إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

واشنطن تهدد سورية و"اسرائيل" تحرض ..وروسيا وايران تحذران

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • * أسوار الغوطة المحطمة: محاصرة وفرار للتكفيريين


    عن الفصل الأخير وانقلاب البيئة الحاضنة على الحلفاء

    باتت أرياف دمشق تشهد الفصول الأخيرة من مسلسل الإرهاب وانقلاب البيئة الحاضنة على حلفاء الأمس . مشهدان متوازيان تكررت أحداثهما في الآونة الأخيرة علّ أهمها انشقاق العشرات من الفصائل المسلحة وخروجها من مستنقع العقارب والثعابين والانقلاب على مموليهم . والمشهد الآخر هو تظاهرات ريف دمشق على جبهة النصرة الواقفة بوجه المصالحات والهدن.

    في الأيام الماضية شهدت أرياف دمشق انشقاقات واسعة من قبل فصائل مسلحة، حيث سلم مسلحوها أنفسهم وأسلحتهم للجيش السوري ليعودوا إلى حضن الوطن . أبرز هذه الفصائل " لواء حطين" الذي يتمركز في مناطق جنوب العاصمة، ويشترك في مناطق تواجده مع فصائل متشددة كجبهة النصرة وأكناف بيت المقدس، الأخيرتان سبق أن عرقلتا كل جهود المصالحة الوطنية في مخيم اليرموك ولا تزالان تعيقان دخول المساعدات الإنسانية إليه .

    أما الفصيل الآخر الذي خرج معظم مسلحيه من أسوار الغوطة الشرقية، فكان "جيش الأمة"، الذي تشكل في دوما منذ أشهر قبل أن يفككه الفصيل المسيطر هناك " جيش الاسلام" وإلقاء القبض على مؤسسه وملاحقة مقاتليه في أرجاء الغوطة، ما دفع مسلحيه إلى الفرار خارج الغوطة الشرقية .


    الغوطة الشرقية

    بالإضافة إلى تشابه الظروف بين الجماعتين المنشقتين عن المسلحين تظهر عوامل مشتركة أخرى، ألا وهي وجود الفئة الباغية التي تسيطر وتأمر ولا تريد أن تحقن دماء السوريين بل تريد أن تقاتل حتى أخر حجر أو منزل في أرياف دمشق، كجيش الإسلام وجبهة النصرة ومن لف لفيفهما .

    تنامي إرهاب جبهة النصرة ضد المدنيين والفصائل المسلحة الأخرى لم يكن وليد الساعة لكن السكوت عليه كان أمراً محكماً بحجة أنهم الأنصار القادمون لنصرة الأمة ودفع العدوان عن المسلمين.

    وحده عامل الزمن كان كافياً ليثبت لمدنيي الغوطة أن هؤلاء الذين تم احتضانهم ما قدموا إلا ليصبوا الزيت على النار، التي أصبح المدنيون المحاصرون هشيمها، فما كان من المدنيين هناك إلا أن خرجوا بمظاهرات حاشدة تطالب بخروج جبهة النصرة التي عرقلت استمرار المصالحة الوطنية جنوب العاصمة وخاصةً بلدات "يلدا وببيلا وبيت سحم " .

    الأحداث الأخيرة التي جرت هناك والبيان الذي خرجت به الفصائل المسلحة في مناطق جنوب العاصمة - الذي يقضي بإخراج مسلحي النصرة من مناطق ببيلا ويلدا وبيت سحم إضافة لاعتبار أفراد لجنة المصالحة الوطنية "خطاً أحمر" يمنع المساس بهم - ما هي إلا رسالة ضمنية تعبِّر عن أن المسلحين في تلك البلدات ولو لم يكونوا مع الحكومة السورية إلا أنهم مع المصالحات الوطنية ووَقف القتال، ومن لا يكون مع المصالحات الوطنية فهو ضد المدنيين الذين يتوقون لمصالحة وطنية قوية على غرار ما حصل في"برزة" شمال العاصمة .

    المشهد العام الآن يؤكد تغيراً ملحوظاً في بيئة المسلحين بأرياف العاصمة، والذي يؤكده خروج المسلحين إلى مناطق الحكومة السورية فهو ليس فقط انقلاباً على مسلحي الداخل بل ازدياد الثقة بالحكومة السورية أكثر من هؤلاء المستبدين داخل أسوار الغوطة .. المحطمة من الداخل والخارج.


    ***
    * سورية والعراق تفضحان ألاعيب السياسة الأميركية


    د. وفيق ابراهيم

    http://www.al-binaa.com/?article=31672

    هناك مشهدان كبيران يجتاحان الشرق الأوسط، وهما يترابطان في التداعيات ويتناقضان في المصداقية. الأول، هو مشهد الانتصارات الاستراتيجية التي يحققها الجيشان السوري والعراقي في وجه إرهاب دولي يحتلّ عشرات آلاف الكيلومترات المربعة من بلديهما. أما الثاني، فهو مشهد الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها في الخليج وتركيا وهم يتنادون مصعوقين من هذه الإنجازات، ويحاولون وضع خطط طويلة لمحاربة الإرهاب في العالم، كما يزعم وزير الخارجية الأميركي المستر كيري.




    ويردف رئيس أركان الجيوش الجنرال ديمبسي بالدعوة إلى التمهل في مكافحة الإرهاب لأسباب لم يذكرها. لكنها لم تعد بخافية على اللبيب.


    النتائج واضحة… فما أن اجتاح «داعش» أقاليم كبرى في العراق بتآمر «بعثي» وتركي و«عرقي» مباشر، وبدعم مالي وإعلامي من السعودية، وما أن تمدّد في سورية، بدعم تركي، على حساب الأكراد وتنظيمات إرهابية أخرى حتى أنشأت واشنطن تحالفاً دولياً جوياً قالت إنه كفيل بإنهاء الإرهاب. وتبين أنّ قصفها رسَّم الحدود بين التنظيمات الإرهابية ومناطق الأكراد، بما يمهد لاستقلال كردستان السورية والعراقية ولاحقاً التركية.

    ولم يخجل أبطال «حزب العدالة والتنمية»، من السلطان أردوغان إلى الصدر الأعظم أوغلو، من الجهر علناً بأنهم لن يحاربوا «داعش» إلا بعد إسقاط النظام السوري ومنع الأكراد من إنجاز دولتهم، في وقت واصل التحالف الأميركي قصفه ملحقاً الأذى في معظم المرات بالجيش العراقي وكتائب الحشد الشعبي، زاعماً أنها من طريق الخطأ وقاذفاً من الجو سلاحاً إلى الإرهابيين من طريق المصادفة أيضاً.

    في المقابل، وفي أسابيع معدودة تمكنت قوات عراقية مدعومة بخبرات إيرانية من تحرير محافظة صلاح الدين ومدينة تكريت، مركز «البعث» القديم ومقرّ الإرهاب الجديد، واتضح أنّ إيران كانت تدرّب، منذ سقوط محافظات الموصل وصلاح الدين والأنبار، حشوداً عراقية، رسمية وشعبية، وتزودها بالسلاح، وها هي تباشر مهمّة تحرير الأجزاء الواقعة تحت نير الإرهاب وسط ذهول أميركي واضح.

    وما صعقَ الأميركيين، ومعهم أحلافهم من آل سعود والأتراك، هو الالتئام الشيعي ـ السنّي تحت راية عراقية واحدة، للمرة الأولى منذ عدة عقود، الأمر الذي عطّل أبواق الفتنة المقبلة من الخليج وتركيا، وأضعف اللغة المذهبية أمام منظر العشائر السنية الملتحقة بالجيش العراقي لقتال الإرهاب، والمصرّة على الاتحاد مع مثيلاتها الشيعية تحت راية العراق الحديث المأمول أن يتجه ديمقراطياً.

    أما لجهة سورية، فقد أذهل جيشها الجميع بشنّه هجمات لجهة الحدود الأردنية والجولان السوري المحتل من قبل «إسرائيل»، وعلى مقربة من الحدود التركية، محققاً انتصارات متسارعة ومنتقلاً من التموضع إلى الهجوم للتحرير.

    وكشف الجيش السوري عن وحدته التاريخية مصيباً المراهنين على الانشقاقات والانكسارات في صفوفه بخيبات أمل كبيرة… أليس من قبيل الإعجاز أن يتمكن جيش مع كتائب شعبية وأحلاف أخرى من تحقيق هذه الاختراقات، برغم الدعم «الإسرائيلي» والأردني والتركي لمعظم التنظيمات الإرهابية؟

    تتضح مدى هزالة التحالف الدولي بقيادة أميركا، لكنّ هذا الموقف يخفي مشروعاً أميركياً أصبح واضحاً إلى درجة كبيرة، وها هو كيري يطلب تفويض الكونغرس على حقّ أميركا بمقاتلة الإرهاب من دون تحديد المناطق الجغرافية، وبعمليات إغارة لا تتطلب احتلالاً دائماً، وكأنه يطلب تفويضاً بإدارة العالم الإسلامي لمدة ثلاثة أعوام بما يشبه الانتداب. أليس هو «الكاوبوي» المأذون بالقتل الدائم، وتسارع دول الخليج، بزعامة الرياض، إلى الطلب بتشكيل قوة ردع لمكافحة الإرهاب، إنما بمضامين مختلفة تضع حزب الله و«داعش» في سلة واحدة، فيما يذهب آخرون إلى وضع إيران وسورية وحزب الله والحشد الشعبي في العراق و«داعش» في سلة واحدة؟

    أهذا هو الإرهاب الذي يدكّ العراق وسورية مهاجماً أهدافاً في أوروبا وأميركا وروسيا والصين والشرق الأوسط، فاتكاً بالمدن المصرية وصحراء سيناء؟ هل هناك «إرهابيون إيرانيون» ومن حزب الله يغيرون على أهداف عربية وإسلامية ومسيحية ومدنية ويذبحون الآشوريين والأقليات والمسيحيين؟

    من هنا يتبين أنّ الاختلاف على هوية الإرهابيين، إنما هو أسلوب لمنع ضرب الإرهاب الفعلي الذي يجتاح العالم… نعم هناك مشهدان متناقضان أحدهما يدافع عن بلاد الشام والعراق وجزيرة العرب، والآخر يهاجمها محاولاً سحق تاريخها وإعادة تشكيلها من جديد، برعاية أميركية كاملة ومشاركة «إسرائيلية».

    وفي المحصلة، فإنّ المشهد المركب أميركياً يربط بين إنهاء الإرهاب وبين إلغاء الملف الإيراني وحصار روسيا وكبح جموح الصين.

    ويبقى الرهان معقوداً على فرسان سورية والعراق وأحلافهم لتعويم المشهد الأول، وجعله «مصيراً» يستحق التضحية من أجله لوقف الأوبئة التاريخية القاتلة التي تضرب عادة ولا تنتهي إلا بمقاومات الشعوب وصمودها.

    تعليق


    • * نائب رئيس الوزراء التركي السابق: الرئيس الأسد ضمانة للأمن والاستقرار والنظام الاجتماعي في سورية



      أكد عبد اللطيف شنر نائب رئيس الوزراء التركي السابق عضو الوفد التركي الذي زار سورية مؤخرا أن السيد الرئيس بشار الأسد هو ضمانة للأمن والاستقرار والنظام الاجتماعي في سورية مشيرا إلى أنه لاحظ خلال زيارته أن مؤسسات الدولة في سورية تواصل أعمالها كالمعتاد دون أي عوائق.


      وقال شنر في تصريح اليوم لوكالة ما بين النهرين للأنباء” إنه تأكد خلال زيارته الأخيرة أن تنحي الرئيس الأسد من شأنه أن يؤدي إلى تدمير سورية بالكامل والقضاء على الأمن والاستقلال والنظام الاجتماعي فيها كما سيؤدي ذلك إلى وصول مجموعات مختلفة لا تملك أي برنامج سياسي أو أي قيم أخلاقية ولا علاقة لها بادارة البلاد وستقوم بتدميرها”.

      وكان الوفد التركي الذي ضم ممثلين عن أحزاب وفعاليات تركية وبرلمانيين زار سورية في وقت سابق هذا الشهر برئاسة الأمين العام لحزب الوطن التركي الدكتور دوغو بيرنتشيك.

      وأكد بيرنتشيك خلال مؤتمر صحفي في دمشق أن قلب البشرية ينبض في سورية والسلام فيها مفتاح للسلام في أنحاء العالم موضحا أن شعب سورية وجيشها وقائدها الرئيس بشار الأسد قاوموا كأبطال ليس من أجل سورية فقط بل من أجل البشرية جمعاء ضد الإرهاب ومموليه وداعميه.

      ***
      * ’سي آي ايه’: واشنطن لا تريد انهيار الحكومة السورية والمؤسسات التابعة لها

      جون برينان: آخر ما نريد رؤيته هو السماح للجماعات الإرهابية و’داعش’ بالسير الى دمشق



      أعلن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي آي ايه" جون برينان الجمعة ان الولايات المتحدة لا تريد انهيار الحكومة السورية والمؤسسات التابعة لها لأن من شأن هذا الامر ان يخلي الساحة للجماعات المتطرفة ولا سيما تنظيم "داعش".

      وقال برينان امام مركز ابحاث "مجلس العلاقات الخارجية" في نيويورك ان "لا احد منا. لا روسيا ولا الولايات المتحدة ولا التحالف ولا دول المنطقة يريد انهيار الحكومة والمؤسسات السياسية في دمشق".

      واضاف ان "عناصر متطرفة" بينها تنظيم "داعش" وناشطون سابقون في تنظيم القاعدة هم "في مرحلة صعود وآخر ما نريد رؤيته هو السماح لهم بالسير الى دمشق" مضيفا "لهذا السبب من المهم دعم قوات المعارضة السورية غير المتطرفة".

      واوضح برينان ان المجتمع الدولي يؤيد حلا اساسه "حكومة ذات صفة تمثيلية تعمل على تلبية المطالب في سائر انحاء البلاد".

      ***
      * بعد اربع سنوات.. لا نريد انهيارك أيها الأسد!




      سمية علي

      12/4/2012: كان ذلك عشية دخول خطة المبعوث الدولي الى سورية كوفي انان حيز التنفيذ، والتي كانت تهدف بشكل اساسي الى وقف اطلاق النار. وقتها، حذر انان من امرين: الأول وهو محاولة بعض الدول تغيير النظام في سورية، والثاني تمثل بالنتائج الكارثية لعسكرة النزاع. بعد شهرين، أعلن رئيس بعثة المراقبين المخوّلة متابعة سير وقف اطلاق النار الجنرال روبرت مود عن عدم وجود ارادة لحل سلمي للأزمة في سورية.

      2015/3/14:معلق الشؤون الاسرائيلية في صحيفة هآرتس عاموس هرئيل يؤكد أن "سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد بات امراً من الماضي ولم يعد ممكناً، الا في حالة واحدة وهي اغتيال الأسد".

      بين خيار عسكرة الأزمة في سورية الذي تبناه الغرب ومن معه من العرب و "اسرائيل"، والاقرار بعدم امكانية اسقاط ذلك البلد، اربع سنوات من الحرب والسياسة، خاضتها سورية، وصمدت..

      البداية: تنحى أيها الأسد

      كلما اقتربت الذاكرة من آذار/مارس 2011، تاريخ بداية الأحداث في سورية، يخفت صوت الحلول السياسية وصولاً الى اللاشيء.

      "الأزمة السورية ليست داخلية بل هي حرب خارجية بأدوات داخلية"، هكذا وصف الرئيس السوري بشار الأسد ما يجري في بلاده في الثالث من حزيران/يونيو 2012، وهكذا بدا المشهد السياسي العام حتى قبل هذا التاريخ، حيث قام الاتحاد الأوروبي بفرض حظر على تصدير الأسلحة والمعدات إلى الدولة السورية بحجة "عدم استخدامها لقمع المتظاهرين المطالبين باسقاط النظام"، وعلى خط مواز سارعت الولايات المتحدة الأميركية على لسان رئيسها باراك اوباما صيف العام 2011 إلى دعوة الرئيس السوري لأول مرة بشكل علني الى "التنحي"، معلناً عن فرض عقوبات على دمشق من بينها تجميد الأصول السورية وحظر الاستثمارات الأميركية. عقب ذلك بات شعار "التنحي" عنوان المرحلة بالنسبة لكل من بريطانيا وفرنسا والمانيا وغيرها من الدول الأوروبية.

      اقليمياً، كانت تركيا عرابة الشعار الأميركي، على مستوى تصريحات كبار مسؤوليها وعلى رأسهم رئيس وزرائها في ذلك الوقت رجب طيب اردوغان الذي اتهم الأسد ب "الجبن"، وايضاً على مستوى احتضان "المعارضين" منذ اللحظات الأولى، وعلى خطاها سارت الدول العربية، حيث أعلنت جامعتها



      في 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2011 تعليق عضوية سورية فيها، داعية "المعارضة السورية الى اجتماع لبحث المرحلة الانتقالية القادمة". خطوة تلاها سحب أكثرية الدول العربية لسفرائها من دمشق.


      لم تصل اصوات مئات الآلاف من السوريين الذين تظاهروا على اوتستراد المزة، وفي مناطق اخرى على امتداد الأرض السورية، رفضاً للتدخل الخارجي في شؤون بلادهم الى اروقة الدول. الضوء الأخضر لمخطط "تغيير النظام في سورية"، قد بدأ، لا مفاوضات مع نظام يريدون "اسقاطه".


      الوقت يمر.. الأسد لا زال هنا

      في أيار/مايو 2012، أعرب وزير الحرب الاسرائيلي ايهودا باراك عن خيبة امله من "صمود النظام السوري". الأخير طالب الأطلسي والأسرة الدولية باتخاذ كل الاجراءات الممكنة، لأن رحيل ذلك النظام "ضربة لايران وحزب الله". في ذلك، تصريح علني عن هدف آخر للنزاع، سبق أن ادركه جيداً المحور المقابل الذي علم أنه مستهدف وأنه جزء من المعركة بوجهيها الميداني والسياسي، مما ترجم حضوراً قوياً ل "الفيتو" الروسي والصيني في مجلس الأمن اسقط كل المشاريع الغربية-العربية ضد السيادة السورية.



      الصمود السياسي ترافق مع صمود ميداني للجيش السوري بوجه أعداد كبيرة من المسلحين الأجانب الذين تدفقوا الى سورية، والذين كان تسليحهم بنداً رئيسياً على جدول أعمال مؤتمرات عربية اتت تحت عنوان "أصدقاء سورية" والتي تنقلت بين تونس والقاهرة وفرنسا وتركيا، وكان المال السعودي والقطري حاضراً فيها بقوة.

      بموازاة ذلك، حاول المحور الغربي-العربي استخدام عوامل عدة كالتدمير الممنهج الذي كانت تشهده سورية نتيجة المعارك الطاحنة بين جيشها والمسلحين، والارهاب الذي اجتاحها بايعاز من ذلك المحور نفسه، للضغط على النظام باتجاه دفعه للقبول بشروط وصفوها بالحل للأزمة في بيان "جنيف 1" في الثلاثين من حزيران/يونيو 2012، وحتى في مفاوضات "جنيف2" في الخامس عشر من شباط/فبراير 2014 باشراف المبعوث الدولي الأخضر الابراهيمي، حيث وقف وفد النظام موقف المنتصر الذي استعاد اجزاء كبيرة من ارضه سبق أن سيطر عليها المسلحون، في وجه معارضة لم تعد تمتلك زمام المبادرة في الميدان، بعد ان اقصتها جماعات تكفيرية كالنصرة و "داعش" وغيرها، بالرغم من كل المحاولات الغربية لإعادة انشاء وتسليح "معارضة معتدلة".

      هنا تغيرت المعادلة ايضاً. الخطر التكفيري دفع حلفاء سورية الى التدخل، حزب الله أخذ المبادرة فكانت مساندته للجيش السوري في الميدان من القصير الى القلمون الى ريف دمشق تنعكس في السياسة.

      لا نريد انهيارك أيها الأسد



      أربعة أعوام من الصمود السوري كاد فيها النزاع أن يصل الى الذروة عندما لوّحت واشنطن صيف 2013 بتوجيه ضربة عسكرية الى سورية رداً على ما اسمته "الهجوم الكيميائي في الغوطة الشرقية". وقتها، تراجع اوباما عن ذلك قائلاً إنه لا داع لذلك في ظل قبول سورية تسليم ترسانتها الكيميائية. كثيرون قرؤوا ذلك جيداً من بينهم "اسرائيل": سورية وحلفاؤها يخوضون الحرب بقوة، ولا ضمانات لهزيمتهم في حال توسيع ارض المعركة.


