* فضيحة نفط "داعش" تتفاعل.. وموسكو تتوعد أردوغان بالمزيد

"السفير"
كشفت موسكو، للمرة الأولى، بالصور والفيديو، عن المسارات التي تستخدمها جماعة "داعش" الإرهابية لتهريب النفط المسروق من سوريا والعراق إلى تركيا.
وزادت موسكو من الضغوط على أنقرة عبر اتهامها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعائلته بالاستفادة من النفط المهرب، مقابل توريد أسلحة ومسلحين إلى الجماعة.
لكن في بادرة أمل على إمكانية إيجاد مخرج ديبلوماسي لـ "الحرب" التي اندلعت بين البلدين، منذ إسقاط تركيا طائرة الـ «سوخوي» في 24 تشرين الثاني الماضي، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في نيقوسيا أمس، موافقته على الاجتماع مع نظيره التركي مولود جاويش اوغلو على هامش مؤتمر منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في بلغراد، لكنه أضاف "سيكون من المحزن إذا لم نسمع شيئا جديدا".
واعتبر لافروف، في مؤتمر صحافي مع نظيره القبرصي يوانيس كاسوليدس، أن إسقاط القاذفة الروسية قد يكون محاولة لضرب عملية التسوية السياسية في سوريا. وأكد أن "روسيا تدعم عملية فيينا، وتعول على أن جميع المشاركين من دون استثناء في مجموعة دعم سوريا سيلتزمون التزاماً صارماً ودقيقاً بالاتفاقيات التي تم التوصل إليها في ما يخص تحضير قائمة المنظمات الإرهابية وإنشاء وفد معارضة يمثل حقيقياً في المفاوضات مع الحكومة" السورية.
وسارعت واشنطن للدفاع عن حليفها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركي مارك تونر إن "المعلومات المتوفرة لدى الولايات المتحدة هي أن تنظيم "داعش" يبيع النفط عند آبار النفط إلى وسطاء، هم بدورهم ضالعون في تهريبه عبر الحدود إلى تركيا". وأضاف "نرفض رفضاً قاطعاً القول إن الحكومة التركية تتعاون مع "داعش" لتهريب النفط عبر حدودها. لا نرى بصراحة أي دليل يدعم مثل هذا الاتهام".
وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست، من جهته، أن الولايات المتحدة غير راضية عن وجود ثغرة على حدود تركيا وسوريا، وإن بعض المناطق لم يتم تأمينها تأميناً سليماً.
موسكو تتهم أردوغان ببيع نفط "داعش"
وقال نائب وزير الدفاع الروسي اناتولي أنطونوف، في مؤتمر صحافي أمام عشرات الصحافيين في موسكو تم خلاله بث صور وأشرطة فيديو عن طرق تهريب "داعش" النفط من سوريا والعراق إلى تركيا، "يتبين أن المستهلك الرئيسي لهذا النفط المسروق من مالكيه الشرعيين، سوريا والعراق، هو تركيا".
وأضاف أن "الطبقة الحاكمة السياسية، ومن ضمنها الرئيس أردوغان وأسرته، ضالعة في هذه التجارة غير المشروعة"، معتبراً "أن استهتار الحكومة التركية لا حدود له"، موضحاً أن روسيا "حذرت مراراً من خطر التعامل مع الإرهاب".
وتابع "ربما يكون كلامي جافاً أكثر من اللازم، لكن لا يمكن لشخص إلا أن يعهد بإدارة أعمال السرقة هذه لواحد من أوثق مساعديه"، موضحاً "ألا تطرحون تساؤلات حول كون نجل الرئيس التركي يتولى رئاسة إحدى أبرز شركات النفط، وان زوج ابنته عُين وزيراً للطاقة؟ يا لها من شركة عائلية رائعة!"، معلقاً على تعيين بيرات البيرق (37 عاما) صهر اردوغان وزيرا للطاقة وعلى نجله بلال اردوغان الذي يملك مجموعة "بي ام زد" المتخصصة بالأشغال العامة والنقل البحري.
وقال أنطونوف إن "التدفقات المالية الناتجة من الإتجار بالمشتقات النفطية موجهة ليس إلى زيادة ثروة القيادة السياسية والعسكرية في تركيا فحسب، بل يعود جزء كبير من تلك الأموال بشكل أسلحة وذخيرة ومرتزقة جدد من مختلف الألوان". وتحدى السلطات التركية السماح بتفتيش المناطق التي تشير بيانات وزارة الدفاع الروسية إلى وجود طرق لتهريب النفط "الداعشي" فيها، مشيراً إلى عقد مؤتمر جديد الأسبوع المقبل للكشف عن "معلومات عن الأسلحة والمواد المتفجرة التي يجري إرسالها من تركيا إلى سوريا، وعن تدريب الإرهابيين في الأراضي التركية".
وعرض مسؤولون في وزارة الدفاع صوراً التقطت بالأقمار الاصطناعية قالوا إنها تبين طابوراً من شاحنات صهاريج محملة بنفط في منشآت يسيطر عليها "داعش" في سوريا والعراق، ثم وهي تعبر الحدود إلى تركيا. وذكروا أنهم على علم بثلاثة مسارات يمر من خلالها النفط السوري والعراقي إلى تركيا، وهي من الرقة إلى شمال غرب سوريا، ومن ثم إلى بلدة إعزاز ومنها إلى الريحانية التركية، قبل أن تنقل إلى ميناءي ديورتيول واسكندورنة. وأشاروا إلى أن هذه الشاحنات تعبر الحدود بالمئات على الرغم من العمليات القتالية الدائرة في المنطقة، وتظهر اللقطات أنه لا يجري تفتيش تلك الشحنات في الجانب التركي من الحدود. والمسار الثاني ينطلق من دير الزور إلى ريف الحسكة، فيما تنطلق الصهاريج، عبر المسار الثالث، من الحقول النفطية في ريف الحسكة وفي محيط زاخو شمال غربي العراق إلى مناطق تركية حدودية.
وأعلن ميخائيل ميزينتسيف، رئيس المركز الوطني لإدارة العمليات التابع لوزارة الدفاع، أن "قرابة ألفي إرهابي دخلوا سوريا من الأراضي التركية خلال الأسبوع الماضي للانضمام إلى صفوف داعش وجبهة النصرة، بالإضافة إلى إرسال ما يربو عن 120 طناً من الذخيرة ونحو 250 عربة، وحسب معلومات استطلاعية موثوقة بحوزتنا، ينخرط الجانب التركي في تدبير مثل هذه التحركات نظامياً ومنذ وقت طويل".
تدريبات سورية ـ روسية
وكشف مصدر أمني في ريف اللاذقية، لوكالة "فرانس برس"، أن القوات السورية والروسية تجري تدريبات مشتركة في غرب سوريا تمهيداً لعمليات عسكرية في محافظة ادلب التي تسيطر عليها مجموعات مسلحة، أبرزها "جبهة النصرة".
وقال المصدر إن "عمليات تدريب مشتركة تجري منذ نحو أسبوعين بين القوات الروسية والقوات السورية في ريف اللاذقية الشمالي"، من دون أن يحدد موعد انتهائها، موضحاً أن منطقة التدريبات "تحاكي بطبيعتها مناطق في ريف إدلب خلف خطوط العدو، حيث إنه في مرحلة مقبلة ستصبح إدلب الوجهة الأكبر والأهم للعمليات العسكرية المشتركة السورية ـ الروسية". وأوضح أن محافظة ادلب "تشكل حاليا أكبر تجمع للمجموعات المسلحة، باستثناء "داعش"، على مستوى الجغرافيا السورية".
وأشار المصدر إلى أن "المسلحين يرحلون إلى محافظة ادلب بعد التسويات" التي يتوصلون لها مع الحكومة السورية في مناطق أخرى، خصوصا أن تلك المحافظة هي "الوحيدة الخارجة عن سيطرة الدولة السورية بالكامل لمصلحة مسلحين لا ينتمون إلى "داعش".
