ابن حجر يقول قيل يحتمل والشيخ يقول انه قطع بذلك
فاي هوان هذا في الحجج الذي يجعل التمريض والاحتمال قطعيا
فتح الباري - ابن حجر - ج 3 - ص 201
قوله قالت عائشة دخلت على أبي بكر ) تعني أباها زاد أبو نعيم في المستخرج من هذا الوجه فرأيت به الموت فقلت هيج هيج من لا يزال دمعه مقنعا * فإنه في مرة مدفوق فقال لا تقولي هذا و لكن قولي و جاءت سكرة الموت بالحق الآية ثم قال في أي يوم الحديث و هذه الزيادة أخرجها بن سعد مفردة عن أبي أسامة عن هشام و قولها هيج بالجيم حكاية بكائها ( قوله في كم كفنتم النبي صلى الله عليه و سلم ) أي كم ثوبا كفنتم النبي صلى الله عليه و سلم فيه و قوله في كم معمول مقدم لكفنتم قيل ذكر لها أبو بكر ذلك بصيغة الاستفهام توطئة لها للصبر على فقده و استنطاقا لها بما يعلم أنه يعظم عليه ذكره لما في بداءته لها بذلك من إدخال الغم العظيم عليها لأنه يبعد أن يكون أبو بكر نسي ما سأل عنه مع قرب العهد و يحتمل أن يكون السؤال عن قدر الكفن على حقيقته لأنه لم يحضر ذلك لاشتغاله بأمر البيعة و أما تعيين اليوم فنسيانه أيضا محتمل لأنه صلى الله عليه و سلم دفن ليلة الأربعاء فيمكن أن يحصل التردد هل مات يوم الاثنين أو الثلاثاء و قد تقدم الكلام على الكفن في موضعه
فابن حجر نقل ماقيل ويحتمل من اراء ولم يتبنى او يقطع باحد الاراء
ثم ناتي الى شرح العيني للحديث في عمدة القاري بشرح صحيح البخاري
عمدة القاري - العيني - ج 8 - ص 218 - 219
ذكر معناه : قوله : ( دخلت على أبي بكر ، رضي الله تعالى عنه ) تعني أباها . قوله : ( في كم كفنتم النبي صلى الله عليه وسلم ؟ ) أي : في كم ثوبا كفنتم ، و : كم ، الاستفهامية وإن كان لها صدر الكلام ، ولكن الجار كالجزء له فلا يتصدر عليه . فإن قلت : كان أبو بكر ، رضي الله تعالى عنه ، أقرب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأعلمهم بحاله وأموره ، فما وجه هذا السؤال ؟ قلت : هذا السؤال من أبي بكر عن كفن النبي صلى الله عليه وسلم وعن اليوم الذي مات فيه ، والجواب عن عائشة ، رضي الله تعالى عنها ، كانا في مرض موته ، وكان قصده من ذلك موافقته للنبي صلى الله عليه وسلم حتى في التكفين ، وكان يرجو أيضا أن تكون وفاته في اليوم الذي مات فيه النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك لشدة اتباعه إياه في حياته ، فأراد اتباعه في مماته ، وحصل قصده في التكفين ، لأن عائشة لما قالت : كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب بيض سحولية ، أشار أبو بكر أن يكون كفنه أيضا في ثلاثة أثواب ، حيث قال : إغسلوا ثوبي هذا ، وأشار به إلى ثوبه الذي كان يمرض فيه ، وزيدوا عليه ثوبين ليصير ثلاثة أثواب ، مثل كفن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأما وفاته فقد تأخرت عن وقت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم توفي يوم الاثنين ، وتوفي أبو بكر ليلة الثلاثاء بين المغرب والعشاء لثمان بقين من جمادي الآخرة سنة ثلاث عشرة من الهجرة ، وذلك كان لحكمة في التأخير ، وهي أنه إنما تأخر عن يوم الاثنين لكونه قام بالأمر بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، فناسب أن تكون وفاته متأخرة عن الوقت الذي قبض فيه ، عليه الصلاة والسلام ، وقيل : إنما سأل أبو بكر ، رضي الله تعالى عنه ، عن ذلك بصيغة الاستفهام توطئة لعائشة للصبر على فقده ، لأنه لم تكن خرجت