إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

شبهة إجبار الامام علي على التحكيم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شبهة إجبار الامام علي على التحكيم

    السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ...

    الموضوع يتحدث عن شبهة إجبار أهل النهروان الإمام علي على التحكيم ............. الموضوع منقول ...........


    وأول قضية أحب أن أفندها هي الإدعاء بأن أهل النهروان أناس سذج من أجلاف الأعراب لا يفقهون إلا لغة الحديد والنار؟!! فالعقل والمنطق والحق والأمانة التي لو تجردنا من مورثاتنا الفكرية لضفرنا بها تقول: أنه لا يمكن لهؤلاء القراء أن يكونوا بهذه السذاجة التي تدعيها تلك الروايات الباطلة القائلة بأنهم هم من اجبر الإمام علي على التحكيم!!، فقط انظر إلى أسمهم ((القـــــراء)) وستجيبك هذه التسمية على كل الافتراءات التي حاول كتاب التاريخ وسمهم بها.

    هل تعرف ماذا تعني كلمة (( القـــراء )) ؟!! إليك الجواب من فطاحل التاريخ والحديث :

    قال ابن خلدون في شرحه لمعنى لكلمة القراء:
    ".. ثم إن الصحابة كلهم لم يكونوا أهل فتيا ولا كان الدين يؤخذ عن جميعهم. وإنما كان ذلك مختصاً بالحاملين للقرآن العارفين بناسخه ومنسوخه ومتشابهه ومحكمه وسائر دلالته بما تلقوه من النبي صلى الله عليه وسلم أو ممن سمعه منهم ومن عليتهم. وكانوا يسموّن لذلك القراء أي الذين يقرأون الكتاب لأن العرب كانوا أمة أمية. فاختص من كان منهم قارئاً للكتاب بهذا الاسم لغرابته يومئذ. وبقي الأمر كذلك صدر الملة.. وكمل الفقه وأصبح صناعة وعلماً فبُدِّلوا باسم الفقهاء والعلماء من القراء.."( انظر المقدمة، ص563-564).

    وقال في موضع آخر: " والقوم يومئذ عرب لم يعرفوا أمر التعليم والتأليف والتدوين ولا دُفعوا إليه ولا دعتهم إليه حاجة. وجرى الأمر على ذلك زمن الصحابة والتابعين وكانوا يسمون المختصين بحمل ذلك ونقله إلى القراء أي الذين يقرأون الكتاب وليسوا أميين لأن الأمية يومئذ صفة عامة في الصحابة بما كانوا عرباً فقيل لحملة القرآن يؤمئذ قرّاءٌ إشارة إلى هذا. فهم قرّاءٌ لكتاب الله والسنة المأثورة عن [رسول] الله لأنهم لم يعرفوا الأحكام الشرعية إلا منه ومن الحديث الذي هو في غالب موارده تفسير له وشرح " ( انظر المقدمة، ص 747 ).

    وقول ابن خلدون هذا له شواهد كثيرة من كتب السنة نذكر منها مثالاً واحداً من صحيح الإمام مسلم:
    "حدثني محمد بن حاتم حدثنا عفان حدثنا حماد أخبرنا ثابت عن أنس بن مالك قال جاء ناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: أن ابعث معنا رجالا يعلمونا القرآن والسنة فبعث إليهم سبعين رجلا من الأنصار يقال لهم القراء فيهم خالي حرام يقرؤون القرآن ويتدارسون بالليل يتعلمون وكانوا بالنهار يجيئون بالماء فيضعونه في المسجد ويحتطبون فيبيعونه ويشترون به الطعام لأهل الصفة وللفقراء فبعثهم النبي صلى الله عليه وسلم إليهم فعرضوا لهم فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان فقالوا اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا قال وأتى رجل حراما، خال أنس، من خلفه فطعنه برمح حتى أنفذه، فقال حرام فزت ورب الكعبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه إن إخوانكم قد قتلوا وإنهم قالوا اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا " (المنهاج- شرح صحيح مسلم بن الحجاج- الرواية :4894، م7،ج13/ص49)

    فإذا أدركت ذلك علمت أن من كانت هذه عقليته لا يمكن أن يتصور أن يكون بتلك السذاجة التي تحاول كتب التاريخ وصمه بها، أضف إلى ذلك الرواية الصحيحة السند التي ذكرها الإمام أحمد والتي ذكرها الأستاذ علي بن محمد الحجري في كتابه "الإباضية ومنهجية البحث" ص 180-184 جاء فيها :

    عن أبي وائل شقيق بن سلمة ما نصه: " قال: كنا بصفين فلما استحر القتل بأهل الشام اعتصموا بتل فقال عمرو بن العاص لمعاوية أرسل إلى علي بمصحف وادعه إلى كتاب الله فإنه لن يأبى عليك فجاء به رجل فقال بيننا وبينكم كتاب الله (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون) فقال علي: نعم أنا أولى بذلك بيننا وبينكم كتاب الله قال فجاءته الخوارج ونحن ندعوهم يومئذ القراء وسيوفهم على عواتقهم فقالوا يا أمير المؤمنين ما ننتظر بهؤلاء القوم الذين على التل ألا نمشي إليهم بسيوفنا حتى يحكم الله بيننا وبينهم … "انظر الإمام أحمد (المسند الرواية : 15408) والنسائي ( السنن الكبرى 6/463 ) وابن أبي شيبة ( 15 /317 ) وأبي يعلى ( المسند 1 / 364 ).

