هكذا قتل الطيار الروسي على ايدي زعران السفاح اردوغان
http://wpc.be1e.edgecastcdn.net/00BE...83_25f_4x3.mp4
***
* ’سبوتنيك’: ماذا وراء ’الطعنة’ التركية؟
"يُعتقد أن تركيا هاجمت طائرة عسكرية روسية فوق الأراضي السورية وفقًا لقرار متعمد"، هذا ما ذكرته وكالة "سبوتنيك" في مقال نشرته اليوم.
وأضافت "تحطمت طائرة عسكرية روسية من طراز "سو-24" في سوريا، يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني. وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن طائرة سو-24 أسقطها صاروخ من نوع "جو/جو" أطلقته مقاتلة تركية من طراز "إف-16".
كذلك تحدث عن وصف الرئيس الروسي للهجوم الذي تعرضت له الطائرة الروسية فوق الأراضي السورية، بـ"الطعنة في ظهر محاربي الإرهاب".
الوكالة نقلت عن مسؤول برلماني روسي، "أنه تم إسقاط الطائرة الروسية وفقًا لقرار مدروس متعمد".
وقال أليكسي بوشكوف، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي (الدوما)، عبر موقع "تويتر": لم يمكن إلا أن تعرف تركيا أن الطائرة المستهدفة هي الطائرة الروسية، وأضاف: إنها طعنة مدروسة ومتعمدة.

أردوغان والارهاب
كما أشار المقال إلى أن أوساط مراقبة اعتبرت "أنه لم يكن مصادفة أن تقرر الحكومة التركية إسقاط الطائرة الروسية فوق الأراضي السورية في جبهة ريف اللاذقية، وذلك لأن أنقرة شعرت أن الجيش السوري المدعوم بغطاء جوي من المقاتلات الروسية بات على وشك السيطرة على كامل جبهة ريف اللاذقية خلال الأيام القادمة، وأن المعركة الدائرة هناك باتت شبه محسومة لصالح دمشق".
والأغلب ظنًا، تابعت "سبوتنيك" "أن تركيا قررت إسقاط الطائرة الروسية بسبب الخوف المتنامي من القدرات الاستطلاعية السورية التي تأمنت بعد السيطرة الأخيرة على جبل زاهي والتلال القريبة من الحدود التركية، والتي تساعد الجيش السوري والطيران الروسي على رصد تحركات المسلحين داخل الأراضي التركية بعمق 30 كيلومترا، إضافة لقدرتها على مد غرف العمليات الروسية بالمعلومات اللوجستية التي تمكن الطائرات الحربية من ضرب أهدافها القادمة من الحدود التركية".
وختم المقال "من الواضح أن تسارع الأحداث في سوريا والتقدم الكبير للجيش السوري بمساندة الطيران الحربي الروسي في الميدان أزعج الحكومة التركية، خاصة بعد السيطرة على عدد كبير من التلال والقرى القريبة من الحدود التركية في ريف اللاذقية، كان آخرها جبل زاهي وتلتي الغنمة والغدر، حيث منحت الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني ضوءا أخضر للسيطرة على باقي مناطق ريف اللاذقية الشمالي وفي مقدمتها بلدة سلمى وربيعة. شعور تركيا بأن معارك اللاذقية أصبحت محسومة تماماً لصالح الجيش السوري دفعها للتشويش على سير المعارك هناك وإسقاط الطائرة العسكرية الروسية".
***
* خبير عسكري يتحدث عن اسقاط الطائرة الروسية والرد المحتمل

طائرة روسية اسقطتها تركيا في سوريا
فيديو:
http://wpc.be1e.edgecastcdn.net/00BE...24_25f_4x3.mp4
بيروت (العالم) - 25/11/2015 –
أكد خبير عسكري واستراتيجي أن تركيا أخطأت التقدير بإقدامها على اسقاط الطائرة المقاتلة الروسية التي كانت بمهمة قتالية في سوريا، معتبرا أن تركيا ارتكبت عدوانا وفقا لقواعد القانون الدولي والاعراف العسكرية.
وقال الدكتور امين حطيط في حوار مع قناة العالم الإخبارية ضمن برنامج بانوراما مساء الثلاثاء إن الوقائع والمعطيات التي أعلن عنها حتى الآن تمكننا من القول بأن الطائرة اسقطت فوق الارض السورية، خاصة وان الطيارين الذين هبطوا بالمظلة نزلوا في منطقة تصل الى عمق 6 كيلومتر داخل سوريا، وبالتالي في التحليل العسكري يعتقد أن الطائرة كانت ايضا فوق الارض السورية، ثم قذف بالطائرة والطيار الى عمق اكثر.

وأضاف: ولهذا السبب نحن نميل بشكل مؤكد الى الأخذ بالرواية الروسية بأن الطائرة كانت على بعد كيلومتر ونيف من الحدود بين سوريا وتركيا، وعندما سقطت الطائرة وقفز الطياران بالمظلات، دخلوا أكثر في العمق السوري، والفيديو الذي انتشر بعدها يظهر أحد الطيارين جريحا أو كجثة، كان ضمن المنطقة التي يتواجد فيها المسلحون الذين ترعاهم تركيا وهم ضمن الارض السورية.
وتابع حطيط: فبالتالي مجمل المعطيات في تحليلها تقودنا الى الاخذ بالرواية الروسية والقول بأن تركيا استهدفت الطائرة وهي في الأجواء السورية، وهي في ذلك ارتكبت عدوانا وفقا لقواعد القانون الدولي ووفقا للاعراف العسكرية.