من قلبها الحرقة ، لموت النبي صلى الله عليه وسلم ، ولو كان ذكر ابتداء من أمر موته لدخل عليها غم عظيم من ذلك ، وتجديد حزن ، لأنه كان يكون حينئذ غم على غم وحزن على حزن ، ولم يقصد أبو بكر ذلك ، وقال بعضهم : يحتمل أن يكون السؤال عن قدر الكفن على حقيقته لأنه لم يحضر ذلك لاشتغاله بأمر البيعة . انتهى . قلت : ما أبعد هذا عن منهج الصواب ، لأنا قد ذكرنا أن السؤال والجواب إنما كانا في مرض موت أبي بكر ، رضي الله تعالى عنه ، لأجل الموافقة والاتباع ، وأين كان وقت اشتغاله بأمر البيعة من هذا الوقت الذي كان فيه مريضا مرض الموت ، ومن البعيد أن لا يحضر أبو بكر ، رضي الله تعالى عنه ، تكفين النبي صلى الله عليه وسلم مع كونه أقرب الناس إليه في كل شيء ، ومع هذا كانت البيعة في اليوم الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوم الاثنين ، والتكفين كان وقت دفنه ليلة الأربعاء . قاله ابن إسحاق . فإن قلت : قال الواقدي : كانت البيعة يوم الاثنين قلت : كانت يوم الاثنين يوم السقيفة ، وكانت البيعة العامة يوم الثلاثاء ، قاله الزهري وغيره . قوله : ( بيض ) ، بكسر الباء الموحدة جمع : أبيض . قوله : ( سحولية ) ، بفتح السين المهملة : نسبة إلى سحول ، قرية باليمن ، وقد مر الكلام فيه مستوفى في : باب الثياب البيض للكفن ، قوله : ( وقال لها ) أي : قال أبو بكر لعائشة ، رضي الله تعالى عنها ، في أي يوم توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال بعضهم : وأما تعيين اليوم فنسيانه أيضا يحتمل ، لأنه صلى الله عليه وسلم دفن ليلة الأربعاء ، فيمكن أن يحصل التردد : هل مات يوم الاثنين أو الثلاثاء ؟ انتهى قلت : هذا أبعد من الأول ، لأنه كيف يخفى عليه ذلك وقد بويع له في ذلك اليوم بيعة السقيفة ؟ وأيضا كان ذلك اليوم يوم اختلاف الصحابة فيه في موته ، فمن قائل ، قال : مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن قائل قال : لم يمت ومنهم عمر ، رضي الله تعالى عنه ، حتى خطب أبو بكر إلى جانب المنبر ، وبين لهم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، فأزال الجدال وأزاح الإشكال . وكيف يخفى عليه مثل ذلك اليوم مع قرب العهد ، وإنما كان وجه سؤاله ليعلمها أنه كان يتمنى أن تكون وفاته يوم الاثنين ، ولم يكن سؤاله عن حقيقة ذلك ، وإنما قالت عائشة ، رضي الله تعالى عنها ، يوم الاثنين تطييبا لقلبه ، لما قال أبو بكر ، رضي الله تعالى عنه ، في أي يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ويوم الاثنين منصوب على الظرفية . قوله : ( قال فأي يوم هذا ؟ ) أي : قال أبو بكر ، رضي الله تعالى عنه ، أي يوم هذا ؟ وأشار به إلى اليوم الذي كان مريضا فيه ، وكان آخر أيامه ، ولم يكن موته فيه لما ذكرنا قوله : ( قلت يوم الاثنين ) ، برفع اليوم لأنه خبر مبتدأ محذوف تقديره : هذا اليوم يوم الاثنين . قوله : ( أرجو فيما بيني وبين الليل ) ، وفي رواية المستملي : ( وبين الليلة ) ومعناه : أرجو من الله تعالى أن يكون موتي فيما بين الوقت الذي أنا فيه وبين الليل الذي يأتي ، يعني يكون يوم الاثنين ليكون موته في يوم موت النبي صلى الله عليه وسلم ، ومع هذا توفي ليلة الثلاثاء بين المغرب والعشاء الآخرة لثمان بقين من جمادي الآخرة سنة ثلاث عشرة من الهجرة ،
فابن حجر ما اعطى راليه الصريح بل لمح الى ماقيل ومايحتمل من ذلك القيل
