابة لاتجعلون كلهم في سلة واحدة لانه كما اعترفتم اخيرا ان فيهم المنافق والمرتد ومرضى القلوب وووو
            قبح الله الجهال وذوي الجهل المركب
            واخر مااقوله وانهي كلامي
            وهو ان نعل التيجاني اشرف واطهر من كل الوهابية عليهم لعنة الله دنيا واخره
            ولطالما انت الباحث المنصور تحب النسخ والقص واللصق
            فاني اضع جزء مما قيل عن الصحابة
            وانا كلي ايمان انك سوف لن تقراه ابدا لانك اصلا لست من اهل العلم بل امعة وبس
            ************
            http://www.najaf.org/arabic/mustabsiroon/77/html/rkbtsfin-13.html
            قد يقال: إن الإسلام يجب ما قبله. فنقول: صحيح هذا، ولكن هذا القول مخالف لسنة الله في اختيار رسله (ولن تجد لسنة الله تبديلا) (1) فلو اختار الله الصحابة لبيان دينه لكان - والعياذ بالله - مخالفا لسنته في اختيار الإنسان الطاهر من أي انحراف في سلوكه وقوله، كالأنبياء (عليهم السلام) تماما. فكيف يقول الله: (ولن تجد لسنة الله تبديلا) ثم يخالف سنته في اختيار سفرائه ممن عاشوا في مستنقع المحرمات لعشرات السنين؟!!
            إن من يستقرئ حياة الصحابة يجد كثيرا من الرواسب الجاهلية قد عاشت معهم بعد الإسلام، كشرب الخمر والزنا وأكل الربا (2)، وهذا الأمر يسلب منهم خاصية القيمومة على الدعوة. فالرواسب الجاهلية تؤثر سلبا على الداعية.
            أخرج البخاري: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي " فقام سعد بن معاذ فقال: يا رسول الله، أنا والله أعذرك منه، إن كان من الأوس ضربنا عنقه، وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا فيه أمرك، فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج، وكان قبل ذلك رجلا صالحا ولكن احتملته الحمية، فقال:
            كذبت لعمر الله، لا تقتله ولا تقدر على ذلك، فقام اسيد بن الحضير، فقال: كذبت لعمر الله، والله لنقتلنه فإنك منافق تجادل عن المنافقين، فثار الحيان الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على المنبر فلم يزل يخفضهم حتى سكتوا وسكت (3).
            وأخرج البخاري: " إن رجلا من المهاجرين كسح (4) رجلا من الأنصار، فقال الأنصاري: ياللأنصار، وقال المهاجري: ياللمهاجرين، فسمع ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
            ____________
            1 - الأحزاب: 62.
            2 - وهذا أمر قد وثقناه في مبحث عدالة الصحابة.
            3 - 3 / 156، و 6 / 8.
            4 - كسح: بمعنى ضرب.
            الصفحة 238
            فقال: " ما بال دعوى أهل الجاهلية؟! " قالوا: يا رسول الله كسح رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال: " دعوها فإنها منتنة "... " (1).
            نستخلص من هذا " أن من أوليات ما يقتضيه ضمان التطبيق أن يكون القائم على تطبيقها - أي الفكرة - شخصا تتجسد فيه مبادئ فكرته تجسدا مستوعبا لمختلف المجالات التي تكفلت الفكرة تقويمها من نفسه. ولا نريد من التجسد أكثر من أن يكون صاحبها خليا عن الأفكار المعاكسة لها من جهة، وتغلغلها في نفسه كمبدأ يستحق من صاحبه التضحية والفناء فيه من جهة أخرى، ومتى كان الإنسان بهذا المستوى استحال في حقه من وجهة نفسية أن يخرج على تعاليمها بحال. وإذا لم يكن القائم بالحكم بهذا المستوى من الإيمان بها وكانت لديه رواسب على خلافها، لم يكن بالطبع أمينا على تطبيقها مائة بالمائة، لاحتمال انبعاث إحدى تلكم الرواسب في غفلة من غفلات الضمير، واستئثارها في توجيهه الوجهة المعاكسة التي تأتي على الفكرة في بعض مناحيها وتعطلها عن التأثير ككل، وربما استجاب الرأي العام له تخفيفا لحدة الصراع في أعماقه بين ما جد من تعاليم هذه الفكرة وما كان معاشا له ومتجاوبا مع نفسه من الرواسب.
            على أن الناس - كل الناس - لا يكادون يختلفون - إلا نادرا - في قدرتهم على التفكيك بين الفكرة وشخصية القائم عليها... وبما أن الإسلام يعالج الإنسان علاجا مستوعبا لمختلف جهاته - الداخلية والخارجية -، احتجنا لضمان تبليغه وتطبيقه إلى العصمة في الرسول، ثم العصمة في الذي يتولى وظيفته بعده... " (2).
            ____________
            1 - ج 6 باب قوله: سواء عليهم استغفرت لهم.
            2 - الاصول العامة للفقه المقارن: 185 - 186.
            الصفحة 239
            الصحابة يفتون بآرائهم
            كان الصحابة يفتون بآرائهم في الوقائع الشرعية إذا لم يجدوا نصا في كتاب الله أو سنة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم). ونحن نعلم أن الدين قد كمل على عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وبين الله كل شئ يحتاجه الناس. قال تعالى: (اليوم اكملت لكم دينكم) (1) وقال تعالى: (ما فرطنا في الكتاب من شئ) (2)، (ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ) (3).
            فكل شئ حسب منطوق هذه الآيات فيه نص. فإذا كان الله قد أكمل الدين وبين كل شئ فلماذا يفتي الصحابة بآرائهم؟!
            فهم لم يحرزوا جميع النصوص الصادرة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وإلا لما أفتوا بآرائهم. من هنا نعلم أن الصحابة غير مخولين: بنقل وبيان الدين للناس. فالمفترض بمن يخلف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يكون لديه من النصوص ما يكفي لمعرفة أحكام الوقائع الشرعية كلها.
            الصحابة يعترفون بأنهم ليسوا نقلة الإسلام!!
            إن الصحابة لم يكونوا يرون أنفسهم في مرتبة القيمومة على الدعوة التي جعلها أهل السنة لهم.
            قال أبو مجلز: شهدت ابن عمر والناس يسألونه، فقال: إياكم عني، فإني كنت مع من هو أفقه مني، ولو علمت أني أبقى حتى يفتقر إلي لتعلمت لكم!!! " (4).
            ____________
            1 - المائدة: 3.
            2 - الأنعام: 38.
            3 - النحل: 89.
            4 - تذكرة الحفاظ: 1 / 40.
            الصفحة 240
            فعبارة ابن عمر: " ولو علمت أني أبقى حتى يفتقد لي لتعلمت لكم " أصرح دليل في الرد على الذين جعلوا ابن عمر والصحابة بمرتبة سفراء الله لعباده بعد نبيه الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، فأهل السنة أوجبوا للصحابة ما لم يوجبوه هم لأنفسهم!!
            وذكر المناوي " ان ابن عمر كان إذا سئل قال: اذهب إلى هذا الأمير الذي تولى أمر الناس، فضعها في عنقه ".
            وقال: " يريدون أن يجعلونا جسرا يمرون علينا على جهنم " (1).
            (يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا) (2).
            ____________
            1 - فيض القدير شرح الجامع الصغير: 1 / 158. إحياء علوم الدين: 1 / 23.
            2 - النساء: 174.
            الصفحة 241
            الفصل الرابع
            عدالة الصحابة

            </SPAN>
            الصفحة 242



            </SPAN>
            الصفحة 243

            يتبع ان شاء الله
            التعديل الأخير تم بواسطة أميري حسين-5; الساعة 25-04-2009, 11:37 AM.

            تعليق


            • #96
              بادئ ذي بدء:
              لقد جعل أهل السنة كل الصحابة عدولا لأنهم كما يقولون حملة الشريعة للناس.
              يقول ابن الصلاح: " ثم إن الأمة مجمعة على تعديل جميع الصحابة... وكأن الله سبحانه وتعالى أتاح الإجماع على ذلك لكونهم نقلة الشريعة " (1).
              وقال الجويني: " والسبب في عدم الفحص عن عدالتهم، انهم حملة الشريعة، فلو ثبت توقف في رواياتهم لانحصرت الشريعة على عصره (صلى الله عليه وآله وسلم) ولما استرسلت إلى سائر العصور " (2).
              وقال القرشي: " إن حفظ الدين يقتضي عدالة الصحابة، إذ كيف يعد الله سبحانه بحفظ دينه (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) (3) بينما حملته ونقلته عن نبيه مطعون في عدالتهم ونزاهتهم " (4).
              نعم، لقد قرر هؤلاء عدالة جميع الصحابة لأنهم نقلة الشريعة. ونحن في بحثنا هذا سنتناول عدالة الصحابة، فإن كانوا عدولا فسنتنازل عن كل ما كتبناه، ونقول: إنهم حملة الشريعة حقا، ولكن إذا لم يكونوا عدولا فلا يجوز لنا أن نأخذ عنهم الشريعة. وإلا فكيف نأخذ ديننا عنهم " بينما حملته ونقلته عن نبيه مطعون في عدالتهم ونزاهتهم " على حد تعبير القرشي!!

              ____________
              1 - مقدمة ابن الصلاح.
              2 - فتح المغيث: 3 / 103. تدريب الراوي: 2 / 214.
              3 - الحجر: 9.
              4 - تنبيه ذوي النجابة إلى عدالة الصحابة: ص 25.
              الصفحة 244
              إشارة:
              إن تعديل جميع الصحابة بناءا على أنهم نقلة الدين لا يصح، لأن غالبية الصحابة لم ينقلوا لنا شيئا من الشريعة!!!
              يقول ابن خلدون: " إن الصحابة كلهم لم يكونوا أهل فتيا ولا كان الدين يؤخذ عن جميعهم، وإنما كان ذلك مختصا بالحاملين للقرآن، العارفين بناسخه ومنسوخه، ومتشابهه ومحكمه وسائر دلالته، بما تلقوه من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو ممن سمعه، منهم ومن عليتهم، وكانوا يسمون لذلك " القراء " أي: الذين يقرأون الكتاب، لأن العرب كانوا أمة امية، فاختص من كان منهم قارئا للكتاب بهذا الاسم لغرابته يومئذ وبقي الأمر كذلك صدر الملة " (1).
              هذه شهادة من ابن خلدون تؤكد لنا " إن الصحابة لم يكونوا كلهم أهل فتيا ولا كان الدين يؤخذ عن جميعهم... " فلماذا نعدلهم جميعا إذا كان الدين لا يؤخذ عن جميعهم؟! وكيف نعدلهم ونحن نجهل أكثرهم؟! وهل يليق بالعاقل أن يحكم على مايجهله؟!