مقارنة بين طائرات سوخوي و اف15 أو اف16
وأوضح الدكتور امين حطيط أن طائرة سوخوي ليست طائرة مقاتلة، هي طائرة قاذفة مجهزة بتسليح لأهداف أرضية وتحمل قنابل ورشاشات للإسناد الارضي، وليست معدة للإعتراض او القتال الجوي بخلاف الحال مع الـ"اف15" والـ"اف16" التي يكون إعدادها الاصلي والأساسي هو للقتال الجوي ولصراع طائرة-طائرة، وبالتالي كل من الطائرتين له مزايا تختلف، الاولى مجهزة للعمل الارضي والثانية مجهزة للعمل الجوي.
وقال حطيط: فبالتالي عندما نقول ان طائرة اف15 أو اف16 اسقطت طائرة سوخوي، فهذا امر طبيعي وبديهي في علوم الطيران، ولا ننتظر لطائرة السوخوي ان تتصدى لطائرة اف15 او تعترضها او تدخل في صراع معها.

طائرة "سو-24" الروسية
وأضاف: ولذلك نحن نعتقد ان عبارة "الطعن بالظهر" التي استعملها الرئيس بوتين، تعبر جيدا عن واقع الحال، خاصة ان الاتراك وحلفاءهم يعلمون ان الطائرة التي اسقطوها هي طائرة اسناد ارضي ولا تشكل تهديدا لطيرانهم، وهي داخل الاراضي السورية ولا تشكل تهديدا لأرضهم، اضافة الى أن هذه الطائرة تقوم بمهمة بات العالم كله يعرفها وهي مهمة قتال الإرهابيين، وبالتالي حتى لو كانت الطائرة فوق الارض التركية فلا أعتقد أن واقع الحال يبرر لتركيا أن تتدخل ضدها.
الدوافع المحتملة
واعتبر الدكتور امين حطيط أنه في الحالتين وحتى مع الرواية التركية، فإن طبيعة المهمة التي تقوم بها الطائرة الروسية تنسف الرواية التركية وتجعلنا نبحث عن الاسباب الحقيقية التي دفعت تركيا للقيام بهذه العملية، والتي برأينا تتصل اولا برغبة تركية لوقف العملية العسكرية السورية في المنطقة وتحقيق النجاحات.
وتابع حطيط: ثانيا الضغط لإبعاد الجيش السوري الذي يتلقى الإسناد الجوي من هذه الطائرة وسواها عن منطقة استراتيجية هامة بالنسبة لتركيا وهي منطقة جبال التركمان، ثالثا استدراج روسيا لنزاع مع تركيا ما يؤدي الى انحرافها عن المهمة التي جاءت من أجلها، او ما يؤدي الى استدعاء الناتو الى تركيا.
وقال: أنا أعتقد أن تركيا قد اساءت التقدير، وهناك احتمالان، الاول ان يكون القرار تركي وتريد الآن ان توزع مسؤولية هذا القرار مع الغرب، او يكون القرار اصلا هو قرار اميركي، خاصة وأن الأمر يذكرنا بإسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء وبعض التداولات الإعلامية التي تقول إن الغرب و"إسرائيل" تحديدا وراء إسقاط الطائرة بنية الضغط على روسيا لتتوقف عن دعم الجيش السوري.
واضاف: هذه النقطة وما سبقها من مواقف تركية وخاصة في الإسبوع الأخير، تشير الى ان هناك قرار تركي اتخذ بناء لتفاهم مع الاطلسي، او كان بمثابة جس نبض لروسيا ماذا تفعل، فإن ذهبت ووقعت في الإستدراج تكون قد انحرفت عن مهمتها السورية.
الرد الروسي المحتمل
وقال الدكتور أمين حطيط: إن من ينتظر ان يكون الرد عسكريا روسيا على الارض التركية فأنا أعتقد أن ظنه خاطئ، لأن روسيا ستحلل الموقف بدقة ولا تنزلق الى كمين قد يكون نصب لها من قبل تركيا او الحلف الاطلسي، لذلك أعتقد أن الرد الذي ننتظره من روسيا، وهذا ما تتجه اليه، سيكون في ثلاثة اتجاهات.
وتابع: الإتجاه الأول إتجاه حمائي دفاعي زجري، وهذا يعني أن تقدم روسيا على نشر منظومات دفاع جوي فاعلة على الساحل السوري وعلى الحدود السورية بشكل يمكنها من فرض حظر للطيران المعادي بأي هوية او جنسية كان، وسيكون اول من يستهدف في هذا المجال الطيران التركي او اي طيران يخدمه أو يؤازره، وبهذا تسقط روسيا اي تفكير تركي بإقامة المنطقة العازلة سواء في الشمال او الشمال الغربي.

الاركان العامة الروسية تعلن قرار موسكو بقطع جميع اتصالاتها العسكرية مع أنقرة
واضاف حطيط: الرد الثاني اعتقد انه سيكون هناك تسريع للعمل العسكري البري بدعم من العمليات العسكرية الجوية لإنهاء وجود المسلحين في المنطقة التي تعني بشكل مباشر تركيا والتي تعتبرها استراتيجية.
وصرح: المسألة الثالثة قد لا تكون عسكرية او ميدانية، قد تكون سياسية او اقتصادية وذات طابع دبلوماسي تنسيقي بدأتها روسيا بقطع الإتصال العسكري مع تركيا، وستطورها بشكل الضغط الإقتصادي والسياسي.