    حتى إن الدكتور حسين عبيد غانم غباش وهو شافعي من السنة قال بعد أن ذكر رواية القلهاتي (العالم الإباضي) والتي يتفق معناها مع معنى رواية الإمام أحمد هذه ما نصه: (هذه الرواية للوقائع تعيد وضع مجموعة من كتابات مؤرخين مسلمين غير إباضيين، وعلى الأخص ما يدعيّ منها أن الخوارج شجعوا علياً على قبول مبدأ التحكيم، موضع المساءلة ، بل ويدحضها.) " انظر عمان الديمقراطية الإسلامية، ص 53 "

    هكذا يكون التجرد من المذهبية وهكذا تكون النظرة الشمولية .



  • #2
    قضية التحكيم :

    تقول روايات المؤرخين – خصوم أهل النهروان – ما مضمونه: ( إن أهل النهروان قالوا له: (لا حكم إلا لله وان عليا حكم الرجال في حكم الله)، ورد ابن عباس أن الله في كتابه أمر بالتحكيم في حالات، وهي قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما ليذوق وبال أمره عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام} المائدة 95، وقوله تعالى {وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا} النساء35.

    من هاتين الآيتين انطلق ابن عباس ليثبت لهم جواز التحكيم في الإمامة، فإذا كان الله قد حكم في الرجال في شأن يسير، ليمنع الشقاق بين الزوجين، أفلا يجوز تحكيم الرجال منعا لشقاق في صفوف الأمة، وحقنا للدماء؟!!)اهـ.


    ونحن نقول: لماذا لم تورد مصادر التاريخ رد اهل النهروان أو القراء – أهل الحكمة والعلم كما وصفتهم رواية مسلم وأحمد وابن خلدون – على حجة ابن عباس؟ هل فعلا أفحمهم بهذه الحجة أم انهم كانوا مسلحين بإجابات قاصمة لهذه الحجج؟!! تعالوا بنا لنرى ردهم الذي بدد هذه الحيرة التي وقع فيها البعض، وذلك منقولا من كتب الإباضية ورثة أهل النهروان.


    الرد الأول:


    قالوا له : لقد جعل تعالى حد الزاني والزانية الجلد والرجم وحد شارب الخمر الجلد والتعزير وحد السارق قطع يده، وجعل حد الفئة الباغية قتالها إلى أن تؤوب إلى الحق، وجعل حكم اختصام الزوجين أن يحكم اثنين من أهليهما، وحكم من أصطاد في الحرم أن يحكم اثنان ذوا عدل أليس كذلك؟


    الجواب لا محالة : نعم


    قالوا له: إذا افترضنا جواز تحكيم حكمين في أمر قتال الفئة الباغية، فمعنى ذلك جواز تحكيم حكمين في أمر قطع يد السارق وجلد الزاني ورجمه إلى غيرها من الحدود، فتكون بذلك حدود الله معلقة بحكم الرجال وليس لها معنى، وهذا لا يجوز في شرع الله، فكيف يسيغ لعلي أن يوقف حد من حدود الله ويحكم فيه الرجال؟!!


    أليس هذا خلطا في الحدود والأحكام؟!! الله تعالى جعل حكم السرقة قطع اليد وحكم إختلاف الزوجين التحكيم فهل يجوز أن أحكم أثنين في حد السارق؟!! بالطبع لا يجوز فكيف يجوز أن أوقف حد قتال الفئة الباغية وأحكم فيه رجلين؟!!


    العقل والمنطق الواقف على حدود الله وشريعته يقول بأنه: لا يجوز.


    ثم قالوا له: في تحكيم الحكمين في قتل صيد الحرم: هل يجوز أن يكون أحدهما أو كليهما ممن يقول بجواز صيده – والله تعالى يحرم الصيد – فهل يجوز أن نأتي بواحد أو أثنين كافرين بحكم الله؟!!


    الجواب: طبعا لا يجوز لأن الله تعالى قال: {فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صيام ليذوق وبال أمره} فمن كفر بهذا الحكم ورده لا يجوز تحيكمه أبدا .


    إذا كان عمرو بن العاص يرى استحلال دماء المسلمين وحرم ما أحل الله من قتال من بغى على المسلمين وتولى من عادى الله وعادى المسلمين، فعلي بتحيكمه عمرو بن العاص قد حكم فيمن قتل الصيد وهو محرم من يعتقد انه لا يحرم قتل الصيد في الحرم ولا يحرم قتل الصيد في الحلّ على المحرم.


    فهل هذا يجوز ؟!! بالطبع لا ولا يقبله عاقل.