      عودة الى الحاضر. بداية عام 2015 نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريراً تذكر فيه أن الولايات المتحدة لم تعد تطالب بسقوط النظام السوري، موضحة أن "الدعم الأمريكي الأخير لمفاوضات السلام السورية التي تجري برعاية الحكومة الروسية، يعكس تخلي واشنطن بهدوء عن مطلبها الطويل الأمد بتنحي الرئيس السوري كشرط لبدء هذه المفاوضات"، وهكذا اعلن ايضا ممثل الامين العام للامم المتحدة ستيفان دي مستورا.



      هذا الكلام جاء لاحقاً وبشكل علني على لسان مدير وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية "سي اي ايه" جون برينان الذي أعلن أن بلاده "لا تريد انهيار الحكومة السورية"، عازياً ذلك الى أنها "لا تريد أن تخلي الساحات للجماعات المتطرفة". لماذا لم يعد مسموحاً في هذه المرحلة تحديداً اخلاء الساحات، التي لا تزال تشهد استقطاباً لعناصر "داعش" بدعم تركي؟ من المؤكد أن واشنطن وحلفاؤها من الغرب والعرب يدركون ذلك: التوجه الى الأسد بأمر التنحي لم يعد منطقياً، لكن لا بأس من المزيد من الرهان الذي يبرر غض النظر عن تدفق السلاح إلى المتطرفين، اضافة الى افشال خطة المبعوث الدولي ستيفان دي مستورا القاضية بتجميد القتال في حلب. الميدان لا زال حاضراً، وسورية تسجل المزيد من النقاط لصالحها: الجبهة الجنوبية خير دليل.

      ***
      * رغم البكاء... الجامعة ترفض منح الائتلاف السوري مقعد سوريا



      لم تفلح دموع المعارض السوري وعضو ما يسمى الائتلاف هيثم المالح في اقناع المجلس الوزراي العربي في منح مقعد سوريا للائتلاف ليكون ممثلا للشعب السوري بدل النظام في الجامعة العربية التي جمدت عضوية سوريا وعلقت مقعدها.


      وبحسب "راي اليوم" فقد كان متوقعا طبعا ان تبوء محاولات المالح والائتلاف بالفشل لانه بباسطة لم يفعل الائتلاف اي شيء يجعله اهلا لان يشغل مقعد سوريا كما قال احد الوزراء المشاركين نقلا عن مصدر كان قريبا من تحضيرات القمة العربية.

      لكن لا يبدو الامر بهذه البساطة، طبعا فالمعادلة العسكرية والسياسية تغيرت، واذا كان الائتلاف لم يستطع الحصول على مقعد سوريا عندما كان النظام السوري مهددا ومحاصرا من قبل الولايات المتحدة وقوى دولية واقليمية وكانت ايامه ىحسب قولهم معدودة وساعات الصفر لاسقاطه تنطلق الواحدة تلو الاخرى، فكيف له ان يحصل على مقعد سوريا الان، والنظام يعيد مد جسور تواصله مع بعض تلك القوى التي حاصرته؟ حتى بعض الدول العربية لم تعد تخفي رغبتها باعادة وصل العلاقات مع الحكومة السورية .

      وحسب مصادر شاركت في الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية فان دولا عربية هددت بمقاطعة القمة في شرم الشيخ في حال تم اعطاء مقعد سوريا للائتلاف، بعض اعضاء الائتلاف نقلوا الكلام ذاته نقلا عن دول تؤيد منحهم المقعد المعلق.

      ووفقاً لتقارير صحفية، فإن الأمين العام للجامعة نبيل العربي أبلغ وفداً من الائتلاف أن دولاً عربية عدة (هي مصر والعراق ولبنان والجزائر) هددت بمقاطعة قمة شرم الشيخ لو تم منح مقعد سوريا للائتلاف .

      هيثم المالح ايضا بدا متصالحا مع الواقع رغم محاولاته لاقناع مجلس الجامعة، فقد حمّل رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف المعارض هيثم المالح الائتلاف جزءاً من المسؤولية في عدم الحصول على «اعتراف قانوني»، وحرمانه من مقعد سوريا الشاغر في الجامعة.

      وقال المالح في تصريح لوكالة «سمارت» المعارضة: إن «الاعتراف الذي ناله الائتلاف من الأمم المتحدة والجامعة العربية، هو اعتراف سياسي وليس اعترافاً قانونياً».

      وأضاف: إن «الائتلاف وقبله المجلس الوطني، حصرا عملهما في العمل السياسي، دون التطرق للعمل الإداري».

      وأوضح أن «الائتلاف يتحمل جزءاً من المسؤولية في عدم الحصول على اعتراف قانوني، بسبب عدم اعتماده على شخصيات ذات خبرة.

      وكان المالح دعا في كلمة تخللها بكاء، أمام اجتماعات المجلس الوزاري للجامعة التي اختتمت الإثنين في العاصمة المصرية القاهرة، إلى تسليم مقعد سوريا في الجامعة للائتلاف، ونزع الشرعية بشكل كامل عن النظام.

      ***
      * استقالة أربعين عضوا من هيئة التنسيق السورية المعارضة

      فيديو:

      https://www.youtube.com/watch?v=KAUh1bZIRs8

      اربعون عضواً من أعضاء هيئة التنسيق السورية المعارضة قدموا استقالتهم من عضوية الهيئة، والقرار الذي أبلغه المستقيلون لقيادة الهيئة يأتي إحتجاجا على أخطاء تنظيمية وسياسات متضاربة فيما يرجعه قادة في الهيئة إلى خلافات في فرع المهجر.


      أربعون عضواً في هيئة التنسيق المعارضة أعلنوا الإنسحاب من عضوية كيبرى فصائل المعارضة السورية، ضربة موجعة في توقيت تسعى قوى المعارضة لملمة صفوفها.

      يبرر المنسحبون قرارهم بالتهميش الممارس ضد الشباب، والإعتراض على إجتماع باريس بين الهيئة والائتلاف.

      تقرّ الهيئة ببعض الأخطاء، وترفض أخرى،لا خلاف على لقاء باريس ورهان كبير على لقاء المعارضة في القاهرة الشهر المقبل، خلاف تنظيمي بحت تراه ولا تباين سياسي بأي شكل من الأشكال.

      أرادوا من خلال هذا الأمر أن يصنعوا هيكلاً تنظيميا جديداً تحضيراً للحوار الواسع بعد الحوار الذي جرى في موسكو والتحضيرات لجولة جديدة منه.

      بيان المستقيلين من الهيئة تحدث عن تهميش وتكتلات وتجمعات وإقصاء للشباب وكتلة المستقلين ..تراكمات لم يكن من حل إزاءها سوى الإستقالة .

      ***
      * فيديو يُظهر الفتيات البريطانيات الثلاث لدى استعدادهن للعبور من تركيا إلى سورية



      بثت قناة تلفزيونية تركية مقطع فيديو يظهر، فيما يبدو، الفتيات البريطانيات، أميرة عباسي وشميمة بيغوم وخديجة سلطان، أثناء استعدادهن للعبور إلى الأراضي السورية.

      ويظهر في المقطع رجل يساعد الفتيات الثلاث على وضع أمتعتهن في سيارة قرب الحدود التركية مع سورية.

      ويعتقد أن الفيديو صوره الرجل الذي اعتقلته السلطات التركية لاتهامه بالضلوع في مساعدة الفتيات على عبور الحدود.

      ولا يبدو الصوت واضحا في بعض أجزاء الفيديو، الذي بثته قناة الخبر التلفزيونية التركية، لكن ثمة كلام حول جوازات سفر سورية ربما أعطيت للفتيات.

      وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش إن الرجل يعمل بهيئة استخبارتية تابعة لإحدى دول التحالف الدولي ضد داعش.

      وغادرت الفتيات شميمة (15 عاما) وأميرة (15 عاما) وخديجة (16 عاما) منازلهن في لندن في 17 فبراير/شباط الماضي.

      وكما معظم المنضوين في تنظيمات تكفيرية، سافرت الفتيات إلى تركيا التي يجري عن طريقها تسلل التكفيريين للأراضي السورية.

      ***
      * التايمز: "داعش" تعرض آثار سوريا والعراق للبيع




      كتبت صحيفة "التايمز" البريطانية تقريرا سلطت فيه الضوء على سعي جماعة "داعش" الارهابية لجمع المال من خلال بيع آثار، استولى عليها مسلحوها، عبر موقع "إي باي".


      وقالت الصحيفة إن حلي وقطعا معدنية وخزفية استولى عليها مسلحو "داعش" وجدت طريقها إلى مشترين في الخليج الفارسي عبر عصابات إجرامية، موضحة أن عملية البيع تتم غالبا من خلال مواقع إليكترونية.

      وأشارت إلى أن التجارة في الآثار أضحت تدر أرباحا كبيرة لـ"داعش"، إذ يعتقد أنها تجني منها ملايين الدولارات.

      وقالت التايمز، إن خمسة من ستة مواقع أثرية على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونيسكو" للتراث في سوريا نهبها مسلحو التنظيم.

      وبحسب التقرير، فإن كمية الآثار التي باتت مطروحة للبيع بعد الاستيلاء عليها في سوريا والعراق قد تسببت في انخفاض أسعار بعض قطاعات سوق الآثار.

      وأضاف أن بيانات من هيئة الجمارك الأمريكية تظهر أن الآثار التي تصل اميركا من العراق وسوريا تضاعفت في الفترة بين عامي 2011 و2013.

      ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم موقع "إي باي" قوله إنهم "رفعوا بعض المواد المعروضة للبيع على الموقع بناء على توصية من السلطات الأميركية."

      ***
      * فتى "داعش" كان تلميذا في احدى المدارس الفرنسية


      تلاميذ فرنسيون يتعرفون على هوية الفتى الذي ظهر في شريط فيديو بثه تنظيم "داعش" وهو يعدم فلسطينياً ويقولون إن الفتى كان زميلهم في الدراسة في مدينة تولوز ، ومعلومات تتحدث عن إصابة الأولاد بصدمة لدى مشاهدة الشريط المتلفز بحيث أوكلت المدرسة معالجين نفسيين لمتابعتهم.



      تعرّف تلاميذ فرنسيون على هوية الفتى الذي ظهر في شريط فيديو بثه تنظيم "داعش" وهو يعدم فلسطينياً، قائلين إنه كان زميلهم في الدراسة، كما قال مسؤول في المدرسة.

      وقال مسوؤل في المدرسة الواقعة في منطقة هوت-غارون جنوب فرنسا إن التلاميذ في مدينة تولوز تعرفوا على هوية الفتى الذي لا يتجاوز عمره 12 عاماً.

      وأوضح جاك كايو للصحافيين "بخصوص التحققّ رسمياً من هويته، لا يمكنني قول أي شي"، مضيفاً "الأولاد من مدرسة فوكلين الثانوية، تعرّفوا عليه بإعتباره أحد رفاقهم لكننا لا نزال حذرين إزاء ذلك".

      وأضاف، إن الأولاد أصيبوا بصدمة حين شاهدوا الفيديو الأربعاء الماضي، وإن المدرسة اوكلت معالجين نفسيين لمتابعتهم.

      وبحسب كايو فإن التلاميذ في مدرسة فوكلين الثانوية كانوا يعرفون الفتى من أيام الدراسة الإبتدائية في تولوز.

      واطلق مسؤولون فرنسيون الخميس الماضي تحقيقاً رسمياً في الفيديو الذي يظهر فيه أيضا رجل يتكلم الفرنسية.

      وبحسب مصادر قريبة من التحقيق فان الرجل هو على الأرجح صبري الصيد الذي كان مقرّباً من محمد مراح الذي قتل ثلاثة عسكريين وثلاثة اطفال ومدرّساً في مدرسة تلمودية في 11 و19 آذار/مارس 2012.

      وكان تنظيم "داعش" بثّ الثلاثاء الماضي شريط فيديو تضمّن إعدام شخص قُدّم على أنه عربي متهم بالتجسس لصالح أجهزة الإستخبارات الإسرائيلية (الموساد)، وتوّعد فيه "جهادي" بالفرنسية بمهاجمة اسرائيل.

      ويظهر في الشريط الذي بلغت مدّته نحو عشر دقائق، وبثّ على مواقع "جهادية"، شاب قُدّم على أنه يدعى محمد سعيد إسماعيل مسلّم، وقد إرتدى لباساً برتقالي اللون، كما صوّر جواز سفره الإسرائيلي.

      لكن والد اسماعيل نفى أن يكون إبنه يتعامل مع "الموساد".

      وبعدها قام فتى صغير السن يرتدي ثياباً عسكرية بقتله برصاصة في الرأس.


      ***
      * حركة حزم منذ النشأة حتى الزوال


      حركة حزم: نهاية الرهان الأميركي في سوريا

      تصميم: أحمد أبو عباس



      ***
      *كذب المسؤولون الغربيّون ولو صدقوا


      د. فيصل المقداد
      http://www.al-binaa.com/?article=31975

      لا أبالغ إذا قلت إنّ سياسات وممارسات الكثير من المسؤولين الغربيين، خصوصاً الفرنسيين والبريطانيين، تقوم أساساً على الكذب والنفاق وازدواجية المعايير. ولا يتورّع هؤلاء المسؤولون في تعاملهم مع الأوضاع في المنطقة العربية عن استخدام الأساليب الأكثر انحطاطاً وسخافةً في تاريخ العلاقات الدولية. فالكثير من هؤلاء المسؤولين لا يرى في العالم الآخر إلاَّ ما يخدم مصالحهم الشخصية والمواقف الرخيصة لحكوماتهم على حساب الحقيقة. وإضافةً إلى ذلك، فإننا في إطار ما يواجهه العالم من مخاطر جدّية على الأمن والسلم فيه، فإننا نلاحظ أنّ مواقف الغرب البعيدة عن المبادئ والقيم الكونية لم تتغيّر على الإطلاق منذ أيام الاستعمار والاحتلال المباشر إلى ما نسمّيه الآن في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين على أنه الاحتلال والاستعمار غير المباشر.



      لقد أصدرت الولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي الكثير من القرارات التي قامت ببنائها على معاناة وآلام الشعب السوري وتعميق الأزمة التي يمر بها، إلاَّ أن ما أصبح أمراً تم التسليم به الآن هو تناقض هذه القرارات والسياسات مع المصالح الأساسية للشعب السوري. فكيف يمكن للحكومتين الفرنسية والبريطانية فرض عقوبات على السوريين أشخاصاً ومؤسسات والادعاء أن هذه العقوبات الاقتصادية في شكل خاص تخدم الشعب السوري! وفي هذا المجال، أصدر الاتحاد الأوروبي قراراً فرض بموجبه عقوبات على مجموعة من السوريين بذريعة قيام حوالى ثلاثة عشر ما أسموه «جهة» تعمل في مجال مشروع استخدام الأسلحة الكيماوية، وهو كلام عارٍ من الصحة، وأثبتت تقارير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية تناقضه مع ما تم إنجازه في هذا المجال. وقد علمنا من العديد من الدول الأوروبية التي أصبح مسؤولوها يشتكون كثيراً في السر وقليلاً في العلن من هيمنة النظام الفرنسي على قرارات الاتحاد الأوروبي بمختلف مؤسساته، إن فرنسا قد قدمت، بالتوافق مع آخر المتعاطفين معها مثل بريطانيا، قائمة الأسماء الأخيرة حيث وافق الآخرون إذعاناً عليها. فإذا كانت هذه الآلية المتبعة في الإطار الأوروبي لاتخاذ قرارات تجاه الدول المستقلة ذات السيادة، فإن ذلك يظهر الوضع المتدهور الذي وصل إليه الوضع الدولي والعلاقات الديمقراطية في العلاقات بين الدول التي يرفض دعاة الديمقراطية هؤلاء مجرد مناقشتها في الأمم المتحدة والمنتديات الدولية الأخرى. ولا يمكن، ونحن نتناول قضايا آليات فرض العقوبات على الدول النامية والصغيرة بل وحتى على الدول الكبرى مثل روسيا والصين، إلاّ أن نتحدث عن الدور الأميركي في فرض هذه التوجهات على عالم اليوم، إذ أن فرنسا أعجز من فرض مثل هذه السياسات اللاأخلاقية لولا الطلب المباشر وغير المباشر الموجه إليها من قبل الولايات المتحدة. وفي هذا المجال، فإننا نجافي الحقيقة والواقع إن لم نقل إن مثل هذه الإجراءات إنما تتم أصلاً بناءً على توجيهات وتعليمات من قبل الإدارات الأميركية في إطار توزيع الأدوار. وقد وصل الأمر، في سياق متابعة تنفيذ مثل هذه العقوبات، بما في ذلك الإجراءات أحادية الجانب، وهو الاسم الدبلوماسي الوحيد لها، عندما يصل مفتشو أجهزة الاستخبارات الأميركية ووزارة الخزانة فيها إلى معظم بنوك العالم للتفتيش على حساباتها في شكل مباشر ومراقبة حركتها المالية للتأكد من أن الجزاءات يتم تنفيذها على سورية وروسيا وغيرها كما تشتهي الولايات المتحدة وربيبتها «إسرائيل»، من دون أي اعتبار لسيادة واستقلال الدول ومصالحها ومصالح مؤسساتها المالية المباشرة.


      ومما يدل على صحة ما ذهبنا إليه هو تعامل الغربيين مع قضايا مكافحة الإرهاب في العالم حيث يزعم هؤلاء الوقوف ضد الإرهاب في مالي وتشاد وأفريقيا الوسطى، وكلها دول كانت مستعمرات فرنسية سابقة، بينما يتعامل هؤلاء مع الإرهاب والإرهابيين في سورية وباقي الدول العربية بطريقة مواربة. والعالم كله أصبح يعرف الآن، خصوصاً قبيل بدء السنة الخامسة على بدء الحرب الإرهابية على سورية، كيف دعم الغربيون هذه الحرب الإرهابية المعلنة من قبل فلول عصابات الإخوان المسلمين المجرمة وحلفائهم من قطعان الوهابيين والداعشيين والنصرويين الذين نشروا الفساد في الأرض وشوّهوا الدين الإسلامي واشتروا ولاء القتلة والمجرمين لهم مقابل دولارات البترول بهدف وحيد وهو قلب حركة التاريخ نحو الوراء وإعادة عقارب الساعة وخطوات التاريخ إلى عقلية العصور الوسطى. وفي هذا المجال تحالف الديمقراطيون الغربيون من ساركوزي وهولاند وآخرين مع أعتى أشكال التسلّط والتخلّف من أنظمة شمولية ليس في منطقة الخليج فقط، بل في أجزاء أخرى كثيرة من العالم توزع الأدوار على قادتها ليقوموا بتنفيذها من دون أي سؤال أو جواب. وعندما يقوم آخر ملحق في السفارات الأميركية والفرنسية والبريطانية وغيرها بتقديم التوجيهات لمن يطلقون على أنفسهم ملوكاً ورؤساء وأمراء فإنها تحظى بالطاعة ويقوم ممثلو هؤلاء في جنيف ونيويورك ومنابر دولية أخرى بالتصويت لها أو تبنيها من دون قراءتها، وأنا لا أبالغ في ذلك.

      إن توزيع الأدوار بين الدول النافذة في الاتحاد الأوروبي وفي الولايات المتحدة أصبح أمراً معروفاً لكل من يفهم في ألف باء السياسة الدولية، لكن أن يُبنى توزيع الأدوار على أسس لا أخلاقية فهذه هي المشكلة. والمشكلة الأكبر هي ممارسة مثل هذه السياسات التي تتناقض مع المبادئ التي اعتمدتها الدول الأوروبية منذ ويستفاليا مروراً بصياغة القانون الإنساني الدولي في القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر وأخيراً في القرن العشرين، قبيل وبعد الحربين العالميتين الأوروبيتين بامتياز، فإن ذلك لا يعتبر إلاَّ تضليلاً للذات وكذباً على النفس قبل أن يكون كذباً على الآخرين. وأنا هنا لا أطبق مثل هذه العبارات على جميع المسؤولين الأوروبيين طبعاً، فالتعميم من حيث المبدأ لا يجوز ولا ينطبق على الجميع في مختلف الحالات.

      ومما يدل على أكاذيب العديد من المسؤولين الأوروبيين هو دعمهم للإرهاب والإرهابيين عندما يتعلق الأمر بسورية، إلاَّ أنهم يزعمون مكافحة الإرهاب الذي تمارسه بوكو حرام في نيجيريا التي أعلن قادتها ولاءهم للإرهابي البغدادي ويدّعون أنهم ينسّقون سبل مكافحتها مع الحكومة النيجيرية، لكنهم يمارسون الكذب عندما يقولون أن «داعش» في سورية وضعها مختلف ولا يوجهون ولو كلمة لوم إلى حكومة أردوغان في تركيا التي يقول زعماء المعارضة التركية وبعض المسؤولين السابقين في النظام التركي مثل عزيز تاكجي، وكيل النيابة التركية السابق في مدينة أضنة: «إن تركيا قد تحولت إلى جنة للإرهابيين». وكان تاكجي قد أكد في لقاء له مع الإعلام التركي أن الشاحنات التي أمر بتفتيشها في 19 كانون الثاني عام 2014 لم تكن تحمل مساعدات إنسانية إلى سورية، كما ادعى جهاز الأمن التركي، بل كانت تنقل معدات عسكرية وأسلحة متوجهة إلى التنظيمات الإرهابية هناك.

