بسم الله الرحمن الرحيم
الزميل النفيس أنت لا تستحق أن يضيع الإنسان وقته بالرد على ترهاتك لهذا ساقول بتلخيص الموضوع ليكون واضحا
المعجزات والكرامات
تارة يوجدها الله عز وجل لنبيه دون دعاء منه كمعجزة ناقة صالح عليه السلام
وتارة أخرى يوجدها الله سبحانه وتعالى بدعاء من النبي كآية المائدة للنبي عيسى عليه السلام
وثالثة يقدر الله تعالى نبيه أو أوليائه على فعل المعجزة بحيث هم من يقوم بالأمر الخارق للعادة بإذن الله تعالى كإنطاق الحجر أو أمر الشجرة بأن تنقلع من جذورها وغير ذلك للنبي محمد صلى الله عليه وآله
وكلامنا واختلافنا في الأمر الثالث
فهل هذا الأمر ممكن و واقع أم أنه ممكن لكن غير واقع، أم أنه من الأساس ليس بممكن فضلا أن يكون قد وقع؟
ما ندعيه نحن أن هذا النحو من المعاجز واقع لا فقط ممكن
وايات كثيرة تثبت وقوع ذلك
كإحياء الموتى أو شفاء المرضى أو الإتيان بشيء بطرفة عين أو غير ذلك مما صرح الأنبياء أو الأولياء بفعل ذلك
بينما زميلنا السلفي النفيس يقول أن الله سبحانه وتعالى لم يقدر انبيائه و أوليائه على فعل المعجزات والكرامات
وفي ردنا عليه نقول أن القران الكريم بشكل صريح و واضح يكذبه ،
كما أن علماء الوهابية والسنة إضافة إلى علماء الشيعة يخطئونه أو يكذبونه بإنكاره ذلك ، وقد ذكرت في مشاركة سابقة
المشاركة الأصلية بواسطة naji1
كما أن علماء الوهابية والسنة أثبتوا ذلك للسحرة و للدجال كما أنهم صرحوا بوقوع ذلك للأنبياء والأولياء
فهذا صحيح مسلم وكذا غيره من الصحاح يروون أن الدجال يأمر السماء فتمطر وللأرض فتنبت كما يأمر خربة فتخرج كنوزها ثم يقتل إنسان فيحيه
" فيأتي على القوم فيدعوهم ، فيؤمنون به ويستجيبون له . فيأمر السماء فتمطر . والأرض فتنبت . فتروح عليهم سارحتهم ، أطول ما كانت ذرا ، وأسبغه ضروعا ، وأمده خواصر . ثم يأتي القوم . فيدعوهم فيردون عليه قوله . فينصرف عنهم . فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم . ويمر بالخربة فيقول لها : أخرجي كنوزك . فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل . ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا . فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه . يضحك ...
الراوي: النواس بن سمعان الكلابي المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2937
وها هو المازروي يثبت بأن العقل لا ينكر أن يخرق الساحر العادة ببعض التعاويذ التي يتكلم بها
ففي فتح الباري شرح صحيح البخاري - كتاب الطب - إثبات السحر
وقال المازري : جمهور العلماء على إثبات السحر وأن له حقيقة ، ونفى بعضهم حقيقته وأضاف ما يقع منه إلى خيالات باطلة وهو مردود لورود النقل بإثبات السحر ،ولأن العقل لا ينكر أن الله قد يخرق العادة عند نطق الساحر بكلام ملفق أو تركيب أجسام "
أم ابن تيمية فلم يكتفي بإثبات قدرة الأنبياء على إحياء الموتى بل اثبت ذلك لبعض الصالحين فقال
كتاب النبوات ص 298..بن تيمية
"وقد يكون إحياء الموتى على يد أتباع الأنبياء كما وقع لطائفة من هذه الأمة"
وأيضا
النبوات - ابن تيميه - ص 218
فكرامات الصالحين هي مستلزمة لصدقهم في قولهم ان محمد رسول ولثبوت نبوته فهي من جملة آيات الانبياء وآياتهم وما خصهم الله به لا يكون لغير الانبياء واذا قال القائل معجزات الانبياء وآياتهم وما خصهم الله به فهذا كلام مجمل فانه لا ريب أن الله خص الانبياء بخصائص لا توجد لغيرهم ولا ريب ان من آياتهم ما لا يقدر ان يأتي به غير الانبياء بل النبي الواحد له آيات لم يأت بها غيره من الانبياء كالعصا واليد لموسى وفرق البحر فإن هذا لم يكن لغير موسى وكانشقاق القمر والقرآن وتفجير الماء من بين الأصابع وغير ذلك من الآيات التي لم تكن لغير محمد من الانبياء وكالناقة التي لصالح فإن تلك الآية لم يكن مثلها لغيره وهو خروج ناقة من الارض بخلاف احياء الموتى فانه اشترك فيه كثير من الانبياء بل ومن الصالحين"
