إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الإمامة العظمى ... ركن الدين وقوام المسلمين

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإمامة العظمى ... ركن الدين وقوام المسلمين

    وبالله نستعين

    عن الامام علي انه قال: يا كميل إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها . فاحفظ عني ما أقول لك الناس ثلاثة : فعالم رباني ، ومتعلم على سبيل نجاة ، وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح ، لم يستضيئوا بنور العلم ، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق.

    ******

    يعتبر موضوع الامامة من اكثر واهم المواضيع التي قُتلِت بحثاً على مر الاجيال والعصور ، فليس غريباً ان يحتل الموضوع الصدارة في الحوارات المذهبية على الانترنت منذ انطلاقة ثورة الاتصالات على الشبكة العنكبوتية نهاية القرن الماضي. ومما يميّز هذه المرحلة من مراحل تاريخ الحوارات المذهبية ان الذي حمل على عاتقه طرح هذا الاستشكالات هم ممن لايملكوا أهليّة علمية ومعرفية تؤهلهم لهذا الطرح ، فأغلبهم هم ممن ينعقون وراء كل ناعق لايعرفوا مافي بطون امهات كتبهم ولا في اقوال الراسخين في العلم من أبناء مذهبهم . فقررت ان اكتب هذا الموضوع الذي يُسلّط الضوء على المسألة من زاوية ربما ندر النظر من جهتها. وباعتقادي ان هذه الزاوية هي الافضل ان يرد من خلالها الشيعة على السنّة مثل هذه الاستشكالات .

    ولعل القاريء الجاهل بأمور الدين سينصدم من اقوال علمائه التي غيّبوها عنه ليستطيع هؤلاء العلماء الاستمرار في تضليلهم اياه بدون تشويش يُفسد عليهم قيادة الناس ضمن مفهوم العقل الجمعي - الذي تشير اليه الاية المباركة (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ) ومفاد هذا المفهوم ، ان تخطط القيادة لفكرة ما فيقوم الهمج الرعاع بترديدها بلا تفكر.

    - ان زعامة الناس كرئيس او كملك الدولة كمفهوم ينقسم الى قسمين :
    مَنصِب + مُنَصّب.

    فنقول ان منصِب الملك او منصب رئيس الجمهورية هو اعلى سلطة تقود البلاد ، وهذا المنصب (يشغله) اناس يُسمون بعد شغلهم اياه بالملك او رئيس الجمهورية كملك السعودية عبدالله ورئيس الجمهورية السورية بشار الاسد ورئيس امريكا او باميا ،
    فالمنصب ثابت لايتغير وانما يتبدل من يشغله حسب التتابع الزمني.

    وهذا التقسيم هو نفسه موجود بالنبوة والامامة ، اذ ان هناك
    منصب يُدعى (النبوة) او (الامامة) وهناك من يشغل هذا المنصب وهم (الانبياء) و (الائمة-الخلفاء) ، وسنتطرق الى القسمين.

    1- الامامة كمنصب الهي:

    لم يختلف الشيعة والسنة بأن الامامة هي منصب الهي ، ولعل هذه هي المفاجأة التي لم يتوقعها الاعم الاغلب من اهل السنة لانهم جهلة بما في كتبهم وحاولت قياداتهم ان تبقيهم على جهلهم وضلالهم.

    يقول اشهر مفسّر للقرآن في مذهب اهل السنة والجماعة ممن يؤخذ منه تفسير القرآن كأحد الراسخين في العلم عند اهل السنة والجماعة - القرطبي :

    تفسير القرطبي - القرطبي ج 1 ص 263 :
    قوله تعالى : "
    إني جاعل في الارض خليفة"
    ...
    الرابعة -
    هذه الآية أصل في نصب إمام وخليفة يسمع له ويطاع ، لتجتمع به الكلمة ، وتنفذ به أحكام الخليفة . ولا خلاف في وجوب ذلك بين الامة ولا بين الائمة
    إلا ما روي عن الاصم حيث كان عن الشريعة أصم ، وكذلك كل من قال بقوله واتبعه على رأيه ومذهبه ، قال : إنها غير واجبة في الدين بل يسوغ ذلك ، وأن الامة متى أقاموا حجهم وجهادهم ، وتناصفوا فيما بينهم ، وبذلوا الحق من أنفسهم ، وقسموا الغنائم والفئ والصدقات على أهلها ، وأقاموا الحدود على من وجبت عليه ، أجزأهم ذلك ، ولا يجب عليهم أن ينصبوا إماما يتولى ذلك . ودليلنا قول الله تعالى : " إني جاعل في الارض خليفة " [ البقرة : 30 ] ، وقوله تعالى : " يا داود إنا جعلناك خليفة في الارض " [ ص : 26 ] ، وقال : " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض " [ النور : 55 ] أي يجعل منهم خلفاء ، إلى غير ذلك من الآي .

    وأجمعت الصحابة على تقديم الصديق بعد اختلاف وقع بين المهاجرين والانصار في سقيفة بني ساعدة في التعيين ، حتى قالت الانصار : منا أمير ومنكم أمير ، فدفعهم أبو بكر وعمر والمهاجرون عن ذلك ، وقالوا لهم : إن العرب لا تدين إلا لهذا الحي من قريش ، ورووا لهم الخبر في ذلك ، فرجعوا وأطاعوا لقريش .

    فلو كان فرض الامامة غير واجب لا في قريش ولا في غيرهم لما ساغت هذه المناظرة والمحاورة عليها ، ولقال قائل : إنها ليست بواجبة لا في قريش ولا في غيرهم ، فما لتنازعكم وجه ولا فائدة في أمر ليس بواجب ثم إن الصديق رضي الله عنه لما حضرته الوفاة عهد إلى عمر في الامامة ، ولم يقل له أحد هذا أمر غير واجب علينا ولا عليك ،فدل على وجوبها وأنها ركن من أركان الدين الذي به قوام المسلمين ، والحمد لله رب العالمين .
    (انتهى)


    ماذا قال القرطبي اشهر مفسري أهل السنة ؟
    قال :

    1- هذه الآية أصل في نصب إمام

    2- هذه الآية أصل في نصب إمام
    3- فلو كان فرض الامامة غير واجب
    4- عهد إلى عمر في الامامة
    5- فدل على وجوبها
    6- أنها ركن من أركان الدين الذي به قوام المسلمين.

    فها هو القرطبي يبيّن من بطن القرآن ان الامامة هي ركن واجب من اركان الدين. وهو نص قول الشيعة في ذلك ، فدل ان الشيعة والسنة لايختلفوا في اصل الامامة انها منصب الهي اقره القرآن ، فلماذا كل هذا التهريج من قِبل الجانب السني في مسألة الامامة في الوقت الذي يقر بالامامة علمائهم وانه لا خلاف في وجوب ذلك بين الامة ولا بين الائمة؟

    وكما ذكرت انفا ، ان علم القرآن يؤخذ من الراسخين في العلم :

    وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [النحل : 43]


    التفسير الميسر:
    وما أرسلنا في السابقين قبلك -أيها الرسول- إلا رسلا من الرجال لا من الملائكة, نوحي إليهم, وإن كنتم -يا مشركي قريش- لا تصدقون بذلك فاسألوا أهل الكتب السابقة, يخبروكم أن الأنبياء كانوا بشرًا, إن كنتم لا تعلمون أنهم بشر. والآية عامة في كل مسألة من مسائل الدين, إذا لم يكن عند الإنسان علم منها أن يسأل من يعلمها من العلماء الراسخين في العلم .

    والقرطبي من ارسخ الراسخين عندكم في فهم القرآن.

    والذي يؤكد ايضا على ان الامامة واجبة في الشرع :-

    - تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون ج 1 ص 191 :
    ثم إن نصب الامام واجب قد عرف وجوبه في الشرع بإجماع الصحابة والتابعين لان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند وفاته بادروا إلى بيعة أبي بكر رضي الله عنه وتسليم النظر إليه في أمورهم وكذا في كل عصر من بعد ذلك ولم تترك الناس فوضى في عصر من الاعصار واستقر ذلك إجماعا دالا على وجوب نصب الامام. انتهى

    اذن ما هو وجه الخلاف بين الشيعة والسنة في مسألة الامامة ؟

    (يُتبع)


  • #2

    2- تعيين الامام :

    وهذا هو خلافنا الحقيقي مع السنة ، لافي اصل الامامة ولكن في طريقة اختيار من يشغل هذا المنصب الالهي ، مثلما في عصرنا توجد انتخابات لاختيار رئيس امريكا او تعيين ولي العهد مسبقاً بمرسوم ملكي ليشغل منصب ملك السعودية لاحقاً . يقول القرطبي في ذلك :

    تفسير القرطبي - القرطبي ج 1 ص 265 :

    وقالت الرافضة: يجب نصبه عقلا ، وإن السمع إنما ورد على جهة التأكيد لقضية العقل ، فأما معرفة الامام فإن ذلك مدرك من جهة السمع دون العقل . وهذا فاسد ، لان العقل لا يوجب ولا يحظر ولا يقبح ولا يحسن ، وإذا كان كذلك ثبت أنها واجبة من جهة الشرع لا من جهة العقل ، وهذا واضح . فإن قيل وهي :

    - إذا سلم أن طريق وجوب الامامة السمع ، فخبرونا هل يجب من جهة السمع بالنص على الامام من جهة الرسول صلى الله عليه وسلم ، أم من جهه اختيار أهل الحل والعقد له ، أم بكمال خصال الائمة فيه ، ودعاؤه مع ذلك إلى نفسه كاف فيه ؟ . فالجواب أن يقال : اختلف الناس في هذا الباب ، فذهبت الامامية وغيرها إلى أن الطريق الذي يعرف به الامام هو النص من الرسول عليه السلام ولا مدخل للاختيار فيه . وعندنا: النظر طريق إلى معرفة الامام ، وإجماع أهل الاجتهاد طريق أيضا إليه، وهؤلاء الذين قالوا لا طريق إليه إلا النص بنوه على أصلهم أن القياس والرأي والاجتهاد باطل لا يعرف به شئ أصلا ، وأبطلوا القياس أصلا وفرعا.
    (انتهى)


    لاحظوا جيدا ياأمة الاسلام ماذا يقول القرطبي:

    1- ذهبت الامامية وغيرها إلى أن الطريق الذي يعرف به الامام هو النص من الرسول عليه السلام ولا مدخل للاختيار فيه .

    2- وعندنا : (آ) النظر طريق إلى معرفة الامام ، (ب) وإجماع أهل الاجتهاد طريق أيضا إليه.


    اذن الخلاف الوحيد بين الشيعة واهل السنة هو فقط في طريقة تعيين الامام ، هل هو بالنص أم بالحكم العقلي واختيار الجمهور له ؟

    فيظهر ان الامامة السنية متفقة مع الامامة الشيعية في وجوب وجودها لكن الاختلاف في طريقة تعيين الامام كما هو الحال مع الدول هذه تختار رئيسها بالانتخابات والاخرى تختارها بمرسوم ملكي ، فطريقة اختيار الزعيم شيء ووجود المنصب الذي يشغله هذا الزعيم شيء آخر.