    أليس أبو موسى الأشعري كان شاكا في قتال معاوية – الفئة الباغية – وكان يخذل الناس عن القتال فهو كعمرو بن العاص أو قل أنه متشكك في حكم من قتل صيد الحرم، فهل يجوز تحكيم مثله؟!!


    بالطبع لا يجوز.


    فالخاتمة أن عليا حكم في دماء المسلمين من كان يعتقد جواز استباحتها وانتهاك حرمتها ومن كان يحارب الله وإمام المسلمين ومن كان يوالي حزب الشيطان والفئة الباغية على المسلمين، وهذا طبعا لا يجوز ولا يمكن أن يقبل به عاقل.


    يتبع بإذن الله :-

    تعليق


    • #3
      الرد الثاني:

      ولو جئنا لما ذكروه من قوله تعالى {فإن خفتم شقاق بينهما} إلى قوله تعالى {يوفق الله بينهما}


      قالوا لابن عباس: فاخبرنا عن رجل عنده يهودية أو نصرانية وكان بينهما اختلاف ومنازعة هل ينبغي له – أي علي – ولمن حضر من المسلمين أن يدعوا اليهود أو النصارى يحكمونهم بما هم به كافرون من أحكام المؤمنين؟!!


      قال ابن عباس: لا.


      قالوا: كيف حكم علي عمرو بن العاص وهو يكفر بما حكمه فيه ويستحل ما حرم الله من دماء المسلمين ويدين بغير دينهم ويوالي من عادوا ويعادي من والوا، فنذكرك بالله هل يسع عليا هذا؟!!


      قال : لا يجوز هذا لمن فعله ولا يسعه.


      الرد الثالث:


      ثم قال القراء لابن عباس: أن عليا تخلى عن اسم الإمارة وجعل منصب الخلافة مساواة بينه وبين معاوية وجعل أمر الإمامة بيد من حارب الله وجماعة المسلمين واستباح دمائهم.


      قال لهم ابن عباس: أن النبي خلع أسم الرسالة عن نفسه حين كتب في صلح الحديبية، من محمد بن عبدالله بدلا من محمد رسول الله.


      قالوا له: أمر الموادعة والقضية بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين المشركين كانت منازل وقد نقله الله تعالى عنها منزلة منزلة وكل منزلة ينتقل منها لا يجوز عليه ولا على المسلمين العودة إليها، فمثلا لا يجوز للمسلمين أن يصلوا إلى بيت المقدس بعد تغيير القبلة إلى الكعبة الشريفة، ولا يجوز عليهم أن يشربوا الخمر بعد تحريمها علما بأنها كانت حلالا قبل التحريم.


      وكذلك الأمر بالنسبة لمهادنة المشركين حيث أنزل الله عز وجل على نبيه بعد ذلك تحريم معاهدة المشركين فقال: {براءة من الله ورسوله} إلى قوله جل وعلا {إن الله غفور رحيم} وإلى قوله {لا تعملون}، فبراءة جاءت بنقض كل عهد وتحريم أمان المشركين وقتلهم حيث ما وجدوا وحصرهم والقعود لهم بكل مرصد وتحريم الجنوح إليهم ولا يقبل منهم إلا الدخول في الإسلام والإقرار به ولأهل الكتاب الجزية فما لهم إلا الإسلام أو الجزية ولم يحل الله أمان أحد منهم إلا من استجار ليسمع كلام الله فإن لم يؤمن أبلغ مأمنه.


      وقال عز وجل {يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا} فلا إقامة لأحد لما نقل الله نبيه عنه.


      فيتضح لنا أن عهد النبي مع المشركين منسوخ لا يجوز العمل به ولا التعويل على ما جاء فيه، فلا يجوز للنبي بعد ذلك اليوم أن يكتب لأحد من المشركين {محمد بن عبدالله} بدل {محمد رسول الله}، فكيف يجوز لأحد من المؤمنين ذلك؟! فإذا جاز ذلك، جاز أيضا أن يتوجه المسلمون في صلاتهم نحو بيت المقدس بدلا من الكعبة وجاز لهم شرب الخمر وغيره من الأمور المنسوخة في شرع الله.


      وقالوا له أيضا بأن رسالة النبي صلى الله عليه وسلم أمر رباني لا ينفسخ بمسح أسم النبوة من صحيفة الصلح بينما أسم الإمارة شيء اختياري يستطيع الأمير أن يتخلى عنه عن طريق مسح الإمارة عن نفسه، وهذا ما حصل حيث صار أمر الإمارة شاغراً بيد عمرو بن العاص وأبي موسى الأشعري وتساوى علي مع معاوية في الإمارة، فشتان بين الحالتين.


      فقال القراء بعد ذلك لابن عباس: نذكرك بالله يا ابن عباس هل تعلم أن الذي احتج به صاحبك علينا منتقض غير جائز في الدين؟


      قال ابن عباس: اللهم نعم.



      يتبع بإذن الله :-

      تعليق


      • #4
        الرد الرابع:

        قالوا له : اخبرنا ألم يحل الله دماء معاوية وجنده لأنهم الفئة الباغية، فهل حرم علي دمائهم لأنهم تابوا إلى الحق وبايعوا إمام المسلمين؟


        قال ابن عباس: أحل الله دمائهم، ولكنهم لم يتوبوا.


