وبالله نستعين
عن الامام علي
انه قال: يا كميل إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها . فاحفظ عني ما أقول لك الناس ثلاثة : فعالم رباني ، ومتعلم على سبيل نجاة ، وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح ، لم يستضيئوا بنور العلم ، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق.
******

******
يعتبر موضوع الامامة من اكثر واهم المواضيع التي قُتلِت بحثاً على مر الاجيال والعصور ، فليس غريباً ان يحتل الموضوع الصدارة في الحوارات المذهبية على الانترنت منذ انطلاقة ثورة الاتصالات على الشبكة العنكبوتية نهاية القرن الماضي. ومما يميّز هذه المرحلة من مراحل تاريخ الحوارات المذهبية ان الذي حمل على عاتقه طرح هذا الاستشكالات هم ممن لايملكوا أهليّة علمية ومعرفية تؤهلهم لهذا الطرح ، فأغلبهم هم ممن ينعقون وراء كل ناعق لايعرفوا مافي بطون امهات كتبهم ولا في اقوال الراسخين في العلم من أبناء مذهبهم . فقررت ان اكتب هذا الموضوع الذي يُسلّط الضوء على المسألة من زاوية ربما ندر النظر من جهتها. وباعتقادي ان هذه الزاوية هي الافضل ان يرد من خلالها الشيعة على السنّة مثل هذه الاستشكالات .
ولعل القاريء الجاهل بأمور الدين سينصدم من اقوال علمائه التي غيّبوها عنه ليستطيع هؤلاء العلماء الاستمرار في تضليلهم اياه بدون تشويش يُفسد عليهم قيادة الناس ضمن مفهوم العقل الجمعي - الذي تشير اليه الاية المباركة (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ) ومفاد هذا المفهوم ، ان تخطط القيادة لفكرة ما فيقوم الهمج الرعاع بترديدها بلا تفكر.
- ان زعامة الناس كرئيس او كملك الدولة كمفهوم ينقسم الى قسمين : مَنصِب + مُنَصّب.
فنقول ان منصِب الملك او منصب رئيس الجمهورية هو اعلى سلطة تقود البلاد ، وهذا المنصب (يشغله) اناس يُسمون بعد شغلهم اياه بالملك او رئيس الجمهورية كملك السعودية عبدالله ورئيس الجمهورية السورية بشار الاسد ورئيس امريكا او باميا
، فالمنصب ثابت لايتغير وانما يتبدل من يشغله حسب التتابع الزمني.
وهذا التقسيم هو نفسه موجود بالنبوة والامامة ، اذ ان هناك منصب يُدعى (النبوة) او (الامامة) وهناك من يشغل هذا المنصب وهم (الانبياء) و (الائمة-الخلفاء) ، وسنتطرق الى القسمين.
1- الامامة كمنصب الهي:
لم يختلف الشيعة والسنة بأن الامامة هي منصب الهي ، ولعل هذه هي المفاجأة التي لم يتوقعها الاعم الاغلب من اهل السنة لانهم جهلة بما في كتبهم وحاولت قياداتهم ان تبقيهم على جهلهم وضلالهم.
يقول اشهر مفسّر للقرآن في مذهب اهل السنة والجماعة ممن يؤخذ منه تفسير القرآن كأحد الراسخين في العلم عند اهل السنة والجماعة - القرطبي :
تفسير القرطبي - القرطبي ج 1 ص 263 :
قوله تعالى : " إني جاعل في الارض خليفة"
...
الرابعة - هذه الآية أصل في نصب إمام وخليفة يسمع له ويطاع ، لتجتمع به الكلمة ، وتنفذ به أحكام الخليفة . ولا خلاف في وجوب ذلك بين الامة ولا بين الائمة إلا ما روي عن الاصم حيث كان عن الشريعة أصم ، وكذلك كل من قال بقوله واتبعه على رأيه ومذهبه ، قال : إنها غير واجبة في الدين بل يسوغ ذلك ، وأن الامة متى أقاموا حجهم وجهادهم ، وتناصفوا فيما بينهم ، وبذلوا الحق من أنفسهم ، وقسموا الغنائم والفئ والصدقات على أهلها ، وأقاموا الحدود على من وجبت عليه ، أجزأهم ذلك ، ولا يجب عليهم أن ينصبوا إماما يتولى ذلك . ودليلنا قول الله تعالى : " إني جاعل في الارض خليفة " [ البقرة : 30 ] ، وقوله تعالى : " يا داود إنا جعلناك خليفة في الارض " [ ص : 26 ] ، وقال : " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض " [ النور : 55 ] أي يجعل منهم خلفاء ، إلى غير ذلك من الآي .