    ومن هنا يتبين جهل المحاورين السنة كونهم يستشكلوا على الشيعة في اصل الامامة في حين ان اصل الامامة قد اتفق عليه علماء المذهبين والاختلاف هو في طريقة تعيين الامام لااكثر. وأهيب بالمحاورين الشيعة ان يتنبهوا لهذه النقطة ويُلزموا المحاورين المخالفين بأقوال علماء مذهبهم ومفسريهم للقران وان يحصروا النقاش في طريقة التعيين وهو موضع الخلاف.

    لن اتطرق في هذا الموضوع الى استشكالنا نحن على اهل السنة حول تعيين الخليفة ، فطريقتهم ماأنزل الله بها من سلطان واستنتاجاتهم سواء بالقواعد او المصاديق كلها ظنية وقياساتهم باطلة ، فماعلاقة امامة المصلين بالخلافة مثلاً بغض النظر عن تهافت حديث صويحبات يوسف - كما سيأتي في كلام ابن حزم ، وعلى اي اساس تُرجّح كفة عبدالرحمن بن عوف ؟ وأليس ان امة محمد التي رضي الله عنها في بيعة الشجرة هي التي قتلت خليفتها الثالث بثورة عليه فكيف تم ترشيحه لهذا المنصب ؟ ووووو كثير من الاستشكالات تؤكد تهافت المعيار السني في اختيار الخليفة.

    همسة في اذن آل سعود :
    إذا كان اختيار الخليفة هو مما يقرره جمهور المسلمين من اهل الحل والعقد فلماذا ملوككم منصوص عليهم بمراسيم ملكية تعهد اليهم الولاية ؟

    3- شبهات وردود:
    إرتأيت أن أفرد عنوانا منفصلاً للإجابة على الشبهات التي تُطرح في هذا الأمر ، وذلك لطول الاستشهادات التي لايناسب تضمينها في العناوين الآنفة الذكر.

    س: نريد دليلاً من القرآن على الامامة.
    ج: دليل اصل الامامة انتم تقروه فكيف تطالبونا بشيء انتم تقروه اصلاً ولانخالفكم فيه.

    س: طيب ، ماهو دليلكم على تعيين الخليفة علي رضي الله عنه؟
    ج: دليلنا الاية الكريمة :

    إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ [المائدة : 55]

    س: الولاية كلمة مُختَلف في معناها وهي هنا بمعنى النصرة لاطاعة الامر.
    ج: لو كانت الولاية هنا بمعنى النصرة (اي انما ناصركم الله ورسوله و...) اذن لأسقطتم الرسول من هذه الولاية ، فالرسول مات ، وعندكم الميت لايضر ولاينفع فكيف يستطيع ان ينصر.

    واستطيع ان اضيف واقول ، بحسب منهجيتكم في الغاء والتشكيك في كل ما يُحتمل حمل لفظه على عدة معاني ، فأستطيع أن الغي ركن الصلاة وأقول ان الصلاة في ايات القرآن بمعنى الدعاء لان كلمة (الصلاة) مشتركة لفظياً:

    - لسان العرب - ابن منظور ج 14 ص 465 :
    وقوله تعالى : إن الله وملائكته يصلون على النبي ، أي يترحمون . وقوله : اللهم صل على آل أبي أوفى أي ترحم عليهم ،
    وتكون الصلاة بمعنى الدعاء.

    س: لايوجد دليل ان الراكعون في الاية مقصود بها الخليفة علي رضي الله عنه.
    ج: تواترت الروايات في حديث التصدق بالخاتم لايناسب الموضوع ايرادها ، لكننا سنستشهد بالقرطبي نفسه وهو يورد لأحكام بُنيت على هذه الحادثة :

    - تفسير القرطبي - القرطبي ج 6 ص 221 :

    المسألة الثانية - وذلك أن سائلا سأل في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يعطه أحد شيئا ، وكان علي في الصلاة في الركوع وفي يمينه خاتم ، فأشار إلى السائل [ بيده ] ( 2 ) حتى أخذه . قال الكيا الطبري : وهذا يدل على أن العمل القليل لا يبطل الصلاة ، فإن التصدق بالخاتم في الركوع عمل جاء به في الصلاة ولم تبطل به الصلاة. وقوله : " ويؤتون الزكاة وهم راكعون " يدل على أن صدقة التطوع تسمى زكاة. ، فإن عليا تصدق بخاتمه في الركوع، وهو نظير قوله تعالى : " وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون " انتظم الفرض والنفل ، فصار اسم الزكاة شاملا للفرض والنفل ، كاسم الصدقة وكاسم الصلاة ينتظم الامرين . قلت : فالمراد على هذا بالزكاة التصدق بالخاتم، وحمل لفظ الزكاة على التصدق بالخاتم فيه بعد ، لان الزكاة لا تأتي إلا بلفظها المختص بها وهو الزكاة المفروضة على ما تقدم بيانه في أول سورة " البقرة " ( 1 ) . وأيضا فإن قبله " يقيمون الصلاة " ومعنى يقيمون الصلاة يأتون بها في أوقاتها بجميع حقوقها ، والمراد صلاة الفرض . ثم قال : " وهم راكعون " أي النفل . وقيل : أفرد الركوع بالذكر تشريفا . وقيل : المؤمنون وقت نزول الآية كانوا بين متمم للصلاة وبين راكع . وقال ابن خويزمنداد قوله تعالى : " ويؤتون الزكاة وهم راكعون " تضمنت جواز العمل اليسير في الصلاة ، وذلك أن هذا خرج مخرج المدح ، وأقل ما في باب المدح أن يكون مباحا ، وقد روي أن [ علي بن أبي طالب ] رضي الله عنه أعطى السائل شيئا وهو في الصلاة ، وقد يجوز أن يكون هذه صلاة تطوع ، وذلك أنه مكروه في الفرض . ويحتمل أن يكون المدح متوجها على اجتماع حالتين ، كأنه وصف من يعتقد وجوب الصلاة والزكاة ، فعبر عن الصلاة بالركوع ، وعن الاعتقاد للوجوب بالفعل ، كما تقول : المسلمون هم المصلون ، ولا تريد أنهم في تلك الحال مصلون ولا يوجه المدح حال الصلاة ، فإنما يريد من يفعل هذا الفعل ويعتقده.

    (يُتبع)

    تعليق


    • #3

      س: الاية لم تذكر اسم الخليفة ، ونحن نريد اية صريحة لانرجع في بيانها الى السنّة واسباب النزول ؟
      ج: الآية الكريمة :

      وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً [الأحزاب : 37]

      قد ذكرت اسم (زيد) ، فعن اي زيد تتحدث الاية بدون الرجوع الى السنّة ؟ هل هو : -

      - الإصابة - ابن حجر ج 2 ص 498 :
      ( 28901 )
      زيد بن خارجة بن زيد بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الانصاري الخزرجي شهد أبوه أحدا وشهد هو بدرا وذكر البخاري وغيره أنه الذي تكلم بعد الموت وسيأتي بعض طرق ذلك في ترجمة أخيه سعد بن خارجة وقال بن السكن تزوج أبو بكر أخته فولدت له أم كلثوم بعد وفاته وروى النسائي وأحمد من طريق عبد الحميد بن عبد الرحمن عن موسى بن طلحة عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف الصلاة عليك قال صلوا فاجتهدوا ثم قولوا اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد الحديث

      ( 2902 )
      زيد بن خالد الجهني مختلف في كنيته أبو زرعة وأبو عبد الرحمن وأبو طلحة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عثمان وأبي طلحة وعائشة روى عنه ابناه خالد وأبو حرب ومولاه أبو عمرة وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وأبو سلمة وآخرون وشهد الحديبية وكان معه لواء جهينة يوم الفتح وحديثه في الصحيحين وغيرهما قال بن البرقي وغيره مات سنة ثمان وسبعين بالمدينة وله خمس وثمانون وقيل مات سنة ثمان وستين وقيل مات قبل ذلك في خلافة معاوية بالمدينة

      ( 2903 )
      زيد بن خريم روى بن منده من طريق علي بن مسهر عن سعيد بن عبيد بن زيد بن خريم عن أبيه عن جده قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن المسح على الخفين فقال ثلاثة أيام للمسافر ويوم وليلة للمقيم

      ( 2904 )
      زيد بن الخطاب بن نفيل العدوي يأتي نسبه في ترجمة أخيه عمر أمه أسماء بنت وهب من بني أسد وكان أسن من عمر وأسلم قبله وشهد بدرا والمشاهد واستشهد باليمامة وكانت راية المسلمين معه سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر وحزن عليه عمر حزنا شديدا ولما قتل قال عمر سبقني إلى الحسنيين أسلم قبلي واستشهد قبلي له في الصحيح حديث واحد في النهي عن قتل حيات البيوت من رواية بن عمر عنه مقرونا بأبي لبابة ورجح صالح جزرة أن الصواب عن أبي لبابة وحده

      ( 2905 )
      زيد بن الدثنة بفتح الدال وكسر المثلثة بعدها نون بن معاوية بن عبيد بن عامر بن بياضة الانصاري البياضي شهد بدرا وأحدا وكان في غزوة بئر معونة فأسره المشركون وقتلته قريش بالتنعيم قال بن إسحاق في المغازي حدثنا عاصم بن عمر بن قتادة أن نفرا من عضل والقارة قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أحد فقالوا إن فينا إسلاما فابعث معنا نفرا من أصحابك يفقهوننا في الدين فبعث معهم خبيب بن عدي وزيد بن الدثنة فذكر القصة بطولها وهي في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة

      ( 2906 )
      زيد بن ربعة أبوربيعه بن أسد بن عبد العزي ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن استشهد بحنين وقيل اسم أبيه زمعة وسيأتي قريبا

      ( 2907 )
      زيد بن رقيشن بقاف ومعجمة مصغر حليف بني أمية ذكره أبو الأسود عن عروة فيمن استشهد باليمامة وذكره بن إسحاق فيهم لكنه سمى أباه قيسا فكأنه حذف الراء وأهمل الشين وسماه الزهري يزيد بزيادة تحتانية في أوله

      ( 2908 )
      زيد بن زمعة بن الاسود بن أسد بن عبد العزى القرشي الاسدي ذكره الطبري فيمن استشهد يوم حنين واستدركه بن فتحون وقيل هو يزيد بن سلمة الآني

      ( 2909 )
      زيد بن أبي زهير الانصاري ذكر مقاتل في تفسير قوله تعالى الرجال قوامون على النساء أن زيد بن أبي زهير جاء بابنته حبيبة وقد لطمها فذكر القصة في سبب نزول الآية وقد ذكرها عبد بن حميد والطبري وغيرهما ولم يسمه أحد منهم

      ( 2910 )
      زيد بن سراقة بن كعب بن عمرو بن عبد العزي بن خزيمة أو غزية بن عمرو بن عوف بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار الخزرجي النجاري استشهد يوم جسر أبي عبيد بالقادسية ذكره بن إسحاق وأبو الاسود عن عروة وكان ذلك في سنة خمس عشرة.
      ...

      أَمْ
      (زيد بن حارثة) مولى الرسول ؟

      فكذلك لو ذكر القرآن اسم
      (علي) ، هل هو علي بن ابي طالب أمْ :

      - الإصابة - ابن حجر ج 5 ص 53 :
      ( 6277 )
      علي بن عدي بن ربيعة تقدم ذكر أخيه قريبا قال أبو عمر لا يصح له صحبة وانما ذكرته على ما شرطت فيمن ولد بمكة أو بالمدينة بين أبوين مسلمين على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقد ولى عثمان عليا هذا على مكة أول ما ولى الخلافة وشهد الجمل مع عائشة فقالت امرأة منهم يا ربنا اعقر بعلي جمله ولا تبارك في بعير حمله إلا علي بن عدي ليس له ...