      تعودنا أن تتضامن معظم دول الاتحاد الأوروبي مع بعضها إزاء بعض السياسات الخارجية التي قد تضر بمصالح إحداها. إلا أن ما كنا قد تحدثنا عنه سابقاً من ارتباط بعض المسؤولين الأوروبيين والأميركيين بمصالح شخصية أو مصالح ضيقة بعيداً عن استراتيجيات الاتحاد ودوله الأعضاء والقيم التي يبشرون بها، فإننا لم نعثر على أي أثر لهذا التعاون والتضامن عندما منع النظام السعودي وزيرة خارجية السويد مارغو والستروم من الحديث أمام المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية بناءً على دعوة تلقتها وزيرة الخارجية السويدية من الجامعة إثر تعرضها لحملات من قبل جهات معروفة بعد اعتراف حكومتها بالدولة الفلسطينية. هنا فاحت رائحة صفقات السلاح وعمولاتها بين دول مثل فرنسا وبريطانيا وغيرها وأولويتها على المبادئ والقيم الأوروبية والجيوب المملوءة بأموال النفط من قبل الكثير من المسؤولين الأوروبيين الذين لم ينبسوا بكلمة دفاعاً عن قيمهم المزعومة أو دفاعاً عن زميلتهم التي أهانتها السعودية وجامعتها في القاهرة وهذا طبعاً لا يعني، في مفهوم الاستراتيجية السورية وقيمها، إننا نتبنى أي من وجهات النظر الأوروبية بما في ذلك السويدية وأجنداتها إزاء الأوضاع السياسية والإنسانية في الدول العربية أو في المنطقة بما في ذلك مسائل حقوق الإنسان واحترام الشرعية الدولية.

      عندما تتهاوى القيم والمواقف الأوروبية والأميركية أمام المصالح الضيقة والشعارات الفارغة، فإن ذلك يدل على عقم هذه السياسات الأوروبية وسقوط مسؤوليها. وإذا كنا قد قمنا بالانضمام إلى الكثير من الأصوات في أوروبا التي تعلن رفضها لسياسات المعايير المزدوجة والسياسات الرخيصة وقصيرة النظر للمسؤولين الأوروبيين والتي لا تعبر عن آراء الشعوب الأوروبية، التي نحترمها ونقدر قيمها، فإننا أردنا التحذير من مغبة الاستمرار في انتهاج هذه السياسات من قبل المسؤولين الأوروبيين التي فقدت مصداقيتها وأدت إلى تفاقم أوضاع عالم اليوم ومشاكله الاقتصادية والثقافية والاجتماعية ناهيك عن التوتر الذي تشهده العلاقات الدولية وأدى إلى تعميق الهوة بين الشرق والغرب والشمال والجنوب. فما هي المصالح الحقيقية للغرب في تفتيته لبلد مثل ليبيا ودعمه المستمر للوهابية والإخوان المسلمين وتزويده بالمال والسلاح للعصابات الإرهابية التي تقتل السوريين والليبيين والمصريين واليمنيين والجزائريين؟ أما الفواتير التي يجنيها الغرب من دعمه للإرهابيين في «داعش» و«جبهة النصرة» و«الجيش الإرهابي الحر» و«جيش الإسلام» وتصوير بعض هؤلاء على أنهم معارضة مسلحة معتدلة، فقد ثبت عقمها وسقوطها وعدم إمكانية الدفاع عن دوافعها ولا من النتائج الكارثية التي تترتب عليها.

      فمتى يصدق المسؤولون الغربيون؟

      تعليق


      • * مقتل وإصابة 120 مسلحاً من ’لواء العز’ في منشية السويسة بريف القنيطرة .. وأحد ’قادة’ تنظيم ’داعش’ في القلمون الشرقي

        القوات الكردية تملك أدلة على استخدام تنظيم ’داعش’ غاز الكلور كسلاح كيماوي ضدهم

        قُتل وأصيب 120 مسلحاً من ما يسمى "لواء العز" التابع لـ "جبهة النصرة"، جرّاء غارة لسلاح الجو السوري قبل ظهر السبت، استهدفت مركزاً "قيادياً" ومعسكراً تابعاً له في منطقة منشية السويسة بريف القنيطرة، أثناء تخريج دورة عسكرية.



        ومن بين القتلى 3 "قادة" ميدانيين، "واحد من درعا واثنان من مدينة جاسم"، بينهم "القيادي" البارز عادل الحلقي من "لواء العز". وتم نقل الجرحى إلى مشفى الشجرة جنوب غرب بلدة صيدا الجولان، على الحدود مع الأردن. ومارست "جبهة النصرة" تعتيماً إعلامياً على الضربة، في محاولة منها لإخفاء خسائرها، خصوصاً بعد الضربات الأخيرة التي تلقتها الجماعات المسلحة في ريف القنيطرة.

        والى القلمون، قُتل المدعو "أبو حيدرة التونسي" أحد "قادة" تنظيم "داعش" في القلمون الشرقي مع مجموعة من مرافقيه اثر هجوم شنه ما يسمى "جيش أسود الشرقية" على مواقع التنظيم في المنطقة.

        يذكر ان المدعو "ابو حيدرة" هو المسؤول عن اعدام أحد مسلحي "جيش الاسلام" المدعو "عمر التوم" بقطع رأسه بسكين غير حاد.


        المدعو "ابو حيدرة" أحد "قادة" تنظيم "داعش" في القلمون الشرقي

        وفي ريف حلب الشمالي، قُتل عدد من المسلحين جراء تفجير الجيش السوري عبوة ناسفة بسيارة كانت تقلهم على طريق فرعي قرب قرية دوير الزيتون في ريف حلب الشمالي، فيما سيطرت وحدات حماية الشعب الكردية على جسر قرقوزاق وقرية بير حسو القريبة من الجسر جنوب غرب مدينة عين العرب "كوباني" في ريف حلب الشرقي بعد اشتباكات مع تنظيم "داعش".

        وذكرت مواقع كردية ان تنظيم "داعش" فجّر جسر قره قوزاق بالكامل بعد انسحابه من القرى المجاورة إلى جبال الحمام في ريف حلب الشرقي.

        الى ذلك، قُتل وجرح عدد من المسلحين أثر استهداف الطيران المروحي السوري تجمعاتهم في بلدة كفرناسج وتل العلاقية وتل حمد وتل المال في ريف درعا.

        القوات الكردية تملك أدلة على استخدام تنظيم "داعش" غاز الكلور كسلاح كيماوي ضدهم

        هذا، وأعلن مجلس الامن القومي الكردي امتلاكه أدلة على استخدام تنظيم "داعش" غاز الكلور خلال هجوم نفّذه في شمال العراق قبل نحو شهرين، وذلك بعد اجراء فحوص مخبرية في الخارج.

        وقال المجلس في بيان انه "يمتلك أدلة على ان تنظيم "داعش" المتطرف يستخدم عناصر كيميائية في الميدان ضد قوات البشمركة". وأضاف انها "المرة الاولى يثبت تحقيق دولي ان تنظيم "داعش" يستخدم عناصر كيميائية".

        وأوضح البيان ان قوات البشمركة قامت بجمع عينات من التربة والملابس بعد تعرض عناصرها لتفجير انتحاري بعربة مفخخة في 23 كانون الثاني/يناير، على تقاطع كسك الواقع على الطريق بين مدينة الموصل".

        وأضاف ان هذه العينات "أرسلت لتحلل من قبل دولة شريكة في "التحالف الدولي". وأشار الى ان "التحليل الذي أجراه مختبر مجاز من قبل الاتحاد الاوروبي، وجد ان العينات تتضمن مستويات من الكلورين تؤكد ان المادة استخدمت كسلاح".

        واعتبر المجلس الكردي ان "لجوء تنظيم "داعش" الى هذه التكتيكات يظهر انه فقد المبادرة ويلجأ الى اجراءات يائسة".

        ***
        * كيري يُقر: لا بد من التحدث مع الأسد لانهاء الحرب في سوريا

        بعد باريس واشنطن تتخلى عن شرط تنحي الرئيس الاسد للحل في سوريا

        أقرّ وزير الخارجية الاميركي جون كيري بأنه سيكون على الولايات المتحدة أن تتفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد لإنهاء الحرب في سوريا، مشيرًا إلى أن واشنطن تعمل بكل قوة من أجل احياء الجهود للتوصل إلى حل سياسي.

        ويعدّ هذا الموقف الأول من نوعه علنيًا، بعدما صدرت إشارات وتلميحات إلى إمكانية تخلّي واشنطن عن مطلبها بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن الحكم تمهيدًا لأي حلّ سياسي. واللافت أن هذا الموقف جاء عقب مواقف للسفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد الذي قال إن "الولايات المتحدة تخسر الحرب في سوريا"، ودعا واشنطن إلى "مراجعة استراتيجيتها" الحالية، ووضع أسس جديدة عسكرية ودبلوماسية وسياسية.

        والموقف الاميركي يتناغم على ما يبدو مع الموقف الفرنسي، حيث نقلت مصادر ديبلوماسية غربية، أنّ المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا تبلّغ من مسؤولين غربيين كبار قبل أيام، أنّ باريس لم تعد تشترط "تنحّي" الرئيس السوري بشّار الأسد قبل بدء المرحلة الانتقالية.

        وفي تفاصيل الموقف الاميركي الجديد، قال كيري في مقابلة اجريت السبت: "حسنًا، علينا أن نتفاوض في النهاية. كنا دائمًا مستعدين للتفاوض في إطار مؤتمر جنيف 1"، مضيفًا أنّ واشنطن تعمل بكل قوة من أجل "إحياء" الجهود للتوصل إلى حل سياسي لإنهاء الحرب


        كيري : علينا ان نتفاوض مع الاسد

        وقال كيري لمحطة سي بي اس ان "الأسد لم يكن يريد التفاوض". وأجاب ردًا على سؤال حول استعداده للتفاوض مع الأسد، "اذا كان مستعدًا للدخول في مفاوضات جديّة حول تنفيذ مخرجات جنيف 1، فبالطبع، اذا كان الشعب مستعدًا لذلك. وما نضغط من أجله هو أن نحثّه على أن يفعل ذلك".

        وتابع كيري في مقابلة، سُجلت خلال تواجده في شرم الشيخ في مصر، أن الحرب السورية "هي واحدة من أسوأ المآسي التي يشهدها أي أحد منّا على وجه الأرض".

        وشدّد انه على الرغم من التحدّي الذي يواجهه التحالف الدولي بقيادة أميركية ضد "داعش" فإنّ واشنطن لا تزال تركّز على إنهاء الحرب الأهلية السورية.

        وقال: "إنّنا نعزّز من جهودنا بطريقة فعالة جدًا، ونعمل مع المعارضة المعتدلة، ونقوم بما هو أكثر من ذلك بكثير أيضًا". وأوضح "نحن نتابع أيضا مسارًا دبلوماسيًا. وقد أجرينا محادثات مع عدد من اللاعبين الأساسيين في هذه المأساة".

        وفي إشارة إلى الجهود الروسية في إحياء العملية السياسية في سوريا، قال كيري "نعمل بقوة كبيرة مع أطراف أخرى معنية، لنرى ما إذا كنا نستطيع إحياء حلٍّ دبلوماسي".

        وأشار الى أن "هذه القضية تشغل" الرئيس الاميركي باراك أوباما "ويركز عليها بهدف تحديد ما نستطيع أن نقوم به لتحريك الوضع".

        ويعد موقف كيري هو الأحدث بعد موقف لعرّاب المعارضة السورية روبرت فورد الذي أشار في مقالة له في الـ"فورين بوليسي" إلى تحقيق هدف "التوصل إلى اتفاق سياسي وطني" في البلد بدل الدعوة الى إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.

        ومن المقترحات التي عرضها فورد في مقالته "أن تعلن قيادة المعارضة أنها مستعدة للتفاوض مع قوات الجيش العربي السوري لوضع ترتيبات أمنية محلية لحماية كلّ السوريين، وأن تدخل في مفاوضات من أجل التوصل الى اتفاق سياسي لوقف النزاع من دون المطالبة برحيل الأسد كشرط مسبق".


        الاسد خلال لقائه ديمستورا

        وتتناغم هذه المواقف مع ما نقلته صحيفة "الحياة" عن مصادر ديبلوماسية غربية، أن المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا تبلّغ من مسؤولين غربيين كبار قبل أيام، أن باريس لم تعد تشترط "تنحّي" الرئيس السوري بشّار الأسد قبل بدء المرحلة الانتقالية.

        وأضافت الصحيفة أن المسؤولين الغربيين أشاروا أيضاً إلى "اتصالات غير عدائية" بين أجهزة الاستخبارات الأميركية والسورية بعد بدء "التحالف الدولي ـ العربي" بشنّ غارات ضد "داعش" في شمال شرقي البلاد، مشيرة إلى "تفهّم" دول غربية للتفسير الذي قدّمه دي ميستورا لتصريحه في فيينا قبل أسابيع، والذي قال فيه إن الرئيس الأسد "جزء من الحل لوقف العنف في البلاد".

        ***
        * مفكر فرنسي يحمل الدول الخليجية مسؤولية صناعة "داعش"



        حمل المفكر الفرنسي المتخصص في حركات الحضارة الإسلامية، جيل كيبل، وهو أستاذ ورئيس برنامج الدراسات الشرق أوسطية بمعهد الدراسات السياسية بباريس، الدول الخليجية مسؤولية تنامي ظاهرة الإرهاب والتطرف الدّيني، في صفوف شباب المسلمين، بل قالَ إنّها (الدول الخليجية) هي التي خلقت جماعة "داعش" الارهابية، حسب ما نقل موقع هسبريس.


        وقال كيبل في محاضرة ضمن مؤتمر نظمته جمعية خريجي جامعة هارفارد الأمريكية بالرباط، "نحن نتحدث عن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) كما لو أن أعضاءه جاؤوا من الخيال، والحال أن من أوجدهم هو الدول الخليجية"، وفصل قائلا "دول الخليج (الفارسي) كانت تعتقد أن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) سيساعدها على مواجهة الشيعة، خصوصا إيران، وهذا كانَ خطأ كبيرا".

        المفكر الفرنسي قال إن صورة الإسلام، في ظل تنامي الإرهاب "كئيبة"، وهو ما يستدعي البحث عن أجوبة للتعامل مع الواقع، مشيرا إلى أن تحجج أتباع مقاتلي تنظيم "داعش" بحُجج من القرآن لتبرير ما يقومون به تقابله آراء إسلامية أخرى تقولُ إنّ ذلك ليس من الإسلام في شيء، وهو ما يطرح سؤال منْ له الحقّ في ترجمة النصوص التي جاءَتْ قبل 1400 سنة، يقول المتحدّث.

        واعتبرَ كيبل أنّ التنظيمات الإرهابية "إذا حلّلناها من الأساس إلى القمّة، نجدُ أنّها تستهدف أشخاصا ضعفاءَ يُمكن التأثير عليهم بسهولة، في المساجد كمرحلة أولى، تمهيدا لغسْل أدمغتهم، وتأهيلهم للقيام بأعمال إرهابية، في المرحلة الثانية"، وأضافَ أنّ التطوّر التكنولوجي الذي شهده العالم خلال السنوات الأخيرة وسهولة تداول المعلومة عبر وسائط الاتصال الحديثة جعلَ الفكْر المتطرّف ينتقل بسرعة.

        وفي خضمّ تنامي الارهاب الداعشي في عدد من الدول العربية، خاصّة في سوريا وليبيا واليمن والعراق، وفي ظلّ التهديدات الأمنية التي باتَ تشكّلها جماعة "داعش" الارهابية لأمن دول المنطقة، توقّع كيبل أنْ تكون ليبيا قِبْلة لكثير من الشباب المتطرّفين، وقال "السؤال المطروح هو كيف يمكن التعامل مع كل التحدّيات التي يعرفها العالم اليوم، وما هي الحلول الممكنة لحلّ كلّ هذه المعضلات".

        وجَواباً على سؤال طرحه الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجيّة والتعاون المغربي السابق، يوسف العمراني، حوْل السُّبل الممكنة للقضاء على التنظيمات الإرهابية، رَبط المفكّر الفرنسي بيْن القضاء على الإرهاب، الذي وصفه بـ"المرض الذي يجب اجتثاثه" وبيْن التنميّة، قائلا "ما يُمْكن القيام به في الوقت الراهن هو إيجاد الأموال لتنمية المنطقة بما يُسْهم في تغيير المفاهيم في العقول.

        ***
        * بالفيديو... استقالات تهز هيئة التنسيق المعارضة، هل يفتح الباب لتشردمها

        هيئة التنسيق تنتقد موجة الاستقالات داخلها وتعتبرها غير مؤثرة

        فيديو:
        http://www.alalam.ir/news/1685493

        دمشق (العالم) 2015/3/15- نفى أعضاء في المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق السورية المعارضة ما أُشيع حول لقاء باريس بين وفد الهيئة والائتلاف الوطني أنه تم باعداد قوى خارجية، منتقدين موجة الاستقالات الجماعية التي حدثت داخل الهيئة.


        وقدم 40 عضواً من هيئة التنسيق المعارضة استقالاتهم اعتراضاً على ما اعتبروها انزلاقات سياسية تتعرض لها الهيئة بسبب رغبة محور داخل الهيئة بجرها الى مواضع لا تليق بخطها السياسي وفق بيانهم.


        وكشف بيان الاستقالة عن وجود خلافات تنظيمية وسياسية داخل الهيئة واصرار جناح فيها على اقرار لقاء باريس الذي جمع مؤخراً وفدي هيئة التنسيق والائتلاف الوطني، وتجاهل الاراء المعترضة على ما اسموها انزلاقات سياسية ما قد يدفع الهيئة لان تكون جزءاً من الاصطفافات الاقليمية التي تعمل ضد مصلحة سوريا.


        انشقاقات بالجملة في هيئة التنسيق وخلافات تنظيمية والسبب "لقاء باريس"

        واكد مرام داود احد المستقيلين- أمين سر مكتب الشباب سابقاً في تصريح لمراسلتنا: "انه حدث انحراف سياسي واختلاف في توجه هيئة التنسيق الذي هو النقاط العشرة في لقاء القاهرة، والمؤتمر الذي سيتم عقده في الـ 25 من الشهر القادم، حيث توجهت سراً للقاء باريس وصارت تشتغل على خط آخر من شأنه ضرب اوراق هيئة التنسيق ومبادئها وآلية عملها".

        من جهتها، اكدت هيئة التنسيق ان لقاء باريس انما اتى ليعزز لقاء القاهرة من خلال وفد رسمي تم ارساله بمهمة محددة، مشيرة الى ان هذه الاستقالات لن تؤثر على مكانة الهيئة وقوتها كفصيل معارض بارز في سوريا.

        وقال زياد وطفه عضو المكتب التنفيذي في هيئة التنسيق السورية المعارضة لمراسلتنا: كل ما يشاع بان الوفد في باريس لم يكن يمثل هيئة التنسيق ليس صحيحاً، وان اللقاء تم باعداد قوى خارجية لا صحة له.

        فيما رأى محمد ايبش عضو المكتب التنفيذي في هيئة التنسيق السورية المعارضة، ان اي كتلة سياسية على شاكلة هيئة التنسيق الوطنية المؤلفة من 11 حزب سياسي وشخصيات وطنية ومؤسسات المجتمع المدني، لن تتأثر بمثل هذه الاستقالات.

        الهيئة التي تشكلت محور المعارضة الداخلية السورية خلال الاعوام الاربع الماضية، قد تكون في طريقها لتضييع دورها اذا لم تتمكن من حسم خلافاتها والتفاهم على رؤية مشتركة بين تياراتها الداخلية، خاصة في ظل تسرب انباء من داخل اروقة الهيئة عن ان هذه الاستقالات لن تكون الاخيرة.

        وافادت مراسلتنا دارين فضل، "سلسلة انشقاقات في هيئة التنسيق رأس الحربة في المعارضة السورية، يرى مراقبون ان الصورة التي ستكون عليها هذه المعارضة مستقبلاً تتكون من تكتلين، الاول منشقون عن هيئة التنسيق والائتلاف، والثاني من تبقى من الائتلاف مع من سيحاوره ممن تبقى من هيئة التنسيق".