***
* الحماقة العثمانية تؤدي إلى مكاسب سورية: اس-400 في اللاذقية

أمعن الأخونجي العثماني في تماديه بدعم إرهاب الإسلام السياسي محاولا تحقيق أكثر من هدف، أولها وأهمها إسقاط الدولة السورية وتحويلها إلى "توابع" لإمبراطوريته التي يحاول استعادته تحت عنوان "إسلامي" هذه المرة بدلا من عنوانها القديم "العثماني"، دعما عسكريا مباشرا عبر دباباته ومرتزقة جيشه وضباط استخباراته، وماليا واقتصاديا وسياسيا.
إلا أن فشله الذريع في مشاريعه كافة، من استخدام ورقة اللاجئين السوريين الهاربين من إرهاب مرتزقته إلى أوروبا، مرورا باندحار مرتزقته أمام التحالف النوعي للجيشين السوري والروسي خاصة في ريف اللاذقية الشمالي، وليس نهاية برمي حلفائه الغربيين لأوهامه حول "المنطقة العازلة" في المزبلة رغم كل ما بذله من أجلها، كل ذلك يشكل أرضية فعلية للحماق التي ارتكبها أمس عبر إسقاطه طائرة حربية روسية كانت تحلق باطمئنان معتقدة أن الإرهاب العثماني لن يتوجه إليها بعد أن تمكنت روسيا من وضع قواعد اساسية مع أمريكا خصوصا والغرب عموما فيما يخص العمليات العسكرية التي تقوم بها بالتشارك مع الجيش السوري.
هذه الحماقة سيدفع العثماني ثمنها غاليا جدا. فمن جهة ستتضرر السياحة التركية التي يشكل الروس نسبة مهمة منها، وانكشفت فورا حقيقة أن الناتو (الذين تتقاوى به دائما) ليس بصدد مجاراتها في حماقاتها، بل هو يستخدمها كـ"جدار دفاعي" عن أوروبا نفسها لا أكثر.
لكن الأهم أن العثماني الأخونجي قد خسر أي فرصة بعد اليوم لتقديم أي دعم مباشر لإرهابييه ومرتزقته في أحرار الشام وجيش الفتح والنصرة وداعش.
روسيا ردت فوريا بقوة: قطع كافة الاتصالات العسكرية مع تركيا. هذا يعني أنه لم يعد لدى تركيا أي إمكانية لتتواصل مع العمليات العسكرية التي يقوم بها التحالف ضد الإرهابيين. بل ستكون دائما تحت وطأة احتمالات مفتوحة تطال حتى آخر ذرة من تراب سورية دون أن تتمكن من فعل شيء.
وأيضا: صدرت الأوامر للطراد "موسكو" بنشر منظومة الصواريخ التي يحملها، والمشابهة لمنظومة "اس -300" المضادة للطائرات، على ساحل اللاذقية. الأمر الذي يعني أن أجواء المنطقة الشمالية الغربية لسورية، كاملة، باتت تحت حماية هذه المنظومة. وصارت أي طائرة تركية تتحرك في أي منطقة من جنوب تركيا، في مصلى نيران هذه الصواريخ.
وهذا بحد ذاته أمر خطير جدا على تركيا بعد أن قطعت الاتصالات العسكرية.
واليوم: رئيس الأركان الروسي يعلن: سيتم نشر منظومة "إس-400" للدفاع الجوي في قاعدة حميميم في محافظة اللاذقية. وهذه المنظومة لا تهدد الطيران الحربي التركي فحسب، بل تطال جميع أنواع الطائرات العسكرية، ويشمل مداها إلى أواسط سورية.
وهي منظومة متطورة للدفاع الجوي كانت سورية قد وقعت عقودا للحصول عليها منذ 2010، إلا أن تطورات الأزمة السورية أوقفت العقد.
يضاف إلى كل ذلك ما لم يكن بحساب الأخونجي الأحمق: فتحت الأبواب الروسية على نشر كل المعلومات المتعلقة بالإرهابيين الأخونجية الذين يحكمون أنقرة. فاليوم تتالت التصريحات التي تؤكد علاقة المسؤولين الأتراك بداعش الإرهابي، وكيف تقوم الصفقات التجارية بينهما. وهذا الهجوم "الإعلامي" سيكون له تأثير كبير نظرا لتمكن أردوغان السفاح من كم أفواه جميع وسائل الإعلام التركية التي رصدت ووثقت دعمه للإرهابيين. وسيعوض اليوم المعلومات الروسية عن النقص الذي حدث نتيجة ذلك القمع.
الأخونجي الإرهابي في أنقرة، ككل أخونجي آخر: مهما ادعى "العقلانية والحضارة"، فإن بنية عقيدته نفسها القائمة على الإرهاب والتدمير وإخضاع البشرية لتصوراتهم المريضة عن الإسلام، سيأتي يوم لكي يكشف فيه حقيقة أنه لا يرى في العالم لا حضارة ولا دولا ولا علاقات دولية.. بل فقط إرهاب يتحين الفرصة ليطل برأسه كما فعل بإسقاطه الطائرة الروسية.
ولكنه، هذه المرة، سيدفع الثمن غاليا جدا بأكثر مما كان يتصور. وبعكس ما كان يتأمل.
***
* كيف سيرد القيصر على "الطعنة" التركية.. وأين؟
علاء الرضائي
لجوء تركيا الى حضن الناتو بعد فعلتها في اسقاط طائرة السو 24 الروسية، ليس حراكاً دبلوماسياً طبيعياً في مثل هذه الأحوال، بل تعبير واضح عن الخوف والارتباك من تبعات الغضب الروسي او كما عبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محاولة تركية لجرَ الناتو كي يصبح ظهيراً لـ"داعش"!