      ( 6278 ) علي بن أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وسماه عليا قال المحاملي في أماليه حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا زيد بن الحباب حدثنا فائد حدثنا مولاي عبيد الله بن علي بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سماه عليا حدثني جدي أبو رافع فذكر حديثا ...

      ...

      ثم مابالكم تطلبون التنصيص بالتسمية وعلماءكم قد مدحوا عمر بن الخطاب بمنعه ذلك التنصيص واعتبروا منعه هذا من دلائل قوة فقهه ودقيق نظره رحمةً بالأُمة :

      - شرح مسلم - النووي ج 11 ص 89 :
      قول ( عن ابن عباس يوم الخميس وما يوم الخميس ) معناه تفخيم أمره في الشدة والمكروه فيما يعتقده ابن عباس وهو امتناع الكتاب ولهذا قال ابن عباس الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وبين أن يكتب هذا الكتاب هذا مراد ابن عباس وإن كان الصواب ترك الكتاب كما سنذكره إن شاء الله تعالى قوله ( صلى الله عليه وسلم ) حين اشتد وجعه ( ائتوني الكتف والدواة أو اللوح والدواة أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا فقالوا إن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يهجر) وفي رواية فقال عمر رضي الله عنه أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله فاختلف أهل البيت فاختصموا ثم ذكر أن بعضهم أراد الكتاب وبعضهم وافق عمر وأنه لما أكثروا اللغو والاختلاف قال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قوموا أعلم أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) معصومن الكذب ومن تغيير شئ من الأحكام الشرعية في حال صحته وحال مرضه ومعصوم من ترك بيان ما أمر ببيانه وتبليغ ما أوجب الله عليه تبليغه وليس معصوما من الأمراض والاسقام العارضة للأجسام ونحوها مما لا نقص فيه لمنزلته ولا فساد لما تمهد من شريعته وقد سحر ( صلى الله عليه وسلم ) حتى صار يخيل إليه أنه فعل الشئ ولم يكن فعله ولم يصدر منه ( صلى الله عليه وسلم ) وفي هذا الحال كلام في الأحكام مخالف لما سبق من الأحكام التي قررها فإذا علمت ما ذكرناه فقد اختلف العلماء في الكتاب الذي هم النبي ( صلى الله عليه وسلم ) به فقيل أرادأن ينص على الخلافة في إنسان معين لئلا يقع نزاع وفتن وقيل أراد كتابا يبين فيه مهمات الأحكام ملخصة ليرتفع النزاع فيها ويحصل الاتفاق على المنصوص عليه وكان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) هم بالكتاب حين ظهر له أنه مصلحة أو أوحى إليه بذلك ثم ظهر أن المصلحة تركه أو أوحى إليه بذلك ونسخ ذلك الأمر الأول وأما كلام عمر رضي الله عنه فقد اتفق العلماء المتكلمون في شرح الحديث على أنه من دلائل فقه عمر وفضائله ودقيق نظره لأنه خشى أن يكتب ( صلى الله عليه وسلم ) أمورا ربما عجزوا عنها واستحقوا العقوبة عليها لأنها منصوصة لا مجال للاجتهاد فيها فقال عمر حسبنا كتاب الله لقوله تعالى ما فرطنا في الكتاب من شئ وقوله اليوم أكملت لكم دينكم فعلم أن الله تعالى أكمل دينه فأمن الضلال على الأمة وأراد الترفيه على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فكان عمر أفقه من ابن عباس.

      - فتح الباري - ابن حجر ج 8 ص 101 :
      لان الهذيان الذي يقع للمريض ينشأ عن شدة وجعه وقيل قال ذلك لارادة سكوت الذين لغطوا ورفعوا أصواتهم عنده فكأنه قال إن ذلك يؤذيه ويفضى في العادة إلى ما ذكر ويحتمل أن يكون قوله أهجر فعلا ماضيا من الهجر بفتح الهاء وسكون الجيم والمفعول محذوف أي الحياة وذكره بلفظ الماضي مبالغة لما رأى من علامات الموت قلت ويظهر لي ترجيح ثالث الاحتمالات التي ذكرها القرطبي ويكون قائل ذلك بعض من قرب دخوله في الاسلام وكان يعهد أن من أشتد عليه الوجع قد يشتغل به عن تحرير ما يريد أن يقوله لجواز وقوع ذلك ولهذا وقع في الرواية الثانية فقال بعضهم إنه قد غلبه الوجع ووقع عند الاسماعيلي من طريق محمد بن خلاد عن سفيان في هذا الحديث فقالوا ما شأنه يهجر استفهموه وعن بن سعد من طريق أخرى عن سعيد بن جبير أن نبي الله ليهجر ويؤيده أنه بعد أن قال ذلك استفهموه بصيغة الامر بالاستفهام أي اختبروا أمره بأن يستفهموه عن هذا الذي أراده وابحثوا معه في كونه أولا أولى وفي قوله في الرواية الثانية فاختصموا فمنهم من يقول قربوا يكتب لكم ما يشعر بأن بعضهم كان مصمما على الامتثال والرد على من أمتنع منهم ولما وقع منهم الاختلاف ارتفعت البركة كما جرت العادة بذلك عند وقوع التنازع والتشاجر وقد مضى في الصيام أنه صلى الله عليه وسلم خرج يخبرهم بليلة القدر فرأى رجلين يختصمان فرفعت قال المازري إنما جاز للصحابة الاختلاف في هذا الكتاب مع صريح أمره لهم بذلك لان الاوامر قد يقارنها ما ينقلها من الوجوب فكأنه ظهرت منه قرينة دلت على أن الامر ليس على التحتم بل على الاختيار فاختلف اجتهادهم وصمم عمر على الامتناع لما قام عنده من القرائن بأنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك عن غير قصد جازم وعزمه صلى الله عليه وسلم كان إما بالوحي وإما بالاجتهاد وكذلك تركه إن كان بالوحي فبالوحي وإلا فبالاجتهاد أيضا وفيه حجة لمن قال بالرجوع إلى الاجتهاد في الشرعيات وقال النووي اتفق قول العلماء على أن قول عمر حسبنا كتاب الله من قوة فقهه ودقيق نظره لانه خشي أن يكتب أمورا ربما عجزوا عنها فاستحقوا العقوبة لكونها منصوصة وأراد أن لا ينسد باب الاجتهاد على العلماء وفي تركه صلى الله عليه.
      انتهى

      ............

      ومن قال ان التنصيص يكون سبباً لمنع الفتنة لاالعكس كما يبيّن ذلك عالمكم ابن حزم موافقة للعلماء الانفي الذكر الذين مدحوا عمر على فعلته ؟

      - الاحكام - ابن حزم ج 7 ص 986 :

      قال أبو محمد [أي ابن حزم]: وأما أن يقول أحد من الامة : إن أبا بكر إنما قدم قياسا على تقديمه إلى الصلاة فيأبى الله ذلك ، وما قاله أحد قط يومئذ ، وإنما تشبث بهذا القول الساقط المتأخرون من أصحاب القياس ، الذين لا يبالون بما نصروا به أقوالهم ، مع أنه أيضا في القياس فاسد ، لو كان القياس حقا ، لما بينا قبل ، ولان الخلافة ليست علتها علة الصلاة ، لان الصلاة جائز أن يليها العربي والمولى والعبد ، والذي لا يحسن سياسة الجيوش والاموال والاحكام والسير الفاضلة ، وأما الخلافة فلا يجوز أن يتولاها ، إلا قرشي صليبة ، عالم بالسياسة ووجوهها . وإن لم يكن محكما للقراءة . وإنما الصلاة تبع للامامة ، وليست الامامة تبعا للصلاة، فكيف يجوز عند أحد من أصحاب القياس أن تقاس الامامة التي هي أصل ، على الصلاة التي هي فرع من فروع الامامة ؟

      هذا ما لا يجوز عند أحد من القائلين بالقياس .
      وقد كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم أكابر المهاجرين ، وفيهم عمرو وغيره أيام النبي ( ص ) ولم يكن ممن تجوز له الخلافة ، فكان أحقهم بالصلاة ، لانه كان أقرأهم ، وقد كان أبو ذر ، وأبي بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وابن مسعود أولى الناس بالصلاة إذا حضرت ، إذا لم يكونوا بحضرة أمير أو صاحب منزل ، لفضل أبي ذر وزهده وورعه وسابقته ، وفضل سائر من ذكرنا وقراءتهم ولم يكونوا من أهل الخلافة ، ولا كان أبو ذر من أهل الخلافة ، ولا كان أبو ذر من أهل الولايات ولا من أهل الاضطلاع بها . وقد قال له رسول الله ( ص ) : يا أبا ذر إني أحب لك ما أحب لنفسي وإنك ضعيف ، فلا تأمرن على اثنين ، ولا تولين مال يتيم وقد أمر رسول الله ( ص ) خالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص ، وأسامة بن زيد على من هو أفضل منهم وأقرأ ، وأقدم هجرة وأفقه وأسن ، وهذه هي شروط الاستحقاق للامامة في الصلاة ، وليست هذه شروط الامارة. وإنما شروط الامارة حسن السياسة ، ونجدة النفس ، والرفق في غير مهانة ، والشدة في غير عنف ، والعدل والجود بغير إسراف ، وتمييز صفات الناس في أخلاقهم وسعة الصدر ، مع البراءة من المعاصي ، والمعرفة بما يخصه في نفسه في دينه ، وإن لم يكن صاحب عبارة ، ولا واسع العلم ، ولو حضر عمرو وخالد وأسامة مع أبي ذر - وهم غير أمراء - ما ساغ لهم أن يؤموا تلك الجماعة ، ولا أن يتقدموا أبا ذر ولا أبي بن كعب . ولو حضروا في مواضع يحتاج فيها إلى السياسة في السلم والحرب لكان عمرو وخالد وأسامة أحق بذلك من أبي ذر وأبي ولما كان لابي ذر وأبي من ذلك حق مع عمرو وخالد وأسامة . وبرهان ذلك استعمال رسول الله ( ص ) خالدا وأسامة وعمرا دون أبي ذر وأبي ، وأبو ذر وأبي أفضل من عمرو وأسامة وخالد بدرج عظيمة جدا .

      وقد حضر الصحابة يوم غزوة مؤتة فقتل الامراء وأشرف المسلمون على الهلكة ، فما قام منهم أحد مقام خالد بن الوليد ، كلهم ، إلا الاقل ، أقدم إسلاما وهجرة ونصرا ، وهو حديث الاسلام يومئذ ، فما ثبت أحد ثباته ، وأخذ الراية ودبر الامر ، حتى انحاز بالناس أجمل انحياز ،
      فليست الامامة والخلافة من باب الصلاة في ورد ولا صدر ، فبطل تمويههم بأن خلافة أبي بكر كانت قياسا على الصلاة أصلا .