        يذكر أن نائب الأمين العام لهيئة التنسيق هيثم مناع كان استقال قبل اشهر. غير أنه نقل عن الأعضاء المستقيلين نفيهم أن تكون خطوتهم مرتبطة باستقالة مناع بالرغم من وجود اتصالات معه.

        ***
        * خريطة الاحتجاجات ضد "جبهة النصرة" تمتد وتتسع في سوريا


        خريطة الإحتجاجات تمتد وتتسع في المناطق السورية ضد المسلحين وسط مطالبة طالب بمعرفة مصير الابناء وإطلاق سراح المعتقلين،حتى أن الشعب لم يعد بكتفي بالتظاهر بالسلاح ففي منطقة الغوطة قتل الأهالي مسؤول "جبهة النصرة" مما جعل الاخيرة إلى الإنكفاء داخل مخيم اليرموك

        "الشعب يريد رحيل الجبهة"، شعب قسطون في سهل الغاب ، ليس وحده من يريد أن ترحل النصرة، فخريطة الاحتجاجات ضد "جبهة النصرة" تمتد وتتسع ، في اللج، في ادلب الشعب يريد ما تريده قسطون وغيرها.

        في الغوطة، الشعب لم يعد بكتفي بالتظاهر، بالسلاح قتل الأهالي مسؤول النصرة (أبو رامز بطاطاية ). فاضطرت النصرة إلى الإنكفاء داخل مخيم اليرموك.

        "النصرة" خطفت وصفّت، أعضاء من لجان المصالحة مع الدولة، لكن التسويات تحاصرها في الغوطة تدريجيا، من بيت سحم إلى ببيلا ، فبلدات الطوق الدمشقي .

        وعندما يشتد حصار أمراء الحرب والجهاد حول الأهالي ، تتعثّر المصالحات ، كما في عربين ، وحول دوما ، و تتفكك البيئة الحاضنة التي احتمت بها النصرة والمجموعات المسلحة ، تنجو العائلات هربا من أمراء الحرب ، مع المقاتلين من أبنائها .

        بيئة باكملها تنشق عن النصرة وتهجر معاقلها، "لواء الأنفال" في مخيم اليرموك فضّل الالتحاق بالجيش السوري ، عندما انسحبت اليه "النصرة "… "لواء حطين" لحق به.

        وفي الشمال السوري جبهة للنصرة ضد الاهالي، قتال في قلب البلدات الماهولة بأسر المسلحين من "حزم" و"جبهة ثوار سوريا" ،في ادلب ، وجبل الزواية ، أحال ما كان بيئة حاضنة، الى بؤرة احتجاج اهلي لمن قتلت "النصرة" ابناءهم .التظاهرات تطالب بمعرفة مصير الابناء واطلاق سراح المعتقلين.

        (تقرير "الميادين" بالصوت والصورة):
        https://www.youtube.com/watch?v=NN131KsTPOE

        ***
        * توقيف 3 بريطانيين في تركيا حاولوا الدخول الى سوريا وترحيلهم الى بلدهم



        أوقف في تركيا ثلاثة شبان بريطانيين يشتبه بأنهم حاولوا السفر الى سوريا وتم ترحيلهم لاحقا الى بريطانيا حيث استجوبتهم الشرطة الاحد، بحسب ما أفادت "وكالة الصحافة الفرنسية".

        وأشارت الوكالة الى ان "الشبان الثلاثة الذين تراوح اعمارهم بين 17 و19 عاما ما عادوا موقوفين في تركيا الاحد بل باتوا في لندن بعدما رحلوا السبت الى بريطانيا".

        وقالت الشرطة البريطانية "تم توقيف الثلاثة المتحدرين من شمال غرب لندن على خلفية شبهات بإعداد اعمال ارهابية وتمَّ اقتيادهم الى مركز للشرطة في وسط لندن حيث لا يزالون موقوفين".

        ***
        * لماذا لا يحصل الجيش عـلى أسلحة يحسم بها معركته في جرود عرسال؟


        لبنان ما بين الرّفض الفاضح لِلهِبة الإيرانية والعروض الرّوسيّة، وبين تأخير السّلاح الفرنسيّ

        العميد المتقاعد شارل أبي نادر

        لقد أثبت الجيش اللبناني في المواجهات التي خاضها ضد المجموعات الإرهابية على الحدود الشرقيّة وخصوصاً في معركة جرود رأس بعلبك الأخيرة أنّه يتمتّع بقدرة قتاليّة مُلفتة وبمستوى عالٍ من الحرفيّة العسكريّة، يُضاف إلى ذلك المؤازرة الفعّالة المباشرة له من قِبل المقاومة والدّعم الشعبيّ الواسع، وهذه جميعها نقاط قوّة تُعطيهِ القدرة والإمكانيّة على حسم المعركة بشكل نهائي ضدّ المُسلّحين، وإستعادة السّيطرة على كامل الحدود، ولكن لماذا لم يتمّ هذا الحسم حتى الآن؟


        الجيش اللبناني

        إذا تجاوزنا موضوع القرار السياسيّ بالحسم والذي لا يُمكن إعتباره حتى الآن واضحاً وصريحاً وذلك لأسباب متعدّدة، وبِمعزل عن موضوع العسكريّين المخطوفين وما يشكّله هذا الملفّ الحسّاس من ضغوط؛ فإنّ هذه المعركة تتطلب السلاح الذي يؤدي دوراً مهماً في إنجاحها أو فشلها، إذ تحتاج العمليّة إلى أسلحة نوعيّة نظراً إلى البقعة الجغرافيّة وإلى طريقة القتال الخاصّة التي تُميّز هؤلاء الإرهابيّين، ولاسيما أن لدى بعضهم خبرة لا يُستهان بها إكتسبوها من جولات متعدّدة خاضوها ضدّ أهمّ الجيوش في أفغانستان والشيشان أو العراق أو سوريا، أو حتى ضد الجيش اللبنانيّ في غير موقع. هذه الأسلحة طُلِبَت من فرنسا بالأساس عبر الهِبَة السعوديّة التي تشمل مدافع ميدان ذاتيّة الحركة بِمدى يتجاوز 40 كلم مع جاهزيّة مُتطوّرة في تصحيح الرّمايات وصواريخ مُضادّة للدّروع وللتحصينات، وعربات قتال مُصفّحة ضدّ الألغام ، وعبوات ناسفة متوسّطة، وأجهزة اتّصال مُتطوّرة وغير ذلك. بالإضافة إلى طوّافات قتاليّة فرنسيّة الصّنع مجهّزة بصواريخ موجّهة حراريّاً لتدمير مراكز المُسلّحين المُحصّنة في الجرود، وعن مسافة تتجاوز الــ 6 كلم على الأقل لحمايتها من صواريخ أرض جوّ يمكن أن يمتلكها المُسلّحون، ولكن لغاية تاريخه لم يتمّ إستلام هذه الأسلحة.

        أما بالنّسبة إلى موضوع هِبة المليار دولار، والتي خصّص حوالي نصفها لشراء أسلحة للجيش، فقد تمّ رفض عرض روسي لتزويد الجيش بصواريخ "توس" والتي تتميّز بِقدرة تأثير فعّالة على المُسلّحين المتمركزين داخل مغاور مُحصّنة، حيث يُحدث انفجارها كُرة ناريّة ضخمة، وارتفاعاً هائلاً في الضّغط وكانت قد صُمِّمَتْ أساساً لاستعمالها من قِبَل الجيش الرّوسي في جبال أفغانستان حيث أوجُه الشّبه واضحة في الطّبيعة الجغرافيّة، وفي طبيعة المُسلّحين وأسلوبهم في القتال. وهذا الرّفض جاء لأسباب غريبة، إذ إعتُبِرَ أوّلاً أنّ مداها البالغ 6 كلم يُعتبر قصيراً، بيد أنه عمليّاً كافٍ إذا ما تكلّمنا على دعم مُباشر لعمليّة هجوميّة. أما سّبب الرفض الثاني فجاء لاعتبارات تتعلّق بِحقوق الإنسان تفرضها المُنظّمات الدوليّة، وهذا لا ينطبق هُنا، إذ أنّنا في الحقيقة نُواجِه وحوشاً وليس بشراً، وقد غُضّ النّظر أيضاً عن عرض روسي آخر لتزويد الجيش بطوّافة قتاليّة نوع (Mi-24P) المُعدّلة والتي هي طوّافة مُقاتلة وناقِلة في نفس الوقت، إذ لديها القُدرة على نقل حضيرة من 9 عناصر مع عتادهم الكامل وبِحمولة حوالي 1,5 طن، وهي أيضاً مُجهّزة بنوعين من الصّواريخ، الأولى غير موجّهة لها مُميّزات الكاتيوشا التدميريّة والثانية صواريخ موجّهة حراريّاً من نوع ستورم-ب بِمدى 6 كلم مع قُدرة مُميّزة على خرق وتدمير التّحصينات والأهداف المُدرّعة، وهذه الطوّافة لها أيضاً ميزة التشويش على صواريخ أرض جوّ.


        ***
        *
        الحرب الزائفة

        عامر محسن - صحيفة "الأخبار"

        الحملة الجوية المزعومة، التي تقودها اميركا على رأس «تحالف دولي» في العراق وسوريا، تحوي مفارقات لا يمكن تفسيرها أو عقلنتها، وهي أسئلة بدأ النقاش حولها يموج حتى في اميركا، بين العسكريين والخبراء. السؤال باختصار هو: كيف يمكن للطيران الأميركي، الذي سبق أن حطّم جيوشاً ضخمة خلال أيام من القصف، وقلب الوضع العسكري في ليبيا لحظة تدخّله، أن «يضرب» تنظيماً كـ «داعش» لشهورٍ متواصلة من غير أن يترك تأثيراً حقيقياً، أو تنهار الميليشيا المعادية؛ بل إنّ «داعش» تمكّن من الثبات في مواقعه وشنّ هجمات توسعية؟

        لم تعد بيانات وادعاءات قيادة التحالف عن قتل «الآلاف» من مقاتلي التنظيم (وهي معلومات ليس بامكانهم الحصول عليها والتيقن منها من الجو) مقنعة، وتكريس عين العرب\كوباني كملحمة و»انجاز» مزحة سمجة. تمّ تركيز القوة الجويّة للتحالف، لأشهر، لاخراج «داعش» من بلدة حدودية مهجورة، هي بحجم حيٍّ صغير في تكريت أو الموصل. من هنا انطلق ريك فرانكونا، وهو عقيد متقاعد في سلاح الجو الأميركي، حين كتب مقالاً يشكك في فعالية الحملة الجوية.

        أعطى فرانكونا مثالاً عملياً عن قرية اشورية في منطقة الحسكة، هاجمها «داعش» بموكب من أكثر من أربعين عربة مسلّحة، تقدّم مكشوفاً عشرات الكيلومترات، واحتل البلدة وأسر نساءها وأطفالها تحت عين التحالف، فكيف يحصل ذلك؟ هذه الأسئلة كرّرها جنرالٌ متقاعد، اسمه دايفيد ديبتولا، في مقابلة مع «راديو اميركا»، قال فيها إنّ تأثير الحملة الجوية لا يعكس الا «نسبة ضئيلة» من القدرات الأميركية.

        بحث هؤلاء عن تفسيرات «حسنة النية» لانتفاء الفعالية العسكرية، طارحين عوامل كالبيروقراطية ومركزية القرار، اذ يقول الطيارون إنّهم لا يُعطون الاذن بالقصف الا بعد أن يشاهد جنرالٌ الهدف على شاشةٍ أمامه، ثمّ يجيز الضربة. وقد قال أحدهم لفرانكونا انّه وجد نفسه يحلّق لساعات فوق قوات لـ «داعش» ترتكب جرائم، وهو ينتظر الاذن بالتدخّل.

        السّبب الحقيقي لهذا العجز واضحٌ وبسيط، وهو أنّ الضربات رمزية ومتناثرة وقليلة، وهي لم تصمّم أساساً كحملة لتدمير تنظيم «الدولة» أو اذيته بشكلٍ جديّ. يعقد الجنرال ديبتولا مقارنة بين الحملة الجوية ضد العراق عام 1991، حين كان المعدّل أكثر من 3000 طلعة و1100 هجوم في اليوم، مع الحملة الحالية التي يوازي عدد ضرباتها الاجمالي، بعد ستة أشهر، يومين من أيام الغارات ضد الجيش العراقي. خمس الى سبع ضربات في اليوم لا تكفي لقهر عصابة مخدرات مكسيكية، ناهيك عن تنظيم عسكري كبير.

        يمكننا أن نفهم، من هنا، الاستراتيجية الأميركية الحقيقية خلف تأسيس «الحلف»، ومعنى تصريح القادة الأميركيين، الصيف الماضي، بأن قهر «داعش» سيستلزم حرباً تمتد لسنوات. السنوات الثلاث هي، فعلياً، الفترة التي تحتاجها واشنطن لتأسيس جيشٍ لها في كردستان وبين عشائر العراق، كما تفعل حالياً في سوريا، بهدف بناء تشكيل عسكري يشبه «تحالف الشمال»، يتبع لها، ويقاتل مع طيرانها، ويخوض معاركها في المستقبل.

        همّ اميركا ليس هزيمة «داعش»، بل استخدام الأزمة للدخول مجدداً الى العراق وتثبيت بنية عسكرية دائمة في المنطقة. في جلسة أخيرة للكونغرس، لم يدافع جون كيري عن الحرب من منطلق نجاحاتها أو ضرورتها، بل تباهى بأن «خمس دولٍ عربية سنية» تشارك، لأول مرّة، في حلف اميركي يضرب دولاً أخرى في المنطقة. حين يدحر العراقيون «داعش» بأيديهم، فهم ايضاً يهزمون عدواً أخطر وأخبث وأقوى شكيمة، ويحطمون آماله وخططه.
        التعديل الأخير تم بواسطة ابوبرير; الساعة 15-03-2015, 11:42 PM.

        تعليق


        • * الرئيس الاسد: الكلام عن مستقبل الرئيس السوري هو للشعب السوري وتصريحات الخارج لا تعنينا

          الرئيس الاسد ردا على كيري: التغيُّر الحقيقي في المواقف الدولية يجب ان يبدأ اولا بوقف دعم الإرهابيين

          الرئيس الاسد: لا يوجد لدينا خيار سوى أن ندافع عن وطننا..




          استقبل الرئيس بشار الأسد اليوم علي طيب نيا وزير الاقتصاد والمالية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية والوفد المرافق له.


          وأكد الرئيس الأسد خلال اللقاء أن الجانب الاقتصادي هو أحد جوانب العدوان الذي تتعرض له سورية من خلال الحصار المفروض على الشعب السوري وتدمير البنى الأساسية لافتا إلى أن دعم الدول الصديقة وفي مقدمتها ايران كان له أثر كبير في تعزيز صمود الشعب السوري.


          وأشار الرئيس الأسد إلى أهمية استمرار العلاقات الاستراتيجية على المستوى الاقتصادي بين سورية وايران والتي تعود بالنفع على الشعبين الشقيقين لافتا إلى ضرورة وضع بنية واضحة وآليات عملية للتعاون الاقتصادي بين البلدين.

          من جانبه أكد الوزير الإيراني أن الروابط المشتركة التي تجمع سورية وايران في جميع المجالات واسعة ومتجذرة ولا يمكن فصلها معربا عن استعداد بلاده الكامل لنقل تجاربها في مجال التنمية والمجالات التقانية والهندسية إلى سورية.

          وأشار الوزير الايراني الى ان بلاده توءمن بان من واجبها الوقوف الى جانب سورية وشعبها لان سورية كانت ولاتزال الطرف الأساسي في مواجهة المشاريع الصهيونية في المنطقة .وانتصارها في مواجهة الحرب الارهابية التي تتعرض لها يعد عاملا أساسيا في عودة الأمن والاستقرار إلى دولها.




          وفي ختام اللقاء ادلى الرئيس الاسد بتصريح خاص للتلفزيون الإيراني.. وردا على سؤال حول تغير مواقف بعض الدول الأساسية المعادية لسورية والتي كانت تقول إنه لا حل إلا برحيل الرئيس الأسد واليوم باتت تقول إنه لا حل في سورية إلا ببقاء الرئيس الأسد والحوار معه… قال سيادته إنه سواء قالوا يبقى أو لا يبقى.. الكلام في هذا الموضوع هو للشعب السوري فقط لذلك كل ما قيل عن هذه النقطة تحديدا منذ اليوم الأول للأزمة حتى هذا اليوم بعد اربع سنوات لم يكن يعنينا من قريب ولا من بعيد.. في هذا الاطار كنا نستمع للشعب السوري نراقب ردات فعل الشعب السوري.. تطلعاته.. طموحاته.. وكل ما له علاقة بهذا الشعب.. أي شيء أتى من خارج الحدود كان مجرد كلام وفقاعات تذهب وتختفي بعد فترة فلا يهم ان قالوا يذهب أو يبقى أم غيروا أم لم يغيروا.. المهم الواقع كيف كان يسير.

          وحول دعوة جون كيري وزير الخارجية الاميركي للحوار مع الرئيس الأسد قال سيادته.. مازلنا نستمع لتصريحات وعلينا أن ننتظر الافعال وعندها نقرر.

          ورداً على سؤال حول كيف يستشرف الرئيس الأسد افق المرحلة القادمة بالنسبة للوضع في سورية والمعادلة الإقليمية والدولية في وقت بدأت فيه دول غربية كثيرة في الأشهر الماضية تتواصل مع الحكومة السورية… قال سيادته أولا بالنسبة للوضع في سورية لا يوجد لدينا خيار سوى أن ندافع عن وطننا.. لا توجد خيارات ولم يكن لدينا خيار آخر منذ اليوم الأول بالنسبة لهذه النقطة.

          وأضاف الرئيس الأسد أي تغيرات دولية تأتي في هذا الإطار هي شيء إيجابي إن كانت صادقة وإن كانت لها مفاعيل على الأرض ولكنها تبدا أولا بوقف الدعم السياسي للإرهابيين .. وقف التمويل .. وقف إرسال السلاح .. وبالضغط على الدول الأوروبية وعلى الدول التابعة لها في منطقتنا والتي تقوم بتأمين الدعم اللوجستي والمالي وايضا العسكري للارهابيين.. عندها نستطيع أن نقول إن هذا التغير أصبح تغيرا حقيقيا.


          ***
          * سورية وإيران توقعان اتفاق تعاون اقتصادي في مجالات الطاقة والصناعة والزراعة والاستثمارات



          وقعت سورية وايران اليوم اتفاق تعاون اقتصادي في مجالات الطاقة والصناعة والزراعة وزيادة الاستثمارات المشتركة وتفعيل دور القطاع الخاص في هذا المجال.


          وجاء التوقيع خلال جلسة مباحثات عقدها الجانبان السوري والإيراني لمناقشة مواضيع ذات اهتمام مشترك فيما يخص توسيع آفاق التعاون في اطار استراتيجي بعيد المدى يشمل مجال النفط والغاز الاستكشاف والاستخراج وفي مجال الكهرباء الصيانة وإنشاء محطات توليد جديدة ومراكز تحويل وشبكات كهربائية.

          وناقش الجانبان أيضا التعاون في المجال الصحي عبر تأمين أدوية الأمراض المزمنة والأمراض السرطانية والأدوية النوعية وتفعيل التعاون الاقتصادي بما يسهل الاستثمار في سورية أمام الشركات الإيرانية.

          وفي تصريح صحفي عقب التوقيع أكد وزير الاقتصاد والمالية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية علي طيب نيا أن “الاتفاق يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون بين سورية وإيران وخاصة أن سورية بدأت مرحلة تعافي وهناك العديد من المجالات التي يمكن التعاون بشأنها لخدمة شعبي البلدين”.

          بدوره وفي تصريح مماثل بين وزير المالية الدكتور اسماعيل اسماعيل أن “الاتفاق يعكس العلاقات المميزة بين البلدين ويأتي في وقت تستعد فيه سورية لعملية إعادة الاعمار ودوران عجلة الانتاج حيث سيكون لإيران دور أساسي في هذه العملية”.

          وجلسة المباحثات هي الثانية من نوعها خلال العام الحالي حيث عقدت جلسة مباحثات رسمية في دمشق في الخامس من كانون الثاني الماضي ناقش الجانبان السوري والإيراني خلالها واقع العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين وسبل توسيع التعاون ليشمل قطاعات الزراعة والصناعة والنفط والطاقة الكهربائية والصحة والدواء وتوفير قطع الغيار للآلات والمصانع في سورية.

          وبحث نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الإدارة المحلية المهندس عمر غلاونجي مع وزير الاقتصاد والمالية الإيراني امكانية زيادة قاعدة التعاون التجاري بين البلدين من خلال تفعيل اتفاقيات التعاون الموقعة بينهما وتوقيع أخرى جديدة.