كما أن النووي وابن حجر يثبتون أن إحياء الأوليا للموتى ليس فقط على وجه الدعاء
ويقول النووي في شرح بعض أحاديث صحيح مسلم ... ومنها إثبات كرامات الأولياء وهو مذهب أهل السنة خلافاً للمعتزلة ، وفيه أنّ كرامات الأولياء قد تقع باختيارهم وطلبهم ، وهذا هو الصحيح عند أصحابنا المتكلمين ، ومنهم من قال لا تقع باختيارهم وطلبهم ، وفيه أنّ الكرامات قد تكون بخوارق العادات على جميع أنواعها ، ومنعه بعضهم وادعى أنها تختص بمثل إجابة دعاء ونحوه ، وهذا غلط من قائله وإنكار للحس ، بل الصواب جريانها بقلب الأعيان وإحضار الشيء من العدم ونحوه . شرح صحيح مسلم للنووي ج11 ص 108
ويقول ابن حجر الهيتمي :
"ثم الصحيح أنهم ينتهون إلى إحياء الموتى خلافاً لأبي القاسم القشيري ، ومن ثم قال الزركشي : ما قاله ضعيف ، والجمهور على خلافه ، وقد أنكر عليه حتى ولده أبو نصر في كتابه المرشد ، فقال عقب تلك المقالة : والصحيح تجويز جملة خوارق العادات كرامة للأولياء ، وكذا في إرشاد إمام الحرمين ، وفي شرح مسلم للنووي تجوز الكرامات بخوارق العادات على اختلاف أنواعها ، وخصها بعضهم بإجابة دعوة ونحوها ، وهذا غلط من قائله وإنكار للحس ، بل الصواب جريانها بانقلاب الأعيان ونحوه . "
الفتاوى الحديثية ص 108 .
بل ابن تيمية يثبت أن في قبور الأنبياء والصالحين من كرامة الله ورحمته وما لها عند الله من الحرمة والكرامة فوق ما يتوهمه
في اقتضاء الصراط المستقيم ص 195:
((وكذلك سؤال بعضهم للنبي صلى الله عليه وسلم أو لغيره من أمته حاجته فتقضى له فإن هذا قد وقع كثيرا وليس هو مما نحن فيه
وعليك أن تعلم أن إجابة النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره لهؤلاء السائلين ليس مما يدل على استحباب السؤال فإنه هو القائل صلى الله عليه وسلم إن أحدكم ليسألني مسألة فأعطيه إياها فيخرج بها يتأبطها نارا فقالوا يا رسول الله فلم تعطيهم قال يأبون إلا أن يسألوني ويأبى الله لي البخل
وأكثر هؤلاء السائلين الملحين لما هم فيه من الحال لو لم يجابوا لاضطرب إيمانهم كما أن السائلين له في الحياة كانوا كذلك وفيهم من أجيب وأمر بالخروج من المدينة
فهذا القدر إذا وقع يكون كرامة لصاحب القبر أما أنه يدل على حسن حال السائل فلا فرق بين هذا وهذا
فإن الخلق لم ينهوا عن الصلاة عند القبور واتخاذها مساجد استهانة بأهلها بل لما يخاف عليهم من الفتنة وإنما تكون الفتنة إذا انعقد سببها فلولا أنه قد يحصل عند القبور ما يخاف الافتتان به لما نهي الناس عن ذلك
وكذلك ما يذكر من الكرامات وخوارق العادات التي توجد عند قبور الأنبياء والصالحين مثل نزول الأنوار والملائكة عندها وتوقي الشياطين والبهائم لها واندفاع النار عنها وعمن جاورها وشفاعة بعضهم في جيرانه من الموتى واستحباب الاندفان عند بعضهم وحصول الأنس والسكينة عندها ونزول العذاب بمن استهان بها فجنس هذا حق ليس مما نحن فيه وما في قبور الأنبياء والصالحين من كرامة الله ورحمته وما لها عند الله من الحرمة والكرامة فوق ما يتوهمه أكثر الخلق لكن ليس هذا موضع تفصيل ذلك ))
وبهذا وبغيره أثبتنا أن الله سبحانه وتعالى قد أقدار بعض أنبيائه وأوليائه فعل المعجزة والكرامة لا فقط من جهة الدعاء
تعليق