      فإن قالوا :
      لو كانت خلافة أبي بكر منصوصا عليه من النبي صلى الله عليه وسلم ما اختلفوا فيها ؟. قال أبو محمد [أي ابن حزم]: فيقال لهم وبالله تعالى التوفيق : هذا تمويه ضعيف لا يجوز إلا على جاهل بما اختلف فيه الناس ، وهل اختلف الناس إلا في المنصوصات. والله العظيم- قسما برا - ما اختلف اثنان قط فصاعدا في شئ من الدين إلا في منصوص بيّن في القرآن والسنة، فمن قائل : ليس عليه العمل ، ومن قائل : هذا تلقى بخلاف ظاهره ، ومن قائل : هذا خصوص ، ومن قائل : هذا منسوخ . ومن قائل : هذا تأويل ، وكل هذا منهم بلا دليل في أكثر دعواهم كاختلافهم في وجوب الوصية لمن لا يرث من الاقارب والاشهاد في البيع ، وإيجاب الكتابة ، وقسمة الخمس ، وقسمة الصدقات وممن تؤخذ الجزية ، والقراءات في الصلوات والتكبير فيها ، والاعتدال ، والنيات في الاعمال والصوم ، ومقدار الزكاة وما يؤخذ فيها المتعة في الحج ، والقرآن والفسخ ، وسائر ما اختلف الناس فيه ، وكل ذلك منصوص في القرآن والصحيح عن رسول الله ( ص ) . انتهى قول ابن حزم.
      ................

      اقول انا صندوق العمل :

      هاهوذا ابن حزم يبيّن :

      1- "فكيف يجوز عند أحد من أصحاب القياس أن تقاس
      الامامة التي هي أصل ، على الصلاة التي هي فرع من فروع الامامة ؟" (تعليق: دليل اخر يُضاف على اصل الامامة التي يُنكر وجودها الجهلة بمذهبهم اهل السنة والجماعة)

      2- "فليست
      الامامة والخلافة من باب الصلاة في ورد ولا صدر ، فبطل تمويههم بأن خلافة أبي بكر كانت قياسا على الصلاة أصلا ". (تعليق: نفس تعليقي السابق)


      3- "فإن قالوا : لو كانت خلافة أبي بكر منصوصا عليه من النبي صلى الله عليه وسلم ما اختلفوا فيها ؟. قال أبو محمد [أي ابن حزم]: فيقال لهم وبالله تعالى التوفيق : هذا تمويه ضعيف لا يجوز إلا على جاهل بما اختلف فيه الناس ، وهل اختلف الناس إلا في المنصوصات. والله العظيم- قسما برا - ما اختلف اثنان قط فصاعدا في شئ من الدين إلا في منصوص بيّن في القرآن والسنة" (لايحتاج الى تعليق)

      4- اثبتَ ابن حزم ان قياس اهل السنة في تقديمه للصلاة كدليل على خلافته ، قول ساقط تشبث به المتأخرون من أصحاب القياس ، الذين لا يبالون بما نصروا به أقوالهم.

      ...

      واضيف واقول :

      لو كنتم تريدوا آية لاترجعوا فيها الى السنّة لسقط عمود الدين - الصلاة - ، لأن اصلها وإن تقرر في القران الا ان احكامها نرجع بها الى الحديث والسنة ، فكذلك الحال مع الامامة ، فأصلها مقرر من القرآن باعتراف اكبر مفسريكم للقرآن لكن تبيان احكامها في تعيينها نرجع بها الى الحديث واسباب النزول او قواعدكم في التعيين.

      (يُتبع)



      تعليق


      • #4

        س: نريد منكم آية محكمة في تعيين الامام

        ج: فهاتوا انتم اولاً أيّةَ آية ، محكمة او متشابهة ، في تعيين خليفتكم ؟ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ

        واضيف واقول:

        ان هذه الشبهة طُرِحت كثيراً من قِبل اهل الزيغ لتمرير ضلالهم ، وهنا يجب ان نوضح بعض الامور :

        - اهل السنّة لايعرفوا اصلاً معنى المحكم والمتشابه في مذهبهم فيقلقلوا السنتهم بكلمات لايعرفوا معانيها. ولتوضيح ذلك لابد من تسليط الضوء على المحكم والمتشابه الذي ورد في الاية الكريمة :

        هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ [آل عمران : 7]

        الاتقان في علوم القرآن - جلال الدين السيوطي :
        النوع الثالث والأربعون في المحكم والمتشابه

        قال تعالى هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات وقد حكى ابن حبيب النيسابوري في المسئلة ثلاثة أقوال‏.‏

        أحدها‏:‏ أن القرآن كله محكم لقوله تعالى كتاب أحكمت آياته‏.‏
        الثاني‏:‏ كله متشابه لقوله تعالى كتابًا متشابهًا مثاني‏.‏
        الثالث وهوالصحيح‏:‏ انقسامه إلى محكم ومتشابه للآية المصدر بها‏.‏

        والجواب عن الآيتين أن المراد بإحكامه إتقانه وعدم تطرق النقص والاختلاف إليه وبتشابهه كونه يشبه بعضه بعضًا في الحق والصدق والإعجاز‏.‏

        وقال بعضهم‏:‏ الآية لا تدل على الحصر في شيئين إذ ليس فيها شيء من طرقه وقد قال تعالى لتبين للناس ما نزل إليهم والمحكم لا تتوقف معرفته على البيان والمتشابه لا يرجى بيانه‏.‏

        وقد اختلف في تعيين المحكم والمتشابه على أقوال‏.‏

        1- فقيل‏:‏ المحكم ما عرف المراد منه إما بالظهور وإما بالتأويل‏.‏
        والمتشابه ما استأثر الله بعلمه كقيام الساعة وخروج الدجال والحروف المقطعة في أوائل السور‏.‏
        2- وقيل‏:‏ المحكم ما وضح معناه والمتشابه نقيضه‏.‏
        3- وقيل‏:‏ المحكم ما لا يحتمل من التأويل إلا وجهًا واحدًا والمتشابه ما احتمل أوجهًا‏.‏
        4- وقيل‏:‏ المحكم ما كان معقول المعنى والمتشابه بخلافه كأعداد الصلوات واختصاص الصيام برمضان دون شعبان قاله الماوردي‏.‏
        5- وقيل‏:‏ المحكم ما استقل بنفسه والمتشابه ما لا يستقل بنفسه إلا برده إلى غيره‏.‏
        6- وقيل‏:‏ المحكم ما تأويله تنزيله والمتشابه ما لا يدرك إلا بالتأويل‏.‏
        7- وقيل‏:‏ المحكم ما لم تكرر ألفاظه ومقابلة المتشابه‏.‏
        8- وقيل‏:‏ المحكم الفرائض والوعد والوعيد والمتشابه القصص والأمثال‏.‏

        أخرج ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال‏:‏ المحكمات ناسخة وحلاله وحرامه وحدوده وفرائضه وما يؤمن به ويعمل به والمتشابهات منسوخه ومقدمه ومؤخرة وأمثاله وأقسامه وما يؤمن به ولا يعمل به‏.‏
        وأخرج الفريابي عن مجاهد قال‏:‏ المحكمات ما فيه الحلال والحرام وما سوى ذلك منه متشابه يصدق بعضه بعضًا‏.‏
        واخرج ابن أبي حاتم عن الربيع قال‏:‏ المحكمات هي أوامره الزاجرة‏.‏
        وأخرج عن إسحاق بن سويد أن يحيي ابن يعمر وأبا فاختة تراجعا في هذه الآية فقال أبوفاختة‏:‏ فواتح السور وقال يحيى‏:‏ الفرائض والأمر النهي والحلال‏.‏
        وأخرج الحاكم وغيره عن ابن عباس قال‏:‏ الثلاث آيات من آخر سورة الأنعام محكمات قل تعالوا والآيتان بعدها‏.‏
        وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس في قوله تعالى فيه آيات محكمات قال‏:‏ من ها هنا قل تعالوا إلى ثلاث آيات ومن ها هنا وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه إلى ثلاث آيات بعدها‏.‏
        وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك قال‏:‏ المحكمات ما لم ينسخ منه والمتشابهات ما قد نسخ‏.‏
        وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل بن حيان قال‏:‏ المتشابهات فيما بلغن ألم والمص والمر والر‏.‏
        قال ابن أبي حاتم‏:‏ وقد روى عن عكرمة وقتادة وغيرهما أن المحكم الذي يعمل به والمتشابه الذي يؤمن به ولا يعمل به‏.‏

        فصل اختلف‏:‏ هل المتشابه مما يمكن الاطلاع على علمه أولا يعلمه إلا الله على قولين منشؤهما الاختلاف في قوله ‏{‏والراسخون في العلم‏}‏ هل هو معطوف ويقولون حال أو مبتدأ خبره يقولون والواو للاستئناف‏.‏

        وعلى الأول طائفة يسيرة منه مجاهد وهو رواية عن ابن عباس‏.‏

        فأخرج ابن المنذر من طريق مجاهد عن ابن عباس في قوله ‏{‏وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم‏}‏ قال‏:‏ إنا مما يعلم تأويله‏.‏
        وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله ‏{‏والراسخون في العلم‏}‏ قال‏:‏ يعلمون تأويله ويقولون آمنا به‏.‏
        وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال الراسخون في العلم يعلمون تأويله لولم يعلموا تأويله لم يعلموا ناسخه من منسوخه ولا حلاله من حرامه ولا محكمه من متشابهه‏.‏
        واختار هذا القول النووي فقال في شرح مسلم إنه الأصح لأنه يبعد أن يخاطب الله عباده بما لا سبيل لأحد من الخلق إلى معرفته‏.‏
        وقال ابن الحاجب‏:‏ إنه الظاهر‏.‏

        وأما الأكثرون من الصحابة والتابعين وأتباعهم ومن بعدهم خصوصًا أهل السنة فذهبوا إلى الثاني وهو اصح الروايات عن ابن عباس‏.‏

        قال ابن السمعاني‏:‏ لم يذهب إلى القول الأول إلا شرذمة قليلة واختاره العتبي قال‏:‏ وقد كان يعتقد مذهب أهل السنة لكنه سهى في هذه المسئلة‏.‏
        قال‏:‏ ولا غروفإن لكل جواد كبوة ولكل عالم هفوة‏.‏
        قلت‏:‏
        ويدل لصحة مذهب الأكثرين ما أخرجه عبد الرزاق في تفسيره والحاكم في مستتدركه عن ابن عباس أنه كان يقرأ وما يعلم تأويله إلا الله ويقول والراسخون في العلم آمنا به فهذا يدل على أن الواو للاستئناف لأن هذه الرواية وإن لم تثبت بها القراءة فأقل درجتها ا تكون خبرًا بإسناد صحيح إلى ترجمان القرآن فيقدم كلامه في ذلك على من دونه ويؤيد ذلك أن الآية دلت على ذم منبعي المتشابه ووصفهم بالزيغ وابتغاء الفتنة وعلى مدح الذين فوضوا العلم إلى الله وسلموا إليه كما مدح الله المؤمنين بالغيب‏.‏