          ودعا غلاونجي خلال اللقاء الشركات الإيرانية إلى المساهمة في مرحلة البناء والإعمار عبر تنفيذ وتمويل استثمارات جديدة في سورية في القطاعات كافة.

          بدوره عبر الوزير الإيراني عن “رغبة الحكومة الإيرانية بتوسيع قاعدة التعاون الاقتصادي والتجاري والشركات الإيرانية في إقامة مشاريع خدمية وتنموية في سورية والمشاركة في مرحلة إعادة البناء والاعمار”.

          حضر المباحثات خلال اللقاءين عن الجانب الإيراني رئيس لجنة تنمية العلاقات الايرانية السورية رستم قاسمي والسفير الإيراني بدمشق وعن الجانب السوري وزراء الكهرباء والنفط والثروة المعدنية والمالية والاقتصاد والتجارة الخارجية والصحة والامين العام لمجلس الوزراء وحاكم مصرف سورية المركزي ورئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي والسفير السوري في إيران.

          ***
          * جيش سوريا يحدث انهيارا بصفوف المسلحين بريف القنيطرة

          ارشيف

          فيديو:
          http://www.alalam.ir/news/1685665

          دمشق (العالم) - ‏16‏/03‏/2015 - كثف الجيش السوري من عملياته العسكرية في ريف القنيطرة جنوبي البلاد وحقق سيطرة نارية على مواقع جديدة. وكانت "جبهة النصرة" قد تلقت ضربة قوية جراء غارة جوية للطيران السوري استهدفت مقرا لها في بلدة منشية اسفرت عن مقتل واصابة 120 مسلحا.

          وبعد الضربة التي تلقتها "النصرة"، فرع القاعدة في بلاد الشام، بالقرب من بلدة كودنا في ريف القنيطرة، والتي اثبتت بالدليل القاطع تنسيق الكيان الاسرائيلي معها، ضربة جديدة تجعل "النصرة" تبلع لسانها، وتؤثر الصمت، اثر الانجاز الجديد للجيش السوري الذي قتل وأصاب خلاله أكثر من 120 مسلحاً من ما يسمى "لواء العز" التابع لـ"جبهة النصرة"، جرّاء غارة استهدفت مركزاً قيادياً ومعسكراً تابعاً لـ"النصرة" في منطقة منشية السويسة بريف القنيطرة، أثناء تخريج "دورة عسكرية".

          وقال الخبير العسكري السوري تركي حسن لقناة العالم الإخبارية: "هذا الإنجاز هو تعبير عن قضية تراكم انجازات، قضية متصاعدة، القضية المتصاعدة هي تحديد الهدف واختراق الخصم بنفس الوقت ودقة الاصابة، وهذا يؤكد أن القوات السورية تحقق النجاحات الواحد تلو الآخر".

          وفي محيط ريف القنيطرة لازال الجيش السوري يملك الكلمة الفصل، ويتابع ما بدأه من عمليات في مناطق مسحرة ونبع الصخر ورسم خويلد، بالتوازي مع استهداف تجمعاتهم في تل الجابية وقرية الملعقة في ريف القنيطرة، هذه العمليات تشتت قوة المجموعات المسلحة، إضافةً الى ما تحققه من سيطرة نارية على مواقع جغرافية هامة ستعقّد ظروف المعركة على المسلحين المنتشرين في أرياف غرب درعا.

          وعلى الجانب الاخر من الجغرافيا في ريف درعا، وسع الجيش السوري من نطاق عملياته العسكرية واستهداف تجمعات المسلحين في بلدة كحيل بالريف الشرقي القريبة من الحدود الاردنية، واستهدف مجموعة مسلحة في قرية زمرين شمال غرب مدينة درعا بنحو 60 كم موقعاً أفرادها قتلى، كما دمر نقاط تجمع للمسلحين في منطقة بئر ام الدرج وحي الكرك ومحيط شركة الكهرباء بدرعا البلد.

          ***
          * داعش يحاول التسلل في الجنوب السوري عبر بيعات الفصائل

          داعش يبدأ بالتسلل إلى المنطقة الجنوبية في سوريا بالاعتماد على بيعات من الفصائل الصغيرة في انتظار مبايعة الفصائل الكبيرة، ومراقبون يقولون إن دخول داعش إلى المنطقة الجنوبية سيخلط الأوراق في المنطقة وسيشعل مواجهة جديدة مع "النصرة".

          اعلام "داعش" السوداء. أناشيدها. في الخلفية نفسها، لمقاتلي "أنصار الشريعة" في درعا وهم يقبلون على مبايعة "حركة المثنى". الديكور نفسه، والخطاب الجهادي نفسه أيضاً.

          "داعش" الذي لم يستطع اختراق ساحة المجموعات المسلحة في درعا والقنيطرة، يتسلل اليهما مع حركة المثنى الاسلامية. "المثنى" الاسلامية لم تبايع البغدادي بالكامل. أقوى المجموعات الجهادية في درعا، منحت "داعش" نصف بيعة. إعترفت بوجوب بيعة "داعش" إذا ما سيطرت على أجزاء من درعا والقنيطرة، حتى الان.

          ويشير أحمد الحاج علي، المحلل السياسي، إلى أن "المثنى" يبدو أنها هددت بالالتحاق بداعش إذا لم تأخذ حصتها من الغنائم والسيطرة.

          الألوية التي سيعدها إعلان "جيش الجهاد"، "جند الاسلام"، وألوية "أبو بصير" و"البنيان المرصوص" قليلة الاثر في الميدان، ولكن تجميع صغار الالوية، هو تكتيك "داعش" للتسلل إلى درعا، يليه إشهار بيعات الكبار كحركة المثنى، عندما يحين الوقت.

          والتخفي خلف الالوية الصغيرة هو تكتيك بعد أن أخفقت "داعش" في دخول درعا والجولان عبر مجموعة كبيرة كلواء "شهداء اليرموك" رغم سرية البيعة بين قائده ابو علي البريدي، والبغدادي.

          وطاردته "النصرة" في مقره في سحم الجولان وأجبرته على الانكفاء.

          نصف البيعة اختارتها "المثنى" و"داعش" كي لا يستنفر تحالف معاد يمتد من المخابرات الاردنية والالوية التي تدعمها عبر غرفة عمليات عمان، فجبهة النصرة التي تطارد داعش في الجنوب، والعشائر التي واجهت وصولها بعد المذبحة التي ارتكبتها داعش بحق عشائر دير الزور.

          (تقرير "الميادين"):
          https://www.youtube.com/watch?v=v6FbpWCcVFk

          ***
          * موقف واشنطن حيال سوريا: من شرط تنحي الاسد الى التفاوض معه في النهاية

          كثيرة هي المواقف التي صدرت عن الولايات المتحدة حيال سوريا في الآونة الأخيرة، وكل ذلك فيما المنطقة تعيش ملامح تغييرات قد تشهدها قواعد الاشتباك الدولي الاقليمي حيال العديد من الملفات الساخنة.

          قبل موقف وزير خارجيتها الأخير كانت الولايات المتحدة الأميركي قد جددت دعوتها الخميس الماضي الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي عن الحكم. وفي الذكرى الرابعة لاندلاع الأزمة جددت المتحدثة باسم الخارجية جينيفر بساكي القول بأن "على الأسد أن يرحل وأن يستبدل عبر انتقال سياسي وتفاوضي يمثل الشعب السوري".

          في لقائه أمير قطر أواخر الشهر الماضي قال أوباما إن سوريا "لا يمكنها أن تستقر تماماً إلا برحيل الأسد علماً أنه كان قد دعا منذ آب/ أغسطس 2011 إلى تنحي الرئيس الأسد عن السلطة وبينما وصفت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون الرئيس الأسد بـ"المصلح" في بداية ما سمي بالربيع العربي عادت وقالت إنه "فقد الشرعية" وأوضحت هذه العبارة تتردد في معظم تصريحات المسؤوليين الأميركيين حتى اليوم. يمكن رصد ارتباك السياسة الأميركية في معالجة الملف السوري بتعدد المواقف والتصريحات وبإضفاء صفة شرعية على بعض أطراف المعارضة وخاصة الإئتلاف الوطني وبتقديم الدعم العسكري وغير العسكري لجماعات مختلفة من المعارضة المسلحة، وصولاً إلى تصريح أوباما الشهير بأن وجود معارضة سورية معتدلة هو نوع من الخيال.

          بعد أن تجنبت إدارة أوباما التدخل العسكري رغم تحذيراتها "باجتياز الخط الأحمر" وتلقي الجماعات المسلحة التي تدعمها مثل "حزم" ضربات قاسمة على يد تنظيم داعش والنصرة يعتقد السفير الأميركي السابق روبرت فورد أن الطريقة الأفضل لمساعدة قوى المعارضة هي توسيع مدى الضربات الجوية لتشمل مناطق وجودها، واتخاذ خطوات لحماية المعارضة في الشمال والجنوب السوري وتقديم كل وسائل الدعم لها والعمل على تخفيف مظاهر القلق التركي من تبني ما أسماه الإنفصاليين الأكراد في سوريا. لا تزال الإدارة الأميركية حتى اليوم تحاول إيجاد الشروط التي تضغط باتجاه الحل السياسي التفاوضي وتبقى مشكلتها المركزية حسم موقفها بالتخلي الصريح والواضح عن شرط رحيل الأسد لتحقيق التسوية السياسية المنشودة.

          (تقرير "الميادين):
          https://www.youtube.com/watch?v=nZ713VfeU7E

          ***
          * تركيا تندد بإعلان رغبة جون كيري بالتفاوض مع الرئيس بشار الأسد لإنهاء الأزمة السورية


          نددت تركيا بتصريحات وزير الخارجية الاميركي جون كيري بشأن التفاوض مع الرئيس بشار الأسد لإنهاء الازمة السورية.

          وجدد وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو مواقف بلاده "المطالبة برحيل الرئيس الأسد عن السلطة، متهماً إياه بالتسبب بما حدث في سوريا"، وتساءل خلال حديث صحفي بلهجة تعكس انزعاج أنقرة من الموقف الأميركي "على ماذا سيتفاوض مع الرئيس الأسد؟"، في إشارة لوزير الخارجية الأمريكي كيري.

          واستدرك قائلاً أن "كل الأطراف يجب أن تعمل من أجل انتقال سياسي في سوريا".

          ***
          * القبض على العقل المدبر لشبكات تهريب السلاح الى جبهة النصرة في القلمون




          نضال حمادة


          القت دورية تابعة لمخابرات الجيش اللبناني بالتعاون مع دورية لفرع المعلومات القبض على الرائد المنشق عن الجيش العربي السوري المدعو محمد ابراهيم الكبار. وفي معلومات خاصة بموقع المنار ان الأجهزة الأمنية اللبنانية داهمت منتصف الاسبوع الماضي عدة منازل في بلدة الفاكهة في البقاع الشمالي وألقت القبض على ما تعتبره الأجهزة الأمنية اللبنانية الرأس المدبر لشبكات تهريب السلح من لبنان الى حبال القلمون وقد تم إلقاء القبض على الرائد السوري المنشق في منزل أحد أقاربه اللبنانيين في البلدة.

          وتشير المعلومات الخاصة ان القبض على محمد ابراهيم كبار جاء بعد اعترافات أدلى بها موقوف اخر من ال الخليل من بلدة الفاكهة يقاتل في صفوف جبهة النصرة ويتنقل بين جبال القلمون والداخل اللبناني عبر بلدته الفاكهة ، وتم توقيفه عند المدخل الشرقي لبلدة الفاكهة عندما كان يتنقل سيرا على الأقدام بين جرود عرسال وجرود بلدة الفاكهة. وتشير المعلومات ان الخليل أدلى بمعلومات تفصيلية ودقيقة عن محمد ابراهيم الكبار ودوره في عمليات تهريب السلاح لمصلحة جبهة النصرة في حبال القلمون، فضلا عن دوره القيادي لشبكات تهريب الجرحى من القلمون الى مستشفى في البقاع الشمالي والى مستشفيات في البقاع الأوسط مقابل مبلغ مالي يدفع لإدخال كل جريح، وبحسب المعلومات الأكيدة فقد اعترف الخليل على الكبار انه احد نقاط البريد المحورية والمهمة لجبهة النصرة بين الداخل اللبناني ومسلحي جبال القلمون.

          المعلومات المؤكدة تشير الى ان المداهمات الأمنية حصلت الساعة الثالثة فجرا وانه وجد بحوزة محمد ابراهيم الكبار خمسة هواتف نقالة اثنان يستخدمهما بشرائح لبنانية وهاتفان يعملان بخطوط سورية وهاتف من دون خط ، كما وجد بحوزته كمبيوتر محمول ومبالغ نقدية لبنانية وسورية وبالدولار الامريكي.

          وفور توقيف الكبار تم نقله الى العاصمة اللبنانية للتحقيق معه وقد واجهت عملية التحقيق في بدايتها مشكلة تقنية كونه ضابط ويقضي العرف العسكري ان يحقق معه عسكري برتبة ضابط غير ان انشقاقه عن الجيش العربي السوري أفقده هذه الميزة فبوشر التحقيق معه.

          وتقول المعلومات ان محمد ابراهيم الكبار من مواليد بلدة جريجير في سوريا عام ١٩٤٩ وهو رائد سابق في سلاح الجو السوري ويسكن بلدة الفاكهة عند أقارب له يحملون الجنسية اللبنانية وهو منذ العام ٢٠١٢ يدير شبكة تهريب السلاح الى القلمون. وتشير المعطيات انه يعتبر كنزا من المعلومات يمكن ان يكشف الكثير من الخيوط في شبكات تهريب السلاح وفي تركيبات وتنظيم الخلايا النائمة في لبنان بفعل دور نقطة البريد المركزي التي شغلها طيلة السنوات الثلاث الماضية.

          ***
          * الأزمة السورية تدخل عامها الخامس


          بدء العام الخامس على الأزمة السورية..

          تدخل الأزمة في سوريا عامها الخامس على وقع أعداد متزايدة من اللاجئين والنازحين والضحايا. ويبقى لدى السوريين أمل بعودة الحياة إلى وطنهم الجريح.

          (التقرير بالصوت والصورة) هنا:
          http://www.alahednews.com.lb/108448/...3#.VQc2044ppvp

          ***
          * بهدوء | الحرب في سنتها الخامسة؛ موازين القوى وأسئلة المصير


          ناهض حتر
          http://www.al-akhbar.com/node/228379

          لا جديد في تصريح وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، حول سوريا. الولايات المتحدة ستضطر، في النهاية، إلى التفاوض مع الرئيس بشار) الأسد؟ أليس هذا هو الموقف الفعلي الناجم عن موازين القوى في الصراع؛ بل هو الموقف الذي أبلغه الأميركيون، مراراً، بأشكال مختلفة، إلى حلفائهم، مباشرة، أو من خلال تجاهل التوسلات السعودية للحسم مع دمشق، أو بالإصرار على إفشال الأطروحة الأردوغانية، القائمة على اعتبار «داعش» والأسد، هدفين متساويين للتحالف الأميركي - التركي.



          كيري، انطلاقاً من الإقرار بأن ميزان القوى يميل لصالح قوى الدولة الوطنية السورية، يجدّد المقاربة البلهاء والإجرامية، القائلة بضرورة ممارسة «المزيد من الضغوط»، لإجبار رئيس سوريا على القبول بـ «حل انتقالي سلمي»، استنادا إلى «جنيف 1». وهذه المقاربة بلهاء، لأن هكذا «حل» لم تعد له أرضية واقعية، لكنه إجرامي لأنه سيكلّف السوريين المزيد من الدماء والتضحيات، قبل أن يتبين أن المسعى الأميركي لتأهيل ميليشيات «معتدلة» تكون طرفاً في حل سياسي سوري، لن يؤدي إلى نتيجة؛ الأرجح أن الاستمرار في الضغوط على سوريا، يرتبط بهدف آخر، لا علاقة له بالتسوية الداخلية، بل (1) بالتسويات الإقليمية من وجهة النظر الأميركية (الدور الإيراني، واقتسام النفوذ في العراق، وتحجيم ثورتي اليمن والبحرين) وبالتسويات الدولية لملفات الصراع مع روسيا والصين، و(2) الحيلولة دون تجذّر نهج وبنى المقاومة في الجولان، واستغلال الضربات الموجعة التي حلت بالدولة السورية لجرّها إلى مفاوضات، من موقع ضعيف، مع إسرائيل، و(3) خلق المعادلات التي تسمح بتصفية القضية الفلسطينية.


          بمعنى آخر، تتجه الولايات المتحدة إلى الحصول على مكتسبات واقعية، اقليمياً ودولياً، بدلاً من الجمود عند الشعارات التي ما يزال يتشبّث بها حلفاؤها الإقليميون الهلعون من منعكسات هذا النهج البراغماتي. السعودية لا تريد أن تصدّق أن الولايات المتحدة لم تعد تلك القوة المطلقة التي لا تلجمها قيود، بينما تتوهم قطر أن تركيبتها الخاصة من التمويل الكثيف وانعدام الأخلاق والتهييج الإعلامي واستخدام الاسلام السياسي والإرهابي والشطارة، هي وصفة سحرية لتغيير مجرى التاريخ! ويتعزز هذا الوهم، ويتغذى، من طموحات أردوغان لتكرار الامبراطورية العثمانية، وبالوسائل المذهبية والإرهابية نفسها التي مارسها الأجداد الهمج. إن أي مشروع سياسي لا يأخذ، في الاعتبار، حقائق الزمن الذي يعاصره، يتحول إلى مسخرة؛ وستظل مجرد مسخرة حتى حين تعبّد طريقها الرؤوس المقطوعة.


          ما الذي كان بوسع الأميركيين، في إطار موازين القوى الدولية والإقليمية المستجدة، عمله، لإسقاط الدولة السورية، ولم يفعلوه؟ شغّلوا، منذ «ربيع» 2011، حملة سياسية مكثفة لعزل دمشق وسحب الشرعية من الرئيس الأسد، وحاولوا استخدام القرارات الدولية لتكرار النموذج الليبي في سوريا، ونظّموا (كما كشف الزميل محمد بلوط) اغتيال قيادات سورية في تموز 2012، في سياق خطة انقلابية فاشلة، ووصلوا، في صيف 2013، إلى شفير العدوان المباشر على سوريا، تحت ذريعة الأكاذيب عن استخدام الجيش السوري للسلاح الكيماوي، وعجزوا. وخلال كل ذلك، وبعده، لم تدّخر واشنطن، جهداً في تعبئة وإدارة وحماية الجماعات المسلحة والإرهابية وإراقة دماء السوريين وتدمير اقتصادهم ومنجزاتهم ونهب ثرواتهم.

          في المقابل، تكونت، في صيف 2014، كتلة وطنية سورية وازنة (تضم أغلبية السوريين) في سياق انتخابات رئاسية جددت شرعية الرئيس بشار الأسد. هذه الكتلة تتسع اليوم، وستتسع أكثر فأكثر، في ثلاثة اتجاهات (1) عودة الوعي الوطني في صفوف شرائح متزايدة من المجتمع السوري، (2) والمصالحات المحلية، (3) وانتشار ظاهرة التمرد الشعبي على سيطرة الإرهابيين. وهذه الاتجاهات هي التي ترسم، الآن، اتجاهات وأمداء العمل العسكري؛ فلا يقيّد الجيش السوري، في عملياته الميدانية، بعد، إلا الاعتبارات الاجتماعية والانسانية والسياسية المحلية. وهذه معادلة، من شأنها، بالطبع، أن تطيل فترة الحسم العسكري قليلاً، ولكنها تحدّ من استنزاف قوى الدولة والمجتمع، وتحول دون تعميق الجراح.

          المعضلات التي تواجهها الدولة السورية ونخبها، في العام الخامس من الحرب، لا تُحَلّ بالمفاوضات مع الأعداء، ولا بدعم الحلفاء؛ فهي معضلات سورية داخلية خالصة، وجاء الوقت لمعالجتها، أو أقله لفتح الحوار الجدي لمعالجتها.