وكشف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية ستيف وارن أن وحدة القوات الخاصة الأميركية الجديدة التي ستنتشر في العراق لشن غارات على تنظيم "داعش" في العراق وسوريا ستعد "على الأرجح مئة (عنصر) وربما أقل بقليل". وقال "ربما تكون نحو مئة، وربما أقل قليلا. سيكونون في غالبيتهم أفرادا للإسناد، تتنوع مهامهم في كل المجالات، ابتداء من الطيران إلى جمع المعلومات. لذا ستكون القوة التي ستقوم بعمليات هجومية أو قتالية صغيرة للغاية".
***
* خط قوافل «أنقرة ــ داعش»: نفط سوريا في بيت مال السلطان

إيلي حنا، أيهم مرعي - صحيفة الأخبار
لم يُعد سهلاً إخفاء خطّ «داعش ــ أنقرة» النفطيّ. التنظيم الذي يرى في تركيا «أرض نُصرة» نسج علاقة مصلحية مع أنقرة تتناسق فيها خيوط سوق النفط مقابل المال والتسهيلات الحدودي.
لم تتعرض سابقاً العلاقة بين أنقرة و«داعش» لكلّ هذه الأضواء التي تُسلّط عليها اليوم. بقيَت المسألة طيّ التحليلات، والكلام عن تقاطعات بين طرفين لديهما عدوّان مشتركان: الأسد والأكراد.
في حزيران 2014، احتجز عناصر «داعش» 49 دبلوماسياً وعاملاً في قنصلية تركيا في الموصل. التنظيم الذي ارتكب المجازر في كلّ بقعة وصل إليها في سوريا والعراق احتفظ بالمخطوفين جميعاً. لم «يُرهب» دولتهم حتى بـ«القصاص» من معتقل واحد. في أيلول من العام نفسه، زفّ رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو خبر تحرير الرهائن ووصولهم جميعاً إلى وطنهم.
أُقفل الملف، وبقيت التسريبات عن «عملية تبادل» مع «سجناء إسلاميين» في تركيا طيّ التكهنات.
كذلك، العلاقة «الاقتصادية» بين الأتراك و«داعش» لم تكن مكشوفة المعالم، وإن كانت واضحة بحيثياتها الميدانيّة. وتؤكّد المعطيات التي حصلت عليها «الأخبار» من مصادر عدّة، «تبنّي» أنقرة لنفط «داعش»، ووجود علاقة بين الطرفين على قاعدة النفط مقابل المال والسلاح و«كوريدور» حدودي لاستقبال «المهاجرين». ما نشرته وزارة الدفاع الروسيّة أمس ليس مستغرباً. وتكشف «الأخبار» بناءً على معلومات من معنيين بقطاع النفط وعاملين سابقين وخبراء، وآخرين منضوين في صفوف التنظيم، جزءاً من هذه العلاقة، وآلية وطرق نقل نفط التنظيم إلى تركيا.
مصدر في التنظيم يشرح لـ«الأخبار» طبيعة هذه العلاقة، مؤكداً أنّ «تركيا بالنسبة إلى قادة الدولة الإسلامية هي أرض نُصرة، وأي خلاف بين الطرفين سيؤثّر بالعلاقة، ومن هنا حرصوا على عدم التعرض لقبر سليمان شاه (قبل أن يُنقل إلى قرية أشمة الحدودية)». ويضيف المصدر أن «نفط الدولة يباع إلى تركيا بانتظام وعبر وسطاء». وكشف أنّ «جنود الدولة من الجنسية القطرية هم من يتسلمون ملف ثروة الدولة النفطية، لكونهم يحظون بثقة عالية من الأتراك».
المصدر الذي يتنقّل بين الرقة والموصل يروي أنّ «تركيا تتعامل مع نفط الدولة الإسلامية كغنيمة حرب ولها حصة فيه... تزداد وتنقص وفق مستوى العلاقة بين الطرفين». ويشرح: «كلما تنامت المصالح بين الدولة و(الرئيس رجب طيب) أردوغان زاد التصدير، وكلما فترت العلاقة كان الردّ باتجاه (الجيش) الحر في سوريا، وباتجاه بعض الخلايا التابعة للأحرار (حركة أحرار الشام الإسلامية)».
ويلفت إلى أنّ «تركيا هي الوسيط الناقل لهذه الثروة باتجاه دول أوروبا الشرقيّة عبر قنوات تملكها». حقيقة هذه المعطيات تتوافق في ما ذهبت إليه وزارة الدفاع الروسية أمس، بتصريحها بأنّ «تنظيم داعش يحصل على مبالغ مالية كبيرة، بالإضافة إلى الأسلحة والذخيرة ومساعدات مادية أخرى من تركيا، مقابل النفط الذي ينقل إليها». وبحسب الوزارة الروسية، فإن «الغارات دمّرت 32 مركزاً و11 معملاً لتكرير النفط و23 محطة ضخ، بالإضافة إلى تدمير 1080 شاحنة كانت تقل النفط». وهذا بالفعل ما تحقّق على الأرض. غارات الطائرات الروسيّة المستمرة في قصف موارد «داعش» الاقتصادية، وضعتها في خانة الاضمحلال التدريجي، ولا سيما في ديرالزور. إذ في هذه المحافظة، ينتج التنظيم شهرياً ما يقارب مليون و200 ألف برميل نفط. لكن الغارات أدّت إلى خروج عدد كبير من الحقول عن الخدمة، وانخفاض كبير في إنتاجها النفطي، الأمر الذي دفع التنظيم أخيراً إلى الامتناع عن تسديد «زكاة النفط» للمحتاجين عن الشهر الفائت للمرة الأولى، وهو الذي دأب على تسديدها منذ سيطرته على مواقع النفط السورية. كذلك استغنى عن العديد من العمال المحليين في المواقع النفطية واستبدل عناصره بهم، لتخفيف مصاريف الإنتاج.
ورغم صعوبة الحصول على أرقام دقيقة لإنتاج النفط السوري والكميات التي يصدرها تنظيم «داعش»، بعد سيطرته على أكثر من 60% من آبار وحقول النفط السورية، فإنّ العودة لعدد من الخبراء والفنيين العاملين بقطاع النفط قبل سيطرة «داعش» عليها أوصلتنا لأرقام تقريبية لإنتاج سوريا النفطي وما يستثمره «داعش» والأكراد من مقدرات سوريا النفطيّة. إنتاج سوريا كان يقدّر بـ380 ألف برميل يومياً في نهاية عام 2010 بحسب إحصاءات وزارة النفط السوريّة. ويعتبر ريف دير الزور الشرقي خزان التنظيم النفطي في سوريا وأهم مصادر دخله، التي تتوافر له عبر استثماره لحقول التيم والتنك والعمر والجفرة والورد، ومحطات عدّة منتشرة في الريف الديري. وتدرّ على التنظيم ثروة طائلة بعد أن نجح بإعادة استثمار معظمها إثر سيطرته عليها ربيع عام 2014 بعد معارك مع «جبهة النصرة» وحلفائها. ينتج «داعش» يومياً من مواقع النفط في ديرالزور، ما بين 25 ألفاً إلى 30 ألف برميل، وبمعدل 750 ألفاً إلى 900 ألف برميل شهرياً. فيما تُنتج الشدادي والهول والرقة التي تتبع إدارياً لمديرية حقول الجبسة، ما بين 28 ألفاً إلى 30 ألف برميل يومياً في نهاية عام 2010، عبر حقول كبيبة والهول وغونة وحويزية وتشرين وكوكب، والتي استثمر التنظيم قسماً كبيراً منها مجدداً عبر إنتاج 8 آلاف إلى 10 آلاف يومياً، وبمعدل 240 ألف إلى 300 ألف برميل شهريّاً. يضاف إليها معمل غاز كونيكو في ريف دير الزور الشرقي، ومعمل غاز الشدادي، الذي حوّلهم التنظيم من معملي غاز مرافق إلى معمل غاز منزلي، لينتج يومياً ما يقارب 5 آلاف أسطوانة، بالإضافة إلى تشغيل محطات الكهرباء الواقعة تحت سيطرته في ريف دير الزور، يضاف لها آبار في البادية السورية.