        وحكى الفراء أن في قراءة أبيّ بن كعب أيضًا‏:‏ ويثول الراسخون‏.‏
        وأخرج ابن أبي داود في المصاحف من طريق الأعمش قال في قراءة ابن مسعود‏:‏ وإن تأويله إلا عند الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به‏.‏
        وأخرج الشيخان وغيرهما على عائشة قالت‏:‏ تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية ‏{‏هو الذي أنزل عليك الكتاب‏}‏ إلى قوله ‏{‏أولوا الألباب‏}‏ قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فأحذرهم‏.‏
        وأخرج الطبراني في الكبير عن أبي مالك الأشعري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا أخاف على أمي إلا ثلاث خلال‏:‏ أن يكثر لهم المال فيتحاسدوا فيقتتلوا وأن يفتح لهم الكتاب فيأخذه المؤمن يبتغي تأويله وما يعلم تأويله إلا الله الحديث‏.‏
        أخرج ابن مردويه من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن القرآن لم ينزل ليكذب بعضه بعضًا فما عرفتم منه فاعملوا به وما تشابه فآمنوا به‏.‏
        واخرج الحاكم عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ كان الكتاب الأول ينزل من باب واحد على حرف واحد ونزل القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف‏:‏ زاجر وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا آمنا به كل من عند ربنا‏.‏
        وأخرج البيهقي في الشعب نحوه من حديث أبي هريرة‏.‏
        وأخرج ابن جرير عن ابن عباس مرفوعًا‏:‏ أنزل القرآن على أربعة أحرف‏:‏ حلال وحرام لا يعذر أحد بجهالته وتفسير تفسره العرب وتفسير تفسره العلماء
        ومتشابه لا يعلمه إلا الله ومن ادعى علمه سوى الله فهو كاذب‏.‏
        ثم أخرجه من وجه آخر عن ابن عباس موقوفًا بنحوه‏.‏
        وأخرج ابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس قال‏:‏ نؤمن بالمحكم وندين به
        ونؤمن بالمتشابه ولا ندين به وهو من عند الله كله‏.‏
        وأخرج أيضًا عن عائشة قالت‏:‏ كان رسوخهم في العلم أن آمنوا بمتشابهه ولا يعلمونه‏.‏
        واخرج أيضًا عن أبي الشعثاء وأبي نهيك قالا‏:‏ إنكم تصلون هذه الآية وهي مقطوعة‏.‏
        وأخرج الدارمي في مسنده عن سليما بن يسار أن رجلًا يقال له صبيغ قدم المدينة فجعل
        يسأل عن متشابه القرآن فأرسل إليه عمر وقد أعد له عراجين النخل فقال‏:‏ من أنت قال‏:‏ أنا عبد الله بن صبيغ فأخذ عمر عرجونًا من تلك العراجين فضربه حتى دمى رأسه .‏

        وفي رواية عنده‏:‏ فضربه بالجريد حتى ترك ظهره دبرة ثم تركه حتى برأ ثم عاد ثم تركه حتى برأ فدعا به ليعود فقال‏:‏ إن كنت تريد قتلي فاقتلني قتلًا جميلًا فأذن له إلى أرضه وكتب إلى أبي موسى الأشعري‏:‏ لا يجالسه أحد من المسلمين‏.‏
        وأخرج الدارمي عن عمر بن الخطاب قال‏:‏ إنه سيآتيكم ناس يجادلونكم بمشتبهات القرآن فخذوهم بالسنن فإن أصحب السن أعلم بكتاب الله‏.‏

        فهذه الأحاديث والآثار تدل على أن المتشابه مما لا يعلمه إلا الله وأن الخوض فيه مذموم وسيأتي قريبًا زيادة على ذلك‏.‏

        قال الطيبي‏:‏ المراد بالمحكم ما اتضح معناه والمتشابه بخلافه لأن اللفظ الذي يقبل معنى إما أن يحتمل غيره أو أولًا والثاني النص‏.‏

        والأول إما أن تكون دلالته على ذلك الغير أرجح أولا والأول هو الظاهر‏.‏
        والثاني إما أن يكون مساويه أولًا والأول هو المجمل والثاني المؤول فالمشترك بين النص والظاهر هو المحكم والمشترك بين المجمل والمؤول هو المتشابه ويؤيد هذا التقسيم أنه أعالي أوقع المحكم مقابلًا للمتشابه‏.‏

        قالوا‏:‏ فالواجب أن يفسر المحكم بما يقابله ويعضد ذلك أسلوب الآية وهو الجمع مع التقسيم لأنه تعالى فرق ما جمع في معنى الكتاب بأن قال منه آيات محكمات وأخر متشابهات وأرد أن يضيف إلى كل منهما ما شاء فقال أولًا فأما الذين في قلوبهم زيغ إلى أن قال والراسخون في العلم يقولون آمنا به وكان يمكن أن يقال‏:‏ وأما الذين في قلوبهم استقامة فيتبعون المحكم لكنه وضع موضع ذلك والراسخون في العلم لإتيان لفظ الرسوخ لأنه لا يحصل إلا بعد التثبت العام والاجتهاد البليغ فإذا استقام القلب على طرق الإرشاد ورسخ القدم في العلم أفصح صاحبه النطق بالقول الحق وكفى بدعاء الراسخين في العلم ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا الخ شاهدًا على أن الراسخون في العلم مقابل لقوله ‏{‏الذين في قلوبهم زيغ‏}‏ وفيه إشارة إلى أن الوقف على قوله إلا الله تام وإلى أن علم بعض المتشابه مختص بالله تعالى
        وأن من حاول معرفته هو الذي أشار إليه في الحديث بقوله فاحذرهم وقال بعضهم‏:‏ العقل مبتلي باعتقاد حقيقة المتشابه كابتلاء البدن بأداء العبادة كالحكيم إذا صنف كتابًا أجمل فيه أحيانًا ليكون موضع خضوع المتعلم لأستاذه وكالملك يتخذ علامة يمتاز بها من يطلعه على سره‏.‏

        وقيل‏:‏ لو لم يبتل العقل الذي هو أشرف البدن لاستمر العالم في أبهة العلم على التمرد فبذلك يستأنس إلى التذلل بعز العبودية والمتشابه هو موضع خضوع العقول لبارئها استسلامًا واعترافًا بقصورها‏.‏

        وفي ختم الآية بقوله تعالى وما يذكر إلا أولوا الألباب تعريض للزائغين ومدح للراسخين‏:‏ يعني من لم يتذكر ويتعظ ويخالف هواه فليس من أولي العقول ومن ثم ثقال الراسخون ربنا لا تزغ قلوبنا إلى آخر الآية فخضعوا لباريهم لاستنزال العلم اللدني بعد أن استعاذوا به من الزيغ النفساني‏.‏

        وقال الخطابي‏:‏ المتشابه على ضربين‏:‏ أحدهما ما إذا رد إلى المحكم واعتبر به عرف معناه‏.‏

        والآخر ما لا سبيل إلى الوقوف على حقيقته وهو الذي يتبعه أهل الزيغ فيطلبون تأويله ولا يبلغون كنهه فيرتابون فيه فيتفتتون‏
        .‏
        ..‏.‏
        انتهى كلام
        جلال الدين السيوطي

        اقول انا صندوق العمل :

        هاهو السيوطي يبيّن ان عقيدة اهل السنة هي ان المتشابه هو مما لايعلم تأويله الا الله ولايجوز الخوض فيه ولايطلب تأويله الا اهل الزيغ والفتنة ، فدل ذلك ان الاية (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) هي اية محكمة غير متشابهة لان جميع علماء التفسير في المذهب السني قد خاضوا في تفسيرها وبيان مرادها فلو كانت متشابهة لاستحقوا ضرب عمر حتى تدمى رؤوسهم ويُكتب الى الامصار في جميع العصور والازمان ان لايجالسهم المسلمون ولايقرأون تفاسيرهم لانهم اهل زيغ وضلال

        (يُتبع)



        تعليق


        • #5

          س: الاركان خمسة كما جاء في الحديث (بُني الاسلام على خمسة ...) فمن اين لكم بالركن السادس


          ج: لفظة (ركن) لم ترد على لسان الرسول بل هي من اصطلاحات غيره من اصوليين وغيرهم ، فلايصح الوقوف على نص الحديث والقياس عليه بهذه اللفظة . ولو اردنا التفصيل في الجواب علينا ان نرجع لشرح الحديث ، لنفهم ماهو المقصود بهذه الخمسة وهل بناء الاسلام مقتصر عليهن ام ان تحديدهن كان لسبب اخر ؟

          - فتح الباري - ابن حجر ج 1 ص 43 :
          باب قول النبي صلى الله عليه وسلم بني الإسلام على خمس

          سقط لفظ باب من رواية الأصيلي وقد وصل الحديث بعد تاما واقتصاره على طرفه فيه تسمية الشئ باسم بعضه والمراد باب هذا الحديث قوله وهو أي الإيمان قول وفعل ويزيد وينقص وفي رواية الكشميهني قول وعمل وهو اللفظ الوارد عن السلف الذين اطلقوا ذلك ووهم بن التين فظن أن قوله وهو إلى آخره مرفوع لما رآه معطوفا وليس ذلك مراد المصنف وأن كان ذلك ورد بإسناد ضعيف والكلام هنا في مقامين أحدهما كونه قولا ووأشار والثاني كونه يزيد وينقص فأما القول فالمراد به النطق بالشهادتين وأما العمل فالمراد به ما هو أعم من عمل القلب والجوارح ليدخل الاعتقاد والعبادات ومراد من ادخل ذلك في تعريف الإيمان ومن نفاه إنما هو بالنظر إلى ما عند الله تعالى فالسلف قالوا هو اعتقاد بالقلب ونطق باللسان وعمل بالأركان وأرادوا بذلك أن الأعمال شرط في كماله ومن هنا نشا لهم القول بالزيادة والنقص كما سيأتي والمرجئة قالوا هو اعتقاد ونطق فقط والكراميه قالوا هو نطق فقط والمعتزلة قالوا هو العمل والنطق والاعتقاد والفارق بينهم وبين السلف انهم جعلوا الأعمال شرطا في صحته والسلف جعلوها شرطا في كماله وهذا كله كما قلنا بالنظر إلى ما عند الله تعالى أما بالنظر إلى ما عندنا فالإيمان هو الإقرار فقط فمن أقر أجريت عليه الأحكام في الدنيا ولم يحكم عليه بكفر الا أن اقترن به فعل يدل على كفره كالسجود للصنم فإن كان الفعل لا يدل على الكفر كالفسق فمن أطلق عليه الإيمان فبالنظر إلى إقراره ومن نفى عنه الإيمان فبالنظر إلى كماله ومن أطلق عليه الكفر فبالنظر إلى أنه فعل فعل الكافر ومن نفاه عنه فبالنظر إلى حقيقته واثبتت المعتزلة الواسطة فقالوا الفاسق لا مؤمن ولا كافر وأما المقام الثاني فذهب السلف إلى أن الإيمان يزيد وينقص وأنكر ذلك أكثر المتكلمين وقالوا متى قبل ذلك كان شكا قال الشيخ محيي الدين وإلا ظهر المختار أن التصديق يزيد وينقص بكثرة النظر ووضوح الادله