              تعريف الصحابي:
              قال ابن حجر: " كل من روى عن النبي حديثا أو كلمة، أو رآه وهو مؤمن به، فهو من الصحابة، ومن لقي النبي مؤمنا به ومات على الإسلام، طالت مجالسته معه أو قصرت، روى عنه أو لم يرو، غزا أو لم يغز. من رآه ولم يجالسه ومن لم يره لعارض " (2).
              وقال النووي في تعريف الصحابي: " فأما الصحابي فكل مسلم رأى
              ____________
              1 - المقدمة: 563، الفصل السابع من الباب الرابع.
              2 - الإصابة: 1 / 10.
              الصفحة 245
              رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولو للحظة، هذا هو الصحيح في حده، وهو مذهب ابن حنبل وأبي عبد الله البخاري في صحيحه والمحدثين كافة " (1).

              عطفا على ما تقدم آنفا:
              قال ابن حجر: " اتفق أهل السنة على أن الجميع عدول، ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة " (2).
              وقال الذهبي: " من الكبائر سب أحد من الصحابة، فمن طعن فيهم أو سبهم فقد خرج من الدين ومرق من ملة المسلمين " (3). هذا هو حكم أهل السنة على الصحابة، فالكل عدول. ولكن ما هو حكم الله ورسوله فيهم، هل يعدلونهم جميعا أم لا؟ فلنر حكم الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيهم (ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) (4).

              الصحابة في القرآن

              الصحابة والنفاق:
              ظهر المنافقون في زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قوة لا يستهان بها، وقد نزلت الآيات الكريمة كاشفة عنهم ومحذرة منهم ومبينة لصفاتهم، قال تعالى: (واذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون) (5)، (ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني) (6)، (ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين) (7)، (يحلفون
              ____________
              1 - صحيح مسلم شرح النووي: 1 / 35 - 36.
              2 - الإصابة: 1 / 6.
              3 - الكبائر: ص 233.
              4 - المائدة: 50.
              5 - البقرة: 14.
              6 - التوبة: 49.
              7 - البقرة: 8.
              الصفحة 246
              بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم) (1).
              وهناك الكثير من الآيات التي تتحدث عنهم، حتى أن سورة التوبة سميت بالفاضحة. وقلما يجد قارئ القرآن سورة تخلو من ذكر المنافقين، وإن شئت فاقرأ سور: الأحزاب، والنساء، والأنفال، والحشر، والمنافقين، والبقرة، وآل عمران، والمجادلة... وقد جمع بعض المحققين الآيات الخاصة بالمنافقين فبلغت ما يقرب من عشر القرآن (2)!
              ومع بيان الآيات هذه لهم فقد بقي الكثير من المنافقين مجهولين عند المسلمين، قال تعالى: (ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم) (3).
              ونحن نسأل: من هؤلاء الذين نزل فيهم عشر القرآن؟ أليسوا هم ممن صحب رسول الله؟ بلى، هم كذلك بشهادة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
              أخرج البخاري: إن عمر بن الخطاب طلب من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يضرب عنق عبد الله بن أبي، فقال: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق. فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):
              " دعه، لا يتحدث الناس بأن محمدا يقتل أصحابه " (4)!!
              ومرة أشار الصحابة على النبي بقتل ابن أبي، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (فلعمري، لنحسنن صحبته ما دام بين أظهرنا) (5).
              يقول النووي: " ولم يقتل - النبي - المنافقين لهذا المعنى ولإظهارهم الإسلام، وقد أمر بالحكم بالظاهر، والله يتولى السرائر، ولأنهم كانوا معدودين في أصحابه " (6).

              ____________
              1 - التوبة: 74.
              2 - النفاق والمنافقون، الاستاذ إبراهيم علي سالم المصري.
              3 - التوبة: 101.
              4 - كتاب تفسير القرآن، حديث رقم: 4525، صحيح مسلم: كتاب البر والصلة والآداب، باب نصر الأخ ظالما أو مظلوما.
              5 - طبقات ابن سعد: 2 / 56.
              6 - صحيح مسلم بشرح النووي: 16 / 139.
              الصفحة 247
              إذن كيف يصح القول: بأن كل الصحابة عدول، وفيهم المنافقون؟! أما عدد المنافقين فلا نستطيع إحرازه بالدقة، ولكننا سنقترب من الحقيقة إذا رجعنا إلى غزوة أحد، فقد كان عدد جيش المسلمين في هذه الغزوة ألفا كما نص على ذلك أرباب السير، وأثناء مسير المسلمين تخلف ثلث الجيش بقيادة عبد الله بن أبي زعيم المنافقين أي قرابة 300 صحابي (1)!!
              كل هذا العدد كان بين الألف ذاك!! وليس في هذا الأمر غرابة، فكلما قوي المسلمون ازدادت شوكة النفاق وانتشار المنافقين بينهم.. ومن ذلك يمكن أن نستنتج حجم عدد المنافقين بين الصحابة بعد أن اكتسح الإسلام جزيرة العرب؟! فإذا كان بين الألف صحابي قرابة ثلاثمائة منافق، فكم سيكون عدد المنافقين بين مائة وأربعة عشر ألف صحابي؟!
              في أصحابي:
              روى مسلم عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: " في أصحابي اثنا عشر منافقا، فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط... " (2).
              وأخرج البيهقي عن ابن مسعود قال: خطبنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: " أيها الناس إن فيكم منافقين، فمن سميت فليقم، قم يا فلان، ثم يا فلان حتى عد ستا وثلاثين " (3).
              إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عرف ستة وثلاثين منافقا من أصحابه وعدهم بأسماءهم، والله يقول: (ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لاتعلمهم نحن نعلمهم) (4) فالآية
              ____________
              1 - صحيح البخاري: كتاب المغازي، باب غزوة احد، والتصريح برجوع ثلث الناس في سنن البيهقي: 9 / 31.
              2 - صحيح مسلم: كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، حديث رقم 9.
              3 - راجع معالم الفتن، سعيد أيوب: ص 67، عن الخصائص الكبرى، السيوطي: 2 / 174.
              4 - التوبة: 101.
              الصفحة 248
              هذه تؤكد بوضوح على أن هناك منافقين لا يعلمهم إلا الله، فانظر كم سيصبح عدد المنافقين إذا أضفنا الى من يعلمهم الله وحده منهم، هؤلاء الستة وثلاثين؟!
              وليت أهل السنة يبينون لنا أسماء هؤلاء الستة وثلاثين صحابيا حتى نتجنب أخذ الأحاديث عنهم! وإذا لم يستطيعوا بيان أسمائهم فكيف يقبل المسلم العاقل أن يأخذ السنة عن جميع الصحابة ما دام فيهم ستة وثلاثون منافقا؟!

              الصحابة الأعراب:
              يمثل الأعراب نسبة كبيرة من صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). قال أبو زرعة الرازي:
              " توفي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن رآه وسمع منه زيادة على مائة ألف إنسان من رجل وامرأة وهذا لا تحديد فيه، وكيف يمكن الاطلاع على تحرير ذلك مع تفرق الصحابة في البلدان والبوادي والقرى " (1). فأهل البوادي - وهم الأعراب - صحابة.
              وروى الساجي في المناقب بسند جيد عن الرافعي، قال: قبض رسول الله والمسلمون ستون ألفا، ثلاثون ألفا في المدينة وثلاثون ألفا في قبائل العرب... " (2) فعدد الصحابة الأعراب ثلاثون الفا.
              وحين أشرف عمر بن الخطاب على الموت أوصى للخليفة من بعده بقوله:
              " وأوصيه بالأعراب خيرا، فإنهم أصل العرب ومادة الإسلام " (3).
              هؤلاء الأعراب الذين يشكلون ثلاثين ألفا: حكم أهل السنة عليهم جميعا بالعدالة. ولكن أين هذا الحكم من حكم الله؟
              قال تعالى: (الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله
              ____________
              1 - تدريب الرواي: 2 / 221.
              2 - المصدر السابق.
              3 - صحيح البخاري: كتاب المناقب، حديث رقم 3424.
              الصفحة 249
              على رسوله والله عليم حكيم) (1)!!
              (وممن حولكم من الأعراب منافقون) (2).
              (ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء) (3).
              (سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم) (4).
              (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم) (5).
              فأين حكم أهل السنة من حكم الله؟ ومن أولى بالاتباع؟ (ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون) (6) وأين أتباع الكتاب والسنة في وصفهم لجميع الأعراب من الصحابة بالعدالة من هذه الآيات البينات؟ نحن لاننكر وجود المؤمنين من الأعراب، فالله عزوجل قال في كتابه العزيز: (ومن الأعراب من يؤمن بالله وباليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول ألا إنها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته إن الله غفور رحيم) (7).
              ولكن الأعراب المنافقين - كما يظهر هنا - أكثر من هؤلاء الأعراب، المؤمنين لأن " من " في الآية الأخيرة: تبعيضية عند العلماء. ومع ذلك، فان الآيات التي جاءت تذم
              ____________
              1 - التوبة: 97.
              2 - التوبة: 101.
              3 - التوبة: 98.
              4 - الفتح: 11.
              5 - الحجرات: 14.
              6 - المائدة: 50.
              7 - التوبة: 99.
              الصفحة 250
              الأعراب وتوبخهم أكثر من الآيات التي تزكيهم من النفاق.
              فهل نسي، أو تناسى أهل السنة حين حكموا على الصحابة الأعراب بالعدالة:
              الآيات السابقة! فمن الواجب أن يقرأ القرآن وحدة واحدة.
              ويمكننا أن نكتفي بهذا الدليل القرآني لنقض نظرية عدالة الصحابة من اسسها الواهية!

              الصحابة والصلاة:
              عن جابر بن عبد الله قال: " بينما نحن نصلي مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ أقبلت عير تحمل طعاما فالتفتوا إليها حتى ما بقي مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا اثنا عشر رجلا، فنزلت هذه الآية: (وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما) " (1) (2).
              إنه لأمر عجيب أن يترك العبد صلاته خلف نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) ليلتفت إلى العير والطعام!
              والأعجب منه، كل من يقرأ هذه الحادثة ولا يتملكه الغضب من موقف هؤلاء الصحابة!!
              فما هو عذرهم في فعلهم هذا؟ هل فعلوا ذلك لأنهم جياع؟ ألا يبدو في هذا الفعل:
              استخفاف هؤلاء " الصحابة " بالصلاة وبالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نفسه؟
              وبماذا نفسر فعلهم هذا؟ أفتونا يا أيها الملأ.
              أهذه هي " العدالة " التي حملتهم على هذا الفعل؟ إن العدالة بعيدة كل البعد عن هذا التصرف القبيح.
              ولقد رأيت مصلين في عصرنا إذا وقف أحدهم بين يدي ربه ارتجف جسمه وعلا صوته بالبكاء وسالت دموعه، فما بال أهل القرون الأولى؟!