وتسيطر «وحدات حماية الشعب» الكردية على 35% من موارد النفط، من خلال تحكمها بحقول نفط رميلان، التي كانت تنتج نهاية عام 2010 نحو 160 ألف برميل يومياً عبر حقول رميلان ـ كراتشوك ـ سويدية، و14 محطة نفطية يصب فيها إنتاج أكثر من 1300 بئر نفطي وغازي، وينتج منها الأكراد حالياً ما يزيد على 20 ألف برميل يومياً، أي 600 ألف برميل شهرياً.
ويبيع التنظيم برميل النفط في منطقة التكرير (للتجار المحليين) مقابل 15$، وعلى الحدود مقابل 20$. وهو يملك محطات خاصة به توقفت حالياً عن البيع المباشر في السوق المحلية.
طريق القوافل
وفي ما يخصّ «طريق التصدير»، تقول مصادر متابعة لـ«الأخبار» إنّ «الطريق الرئيسي الذي يستخدمه التنظيم لنقل النفط معروف لدى أهالي المنطقة، ويمر بالحدود العراقية وصولاً إلى أرياف الحسكة وديرالزور والرقة وحلب». المصادر كشفت أنّ «قوافل النفط العراقي تصل من الحدود العراقية إلى ريف دير الزور الشرقي وتلتحق بها قوافل ريف الشدادي، وتعبر باتجاه بلدة مركدة في ريف الحسكة الجنوبي، ومنها إلى الرقة فجرابلس (ريف حلب الشمالي)، فالحدود التركية». وأكدت المصادر أنّ «هذا الطريق سلكته آلاف القوافل منذ أكثر من عام دون التعرض لها من طائرات التحالف الأميركي التي تقصف المنطقة بشكل متواتر».
***
* آفاق المواجهة الروسية - التركية في الميدان السوري
محمد منصور - خاص العهد
كثير من المتابعين ترقبوا ردة الفعل الروسية في الميدان على أسقاط المقاتلة التركية "F16" لقاذفة سوخوي "SU24" الروسية اثناء عودتها من مهمة قتالية قرب الحدود السورية – التركية. الملاحظة الأساسية هي أن الخطوات الروسية سواء العسكرية او السياسية و الاقتصادية كانت مدروسة ومركزة و غير منفعلة ، الا ان الردود العسكرية اتسمت بسمة أساسية وهي انها كانت في الحقيقة "تسريع" الخطة الروسية في سوريا.
لذلك، نستطيع ان نلخص الخطوات الروسية بما يلي:
* قامت القيادة العسكرية الروسية فورا بإنهاء كافة الاتصالات المتبادلة مع نظيرتها التركية وأوقفت عمل ضابط الاتصال الروسي الذي تواجد في السفارة الروسية في أنقرة للتنسيق بين الجانبين فيما يتعلق بالطلعات الجوية الروسية في سوريا، وشرعت قيادة العمليات الجوية الروسية في قاعدة حميميم الجوية بالتركيز الشديد في عمليات القصف على مناطق شمال اللاذقية "جبل التركمان" إلى جانب الاستهداف المتكرر للشاحنات المرسلة من تركيا الى المجموعات الأرهابية عبر معبر باب الهوى ومناطق تجمعها في مدينة أعزاز وفرض مراقبة جوية لصيقة لهذا المعبر بالذات والحدود السورية التركية بشكل عام.
كانت الخطوة الأبرز التالية على المستوى العسكري هي مراجعة إجراءات الدفاع الجوي الروسي لمنع اي احتمالية لتكرار حادث السوخوي، منذ بدء العمليات الجوية الروسية في سوريا كان واضحا جدا ان قيادة هذه العمليات تضع في الحسبان إمكانية حدوث اي اشتباكات جوية او محاولات لإسقاط القاذفات المشاركة في العمليات، المؤشرات التي دلت على ذلك كانت كثيرة ومنها:
* وجود منظومة الحرب الالكترونية ذاتية الحركة "1RL257E" المعروفة باسم "Krasuha-4" و تتمركز في القاعدة الجوية الروسية في اللاذقية وتعمل حتى مدى 300 كم وتختص بالتشويش على كل أنواع وسائط الرصد "رادارات أرضية - طائرات الإنذار المبكر - أقمار التجسس".
* وجود منظومات الدفاع الجوي"بانتسير اس1" و "9K33 Osa" وهي تضلع بمهمة حماية أجواء القاعدة الجوية الروسية في اللاذقية.
* وجود 4 مقاتلات "SU30" تم تكليفها بمهام الدورية القتالية في الأجواء السورية وتوفير الحماية الجوية للقاذفات المنفذة للغارات، تم تسليحها بصواريخ جو - جو من نوعي"R-27" و "R-73".
* تزوبد قاذفات "SU34" ومقاتلات "SU30" المشاركة في العمليات بمنظومة الحرب الألكترونية الروسية "sap-518".

لكن كان من الواضح اعتماد روسيا على استراتيجية قصيرة المدى للدفاع الجوي، لذلك كانت الخطوة الروسية التالية لخطوة قطع الاتصالات مع القيادة العسكرية التركية هي الإعلان رسميا عن وصول منظومة الدفاع الجوي بعيد المدى "S400" الى قاعدة حميميم حيث ظهر في لقطات مصورة وصول قاذفين من نوع "5P85SE2" و هنا يجب ان نشير الى انه خلال الشهر الماضي تم رصد وجود منظومة الرصد والتحديد على كافة الارتفاعات " 96L6E" الخاصة بمنظومات الدفاع الجوي "S400" في مطار حميميم ما يعتبر مؤشرا مهما على ان النية الروسية لنشر المنظومة في سوريا كانت موجودة سلفا لكن حادث السوخوي سرع من تنفيذها.
التطور الأبرز الذي سيفرضه نشر هذه المنظومة في سوريا هو تشكيلها "مظلة دفاعية" متفوقة ستقوم بسد الفجوات الرادارية التي نتجت عن عمليات التخريب والتدمير الممنهجة من قبل الجماعات الإرهابية والتي استهدفت الدفاع الجوي السوري عموما خاصة في المنطقة الشمالية، بعد أن يتم نشر منظومة "S400" في قاعدة حميميم الجوية ستنتج مظلة دفاعية بنصف قطر يبلغ 400 كم تستطيع استهداف الطائرات المقاتلة في ارتفاعات تصل الى 27 كم على النحو التالي :
ستشمل المظلة المناطق الجنوبية في تركيا ما يقرب من 16 محافظة تركية من شانلي اورفا شرقا إلى قونيا غربا ومن هاتاي جنوبا الى يوزكات شمالا ، يقع ضمن هذه المظلة أربع قواعد جوية تابعة لسلاح الجو التركي هي "قاعدة انجرليك وهي القاعدة الرئيسية لسلاح الجو التركي ولعمليات الناتو في المنطقة، قاعدة قونيا وهي أيضا من القواعد التي يستخدمها الناتو و يتمركز فيها سربين مقاتلين كما تعتبر من قواعد التدريب المهمة في سلاح الجو التركي، قاعدة اريكليت، قاعدة ملاطيا ويتمركز فيها سرب من مقاتلات "F4" وتنتمي لهذا السرب الطائرة التي أسقطها الدفاع الجوي السوري عام 2012 "
أيضا يقع ضمن هذه المظلة القاعدة الجوية البريطانية في قبرص "اكروتيري" والتي سبق لقاذفتي سوخوي 24 سوريتين الاقتراب من أجوائها في سبتمبر 2013، يضاف إلى المناطق التي تشملها المظلة كامل الأراضي السورية في ما عدا أجزاء من محافظة الحسكة بجانب شمال الأردن وكامل أراضي لبنان و شمال فلسطين المحتلة وصولا إلى تل أبيب .