وأجمعت الصحابة على تقديم الصديق بعد اختلاف وقع بين المهاجرين والانصار في سقيفة بني ساعدة في التعيين ، حتى قالت الانصار : منا أمير ومنكم أمير ، فدفعهم أبو بكر وعمر والمهاجرون عن ذلك ، وقالوا لهم : إن العرب لا تدين إلا لهذا الحي من قريش ، ورووا لهم الخبر في ذلك ، فرجعوا وأطاعوا لقريش .
فلو كان فرض الامامة غير واجب لا في قريش ولا في غيرهم لما ساغت هذه المناظرة والمحاورة عليها ، ولقال قائل : إنها ليست بواجبة لا في قريش ولا في غيرهم ، فما لتنازعكم وجه ولا فائدة في أمر ليس بواجب ثم إن الصديق رضي الله عنه لما حضرته الوفاة عهد إلى عمر في الامامة ، ولم يقل له أحد هذا أمر غير واجب علينا ولا عليك ،فدل على وجوبها وأنها ركن من أركان الدين الذي به قوام المسلمين ، والحمد لله رب العالمين .
(انتهى)
ماذا قال القرطبي اشهر مفسري أهل السنة ؟
قال :
1- هذه الآية أصل في نصب إمام
2- هذه الآية أصل في نصب إمام
3- فلو كان فرض الامامة غير واجب
4- عهد إلى عمر في الامامة
5- فدل على وجوبها
6- أنها ركن من أركان الدين الذي به قوام المسلمين.
فها هو القرطبي يبيّن من بطن القرآن ان الامامة هي ركن واجب من اركان الدين. وهو نص قول الشيعة في ذلك ، فدل ان الشيعة والسنة لايختلفوا في اصل الامامة انها منصب الهي اقره القرآن ، فلماذا كل هذا التهريج من قِبل الجانب السني في مسألة الامامة في الوقت الذي يقر بالامامة علمائهم وانه لا خلاف في وجوب ذلك بين الامة ولا بين الائمة؟
وكما ذكرت انفا ، ان علم القرآن يؤخذ من الراسخين في العلم :
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [النحل : 43]
التفسير الميسر:
وما أرسلنا في السابقين قبلك -أيها الرسول- إلا رسلا من الرجال لا من الملائكة, نوحي إليهم, وإن كنتم -يا مشركي قريش- لا تصدقون بذلك فاسألوا أهل الكتب السابقة, يخبروكم أن الأنبياء كانوا بشرًا, إن كنتم لا تعلمون أنهم بشر. والآية عامة في كل مسألة من مسائل الدين, إذا لم يكن عند الإنسان علم منها أن يسأل من يعلمها من العلماء الراسخين في العلم .
والقرطبي من ارسخ الراسخين عندكم في فهم القرآن.
والذي يؤكد ايضا على ان الامامة واجبة في الشرع :-
- ان زعامة الناس كرئيس او كملك الدولة كمفهوم ينقسم الى قسمين : مَنصِب + مُنَصّب.
فنقول ان منصِب الملك او منصب رئيس الجمهورية هو اعلى سلطة تقود البلاد ، وهذا المنصب (يشغله) اناس يُسمون بعد شغلهم اياه بالملك او رئيس الجمهورية كملك السعودية عبدالله ورئيس الجمهورية السورية بشار الاسد ورئيس امريكا او باميا

وهذا التقسيم هو نفسه موجود بالنبوة والامامة ، اذ ان هناك منصب يُدعى (النبوة) او (الامامة) وهناك من يشغل هذا المنصب وهم (الانبياء) و (الائمة-الخلفاء) ، وسنتطرق الى القسمين.
1- الامامة كمنصب الهي:
لم يختلف الشيعة والسنة بأن الامامة هي منصب الهي ، ولعل هذه هي المفاجأة التي لم يتوقعها الاعم الاغلب من اهل السنة لانهم جهلة بما في كتبهم وحاولت قياداتهم ان تبقيهم على جهلهم وضلالهم.
يقول اشهر مفسّر للقرآن في مذهب اهل السنة والجماعة ممن يؤخذ منه تفسير القرآن كأحد الراسخين في العلم عند اهل السنة والجماعة - القرطبي :
تفسير القرطبي - القرطبي ج 1 ص 263 :
قوله تعالى : " إني جاعل في الارض خليفة"
...