              ____________
              1 - الجمعة: 11.
              2 - صحيح البخاري: كتاب الجمعة، باب إذا نفر الناس عن الإمام في صلاة الجمعة فصلاة الإمام ومن بقي جائزة.
              الصفحة 251
              الصحابة والزكاة:
              قال تعالى: (ومنهم من عاهد الله لئن ءاتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين * فلما ءاتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون * فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون) (1).
              هذه الآيات نزلت بالصحابي ثعلبة (2). الذي حكم الله تعالى بنفاق قلبه، وحكم أهل السنة بطهارة قلبه وعدالته!!

              مسجد ضرار:
              في غزوة تبوك تخلف اثنا عشر رجلا من الصحابة عن الرسول وبنوا مسجدا كفرا وتفريقا بين المسلمين. قال تعالى: (والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون) (3).
              هذا حكم الله فيهم، فكيف يعطون صفة العدالة؟!

              عدالة الصحابة في القرآن:
              في بحثنا عن عدالة الصحابة وجدنا القرآن ينقض نظرية " عدالة الصحابة " هذه.. ففي الصحابة كثير من المنافقين، وفيهم الأعراب الذين هم أشد كفرا ونفاقا.
              وفيهم من يترك الصلاة لينظر للعير، وفيهم وفيهم... وهناك المؤمنون وهم الذين مدحهم
              ____________
              1 - التوبة: 75 و 76.
              2 - راجع: تفسير الطبري: 6 / 130. تفسير ابن كثير: 2 / 388. تفسير فتح القدير: 2 / 385. تفسير الخازن: 2 / 125. تفسير البغوي بهامش تفسير الخازن: 2 / 125.
              3 - التوبة: 107.
              الصفحة 252
              الله في كتابه. هكذا قال القرآن في الصحابة، فأي القولين أولى أن يتبع قول أهل السنة في صحة عدالتهم أم.. قول الله عزوجل في نفي العدالة عن الكثير منهم، وقوله الحق؟!
              يتبع ان شاء الله

              تعليق


              • #97
                الصحابة في السنة

                الصحابة والارتداد:
                أخرج البخاري " عن أبي وائل، قال: قال عبد الله: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " أنا فرطكم على الحوض، ليرفعن إلي رجال منكم حتى إذا أهويت لأناولهم اختلجوا دوني، فأقول:
                أي رب أصحابي، فيقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك) (1).
                وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " بينما أنا قائم فإذا زمرة، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، قال: هلم، قلت: أين؟ قال: إلى النار والله، قلت: وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم " (2).
                وأخرج مسلم عن عبد الله، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " أنا فرطكم على الحوض ولأنازعن أقواما ثم لاغلبن عليهم، فأقول: يارب أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك " (3).
                وفي تاريخ ابن كثير قال: أخرج البيهقي عن أبي الدرداء، قال: " قلت:
                يارسول الله بلغني إنك تقول: (ليرتدن أقوام بعد إيمانهم) قال (صلى الله عليه وآله وسلم): " أجل ولست منهم ".
                وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " إن من أصحابي من لا يراني بعد أن افارقه " (4).
                هذه الأحاديث تعرف بأحاديث الحوض، وهي متواترة ولها طرق أخرى
                ____________
                1 - كتاب الفتن، ماجاء في قوله تعالى: * (واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) *.
                2 - المصدر السابق: كتاب الرقاق، باب في الحوض.
                3 - كتاب الفضائل، باب اثبات حوض نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) وصفاته.
                4 - سلسلة الأحاديث الصحيحة: 6 / 1202، رقم الحديث 2982.
                الصفحة 253
                لا يتسع المقام هنا لعرضها. وقد صرحت هذه الأحاديث بأن الصحابة سيدخلون النار ولا يبقى منهم إلا القليل، كما يتضح لنا ذلك في تشبيههم بهمل النعم.
                ويبدو لنا أن هذه الأحاديث أقلقت مضاجع أهل السنة، ففسروها بالمنافقين والمرتدين، ولكن هذا التفسير بعيد عن معطيات الأحاديث، ولا يصح، وذلك لأسباب نذكر منها:
                أولا: إن المنافقين قليلون، لايزيد عددهم على عدد أصابع اليدين، عند أهل السنة، وهو يناقض قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث الحوض: (فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم) وهو قول يؤكد على نجاة القليل منهم، وفي رواية: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):
                (ولأنازعن أقواما ثم لأغلبن عليهم)، فتأمل كلمة " أقواما "، ليسوا عشرة ولا مائة، إنما هم أقوام!
                وحتى إذا فسرنا الحديث الشريف هذا بأنه يشير الى المنافقين والمرتدين، فهو يعني أن كثيرا من الصحابة منافقون ومرتدون. وهذا ما ينطق به ماجاء في نص الحديث:
                (فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم)!! وكفى بقول الرسول حجة. فأين أهل السنة من هذه الحقيقة؟ وهل سيسلمون بها؟ إن التأويل غير مجد هنا، بل يوقع صاحبه في مطبات لا تحمد عقباها. فمن فسر الذين ورد ذكرهم في الحديث بالمنافقين والمرتدين، فهو كالذي اختبأ من المطر، ولكنه وقف تحت الميزاب!!
                ثانيا: هناك أحاديث مفسرة لهذا الحديث بما لا يبقى معه مجال لتأويل الحديث بالشكل الذي يؤدي الى غرضهم في الحفاظ على نزاهة الصحابة. والأحاديث يفسر بعضها بعضا.
                روى البخاري بسنده عن العلاء بن المسيب عن أبيه، قال: لقيت البراء بن عازب (رضي الله عنهما)، فقلت: طوبى لك صحبت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبايعته تحت الشجرة.
                فقال: يابن أخي، إنك لا تدري ما أحدثنا بعده " (1)!!

                ____________
                1 - كتاب المغازي: رقم الحديث 3852.
                الصفحة 254
                وأخرج الحاكم أن عائشة قالت: " إني قد أحدثت بعد رسول الله " (1).
                وروى ابن حجر " عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن أبي سعيد، قلنا له: هنيئا لك برؤية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وصحبته. فقال: إنك لا تدري ما أحدثنا بعده " (2).
                وروى مالك في الموطأ عن مولى عمر بن عبيدالله: انه بلغه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لشهداء أحد: (هؤلاء أشهد عليهم). فقال أبو بكر الصديق: ألسنا يارسول الله إخوانهم، أسلمنا كما أسلموا وجاهدنا كما جاهدوا؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (بلى، ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي) فبكى أبو بكر، ثم بكى، ثم قال: " أئنا لكائنون بعدك؟ " (3).
                وقال أنس بن مالك: ما أعرف شيئا مماكان على عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)! قيل: الصلاة، قال: أليس ضيعتم ما ضيعتم فيها (4)؟
                وأخرج البخاري عن الزهري قال: " دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي فقلت: ما يبكيك؟ فقال: لاأعرف شيئا مما أدركت إلا هذه الصلاة وهذه الصلاة قد ضيعت " (5).
                وأخرج البخاري قال: سمعت سالما قال: سمعت أم الدرداء تقول: دخل علي أبو الدرداء وهو مغضب، فقلت: ما أغضبك؟ فقال: والله ما أعرف من أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) شيئا إلا انهم يصلون جميعا (6).

                ____________
                1 - مستدرك الحاكم: 4 / 6، وصححه وكذا الذهبي في تلخيص المستدرك.
                2 - الإصابة: 3 / 84.
                3 - 2 / 462 كتاب الجهاد - باب الشهداء في سبيل الله. وقال ابن عبد البر عن الحديث: " مرسل عند جميع الرواة لكن معناه يستند من وجوه صحاح كثيرة " ذكر ذلك فؤاد عبد الباقي راجع الموطأ: 2 / 4.
                4 - صحيح البخاري: كتاب مواقيت الصلاة، باب تضييع الصلاة.
                5 - المصدر السابق.
                6 - صحيح البخاري: كتاب الأذان، رقم الحديث 613.
                الصفحة 255
                وأخرج البخاري عن أبي سعيد الخدري " قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى، فأول شئ يبدأ به الصلاة، ثم بعد ذلك يعظ الناس، فلم يزل الناس على ذلك، حتى خرجت مع مروان وهو أمير المدينة في أضحى أو فطر، فأراد أن يرتقي المنبر قبل أن يصلي، فجذبت بثوبه، فجذبني فارتفع، فخطب قبل الصلاة.
                فقلت له: غيرتم والله، فقال: يا أبا سعيد قد ذهب ما تعلم... " (1).
                ومن حديث لجابر بن عبد الله (رضي الله عنه): " ما منا أحد إلا غير " (2).
                وقال أعين ابن امرأة الفرزدق لعثمان: " يا نعثل بدلت " (3).
                كل هذه النصوص تؤكد على أن الذين أحدثوا، هم من صحابة رسول الله من غير المنافقين والمرتدين. ففي حديث الحوض يقال للنبي: (انك لا تدري ما أحدثوا بعدك)، والبراء يقول: إنك لا تدري ما أحدثناه (4) بعده، وعائشة تقول: إني قد أحدثت بعده، وقال أبو سعيد الخدري غيرتم والله، والرسول نفسه لم يشهد لأبي بكر ومن قاتل في أحد ويقول: (ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي)!
                وهذا أنس يقول: ما أعرف شيئا مما كان على عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقوله هذا يدل على أن كل شئ تغير وبدل، وحتى الصلاة ضيعت!!
                وهذا أبو الدرداء يقول: والله ما أعرف من أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) شيئا إلا أنهم يصلون جميعا. وهو اصرح قول في أن أهل القرون الأولى تركوا من السنة أشياء كثيرة، واحدثوا بدلا منها بدعا. وجابر يقول: ما منا أحد إلا غير...
                ثالثا: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه)، قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال:

                فمن؟ " (1).
                يؤكد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذا الحديث على أن كثيرا من الصحابة - وهم الموجه لهم الخطاب قبل غيرهم - سيتبعون سنن اليهود والنصارى. وإحداث أهل الكتاب بعد أنبيائهم (عليهم السلام) يعرفه القاصي والداني. فالصحابة - مما نستنتجه من قول
                الصفحة 256
                النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - سيحدثون أمورا كبني إسرائيل. وإن لم يحدثوا مثلهم لكان كلام النبي كذبا - والعياذ بالله - فهم إذن، مثل اليهود والنصارى، قد أحدثوا أشياء استحقوا بها دخول النار.
                رابعا: إذا قلنا: إن المقصود بحديث الحوض هم المرتدون، فهذا أسوأ، إذ كيف يرتد الصحابي الذي شاهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتبرك برؤيته فتطهر قلبه وعدله الله في القرآن؟!
                فإذا جاز ارتداد الصحابي بعد صحبته للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فلاعبرة بالصحبة ولاقيمة لها (2)!!
                فأحاديث الحوض هذه، تنقض نظرية عدالة جميع الصحابة دون شك، لأن العادل لا يدخل النار!