اسناد
وتدعيما لهذه الشبكة الدفاعية قامت البحرية الروسية بإدامة تمركز الطراد الصاروخي"موسكو" امام السواحل السورية وإدخال منظومة الدفاع الجوي الموجودة على متنه من نوع "S-300FM Fort-M" ضمن شبكة الدفاع الجوي التي فرضتها منظومة "S400" لتكون شبكة اخرى اصغر داخل الشبكة الرئيسة بنصف قطر يبلغ 150 كم وتستطيع استهداف جميع انواع الأهداف الطائرة حتى ارتفاع 27 كم، وتوجت روسيا هذه الإجراءات بتحذير صريح انها ستسقط اي طائرة تدخل الأجواء السورية وتهدد سلامة ومصير العمليات الجوية الروسية في سوريا "وهذا جعل تركيا تقوم بتعليق طلعاتها الجوية في الأجواء السورية وفي المحافظات التركية الجنوبية.
بريًّا بدأ الجيش الروسي في تكثيف تواجده العسكري البري في ريفي اللاذقية و حمص و ريفي حماه و دمشق ، و يعتبر اللواء 336 من مشاة أسطول بحر البلطيق السويداء و اللواء 28 من مشاه بحرية أسطول البحر الأسود و الذين تم رصد تواجد عناصرهما في مناطق عديدة في حماه و السويداء و حمص و ريف اللاذقية هم عصب القوة البرية الروسية في سوريا حتى الأن.
ادخل الجيش الروسي مؤخرا دبابات القتال "T90A" و"T72B" و التي وصلت أعدادا منها إلى سوريا مؤخرا من الاحتياطي العسكري الروسي و انضمت إلى تسليح الكتائب المدرعة السورية لأول مرة في حمص ، كما تم رصد تعزيز وجود ما يقرب من كتيبتين مدفعية ميدان من نوع "Msta-B" من عيار 152 مللم تتبعان للواء 120 و اللواء 291 المدفعيين الروسيين بالأضافة الى مدفعية الهاوتزر ذاتية الحركة من نوع "Akatsiya" و مدفعية صاروخية من نوع "BM21 GRAD".
بالنسبة لمستقبل سلاح الجو الروسي في سوريا فقد أدخل على دفعات سابقة أعدادا من المقاتلات و القاذفات على مرحلتين ليصبح مجموع ما انضم الى المجهود الجوي الروسي في سوريا هو:
* 12 قاذفة من نوع "SU24 M" تابعة للسرب الهجومي المستقل 43 التابع لأسراب الطيران البحري التابعة لأسطول البحر الأسود والمتمركز في شبه جزيرة القرم.
* 12 قاذفة من نوع "SU25 SM" تتبع الفوج الهجومي 368 المتمركز في مدينة بوديونوفسك التابع ايضا للجيش الجوي الرابع، ويلاحظ هنا وجود قاذفتين من هذا النوع من النسخة التدريبية "UB" وهو ما يؤشر لإمكانية تدريب طيارين من سلاح الجو السوري على التحليق بهذا النوع من القاذفات.
* 4 قاذفات من نوع "SU34" اضيف اليهما 8 طائرات اخرى من نفس النوع ليصبح المجموع الكلي 12 طائرة.
* 4 مقاتلات من نوع "SU27 SM".
* 4 مقاتلات من نوع "SU30" تتبع للفوج الجوي الهجومي الثالث المتمركز في مدينة كريمسك الروسية و الذي يتبع بدوره تشكيلات الجيش الجوي الرابع.
* يضاف إلى ما سبق تشكيلات من المروحيات الهجومية تتبع فوج المروحيات المستقل 487 المتمركز في مدينة بوديونوفسك وللفوجين المروحيين المستقلين 917 و 43 التابعين لطيران بحرية أسطول البحر الأسود و هي على النحو التالي :
* 12 مروحية قتالية من نوع "MI24 P" .
* 4 مروحيات من نوع "MI8 AMTSh" .
* عدد غير محدد من المروحيات البحرية من نوع " k27" و الهجومية من نوع "Mi28".
* ايضا تشارك عدد من طائرات الاستطلاع والمراقبة الجوية والقاذفات الأستراتيجية على النحو التالي:
* طائرة الاستطلاع و التنصت التابعة "Ilyushin IL-20" .
* طائرة الاستطلاع دون طيار من نوعي"Orlan 10" و "Zala421-16E".
* ايضا يشارك جناح النقل الجوي في سلاح الجو الروسي بعمليات نقل للعتاد والذخيرة من روسيا الى سوريا منذ مطلع العام الحالي بطائرات النقل من نوعي"AN-124" و "IL-76" وطائرات التزود بالوقود من نوع "IL-78M".
* القاذفات الاستراتيجية الثقيلة: والتي تعد احدث ما دخل من طائرات الى المجهود الجوي الروسي حيث تشارك 6 قاذفات من نوع "TU95 MS" و 12 قاذفة من نوع "TU22 M3" و 5 قاذفات من نوع "TU160".
* كانت المقاتلات الأربع من نوع "SU30" تشارك في العمليات الجوية بتسليح جو – جو يتكون من صواريخ "R-27" و "R-73" وستدعم روسيا هذا التشكيل بأربع مقاتلات من نوع "SU27 SM" بالأضافة الى بدء تفعيل حمل الذخائر المضادة للطائرات على متن قاذفات "SU34" العاملة في سوريا لتصبح قوة الأعتراض الجوي الروسية في سوريا مكونة من 20 طائرة.
* بالإضافة الى ما سبق بدأت قيادة العمليات الجوية فيتوسيع تواجدها في المطارات السورية حيث بدأ مطار "الشعيرات" و"خلخلة" في استقبال المروحيات الروسية المقاتلة.
الردود التركية على الإجراءات العسكرية الروسية لا تعتبر تصعيدية لكنها ايضا لا تهدف للتهدئة، بالفعل قامت بايقاف الطلعات الجوية فوق الأجواء السورية وايقاف الدوريات الجوية القتالية في المنطقة الجنوبية لكنها في نفس الوقت تقدمت بطلب لحلف الناتو لتعزيز دفاعها الجوي و قدراتها الرادارية و الأعتراضية و بالفعل سيناقش هذا الموضوع في اجتماع هذا الأسبوع لوزراء دفاع الحلف.
ميدانيا عزز الجيش التركي قواته المدرعة على الحدود مع سوريا و دفع بعشرات الدبابات من نوع "M60" المطورة اسرائيليا ونشرت على الحدود منظومة التشويش و الأعاقة "KORAL" في محاولة للحد من تأثير منطقة "الحظر الجوي" ان جاز التعبير التي فرضها نشر منظومة "S400" في حميميم.
على المستوى البحري بدأت الغواصات التركية في ممارسة "تحركات" في مسارات القطع البحرية الروسية ، فقامت غواصتان تركيتان بالتحرك حول الطراد الصاروخي "موسكوفا" المرابض امام السواحل السورية و قامت غواصه اخرى بالتحرك عكسيا في مسار سفينة النقل العسكري الروسية "Yauza" في مضيق الدردنيل، وهنا يجب ملاحظة ان السفن الحربية الروسية باتت تمر في مضيق البوسفور دون رفع العلم التركي كما تقتضي الإجراءات الملاحية في هذا المضيق التركي.
تبدو احتمالات حدوث حرب او اشتباك محدود بين الجانبين على ضوء المعطيات السابقة قليلة جدا خصوصا ان نوايا حلف الناتو كانت واضحة بعدم التصعيد مع موسكو والدليل على ذلك الخطوة السابقة بسحب بطاريات الدفاع الجوي التابعة للحلف "باتريوت" من جنوب تركيا، المعيار هنا فيتمكن تركيا في التأثير على بعض دول الحلف من اجل الحصول على دعمهم العسكري خصوصا انها تتوقع ردا روسيا انتقاميا في أي وقت خصوصا مع الرفض الروسي المستميت لأي محاولات تركية للتهدئة و اتخاذ روسيا لخطوات تصعيدية سياسية واقتصادية تجاه أنقرة. حتى الآن لم تنجح تركيا في ذلك ولم تحصل الا على دعم مالي لحل مشكلة اللاجئين السوريين في اراضيها وبالتالي تقف تركيا مكشوفة امام الدب الروسي.. الى حين .