        قالوا له: أليس علي قد حرم علينا ما أحل الله من قتالهم من غير انتقال منهم عن سبب حلية دمائهم – أي من غير توبة منهم – ؟ وهل هذا جائز؟


        قال ابن عباس: اللهم نعم قد حرم ما أحل الله دون توبة منهم وهذا غير جائز.


        قالوا له: أليس عمار من المهتدين، ومن عمل عمله من المهتدين؟


        قال ابن عباس: نعم.


        قالوا له: بسبب هذا العهد بين علي ومعاوية وتحريم علي لدماء جيش معاوية، بسبب ذلك صار من يقاتل جيش معاوية كما فعل عمار من قبل يعد كافراً عند صاحبك، فكيف يكون عمار من المهتدين ويضل من عمل عمله واقتدى بهداه، فإن كان عمار قاتلهم على هدى فقد اهتدى من سار على طريقه؟! فهل يجوز هذا لصاحبك؟


        قال ابن عباس: لا يجوز، وعمار من المهتدين ومن سار على طريقه كذلك.


        قالوا له: ألم يشترط علي ومعاوية أن من خرج من جند أحدهم ودخل في جيش الآخر كان يخرج رجل من جيش علي ويدخل في جيش معاوية فليس لعلي أن يقيم عليه الحد وكذلك إذا خرج رجل من جيش معاوية إلى جيش علي فليس لمعاوية أن يقيم عليه الحد؟


        قال ابن عباس: اللهم نعم.


        قالوا له: أليس هذا تعطيلا منه لحكم الله وإقامة حد الله على من خان المسلمين وعاون المارقين الباغين المحاربين لله ولجيش المسلمين؟!!


        قال ابن عباس: اللهم نعم.


        قالوا له: إن كان معاوية وعمرو بن العاص سلما لحكم الله وما أنزل من القرآن ورجعا عما كانا عليه وفاءا إلى أمر الله، فالحق علينا أن نقبل توبتهم ونتولاهما لأن الله أمر بقتال الفئة الباغية حتى تفيء.


        قال ابن عباس: نعم.


        قالوا له: أما أن نحكم الرجال فيما قد فرغ الله من الحكم فيه، فهذا لا يجوز.


        قال ابن عباس: نعم.


        قالوا له: فإن حكم الحكمان بنقض ما جاءنا من الله فيلزمنا أن ننتقل عما نحن فيه من الهدى والبينات إلى الضلال والعمى وأن نترك حكم الله والإيمان الذي نحن عليه وأن نستحل ما حرم الله من موالاة المارقين الباغين، وأن نحرم ما أحل الله من معاداتهم ومقاتلتهم بحكم كتاب الله، وأن نعادي من أقر بديننا وموقفنا من الباغين ونكون بذلك رافضين لما افترض الله علينا من ولاية المؤمنين، فمعاذ الله أن نفعل ذلك إن شاء الله حتى تذهب أنفسنا أو نظهر على عدونا.


        فقال ابن عباس: اللهم هذا هو الحق.


        قالوا له: وكيف يحل الله قتال قوم ويأمر به ويأذن فيه، ثم يكفر علي من استحله؟!! حتى يأذن فيه من يستحل تحريمه – أي تحريم قتال الفئة الباغية وهذا هو عمرو بن العاص – من الحكمين، وذلك أن عليا حرم القتال الذي أحله الله من معاوية وجنده حتى يأذن فيه عمرو بن العاص وأبو موسى، وزعم أنه من قام بكتاب الله جل وعلا وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم المصطفى لكنه يستحل ما أحل الله من قتال الفئة الباغية حتى تفيء إلى أمر الله فهو من الكافرين!! حتى يأذن فيه من يدين بتحريم ما احل الله من قتال الفئة الباغية بغير كتاب من الله، حتى يأذن له من يدين بتحريم حلال الله ويستحل ما حرم الله من دماء المسلمين ويعادي أولياء الله ويوالي أعداء الله ، فنذكرك يا ابن عباس هل يسع هذا من فعله ويهتدي به؟


        قال ابن عباس: اللهم لا.


        وانصرف ابن عباس عنهم وهو مقر لهم معترف لهم انهم قد خصموه ونقضوا عليه ما جاء به مما أحتج به عليهم .



        يتبع بإذن الله :-

        تعليق


        • #5
          وتعلق بعض الجهلة بما قاله الإمام النووي في شرح صحيح مسلم حين قال معلقا على حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه في بني قريضة، ما نصه: (فيه جواز التحكيم في أمور المسلمين وفي مهماتهم العظام، وقد اجمع العلماء عليه، ولم يخالف فيه إلا الخوارج، فإنهم أنكروا على علي التحكيم)اهـ، "انظر النووي، شرح صحيح مسلم، تقديم د. وهبة الزحيلي، طبع المكتبة العصرية بيروت، ط1 سنة1422هـ، المجلد الرابع ج12 ص439".