                الصحابة يتنزهون عن فعل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)!!
                قالت عائشة: صنع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) شيئا فرخص فيه: فتنزه عنه قوم، فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فخطب فحمد الله، ثم قال: " ما بال أقوام يتنزهون عن الشئ أصنعه؟!
                فوالله إني لأعلمهم بالله، وأشدهم له خشية " (3).

                ____________
                1 - صحيح البخاري: كتاب الأنبياء، باب ماذكر عن بني اسرائيل.
                2 - والرسول يقول: (لاترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض) صحيح البخاري: كتاب الفتن، باب قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض. هل قال كلامه هذا عبثا، والعياذ بالله!!
                (3) صحيح البخاري: كتاب الأدب، رقم الحديث 5636.
                الصفحة 257
                وقال ابن حجر في فتحه: " نقل ابن التين على الداودي أن التنزه عما ترخص فيه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من أعظم الذنوب، لأنه يرى نفسه أتقى لله من رسوله. قلت: لا شك في إلحاد من اعتقد ذلك " (1).
                فكيف يمكن لنا أن نعتقد بعدالة هؤلاء الذين يتنزهون عن صنع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟!
                هذا ابن حجر قد سمى فعلهم إلحادا!! وشتان ما بين العدالة والإلحاد!

                أولئك هم العصاة:
                عن جابر " إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خرج إلى مكة عام الفتح في رمضان وصام حتى بلغ كراع الغميم يعني (2) وصمنا معه، فقيل: إن الناس قد شق عليهم الصيام وإنما ينتظرون ما تفعل، فدعا بقدح من ماء بعد العصر فشرب والناس ينظرون فافطر الناس وصام بعض، فبلغه أن ناسا صاموا، فقال: " اولئك هم العصاة " مرتين " (3).
                لقد قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في اولئك الصحابة: أولئك هم العصاة، ولكن أهل السنة يقولون: أولئك هم العدول!
                يتبع ان شاء الله

                تعليق


                • #98
                  الصحابة في غزوة أحد:
                  أول حدث يهمنا في غزوة أحد، هو تخلف ثلث الجيش عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم). وثاني حدث هو هروب الصحابة من المعركة، وتركهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بين سيوف المشركين ورماحهم، ولم يبق مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا أربعة، ويقال أثنا عشر رجلا، على رأسهم علي بن أبي طالب، فكسرت رباعية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وشج في رأسه (4).

                  ____________
                  1 - فتح الباري: 13 / 216 - 217.
                  2 - هكذا في سنن البيهقي والظاهر أنها بمنى.
                  3 - السنن الكبرى، البيهقي: 4 / 246، قال: رواه مسلم في الصحيح. إمتاع الأسماع، المقريزي 1 / 365.
                  4 - صحيح مسلم: كتاب الجهاد والسير، باب غزوة أحد 5 / 175.
                  الصفحة 258
                  وثالث حدث في هذه الغزوة هو ترك الرماة لمواقعهم. فالرسول جعل خمسين من الرماة يحمون ظهور المسلمين، ولكنهم بعد انهزام المشركين، تركوا أمكانهم طمعا في الغنائم التي أسرعوا إليها بالرغم من تشديد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عليهم بالبقاء في مواقعهم، وإن كانت الدائرة للمسلمين.
                  وفي غزوة حنين، فر عشرة آلاف صحابي، وبقي مع النبي سبعة على رأسهم علي، ونزل القرآن يوبخهم. وشارك عمر بن الخطاب الناس في الفرار (1)!
                  إنه حقا لأمر عجيب: أن لا يبقى من العشرة آلاف إلا سبعة! فمن لا يصدق بأن الصحابة لا يبقى منهم مع النبي في الجنة إلا مثل همل النعم، فليسأل أحدا وحنينا، ففيهما الخبر اليقين!

                  عدالة الصحابة في السنة:
                  إن القرآن ينقض نظرية عدالة الصحابة، والسنة النبوية: لم تبق من الصحابة مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في الجنة إلا مثل همل النعم. لكن أهل السنة أدخلوا الصحابة كلهم في الجنة، فتأمل المفارقة بين حكم الله ورسوله وحكم أهل السنة!
                  وأضف لما سبق تنزه قسم من الصحابة عن فعل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهذا كما قال ابن حجر إلحاد،! ووصف الرسول قسما منهم بأنهم عصاة...
                  وأن ماعز بن مالك الأسلمي، زنى ورجمه النبي، ولم أسمع أحدا يحسب الزنى من العدالة!! وجلد عمر قدامة بن مضعون لأنه شرب الخمر (2)، وشرب الخمر ليس من العدالة. ألا يكفي كل ذلك، لنقضي نظرية عدالة الصحابة، عند أهل السنة؟! بلى يكفي.. ومع هذا سنلقي المزيد من الضوء على تهافت هذه النظرية؟

                  ____________
                  1 - صحيح البخاري - كتاب المغازي: 5 / 101، مع أن الشيطان يهرب من عمر!!
                  2 - راجع ترجمة ماعز وقدامة في الإصابة: 5 / 233 و 6 / 16.
                  الصفحة 259

                  الفصل الخامس


                  الصحابة في حياة النبي


                  </SPAN>
                  الصفحة 260



                  </SPAN>
                  الصفحة 261


                  الصحابة يقتلون رجلا في الحرم!
                  عن أبي شريح بن عمر: " إن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قتلوا رجلا من هذيل كانوا يطلبونه بذحل في الجاهلية في الحرم - وهو - يؤم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليبايعه على الاسلام فقتلوه، فلما بلغ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قتله، غضب أشد الغضب، فسعت بنو بكر إلى أبي بكر وعمر (1) وأصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يستشفعون بهم إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فلما كان العشي قام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: أما بعد فإن الله عز وجل حرم مكة ولم يحرمها الناس وإنما أحلها لي ساعة من النهار ثم هي حرام كما حرمها الله أول مرة، وإن أعتى الناس على الله ثلاثة: رجل قتل فيها، ورجل قتل غير قاتله، ورجل طلب بذحل الجاهلية، وإني والله لأدين هذا الرجل الذي أصبتم " (2).
                  هؤلاء بعض الصحابة، لم يصغوا لنداء السماء الذي حرم هذا النوع من القتل، بل تعدوا ذلك وقتلوا رجلا داخل الحرم، فأين عدالة هؤلاء وأمثالهم الذين كانوا يغضبون الله ورسوله؟!

                  سلم رجل على الصحابة فقتلوه!
                  عن ابن عباس (3) قال: " مر رجل من بني سليم على نفر من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومعه غنم له فسلم عليهم، فقالوا: ما سلم عليكم إلا ليتعوذ منكم فعمدوا اليه فقتلوه واخذوا غنمه... " (4).

                  ____________
                  1 - سنن البيهقي: 8 / 71 و 9 / 123.
                  2 - مستدرك الحاكم: 3 / 235، قال: هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه، سنن الترمذي: 4 / 307.
                  سنن البيهقي: 9 / 115.
                  الصفحة 262
                  هؤلاء الصحابة سلم عليهم رجل فقتلوه، فهل هذا من أخلاق رد التحية في الإسلام، والتي نزل بها القرآن وعلمهم إياها النبي؟

                  صحابي يحب وفاة النبي
                  عن ابن عباس (رضي الله عنه) قال: " قال رجل من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم): لو قد مات رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لتزوجت عائشة أو أم سلمة فأنزل الله عز وجل (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما)!! (1) ".
                  نفهم من كلام الصحابي هذا أنه كان يتمنى أو ينتظر وفاة النبي كي يتزوج من نسائه، ولكن الله أحبط أمانيه حين حرم الزواج من نساء النبي، فكيف تم تعميم العدالة على جميع الصحابة مع وجود هذا وأمثاله؟

                  صحابة ينتحرون!
                  جاء في سنن البيهقي من حديث أحمد بن يونس قال: مرض رجل فصيح عليه، فجاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: إنه مات، قال: (وما يدريك؟) قال: إنه صيح عليه، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إنه لم يمت) ثم انطلق الرجل فرآه قد نحر نفسه بمشاقص!
                  فانطلق إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاخبره انه مات، فقال: (ما يدريك؟) قال: رأيته نحر نفسه بمشاقص، قال: (اذن لا اصلي عليه) (2).
                  وعن سعيد بن المسيب: " إن أبا هريرة قال: شهدنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خيبر، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لرجل ممن يدعي الإسلام: " هذا من أهل النار "، فلما حضر
                  ____________
                  1 - سنن البيهقي: 7 / 69، والآية في سورة الأحزاب: 53.
                  2 - 4 / 19، وقال: رواه مسلم في الصحيح عن عون بن سلام مختصرا، وقريب من هذا النص في سنن ابن ماجة: 1 / 488.
                  الصفحة 263
                  القتال، قاتل الرجل أشد القتال حتى كثرت به الجراح فاثبته، فجاء رجل من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله أرأيت الرجل الذي ذكرت انه من أهل النار قد والله قاتل في سبيل الله أشد القتال وكثرت به الجراح، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " أما إنه من أهل الناروكاد بعض الناس يرتاب، فبينا هو على ذلك وجد الرجل ألم الجراح فأهوى بيده إلى كنانته فاستخرج منها سهما فانتحر به!... " (1).
                  وهكذا يلقي العدول بأنفسهم الى التهلكة!!