          - أحكام القرآن - الجصاص ج 3 ص 149 :
          قال حدثنا حماد أخبرنا حميد عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم فأوجب الجهاد بكل ما أمكن الجهاد به
          وليس بعد الإيمان بالله ورسوله فرض آكد ولا أولى بالإيجاب من الجهاد وذلك أنه بالجهاد يمكن إظهار الإسلام وأداء الفرائض وفي ترك الجهاد غلبة العدو ودروس الدين وذهاب الإسلام إلا أن فرضه على الكفاية على ما بينا فإن احتج محتج بما روى عاصم بن زيد بن عبد الله بن عمر عن واقد بن محمد عن أبيه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بني الإسلام على خمس فذكر الشهادتين والصلاة والزكاة والحج وصوم رمضان فذكر هذه الخمس ولم يذكر فيه الجهاد وهذا يدل على أنه ليس بفرض قال أبو بكر وهذا حديث في الأصل موقوف على ابن عمر رواه وهب عن عمر بن محمد عن زيد عن أبيه عن ابن عمر أنه قال وجدت الإسلام بني على خمس وقوله وجدت دليل على أنه قاله من رأيه وجائز أن يجد غيره ما هو أكثر منه وقول حذيفة بني الإسلام على ثمانية أسهم أحدها الجهاد يعارض قول ابن عمر فإن قيل فقد روى عبيدالله بن موسى قال أخبرنا حنظلة بن أبي سفيان قال سمعت عكرمة بن خالد يحدث طاوسا قال جاء رجل إلى ابن عمر فقال يا أبا عبد الرحمن لا تغزوا فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بني الإسلام على خمسة فهذا حديث مستقيم السند مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم قيل له جائز أن يكون إنما اقتصر على خمسة لأنه قصد إلى ذكر ما يلزم الإنسان في نفسه دون ما يكون منه فرضا على الكفاية ألا ترى أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الحدود وتعلم علوم الدين وغسل الموتى وتكفينهم ودفنهم كلها فروض ولم يذكرها النبي صلى الله عليه وسلم فيما بني عليه الإسلام ولم يخرجه ترك ذكره من أن يكون فرضا لأنه صلى الله عليه وسلم إنما قصد إلى بيان ذكر الفروض اللازمة للإنسان في خاصة نفسه في أوقات مرتبة ولا ينوب غيره عنها فيه والجهاد فرض على الكفاية على الحد الذي بينا فلذلك لم يذكره

          - المحلى - ابن حزم ج 7 ص 41 :
          ومن طريق عبد الرزاق نا ابن جريج اخبرني نافع مولى ابن عمر أنه سمع عبد الله بن عمر يقول : ليس من خلق الله أحد إلا عليه حجة وعمرة واجبتان من استطاع إلى ذلك سبيلا ومن زاد بعدهما شيئا فهو خير وتطوع * ومن طريق أبى اسحاق عن مسروق عن ابن مسعود قال : أمرتم باقامة الصلاة والعمرة إلى البيت ، وقد ذكرناه آنفا عن جابر ، وابن عباس * ومن طريق قتادة قال عمر بن الخطاب : يا ايها الناس كتبت عليكم العمرة * وعن أشعث عن ابن سيرين قال : كانوا لا يختلفون ان العمرة
          فريضة ، وابن سيرين أدرك الصحابة وأكابر التابعين * وعن معمر عن قتادة قال : العمرة واجبة * ومن طريق سفيان الثوري ، ومعمر عن داود ابن أبى هند قلت لعطاء : العمرة علينا فريضة كالحج ؟ قال : نعم * وعن يونس بن عبيد عن الحسن ، وابن سيرين جميعا العمرة واجبة * وعن طاوس العمرة واجبة * وعن سعيد بن جبير العمرة واجبة فقيل له : ان فلانا يقول : ليست واجبة فقال : كذب ان الله تعالى يقول : ( وأتموا الحج والعمرة لله ) * ومن طريق عبد الرزاق عن سفيان الثوري عن أبى اسحاق السبيعى قال : سمعت مسروقا يقول : أمرتم في القرإن باقامة أربع . الصلاة . والزكاة . والحج . والعمرة ، قال أبو إسحاق : وسمعت عبد الله بن شداد يقول : العمرة الحج الاصغر * وعن سعيد بن المسيب انما كتبت على عمرة وحجة * وعن مجاهد الحج والعمرة فريضتان * وعن منصور عن مجاهد العمرة الحجة الصغرى * وعن على بن الحسين انه سئل عن العمرة ؟ فقال : ما نعلمها إلا واجبة ( وأتموا الحج والعمرة لله ) * وعن حماد بن زيد عن عبد الرحمن بن السراج قال : سألت هشام بن عروة ونافعا مولى ابن عمر عن العمرة أواجبة هي - ؟ فقرءا جميعا ( وأتموا الحج والعمرة لله ) ومن طريق سعيد بن منصور ناهشيم انا مغيرة - هو ابن مقسم - عن الشعبى أنه قال في العمرة : هي واجبة * وعن شعبة عن الحكم قال : العمرة واجبة * قال أبو محمد : وهو قول سفيان الثوري ، والاوزاعي ، والشافعي ، وأحمد ، واسحاق ، وأبى سليمان وجميع أصحابهم * وقال أبو حنيفة ومالك : ليست فرضا ، والقوم يعظمون خلاف الصاحب الذى لا يعرف له مخالف وهم قد خالفوا ههنا عمر بن الخطاب ، وابنه عبد الله ، وابن عباس ، وجابر بن عبد الله ، وابن مسعود ، وزيد بن ثابت ولا يصح عن أحد من الصحابة خلاف لهم في هذا الا رواية ساقطة من طريق أبى معشر عن ابراهيم ان عبد الله قال : العمرة تطوع ، والصحيح عنه خلاف هذا كما ذكرنا ، وعهدنا بهم يعظمون خلاف الجمهور وقد خالفوا ( ههنا ) عطاء ، وطاوسا ، ومجاهدا ، وسعيد بن جبير ، والحسن ، وابن سيرين ، ومسروقا ، وعلى بن الحسين ، ونافعا مولى ابن عمر ، وهشام بن عروة ، والحكم بن عتيبة ، وسعيد بن المسيب ، والشعبى ، وقتادة وما نعلم لمن قال : ليست واجبة سلفا من التابعين الا ابراهيم النخعي وحده ، ورواية عن الشعبى قد صح عنه خلافها كما ذكرنا ، وتوقف في ذلك حماد بن ابى سليمان * قال أبو محمد : وموه بعضهم بحديثين هما من أعظم الحجة عليهم ، أحدهما الخبر الثابت في الذى سأل رسول الله صلى الله عليه وآله عن الاسلام ؟ فأخبره بالصلاة . والزكاة . والصيام . والحج فقال : هل على غيرها يا رسول الله ؟ قال : لا إلا ان تطوع ، والثانى خبر ابن عمر ( بنى الاسلام على خمس ) فذكر شهادة التوحيد . والصلاة . والزكاة . والصيام . والحج

          قال أبو محمد : وهما - من أقوى حججنا عليهم لصحة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة ) فصح أنها واجبة بوجوب الحج ، وان
          فرضها دخل في فرض الحج ، وأيضا فحتى لو لم يأت هذا الخبر لكان أمر النبي صلى الله عليه وسلم وورود القرآن بها شرعا زائدا وفرضا واردا مضافا إلى سائر الشرائع المذكورة ، وكلهم يرى النذر فرضا ، والجهاد إذا نزل بالمسلمين فرضا ، وغسل الجنابة فرضا ، والوضوء فرضا ، وليس ذلك مذكورا في الحديثين المذكورين ، ولم يروا الحديثين المذكورين حجة في سقوط فرض كل ما ذكرنا ، فوضع تناقضهم وفساد مذهبهم في ذلك والحمد لله رب العالمين*
          انتهى

          اقول انا صندوق العمل :

          ان الاقوال السابقة تؤكد ان هذه الخمسة هي فرائض غير مُقتصر عليها ، علل بعض العلماء ان الاقتصار في ذكرها كان من باب بيان ذكر الفروض اللازمة للإنسان في خاصة نفسه في أوقات مرتبة ولا ينوب غيره عنها فيه
          .

          فبهذا حتى لو سُميت من قبل الاصولين هذه الفرائض بالاركان فمجرد ذكرها لايعني حصرها بهذا العدد كما في بقية الفروض كالجهاد وغيره مما لم يُذكر فيها.

          وفي قول ابن حجر ان الايمان هو اعتقاد وفعل فذهب من جهة الفعل الى كمال الايمان في حديث ابن عمر ، فاحببت ان اضيف ان الاعتقاد باليوم الاخر والبعث والحساب لم يُذكر في هذا الحديث ومع هذا يجب على كل مسلم الاعتقاد به. فنستخلص انه لاقيمة من الاقتصار على الخمسة فروضات واعتقادات في حديث ابن عمر لرفض ركن الامامة ان يكون سادسها .

          س: الخلافة ليست الامامة فلماذا الخلط بينهما ؟
          ج: الخلافة هي الامامة ويسميها اهل السنة بالامامة (العظمى) الكبرى تمييزاً عن الامامة الصغرى وهي امامة المصلين :

          - المجموع - محيى الدين النووي ج 19 ص 192 :
          ( أولا )
          لان الامامة الكبرى إنما يقصد بها الخلافة كما قدمنا

          - فيض القدير شرح الجامع الصغير - المناوي ج 4 ص 676 :
          - ( قريش ولاة هذا الأمر ) أي
          أمر الإمامة العظمى

          - فيض القدير شرح الجامع الصغير - المناوي ج 5 ص 665 :
          قال أصحابنا في الأصول : يجوز أن يجمع عن قياس
          كإمامة أبي بكر هنا فإن الصحب أجمعوا على خلافته وهي الإمامة

          - تفسير القرطبي - القرطبي ج 14 ص 239 :
          الثالثة : في هذا الحديث أوضح دليل على جواز إمامة المولى والمفضول على غيرهما
          ما عدا الامامة الكبرى

          (يُتبع)


          تعليق


          • #6
            4- الامامة والعصمة :

            قبل مناقشة عصمة الائمة علينا ان نسلط بعض الضوء على عصمة الرسول . هناك قصة تقول ان مدّعي اشتكى على مدّعى عليه بدَين عند الحاكم ، فسأل الحاكم المدعى عليه هل لصاحبك دَين عليك ، فأجاب نعم ولكني اُنكِر الدَين.

            ان قصة هذا (المُقِر - المُنكر) هي كحال اهل السنة في مسألة تحريف القرآن وعصمة الرسول . فهم يُنكرون التحريف قولاً ولكن يقرّونه واقعاً كما في مسألتي نسخ التلاوة وتعدد القرآءات.

            فكذاك العصمة ، فهُم من جهة يُنفون عصمة الرسول
            اللاتبليغية ومن جهة ثانية يأخذون الاحكام الشرعية من سنّة الرسول اللاتبليغية ، وهذا هو عين التناقض انهم واقعاً مؤمنين بعصمة الرسول الكليّة لكن قولاً العصمة التبليغية فقط ، فلماذا هذا التخبط ؟

            اقرأ التعليق على الصورة (إن لم تظهر ادناه فراجعها بالمرفقات) :




            اقول ، لماذا اقرارات اهل السنة العملية لاتنطبق على تصريحاتهم بشأن عصمة الرسول ؟
            لايوجد جواب منطقي الا لأنهم ارادوا رفع العصمة اللاتبليغية عن الرسول وإبقاء التبليغية كي يسقطوا عصمة الائمة عند الشيعة لان وظيفة الامام هي ليست تبليغ اخبار واوامر الوحي.

            اذن سنّة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يجب ايضا ان تكون معصومة كي لايخطيء الفقهاء وبقية الناس من فعل الخطأ وهم يظنونه صحيح شرعاً - كما في فتوى بن باز - ، اي ان فائدة عصمة النبي هي للحفاظ على الناس من الوقوع في الخطأ الشرعي لان وقوع الرسول في الخطأ يؤدي الى ايصال حكم شرعي خاطيء للناس.