          وهذه شبهة كنا نربأ بالإمام النووي من أن يتعلق بمثلها لأنها ضعيفة وواهية، فكيف يقيس الإمام النووي مسألة قتال الفئة الباغية التي نزل فيها نص قرآني واضح جلي لا لبس فيه، وهو قوله تعالى {وإن فئتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله}الحجرات 9، كيف يقيس هذه المسألة المنصوص عليها في الكتاب بمسألة لم ينزل فيها نص أو تشريع قبل حدوثها؟!!


          فأمر الحكم في بني قريظة لم ينزل فيه قرآن أو حكم من الله قبل تحكيم سعد بن معاذ، فالمسألة مفتوحة يستطيع أن يحكم بما شاء، فهو مفوض من عند الرسول صلى الله عليه وسلم، بينما مسألة قطع يد السارق وجلد الزاني وقتال الفئة الباغية أمور نزل فيها نص قرآني فلا يمكن أن يحكم فيه برأي الأشخاص أبداً.


          ومن هنا يتبين للجميع أن ما حاول كتاب المقالات والمؤرخين إلزام أهل النهروان به من الحجة لا يصمد أمام الفحص، بل أن حجج أهل النهروان كانت أقوى وأرسخ، وهي لك أخي المسلم المنصف لكي ترى صدق قوتها وأصالتها.

          تعليق


          • #6
            ونحن إذ نستعرض تاريخ تلك الفتنة المريرة ليتملكنا الألم والحزن والأسى مما أصاب الأمة من فرقة وتشتت ولم نكن نريد الخوض في زوابع الفتنة لولا ما يثيره بعض الحاقدين حول معركة النهروان، واتهامهم أهل النهروان ظلما وعدوانا بالبغي وما هم منه أبرياء، فلهذا رأينا من واجبنا تشمير الأيدي وإزاحة الظلام المخيم من هراء الحاقدين.

            هذا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

            تعليق


            • #7
              اما والله انكم لن تتوبوا عن غيكم ابدا
              اين الدليل على ادعائك ان اهل النهروان لم يجبروا الامام على التحكيم
              اذا فلما قبل الامام بالتحكيم اصلا ان كانوا هم ضده من البداية وهل قرائة القران تقي الانسان من الضلال
              اما الحجج التي سقتها في عدم وجود نص بالقران يشير الى التحكيم فسبحان الله صار هولاء الضالين المضلين يعلمون الراسخين بالعلم الذين جعلهم الله ثقل القران الكريم دينهم

              تعليق


              • #8
                1- روى الحاكم باسناده عن عتاب بن ثعلبة : حدثني أبو أيّوب الأنصاري في خلافة عمر بن خطاب, قال : أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين.(المستدرك على الصحيحين 3 / 139).



                2- وروى باسناده عن أبي أيوب الأنصاري ( رضي الله عنه ), قال : سمعت النبي (صلى الله عليه) يقول لعلي بن أبي طالب: تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين بالطرقات والنهروانات وبالسعفات, قال أبو أيوب : قلت يا رسول الله مع من تقاتل هؤلاء الأقوام ؟ قال : مع علي بن أبي طالب. (المستدرك على الصحيحين 3 / 139).

                3- روى الحمويني بأسناده عن أبي سعيد الخدري قال : أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين, فقلنا يا رسول الله, أمرتنا بقتال هؤلاء فمع من نقاتلهم ؟ قال : مع علي بن أبي طالب, معه يقتل عمار بن ياسر. ( فرائد السمطين 1 / 281 ) .


                4- وروى باسناده عن عتاب بن ثعلبة, قال : حدثني أبو أيوب الأنصاري, في خلافة عمر بن الخطاب, قال : أمرني النبي (صلى الله عليه وسلّم) بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين مع علي بن أبي طالب.( فرائد السمطين 1 / 282 ) .


                5- وروى بإسناده عن عبد الله, قال : خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) من بيت زينب, فأتى منزل أم سلمة فجاء علي, فقال النبي (صلى الله عليه وآله) : يا أم سلمة, هذا والله قاتل القاسطين والناكثين والمارقين. ( فرائد السمطين 1 / 283 ) .


                7- وروى باسناده عن سعد بن عبادة عن علي (عليه السلام) قال : ( أمرت بقتال ثلاثة : القاسطين والناكثين والمارقين, فأما القاسطون فأهل الشام, وأمّا الناكثون فذكرهم, وأمّا المارقون فأهل النهروان يعني الحرورية ).( فرائد السمطين 1 / 285 ) .


                8- روى الخوارزمي باسناده عن سعد بن عبادة عن علي (عليه السلام) قال : ( أمرت بقتال ثلاثة، الناكثين والقاسطين والمارقين, أمّا القاسطون فأهل الشام, وأمّا الناكثون فأهل الجمل, وأمّا المارقون فأهل النهروان يعني الحرورية ) ( فرائد السمطين 1 / 125 ).