                  رزية الخميس
                  أخرج البخاري بالأسناد إلى ابن عباس، قال: " يوم الخميس، وما يوم الخميس، اشتد برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجعه. فقال: ائتوني اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا، فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبي تنازع. فقالوا: ما شأنه أهجر؟ استفهموه فذهبوا يردون عليه، فقال: " دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعونني إليه " (2).
                  وفي رواية أخرى للبخاري، إن الذي رد على رسول الله طلبه، عمر بن الخطاب، حيث قال: " إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله " (3).
                  وفي صحيح مسلم كان ردهم: إن رسول الله يهجر (4).
                  إن أول من رد على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ورفض طلبه عمر بن الخطاب كما في رواية البخاري وغيرها مما لم نذكر، ولم يكتف برفض طلبه بل اتهمه بالهجران، وقد اختلفت
                  ____________
                  1 - السنن الكبرى، البيهقي: 8 / 197، صحيح مسلم: كتاب الإيمان، باب غلظ تحريم قتل الانسان نفسه...
                  2 - كتاب المغازي - باب مرض النبي ووفاته.
                  3 - كتاب المرض - باب قول المريض قوموا عني. طبقات ابن سعد: 2 / 37.
                  4 - كتاب الوصية - باب ترك الوصية.
                  الصفحة 264
                  الكلمة التي قيلت في الروايات: غلبه الوجع، أهجر، يهجر... ولا يهم اختلافها فكلها ذات معنى واحد وهو الهذيان - والعياذ بالله منها.
                  تأمل أيها الغيور على الإسلام ونبيه هذه الرزية وأمعن فكرك فيها. ألا تجد أن هذه الحادثة هي التي رسمت مستقبل الإسلام والمسلمين؟! فالنبي نبي الرحمة، بعدما أخرج الناس من ضلال الجاهلية أراد أن يطمس هذا الضلال إلى الأبد، (لن تضلوا أبدا). والصحابة " العدول! " بقيادة عمر رفضوا هذه النعمة وحكموا على هذه الأمة بالضلال، حين منعوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من طلبه، إذن فهم المسؤولون عما جرى لهذه الأمة منذ تلك الرزية وحتى قيام الساعة. وهذا كلام يقبله كل من كشف الله عن عينيه العمى، فكيف ستضل الامة الاسلامية وتتفرق بعد قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (لن تضلوا أبدا)؟!
                  إن الله قبل أن يقبض روح نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) بعث جبرائيل (عليه السلام) يخيره بين الموت والخلود ويستأذنه في ذلك، لكن الصحابة يواجهون النبي - وهو يودعهم - بكلمة موجعة حتى طردهم، فأين فعلهم هذا من الأدب الرباني؟
                  وما لنا نرى الوجوه تنقبض أمام هذا الكلام؟ أليس هو الحق الذي يجب أن نعترف به؟!
                  وبإمكاننا أن نسأل الآن: أين حرص الصحابة على تنفيذ أوامر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، ذلك الحرص الذي يطبل له أهل السنة ليل نهار ويزرعونه في نفوس الكبار والصغار؟!
                  أما قال الله (ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى) (1) (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) (2) (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) (3)؟ وهناك المزيد من الآيات
                  ____________
                  1 - النجم: 2 - 4.
                  2 - الحشر: 7.
                  3 - الحجرات: 7.
                  الصفحة 265
                  التي تندد بمن يعترض على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويجعل لنفسه الخيرة من أمره من دون أمر الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم).
                  يتبع ان شاء الله

                  تعليق


                  • #99
                    التعديل الأخير تم بواسطة أميري حسين-5; الساعة 25-04-2009, 11:45 AM.

                    تعليق


                    • وهنا ينبري علماء أهل السنة للدفاع، ولكن ليس عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)! فنراهم يقولون إن الصحابة فعلوا ذلك إشفاقا على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)!! ولسان حالهم يقول كما قال الصحابة: إنه يهجر!!
                      وهذه الحجة تضحك الثكلى. فلم نر شخصا يشفق على آخر بكلمة مؤذية كهذه.
                      وكيف علم أهل السنة قصد الصحابة في موقفهم هذا، ولم يعلمه النبي؟! فلو كان قولهم شفقة، لعلم ذلك رسول الله، ولشكرهم بدلا من أن يطردهم؟
                      وأهل السنة بتبريرهم هذا جعلوا الصحابة أشفق على الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) من ربه (1) الذي أمره بكتابة الكتاب. فالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يأتي بشئ من عنده (إن اتبع إلا ما يوحى إلي) (2).
                      إن الذي يرضى بفعل الصحابة هذا، ويهب للدفاع عنهم، فهو شريكهم في مقولتهم: " إنه يهجر " لأن من رضي بفعل قوم فقد شاركهم. فهل نرضى أن نشارك هؤلاء الصحابة مقولتهم... أم إن الحق يدفعنا الى أن نقف مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ونغضب لغضبه؟
                      فليختبر كل واحد منا محبته للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، في موقفه من هذه الحادثة!

                      سرية أسامة
                      نوجز هذه الحادثة بأن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) جهز جيشا لغزو الروم وأمر عليه أسامة بن زيد، وعمره آنذاك لم يتجاوز السبعة عشر عاما، والتحق بالجيش كل وجوه المهاجرين والأنصار كأبي بكر وعمر. قال الشيخ محمد أبو زهرة: " وقد أجمع الرواة على أنه عليه الصلاة والسلام جعل في إمرته، الشيخين أبا بكر وعمر " (3).

                      ____________
                      1 - الأحقاف: 9.
                      2 - سيرة خاتم النبيين: 2 / 1215.
                      الصفحة 266
                      وفي الملل والنحل، إنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " جهزوا جيش أسامة، لعن الله من تخلف عنه " (1)، وشدد النبي على الجيش بالذهاب، لكن الصحابة العدول تثاقلوا عن المسير وطعنوا في تأمير أسامه، فغضب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقام في الصحابة خطيبا وقال: " إن تطعنوا في إمرته فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه!! وايم الله إن كان لخليقا للإمرة، وإن كان لمن أحب الناس إلي، وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده "، فذهبوا إلى المعسكر، ثم رجعوا والنبي يجود بنفسه، فتوفي (صلى الله عليه وآله وسلم) ورجع الجيش إلى المدينة (2).
                      في هذه الرزية رفض الصحابة أوامر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) رغم تشديده عليهم بالذهاب. ولم يكتفوا بذلك، بل طعنوا في تأمير أسامة الذي هو طعن بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، الذي أمره!
                      وعلماء أهل السنة وقفوا موقف المدافع عن الصحابة وبدلا من مواساتهم للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وشاركوا الصحابة مقالتهم ضد أسامة، فشاركوهم في عصيان الرسول!
                      قالوا: إن الصحابة خافوا على الرسول المرض... والحق، إن أي تبرير لموقف الصحابة هذا لا يصح، لأن النص صريح في وجوب الذهاب عليهم، والقرآن يناديهم ليلا ونهارا: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) (3)، (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول...) (4) وهناك غيرها الكثير من الآيات المماثلة. فطاعة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) واجبة عليهم مهما كانت الظروف.

                      ____________
                      1 - المقدمة الثالثة: 1 / 29.
                      2 - راجع سرية أسامة وهذه التفصيلات في صحيح البخاري: 5 / 96. السيرة الحلبية: 3 / 207. طبقات ابن سعد: 3 / 19. تاريخ الطبري: 3 / 226. الكامل في التاريخ: 2 / 317. تهذيب تاريخ دمشق: 1 / 22.
                      المغازي للواقدي: 2 / 1119. تاريخ ابن خلدون: 2 / 484. فتح الباري: 8 / 152. حياة محمد: حسنين هيكل. رجال حول الرسول خالد محمد خالد، وكل كتب السير.
                      3 - الأحزاب: 36.
                      4 - النساء: 59.
                      الصفحة 267
                      وراحة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كانت في ذهابهم مع سرية اسامة. وهل كان رجوعهم سيدفع المرض عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أم يزيده ألما؟!
                      لقد عقد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) اللواء لأسامة بيده وخرج وهو مريض فخاطب الصحابة وعاتبهم وأمرهم بالمسير، لكنهم عصوه وأغضبوه..
                      لقد غضب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لفعل الصحابة هذا، وإذا غضب غضب الله لغضبه.
                      والمسلم الرسالي يغضب لغضب الله ورسوله ولا يدافع عن الصحابة في عصيانهم لله ولرسوله. فالصحابة ليسوا سوى أتباع، وهم مأمورون وليسوا آمرين، ولا خيرة لهم من أمرهم مع اختيار الله ورسوله.

                      صلح الحديبية
                      خرج الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) للعمرة مع أصحابه فأحرموا بذي الحليفة، لكن قريشا بعثت سهيل بن عمرو وطلبوا من الرسول أن يرجع هذه المرة، على أن يتركوا له مكة في العام القادم ثلاثة أيام، واشترطوا عليه شروطا قاسية، قبلها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لأنه يعلم بأن نتائجها لصالح المسلمين.
                      قال عمر: " فأتيت نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقلت: " ألست نبي الله حقا؟!! قال: (بلى)، قلت: ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: (بلى)، قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذن؟ قال: " إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري "، قلت: أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به (1)؟ قال: " بلى، فأخبرتك أنا نأتيه العام؟ " قلت: لا، قال:
                      " فإنك آتيه ومطوف به " ثم سأل عمر أبا بكر نفس الأسئلة، وأجابه نفس أجوبة الرسول.

                      ____________
                      1 - انظر أخي المسلم، كيف جعل عمر من نفسه محققا والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مستجوبا وكأنه شريكه في رسالته!
                      الصفحة 268
                      ولما فرغ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من كتابة الصلح، قال لأصحابه: " قوموا فانحروا ثم احلقوا "، فوالله ما قام منهم رجل، حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد، دخل خباه ثم خرج فلم يكلم أحدا منهم بشئ حتى نحر بدنة بيده، ودعا حالقه فحلق رأسه، فلما رأى أصحابه ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا، حتى كاد بعضهم يقتل بعضا " (1).
                      قال ابن حزم في معرض كلامه عن آراء الصحابة الخاطئة: " وأعظم من هذا كله، تأخر أهل الحديبية عن الحلق والنحر والإحلال، إذ أمرهم بذلك (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى غضب وشكاهم إلى أم سلمة أم المؤمنين " (2).
                      في هذه الحادثة لم يلتزم الصحابة بأوامر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) على الرغم من تأكيده عليها ثلاث مرات، وعمر يعترض على أوامر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هذه ويخاطبه بأسلوب ما سبقه إليه أحد من المسلمين!
                      وهنا يأتي تبرير علماء أهل السنة لموقف عمر في قولهم: إن عمر فعل هذا من باب غيرته وحرصه على الإسلام!! ومعنى هذا إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكن غيورا على الإسلام ولا حريصا عليه، أو أن عمر كان أكثر حرصا منه على الإسلام!!
                      وليت أهل السنة يقولون لنا: لماذا لم يغر عمر على الإسلام حين هرب في أحد وحنين وفي خيبر، رجع يجبن أصحابه ويجبنونه (3)؟! ولماذا لم يغر على الإسلام عندما أمره النبي بالمسير تحت لواء أسامة فعصاه وعاد الى المدينة؟! ولماذا لم يغر على الإسلام يوم الخميس فيلبي طلب النبي؟!...

                      ____________
                      1 - راجع هذه الحادثة في صحيح البخاري: كتاب الشروط، باب الشروط: في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط، بتصرف منا واختصار.
                      2 - الإحكام: 6 / 246.
                      3 - انظر النص في المستدرك: 3 / 37، وصححه وكذا الذهبي.
                      الصفحة 269
                      وإني لأعجب من هؤلاء العلماء الذين يدافعون عن عمر والصحابة دون رسول الله. وهم بدفاعهم هذا يجعلون النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مخطئا وإن لم يصرحوا بهذا.
                      فإما أن يكون النبي محقا وعمر مبطلا، وهو الصحيح - أو أن يكون عمر محقا والنبي مبطلا - والعياذ بالله.. إذن فليعترفوا بأن عمر والصحابة أخطأوا وعصوا الرسول وليس في هذا ضير. بل هو الحق الذي يجب أن نذعن له ونعترف به، والاعتراف بالحق فضيلة.