الخطوة التركية ومع الأخذ بحجمها ومستوى خطورتها، من المستبعد ان تكون انفعالة اردوغانية على خلفية فوز حزبه بالانتخابات التشريعية، لان رصد المواقف الغربية ومنها الأميركي وكلامهم عن حق تركيا في دفع التهديدات التي تطالها والدفاع عن سيادتها وما اردفوه عن ضرورة ضبط النفس وصعوبة تحديد الحدود بين سوريا وتركيا، وايضا التأكيد على حرب "داعش" دون سواها من التنظيمات المسلحة في سوريا، ندرك جيداً ان ما حصل جزء من مخطط تركي ـ غربي هدفه التصعيد من أجل التفاهم مع روسيا بعد ان أخلت عملياتها العسكرية بميزان القوى في سوريا وجعلت الجيش السوري قريبا من الحدود التركية وبالتالي قطع خطوط تمويل الارهابيين.
ولعل في اصرار الرئيس التركي على موقف بلاده ما يشير الى ذلك بوضوع حيث صرح "بأن تركيا ستدافع عن أمنها ومصالحها وأمن ومصالح حلفائها".. والمقصودون بالحلفاء ـ طبعاً ـ كل التنظيمات المقاتلة في سوريا على اختلاف درجات ارهابها!
من الجماعات التركمانية الانفصالية و"الجيش الحر" حتى "جبهة النصرة" و"داعش" مروراً بكل المفردات الارهابية المتحركة بين طرفي هذا الطيف.
وبما ان تركيا جعلت من نفسها وموقعها السند الاساس للوجود الارهابي في سوريا من خلال:
1 - دعم مباشر بالسلاح والعتاد والاستخبارات والسياسة والاعلام فضلا عن العلاج والمأوى لبعض التنظيمات والجماعات المسلحة التي تتبناها الحكومة التركية.
2 - تسهيل المرور والتنقل والامداد القادم من الخارج بأشراف كامل من جهاز المخابرات التركي وتقديم بعض الخدمات التجارية والعلاجية لبعض التنظيمات الاخرى، كالنصرة المدعومة من قبل الحليف الخليجي لتركيا (قطر).
3 - مساعدات غير مباشرة وغير مسلحة وصمت استخباري ازاء نشاط "داعش"، ودعم صحي وعلاجي وتعامل نفطي وتجاري، في مقابل محاولة ادارة التنظيم لصالح اهداف حكومة انقرة وحلفائها الاقليميين والدوليين، بالضبط كما حصل في عملية احتلال الموصل من قبل "داعش" واسقاط حكومة رئيس الوزراء العراقي (السابق) نوري المالكي.
وبما ان تركيا تأوي مليون ونصف المليون لاجئ سوري، فأنها تحاول وبالتعاون مع الغرب وضلعي مثلثها الاقليمي الآخرين (السعودية وقطر) تطبيق مشروعها بأقامة منطقة آمنة على امتداد حدودها مع سوريا وفي داخل الاراضي السورية، تؤمن لها مع الناتو غطاءاً أمنياً وتتحول الى قاعدة للفصائل المسلحة التي تدعمها ومنطقة تحكمها المعارضة في مقابل الحكومة السورية الشرعية.. مشروع يضمن لأنقرة نفوذها وسيطرتها على مستقبل الدولة السورية.
هنا يأتي مخطط اسقاط الطائرة الروسية المقاتلة.. فبذريعة "ضرورة" الفصل بين القوات المقاتلة لـ"داعش" جوياً، تأمل أنقرة بمنطقة عازلة يمنع فيها الطيران الروسي والسوري من قصف تجمعات ومراكز الارهابيين بمختلف تسمياتهم، كخطوة اولى لعزل هذه المناطق من خلال تسليحها بما يمنع تقدم الجيش السوري على الأرض وحتى بناء جدار عازل لها مع الوطن (سوريا) الى حين حلَ الأزمة القائمة حالياً.
لكن هل سينجح هذا السيناريو ويحول دون اتجاه الجيش السوري والمقاتلات الروسية لتأمين حدود سوريا مع الدول المهددة لأمنها القومي والتي تشكل الطريق والعمق الاستراتيجي الذي يمد المسلحين؟
بأعتقادي.. الأمر يتعلق برمته بالموقف الروسي أولاً وخياراته في الرد، وثانياً بقوة الموقف الميداني للجيش السوري وحلفائه واسراعه في تنظيف الحدود مع تركيا من "كسب" الى "جبل التركمان" حتى شمال غرب حلب، لسد جزء مهم من طرق الامداد التركي للارهابيين وحصرهم باتجاه الرقة وشرق حلب، مع الدفع بالجيش والقوات الكردية من جهة الحسكة وعين العرب باتجاه مناطق شرق الفرات المحاذية للحدود التركية.. بما يضيق مساحات التدخل التركي المباشر في الميدان السوري.
صراع الارادات كبير والمواجهة ليست هينة، لكن تركيا ايضا هشة وخاصة اذا ضربة مشاريعها الاقتصادية في روسيا والبلدان الحليفة لها وتضررت سياحتها ولربما ستقلل من انتفاخة "السلطان العثماني" الجديد بعد انتصاره الانتخابي.. لكن وكما قلت الأمر يرتبط مباشرة بردَ فعل الدب الروسي، مع تراكم التهديد الغربي التركي ضد الأمن القومي الروسي من انغوشيا الى القرم حتى جبل التركمان.. فهو من يختار الزمان والمكان ولا أعتقد ان الروس سيتأخرون كثيراً..