                10- روى البلاذري باسناده عن حكيم بن جبير, قال : سمعت ابراهيم يقول : سمعت علقمة قال : سمعت علياً يقول : (أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين), وحدثت أن أبا نعيم قال لنا : (الناكثون أهل الجمل, والقاسطون أصحاب صفين, والمارقون أصحاب النهر ) (أنساب الأشراف 2 / 138 ح 129).
                11- روى الكنجي باسناده عن ابن عباس, قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأم سلمة : ( هذا علي بن أبي طالب لحمه من لحمي ودمه من دمي, وهو منّي بمنزلة هارون من موسى, إلاّ أنه لا نبي بعدي, يا ام سلمة, هذا علي أمير المؤمنين وسيد المسلمين, ووعاء علمي, ووصيي, وبابي الذي أوتى منه, أخي في الدنيا والآخرة, ومعي في المقام الأعلى, يقتل القاسطين والناكثين والمارقين ) .



                .

                12- وروى باسناده عن مخنف بن سليم قال : أتينا أبا أيوب الأنصاري وهو يعلف خيلاً له, قال : فقلنا عنده, فقلت له : يا أبا أيوب, قاتلت المشركين مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم جئت تقاتل المسلمين ؟ قال : ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمرني بقتال ثلاثة, الناكثين والقاسطين والمارقين, فقد قاتلت الناكثين والقاسطين وأنا مقاتل ان شاء الله المارقين بالسعفات بالطرقات بالنهروانات وما أدري أين هو ؟ (كفاية الطالب ص169) .


                13- روى محمد بن طلحة الشافعي باسناده عن ابن مسعود, قال : خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأتى منزل أم سلمة فجاء علي فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (يا أم سلمة هذا والله قاتل القاسطين والناكثين والمارقين من بعدي ) . فالنبي (صلى الله عليه وآله) ذكر في هذا الحديث فرقاً ثلاثة صرّح بأن علياً (عليه السلام) يقاتلهم بعده وهم الناكثون والقاسطون والمارقون, وهذه الصفات التي ذكرها رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد سماهم بها مشيراً إلى أن وجود كلّ صفة منها في الفرق المختصة بها علة لقتالهم مسلطة عليه .


                وأما المارقون : فهم الخارجون عن متابعة الحق المصرّون على مخالفة الامام المفروض طاعته ومتابعته, المصرحون بخلعه, واذا فعلوا ذلك واتصفوا به تعين قتالهم كما اعتمده أهل حروراء والنهروان، فقاتلهم علي وهم الخوارج فبدأ علي بقتال الناكثين وهم أصحاب الجمل, وثنى بقتال القاسطين وهم أهل الشام بصفين, وثلّث بقتال المارقين وهم الخوارج أهل حروراء والنهروان ... ) ـ مطالب السؤول في مناقب آل الرسول 1 / 117 ط مؤسسة أم القرى ـ .
                وللمزيد راجع المصادر التالية :
                1- تاريخ بغداد : 13 / 186 .
                2- فتح الباري : 13 / 56 .
                3- كنز العمّال : 11 / 606 و 16 / 183 .
                4- شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد : 2 / 462 و 3 / 245 ط مصر .
                5- تلخيص المستدرك للذهبي : 3 / 139 ط حيدر آباد .
                6- ميزان الاعتدال : 1 / 126 ط مصر .
                7- مجمع الزوائد : 6 / 235 و 7 / 238 ط مصر .
                8- ينابيع المودة : 81 و128 ط اسلامبول .
                9- لسان العرب : 2 / 196 و 7 / 378 .
                10- شرح المقاصد للتفتازاني : 2 / 217 ط الآستانة .
                11- المطالب العالية لابن حجر : 4 / 304 ط الكويت .
                12- تاج العروس : 1 / 651 و 5 / 206 ط مصر .
                وغيرها من المصادر السنّية فضلاً عن المصادر الشيعيّة .




                القراء الذين تتحدث عنهم في نظر رسولك ص مارقين عن الدين


                والان سؤال لك وأتمنى أن تجيبه بما أن القراء أفحموا ابن عباس


                لو عاد الزمان للخلف مع من كنت سوف تقاتل


                مع القراء أصحاب الوعي في زمن الاعراب والذين أفحموا ابن عاس


                أم

                مع امير المؤمنين الذي حكم الرجال في دين الله



                أم

                مع من يريد أن يراوغ ويقول فتنة لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء



                أم أنا فأتمنى أن أكون صفا واحدا مع أمير المؤمنين لأقتل رجلا رجلا من قراءك هؤلاء ولا أبالي.


                تعليق


                • #9
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا على الرد ولكن اتمنى أن تكمل معي الحوار .........

                  الروايات التي من خصوم أهل النهروان لا تقبل هل تعرف هذا أعني بالعربي هل تقبل روايات من خصومكم ؟؟؟
                  القراء الذين تتحدث عنهم في نظر رسولك ص مارقين عن الدين

                  حاشا لله أن يكونو مارقين ولكن هذا هو كلام خصومهم فأنت لم تأتي بجديد .