بينما العيني اعطى رايه الصريح وبين ادلته
فاي هوان هذا في الحجج الذي يجعل التمريض والاحتمال قطعيا
فتح الباري - ابن حجر - ج 3 - ص 201
قوله قالت عائشة دخلت على أبي بكر ) تعني أباها زاد أبو نعيم في المستخرج من هذا الوجه فرأيت به الموت فقلت هيج هيج من لا يزال دمعه مقنعا * فإنه في مرة مدفوق فقال لا تقولي هذا و لكن قولي و جاءت سكرة الموت بالحق الآية ثم قال في أي يوم الحديث و هذه الزيادة أخرجها بن سعد مفردة عن أبي أسامة عن هشام و قولها هيج بالجيم حكاية بكائها ( قوله في كم كفنتم النبي صلى الله عليه و سلم ) أي كم ثوبا كفنتم النبي صلى الله عليه و سلم فيه و قوله في كم معمول مقدم لكفنتم قيل ذكر لها أبو بكر ذلك بصيغة الاستفهام توطئة لها للصبر على فقده و استنطاقا لها بما يعلم أنه يعظم عليه ذكره لما في بداءته لها بذلك من إدخال الغم العظيم عليها لأنه يبعد أن يكون أبو بكر نسي ما سأل عنه مع قرب العهد و يحتمل أن يكون السؤال عن قدر الكفن على حقيقته لأنه لم يحضر ذلك لاشتغاله بأمر البيعة و أما تعيين اليوم فنسيانه أيضا محتمل لأنه صلى الله عليه و سلم دفن ليلة الأربعاء فيمكن أن يحصل التردد هل مات يوم الاثنين أو الثلاثاء و قد تقدم الكلام على الكفن في موضعه
فابن حجر نقل ماقيل ويحتمل من اراء ولم يتبنى او يقطع باحد الاراء
ثم ناتي الى شرح العيني للحديث في عمدة القاري بشرح صحيح البخاري
عمدة القاري - العيني - ج 8 - ص 218 - 219
ذكر معناه : قوله : ( دخلت على أبي بكر ، رضي الله تعالى عنه ) تعني أباها . قوله : ( في كم كفنتم النبي صلى الله عليه وسلم ؟ ) أي : في كم ثوبا كفنتم ، و : كم ، الاستفهامية وإن كان لها صدر الكلام ، ولكن الجار كالجزء له فلا يتصدر عليه . فإن قلت : كان أبو بكر ، رضي الله تعالى عنه ، أقرب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأعلمهم بحاله وأموره ، فما وجه هذا السؤال ؟ قلت : هذا السؤال من أبي بكر عن كفن النبي صلى الله عليه وسلم وعن اليوم الذي مات فيه ، والجواب عن عائشة ، رضي الله تعالى عنها ، كانا في مرض موته ، وكان قصده من ذلك موافقته للنبي صلى الله عليه وسلم حتى في التكفين ، وكان يرجو أيضا أن تكون وفاته في اليوم الذي مات فيه النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك لشدة اتباعه إياه في حياته ، فأراد اتباعه في مماته ، وحصل قصده في التكفين ، لأن عائشة لما قالت : كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب بيض سحولية ، أشار أبو بكر أن يكون كفنه أيضا في ثلاثة أثواب ، حيث قال : إغسلوا ثوبي هذا ، وأشار به إلى ثوبه الذي كان يمرض فيه ، وزيدوا عليه ثوبين ليصير ثلاثة أثواب ، مثل كفن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأما وفاته فقد تأخرت عن وقت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم توفي يوم الاثنين ، وتوفي أبو بكر ليلة الثلاثاء بين المغرب والعشاء لثمان بقين من جمادي الآخرة سنة ثلاث عشرة من الهجرة ، وذلك كان لحكمة في التأخير ، وهي أنه إنما تأخر عن يوم الاثنين لكونه قام بالأمر بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، فناسب أن تكون وفاته متأخرة عن الوقت الذي قبض فيه ، عليه الصلاة والسلام ، وقيل : إنما سأل أبو بكر ، رضي الله تعالى عنه ، عن ذلك بصيغة الاستفهام توطئة لعائشة للصبر على فقده ، لأنه لم تكن خرجت من قلبها الحرقة ، لموت النبي