لقد جرح الاتراك كرامة القيصر وبالغوا في الاساءة اليه..
http://wpc.be1e.edgecastcdn.net/00BE...83_25f_4x3.mp4
***
* ’سبوتنيك’: ماذا وراء ’الطعنة’ التركية؟
"يُعتقد أن تركيا هاجمت طائرة عسكرية روسية فوق الأراضي السورية وفقًا لقرار متعمد"، هذا ما ذكرته وكالة "سبوتنيك" في مقال نشرته اليوم.
وأضافت "تحطمت طائرة عسكرية روسية من طراز "سو-24" في سوريا، يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني. وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن طائرة سو-24 أسقطها صاروخ من نوع "جو/جو" أطلقته مقاتلة تركية من طراز "إف-16".
كذلك تحدث عن وصف الرئيس الروسي للهجوم الذي تعرضت له الطائرة الروسية فوق الأراضي السورية، بـ"الطعنة في ظهر محاربي الإرهاب".
الوكالة نقلت عن مسؤول برلماني روسي، "أنه تم إسقاط الطائرة الروسية وفقًا لقرار مدروس متعمد".
وقال أليكسي بوشكوف، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي (الدوما)، عبر موقع "تويتر": لم يمكن إلا أن تعرف تركيا أن الطائرة المستهدفة هي الطائرة الروسية، وأضاف: إنها طعنة مدروسة ومتعمدة.

أردوغان والارهاب
كما أشار المقال إلى أن أوساط مراقبة اعتبرت "أنه لم يكن مصادفة أن تقرر الحكومة التركية إسقاط الطائرة الروسية فوق الأراضي السورية في جبهة ريف اللاذقية، وذلك لأن أنقرة شعرت أن الجيش السوري المدعوم بغطاء جوي من المقاتلات الروسية بات على وشك السيطرة على كامل جبهة ريف اللاذقية خلال الأيام القادمة، وأن المعركة الدائرة هناك باتت شبه محسومة لصالح دمشق".
والأغلب ظنًا، تابعت "سبوتنيك" "أن تركيا قررت إسقاط الطائرة الروسية بسبب الخوف المتنامي من القدرات الاستطلاعية السورية التي تأمنت بعد السيطرة الأخيرة على جبل زاهي والتلال القريبة من الحدود التركية، والتي تساعد الجيش السوري والطيران الروسي على رصد تحركات المسلحين داخل الأراضي التركية بعمق 30 كيلومترا، إضافة لقدرتها على مد غرف العمليات الروسية بالمعلومات اللوجستية التي تمكن الطائرات الحربية من ضرب أهدافها القادمة من الحدود التركية".
وختم المقال "من الواضح أن تسارع الأحداث في سوريا والتقدم الكبير للجيش السوري بمساندة الطيران الحربي الروسي في الميدان أزعج الحكومة التركية، خاصة بعد السيطرة على عدد كبير من التلال والقرى القريبة من الحدود التركية في ريف اللاذقية، كان آخرها جبل زاهي وتلتي الغنمة والغدر، حيث منحت الجيش السوري وقوات الدفاع الوطني ضوءا أخضر للسيطرة على باقي مناطق ريف اللاذقية الشمالي وفي مقدمتها بلدة سلمى وربيعة. شعور تركيا بأن معارك اللاذقية أصبحت محسومة تماماً لصالح الجيش السوري دفعها للتشويش على سير المعارك هناك وإسقاط الطائرة العسكرية الروسية".
***
* خبير عسكري يتحدث عن اسقاط الطائرة الروسية والرد المحتمل

طائرة روسية اسقطتها تركيا في سوريا
فيديو:
http://wpc.be1e.edgecastcdn.net/00BE...24_25f_4x3.mp4
بيروت (العالم) - 25/11/2015 –
أكد خبير عسكري واستراتيجي أن تركيا أخطأت التقدير بإقدامها على اسقاط الطائرة المقاتلة الروسية التي كانت بمهمة قتالية في سوريا، معتبرا أن تركيا ارتكبت عدوانا وفقا لقواعد القانون الدولي والاعراف العسكرية.
وقال الدكتور امين حطيط في حوار مع قناة العالم الإخبارية ضمن برنامج بانوراما مساء الثلاثاء إن الوقائع والمعطيات التي أعلن عنها حتى الآن تمكننا من القول بأن الطائرة اسقطت فوق الارض السورية، خاصة وان الطيارين الذين هبطوا بالمظلة نزلوا في منطقة تصل الى عمق 6 كيلومتر داخل سوريا، وبالتالي في التحليل العسكري يعتقد أن الطائرة كانت ايضا فوق الارض السورية، ثم قذف بالطائرة والطيار الى عمق اكثر.

وأضاف: ولهذا السبب نحن نميل بشكل مؤكد الى الأخذ بالرواية الروسية بأن الطائرة كانت على بعد كيلومتر ونيف من الحدود بين سوريا وتركيا، وعندما سقطت الطائرة وقفز الطياران بالمظلات، دخلوا أكثر في العمق السوري، والفيديو الذي انتشر بعدها يظهر أحد الطيارين جريحا أو كجثة، كان ضمن المنطقة التي يتواجد فيها المسلحون الذين ترعاهم تركيا وهم ضمن الارض السورية.
وتابع حطيط: فبالتالي مجمل المعطيات في تحليلها تقودنا الى الاخذ بالرواية الروسية والقول بأن تركيا استهدفت الطائرة وهي في الأجواء السورية، وهي في ذلك ارتكبت عدوانا وفقا لقواعد القانون الدولي ووفقا للاعراف العسكرية.