"السفير"
كشفت موسكو، للمرة الأولى، بالصور والفيديو، عن المسارات التي تستخدمها جماعة "داعش" الإرهابية لتهريب النفط المسروق من سوريا والعراق إلى تركيا.
وزادت موسكو من الضغوط على أنقرة عبر اتهامها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وعائلته بالاستفادة من النفط المهرب، مقابل توريد أسلحة ومسلحين إلى الجماعة.
لكن في بادرة أمل على إمكانية إيجاد مخرج ديبلوماسي لـ "الحرب" التي اندلعت بين البلدين، منذ إسقاط تركيا طائرة الـ «سوخوي» في 24 تشرين الثاني الماضي، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في نيقوسيا أمس، موافقته على الاجتماع مع نظيره التركي مولود جاويش اوغلو على هامش مؤتمر منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في بلغراد، لكنه أضاف "سيكون من المحزن إذا لم نسمع شيئا جديدا".
واعتبر لافروف، في مؤتمر صحافي مع نظيره القبرصي يوانيس كاسوليدس، أن إسقاط القاذفة الروسية قد يكون محاولة لضرب عملية التسوية السياسية في سوريا. وأكد أن "روسيا تدعم عملية فيينا، وتعول على أن جميع المشاركين من دون استثناء في مجموعة دعم سوريا سيلتزمون التزاماً صارماً ودقيقاً بالاتفاقيات التي تم التوصل إليها في ما يخص تحضير قائمة المنظمات الإرهابية وإنشاء وفد معارضة يمثل حقيقياً في المفاوضات مع الحكومة" السورية.
وسارعت واشنطن للدفاع عن حليفها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركي مارك تونر إن "المعلومات المتوفرة لدى الولايات المتحدة هي أن تنظيم "داعش" يبيع النفط عند آبار النفط إلى وسطاء، هم بدورهم ضالعون في تهريبه عبر الحدود إلى تركيا". وأضاف "نرفض رفضاً قاطعاً القول إن الحكومة التركية تتعاون مع "داعش" لتهريب النفط عبر حدودها. لا نرى بصراحة أي دليل يدعم مثل هذا الاتهام".
وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست، من جهته، أن الولايات المتحدة غير راضية عن وجود ثغرة على حدود تركيا وسوريا، وإن بعض المناطق لم يتم تأمينها تأميناً سليماً.
موسكو تتهم أردوغان ببيع نفط "داعش"
وقال نائب وزير الدفاع الروسي اناتولي أنطونوف، في مؤتمر صحافي أمام عشرات الصحافيين في موسكو تم خلاله بث صور وأشرطة فيديو عن طرق تهريب "داعش" النفط من سوريا والعراق إلى تركيا، "يتبين أن المستهلك الرئيسي لهذا النفط المسروق من مالكيه الشرعيين، سوريا والعراق، هو تركيا".
وأضاف أن "الطبقة الحاكمة السياسية، ومن ضمنها الرئيس أردوغان وأسرته، ضالعة في هذه التجارة غير المشروعة"، معتبراً "أن استهتار الحكومة التركية لا حدود له"، موضحاً أن روسيا "حذرت مراراً من خطر التعامل مع الإرهاب".
وتابع "ربما يكون كلامي جافاً أكثر من اللازم، لكن لا يمكن لشخص إلا أن يعهد بإدارة أعمال السرقة هذه لواحد من أوثق مساعديه"، موضحاً "ألا تطرحون تساؤلات حول كون نجل الرئيس التركي يتولى رئاسة إحدى أبرز شركات النفط، وان زوج ابنته عُين وزيراً للطاقة؟ يا لها من شركة عائلية رائعة!"، معلقاً على تعيين بيرات البيرق (37 عاما) صهر اردوغان وزيرا للطاقة وعلى نجله بلال اردوغان الذي يملك مجموعة "بي ام زد" المتخصصة بالأشغال العامة والنقل البحري.
وقال أنطونوف إن "التدفقات المالية الناتجة من الإتجار بالمشتقات النفطية موجهة ليس إلى زيادة ثروة القيادة السياسية والعسكرية في تركيا فحسب، بل يعود جزء كبير من تلك الأموال بشكل أسلحة وذخيرة ومرتزقة جدد من مختلف الألوان". وتحدى السلطات التركية السماح بتفتيش المناطق التي تشير بيانات وزارة الدفاع الروسية إلى وجود طرق لتهريب النفط "الداعشي" فيها، مشيراً إلى عقد مؤتمر جديد الأسبوع المقبل للكشف عن "معلومات عن الأسلحة والمواد المتفجرة التي يجري إرسالها من تركيا إلى سوريا، وعن تدريب الإرهابيين في الأراضي التركية".
وعرض مسؤولون في وزارة الدفاع صوراً التقطت بالأقمار الاصطناعية قالوا إنها تبين طابوراً من شاحنات صهاريج محملة بنفط في منشآت يسيطر عليها "داعش" في سوريا والعراق، ثم وهي تعبر الحدود إلى تركيا. وذكروا أنهم على علم بثلاثة مسارات يمر من خلالها النفط السوري والعراقي إلى تركيا، وهي من الرقة إلى شمال غرب سوريا، ومن ثم إلى بلدة إعزاز ومنها إلى الريحانية التركية، قبل أن تنقل إلى ميناءي ديورتيول واسكندورنة. وأشاروا إلى أن هذه الشاحنات تعبر الحدود بالمئات على الرغم من العمليات القتالية الدائرة في المنطقة، وتظهر اللقطات أنه لا يجري تفتيش تلك الشحنات في الجانب التركي من الحدود. والمسار الثاني ينطلق من دير الزور إلى ريف الحسكة، فيما تنطلق الصهاريج، عبر المسار الثالث، من الحقول النفطية في ريف الحسكة وفي محيط زاخو شمال غربي العراق إلى مناطق تركية حدودية.
وأعلن ميخائيل ميزينتسيف، رئيس المركز الوطني لإدارة العمليات التابع لوزارة الدفاع، أن "قرابة ألفي إرهابي دخلوا سوريا من الأراضي التركية خلال الأسبوع الماضي للانضمام إلى صفوف داعش وجبهة النصرة، بالإضافة إلى إرسال ما يربو عن 120 طناً من الذخيرة ونحو 250 عربة، وحسب معلومات استطلاعية موثوقة بحوزتنا، ينخرط الجانب التركي في تدبير مثل هذه التحركات نظامياً ومنذ وقت طويل".
تدريبات سورية ـ روسية
وكشف مصدر أمني في ريف اللاذقية، لوكالة "فرانس برس"، أن القوات السورية والروسية تجري تدريبات مشتركة في غرب سوريا تمهيداً لعمليات عسكرية في محافظة ادلب التي تسيطر عليها مجموعات مسلحة، أبرزها "جبهة النصرة".
وقال المصدر إن "عمليات تدريب مشتركة تجري منذ نحو أسبوعين بين القوات الروسية والقوات السورية في ريف اللاذقية الشمالي"، من دون أن يحدد موعد انتهائها، موضحاً أن منطقة التدريبات "تحاكي بطبيعتها مناطق في ريف إدلب خلف خطوط العدو، حيث إنه في مرحلة مقبلة ستصبح إدلب الوجهة الأكبر والأهم للعمليات العسكرية المشتركة السورية ـ الروسية". وأوضح أن محافظة ادلب "تشكل حاليا أكبر تجمع للمجموعات المسلحة، باستثناء "داعش"، على مستوى الجغرافيا السورية".
وأشار المصدر إلى أن "المسلحين يرحلون إلى محافظة ادلب بعد التسويات" التي يتوصلون لها مع الحكومة السورية في مناطق أخرى، خصوصا أن تلك المحافظة هي "الوحيدة الخارجة عن سيطرة الدولة السورية بالكامل لمصلحة مسلحين لا ينتمون إلى "داعش".