          ونحن نتحدث، هنا، عن نوعين من القضايا؛ يرتبط النوع الأول منها، بالحاضر المرير للمستوى المعيشي والمشكلات الحياتية لأغلبية السوريين، ويرتبط النوع الثاني منها بالأسئلة الكبرى حول الهوية السياسية ــــ الثقافية للجمهورية (أسئلة الوطنية والقومية السورية وتجديد مفهوم العروبة والدور الإقليمي وحسم مسألة العلمانية والمقاومة والتحرير الخ) وكذلك، بالسؤال الكبير حول الهوية الاقتصادية ـ الاجتماعية للدولة، ودورها التنموي. وهو ما سيحدد مضمون عملية إعادة الإعمار، ولمصلحة مَن؟

          تعليق


          • * خيوط اللعبة | الأسد أنقذ النظام، ماذا عن سورية؟

            سامي كليب
            http://www.al-akhbar.com/node/228373

            يروي دبلوماسي عربي ان السفير المغربي في لبنان الدكتور المثقف علي أومليل جمع قبل فترة، في منزله المغربي، الرئيس فؤاد السنيورة والوزير السابق طارق متري والمسؤولة في الأسكوا ريما خلف ونائب رئيس هيئة التنسيق السورية في المهجر هيثم منّاع وغيرهم. كانت قضية الشيخ أحمد الأسير تتفاعل في صيدا وتقترب من المواجهة. خلال الحديث، سأل منَّاع السنيورة: «كيف لك انت ابن صيدا أن تترك الأسير يفعل ما نشاهده الآن؟». رد السنيورة: «ألم تقولوا لنا، في المعارضة، انكم بعد فترة قصيرة ستسقطون النظام؟ انتم ضللتمونا». ضحك منّاع وأجاب: «أنا لم اقل ذلك، ولم أحدد مواعيد...».



            هذه واحدة من روايات كثيرة نُسجت حين كان الاميركيون والفرنسيون والبريطانيون والقطريون والسعوديون وغيرهم يقولون بقرب سقوط نظام الرئيس بشار الاسد. لعل رئيس مجلس النواب نبيه بري سيروي بالتفصيل، يوما ما، الحوار الذي دار بينه وبين رئيس الوزراء القطري السابق الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في الدوحة. كان الرجل القوي سابقاً في قطر يؤكد للسياسي اللبناني العتيق ان الاسد لن يبقى اكثر من شهر او شهرين، وان الاحتفال بسقوطه سيتم في آخر شهر رمضان. نصحه بري بعدم المغالاة. لم يكن وقتها ثمة آذان تسمع النصح. لم يسقط الاسد.


            النائب الفلسطيني السابق في الكنيست الاسرائيلي عزمي بشارة كان شديد الحماسة، هو الآخر، لسقوط قريب للرئيس الأسد. ثمة من يروي أنه خلال الاجتماع الهام، مطلع تموز 2011، الذي جمع فيه قادة المعارضة السورية في فندق ريتز في الدوحة، كان يؤكد ان الاتصالات مع الدول الغربية الاساسية تمت وانه اينما ستذهب المعارضة سيتم الاعتراف بها، وان ساعة الصفر دقت لرحيل الاسد. اخطأ التحليل (رغم ان مركز دراساته يصدر حاليا اهم الكتب عن سورية). لم يرحل الاسد.


            الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قال في أيلول 2012: «الصلاة في الجامع الأموي في دمشق وزيارة قبر صلاح الدين الأيوبي باتتا قريبتين». أخطأ التقدير رغم حجم التورط بالدم السوري. عاد الأسد يصلي في الجامع الاموي. لم يسقط.

            قبل سنوات، كان الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك يقول الأمر نفسه حين عمل مع الاميركيين على اصدار القرار 1559. أكد في حينه ان سقوط الاسد مسألة وقت. قبله كان وزير الخارجية الاميركي كولن باول، القادم الى المنطقة كالطاووس بعد احتلال العراق بناء على كذبة قتلت مليون ونصف مليون شخص، يتوعّد الأسد بأنه ما لم يقفل مكاتب حماس والتنظيمات الفلسطينية الاخرى ويقطع علاقته بحزب الله ويوقف دعم المقاومة العراقية فان ما حصل في العراق سيصل الى سورية، ثم يحاول اغراءه بالدور المركزي لسورية في المنطقة لو تعاونت. رفض الأسد. ولم يسقط.

            الأمر نفسه حصل مع الرئيس باراك اوباما. وصل سيد البيت الابيض الى حد تحديد موعد الضربة العسكرية لاطاحة نظام الأسد. ثمة من يروي ان الرئيس السوري، في الليلة التي قيل ان الاميركيين سيقصفون قواته، حرص على الاتصال بكل العاملين معه فرداً فرداً يطمئن عليهم، وبدا كالمعتاد بارد الأعصاب على نحو غريب، لا بل ومازح بعضهم.

            وكما كانت التصريحات لا تحصى منذ عام 2011 حول قرب سقوط الاسد، ها هي الآن لا تحصى حول بقاء النظام السوري ومؤسسات الدولة. آخرها ما قاله مدير الاستخبارات الاميركية جون رينن، والذي على ما يبدو أثار موجة ذعر واستياء عند محبي سقوط الاسد. الرجل كان واضحاً، وقال ما تفكر به معظم دول الاطلسي، من أن اتفاقاً حصل مع روسيا على الحفاظ على مؤسسات الدولة لكي لا يدمرها الارهاب الذي يعود متسللاً الى الغرب نفسه.

            وهذا وزير الخارجية الاميركي جون كيري نفسه ينطق بما صمتوا عنه منذ فترة: سنضطر لمفاوضة الاسد، متذرعاً بأن المفاوضات ستكون في حال الانتقال السياسي. تذكر العالم ما قاله قبل فترة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا بأن الاسد جزء من الحل.

            ماذا تغيّر؟

            لا الأسد ولا حلفاؤه تغيروا. من منا لا يذكر حين عاد النائب وليد جنبلاط من موسكو يقول: «التقيت بالوزير (سيرغي) لافروف وقلت له لا بد من تسوية سياسية في سوريا، ولا بد ان يرحل بشار الاسد. فقال لي لا حل من دون بشار». منذ قبول سورية بتسليم سلاحها الكيميائي، أقنع الروس الاميركيين بأن الدولة السورية هي الاساس. بعد فترة قصيرة، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والامن القومي في البرلمان الايراني علاء الدين بروجوردي ان الاميركيين أبلغوا ايران بأنهم لاي يعارضون بقاء الاسد عامين، لكنهم تمنوا عدم اجراء الانتخابات لانهم يخشون النتائج.

            يروي مسؤول روسي انه حين التقى لافروف مع عدد من وجوه المعارضة في منتصف الحرب السورية، سأله عارف دليلة: لماذا تدافعون عن الاسد؟ فأجاب لافروف بذكائه المعهود: «حين تصلون الى القصر الرئاسي لن ارسل طائرات للدفاع عنه». كانت الرسالة واضحة. أوضحها الروس عشرات المرات لاحقاً. لا تخلي عن الاسد طالما لا يوجد بديل عن الدولة.

            مأساة المعارضة

            لعل المعارضة نفسها عبّرت، قبل غيرها، عن هذا التغيير. هذا، مثلاً، رئيس الائتلاف السوري المعارض خالد خوجة (وهو تركماني يحمل الجنسية التركية ويقال انه عضو في حزب العدالة والتنمية التركي رغم نفيه ذلك) يعرب عن موقفين لافتين: اولهما في مقابلة مع صحيفة الوطن القطرية (24 شباط 2015). والثانية مع الغارديان البريطانية. مفاد كلامه: ان دول اصدقاء المعارضة تقف موقف المتفرج وان المعارضة اخطأت في الكثير من الحسابات والرهانات، وان دولا مثل اميركا وبريطانيا وغيرها «متخاذلة « وأنها كـ «الكرتون المقوى «امام الدعم» الفولاذي للنظام السوري من قبل ايران وسورية.

            قبله، كانت دول غربية وعربية بدأت التضييق على المعارضة وعدم منحها تأشيرات. لا بل ان القيادي في هيئة التنسيق خالد عيسى تعرض لمداهمة منزله وتفتيشه وتوقيفه ليومين قبل فترة. ومن يشاهد شح المساعدات المالية للمعارضة يفهم ان الرياح تتغير جذرياً.

            نعم المجتمع الدولي تخلى عن المعارضة لعدم ثقته بقدراتها. نعم تخلى عنها لأن مصالحه لم تعد تتوافق مع هشاشتها بعدما تركت الساحة لكل انواع الارهاب. نعم تخلى عنها لأنه قرر الآن انه من دون الجيش السوري ومؤسساته لا يمكن محاربة الارهاب، ومن دون هذا الجيش فان الجبهة الجنوبية مع اسرائيل قد تفتح على كل الاحتمالات، وأخيراً لأنه يعطي الأولوية الآن لمفاوضاته مع ايران.

            القرار عند الاسد

            من المهم التذكير بكل هذا. لكن الأهم هو ان وجود بشار الاسد على رأس النظام هو الذي أنقذه. لم يكن صحيحاً ابداً ان «الرجل منفصل عن الواقع». بدا بارداً الى اقصى حد. ضبط اعصابه في أحلك الظروف خصوصاً حين تم تفجير مقر الامن القومي. راهن على الوقت. قرر منذ البداية انه مهما فعل وتنازل سياسياً فان التدمير الممنهج لسورية هو المطلوب. شدد تحالفه مع ايران وحزب الله وروسيا ودول اخرى من اميركا اللاتينية والبريكس. قاد حرباً قاسية وخطيرة ضد الارهاب. من يقول ان القرار الداخلي ليس له لا يعرف شيئاً لا في تركيبة الرجل ولا في موقعه. من يقول هذا لا يدرك كم كان الوضع حساساً في لحظات كان بعض كبار الضباط والمسؤولين يسلمون مناطق بكاملها مقابل حفنة من المال او لاسباب مذهبية.

            أما من يقول انه لولا ايران وحزب الله لكان النظام قد سقط، فيمكن أن يقول ايضاً انه لولا الجيش السوري والاسد وفريقه لما كان حزب الله وايران، ولا حتى روسيا، استطاعوا ان يلعبوا ادوارا كبيرة. فكسْرُ الحلقة السورية كان الاهم لاستكمال تطويق ايران والمقاومة، وبالتالي فان ثمة تعاوناً استراتيجياً بين كل هذه الاطراف لا يعرفه غيرهم.

            صمد النظام ونجا، هذا مهم له ولحلفائه. لكن ماذا عن سورية؟ هذا هو الأهم. صحيح ان الدولة السورية تعود الأكثر جذباً للناس بعد تمدد الارهاب بصوره البشعة. صحيح ايضا ان نسبة كبيرة من اهل السنة والمكونات السورية الاخرى تقاتل الى جانب الجيش السوري. صحيح كذلك ان نسبة كبيرة من الطبقة البرجوازية والصناعية والتجارية السنية لا تزال الى جانب الاسد. لكن الصحيح أيضاً ان ثمن البقاء كان باهظاً: معظم الاراضي السورية مدمر. الخسائر البشرية ربما قاربت 250 الفاً. اعادة الاعمار قد تكلف 200 مليار دولار، والشروخ الاجتماعية والمذهبية والطائفية كبيرة.

            ليس النظام بريئاً أبداً. هو أيضاً يتحمل مسؤولية دماء ودمار ودموع. أخطأ في احتقار المعارضة منذ البداية رغم ان فيها من كانوا قادرين على لعب دور هام. وفشل في احداث اختراق في صفوف الدول العربية حتى شكّلت جبهة ضده. وقطع جل علاقاته مع الغرب. وساهم في جعل ايران لاعباً كبيراً في الدول العربية. لكن لنتذكر أن الأسد قال منذ بداية الازمة، انه لن يهتم لما يحصل في الخارج، وان الاهم هو حسم معركة الداخل. على عكسه تماما، كان الائتلاف المعارض يهتم بالخارج معتقداً انه سيعود على دباباته الى الداخل. تفكك الائتلاف وبقي الاسد.

            بقاء النظام مهم... عودة سورية أهم. لا بد من مصالحة وطنية شاملة مهما كانت التضحيات. الأسد الان امام فرصة تاريخية، ولعل هذا ما قصده كيري أمس مهما استخدم من مساحيق.

            ***

            * دراسة من جزئين حول عسكرة الإرهاب الممنهج وتداعيات الحسم الميداني في سوريا



            بقلم د. حسن أحمد حسن

            ها قد تجاوزت الدولة السورية العام الرابع من الحرب المفروضة عليها، ومن حق كل مواطن سوري أن يفتخر بأنه ينتمي إلى وطن تحول إلى أكاديمية كونية في محاربة الإرهاب الممنهج والمدعوم من قوى عالمية عظمى تدعي محاربة الإرهاب نظرياً وتقوم عملياً بتبنيه ورعايته والإيعاز إلى أدواتها وأتباعها من الأقزام والأزلام وأشباه أنصاف الرجال المتحكمين برقاب العباد ومقدرات البلاد في عدد من الدول الإقليمية لتكريس إمكانياتها وعائدات نفطها وغازها لتفتيت الدولة السورية.

            ولضمان النجاح في تنفيذ المهمة تم تجميع عشرات الآلاف من الإرهابيين القتلة من كل أصقاع الدنيا والزج بهم في الساحة السورية بهدف فرض حالة من التشظي الداخلي التي تهيئ البيئة الاستراتيجية المطلوبة لتعميم ظاهرة تفتيت دول المنطقة واحدة تلو الأخرى خدمة لمصالح الكيان الصهيوني الذي أضحى عاجزاً عن حماية مصالح الدول التي أنشأته وأمدته بكل أسباب العربدة والفلتان، فضلاً عن كونه عاجزاً عن حماية وجوده في ظل قواعد الاشتباك الجديدة التي فرضها محور المقاومة وجاءت واضحة صريحة على لسان سيد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله.

            هذا يفسر ابتلاع الجنرالات الصهاينة والمسؤولون السياسيون ألسنتهم دفعة واحدة بالتزامن مع تصفيد أيديهم وشدها إلى أعناقهم المغلولة لضمان ابتلاع مرارة العجز واجترار تداعياته بعيداً عن وسائل الإعلام التي لم يعد بإمكانها الاستمرار في التطبيل للعربدة الصهيونية التي جاءت بيادرها بعكس حسابات حقول نتنياهو وزبانيته المتخبطين في بحر من الخيبات الداخلية والإقليمية والدولية.

            اليوم وبعد انقضاء أربع سنوات على الصمود السوري الأسطوري من حق المتابع المنصف أن يتساءل: هل واقع الدولة السورية اليوم أفضل أم أسوأ مما كان عليه قبل عام كحد أدنى؟ وهل بقي لدى المايسترو الصهيو ـ أمريكي أوراقاً صالحة للاستخدام، أم أنه مضطر لإعادة تحميض بعض الأوراق التي لم تحترق تماماً وإن لفحتها ألسنة اللهب السوري وتبلور عوامل القوة الشاملة لمحور المقاومة؟ وأية سيناريوهات محتملة تنتظر القادم من الأيام؟ والإجابة على هذه الأسئلة تتطلب دقة ومصداقية تستند إلى الواقع الميداني وما أفرزته هذه الحرب المفتوحة حتى الآن.


            عسكرة الإرهاب وخصوصية الحرب على سورية


            بعيداً عن التهوين أو التهويل أصبح من المسلم به أن الحرب التي واجهتها الدولة السورية شعباً وجيشاً وقائداً تتجاوز بمضامينها ودلالاتها كل أنواع الحروب المعروفة، وبالتالي هي حرب مركبة تضم في طياتها الحرب التقليدية التي تنشب بين الجيوش لأن أعداد من تم الزج بهم يفوق إمكانية أي تنظيم إرهابي، وبغض النظر عن تناقض المصادر حول أعداد المسلحين الذين انخرطوا في أعمال حربية في مواجهة السوريين هناك شبه إجماع على أن العدد يتجاوز المئة ألف، أي أننا أمام قوام جيش من حيث العدد، ولديه كل أنواع السلاح الخفيف والمتوسط والثقيل بما في ذلك الطيران الحربي، حيث أسند هذا الدور لسلاح الجو في جيش الكيان الصهيوني، كما قام الطيران التركي ببعض المهام الميدانية، واستناداً إلى ذلك نحن أمام شكل من أشكال الحرب التقليدية، وهي في الوقت ذاته حرب استخباراتية واقتصادية وإعلامية ونفسية ودبلوماسية وسياسية بامتياز، فضلاً عن كونها حرباً تفردت بعسكرة معولمة تجلت في استمرار دوران عجلة المجمع الصناعي العسكري الأمريكي وارتفاع نسبة مبيعات السلاح في العالم وتدفق السلاح من العديد من الدول ووصوله بأمان إلى أيدي العصابات الإرهابية المسلحة، وهذا لا يمكن أن يتم إلا بإشراف مباشر ومتابعة مستمرة من قبل العديد من أجهزة الاستخبارات المتخصصة وتنسيق الجهود بين تلك الأجهزة على اختلاف مرجعياتها، ولعلها المرة الأولى في التاريخ التي يتم فيها تظهير عولمة العسكرة الممنهجة للتنظيمات الإرهابية المتعددة بما فيها تلك الموضوعة على لائحة الإرهاب وفق قوانين رسمية صادرة عن مجلس الأمن الدولي بالإجماع /2170 ـ 2178 ـ 2199 ... الخ./.


            المصطلحات الوافدة تحت المجهر


            قد لا يتسق مع المنهج العلمي ومقومات الدراسات التحليلية الاستراتيجية المخصصة لحرب مفتوحة منذ أربع سنوات التوقف عند المصطلحات التي تم تفصيلها في الخارج وتصديرها إلى المنطقة وعبر كل وسائط الاتصال الحديثة في عصر السماوات المفتوحة، لكن ونظراً للدور الكبير الذي كانت تأمله أطراف التآمر والعدوان من تعميم ما تفتق عنه العقل العسكري المكلف بقيادة هذه الحرب على الدولة السورية أرى من الضروري جداً التذكير ببعض تلك المصطلحات التي لا تعدو أن تكون كلام حق يراد به باطل، مثل: الشعب يريد ـ الحراك السلمي ـ الجيش الحر ـ الانشقاق في صفوف الجيش العربي السوري ـ المعارضة المسلحة ـ المسلحون المعتدلون ـ تقسيم الإرهاب إلى حلال وحرام... الخ وهناك الكثير الذي لا يتسع المجال لذكره، ومن حق المواطن السوري ان يرفع صوته عالياً ويقول لمن تحدث باسمه وقال : "الشعب يريد" من فوضك للحديث باسم الشعب السوري الذي يدرك أن الكثيرين ممن تصدروا لوائح المتشدقين باسم هذا الشعب لا يمثلون حتى أنفسهم، وهم منبوذون من أقرب الناس إليهم، ولا يعبرون إلا عن وجهة نظر مموليهم، أما ما أسموه انشقاقاً فهو لم يتجاوز حالات الفرار كظاهرة مشتركة في جميع جيوش العالم، ونسبة الفرار لم تتجاوز المعدلات المعروفة عالميا في حالات الحرب، ولم يشهد الجيش العربي السوري على امتداد أربع سنوات حالة انشقاق لأية وحدة من وحداته الصغرى وإنما حالات فرار فردي يتم تضخيمها في الإعلام وإدراج قادة مسرحين من الخدمة منذ سنوات قبل عام 2011م أو اختطاف جنود على الطرقات العامة وإجبارهم على إعلان الانشقاق، أو الضغط والتهديد وغير ذلك من أساليب غدت مفضوحة لدى القاصي والداني، والأمر ذاته ينطبق على ما أسموه بيئة حاضنة فتبين أنها حاضنة بالإكراه وقد تحولت إلى بيئة نابذة " طاردة " بالضرورة، وهنا لابد من التذكير بأن جرائم العصابات الإرهابية المسلحة قد ساعدت على تعافي الأماكن التي أصابتها عملية الكي في الوعي الجمعي السوري، أما موضوع سلمية الحراك فهو بحق يبعث على السخرية والاستهجان، وللتذكير فقط فإنه في اليوم الأول لذاك الحراك أي في 17/ 3/ 2011م. أصيب عدد من رجال الشرطة وقوات حفظ النظام بجراح منها شظية في فخذ أحدهم، فهل يكون ذلك بالهتاف والشعارات؟ وعلى سبيل المثال لا الحصر استحضر بعض التواريخ كاستهداف قافلة مبيت عسكرية على طريق بانياس كان في 12/4/2011م. وقد أدى ذلك إلى ارتقاء عدة شهداء بينهم ضابطان، ومجزرة مفرزة الأمن العسكري في نوى بتاريخ 23/4/2011م. ومجزرة نهر العاصي بتاريخ 6/8/ 2011م. ومجزرة جسر الشغور في أيار من العام نفسه والقائمة تطول، فأية سلمية يتشدقون بها؟؟.