الرابعة - هذه الآية أصل في نصب إمام وخليفة يسمع له ويطاع ، لتجتمع به الكلمة ، وتنفذ به أحكام الخليفة . ولا خلاف في وجوب ذلك بين الامة ولا بين الائمة إلا ما روي عن الاصم حيث كان عن الشريعة أصم ، وكذلك كل من قال بقوله واتبعه على رأيه ومذهبه ، قال : إنها غير واجبة في الدين بل يسوغ ذلك ، وأن الامة متى أقاموا حجهم وجهادهم ، وتناصفوا فيما بينهم ، وبذلوا الحق من أنفسهم ، وقسموا الغنائم والفئ والصدقات على أهلها ، وأقاموا الحدود على من وجبت عليه ، أجزأهم ذلك ، ولا يجب عليهم أن ينصبوا إماما يتولى ذلك . ودليلنا قول الله تعالى : " إني جاعل في الارض خليفة " [ البقرة : 30 ] ، وقوله تعالى : " يا داود إنا جعلناك خليفة في الارض " [ ص : 26 ] ، وقال : " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض " [ النور : 55 ] أي يجعل منهم خلفاء ، إلى غير ذلك من الآي .
وأجمعت الصحابة على تقديم الصديق بعد اختلاف وقع بين المهاجرين والانصار في سقيفة بني ساعدة في التعيين ، حتى قالت الانصار : منا أمير ومنكم أمير ، فدفعهم أبو بكر وعمر والمهاجرون عن ذلك ، وقالوا لهم : إن العرب لا تدين إلا لهذا الحي من قريش ، ورووا لهم الخبر في ذلك ، فرجعوا وأطاعوا لقريش .
فلو كان فرض الامامة غير واجب لا في قريش ولا في غيرهم لما ساغت هذه المناظرة والمحاورة عليها ، ولقال قائل : إنها ليست بواجبة لا في قريش ولا في غيرهم ، فما لتنازعكم وجه ولا فائدة في أمر ليس بواجب ثم إن الصديق رضي الله عنه لما حضرته الوفاة عهد إلى عمر في الامامة ، ولم يقل له أحد هذا أمر غير واجب علينا ولا عليك ،فدل على وجوبها وأنها ركن من أركان الدين الذي به قوام المسلمين ، والحمد لله رب العالمين .
(انتهى)
ماذا قال القرطبي اشهر مفسري أهل السنة ؟
قال :
1- هذه الآية أصل في نصب إمام
2- هذه الآية أصل في نصب إمام
3- فلو كان فرض الامامة غير واجب
4- عهد إلى عمر في الامامة
5- فدل على وجوبها
6- أنها ركن من أركان الدين الذي به قوام المسلمين.
فها هو القرطبي يبيّن من بطن القرآن ان الامامة هي ركن واجب من اركان الدين. وهو نص قول الشيعة في ذلك ، فدل ان الشيعة والسنة لايختلفوا في اصل الامامة انها منصب الهي اقره القرآن ، فلماذا كل هذا التهريج من قِبل الجانب السني في مسألة الامامة في الوقت الذي يقر بالامامة علمائهم وانه لا خلاف في وجوب ذلك بين الامة ولا بين الائمة؟
وكما ذكرت انفا ، ان علم القرآن يؤخذ من الراسخين في العلم :
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ [النحل : 43]
التفسير الميسر:
وما أرسلنا في السابقين قبلك -أيها الرسول- إلا رسلا من الرجال لا من الملائكة, نوحي إليهم, وإن كنتم -يا مشركي قريش- لا تصدقون بذلك فاسألوا أهل الكتب السابقة, يخبروكم أن الأنبياء كانوا بشرًا, إن كنتم لا تعلمون أنهم بشر. والآية عامة في كل مسألة من مسائل الدين, إذا لم يكن عند الإنسان علم منها أن يسأل من يعلمها من العلماء الراسخين في العلم .
والقرطبي من ارسخ الراسخين عندكم في فهم القرآن.
والذي يؤكد ايضا على ان الامامة واجبة في الشرع :-
- تاريخ ابن خلدون - ابن خلدون ج 1 ص 191 :
ثم إن نصب الامام واجب قد عرف وجوبه في الشرع بإجماع الصحابة والتابعين لان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند وفاته بادروا إلى بيعة أبي بكر رضي الله عنه وتسليم النظر إليه في أمورهم وكذا في كل عصر من بعد ذلك ولم تترك الناس فوضى في عصر من الاعصار واستقر ذلك إجماعا دالا على وجوب نصب الامام. انتهى
ثم إن نصب الامام واجب قد عرف وجوبه في الشرع بإجماع الصحابة والتابعين لان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند وفاته بادروا إلى بيعة أبي بكر رضي الله عنه وتسليم النظر إليه في أمورهم وكذا في كل عصر من بعد ذلك ولم تترك الناس فوضى في عصر من الاعصار واستقر ذلك إجماعا دالا على وجوب نصب الامام. انتهى
(يُتبع)
تعليق