            من هذه المقدمات نستطيع ان نقول ان الذي يحفظ شرع الله ودينه من الوقوع في الخطأ يجب ان يكون هو ممتنع عن الوقوع في الخطأ ، ففاقد الشيء لايعطيه كما يقول المثل ، فعليه يجب ان يكون من جنس لايقع عليه الخطأ كما وضح ذلك العلامة الحلي في كتابه الألفين ص 57:

            " الممكنات تحتاج في وجودها وعدمها إلى علة ليست من جنسها إذ لو كانت من جنسها لاحتاجت إلى علة أخرى واجبة غير ممكنة ،
            كذلك الخطأ من البشر ممكن فإذا أردنا رفع الخطأ الممكن يجب أن نرجع إلى المجرد من الخطأ وهو المعصوم ، ولا يمكن افتراض عدم عصمته لأدائه إلى التسلسل أو الدور أما التسلسل فإن الإمام إذا لم يكن معصوما احتاج إلى إمام آخر لأن العلة المحوجة إلى نصبه هي جواز الخطأ على الرعية ، فلو جاز عليه الخطأ لاحتاج إلى إمام آخر فإن كان معصوما وإلا لزم التسلسل ، وأما الدور فلحاجة الإمام إذا لم يكن معصوما للرعية لترده إلى الصواب مع حاجة الرعية للاقتداء به" انتهى

            اذن البشر يحتاجوا بعد الرسول الى من لايقع عليه الخطأ في بيان احكام الدين والشريعة وتطبيقها والا انتقلت الشريعة خاطئة اليهم في احكامها وتطبيقها وهي نفس العلة التي من اجلها كانت عصمة النبوة. ولّما كانت الخلافة او الامامة هي الامتداد الطبيعي للمشروع الديني الذي ابتدأه الله عزوجل بالنبوة وجب على من قام بهذا الامر ان يحمل صفات صاحب النبوة في العصمة من زلل الخطأ في تنفيذ هذا المشروع الالهي.

            يقول ابن خلدون في بيان ان الخلافة هي امتداد للنبوة في حرس الشريعة والدين وانها ليست منصب دنيوي كما يتوهم ويقول بذلك كثير من الجهال بل الاعم الاغلب من الجمهور السني :

            - تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون ج 1 ص 190 :
            في معنى الخلافة والامامة

            لما كانت حقيقة الملك أنه الاجتماع الضروري للبشر ومقتضاه التغلب والقهر اللذان هما من آثار الغضب والحيوانية كانت أحكام صاحبه في الغالب جائزة عن الحق مجحفة بمن تحت يده من الخلق في أحوال دنياهم لحمله إياهم في الغالب على ما ليس في طوقهم من أغراضه وشهواته ويختلف ذلك باختلاف المقاصد من الخلف والسلف منهم فتعسر طاعته لذلك وتجئ العصبية المفضية إلى الهرج والقتل فوجب أن يرجع في ذلك إلى قوانين سياسية مفروضة يسلمها الكافة ينقادون إلى أحكامها كما كان ذلك للفرس وغيرهم من الامم وإذا خلت الدولة من مثل هذه السياسة لم يستتب أمرها ولم يتم استيلاؤها سنة الله في الذين خلوا من قبل .

            فإذا كانت هذه القوانين مفروضة من العقلاء وأكابر الدولة وبصرائها كانت سياسة عقلية
            وإذا كانت مفروضة من الله بشارع يقررها ويشرعها كانت سياسة دينية نافعة في الحياة الدنيا وفي الآخرة وذلك أن الخلق ليس المقصود بهم دنياهم فقط فإنها كلها عبث وباطل إذ غايتها الموت والفناء والله يقول أفحسبتم إنما خلقناكم عبثا فالمقصود بهم إنما هو دينهم المفضي بهم إلى السعادة في آخرتهم صراط الله الذي له ما في السموات وما في الارض فجاءت الشرائع بحملهم على ذلك في جميع أحوالهم من عبادة ومعاملة حتى في الملك الذي هو طبيعي للاجتماع الانساني فأجرته على منهاج الدين ليكون الكل محوطا بنظر الشارع فما كان منه بمقتضى القهر والتغلب وإهمال القوة العصبية في مرعاها فجور وعدوان ومذموم عنده كما هو مقتضي الحكمة السياسية وما كان منه بمقتضى السياسة وأحكامها فمذموم أيضا لانه نظر بغير نور الله ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور لان الشارع أعلم بمصالح الكافة فيما هو مغيب عنهم من امور آخرتهم وأعمال البشر كلها عائدة عليهم في معادهم من ملك أو غيره قال صلى الله عليه وسلم إنما هي أعمالكم ترد عليكم وأحكام السياسة إنما تطلع على مصالح الدنيا فقط يعلمون ظاهرا من حياة الدنيا ومقصود الشارع بالناس صلاح آخرتهم فوجب بمقتضى الشرائع حمل الكافة على الاحكام الشرعية في أحوال دنياهم وآخرتهم وكان هذا الحكم لاهل الشريعة وهم الانبياء ومن قام فيه مقامهم وهم الخلفاء فقد تبين لك من ذلك معنى الخلافة وأن الملك الطبيعي هو حمل الكافة على مقتضى الغرض والشهوة والسياسي هو حمل الكافة علي مقتضى النظر العقلي في جلب المصالح الدنيوية ودفع المضار والخلافة هي حمل الكافة على مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم الاخروية والدنيوية الراجعة إليها إذ أحوال الدنيا ترجع كلها عند الشارع إلى اعتبارها بمصالح الآخرة فهي في الحقيقة خلافة عن صاحب الشرع في حراسة الدين وسياسة الدنيا به فافهم ذلك واعتبره فيما نورده عليك من بعد والله الحكيم العليم
            انتهى كلام ابن خلدون


            وقد أكدّ هذا المفهوم - اي ان الخلافة هي امر شرعي لاعقلي - ابن حجر في فتح الباري :

            - فتح الباري - ابن حجر ج 13 ص 178 :
            وقال النووي وغيره اجمعوا على انعقاد الخلافة بالاستخلاف وعلى انعقادها بعقد أهل الحل والعقد لانسان حيث لا يكون هناك استخلاف غيره وعلى جواز جعل الخليفة الامر شورى بين عدد محصور أو غيره وأجمعوا على انه يجب نصب خليفة
            وعلى ان وجوبه بالشرع لا بالعقل. انتهى

            وعاد ابن خلدون وكرر وظيفة الامام انها في حفظ الدين :

            - تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون ج 1 ص 191 :
            في اختلاف الامة في حكم هذا المنصب (الخلافة والامامة) وشروطه :

            وإذ قد بينا حقيقة هذا المنصب
            وأنه نيابة عن صاحب الشريعة في حفظ الدين وسياسة الدنيا به تسمى خلافة وإمامة والقائم به خليفة وإماما فأما تسميته إماما فتشبيها بامام الصلاة في اتباعه والاقتداء به ولهذا يقال الامامة الكبرى وأما تسميته خليفة فلكونه يخلف النبي في أمته فيقال خليفة باطلاق وخليفة رسول الله واختلف في تسميته خليفة الله فأجازه بعضهم اقتباسا من الخلافة العامة التي للآدميين في قوله تعالى إني جاعل في الارض خليفة وقوله جعلكم خلائف الارض . انتهى كلام ابن خلدون.

            فالخلفاء هم
            نواب الانبياء في حفظ الدين وحراسة شرائعه ، فأمر الله عزوجل بطاعتهم فعطف طاعتهم على طاعته وطاعة رسوله في الاية الكريمة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ) ، وقد بيّن الفخر الرازي في مفاتيح الغيب ان وجوب طاعتهم في هذه الاية انما هو دليل على عصمتهم :

            "المسألة الثالثة: اعلم أن قوله: {وأولى الامر منكم} يدل عندنا على أن إجماع الأمة حجة، والدليل على ذلك أن الله تعالى أمر بطاعة أولى الأمر على سبيل الجزم في هذه الآية ومن أمر الله بطاعته على سبيل الجزم والقطع لا بد وأن يكون معصوما عن الخطأ، إذ لو لم يكن معصوما عن الخطأ كان بتقدير إقدامه على الخطأ يكون قد أمر الله بمتابعته، فيكون ذلك أمرا بفعل ذلك الخطأ والخطأ لكونه خطأ منهي عنه، فهذا يفضي إلى اجتماع الأمر والنهي في الفعل الواحد بالاعتبار الواحد، وانه محال، فثبت أن الله تعالى أمر بطاعة أولي الأمر على سبيل الجزم، وثبت أن كل من أمر الله بطاعته على سبيل الجزم وجب أن يكون معصوما عن الخطأ فثبت قطعا أن أولي الأمر المذكور في هذه الآية لا بد وأن يكون معصوما." انتهى

            وهو مايخص مرادنا في اثبات عصمة أولي الامر الذين اوجب الله طاعتهم للقيام بشرائع الدين .
            فبهذا يكون جوهر الموضوع قد شارف على الانتهاء بإثبات ان الامامة هي ركن الدين من شرع الله عزوجل فماكان من شرع الله وجب الايمان به قطعاً والا ليجدوا الهاً اخر يعبدوه ، وان القائم بها يجب ان يكون معصوماً كونه حارس الشريعة وامتداداً طبيعياً للنبي في حفظ هذا الدين. فالخلافات بين المتحاورين لايجب ان تتمحور حول اثبات منصب الامامة وانها من شرع الله فهي مثبوتة عند المذهبين ولن يضرنا جهل اتباع المذهب السني بعقائدهم وتدجين علمائهم لعقولهم ، ولابعصمة القائمين بها فهي ايضاً مقررة لمن يشغل هذا المنصب لكن الاختلاف هو في تعيين هؤلاء الائمة والخلفاء وكيفية اختيارهم.

            وقبل ان اختم موضوعي فسأتطرق بمقدمات سريعة حول تعيين الامام وإشغال هذا المنصب ، فهناك تناقضات عند اهل السنة والجماعة تشبه كثيراً قصة صاحبنا (اُقِر بالدَيْن لكني انكره) فمن جهة يقرّون ان منصب الامامة هو منصب الهي ومع هذا يجعلوا اختيار الذي يشغل هذا المنصب من قِبل الناس ، فقولهم هذا هو بالضبط كمن يقول ان النبوة منصب الهي لكن تعيين الانبياء هو بانتخاب الناس ، وهذا لمن أحبَهُ الله ان يهتدي بهديه كافيا لأن يرفض التعيين السني للخلفاء ، فالله عزوجل يقول في محكم كتابه الكريم
            (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)

            جاء في التفسير الميسر :
            واذكر-أيها النبي- حين اختبر الله إبراهيم بما شرع له من تكاليف, فأدَّاها وقام بها خير قيام. قال الله له: إني جاعلك
            قدوة للناس. قال إبراهيم: ربِّ اجعل بعض نسلي أئمة فضلا منك, فأجابه الله سبحانه أنه لا تحصل للظالمين الإمامةُ في الدين.