            تدرج الحسم العسكري




            لا شك أن إدراك القيادة السورية لحجم ما تم التخطيط له وتعاملها العلمي والدقيق مع ما حدث وعدم الانجرار وراء ردود الأفعال كان له الدور الجوهري في افتضاح حقيقة هذه الحرب التفتيتية التي تستهدف جميع دول المنطقة دونما استثناء وفي مقدمتها دول محور المقاومة، وهذا ما تجلى بتعليمات صارمة بمواجهة من أسموهم متظاهرين سلميين ومنعهم من تخريب البنية التحتية وتدمير المنشآت العامة والخاصة من دون سلاح وعلى امتداد عدة أشهر، وقد أظهر رجال الجيش العربي السوري وبقية الأجهزة المختصة إحساساً عالياً بالمسؤولية وتقيدا حرفياً بالانضباط الطوعي والرفيع فكانوا يواجهون أولئك " المتظاهرين" وهم على يقين أن بينهم الكثير من المسلحين الذين استهدفوا الجيش والمتظاهرين بآن معا، ومع ارتفاع مستوى استخدام السلاح علانية من قبل العصابات الإرهابية المسلحة بدأ الرد التدريجي، حيث تم الانتقال من الدفاع السلبي إلى الدفاع الإيجابي فالهجوم التكتيكي ومن ثم العملياتي وأخيراً الانتقال إلى الهجوم الاستراتيجي الذي أثبت قدرة الجيش العربي السوري على فتح عدة جبهات بشكل متزامن وكل جبهة تتضمن عدة معارك وكل معركة على أكثر من محور واتجاه، وهذا ما نشهده في فتح عدة جبهات في الجنوب عبر مثلث النار الذي يربط ثلاث محافظات : درعا ـ القنيطرة ـ ريف دمشق، وجبهة شمال وشرق حلب، وجبهة شمال اللاذقية، وجبهة الحسكة إضافة إلى المعارك اليومية في ريف إدلب وحمص وحماة ودير الزور وأخيراً الرقة، وهذا الأداء الميداني العالي يقوم به الجيش العربي السوري بعد مرور أربع سنوات كان أعداء سورية والمقاومة يراهنون فيها على تآكل الجيش وتصدعه، فتبين أن التصدع قد انتقل من العصابات إلى الإرهابية المسلحة إلى مشغليها، أي أنه شمل الوكيل والأصيل بآن معا ،



            ويكفي هنا أن نذكر بأن الحسم الميداني الفعلي قد بدأ بتطهير بابا عمرو التي قال عنها قادة العصابات الإرهابية المسلحة: " تسقط واشنطن ولا تسقط بابا عمرو" وفعلاً سقطت واشنطن في بابا عمرو التي عادت إلى حضن الوطن مطهرة من رجس العصابات التكفيرية المأجورة وزارها السيد الرئيس بشار الأسد كما زار الخطوط الأمامية للمواجهة المفتوحة في أكثر من منطقة ساخنة ، وبعد بابا عمرو كرت السبحة فكان تطهير القصير التي قصرت عمر العصابات المسلحة وقصمت ظهر داعميها ومموليها من دول إقليمية وعالمية، ونظرة سريعة اليوم لما تم تطهيره من مدن وبلدات على امتداد الجغرافيا السورية وبخاصة في العام الأخير من هذه الحرب تبين حجم الإنجازات النوعية التي راكمها الجيش العربي السوري ومن يقف معه من قوات دفاع وطني ولجان شعبية ومقاومين مؤمنين بأن ضريبة المواجهة مهما ارتفعت تبقى أقل بكثير من ضريبة الخنوع والإذعان، وهنا تطول القائمة فمن تحرير الزارة وقلعة الحصن وعسال الورد وفليطة وجبعدين وحوش عرب ورنكوس وبقية بلدات القلمون إلى كسب وما حولها، إلى المنطقة الصناعية في حلب بعد تأمين طريق السلمية ـ خناصر حلب، إلى عدرا العمالية وعدرا البلد وعدرا الصناعية فالمليحة والعديد من بلدات الغوطة الشرقية غلى حلفايا ومورك وبقية الريف الشمالي لحماة، وكذلك تطهير حقل الشاعر ولاحقا العديد من آبار النفط والغاز في المنطقة الشرقية، ولا ننسى إخراج المسلحين من مدينة حمص القديمة والتوقيع على العديد من المصالحات المحلية التي حقنت الدماء ومكنت الجيش من المناورة بالقوات وتحقيق إنجازات ميدانية يومية على امتداد الجغرافيا السورية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، ومن الغرب إلى الشرق وباعتراف من سبق وتعهدوا بتفتيت الدولة السورية في غضون أشهر قليلة.

            غدا نتائج ودلالات

            ***
            * لنتفاوض! هيا اندهشوا


            خليل حرب - السفير
            http://assafir.com/Article/5/407864

            لنتفاوض! هكذا بكل هدوء قالها. وزير الخارجية الأميركي جون كيري يقول لنا الآن اننا منذ البداية كنا نريد التفاوض وان الرئيس بشار الاسد لم يكن يريد أن يتفاوض معنا.

            أين يُصرف هذا الكلام، ولماذا الآن؟ ولماذا انتظرت أربعة أعوام لتقولها؟ لماذا انتظرت كل هذا الدم؟



            هل يفترض بنا أن نندهش بكلام كيري كما اندهش كثيرون ممن، قبل أربعة أعوام بالتمام، صموا آذانهم عن طناجر هتافات «التابوت.. وبيروت» المذهبية، ثم تفاءلوا خيرا بجمعة «الجيش الحر يحميني»!

            ألم يكن الأجدى بالسفير الاميركي السابق روبرت فورد بدل التسلل الى حماه قبل أربعة أعوام للتحريض ضد دمشق، ان ينكبّ مبكرا على استخلاص ما خلص اليه قبل أيام في مقالته في «فورين بوليسي» حول الفشل في سوريا؟

            المندهشون الآن بماذا؟ ألم يفاجئهم كل هذا الموت وإنفاق السلاح في حمص مبكرا؟ هل كان يجب أن ننتظر أربعة اعوام لنسمع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا يقول بحتمية التسوية مع النظام .. اذاً لا خيار عسكريا بعد 200 الف قتيل؟

            أنندهش الآن وما من قيادي عسكري كبير في البنتاغون سمح لنفسه بتخطي البيت الابيض أو وزارة الخارجية والتشكيك بحكمة النأي بالنفس عن اللهيب السوري (للمكتب البيضاوي لا بعبدا)! ألم يقل حلف شمال الاطلسي منذ البداية ان سوريا ليست ليبيا ولا يمكن تكرار سيناريو تلك الحرب هنا؟ ألم يتبنى الأميركيون لاحقا الجملة السحرية ذاتها؟

            من الذي اختار ألا يسمعها؟ ولماذا نندهش الآن ما لم نكن ممن تفاءل بانشقاق أناس مثل عبد الرزاق طلاس، ولم نفاجأ بفضائحه لاحقا؟ ولماذا نصاب بالذهول الآن، اللهم إلا اذا كنا ممن رمى رهاناته على حسين هرموش قبل أن يباغت مريديه بهروبه السريع الى تركيا وهو لم يكد يشكل «ضباطه الأحرار»؟

            هل كنت من مدمني «الجزيرة» و «العربية»؟ اندهش الآن اذا شئت. لكن الثابت أن واشنطن تدرك منذ عامين، وربما منذ القصير، أن المعركة صارت لها حساباتها الإقليمية ـ والدولية التي لا يمكنها الإخلال بها، من دون أن تتمدد النيران السورية الى كل الجوار، وبما لا يمكن احتماله في ديبلوماسيات إدارة الصراعات.

            ليس حباً بحفظ دماء السوريين ولا العراقيين ولا اللبنانيين.... وهي التي تُلطخ دماؤهم وجهها. وإنما باسم ضبط اللعبة وقواعدها. ولهذا تمهلت طويلا، وبدلت أساليبها ثم غيّرت لهجتها الآن، ولو بدت فظة وصادمة بالنسبة للكثير من الرؤوس الحامية في سوريا ولبنان وتركيا وبعض العرب.

            كن كيفما شئت، أقل لك من أنت، في اندهاشك أو عدمه، بشأن كلام كيري، ووفر قليلا من انفعالاتك من أجل مشهد الخراب الممتد من البصرة الى حلب، لا من أجل إقرار أميركي متأخر.. على إيقاع الموسيقى النووية.

            ***
            * الـ – s-300 تغطي سماء دمشق‎





            سمير الفزّاع

            بانوراما الشرق الاوسط

            كيف تثبت وجود ما لا تملك دليلاً على وجوده؟ حتماً هي مهمة شاقة، لكنها ستكون شبه مستحيلة عندما تحاول تقديم البراهين المقنعة على هذا الوجود؟! هذا ما سأحاول القيام به. الحديث هنا يتعلق بتوريد عدد من بطاريات s-300 للدفاع الجوي، وما أثير حولها من مواقف متناقضة. هل تمّ توريد هذه المنظومة؟ هل وصلت سورية؟ إن كانت لم تصل فأين هي إذاً؟ وإن كانت موجودة، من يمسك بزر وقرار إطلاقها؟ ما علاقة هذه المنظومة بالشروع في مقاومة شعبية مسلحة لتحرير الجولان؟ وما دورها بإطلاق معركة الجنوب؟.

            تصريحات متناقضة، وحقيقة مغيبة:

            لإيضاح موقع وطبيعة التناقض، لابد من التذكير بثلاث تصريحات مهمة صدرت عن طرفي الصفقة:

            أولاً: مقابلة الرئيس بشار حافظ الأسد مع قناة المنار 30/5/2013. سؤال: سيادة الرئيس، بعد الغارة “الإسرائيلية” الأخيرة على دمشق تم الحديث عن صواريخ s-300 وأنه سلاح كاسر للتوازن.. وفي سياق هذا الموضوع نتنياهو زار موسكو.. سؤال مباشر.. هل هذه الصواريخ في طريقها إلى دمشق.. هل هذه الصواريخ باتت سورية تملكها الآن؟.

            السيد الرئيس.. نحن لا نعلن عن الموضوع العسكري عادة.. ما الذي يأتينا وما هو موجود لدينا.. ولكن بالنسبة للعقود مع روسيا فهي غير مرتبطة بالأزمة.. نحن نتفاوض معهم على أنواع مختلفة من الأسلحة منذ سنوات.. وروسيا ملتزمة مع سورية بتنفيذ هذه العقود.. ما أريد أن أقوله هو انه لا زيارة نتنياهو ولا الأزمة نفسها وظروفها أثرت في توريد السلاح.. فكل ما اتفقنا عليه مع روسيا سيتم.. وتم جزء منه طبعاً خلال الفترة الماضية.. ونحن والروس مستمرون بتنفيذ هذه العقود.

            ثانياً: ما قاله الرئيس بوتين في4 /6/2013 في ختام قمة اوروبية-روسية عقدت في مدينة ايكاترينبرغ الروسية: إن اي عملية عسكرية ضد سورية مصيرها الفشل… العقد وقّع قبل عدة سنوات، ولم يطبق حتى الان…انه بالتاكيد سلاح خطير. لا نريد ان نخل بميزان القوى في المنطقة.

            ثالثاً: ما نقل عن السيد وليد المعلم وزير الخارجية السوري، لجريدة الأخبار اللبانية في تاريخ 6/11/ 2014، حيث قال: مؤقتاً، ندرك أن الرئيس الأميركي باراك أوباما، لأسباب داخلية، يريد تجنّب الحرب مع سورية، مكتفياً بالتدخل الجوي ضد داعش. ونحن نفيد من ذلك. لكن لا نعرف كيف سيتصرف أوباما، تحت الضغوط المتصاعدة، والتي ستكون أكثر تأثيراً إذا ما تمكن الجمهوريون من تحقيق أغلبية في الانتخابات الأميركية النصفية. ولذلك، علينا أن نستعدّ. هذا ما أوضحناه بصراحة للروس، وطلبنا منهم استغلال الوقت وتزويدنا بأسلحة نوعية”. الأخبار: s-300؟. المعلم: نعم. وسواها من الأسلحة النوعية التي تمكن الجيش السوري من مواجهة التحديات المقبلة. الأخبار: هل حصلتم على s-300؟. المعلم: لا. ولكن سنحصل عليها وعلى أسلحة نوعية أخرى في مدى معقول. شركات السلاح الروسية تعمل وفق بيروقراطية بطيئة، لكن المشكلة الرئيسية في طريقها إلى حل سريع، أعني موافقة الكرملين السياسية. وهي قاب قوسين أو أدنى.

            كيف يمكن حلّ هذا التناقض الواضح، وهل تمّ توريد صواريخ s-300 الى سورية؟

            وقعت سورية على صفقات تسليحية كبرى مع روسيا بين عامي 2005-2010، تضم تشكيلة واسعة من الأسلحة مثل، “الياخونت” و”السيبال” التي ظهرت في مناورات البحرية السورية العام 2012، وطائرات الميغ -29 إم/إم2، ومنظومات الدفاع الجوي “البانتسير” و “البوك أم”… وظهرت جميعها في المناورات الشاملة التي جرت في ذات العام. لكن عنصر هام تمّ التعاقد عليه لم يظهر، صواريخ s-300؛ حيث تعاقدت سورية على شراء أربع منصات منها و144 صاروخاً!.

            حاولت تل أبيب وواشنطن وغيرهما، وقف هذه الصفقة بكل الطرق، أو منع وصول هذه الصواريخ إلى سورية في الحد الأدنى، لأنها كما قالت تسيبي ليفني لإذاعة جيش العدو حرفيّاً:”إن هذه الأسلحة قد تصل إلى آخرين في سوريا أو لبنان وتستخدم ضد “إسرائيل”.. هذه ليست مجرد أسلحة بل إنها أدوات تحسم الصراع وذلك هو السبب في أن هناك مسؤولية على عاتق جميع القوى العالمية -وبالطبع روسيا- في عدم توريد مثل هذه الأسلحة”. تنويه، من هم الآخرين في سورية ولبنان الذين قصدتهم ليفني؟ ربما يكون مفتاح الحكاية هنا. لكن، كيف؟

            هذه العبارة توحي بأن منظومات الدفاع الجوي s-300 موجودة أو في طريقها إلى سورية-من وجهة نظر العدو الصهيوني على الأقل- لكنها بأيد يمكن للعدو أن يثق بها. وأكثر ما تخشاه “ليفني” وكيانها إنتقال هذه الأسلحة “لأيد سورية ولبنانية” لا يمكن الوثوق بها مطلقاً! وحتماً هي لا تخشى من يد “الحر” أو النصرة وداعش… الكلام إذا عن القيادة السورية. هل هناك من دليل على هذا الكلام؟ إلى حدّ بعيد، نعم. في 4/9/2013، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوكالة الانباء الأمريكية “أسوشيتيد بريس” والقناة الأولى الروسية، قبيل انعقاد قمة العشرين في سان بطرسبورغ:”إن روسيا توقفت عن توريد منظومة الصواريخ s-300لسورية، ويتوقف استمرار التوريد على تطور الوضع… قمنا بتوريد عناصر محددة من منظومة s-300 إلى دمشق، ولكن التوريد لم ينته، وقمنا بوقفه. وإذا لاحظنا اتخاذ خطوات تنتهك القوانين الدولية من قبل أي جهة فسوف نفكر في قرراتنا مستقبلاً فيما يخص توريد مثل هذه المنظومات الحساسة إلى بعض مناطق العالم.” إعلنت موسكو أن قصف واشنطن لداعش دون تنسيق مباشر مع الحكومة السورية أمر مخالف للشرعية والقانون الدوليين. هل أعتبرت موسكو ذلك سبباً كافياً لإتمام الصفقة؟!.

            لقد كان كلام الرئيس بشار حافظ الأسد دقيقاً، حيث تمّ توريد أجزاء من هذه المنظومة بكتائبها الأربع، وليس بالكامل. يعزز هذا التحليل تصريح السيد وليد المعلم لجريدة الأخبار اللبنانية الآنف الذكر:”… لكن المشكلة الرئيسية في طريقها إلى حل سريع، أعني موافقة الكرملين السياسية. وهي قاب قوسين أو أدنى”. 26/11/2014 يستقبل الرئيس بوتين “المعلم” والوفد المرافق بمقره في سوتشي بعد أن إعتذر عن إستقبال سعود الفيصل لعدم التفرغ! يخرج المعلم بعد إجتماعين مع بوتين كان أحدهما مغلق، ليعلن دعم موسكو المطلق لسورية، وأن لا جنيف بعد الآن بل حوار سوري-سوري ترعاه موسكو، وأن نتائج الزيارة كانت أفضل من المتوقع. يفضل الروس التركيز على المقاربة التالية “الرئيس بوتين يصرف وقته في القضايا الاستراتيجية، والوزير لافروف يناقش القضايا السياسية”. وأي أمر يفوق بإستراتيجيته “إنسحاب” سورية –بدعم روسي كامل- من مؤتمر جنيف، وتزويدها بغطاء عسكري يؤمن هذا الإنسحاب بعد تباطؤ إستمر طويلاً، أي صواريخ s-300؟!. لكن ما قصة “الآخرين في سورية ولبنان” الذين ذكرتهم ليفني في تصريحها السابق؟ هنا يظهر التفسير الثاني الأكثر خطورة وإلتباساً في آن. عندما تسلم الدول المصدرة للسلاح مكونات الصفقة المتفق عليها للدولة المستوردة، وخصوصاً إذا ما كان السلاح حديثاً ومعقداً… تقوم بإرسال فرق فنيّة مختصة تشرف على إدارة وصيانة… وأحياناً تشغيل وحماية هذا السلاح لفترة محددة من الزمن –تطول حسب طبيعة السلاح، وقد تمتد لسنوات طويلة في حال الصواريخ الإستراتيجية ومحطات الرادار الكبيرة- وفي الظروف المعقدة –كالتي تمر فيها سورية- يصبح وارداً جداً أن هناك فترة يقوم بها الروس بحماية وتشغيل هذه المنظومات، كما حصل في فترة 1983-1984، عندما قام فوجان من قوات الدفاع الجوي السوفيتية مسلحين بصواريخ “أس-200″ بمساعدة الدفاعات الجوية السورية في صد الغارات الجوية الصهونية، قبل أن تسليم معدات الفوجين للجيش العربي السوري.

            ما علاقة هذه المنظومة بإطلاق معركة الجنوب والمقاومة الشعبية المسلحة لتحرير الجولان؟:

            ختاماً، لا يمكن الشروع بمقاومة شعبية مسلحة لتحرير الجولان إلا بعد توفير شبكة دفاع جوي فعالة تحمي سورية، والعاصمة دمشق تحديداً. لقد مثلت هذه الحاجة تحد مزمن للقيادة السورية، ومنظومة الـ – s-300- تؤمن إلى حد كبير هذه الحاجة. كما أن شنّ هجوم واسع بألآف الجنود ومئات الآليات في جبهة جنوب وغرب سورية، لتحطيم “الجدار الطيب” الذي أنشأه العدو الصهيوني، وبلوغ حدود الجولان المحتل… دون توفير دفاعات جوية مقتدرة يعني ترك هذه القوات فريسة سهلة لطائرات العدو. وفي الحالتين، إطلاق المقاومة المسلحة وتحطيم جبهة نصرة العدو، تتزايد إحتمالات الإنزلاق إلى حرب إقليمية، أي الحاجة الحيوية لدفاع جوي سوري قوي لصد غارات العدو، وهذا سبب آخر يؤكد وصول هذه المنظومة.

            تعليق


            • * الإقتصاد السوري .. صمود رغم الضغوط

              محرر موقع قناة المنار

              تخوض سورية مواجهة كبيرة تتمثل في التصدي للحصار الإقتصادي المفروض عليها منذ أكثر من أربع سنوات، حيث تسعى للإستمرار بتسيير عجلة الإقتصاد وتأمين الموارد الماليّة وإيصال الخدمات من طبابة وكهرباء وطاقة الى المواطنين على الرغم من الخسائر التي يعاني منها الإقتصاد السورية "وهذا طبيعي بسبب الأزمة المستمرة في هذا البلد".

              وفي تقرير جديد، يحصي «المركز السوري لبحوث السياسات» خسارة سوريا لأكثر من 202.6 مليار دولار منذ بداية الأزمة حتى نهاية عام 2014، أي ما معدله نحو «أربعة أضعاف الناتج المحلي الإجمالي لعام 2010 بالأسعار الثابتة»، وبزيادة قدرها 58.8 مليار دولار عن الخسائر المقدرة بنهاية عام 2013.

              التقرير، الذي يرمي بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووكالة «الأونروا» إلى «تحليل الآثار التنموية الكارثية للنزاع المستمر في سوريا»، يشير إلى أن معدل البطالة وصل في نهاية العام الماضي إلى نسبة 57.7%، إذ فقد نحو 2.96 مليون شخص عملهم خلال الأزمة.

              ولجهة المؤشرات الاقتصاديّة الكليّة، تكشف البيانات عن انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 9.9% في العام الماضي، كما أن الاستثمار العام استمر في التراجع بمعدّل 17% مقابل تحسن طفيف في الاستثمار الخاص. وسجّلت تغطية الصادرات للمستوردات تراجعا من 82.7% عام 2010 إلى 29.7% عام 2014، وتجلّى ذلك في العجز التجاري الهائل الذي وصل إلى 42.7%.