وكشف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية ستيف وارن أن وحدة القوات الخاصة الأميركية الجديدة التي ستنتشر في العراق لشن غارات على تنظيم "داعش" في العراق وسوريا ستعد "على الأرجح مئة (عنصر) وربما أقل بقليل". وقال "ربما تكون نحو مئة، وربما أقل قليلا. سيكونون في غالبيتهم أفرادا للإسناد، تتنوع مهامهم في كل المجالات، ابتداء من الطيران إلى جمع المعلومات. لذا ستكون القوة التي ستقوم بعمليات هجومية أو قتالية صغيرة للغاية".
***
* خط قوافل «أنقرة ــ داعش»: نفط سوريا في بيت مال السلطان

إيلي حنا، أيهم مرعي - صحيفة الأخبار
لم يُعد سهلاً إخفاء خطّ «داعش ــ أنقرة» النفطيّ. التنظيم الذي يرى في تركيا «أرض نُصرة» نسج علاقة مصلحية مع أنقرة تتناسق فيها خيوط سوق النفط مقابل المال والتسهيلات الحدودي.
لم تتعرض سابقاً العلاقة بين أنقرة و«داعش» لكلّ هذه الأضواء التي تُسلّط عليها اليوم. بقيَت المسألة طيّ التحليلات، والكلام عن تقاطعات بين طرفين لديهما عدوّان مشتركان: الأسد والأكراد.
في حزيران 2014، احتجز عناصر «داعش» 49 دبلوماسياً وعاملاً في قنصلية تركيا في الموصل. التنظيم الذي ارتكب المجازر في كلّ بقعة وصل إليها في سوريا والعراق احتفظ بالمخطوفين جميعاً. لم «يُرهب» دولتهم حتى بـ«القصاص» من معتقل واحد. في أيلول من العام نفسه، زفّ رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو خبر تحرير الرهائن ووصولهم جميعاً إلى وطنهم.
أُقفل الملف، وبقيت التسريبات عن «عملية تبادل» مع «سجناء إسلاميين» في تركيا طيّ التكهنات.
كذلك، العلاقة «الاقتصادية» بين الأتراك و«داعش» لم تكن مكشوفة المعالم، وإن كانت واضحة بحيثياتها الميدانيّة. وتؤكّد المعطيات التي حصلت عليها «الأخبار» من مصادر عدّة، «تبنّي» أنقرة لنفط «داعش»، ووجود علاقة بين الطرفين على قاعدة النفط مقابل المال والسلاح و«كوريدور» حدودي لاستقبال «المهاجرين». ما نشرته وزارة الدفاع الروسيّة أمس ليس مستغرباً. وتكشف «الأخبار» بناءً على معلومات من معنيين بقطاع النفط وعاملين سابقين وخبراء، وآخرين منضوين في صفوف التنظيم، جزءاً من هذه العلاقة، وآلية وطرق نقل نفط التنظيم إلى تركيا.
مصدر في التنظيم يشرح لـ«الأخبار» طبيعة هذه العلاقة، مؤكداً أنّ «تركيا بالنسبة إلى قادة الدولة الإسلامية هي أرض نُصرة، وأي خلاف بين الطرفين سيؤثّر بالعلاقة، ومن هنا حرصوا على عدم التعرض لقبر سليمان شاه (قبل أن يُنقل إلى قرية أشمة الحدودية)». ويضيف المصدر أن «نفط الدولة يباع إلى تركيا بانتظام وعبر وسطاء». وكشف أنّ «جنود الدولة من الجنسية القطرية هم من يتسلمون ملف ثروة الدولة النفطية، لكونهم يحظون بثقة عالية من الأتراك».
المصدر الذي يتنقّل بين الرقة والموصل يروي أنّ «تركيا تتعامل مع نفط الدولة الإسلامية كغنيمة حرب ولها حصة فيه... تزداد وتنقص وفق مستوى العلاقة بين الطرفين». ويشرح: «كلما تنامت المصالح بين الدولة و(الرئيس رجب طيب) أردوغان زاد التصدير، وكلما فترت العلاقة كان الردّ باتجاه (الجيش) الحر في سوريا، وباتجاه بعض الخلايا التابعة للأحرار (حركة أحرار الشام الإسلامية)».
ويلفت إلى أنّ «تركيا هي الوسيط الناقل لهذه الثروة باتجاه دول أوروبا الشرقيّة عبر قنوات تملكها». حقيقة هذه المعطيات تتوافق في ما ذهبت إليه وزارة الدفاع الروسية أمس، بتصريحها بأنّ «تنظيم داعش يحصل على مبالغ مالية كبيرة، بالإضافة إلى الأسلحة والذخيرة ومساعدات مادية أخرى من تركيا، مقابل النفط الذي ينقل إليها». وبحسب الوزارة الروسية، فإن «الغارات دمّرت 32 مركزاً و11 معملاً لتكرير النفط و23 محطة ضخ، بالإضافة إلى تدمير 1080 شاحنة كانت تقل النفط». وهذا بالفعل ما تحقّق على الأرض. غارات الطائرات الروسيّة المستمرة في قصف موارد «داعش» الاقتصادية، وضعتها في خانة الاضمحلال التدريجي، ولا سيما في ديرالزور. إذ في هذه المحافظة، ينتج التنظيم شهرياً ما يقارب مليون و200 ألف برميل نفط. لكن الغارات أدّت إلى خروج عدد كبير من الحقول عن الخدمة، وانخفاض كبير في إنتاجها النفطي، الأمر الذي دفع التنظيم أخيراً إلى الامتناع عن تسديد «زكاة النفط» للمحتاجين عن الشهر الفائت للمرة الأولى، وهو الذي دأب على تسديدها منذ سيطرته على مواقع النفط السورية. كذلك استغنى عن العديد من العمال المحليين في المواقع النفطية واستبدل عناصره بهم، لتخفيف مصاريف الإنتاج.
ورغم صعوبة الحصول على أرقام دقيقة لإنتاج النفط السوري والكميات التي يصدرها تنظيم «داعش»، بعد سيطرته على أكثر من 60% من آبار وحقول النفط السورية، فإنّ العودة لعدد من الخبراء والفنيين العاملين بقطاع النفط قبل سيطرة «داعش» عليها أوصلتنا لأرقام تقريبية لإنتاج سوريا النفطي وما يستثمره «داعش» والأكراد من مقدرات سوريا النفطيّة. إنتاج سوريا كان يقدّر بـ380 ألف برميل يومياً في نهاية عام 2010 بحسب إحصاءات وزارة النفط السوريّة. ويعتبر ريف دير الزور الشرقي خزان التنظيم النفطي في سوريا وأهم مصادر دخله، التي تتوافر له عبر استثماره لحقول التيم والتنك والعمر والجفرة والورد، ومحطات عدّة منتشرة في الريف الديري. وتدرّ على التنظيم ثروة طائلة بعد أن نجح بإعادة استثمار معظمها إثر سيطرته عليها ربيع عام 2014 بعد معارك مع «جبهة النصرة» وحلفائها. ينتج «داعش» يومياً من مواقع النفط في ديرالزور، ما بين 25 ألفاً إلى 30 ألف برميل، وبمعدل 750 ألفاً إلى 900 ألف برميل شهرياً. فيما تُنتج الشدادي والهول والرقة التي تتبع إدارياً لمديرية حقول الجبسة، ما بين 28 ألفاً إلى 30 ألف برميل يومياً في نهاية عام 2010، عبر حقول كبيبة والهول وغونة وحويزية وتشرين وكوكب، والتي استثمر التنظيم قسماً كبيراً منها مجدداً عبر إنتاج 8 آلاف إلى 10 آلاف يومياً، وبمعدل 240 ألف إلى 300 ألف برميل شهريّاً. يضاف إليها معمل غاز كونيكو في ريف دير الزور الشرقي، ومعمل غاز الشدادي، الذي حوّلهم التنظيم من معملي غاز مرافق إلى معمل غاز منزلي، لينتج يومياً ما يقارب 5 آلاف أسطوانة، بالإضافة إلى تشغيل محطات الكهرباء الواقعة تحت سيطرته في ريف دير الزور، يضاف لها آبار في البادية السورية.