                      التفتازاني يعترف!
                      لقد اعترف التفتازاني - وهو من علماء أهل السنة - بأن بعض الصحابة قد حاد عن طريق الحق. قال: " ما وقع بين الصحابة من المحاربات والمشاجرات على الوجه المسطور في كتب التواريخ والمذكور على ألسنة الثقات يدل بظاهره على أن بعضهم قد حاد عن طريق الحق!، وبلغ حد الظلم والفسق وكان الباعث له الحقد والعناد والحسد واللداد وطلب الملك والرئاسة والميل إلى اللذات والشهوات، إذ ليس كل صحابي معصوما ولا كل من لقي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالخير موسوما إلا أن العلماء لحسن ظنهم بأصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ذكروا لها محامل وتأويلات بها تليق...
                      وأما ما جرى بعدهم من الظلم على أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فمن الظهور بحيث لا مجال للإخفاء ومن الشناعة بحيث لا اشتباه على الآراء، إذ تكاد تشهد به الجماد والعجماء، ويبكي له من في الأرض والسماء وتنهد منه الجبال وتنشق الصخور، ويبقى سوء عمله على كر الشهور، ومر الدهور، فلعنة الله على من باشر أو رضي أو سعى، ولعذاب الآخرة أشد وأبقى... " (1).

                      ____________
                      1 - شرح المقاصد: 2 / 306 - 307.
                      الصفحة 270
                      الخلاصة
                      إن الصحابة لم يكونوا رهن إشارة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقد طعنوا في تأميره لاسامة على الجيش الذي هيأه لمقاتلة الروم، وعادوا إلى المدينة متخلفين عنه، وفعلوا ما فعلوه بما آذاه حين أعلنوا عصيانهم له وهو يودعهم - في يوم الخميس - وما أدراك ما يوم الخميس!!
                      وتطاول عليه بعضهم بالكلام، مثل عمر عندما قال للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حين أراد (صلى الله عليه وآله وسلم) الصلاة على ابن أبي، أليس نهاك ربك أن تصلي على المنافقين؟ وكأنه أعلم من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالقرآن الذي نزل عليه، بالرغم من أنه لايعرف حكم الجنب فاقد الماء، ومعنى كلمة أب، والكلالة...!!
                      واعتراضاتهم ومخالفاتهم له (صلى الله عليه وآله وسلم)، تربو على المائة مخالفة تجدها في كتاب النص والاجتهاد لشرف الدين، والغدير، وغيرهما (1).
                      فبعد هذا، كيف يصح القول: إن الصحابة (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون)؟!
                      (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) (2).

                      ____________
                      1 - وسنتطرق لموضوع اجتهاد الصحابة أمام المحكمات قريبا.
                      2 - النساء: 65.
                      الصفحة 271
                      الفصل السادس


                      صور من حياة الصحابة


                      كتاب وركبت السفينة لـ مروان خليفات

                      http://www.najaf.org/arabic/mustabsiroon/77/html/rkbtsfin-14.html

                      كتاب شيق ومفيد لذوي العقول ويفضح نظرية عدالة الصحابة بشكل عام
                      وهذا فهرست الكتاب
                      http://www.najaf.org/arabic/mustabsiroon/77/index.html
                      اتمنى ان يتم قرائته وبالاخص للجهلة من الوهابية الذين ضحك عليهم ذوي اللحى المبعثرة كانها رؤوسهم رؤوس الشياطين
                      انتهى

                      تعليق


                      • بصراحة امر مؤسف نجيب ويقولون خارج الموضووع راجعوا هذا الكلام كيف خارج الموضوع !!!


                        رد الأخ الفاضل خالد العسقلاني
                        مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا


                        فقد وقفتُ على شُبيهتك ايها الزميل ، و ظني أنها لا تخرج إلا من أحد رجلين
                        الأول : جاهل لا يعرف أمور دينه ، رأسه ملئٌ بالشبهات .
                        الثاني : شخص متستر بالتقية .

                        و على كل حال ، فإني سأشرع في بيان الشُبيهات ، و ردي إما مني أو نقلاً ، علماً بأني سأورد المصادر التي سأعتمد عليها .

                        و أحب أن أقول أن تلكم الشبيهات هي ديدن الشيعة ( رزية الخميس ) جاء في كتاب الأخ الفاضل خالد العسقلاني ( بل ضللتَ .كشف أباطيل التيجاني في كتابه ثم أهتديت) ما نصه :

                        يجب أن يعتقد كل مسلم (( أن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم من الكذب ومن تغيير شيء من الأحكام الشرعية في حال صحته وحال مرضه ومعصوم من ترك بيان ما أمر ببيانه وتبليغ ما أوجب الله عليه تبليغه ))

                        وهذه الشبهة ايضا ايها الزميل طرحها التيجاني حيث قال :


                        ومسانيدهم، لا يتطرق إليه الشك في أن أكثر الصحـابة قد بدلواوغيّروا بل ارتدوا على أدبارهم بعده ( ص ) إلا القليل الذي عبر عنه بهمل النعـم، ولا يمكن بأي حـال من الأحوال حمل هـذه الأحـاديث علـى القسم الثالث وهـم المنافقون، لأن النص يقول: فأقـول أصحابي ))(9)