            اقول : اذا كان العهد هو عهد الله فكيف يختار البشر المعهود اليه ، أليس مالك الامر هو المتصرف في ان يضع أمره اين يشاء ؟ فمابال اهل السنة هم الذين يعيّنون عهد الله على مَن يقع دون الله عزوجل ؟

            والتناقض الثاني انهم في الوقت الذي يقرّون ان الامام هو حارس الشريعة وحافظ الدين وإن القائم بها هو نائب صاحب الشريعة وإن الذي يقوم بهذا الامر يجب ان يكون معصوماً لان الله عزوجل أمر بطاعته ولايأمر الله بطاعة الا من يجوز عليه الخطأ ، الا اننا نراهم يشرّقون ويغرّبون في إطباق العصمة عليهم ، فيختار الفخر الرازي اهل الحل والعقد ويختار ابن تيمية مجموع الامة انهم هم المعنيين بالعصمة. وهذا اغرب بل اتفه الاقوال . فياترى من يشغل منصب الامامة الكبرى هل هم اهل الحل والعقد أَم ابو بكر ؟ وهل يشغل منصب الامامة الكبرى عمر بن الخطاب أم مجموع الأمة ؟ من هو الامام ابو بكر وعمر أم اهل الحل والعقد ومجموع الامة ؟

            فلماذا هذا التشريق والتغريب اللامعقول خوفاً من أن تقع العصمة على شخص معين مصداقاً لنظرية العصمة عند الشيعة ؟

            لقد اصطدتُ ابن تيمية في مشوار بحثي في نقطتين قلبتها عليه وبالاً :

            الصيدة الاولى :

            ذكر ابن تيمية قول الله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ باللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَاًوِيلاً ))[النساء:59]، ثم قال: (فأمر الله المؤمنين عند التنازع بالرد إلى الله والرسول، ولو كان للناس معصوم غير الرسول صلى الله عليه وسلم لأمرهم بالرد إليه، فدل القرآن على أنه لا معصوم إلا الرسول صلى الله عليه وسلم) منهاج السنة النبوية (1/97)

            وأنا صندوق العمل اقول : بل دل القرآن عندئذ ان اولي الامر يجب ان يكونوا هم المعصومين الذين لايخالفون الله ورسوله لابصغيرة ولابكبيرة :

            - تاريخ اليعقوبي - اليعقوبي ج 2 ص 162 :
            ايام عثمان بن عفان
            ثم استخلف عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبدشمس ، وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس ، وكان عبد الرحمن بن عوف الزهري ، لما توفي عمر ، واجتمعوا للشورى ، سألهم أن يخرج نفسه منها على أن يختار منهم رجلا ، ففعلوا ذلك ، فأقام ثلاثة أيام ، وخلا بعلي بن أبي طالب ، فقال : لنا الله عليك ، إن وليت هذا الامر ، أن تسير فينا بكتاب الله وسنة نبيه وسيرة أبي بكر وعمر . فقال : أسير فيكم بكتاب الله وسنة نبيه ما استطعت .

            فخلا بعثمان فقال له : لنا الله عليك ، إن وليت هذا الامر ، أن تسير فينا بكتاب الله وسنة نبيه وسيرة أبي بكر وعمر . فقال : لكم أن أسير فيكم بكتاب الله وسنة نبيه وسيرة أبي بكر وعمر ، ثم خلا بعلي فقال له مثل مقالته الاولى ، فأجابه مثل الجواب الاول ، ثم خلا بعثمان فقال له مثل المقالة الاولى ، فأجابه مثل ما كان أجابه ، ثم خلا بعلي فقال له مثل المقالة الاولى ، فقال :
            إن كتاب الله وسنة نبيه لا يحتاج معهما إلى إجيرى (أي طريقة) أحد . أنت مجتهد أن تزوي هذا الامر عني . انتهى

            شاهد الكلام من جواب الامام علي عليه السلام لعبد الرحمن ، إن الرجوع الى كتاب الله وسنّة النبي تغني من الرجوع الا ثالث الا اذا كان الثالث يخالفهما فيكون عندئذ غير معصوم بهذه المخالفة ، فدل ان اولي الامر الذين وجب الله طاعتهم هم ممن يسيرون بسنّة الرسول ولايحيدون عنها شعرة وهذا هو معنى العصمة - كما بيّنها الفخر الرازي.

            الصيدة الثانية :

            قال ابن تيمية: (والله تعالى قد ضمن العصمة للأمة، فمن تمام العصمة أن يجعل عدداً من العلماء إن أخطأ الواحد منهم في شيء كان الآخر قد أصاب فيه، حتى لا يضيع الحق، ولهذا: لما كان في قول بعضهم من الخطأ في مسائل، كبعض المسائل التي أوردها، كان الصواب في قول الآخر، فلم يتفق أهل السنة على ضلالة أصلاً) . منهاج السنة (3، 408-409)

            لقد قدّم ابن تيمية أجمل هدية للشيعة في تفسير حديث (لاتجتمع امتي على ضلالة) ومفاده ان الهدى يجب ان يكون عند احد الاطراف او الافراد في أمة محمد بحيث لايصح ان تكون كل امة محمد على ضلال بدون ان يمتلك احد اطرافها ناصية الحق . وهذا هو عين العقل والمنطق فالشيعة تقول ان الامام علي عليه السلام هو الامام مثلاً والسنة يقولوا ابا بكر ، فأحد القولين حق والاخر باطل ولايصح ان يكونا الاثنين على باطل.


            فإبن تيمية كإنما يقول ان الشيعة والسنة كمجموع معصومين لان احد الأجوبة الصحيحة لم يفارقهما ، وبغض النظر عمّن هو الصح ومن هو الخطأ وكيفية تحديده وايهما الاكثرية وايهما الاقلية ، المهم ان الحق موجود عند احد فئات هذا المجموع أياً كان .

            فعلى الرغم من سخافة وتفاهة مفهوم العصمة هذا الا انه تفسير جميل جداً لحديث (لاتجتمع امتي على ضلالة ) يُبطل الاستدلال السني بالحديث لترجيح الكثرة. فشكراً لك يابن تيمية على تهديم اركان مذهب السنة والجماعة.

            نسأل الله العفو والعافية.

            صندوق العمل
            1 رمضان 1430 ه




            الملفات المرفقة

            تعليق


            • #7
              اللهم صلي على محمد وال محمد حياك الله وحفظك لنا
              حقيقة اخي كنت دائما ابحث عن نقاشات في موضوع الامامة لان على الرغم من اهمية هذا الموضوع ويعتبر الاخلاف الاكبر بيننا وبين السنة
              الا اني لم اجد اي موضوع او مقالة تعطي للموضوع ما يستحق
              اتمنى من الله ان اجد نقاشا جديا من قبل الاخوة السنة لهذا الموضوع
              واطلب منك اخي الفاضل ان لا تضيع مجهودك وان لا تناقش الا المستحقين للنقاش من العقلاء اما المشتتين المزعجين قلا تعيرهم اهتمامك
              يرفع الموضوع للادارة رجاء تثبيته مؤقتا لغرض اخذ مساحته من النقاش
              تحياتي

              تعليق


              • #8
                الله يحفظك اخي العزيز ثعلب الصحراء .
                رأيك سديد واتمنى من الاخوة السنة ممن لايجد في نفسه الأهلية العلمية للحوار ان لايستخدم اسلوب المغالطات الخارجية لتشتيت الموضوع وليكتفي بالمتابعة.

                تعليق


                • #9
                  سؤال خفيف لك يا صندوق :

                  أين الأستدلاب بكتاب الله في هذا البحث ؟؟؟

                  تعليق


                  • #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة أبو خالد الظاهري
                    سؤال خفيف لك يا صندوق :

                    أين الأستدلاب بكتاب الله في هذا البحث ؟؟؟
                    هل قرات الموضوع ؟؟؟
                    لو كنت قراته ستجد ردا على سؤالك هذا بالتحديد
                    بدانا بالمشاركات التي تحاول حرف الموضوع بدل النقاش العلمي

                    تعليق


                    • #11
                      الاخ ابو خالد
                      الرجاء إن لم تعِ ماموجود في الموضوع ولم تستطيع فهمه أن تتركه لغيرك.
                      فهناك حد ادنى يجب ان يمتلكه المحاور في فهم الموضوع الذي يريد الحوار به ، فإن لم تفهم ماجاء في الموضوع فأنت لاتمتلك المؤهل للحوار فيه.

                      فبدون تشويش على الموضوع إما ان تستعرض استشكالك او تترك الموضوع او الادارة موجودة ولن اتوانى عن طلب طرد اي عضو يحاول تخريب مواضيعنا.

                      وإن لم تقبل بما قلت فافتح موضوع اطلبني فيه لحوارك بدل من تشتيتك لهذا الموضوع.

                      تعليق


                      • #12
                        الغالي صندوق

                        أنا فقط سألت سؤالا خفيفا قبل الخوص في موضوعك نقاطا نقاطا هداني الله تعالى واياك

                        فهلا أجبتني لنكمل الحوار وفقك الله ؟؟

                        تعليق


                        • #13
                          امامك خير وبركة من الايات - فحدد مطلبك بالضبط

                          تعليق


                          • #14
                            اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم

                            بما ان الموضوع من ااعداد اسد الكرار "صندوق العمل" فأعانكم الله ياسلفية فوربكم لهي مذبحة عظمى لكم !!

                            مجهود وربُ البيت يجعل الانسان ينحني انحناء احترام لصاحبه فوربُ البيت الحرام لهو عمل يسر النفس ويدخل عليها
                            السرور لهذه المجهودات في الدفاع والذود عن حياض المذهب من شبهات اتباع الشاب الامرد .

                            ولهذا نتمنى من الادارة الكريمة ان تدخل طرفاً في الحوار وتنضمه فمن الظلم ان يأتي بعض اتباع الشاب الامرد
                            ويحرفون الموضوع ويذهبون هذا الجهد الكبير للاستاذ صندوق العمل هباءاً منثورا ..

                            ابو خالد لااعلم كيف تقرا الموضوع فانت تسأل عن الاستشهاد بآلآيات القرأنية ولكن يبدو يااخونا الفاضل
                            لم ترى الايات واستدلال الاستاذ صندوق العمل بها !!



                            نتمنى ان نرى حوارا من لآئقاً من المخالفين ,,

                            نسألكم الدعاااء

                            تعليق


                            • #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة ولائي للعتره
                              اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم

                              بما ان الموضوع من ااعداد اسد الكرار "صندوق العمل" فأعانكم الله ياسلفية فوربكم لهي مذبحة عظمى لكم !!

                              مجهود وربُ البيت يجعل الانسان ينحني انحناء احترام لصاحبه فوربُ البيت الحرام لهو عمل يسر النفس ويدخل عليها
                              السرور لهذه المجهودات في الدفاع والذود عن حياض المذهب من شبهات اتباع الشاب الامرد .

                              ولهذا نتمنى من الادارة الكريمة ان تدخل طرفاً في الحوار وتنضمه فمن الظلم ان يأتي بعض اتباع الشاب الامرد
                              ويحرفون الموضوع ويذهبون هذا الجهد الكبير للاستاذ صندوق العمل هباءاً منثورا ..

                              ابو خالد لااعلم كيف تقرا الموضوع فانت تسأل عن الاستشهاد بآلآيات القرأنية ولكن يبدو يااخونا الفاضل
                              لم ترى الايات واستدلال الاستاذ صندوق العمل بها !!



                              نتمنى ان نرى حوارا من لآئقاً من المخالفين ,,

                              نسألكم الدعاااء
                              الله يحفظك اخي العزيز ولائي للعترة
                              كلماتك تخجلني
                              اتمنى ان ابقى عند حسن ظنك دائما
                              ونستعين بالله على امرنا

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X