                  والان سؤال لك وأتمنى أن تجيبه بما أن القراء أفحموا ابن عباس


                  لو عاد الزمان للخلف مع من كنت سوف تقاتل


                  مع القراء أصحاب الوعي في زمن الاعراب والذين أفحموا ابن عاس


                  أم

                  مع امير المؤمنين الذي حكم الرجال في دين الله



                  أم

                  مع من يريد أن يراوغ ويقول فتنة لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء

                  أقاتل مع الحق والحق مع أهل النهروان إلا إذا تثبت لي عكس ذلك .
                  أم أنا فأتمنى أن أكون صفا واحدا مع أمير المؤمنين لأقتل رجلا رجلا من قراءك هؤلاء ولا أبالي.
                  هنيئا لك ممكن تعود إلى كتاب نهج البلاغه وتقرأ الخطب التي ألقاها الإمام علي في الذين بقو عنده قتلة أهل النهروان الذين لما دعاهم الإمام لقتال معاويه بعد ذلك اقرأ ماذا ردو عل
                  يه ...

                  تعليق


                  • #10
                    عزيزي الإمام علي بعد قتاله لأهل النهروان أعتذر لهم وقال لا تقاتلو الخوارج بعدي فمن طلب الحق فأخطأه ليس كمن طلب الباطل فأدركه .. يقصد الإمام أن أهل النهروان كانو يطلبون الحق أما أهل الشام كانو يطلبون الباطل فأين أصحاب الإمام الذين قتلو أهل النهروان عن أهل الشام لماذا لم يقاتلوهم لما أمرهم الإمام بقتال أهل الشام بعد ذلك .. ممكن تجاوب ؟؟ ولا الجماعه طلعو خونة ؟

                    تعليق


                    • #11
                      موضوعك عجيب غريب بداء بنفي التهمة عن الخوارج باجبار الامام عليه السلام عن الرضوخ للتحكيم ومن ثم تشعب لتكلمنا عن نبوغ اهل النهروان وعجز حبر الامة امام حججهم ومن بعدها ادخلتنا في دوامة لا تقاتلوا الخوارج من بعدي لا اعرف كيف سيناقش مثل هكذا موضوع لا تعرف بدايته من نهايته

                      تعليق


                      • #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة بلد الايتام
                        موضوعك عجيب غريب بداء بنفي التهمة عن الخوارج باجبار الامام عليه السلام عن الرضوخ للتحكيم ومن ثم تشعب لتكلمنا عن نبوغ اهل النهروان وعجز حبر الامة امام حججهم ومن بعدها ادخلتنا في دوامة لا تقاتلوا الخوارج من بعدي لا اعرف كيف سيناقش مثل هكذا موضوع لا تعرف بدايته من نهايته
                        عزيزي الموضوع متكامل فأختر ما تريد الحوار فيه ولنبدأ بمن الذين أجبرو الإمام علي على التحكيم هل هم فعلا أهل النهروان ؟؟
                        وأما قولي لا تقاتلو الخوارج فهو رد لأخي عماد ..
                        إذا تريد الحوار فأنا جاهز ولنبدأ بمن الذين أجبرو الإمام على التحكيم هل فعلا أهل النهروان كما تروي روايات خصوم أهل النهروان أو الذين بقو مع الإمام علي أي أصحابه الذين بقو معه هم من أجبر الإمام علي على التحكيم ؟؟؟

                        تعليق


                        • #13
                          ثم ن~أتي للحجج لكي ارى كيف سترد عليها ومن ثم نأتي إلى قبل وبهد حرب النهروان ما الذي جرى .

                          تعليق


                          • #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة المسيب
                            بمن الذين أجبرو الإمام علي على التحكيم هل هم فعلا أهل النهروان ؟؟
                            اين الدليل على ادعائك ان اهل النهروان لم يجبروا الامام على التحكيم
                            اذا فلما قبل الامام بالتحكيم اصلا ان كانوا هم ضده من البداية

                            تعليق


                            • #15
                              وهل تقبل بما في كتبنا ؟ طبعا لا ولا أنا أقبل بما في كتبكم فكتاب الشيعه و السنه هم ضد أهل النهروان ولكن هناك روايه عند الإمام أحمد تقول الروايه ..

                              عن أبي وائل شقيق بن سلمة ما نصه: " قال: كنا بصفين فلما استحر القتل بأهل الشام اعتصموا بتل فقال عمرو بن العاص لمعاوية أرسل إلى علي بمصحف وادعه إلى كتاب الله فإنه لن يأبى عليك فجاء به رجل فقال بيننا وبينكم كتاب الله (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون) فقال علي: نعم أنا أولى بذلك بيننا وبينكم كتاب الله قال فجاءته الخوارج ونحن ندعوهم يومئذ القراء وسيوفهم على عواتقهم فقالوا يا أمير المؤمنين ما ننتظر بهؤلاء القوم الذين على التل ألا نمشي إليهم بسيوفنا حتى يحكم الله بيننا وبينهم … "انظر الإمام أحمد (المسند الرواية : 15408) والنسائي ( السنن الكبرى 6/463 ) وابن أبي شيبة ( 15 /317 ) وأبي يعلى ( المسند 1 / 364 ).
                              وهذه من كتاب نهج البلاغه .... بالله عليك هل يقال هذا القول لأناس أجبروه على التحكيم ....