مقارنة بين طائرات سوخوي و اف15 أو اف16
وأوضح الدكتور امين حطيط أن طائرة سوخوي ليست طائرة مقاتلة، هي طائرة قاذفة مجهزة بتسليح لأهداف أرضية وتحمل قنابل ورشاشات للإسناد الارضي، وليست معدة للإعتراض او القتال الجوي بخلاف الحال مع الـ"اف15" والـ"اف16" التي يكون إعدادها الاصلي والأساسي هو للقتال الجوي ولصراع طائرة-طائرة، وبالتالي كل من الطائرتين له مزايا تختلف، الاولى مجهزة للعمل الارضي والثانية مجهزة للعمل الجوي.
وقال حطيط: فبالتالي عندما نقول ان طائرة اف15 أو اف16 اسقطت طائرة سوخوي، فهذا امر طبيعي وبديهي في علوم الطيران، ولا ننتظر لطائرة السوخوي ان تتصدى لطائرة اف15 او تعترضها او تدخل في صراع معها.
طائرة "سو-24" الروسية
وأضاف: ولذلك نحن نعتقد ان عبارة "الطعن بالظهر" التي استعملها الرئيس بوتين، تعبر جيدا عن واقع الحال، خاصة ان الاتراك وحلفاءهم يعلمون ان الطائرة التي اسقطوها هي طائرة اسناد ارضي ولا تشكل تهديدا لطيرانهم، وهي داخل الاراضي السورية ولا تشكل تهديدا لأرضهم، اضافة الى أن هذه الطائرة تقوم بمهمة بات العالم كله يعرفها وهي مهمة قتال الإرهابيين، وبالتالي حتى لو كانت الطائرة فوق الارض التركية فلا أعتقد أن واقع الحال يبرر لتركيا أن تتدخل ضدها.
الدوافع المحتملة
واعتبر الدكتور امين حطيط أنه في الحالتين وحتى مع الرواية التركية، فإن طبيعة المهمة التي تقوم بها الطائرة الروسية تنسف الرواية التركية وتجعلنا نبحث عن الاسباب الحقيقية التي دفعت تركيا للقيام بهذه العملية، والتي برأينا تتصل اولا برغبة تركية لوقف العملية العسكرية السورية في المنطقة وتحقيق النجاحات.
وتابع حطيط: ثانيا الضغط لإبعاد الجيش السوري الذي يتلقى الإسناد الجوي من هذه الطائرة وسواها عن منطقة استراتيجية هامة بالنسبة لتركيا وهي منطقة جبال التركمان، ثالثا استدراج روسيا لنزاع مع تركيا ما يؤدي الى انحرافها عن المهمة التي جاءت من أجلها، او ما يؤدي الى استدعاء الناتو الى تركيا.
وقال: أنا أعتقد أن تركيا قد اساءت التقدير، وهناك احتمالان، الاول ان يكون القرار تركي وتريد الآن ان توزع مسؤولية هذا القرار مع الغرب، او يكون القرار اصلا هو قرار اميركي، خاصة وأن الأمر يذكرنا بإسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء وبعض التداولات الإعلامية التي تقول إن الغرب و"إسرائيل" تحديدا وراء إسقاط الطائرة بنية الضغط على روسيا لتتوقف عن دعم الجيش السوري.
واضاف: هذه النقطة وما سبقها من مواقف تركية وخاصة في الإسبوع الأخير، تشير الى ان هناك قرار تركي اتخذ بناء لتفاهم مع الاطلسي، او كان بمثابة جس نبض لروسيا ماذا تفعل، فإن ذهبت ووقعت في الإستدراج تكون قد انحرفت عن مهمتها السورية.
الرد الروسي المحتمل
وقال الدكتور أمين حطيط: إن من ينتظر ان يكون الرد عسكريا روسيا على الارض التركية فأنا أعتقد أن ظنه خاطئ، لأن روسيا ستحلل الموقف بدقة ولا تنزلق الى كمين قد يكون نصب لها من قبل تركيا او الحلف الاطلسي، لذلك أعتقد أن الرد الذي ننتظره من روسيا، وهذا ما تتجه اليه، سيكون في ثلاثة اتجاهات.
وتابع: الإتجاه الأول إتجاه حمائي دفاعي زجري، وهذا يعني أن تقدم روسيا على نشر منظومات دفاع جوي فاعلة على الساحل السوري وعلى الحدود السورية بشكل يمكنها من فرض حظر للطيران المعادي بأي هوية او جنسية كان، وسيكون اول من يستهدف في هذا المجال الطيران التركي او اي طيران يخدمه أو يؤازره، وبهذا تسقط روسيا اي تفكير تركي بإقامة المنطقة العازلة سواء في الشمال او الشمال الغربي.

الاركان العامة الروسية تعلن قرار موسكو بقطع جميع اتصالاتها العسكرية مع أنقرة
واضاف حطيط: الرد الثاني اعتقد انه سيكون هناك تسريع للعمل العسكري البري بدعم من العمليات العسكرية الجوية لإنهاء وجود المسلحين في المنطقة التي تعني بشكل مباشر تركيا والتي تعتبرها استراتيجية.
وصرح: المسألة الثالثة قد لا تكون عسكرية او ميدانية، قد تكون سياسية او اقتصادية وذات طابع دبلوماسي تنسيقي بدأتها روسيا بقطع الإتصال العسكري مع تركيا، وستطورها بشكل الضغط الإقتصادي والسياسي.