وتسيطر «وحدات حماية الشعب» الكردية على 35% من موارد النفط، من خلال تحكمها بحقول نفط رميلان، التي كانت تنتج نهاية عام 2010 نحو 160 ألف برميل يومياً عبر حقول رميلان ـ كراتشوك ـ سويدية، و14 محطة نفطية يصب فيها إنتاج أكثر من 1300 بئر نفطي وغازي، وينتج منها الأكراد حالياً ما يزيد على 20 ألف برميل يومياً، أي 600 ألف برميل شهرياً.
ويبيع التنظيم برميل النفط في منطقة التكرير (للتجار المحليين) مقابل 15$، وعلى الحدود مقابل 20$. وهو يملك محطات خاصة به توقفت حالياً عن البيع المباشر في السوق المحلية.
طريق القوافل
وفي ما يخصّ «طريق التصدير»، تقول مصادر متابعة لـ«الأخبار» إنّ «الطريق الرئيسي الذي يستخدمه التنظيم لنقل النفط معروف لدى أهالي المنطقة، ويمر بالحدود العراقية وصولاً إلى أرياف الحسكة وديرالزور والرقة وحلب». المصادر كشفت أنّ «قوافل النفط العراقي تصل من الحدود العراقية إلى ريف دير الزور الشرقي وتلتحق بها قوافل ريف الشدادي، وتعبر باتجاه بلدة مركدة في ريف الحسكة الجنوبي، ومنها إلى الرقة فجرابلس (ريف حلب الشمالي)، فالحدود التركية». وأكدت المصادر أنّ «هذا الطريق سلكته آلاف القوافل منذ أكثر من عام دون التعرض لها من طائرات التحالف الأميركي التي تقصف المنطقة بشكل متواتر».
***
* آفاق المواجهة الروسية - التركية في الميدان السوري
محمد منصور - خاص العهد
كثير من المتابعين ترقبوا ردة الفعل الروسية في الميدان على أسقاط المقاتلة التركية "F16" لقاذفة سوخوي "SU24" الروسية اثناء عودتها من مهمة قتالية قرب الحدود السورية – التركية. الملاحظة الأساسية هي أن الخطوات الروسية سواء العسكرية او السياسية و الاقتصادية كانت مدروسة ومركزة و غير منفعلة ، الا ان الردود العسكرية اتسمت بسمة أساسية وهي انها كانت في الحقيقة "تسريع" الخطة الروسية في سوريا.
لذلك، نستطيع ان نلخص الخطوات الروسية بما يلي:
* قامت القيادة العسكرية الروسية فورا بإنهاء كافة الاتصالات المتبادلة مع نظيرتها التركية وأوقفت عمل ضابط الاتصال الروسي الذي تواجد في السفارة الروسية في أنقرة للتنسيق بين الجانبين فيما يتعلق بالطلعات الجوية الروسية في سوريا، وشرعت قيادة العمليات الجوية الروسية في قاعدة حميميم الجوية بالتركيز الشديد في عمليات القصف على مناطق شمال اللاذقية "جبل التركمان" إلى جانب الاستهداف المتكرر للشاحنات المرسلة من تركيا الى المجموعات الأرهابية عبر معبر باب الهوى ومناطق تجمعها في مدينة أعزاز وفرض مراقبة جوية لصيقة لهذا المعبر بالذات والحدود السورية التركية بشكل عام.
كانت الخطوة الأبرز التالية على المستوى العسكري هي مراجعة إجراءات الدفاع الجوي الروسي لمنع اي احتمالية لتكرار حادث السوخوي، منذ بدء العمليات الجوية الروسية في سوريا كان واضحا جدا ان قيادة هذه العمليات تضع في الحسبان إمكانية حدوث اي اشتباكات جوية او محاولات لإسقاط القاذفات المشاركة في العمليات، المؤشرات التي دلت على ذلك كانت كثيرة ومنها:
* وجود منظومة الحرب الالكترونية ذاتية الحركة "1RL257E" المعروفة باسم "Krasuha-4" و تتمركز في القاعدة الجوية الروسية في اللاذقية وتعمل حتى مدى 300 كم وتختص بالتشويش على كل أنواع وسائط الرصد "رادارات أرضية - طائرات الإنذار المبكر - أقمار التجسس".
* وجود منظومات الدفاع الجوي"بانتسير اس1" و "9K33 Osa" وهي تضلع بمهمة حماية أجواء القاعدة الجوية الروسية في اللاذقية.
* وجود 4 مقاتلات "SU30" تم تكليفها بمهام الدورية القتالية في الأجواء السورية وتوفير الحماية الجوية للقاذفات المنفذة للغارات، تم تسليحها بصواريخ جو - جو من نوعي"R-27" و "R-73".
* تزوبد قاذفات "SU34" ومقاتلات "SU30" المشاركة في العمليات بمنظومة الحرب الألكترونية الروسية "sap-518".

لكن كان من الواضح اعتماد روسيا على استراتيجية قصيرة المدى للدفاع الجوي، لذلك كانت الخطوة الروسية التالية لخطوة قطع الاتصالات مع القيادة العسكرية التركية هي الإعلان رسميا عن وصول منظومة الدفاع الجوي بعيد المدى "S400" الى قاعدة حميميم حيث ظهر في لقطات مصورة وصول قاذفين من نوع "5P85SE2" و هنا يجب ان نشير الى انه خلال الشهر الماضي تم رصد وجود منظومة الرصد والتحديد على كافة الارتفاعات " 96L6E" الخاصة بمنظومات الدفاع الجوي "S400" في مطار حميميم ما يعتبر مؤشرا مهما على ان النية الروسية لنشر المنظومة في سوريا كانت موجودة سلفا لكن حادث السوخوي سرع من تنفيذها.
التطور الأبرز الذي سيفرضه نشر هذه المنظومة في سوريا هو تشكيلها "مظلة دفاعية" متفوقة ستقوم بسد الفجوات الرادارية التي نتجت عن عمليات التخريب والتدمير الممنهجة من قبل الجماعات الإرهابية والتي استهدفت الدفاع الجوي السوري عموما خاصة في المنطقة الشمالية، بعد أن يتم نشر منظومة "S400" في قاعدة حميميم الجوية ستنتج مظلة دفاعية بنصف قطر يبلغ 400 كم تستطيع استهداف الطائرات المقاتلة في ارتفاعات تصل الى 27 كم على النحو التالي :
ستشمل المظلة المناطق الجنوبية في تركيا ما يقرب من 16 محافظة تركية من شانلي اورفا شرقا إلى قونيا غربا ومن هاتاي جنوبا الى يوزكات شمالا ، يقع ضمن هذه المظلة أربع قواعد جوية تابعة لسلاح الجو التركي هي "قاعدة انجرليك وهي القاعدة الرئيسية لسلاح الجو التركي ولعمليات الناتو في المنطقة، قاعدة قونيا وهي أيضا من القواعد التي يستخدمها الناتو و يتمركز فيها سربين مقاتلين كما تعتبر من قواعد التدريب المهمة في سلاح الجو التركي، قاعدة اريكليت، قاعدة ملاطيا ويتمركز فيها سرب من مقاتلات "F4" وتنتمي لهذا السرب الطائرة التي أسقطها الدفاع الجوي السوري عام 2012 "
أيضا يقع ضمن هذه المظلة القاعدة الجوية البريطانية في قبرص "اكروتيري" والتي سبق لقاذفتي سوخوي 24 سوريتين الاقتراب من أجوائها في سبتمبر 2013، يضاف إلى المناطق التي تشملها المظلة كامل الأراضي السورية في ما عدا أجزاء من محافظة الحسكة بجانب شمال الأردن وكامل أراضي لبنان و شمال فلسطين المحتلة وصولا إلى تل أبيب .