                        وللرد على تُرهَّاته نقول وبالله التوفيق:
                        لأقوال أهل السنة في شروحهم لهذه الأحاديث أم كما هي عادتك تفسر حسب هواك ومبتغاك، ولكي يظهر الحق لكل طالبٍ له نسوق أقوال أهل السنة فيمن عناهم الحديث.
                        ثالثاًـ إختلف العلماء في حـقيقة الردة المذكورة في الحديث، فعن قبيسة قال: ( هم الذين ارتدوا على عهد أبي بكر يعني حتى قتلوا وماتوا على الكفر، وقال الخطابي: لم يرتد من الصحابة أحد وإنما ارتد قومٌ من جفاة الأعراب ممن لا نصرة له في الدين وذلك لا يوجب قدحاً في الصحابة المشهورين، (( وقال ابن التين: يحتمل أن يكون المنافقون أو المرتكبين للكبائر ))(12)، وقال ابن حجر في الفتح (( قيل هم قومٌ من جفاة الأعراب دخلوا في الإسلام رغبةً ورهبةً ))(13) وقال الإمام النووي: (( هـذا مم إختلف العلماء به على أقوال فقيل أنهم المنافقـون المرتدون وقيل أن المـراد بهم من كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ثم إرتد بعده ))(14) وقال بعض أهل العلم أنهم من أهل البدع والأهواء فقال ابن حجر في الفتح (( قيل هم أصحاب الكبائر والبدع الذين ماتوا على الإسلام ))(15) وقال النووي (( أن المراد به أصحاب المعاصي والكبائر الذين ماتوا على التوحيد وأصحاب البدع الذين لم يخرجـوا ببدعتهم عن الإسـلام ))(16) وقال الإمام الحافظ أبو عمر بن عبد البر (( كل من أحدث في الدين فهو من المطرودين عن الحوض كالخوارج والروافض وسائر أصحاب الأهواء ))(17) وقال أبو اسحاق الشاطبي (( الأظهر أنهم من الداخلين في غمار هذه الأمة، لأجل ما دلّ على ذلك فيهم، وهو الغرة والتحجيل، لأن ذلك لا يكون لأهل الكفر المحض، كان كفرهم أصلاً أو ارتداداً، لقوله ( قد بدلوا بعدك )، ولو كان الكفر لقال: قد كفروا بعدك، وأقرب ما يحمل عليه تبديل السنة وهو واقع على أهل البدع، ومن قال إنه النفاق، فذلك غير خارج عن مقصودنا لأن أهل النفاق إنما أخذوا الشريعة تقية لا تعبداً، فوضعوها في غير موضعها وهو عين الابتداع ))(18) وعلى ذلك فالمراد بالمرتدين في الحديث يشمل الصنفين المرتدين والمنافقين، بالإضافة لأهل الأهواء والمبتدعة وبذلك يتبين لنا أن الصحابة الكرام ليسوا ممن عنوا بالحديث ولكن إذا أبى هذا الزميل إلا أن يناطح الحق ويركب رأسه فأضطر ولا بد من أن آتي بأقوال علمائك فيمن عناهم الحديث حتى يظهر الحـق من الباطل ويأبى اللـه إلا ان يُجْـري الحق على ألسنتهم يقول الفضل الطبرسـي ( وهـو من أكابر علماء الشيعة ) في تفسيره ( مجمع البيان ) عند تفسير قولـه تعـالى { فأما الذين اسودت وجـوههم أكفرتم بعد إيمانكم } ...اختلف فيمن عنوا به على أقوال فذكر أربعة أقوال وذكر في آخرها أنهم أهل البدع والأهـواء مـن هـذه الأمـة ثم استدل على ذلك من حديث ( الارتداد ) فقال (( ورابعها أنهم أهل البدع والأهواء من هذه الأمة عن علي (ع) ومثله عن قتادة أنهم الذين كفروا بالارتداد، ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال والذي نفسي بيده ليردن على الحوض ممن صحبني أقوام حتي إذا رأيتهم اختلجوا دوني فلأقولن أصحابي أصحابي أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعد إيمانهم ارتدوا على أعقابهم القهقري، ذكره الثعلبي في تفسيره فقال أبو أمامة الباهلي: هم الخوارج ويروي عن النبي أنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية...))(19) فهذا هو تفسير الطبرسي لهذا الحديث أنهم الأهواء كالخوارج ونحوهم وهذا هو عين تفسير أهل السنة لهذه الآية وهذا الحديث(20)، ولم يشر ولو مجرد إشارة إلى أنهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا الكاشاني ( من كبار مفسري الاثني عشرية ) عند تفسيره للآية السابقة يستدل من خلال هذا الحديث على أنهم من أهل الأهواء فيقول (( في المجمع عن أمير المؤمنين (ع) هم أهل البدع والأهواء والآراء الباطلة من هذه الأمة وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده ليردن على الحوض ممن صحبني حتى إذا رأيتهم اختلجوا دوني فلأقولـن أصحابي أصحابي فيقال لي إنك لا تدري ما أحـدثوا بعـدك انهم ارتـدوا على أعقابهم القهقري، ذكره الثعلبي في تفسيره ))(21) فهذا هو قول الشيعة فيمن عنوا بالحديث ولن يستطيع التيجاني مهما حاول تحريف قول شيعته على أنهم الصحابة لأنهم لم يشيروا أدنى إشارة إلى اتهام الصحابة وخير دليل على ذلك أنهم طعنوا في الصحابة في غير ما موضع من تفاسيرهم ـ راجع تفسير الصافي للكاشاني ـ وأنزلوا عليهم الكثير من الآيات التي ليس لهم بها صلة لامن قريب ولا من بعيد، إلا هذه الآية لتكون حجة عليهم لا لهم ولله الحمد والمنة، ومن هنا نعلم أن الحديث لا يشملهم، فالصحابة لا مرتدين ولا مبتدعين متبعين للهوى وحتى أزيل الشك من القلوب وأقطعه باليقين ليزداد الذين آمنوا من أهل السنة بالحق إيماناً ويزداد الذين ضلوا من أهل التشيع والرفض بالباطل ضلالاً، وطمعاً في هداية من يريد منهم الحق واْتّباعه أسوق أقوال الشيعة الاثني عشرية في أن الصحابة الكرام معصومون من الارتداد ومطهرون من الابتداع، أما أنهم معصومون من الارتداد فقد ذكر ذلك وصي القوم علي بن أبي طالب رضي الله عنه في غير ما موضع(22) ومن أوثق مصادر القوم بالإضافة إلى كبار أئمتهم من أولاد علي فهذا الإمام المعصوم احد الاثني عشرية(*) يذكر أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام ويدعو لهم في صلاته بالرحمة والمغفرة لنصرتهم سيد الخلق في نشر دعوة التوحيد وتبليغ رسالة الله إلى خلقه فيقول (( ..... فذكرهم منك بمغفرة ورضوان اللهم وأصحاب محمد خاصة، الذين أحسنوا الصحبة، والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره، وكانفوه وأسرعوا إلى وفادته، وسابقوا إلى دعوته، واستجابوا له حيث أسمعهم حجة رسالته، وفارقوا الأزواج والأولاد في إظهار كلمته وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوته وانتصروا به، ومن كانوا منطوين على محبته يرجون تجارةً لن تبور في مودته، والذين هجرتهم العشائر إذ تعلقوا بعروته وانتفت منهم القرابات إذ سكنوا في ظل قرابته، فلا تنس لهم اللهم ما تركوا لك وفيك وأرضهم من رضوانك وبما حاشوا الخلق عليك وكانوا مع رسولك دعاةً لك وإليك، واشكرهم على هجرهم فيك ديار قومهم وخروجهم من سعة المعاش إلى ضيقه ومن كثَّرت في اعتزاز دينك من مظلومهم اللهم وأوصل إلى التابعين لهم بإحسان الذين يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان خير جزائك، الذين قصدوا سمتهم، وتحرَّوا جهتهم، ومضوا على شاكلتهم لم يثنهم ريبٌ في بصيرتهم، ولم يختلجهم شك في قفوِ آثارهم والإئتمام بهداية منارهم مُكانفين ومُؤازرين لهم يدينون بدينهم، ويهتدون بهديهم، يَتَّفقون عليهم، ولا يتهمونهم فيما أدوا إليهم اللهم وصلِّ على التابعين من يومنا هذا إلى يوم الدين وعلـى أزواجهـم وعلى ذُرِّياتهم وعلـى من أطاعك منهم صـلاةً تعصمهم بهـا من معصيتك وتفسح لهـم فـي رياض جنَّتك وتمنعهم بهـا من كيد الشيطان ... ))(23)! ويروي ثقتهم ( الكليني ) وهو من كبار أئمتهم في كتابه ( الأصول من الكافي ) ـ وهو أحد الكتب الأربعة التي تعتبر مرجـع الإمامية في أصول مذهبهم وفروعه(24) ـ (( عن منصور بن حازم قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما بالي أسألك عن المسألة فتجيبني فيها بالجواب ثم يجيئك غيري فتجيبه فيها بجواب آخر؟ فقال: إنا نجيب الناس على الزيادة والنقصان، قال: قلتُ: فأخبرني عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقوا على محمد أم كذبوا؟ قال: بل صدقوا، قال: قلت فما بالهم اختلفوا؟ فقال: أما تعلم أن الرجل كان يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسأله عن المسألة فيجيبه فيها بالجواب ثم يجيبه بعد ذلك ما ينسخ ذلك الجواب فنسخت الأحاديث بعضها بعضاً ))(25) وهذا الإمام الحسن العسكري والذي يمثل عند الاثني عشرية الإمام الحادي عشر يقول في تفسيره عندما سأل موسى ربه بضع أسئلة منها (( هل في صحابة الأنبياء أكرم عندك من صحابتي قال الله عزوجل: يا موسى أما علمت أنّ فضل صحابة محمد على جميع صحابة المرسلين كفضل آل محمد على جميع آل النبيين وكفضل محمد على جميع المرسلين ))(26) ويقول أيضاً (( وإن رجلاً من خيار أصحاب محمد لو وزن به جميع صحابة المرسلين لرجح بهم ))(*) وبعد هذا البيان يتبين لدينا أن الصحابة الكرام معصومـون عن الارتداد والانقلاب وأما أنهم سالمون من الأهـواء والبـدع فقـد ذكـر القمـي ـ وهـو من كبار أئمتهم ـ فـي كتابه ( الخصال ) عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (ع) قال (( كان أصحاب رسول الله وآله اثني عشر ألفاً، ثمانية آلاف من المدينة وألفان من مكة وألفان من الطلقاء ولم ير فيهم قدري ولا مرجيء ولاحروري ( الخوارج ) ولا معتزلي ولا صاحب رأي، كانوا يبكون الليل والنهار ويقول: اقبض أرواحنا من قبل أن نأكل خبز الخمير ))(27) ومن هنا يتبين لدينا أن الصحابة الكرام سالمون من الابتداع فهذه هي أقوال كبار أئمتهم وهذه كتبهم تنطق بالحق فماذا بعد الحق إلا الضلال يا تيجاني؟!
                        4ـ أما استدلال التيجاني بالحديث في قوله ( أصحابي ) على أنهم صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم فغير مسلم لأنه يجب الجمع بين روايات الحديث بعضها مع بعض حتى يتسنى لنا معرفة المراد من قوله ( أصحابي ) من الحديث، (( أما بالنسبة للصحبة فإنها إسم جنس ليس له حد في الشرع ولا في اللغة، والعرف فيها مختلف والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقيد الصحبة بقيد ولا قدّرها بقدْرٍ بل علّق الحكم بمطلقها ولا مطلق لها إلا الرؤية ))(28) ومما لا يختلف عليه اثنان أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في حياته المنافقين والذين ارتدوا بعده وأنهم رأوه وهذا ما يرجّح أن المذكورين هم أهل الإرتداد والنفاق، فقد روى أحمد والطبراني بسند حسن من حديث أبي بكرة رفعه (( ليردن عليّ الحوض رجالٌ ممن صحبني ورآني))(29) بالإضافة إلى أنه ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيغة التصغير فقد روى أنس بن مالك فيما أخرجه البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قـال (( ليردن عليّ الحوض ممن صاحبني حتى إذا رأيتهم ورفعوا إليّ اختلجوا دوني فـلأقولنّ أى ربي أُصَيْحابـي أُصَيْحابـي فَلَيقالـنّ لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعـدك ))(30) بـالإضافة إلى أنـه قـد جاء في بعض الروايات ( أنهم من أمتي ) ومرة ( رجال منكم ) ومـرة ( زمـرة ) فلا يصـح أن يحمل المعنى على نص واحد فقط هو في حـد ذاته ليس دليلاً على ذم الصحابة فبات ظاهراً لدينا أن الأمر لا يعدو ان يكون من خزعبلات الرافضة.
                        5ـ أما قوله في الحديث أنه عرفهم ليس بالضرورة أنه عرفهم بأعيانهم بل بمميزات خاصة كما يوضحها الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( ترد عليَّ أمتي الحوض وأنا أذود الناس عنه كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله، قالوا: يا نبي الله أتعرفنا؟ قال: نعم لكم سيما ليست لأحد غيركم تردون عليّ غراً محجلين من آثار الوضوء. وليُصدَّن عني طائفة منكم فلا يصلون، فأقول: يارب هؤلاء من أصحابي فيجبني ملك فيقول: وهل تدري ما أحدثوا بعدك؟))(31) فهذا الحديث يفيد أن أهل الأهواء والنفاق يحشرون بالغرة والتحجيل وقوله ( منكم ) الميم ميم الجمع وهذا يعني أنهم يحشرون جميعاً بنفس سيما المؤمنين كما في حديث الصراط في قوله صلى الله عليه وسلم ((....وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها.. ))(32) فدل على أنهم يحشرون مع المؤمنين، والذي أرجحـه أن المقصود بالحديث هـم المنافقون لأنه أقرب الأقوال إلى الحق والذي يتوافق مع سياق الحديث.
                        وبعد هذا البيان نقول لايمكن بحال حمل هذه الروايات على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار وأولهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والزبير وطلحة ومعاوية رضي الله عنهم أجمعين وذلك لعدة أسباب، أولاً: أن النبي صلى الله عليه وسلم قد ترضىَّ عن صحابته ودافع عنهم وقال (( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيئ قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته ))(33) وفي هـذا الحديث أثبت الخيرية لقرن الصحـابة وأخرج مسلم في صحيحة عن أبي بردة عن أبيه في جـزءٍ من الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع رأسه إلى السماء فقال (( النجوم أمنة السماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحـابي فـإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحـابي أتى أمتـي مـا يوعدون ))(34) قال النووي في شرحه لمسلم (( ـ وأصحـابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون ـ معناه من ظهور البدع والحوادث في الدين والفتن فيه، وطلوع قرن الشيطان وظهور الروم وغيرهم عليهم، وانتهاك مكة والمدينة وغير ذلك، وهذه من معجزاته صلى الله عليه وسلم ))(35) بالإضافة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بشر أصحابه بالجنة، فعن عبد الرحمن بن عوف قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعليٌّ في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة ))(36) وأخرج أحمد في مسنده عن جابر بن عبد الله مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال (( لـن يدخـل النار رجـل شهد بدراً والحديبية ))(37) وتوفي صلى الله عليه وسلم وهو عن صحابته راضٍ(38) بالإضافة إلى أنه لم يثبت أن أحداً من المهاجرين والأنصار قد ارتد، قال الإمـام عبـد القـادر البغدادي في كـتابه ( الفَرْق بين الفِرق ) (( أجمع أهل السنة على أن الذين ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم من كندة، وحنيفة،وفزارة، وبني أسد وبني بكر بن وائل لم يكونوا من الأنصار ولا من المهاجرين قبل فتح مكة وإنما أطلق الشرع اسم المهاجرين على من هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبل فتح مكة وأولئك بحمد الله ومنه درجـوا على الديـن القويم والصـراط المستقيم ))(39) فكيف يستقيم هذا الأمر مع قول التيجاني أن أكثر الصحابة ارتدوا إلا القليل منهم فأتساءل هل الرسول صلى الله عليه وسلم يتناقض مع نفسه ويقول للصحابي أنت في الجنة ثم يجده ممن ارتد عن الحوض!؟ أليس هذا طعن صريح بالنـبي بأبي هـو وأمي صلوات الله وسلامه عليه فـلا شك إذن أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن أصحابه لم يرتدوا بعـده فقـد أخرج الطبراني بسند جيد من حديث أبي الدرداء (( فقلت يا رسول الله ادع اللـه أن لا يجعلني منهم، قـال: لست منهم ))(40) بالإضافة إلى أن الحديث الأول الذي حرفـه التيجـاني بقـوله ( بينما أنا قائم ) والصحيح قوله ( بينما أنا نائم ) الذي يثبت أنه رأى في منامه في الدنيا ما سيقع له في الآخرة فلو كان الصحابة هم الذين سيرتدون لذكر ذلك .....فهل يقول من يعرف المعقـول أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلـم حـال أصحابه كحال أبي الدرداء فلعله سيجـده مـع المرتدين!؟ فلا أعتقد أن أحداً يقول مثل هذا القول إلا أمثال التيجاني ( المهتدي ) إذاً لا يقول النبي صلى الله عليه وسلم لمـن هـو أعظم وأقـرب وأحب إليه كمثل أبي بكر الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (( أنت عتيق الله من النار ))(41) وعمر الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم (( دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب فقلت لمن هذا القصر؟ قالوا: لشاب من قريش فظننت أني أنا هو فقلت: ومن هو؟ قالوا: عمر بن الخطاب ))(42) وعثمان الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم (( عثمان في الجنة ))(43) ولست أدري لعل راوي حديث الإنقلاب وهو الصحابي الجليل أبو هريرة ـ والذي روى الحديث بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ـ سيجد نفسه أحد المرتدين المدفوعين عن الحوض!! بالإضافة لثمانين صحابياً شاركوا أبا هريرة في رواية الحديث.
                        6ـ أما إذا لم يعترف هذا التيجاني بهذه الحقيقة فيكون لزاماً عليه أن يحدد من هم الصحابةالذين يشملهم الحديث فإن لم يكن هناك من جواب فلا بد أذن من أن يسري هذا المعنى على الصحابة المرضيين عندهم(*) فسيشمل الحديث دون شكٍّ علياً بن أبي طالب والحسن والحسينَ وعمارَ بن ياسر وأبا ذرٍّ الغفاري وسلمان الفارسي والمقداد بن الأسود وخزيمة بن ثابت وأبي بن كعب(44) ولن يستطيع إستثناء هؤلاء الصحابة الكرام إلا بدليل ثابت فإن قال أن هناك أحاديث تثني على هؤلاء الصحابة وتثبت أنهم من أهل الجنة أقول وكذا الصحابة الذين تحاول إدخالهم فيمن يرتد عن الحوض أن هناك عشرات الأدلة من الكتاب والسنة تثبت رضا الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم عنهم وتثني عليهم غاية الثناء وأنهم هـم المؤمنون حقـاًّ وتثبت بالدليل القاطع أنهم من أهل الجنة فما هو جواب التيجاني المهتدي!؟.
                        7ـ أما قوله ( إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ) فمن المسلَّم به أن الصحابة الكرام لم يبدلوا أو يحدثوا في دين الله شيئاً بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وقد أورد السيد محمـد صديق حسن القنوجي البخاري رحمه الله في كتابه ( الدين الخالص ): (( أن رافضياًّ سأل سنيًّا:ما تقول في حق الصحابة؟ فأجابة: أقول فيهم ما قال اللـه تعـالى في كتـابه، عني بـه قولـه هـذا ( رضي الله عنهم ورضوا عنه ). فقال ( أي الرافضـي ): إنهم بدلوا بعد النبي صلى الله عليه وسلم فقال السني: إن الله يقول: { وما بدلوا تبديلا } ونحـن لا نقـول بإله يخـبر بشيء ولا يعلم أنه يتغير بعد ذلك ))(45) أما إذا ادعـى هـذا التيجاني المهتدي أنهم أحدثـوا الكثير مثل عدم قبولهم بولاية أهل البيت وتحـريف القرآن فسيأتي بإذن الله في ثنايا هذا الكتاب ما يفند هذه الدعاوى جملة وتفصيلاً.
                        8ـ أما قول هذا التيجاني ( أن أكثر الصحابة قد بدلوا وغيروا بل ارتدوا على أدبارهم بعده (ص) إلا القليل الذي عبر عنهم بهمل النعم ). هذا القول يدل على جهل هذا الرافضي بمعنى الحديث فهو كحاطب ليل يجمع ما يظن أنه طعنٌ في الصحابة ولكن أقول له بعداً، فقوله صلى الله عليه وسلم ( بهمل النعم ) يعني من هؤلاء الذين دنوا من الحوض وكادوا يردونه فصدوا عنه(46) وليس كل من ورد الحوض. وجاء في رواية أخرى بلفظ ( رهط ) فعن أبي هريرة أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( يرد علي يوم القيامة ( رهط ) من أصحابي فيجلون عـن الحـوض فأقول: يارب أصحـابي. فيقول: أنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتـدوا على أدبارهـم القهقـري ))(47) والرهط كما هو معلوم مـا دون العشرة من الرجـال..(48) أما الصحـابة فيشربون من الحوض فقول هـذا التيجـاني بأن أكثر الصحـابة ارتـدوا دليل علـى عميق تفكيره فهنيئاً له على الهداية!!
                        9ـ ثم يتناقض هذا التيجاني تناقضاً واضحاً وفاضحاً حين يقول ( ولا يمكن بأي حالٍ من الأحوال ( تأمل! ) حمل هذه الأحاديث على القسم الثالث وهم المنافقون لأن النص يقول: فأقول أصحابي!!؟ ) سبحان ربي إن هذا لشيء عجاب أجعل المنافقين ليسوا من الصحابة؟! أليس هو الذي قسّم ( الصحابة ) إلى ثلاثة أقسام وآخرهم المنافقون بينما هو ينفي هنا ذلك فيقول لا يمكن بأي حال من الأحوال حمل هذه الأحاديث على المنافقين...لماذا؟.. لأن النص يقول أصحابي؟؟! فأقول لهذا المهتدي أي الأمرين تختار؟! فإن قلت أن أحد أقسام الصحابة هم المنافقون فقد رددت على نفسك وإن قلت أن المنافقين ليسوا قسماً من الصحابة فقد أهدرت كتابك من أوله إلى آخره لإنك بنيته على أن المنافقين من الصحابة وحتى أخرجك من هذه المعضلة أقول أنه ما من شكٍّ أن المنافقين ليسوا بحالٍ من أقسام الصحابة ولكـن الرسـول صلى الله عليه وسلم ذكرهـم وذكـر المرتـدين في بـعض روايـات الحـديث ( بأصيحابي ) أو بـ( من صاحبني ) لأنهم صحبوه ورأوه في الدنيا وذلك تصغيراً لهم وتحقيراً لا تعظيماً ولا يقول ذلك لأصحابه من المهاجرين والأنصار الذين كانت لهم رواياته في حقهم بصيغة الإجلال والتقدير والتعظيم والتكريم.
                        وأخيراً أقول: أن التيجاني ( المهتدي ) يريد أن يوصلنا إلى نتيجة محددة، مفادها أن أكثر الصحابة قد ارتدوا على أدبارهم القهقري... فماذا يعني هذا القول؟! هذا يعني أن الدين الذي نحن عليه منذ أربعة عشر قرناً والقرآن الذي بين أيدينا والسُّنة التي نسير عليها والصلاة ( عمود الدين ) التي نقيمها والعبادة التي نؤديها باختصار باطلة!!! لأنها نقلت إلينا عن طريق المرتدين؟! ومعنى هذا أيضاً أن المرتدين يا ويلهم الذين فتحوا البلاد شرقاً وأخضعوا البلاد غرباً ليس من أجل إخضاع الناس لعبادة رب العباد بل لكي يدخلونهم مباشرة في باب الإرتداد؟!! ومعنى هذا أيضاً أن مسيلمة الكذاب وسجاح وغيرهم هم أهل الحق لأنهم لم يرتدوا عن الإسلام بل ارتدوا عن أهل الإرتداد!!؟ وكأنه ينادي ويقول يا أهل الشام ... ياأهل مصر والمغرب العربي... يا أهل العراق... يا أهل الجزيرة... يا أهل ما وراء النهرين...كلكم مرتدون على أدباركم القهقري وإلى جهنم؟!!! .