***
* الحماقة العثمانية تؤدي إلى مكاسب سورية: اس-400 في اللاذقية

أمعن الأخونجي العثماني في تماديه بدعم إرهاب الإسلام السياسي محاولا تحقيق أكثر من هدف، أولها وأهمها إسقاط الدولة السورية وتحويلها إلى "توابع" لإمبراطوريته التي يحاول استعادته تحت عنوان "إسلامي" هذه المرة بدلا من عنوانها القديم "العثماني"، دعما عسكريا مباشرا عبر دباباته ومرتزقة جيشه وضباط استخباراته، وماليا واقتصاديا وسياسيا.
إلا أن فشله الذريع في مشاريعه كافة، من استخدام ورقة اللاجئين السوريين الهاربين من إرهاب مرتزقته إلى أوروبا، مرورا باندحار مرتزقته أمام التحالف النوعي للجيشين السوري والروسي خاصة في ريف اللاذقية الشمالي، وليس نهاية برمي حلفائه الغربيين لأوهامه حول "المنطقة العازلة" في المزبلة رغم كل ما بذله من أجلها، كل ذلك يشكل أرضية فعلية للحماق التي ارتكبها أمس عبر إسقاطه طائرة حربية روسية كانت تحلق باطمئنان معتقدة أن الإرهاب العثماني لن يتوجه إليها بعد أن تمكنت روسيا من وضع قواعد اساسية مع أمريكا خصوصا والغرب عموما فيما يخص العمليات العسكرية التي تقوم بها بالتشارك مع الجيش السوري.
هذه الحماقة سيدفع العثماني ثمنها غاليا جدا. فمن جهة ستتضرر السياحة التركية التي يشكل الروس نسبة مهمة منها، وانكشفت فورا حقيقة أن الناتو (الذين تتقاوى به دائما) ليس بصدد مجاراتها في حماقاتها، بل هو يستخدمها كـ"جدار دفاعي" عن أوروبا نفسها لا أكثر.
لكن الأهم أن العثماني الأخونجي قد خسر أي فرصة بعد اليوم لتقديم أي دعم مباشر لإرهابييه ومرتزقته في أحرار الشام وجيش الفتح والنصرة وداعش.
روسيا ردت فوريا بقوة: قطع كافة الاتصالات العسكرية مع تركيا. هذا يعني أنه لم يعد لدى تركيا أي إمكانية لتتواصل مع العمليات العسكرية التي يقوم بها التحالف ضد الإرهابيين. بل ستكون دائما تحت وطأة احتمالات مفتوحة تطال حتى آخر ذرة من تراب سورية دون أن تتمكن من فعل شيء.
وأيضا: صدرت الأوامر للطراد "موسكو" بنشر منظومة الصواريخ التي يحملها، والمشابهة لمنظومة "اس -300" المضادة للطائرات، على ساحل اللاذقية. الأمر الذي يعني أن أجواء المنطقة الشمالية الغربية لسورية، كاملة، باتت تحت حماية هذه المنظومة. وصارت أي طائرة تركية تتحرك في أي منطقة من جنوب تركيا، في مصلى نيران هذه الصواريخ.
وهذا بحد ذاته أمر خطير جدا على تركيا بعد أن قطعت الاتصالات العسكرية.
واليوم: رئيس الأركان الروسي يعلن: سيتم نشر منظومة "إس-400" للدفاع الجوي في قاعدة حميميم في محافظة اللاذقية. وهذه المنظومة لا تهدد الطيران الحربي التركي فحسب، بل تطال جميع أنواع الطائرات العسكرية، ويشمل مداها إلى أواسط سورية.
وهي منظومة متطورة للدفاع الجوي كانت سورية قد وقعت عقودا للحصول عليها منذ 2010، إلا أن تطورات الأزمة السورية أوقفت العقد.
يضاف إلى كل ذلك ما لم يكن بحساب الأخونجي الأحمق: فتحت الأبواب الروسية على نشر كل المعلومات المتعلقة بالإرهابيين الأخونجية الذين يحكمون أنقرة. فاليوم تتالت التصريحات التي تؤكد علاقة المسؤولين الأتراك بداعش الإرهابي، وكيف تقوم الصفقات التجارية بينهما. وهذا الهجوم "الإعلامي" سيكون له تأثير كبير نظرا لتمكن أردوغان السفاح من كم أفواه جميع وسائل الإعلام التركية التي رصدت ووثقت دعمه للإرهابيين. وسيعوض اليوم المعلومات الروسية عن النقص الذي حدث نتيجة ذلك القمع.
الأخونجي الإرهابي في أنقرة، ككل أخونجي آخر: مهما ادعى "العقلانية والحضارة"، فإن بنية عقيدته نفسها القائمة على الإرهاب والتدمير وإخضاع البشرية لتصوراتهم المريضة عن الإسلام، سيأتي يوم لكي يكشف فيه حقيقة أنه لا يرى في العالم لا حضارة ولا دولا ولا علاقات دولية.. بل فقط إرهاب يتحين الفرصة ليطل برأسه كما فعل بإسقاطه الطائرة الروسية.
ولكنه، هذه المرة، سيدفع الثمن غاليا جدا بأكثر مما كان يتصور. وبعكس ما كان يتأمل.
***
* كيف سيرد القيصر على "الطعنة" التركية.. وأين؟

علاء الرضائي
لجوء تركيا الى حضن الناتو بعد فعلتها في اسقاط طائرة السو 24 الروسية، ليس حراكاً دبلوماسياً طبيعياً في مثل هذه الأحوال، بل تعبير واضح عن الخوف والارتباك من تبعات الغضب الروسي او كما عبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محاولة تركية لجرَ الناتو كي يصبح ظهيراً لـ"داعش"!