اسناد
وتدعيما لهذه الشبكة الدفاعية قامت البحرية الروسية بإدامة تمركز الطراد الصاروخي"موسكو" امام السواحل السورية وإدخال منظومة الدفاع الجوي الموجودة على متنه من نوع "S-300FM Fort-M" ضمن شبكة الدفاع الجوي التي فرضتها منظومة "S400" لتكون شبكة اخرى اصغر داخل الشبكة الرئيسة بنصف قطر يبلغ 150 كم وتستطيع استهداف جميع انواع الأهداف الطائرة حتى ارتفاع 27 كم، وتوجت روسيا هذه الإجراءات بتحذير صريح انها ستسقط اي طائرة تدخل الأجواء السورية وتهدد سلامة ومصير العمليات الجوية الروسية في سوريا "وهذا جعل تركيا تقوم بتعليق طلعاتها الجوية في الأجواء السورية وفي المحافظات التركية الجنوبية.
بريًّا بدأ الجيش الروسي في تكثيف تواجده العسكري البري في ريفي اللاذقية و حمص و ريفي حماه و دمشق ، و يعتبر اللواء 336 من مشاة أسطول بحر البلطيق السويداء و اللواء 28 من مشاه بحرية أسطول البحر الأسود و الذين تم رصد تواجد عناصرهما في مناطق عديدة في حماه و السويداء و حمص و ريف اللاذقية هم عصب القوة البرية الروسية في سوريا حتى الأن.
ادخل الجيش الروسي مؤخرا دبابات القتال "T90A" و"T72B" و التي وصلت أعدادا منها إلى سوريا مؤخرا من الاحتياطي العسكري الروسي و انضمت إلى تسليح الكتائب المدرعة السورية لأول مرة في حمص ، كما تم رصد تعزيز وجود ما يقرب من كتيبتين مدفعية ميدان من نوع "Msta-B" من عيار 152 مللم تتبعان للواء 120 و اللواء 291 المدفعيين الروسيين بالأضافة الى مدفعية الهاوتزر ذاتية الحركة من نوع "Akatsiya" و مدفعية صاروخية من نوع "BM21 GRAD".
بالنسبة لمستقبل سلاح الجو الروسي في سوريا فقد أدخل على دفعات سابقة أعدادا من المقاتلات و القاذفات على مرحلتين ليصبح مجموع ما انضم الى المجهود الجوي الروسي في سوريا هو:
* 12 قاذفة من نوع "SU24 M" تابعة للسرب الهجومي المستقل 43 التابع لأسراب الطيران البحري التابعة لأسطول البحر الأسود والمتمركز في شبه جزيرة القرم.
* 12 قاذفة من نوع "SU25 SM" تتبع الفوج الهجومي 368 المتمركز في مدينة بوديونوفسك التابع ايضا للجيش الجوي الرابع، ويلاحظ هنا وجود قاذفتين من هذا النوع من النسخة التدريبية "UB" وهو ما يؤشر لإمكانية تدريب طيارين من سلاح الجو السوري على التحليق بهذا النوع من القاذفات.
* 4 قاذفات من نوع "SU34" اضيف اليهما 8 طائرات اخرى من نفس النوع ليصبح المجموع الكلي 12 طائرة.
* 4 مقاتلات من نوع "SU27 SM".
* 4 مقاتلات من نوع "SU30" تتبع للفوج الجوي الهجومي الثالث المتمركز في مدينة كريمسك الروسية و الذي يتبع بدوره تشكيلات الجيش الجوي الرابع.
* يضاف إلى ما سبق تشكيلات من المروحيات الهجومية تتبع فوج المروحيات المستقل 487 المتمركز في مدينة بوديونوفسك وللفوجين المروحيين المستقلين 917 و 43 التابعين لطيران بحرية أسطول البحر الأسود و هي على النحو التالي :
* 12 مروحية قتالية من نوع "MI24 P" .
* 4 مروحيات من نوع "MI8 AMTSh" .
* عدد غير محدد من المروحيات البحرية من نوع " k27" و الهجومية من نوع "Mi28".
* ايضا تشارك عدد من طائرات الاستطلاع والمراقبة الجوية والقاذفات الأستراتيجية على النحو التالي:
* طائرة الاستطلاع و التنصت التابعة "Ilyushin IL-20" .
* طائرة الاستطلاع دون طيار من نوعي"Orlan 10" و "Zala421-16E".
* ايضا يشارك جناح النقل الجوي في سلاح الجو الروسي بعمليات نقل للعتاد والذخيرة من روسيا الى سوريا منذ مطلع العام الحالي بطائرات النقل من نوعي"AN-124" و "IL-76" وطائرات التزود بالوقود من نوع "IL-78M".
* القاذفات الاستراتيجية الثقيلة: والتي تعد احدث ما دخل من طائرات الى المجهود الجوي الروسي حيث تشارك 6 قاذفات من نوع "TU95 MS" و 12 قاذفة من نوع "TU22 M3" و 5 قاذفات من نوع "TU160".
* كانت المقاتلات الأربع من نوع "SU30" تشارك في العمليات الجوية بتسليح جو – جو يتكون من صواريخ "R-27" و "R-73" وستدعم روسيا هذا التشكيل بأربع مقاتلات من نوع "SU27 SM" بالأضافة الى بدء تفعيل حمل الذخائر المضادة للطائرات على متن قاذفات "SU34" العاملة في سوريا لتصبح قوة الأعتراض الجوي الروسية في سوريا مكونة من 20 طائرة.
* بالإضافة الى ما سبق بدأت قيادة العمليات الجوية فيتوسيع تواجدها في المطارات السورية حيث بدأ مطار "الشعيرات" و"خلخلة" في استقبال المروحيات الروسية المقاتلة.
الردود التركية على الإجراءات العسكرية الروسية لا تعتبر تصعيدية لكنها ايضا لا تهدف للتهدئة، بالفعل قامت بايقاف الطلعات الجوية فوق الأجواء السورية وايقاف الدوريات الجوية القتالية في المنطقة الجنوبية لكنها في نفس الوقت تقدمت بطلب لحلف الناتو لتعزيز دفاعها الجوي و قدراتها الرادارية و الأعتراضية و بالفعل سيناقش هذا الموضوع في اجتماع هذا الأسبوع لوزراء دفاع الحلف.
ميدانيا عزز الجيش التركي قواته المدرعة على الحدود مع سوريا و دفع بعشرات الدبابات من نوع "M60" المطورة اسرائيليا ونشرت على الحدود منظومة التشويش و الأعاقة "KORAL" في محاولة للحد من تأثير منطقة "الحظر الجوي" ان جاز التعبير التي فرضها نشر منظومة "S400" في حميميم.
على المستوى البحري بدأت الغواصات التركية في ممارسة "تحركات" في مسارات القطع البحرية الروسية ، فقامت غواصتان تركيتان بالتحرك حول الطراد الصاروخي "موسكوفا" المرابض امام السواحل السورية و قامت غواصه اخرى بالتحرك عكسيا في مسار سفينة النقل العسكري الروسية "Yauza" في مضيق الدردنيل، وهنا يجب ملاحظة ان السفن الحربية الروسية باتت تمر في مضيق البوسفور دون رفع العلم التركي كما تقتضي الإجراءات الملاحية في هذا المضيق التركي.
تبدو احتمالات حدوث حرب او اشتباك محدود بين الجانبين على ضوء المعطيات السابقة قليلة جدا خصوصا ان نوايا حلف الناتو كانت واضحة بعدم التصعيد مع موسكو والدليل على ذلك الخطوة السابقة بسحب بطاريات الدفاع الجوي التابعة للحلف "باتريوت" من جنوب تركيا، المعيار هنا فيتمكن تركيا في التأثير على بعض دول الحلف من اجل الحصول على دعمهم العسكري خصوصا انها تتوقع ردا روسيا انتقاميا في أي وقت خصوصا مع الرفض الروسي المستميت لأي محاولات تركية للتهدئة و اتخاذ روسيا لخطوات تصعيدية سياسية واقتصادية تجاه أنقرة. حتى الآن لم تنجح تركيا في ذلك ولم تحصل الا على دعم مالي لحل مشكلة اللاجئين السوريين في اراضيها وبالتالي تقف تركيا مكشوفة امام الدب الروسي.. الى حين .
تعليق