                        تعليق


                        • يقول ::

                          يجب صراحة امر مؤسف نجيب ويقولون خارج الموضووع راجعوا هذا الكلام كيف خارج الموضوع !!!
                          /////////////////////
                          لنرى هل فعلا اجاب باحث عن سؤالي بالكلام الذي لصقه بعد ان نسخه
                          هذا هو سؤالي ::
                          اذا كانت نظرية مهمة مثل عدالة الصحابة يتوقف عليها صحة العقيدة وصحة الاحاديث النبوية
                          لماذا لم يقول بها رسول الله؟؟؟
                          لماذا لم يقول بها الصحابة انفسهم ؟؟؟؟
                          اذن هي بدعة الا ان تثبت لنا العكس يا هذا الباحث

                          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
                          هذا هو جوابه ::
                          ب أن يعتقد كل مسلم (( أن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم من الكذب ومن تغيير شيء من الأحكام الشرعية في حال صحته وحال مرضه ومعصوم من ترك بيان ما أمر ببيانه وتبليغ ما أوجب الله عليه تبليغه ))
                          وهذه الشبهة ايضا ايها الزميل طرحها التيجاني حيث قال :



                          ومسانيدهم، لا يتطرق إليه الشك في أن أكثر الصحـابة قد بدلواوغيّروا بل ارتدوا على أدبارهم بعده ( ص ) إلا القليل الذي عبر عنه بهمل النعـم، ولا يمكن بأي حـال من الأحوال حمل هـذه الأحـاديث علـى القسم الثالث وهـم المنافقون، لأن النص يقول: فأقـول أصحابي ))
                          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
                          اقول ::
                          ماذا دهاك يا اخ العرب
                          هل انت مريض؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
                          انا سؤالي عن عدالة الصحابة وماهو الدليل عليها
                          وجوابك كان عن مسئلة ارتداد الصحابة
                          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
                          انتظر ان تجاوبني عن سؤالي ولا علاقة ليس بمسئلة ارتداد الصحابة

                          تعليق


                          • انتظرك ياباحث .. باحث حباب انا اتحدث عن عدالة الصحابة وليس عن ارتداد الصحابة ... ركز شوي واذا عندك مشكلة في النظر اشتري نظارات ههههههههه ثانيا لا تتعب نفسك بالنسخ واللصق

                            تعليق


                            • المشكلة في نظرك انك لا تقرء !!

                              فمسالة الطعن فيهم وعدم تكلمكم حول عدالتهم هو سبب هؤلاء العلماء الذين ضيعوا الامانة بقولهم الزور وسنبين هذا لاحقا مع ادلة عدالة الصحابة .
                              التعديل الأخير تم بواسطة المنصور الباحث; الساعة 25-04-2009, 10:23 PM.

                              تعليق


                              • ..........................
                                التعديل الأخير تم بواسطة المنصور الباحث; الساعة 25-04-2009, 10:29 PM.

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
                                استجابة 1
                                10 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
                                ردود 2
                                12 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                                بواسطة ibrahim aly awaly
                                 
                                يعمل...
                                X