صلى الله عليه وسلم ، ولو كان ذكر ابتداء من أمر موته لدخل عليها غم عظيم من ذلك ، وتجديد حزن ، لأنه كان يكون حينئذ غم على غم وحزن على حزن ، ولم يقصد أبو بكر ذلك ، وقال بعضهم : يحتمل أن يكون السؤال عن قدر الكفن على حقيقته لأنه لم يحضر ذلك لاشتغاله بأمر البيعة . انتهى . قلت : ما أبعد هذا عن منهج الصواب ، لأنا قد ذكرنا أن السؤال والجواب إنما كانا في مرض موت أبي بكر ، رضي الله تعالى عنه ، لأجل الموافقة والاتباع ، وأين كان وقت اشتغاله بأمر البيعة من هذا الوقت الذي كان فيه مريضا مرض الموت ، ومن البعيد أن لا يحضر أبو بكر ، رضي الله تعالى عنه ، تكفين النبي صلى الله عليه وسلم مع كونه أقرب الناس إليه في كل شيء ، ومع هذا كانت البيعة في اليوم الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوم الاثنين ، والتكفين كان وقت دفنه ليلة الأربعاء . قاله ابن إسحاق . فإن قلت : قال الواقدي : كانت البيعة يوم الاثنين قلت : كانت يوم الاثنين يوم السقيفة ، وكانت البيعة العامة يوم الثلاثاء ، قاله الزهري وغيره . قوله : ( بيض ) ، بكسر الباء الموحدة جمع : أبيض . قوله : ( سحولية ) ، بفتح السين المهملة : نسبة إلى سحول ، قرية باليمن ، وقد مر الكلام فيه مستوفى في : باب الثياب البيض للكفن ، قوله : ( وقال لها ) أي : قال أبو بكر لعائشة ، رضي الله تعالى عنها ، في أي يوم توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال بعضهم : وأما تعيين اليوم فنسيانه أيضا يحتمل ، لأنه صلى الله عليه وسلم دفن ليلة الأربعاء ، فيمكن أن يحصل التردد : هل مات يوم الاثنين أو الثلاثاء ؟ انتهى قلت : هذا أبعد من الأول ، لأنه كيف يخفى عليه ذلك وقد بويع له في ذلك اليوم بيعة السقيفة ؟ وأيضا كان ذلك اليوم يوم اختلاف الصحابة فيه في موته ، فمن قائل ، قال : مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن قائل قال : لم يمت ومنهم عمر ، رضي الله تعالى عنه ، حتى خطب أبو بكر إلى جانب المنبر ، وبين لهم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، فأزال الجدال وأزاح الإشكال . وكيف يخفى عليه مثل ذلك اليوم مع قرب العهد ، وإنما كان وجه سؤاله ليعلمها أنه كان يتمنى أن تكون وفاته يوم الاثنين ، ولم يكن سؤاله عن حقيقة ذلك ، وإنما قالت عائشة ، رضي الله تعالى عنها ، يوم الاثنين تطييبا لقلبه ، لما قال أبو بكر ، رضي الله تعالى عنه ، في أي يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ويوم الاثنين منصوب على الظرفية . قوله : ( قال فأي يوم هذا ؟ ) أي : قال أبو بكر ، رضي الله تعالى عنه ، أي يوم هذا ؟ وأشار به إلى اليوم الذي كان مريضا فيه ، وكان آخر أيامه ، ولم يكن موته فيه لما ذكرنا قوله : ( قلت يوم الاثنين ) ، برفع اليوم لأنه خبر مبتدأ محذوف تقديره : هذا اليوم يوم الاثنين . قوله : ( أرجو فيما بيني وبين الليل ) ، وفي رواية المستملي : ( وبين الليلة ) ومعناه : أرجو من الله تعالى أن يكون موتي فيما بين الوقت الذي أنا فيه وبين الليل الذي يأتي ، يعني يكون يوم الاثنين ليكون موته في يوم موت النبي صلى الله عليه وسلم ، ومع هذا توفي ليلة الثلاثاء بين المغرب والعشاء الآخرة لثمان بقين من جمادي الآخرة سنة ثلاث عشرة من الهجرة ،
فابن حجر ما اعطى راليه الصريح بل لمح الى ماقيل ومايحتمل من ذلك القيل
بينما العيني اعطى رايه الصريح وبين ادلته
تعليق