الخطوة التركية ومع الأخذ بحجمها ومستوى خطورتها، من المستبعد ان تكون انفعالة اردوغانية على خلفية فوز حزبه بالانتخابات التشريعية، لان رصد المواقف الغربية ومنها الأميركي وكلامهم عن حق تركيا في دفع التهديدات التي تطالها والدفاع عن سيادتها وما اردفوه عن ضرورة ضبط النفس وصعوبة تحديد الحدود بين سوريا وتركيا، وايضا التأكيد على حرب "داعش" دون سواها من التنظيمات المسلحة في سوريا، ندرك جيداً ان ما حصل جزء من مخطط تركي ـ غربي هدفه التصعيد من أجل التفاهم مع روسيا بعد ان أخلت عملياتها العسكرية بميزان القوى في سوريا وجعلت الجيش السوري قريبا من الحدود التركية وبالتالي قطع خطوط تمويل الارهابيين.
ولعل في اصرار الرئيس التركي على موقف بلاده ما يشير الى ذلك بوضوع حيث صرح "بأن تركيا ستدافع عن أمنها ومصالحها وأمن ومصالح حلفائها".. والمقصودون بالحلفاء ـ طبعاً ـ كل التنظيمات المقاتلة في سوريا على اختلاف درجات ارهابها!
من الجماعات التركمانية الانفصالية و"الجيش الحر" حتى "جبهة النصرة" و"داعش" مروراً بكل المفردات الارهابية المتحركة بين طرفي هذا الطيف.
وبما ان تركيا جعلت من نفسها وموقعها السند الاساس للوجود الارهابي في سوريا من خلال:
1 - دعم مباشر بالسلاح والعتاد والاستخبارات والسياسة والاعلام فضلا عن العلاج والمأوى لبعض التنظيمات والجماعات المسلحة التي تتبناها الحكومة التركية.
2 - تسهيل المرور والتنقل والامداد القادم من الخارج بأشراف كامل من جهاز المخابرات التركي وتقديم بعض الخدمات التجارية والعلاجية لبعض التنظيمات الاخرى، كالنصرة المدعومة من قبل الحليف الخليجي لتركيا (قطر).
3 - مساعدات غير مباشرة وغير مسلحة وصمت استخباري ازاء نشاط "داعش"، ودعم صحي وعلاجي وتعامل نفطي وتجاري، في مقابل محاولة ادارة التنظيم لصالح اهداف حكومة انقرة وحلفائها الاقليميين والدوليين، بالضبط كما حصل في عملية احتلال الموصل من قبل "داعش" واسقاط حكومة رئيس الوزراء العراقي (السابق) نوري المالكي.
وبما ان تركيا تأوي مليون ونصف المليون لاجئ سوري، فأنها تحاول وبالتعاون مع الغرب وضلعي مثلثها الاقليمي الآخرين (السعودية وقطر) تطبيق مشروعها بأقامة منطقة آمنة على امتداد حدودها مع سوريا وفي داخل الاراضي السورية، تؤمن لها مع الناتو غطاءاً أمنياً وتتحول الى قاعدة للفصائل المسلحة التي تدعمها ومنطقة تحكمها المعارضة في مقابل الحكومة السورية الشرعية.. مشروع يضمن لأنقرة نفوذها وسيطرتها على مستقبل الدولة السورية.
هنا يأتي مخطط اسقاط الطائرة الروسية المقاتلة.. فبذريعة "ضرورة" الفصل بين القوات المقاتلة لـ"داعش" جوياً، تأمل أنقرة بمنطقة عازلة يمنع فيها الطيران الروسي والسوري من قصف تجمعات ومراكز الارهابيين بمختلف تسمياتهم، كخطوة اولى لعزل هذه المناطق من خلال تسليحها بما يمنع تقدم الجيش السوري على الأرض وحتى بناء جدار عازل لها مع الوطن (سوريا) الى حين حلَ الأزمة القائمة حالياً.
لكن هل سينجح هذا السيناريو ويحول دون اتجاه الجيش السوري والمقاتلات الروسية لتأمين حدود سوريا مع الدول المهددة لأمنها القومي والتي تشكل الطريق والعمق الاستراتيجي الذي يمد المسلحين؟
بأعتقادي.. الأمر يتعلق برمته بالموقف الروسي أولاً وخياراته في الرد، وثانياً بقوة الموقف الميداني للجيش السوري وحلفائه واسراعه في تنظيف الحدود مع تركيا من "كسب" الى "جبل التركمان" حتى شمال غرب حلب، لسد جزء مهم من طرق الامداد التركي للارهابيين وحصرهم باتجاه الرقة وشرق حلب، مع الدفع بالجيش والقوات الكردية من جهة الحسكة وعين العرب باتجاه مناطق شرق الفرات المحاذية للحدود التركية.. بما يضيق مساحات التدخل التركي المباشر في الميدان السوري.
صراع الارادات كبير والمواجهة ليست هينة، لكن تركيا ايضا هشة وخاصة اذا ضربة مشاريعها الاقتصادية في روسيا والبلدان الحليفة لها وتضررت سياحتها ولربما ستقلل من انتفاخة "السلطان العثماني" الجديد بعد انتصاره الانتخابي.. لكن وكما قلت الأمر يرتبط مباشرة بردَ فعل الدب الروسي، مع تراكم التهديد الغربي التركي ضد الأمن القومي الروسي من انغوشيا الى القرم حتى جبل التركمان.. فهو من يختار الزمان والمكان ولا أعتقد ان الروس سيتأخرون كثيراً..
لقد جرح الاتراك كرامة القيصر وبالغوا في الاساءة اليه..
تعليق