                              ومن كلام له (عليه السلام)
                              في معنى الخوارج لمّا أنكروا تحكيم الرجال ويذمّ فيه أصحابه، قال(عليه السلام):
                              إِنَّا لَمْ نُحَكِّمِ الرِّجَالَ، وَإِنَّمَا حَكَّمْنَا الْقُرْآنَ. وهذَا الْقُرْآنُ إِنَّمَا هُوَ خَطٌّ مَسْتُورٌ بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ(1)، لاَ يَنْطِقُ بِلِسَان، وَلاَ بُدَّ لَهُ مِنْ تَرْجُمَان، وَإِنَّمَا يَنْطِقُ عَنْهُ الرِّجَالُ.
                              وَلَمَّا دَعَانَا الْقَوْمُ إِلَى أَنْ نُحَكِّمَ بَيْنَنَا الْقُرْآنَ لَمْ نَكُنِ الْفَرِيقَ الْمُتَوَلِّيَ عَنْ كِتَابِ اللهِ، وقَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ في شَيْء فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ)، فَرَدُّهُ إِلَى اللهِ أَنْ نَحْكُمَ بِكِتَابِهِ، وَرَدُّهُ إِلَى الرَّسُولِ أَنْ نَأْخُذَ بسُنَّتِهِ; فَإِذَا حُكِمَ بِالصِّدْقِ فِي كِتَابِ اللهِ، فَنَحْنُ أَحَقُّ النَّاسِ بِهِ، وَإِنْ حُكمَ بسُنَّةِ رَسُولِهِ فَنَحْنُ أَوْلاَهُمْ بِهِ.
                              وَأَمَّا قَوْلُكُمْ: لِمَ جَعَلْتَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُمْ أَجَلاً فِي التَّحْكِيمِ؟

                              ____________
                              1. دَفّتا المصحف: جانباه اللذان يَكْنُفانه.
                              الصفحة 284 فَإِنَّمَا فَعَلْتُ ذلِكَ لِيَتَبَيَّنَ الْجَاهِلُ، وَيَتَثَبَّتَ الْعَالِمُ، وَلَعَلَّ اللهَ أَنْ يُصْلِحَ فِي هذِهِ الْهُدْنَةِ أَمْرَ هذِهِ الاُْمَّةِ، وَلاَ تُؤْخَدُ بِأَكْظَامِهَا(1)، فَتَعْجَلَ عَنْ تَبَيُّنِ الْحَقِّ، وَتَنْقَادَ لاَِوَّلِ الْغَيِّ. إِنَّ أَفْضَلَ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ مَنْ كَانَ الْعَمَلُ بِالْحَقِّ أَحَبَّ إِلَيْهِ ـ وَإِنْ نَقَصَهُ وَكَرَثَهُ(2) ـ مِنَ الْبَاطِلِ وَإِنْ جَرَّ إِلَيْهِ فَائِدَةً وَزَادَهُ، فَأَيْنَ يُتَاهُ بِكُمْ؟! وَمِنْ أَيْنَ أُتِيتُمْ؟! اسْتَعِدُّوا لِلْمَسِيرِ إِلَى قَوْم حَيَارَى عَنِ الْحَقِّ لاَ يُبْصِرُونَهُ، وَمُوزَعِينَ(3) بِالْجَوْرِ لاَ يَعْدِلُونَ بِهِ(4)، جُفَاة عَنِ الْكِتَابِ، نُكُب(5) عَنِ الطَّرِيقِ.
                              مَا أَنْتُمْ بَوَثِيقَة(6) يُعْلَقُ بِهَا، وَلاَ زَوَافِرَ(7) يُعْتَصَمُ إِلَيْهَا، لَبِئْس حُشَّاشُ(8)
                              ____________
                              1. الاكظام ـ جمع كَظَم محركة ـ: مخرج النفس. والاخذ بالاكظام: المضايقة والاشتداد بسلب المهلة.
                              2. كَرَثَهُ ـ كنصره وضربه ـ: اشتد عليه الغمّ.
                              3. مُوزَعين: من «أوْزَعَهُ» أي أغراه، وأصله بمعنى ألْهَمَ.
                              4. لا يَعْدِلون به: أي لا يستبدلونه بالعدل.
                              5. نُكُب ـ جمع ناكب ـ: الحائد عن الطريق.
                              6. ما أنتم بوثيقَة: أي لستم عروةً وثيقةً يستمسك بها.
                              7. زافرة الرجل: أنصاره وأعوانه.
                              8. الحُشّاش: جمع حاشّ، من «حَشّ النارَ» إذا أوقدها. والمراد «لبئس الموقدون لنار الحرب أنتم».
                              الصفحة 285 نَارِ الْحَرْبِ أَنْتُمْ! أُفٍّ لَكُمْ! لَقَدْ لَقِيتُ مِنْكُمْ بَرْحاً(1)، يَوْماً أُنَادِيكُمْ وَيَوْماً أُنَاجِيكُمْ، فَلاَ أحْرارُ صِدْق عِنْدَ النِّدَاءِ(2)، وَلاَ إِخْوَانُ ثِقَة عِنْدَ النَّجَاءِ(3)!

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X