              وعلى الرغم من هذه الأرقام يبقى الاقتصاد السوري محافظا على درجة جيّدة من الاستقرار نظرا الى الازمة التي تمر بها البلاد، وعمليات النزوح وتدمير البنى التحتية، ليضاف اليها عمليات السلب والنهب في بعض المدن الكبرى.

              سياسة تقليل الخسائر

              رغم العقوبات وتشديد الضغط، نجحت الحكومة السوريّة في تقليل الخسائر عبر اعتماد سياسة فتح علاقات جديدة مع مختلف الدول، والاستفادة من الخبرات، الامر الذي مكّن السوريين من الإستمرار من تسيير شؤون الدولة، بالرغم من ارتفاع وتيرة النزوح الى داخل وخارج البلاد، وحافظت مؤسسات الدولة على عملها بشكل كبير، رغم الأضرار الهائلة التي لحقت بالبنى التحتية والمرافق الحيوية، من محطات توليد الكهرباء وتكرير النفط وشبكة الطرقات العامة، الا أن ذلك لم يمنع الحكومة من ان تحافظ على حد ادنى من الاستقرار النقدي والمالي.

              الإكتفاء الذاتي





              قبل العام 2000، اعتمدت سورية سياسة إقتصادية شكلت الدولة فيها المحور الأساسي. فالحكومة السوريّة لم تربط اقتصادها بالمساعدات الغربية او ما يعرف بالنظام الرأسمالي، بل اتبعت سياسة الاكتفاء الذاتي زراعيّاً ونفطيّاً والى حد ما صناعياً، وقننت الإستيراد من الخارج وأعطت الأولوية للانتاج المحلي.

              ولكن بعد العام 2000، عمدت سورية وخاصة في السنوات الاخيرة قبل الازمة الى الانفتاح الإقتصادي على جيرانها من ايران والعراق وتركيا وحتى دول خليجية، اضافة الى مجموعة البريكس، ودول أمريكا الجنوبية وحتى بعض الدول الاوروبية، ووقعت العديد من الاتفاقيات معها، لكن دون ربط اقتصادها بالمعايير الغربية.

              وفي استعراض لأبرز خصائص الإقتصاد السوري نرى أن سورية:


              - من أقل دول العالم مديونية "حتى خلال الأزمة".
              - لها علاقات جيّدة جدّاً مع دول وازنة كروسيا والصين وايران، جعلتها تتمكن من مواجهة الأزمة التي كان لها تأثيراً إقتصاديّاً ولكن أقل من المتوقع.
              - لا توجد مؤسسة أو موقع إقتصادي تأخر عن سداد رواتبه خلال فترة الازمة.
              - الموازنة السنوية لعام 2013 قد زادت عن عام 2012 وعن كل الموازنات السابقة.
              - الاحتياط النقدي يكفي للتأقلم الإيجابي مع ظروف الحرب.
              - العلاقات الاقتصادية مع بعض الدول العربية موجودة وتتجذر مع ايران وروسيا والصين.



              وفي قراءة بهذه المعطيات يرى الخبير والمحلل الإقتصادي حيّان سليمان أنّ أحد أبرز خصائص صمود سوريا إقتصادياً خلال الأزمة وعدم انهياره نهائيّاً كان التلاحم بين الجيش والشعب والقيادة. وفي مقابلة مع موقع المنار الإلكتروني قال سليمان إن أبرز الأمور التي ساهمت بعدم إنهيار الإقتصاد السوري هي:

              1- التلاحم بين الشعب والجيش والقيادة السورية.
              2- الاقتصاد السوري هو اقتصاد متنوع، "اقتصاد انتاجي: زراعي صناعي خدماتي".
              3- وجود احتياط نقدي كبير في المصرف المركزي السوري، تم ادارته بما يلتزم مع الاولويات خلال الأزمة.
              4- وقوف الأصدقاء مع سوريا وعلى رأسهم "ايران وروسيا" وعدد من الدول الأخرى التي كانت سوريا تدعمها خلال الفترات السابقة.
              5- المواطن السوري بكل فعالياته "زراعي - صناعي - خدماتي"، تمسك بالليرة السورية التي تشكل احد وجوه الصمود، "بعد 4 سنوات على الأزمة تحاول العديد من الدول دولرة الإقتصاد السوري عبر ضخ أموال أجنبية في السوق السورية، ورغم ذلك الليرة السورية هي الموجودة الى الآن".
              6- شفافية الدولة امام الجمهور "موازنة 2015 هي اعلى موازنة خلال السنوات الماضية، بقيمة 1554 مليار ليرة سورية خصص منها للدعم الاجتماعي اكثر من 800 مليار ليرة، إضافة الى زيادة مبلغ 4000 ليرة على الرواتب غير خاضعة للضرائب".

              هذا وبحسب سليمان فإنه تمّ توصيل الرواتب والاجور الى جميع المحافظات في سوريا طيلة فترة الأزمة وحتى الى معظم مناطق الرقة.

              إنتاج النفط


              كان إنتاج النفط يصل الى 385 ألف برميل يوميّاً قبل الأزمة، والأن أنخفض هذا الانتاج إلى 10000 برميل يوميا،ً وهذا بسبب تواجد أكثر حقول النفط أو آبار النفط في المنطقة الحدودية مع تركيا، حيث تسيطر الجماعات المسلحة.

              وعمدت الجماعات المسلحة الى تهريب ملايين البراميل من النفط عبر تركيا وقامت ببيعها الى بعض الدول الاوروبية بأبخس الأسعار.

              التربية والصحة


              لا شكّ أيضاً أن تكاليف المنظومتين التربوية والصحيّة هي الأعلى في مختلف دول العالم، لكن وعلى الرغم من الأزمة في سوريا لا يزال التعليم مجاني والصحة مجانية، وكذلك الخدمات التعليمية والتربوية بعد نحو 5 سنوات على الأزمة.

              تدمير القطاع الصناعي





              في المجال الصناعي، كانت سوريا تعتمد بشكل كبير على مصانعها المحليّة وشكلت مدينة حلب الرئة الاقتصاديّة، ووُصفت بأنها العاصمة الثانية كونها تشكل قلب الحركة الماليّة والصناعيّة السوريّة. واللافت أن المدينة التي تضم زهاء مليونين ونصف المليون نسمة ظلت لفترة طويلة بعيدة عن الاحداث حتى صيف العام 2013 حين تسلل اليها ألاف المسلحين ضمن خطة مسبوقة للسيطرة على المدينة.

              دخول المسلحين الى حلب مكّنهم من وضع اليد على المصانع الموجودة فيها، كما عمدوا الى سرقة عدد كبير من المصانع ونقلوها الى تركيا، كما دمّروا العديد من المنشآت الصناعية السوريّة وخطوط انتاج عدد من الصناعات، مثل الغزل والنسيج والمواد الغذائية والطبية، كذلك مصانع الاسمنت وبيعها كخردة بأبخس الاثمان.

              وفي هذا الإطار يقول المحلل الإقتصادي حيّان سليمان أن المجموعات المسلحة وبعض الدول المجاورة لسوريا عملوا على ضرب الإقتصاد السوري من خلال ضرب حلب عبر:

              1- سرقة عدد كبير من المعامل والمصانع التي تحمل قيمة مضافة، وتحول المزاية النسبية الى تنافسية مثل معامل "الادوية - المواد الغذائية - الغزل والنسيج - معامل مواد البناء"، حيث تم نقلها جميعها الى تركيا.
              2- تسلل الجماعات المسلحة عبر الحدود المفتوحة الى حلب حيث قاموا بسرقة المعامل الكبيرة وقاموا بتدمير الباقي.
              3- قامت بعض الدول بإرسال نقود اجنبية وسلع الى حلب بهدف ضرب الصناعات المحلية واغراق السوق السوري.

              كل هذه الظروف بحسب سليمان دفعت القيادة السورية الى تأمين جميع السلع والمواد الاولية، وقامت بإيصالها الى حلب عبر الطائرات وهذا ما نجحت بالقيام به.

              وإضافة الى ما تقدم فإن المشاريع المتوسطة والصغيرة تشكل أكثر من 70% من حجم الناتج المحلي الأجمالي في سوريا، ولكن ما حدث من عقوبات اقتصاديّة منعت الصادرات وتحكمت بالمستوردات، ومن خلال ذلك تأثّرت شركات التأمين وشركات إعادة التأمين وقامت برفع أسعارها، وكذلك ارتفعت أسعار النقل.


              وبالنظر الى كل هذا نرى أن الإقتصاد السوري حقق إنجازاً كبيراً بعد أكثر من أربع سنوات على الأزمة، من دون إغفال الخسائر التي لحقت بسوريا وإقتصادها ويأتي على رأسها ارتفاع معدلات البطالة. ولكن العديد من المتابعين لهذه الأزمة يؤكدون على قوّة سوريا إقتصادياً معللين ذلك بحجم الهجمة التي تواجهها إقتصادياً وعسكريّاً منذ أكثر من أربع سنوات.

              تعليق


              • أميركا وداعش.. وسياسة استنزاف الشرق الأوسط



                علاء الرضائي
                بانوراما الشرق الاوسط

                كثيرون يتصورون أن السياسة الأميركية تجاه الشرق الاوسط في عهد الرئيس باراك أوباما تعيش حالة من التخبط، هذا التصور ينفخ فيه العديد بشطري الكرة الارضية، لكن المنطلق يختلف بين اهل الغرب منهم واهل الشرق.

                ففي الغرب هذا التصور أو بوجه أدق، هذا النفخ، مجرد لعبة انتخابية وصراع بين حزبين يتقاسمان السلطة، أحدهما يمسك بادارة البيت الأبيض والآخر سيطر على الكونغرس ويهئ لاستعادة أمجاد بوش على جثث قتلانا.

                أما في منطقتنا، فأن الامر مختلف.. لأن حلفاء أميركا بشطريها الجمهوري والديمقراطي، من ملكيات ومشيخات ونظم استبدادية متخلفة، يدارون بهذا المنطق جراحهم وخيبتهم وفشل سياساتهم وتبرير هرولتهم خلف “ماما أمريكا” وهم يرون أن الساحة والنفوذ أصبحت لمنافسيهم والجبهة المقابلة لهم، وانهم أضحوا مخنوقين من جميع الجهات.

                ومع اعتقادنا نحن بأن السياسة الأميركية في خطوطها العامة لا يصنعها أوباما ولا من قبله أو من بعده، بل مراكز الرأسمالية والهيمنة التي تأتي بهؤلاء وآخرين أقل شأنا منهم في عالمنا الاسلامي والعربي، الا ان المشروع الأمريكي في المنطقة واجه تحديات حقيقية وعقبة رئيسية، تمثل في مشروع المقاومة والممانعة وحركة التحرر العربي والاسلامي، رغم كل المكر والخداع وسلطة المال والاعلام التي جييشها الغرب وحلفاؤه في منطقتنا من انظمة البترودولار والعثمانيين وآخرين معلقون بالاذيال!

                نعم، ولابد من الاعتراف بأن أمريكا نجحت في اختراق المنطقة وعقول نخبها وشرائح من شعوبها، لا لأنها قوية وتستطيع فرض ذلك، بل لأن انظمة “ابو رغال” كثيرة بيننا، فلو كان في العرب والمسلمين دولة أخرى مثل الجمهورية الاسلامية لما تحقق لها أي نصر مهما كان ضئيلاً.. ولعادوا كما الافرنجة أجدادهم خائبين أمام رجال شرقنا بكل مكوناته الدينية والمذهبية والعرقية… لكن ماذا نقول لأنظمة تقلد القاتل الأميركي أوسمة ونياشين وترقص معه على أشلائنا في العراق وسوريا وغيرها من الأمصار.

                ان سنوات ما سمي بالربيع العربي الاربع الماضية، كانت بالنسبة لصانع القرار الأميركي وللصهاينة العصر الذهبي في تفتيتنا وشرذمة شعوبنا، كما كانت ذروة الخيانة عند من أمسكوا بزمام المبادرات العربية المسالمة للصهاينة والمقاتلة لابناء منطقتهم، والذين جلس بعضهم أو وعاظهم على منبر الدين يفتون بكفر هذا وشرك ذاك ويبررون الذبح والحرق ويدعون المستعمرين من “بني الاحمر” لاحتلال ليبيا وسوريا واليمن ولبنان… لأن الدمار الذي حصل خلال هذه السنوات القليلة الماضية وخاصة في بعده النفسي والفكري لا يقارن بعقود وقرون مما شهده تاريخنا على يد دعاة المذهبية والقومية وحكم الأسر والأوليغارشيا.

                ومن هذه التجربة المريرة التي عشناها، أرى ان الاستراتيجية الأمريكية والغربية بشكل عام تقوم حاليا على استنزاف المنطقة نفسيا وروحيا وماديا من خلال الارهاب وخلق جبهات عداء وهمية، لتعميق الهوة بين المكونات وايجاد ما يسمى بالتشظي الافقي وبالطبع يتبع ذلك الشحن والتجييش سباق تسلح يفرغ جيوب الدول ويجعلها في حالة “سلام مسلح” حسب تعبير هنري كيسنجر في كتابه “عالم اعيد بناءه” أو “درب السلام الصعب!” حسب الترجمة العربية.. وعلى أمل هزة أخرى تكون أكثر دماراً تتقاتل فيها الكيانات والدول مباشرة، لتعيد ـ حسب تقديراتهم ـ صياغة واقع المنطقة وفق رؤيتهم المتعثرة بشرق أوسط جديد.

                انهم يراهنون اليوم على أمرين في حرب استنزافهم للمنطقة:

                الأول، استمرار الارهاب تحت مسمى “القاعدة” مرة و”داعش” مرة أخرى.. أو تنظيمات جديدة قد تظهر بين عشية وأخرى تكون أشد فتكاً وعنفاً ودمويةً، من أجل ابقاء جذوة الصراع القائم حالياً على أسس دينية ومذهبية.. بمعنى آخر، أسس داخلية تجعلهم بعيدين وكيانهم الغاصب لفلسطين عن تداعياته وتحمل أوزاره، بالعكس تترك لهم مساحة أكبر للمناورة والتدخل كمنقذين كما تحاول بعض الأنظمة العميلة لهم تصوير ذلك، لذلك لا يرون من مصلحتهم أضعاف “داعش” و”القاعدة” وأخواتهما، بل مجرد ترويض لخلق حالة من التوازن المسيطر عليه بين الارهاب ومواجهة الارهاب، من هذا المنطلق تراهم لا يضيقون الحصار على اعلام الارهاب وتمويله ومده بالعدة والعتاد، ويتركون بعض حلفائهم للقيام بالمهمة بشكل أساسي، رغم انهم ينتقدونهم على ذلك، كما حصل مع “جو بايدن” نائب الرئيس الأميركي وتصريحاته ضد الدول الداعمة للارهاب عندما سمى تركيا والسعودية والامارات وقطر ثم اعتذر للجميع قبل ان ينفي اعتذاره!

                ويتدخلون مباشرة أحيانا لانقاذهم اذا دعت الحاجة، كما حصل في اسقاط مؤن وأعتدة وسلاح لداعش أثناء تطهير محافظة ديالى العراقية وفي معارك الأنبار ومحيط بغداد، حتى بلغ الأمر قصف القوات العراقية “بالخطأ” أكثر من مرة!

                وللخصوصية العراقية وأهمية هذا البلد في نجاح أية استراتيجية أميركية ـ صهيونية ـ اعرابية أو اسقاطها وافشالها، فان الأميركيين يحاولون تعقيد المشهد العراقي اكثر واكثر من خلال تعدد المؤثرات الداخلية وزيادتها في عملية صنع القرار وصياغة الخطاب الوطني، وايضا فتح شهية حلفائهم الاقليميين مهما صغر شأنهم للتدخل في شؤونه وفق مصالحه ومعطيات وضعه وامكانياته.. وتثوير ملفات سياسية وامنية متعددة وصل لحد انشاء وتاسيس فرق واتجاهات دينية مسلحة حاليا أو هي مشروع عنف مسلح قادم.

                لذلك أعتقد ان كل الجهود لابد أن تبذل لافشال الاستراتيجية الأميركية في العراق، مع عدم الاغفال عن المواقع الاخرى وخاصة “مخانق” العدو التي استطاعت بعض القوى الثورية والمقاومة في المنطقة السيطرة على بعضها.

                ومن هنا نجد كل هذا التشويه والهجوم الاعلامي والسياسي على الحشد الشعبي العراقي الذي يعتبر مفتاح الحل العراقي القادم والاكسير الذي سيبطل سحر الأميركيين وحلفائهم ومنهم الارهاب.. الحشد الشعبي الذي بدأ يضم الى صفوفه عناصر من جميع مكونات الشعب العراقي، والذي يمكن ان يشكل نموذجاً ثورياً ووطنياً في العديد من بلدان المنطقة.. جيش من المستضعفين هدفهم نفي الظلم والارهاب والتسلط الاجنبي.

                الأمر الثاني الذي يراهن عليه الأميركيون في حرب الاستنزاف، هو الوقت، حيث لا تزال عقلية انهيار الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي تسيطر على أغلبهم، رغم فشل سياستهم هذه تجاه ايران وبخاصة ملفها النووي والعقوبات.. فالحديث عن ثلاثين سنة من الحرب ضد الارهاب “الداعشي” ومن قبل نحو 70 دولة منها دول عظمى، وايضاً دعوة الجنرال ديمسي، رئيس هيئة الاركان الأميركية للتروي في قصف التحالف لمقرات وتجمعات “داعش”، وتمنع امريكا والغرب عن دعم القوات العراقية تسليحياً رغم توقيع معاهدة التعاون الاستراتيجي والامني بين الطرفين، وفشل كل هذه الطلعات والغارات الجوية في تحقيق تقدم عسكري ملموس، والامتناع عن تزويد المقاتلين للارهاب الداعشي باسلحة نوعية ومعلومات الاقمار الاصطناعية.. كل ذلك يوحي بان الأمريكي غير مستعجل في القضاء على الارهاب أو حتى لا يريد ذلك، وان هدفه المنطقة بأسرها، حتى الأنظمة التي تعتبر حليفة له.

                انهم يريدون اهدار ثروات المنطقة في الحروب والتسلح والاقتتال لتبقى بلداننا سوقاً رابحة لاقتصاداتهم..

                وهم بحاجة الى الوقت لانشاء جيل جديد، اما أن يكون ارهابياً تكفيرياً متشدداً على غرار ما تنتجه المناهج السعودية واجهزة الدعاية الوهابية والسلفية، أو كافراً بكل القيم يستعدي كل تقاليده وموروثه وعلى استعداد لبيع وطنه سخطاً من التكفير أو ولعاً بقيم استار اكادمي وعرب ايدول وما “تجود” به روتانا وام بي سي واخواتها العربيات.

                كما ان تلكؤ العديد من مخططاتهم بفعل صمود المقاومة ووعي جماهيرها يجعلهم بأمس الحاجة الى الوقت، الذي لم يعد بصالحهم نتيجة ضربات المقاومين المتلاحقة في اكثر من موقع.

                وفي هذا الجو العاصف والمغبر بالتآمر والارتهان، فأن كل الأمل معقود على المقاومة وتيار التحرر العربي باعادة البوصلة نحو فلسطين والسهام الى صدور المغتصبين للحق الاسلامي في الاقصى المبارك وما حوله.. تيار هادر يجتاح اوكار التآمر الواحد تلو الآخر ومبشراً بغد أفضل من يومنا النازف…

                تعليق


                • * الدفاعات الجوية السورية تسقط طائرة استطلاع أمريكية معادية شمالي اللاذقية جاءت من جهة البحر

                  ***
                  * دمشق: باريس ولندن تمارسان سياسات تورط الاتحاد الاوروبي في مواصلة العدوان




                  أكدت وزارة الخارجية السورية أن فرنسا وبريطانيا تواصلان ممارسة سياسات من شأنها توريط الاتحاد الأوروبي في إطالة أمد الأزمة بسوريا والمشاركة في سفك دماء أبنائها.


                  ونقلت وكالة "سانا" الرسمية السورية للأنباء عن الوزارة في بيان "هذا النهج القاصر المتمثل بموافقة الاتحاد الأوروبي على مواقف هاتين الدولتين إنما يؤدي إلى جعل الاتحاد الأوروبي مسؤولا عن إطالة الأزمة في سوريا وتنامي الإرهاب واستهداف المواطن السوري".

                  وطالبت الوزارة في بيانها من "الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي عبرت في أكثر من مناسبة عن استيائها من هذا النهج بوضع حد لسياسات بعض دوله وخاصة فرنسا وبريطانيا والتي تورط الاتحاد (...) وتسخره لخدمة أجندتها الخاصة تجسيدا لتاريخها الاستعماري".

                  وقالت الوزارة إن "بعض دول الاتحاد الاوروبي التي رهنت سياسة الاتحاد لجذب الاستثمارات الخليجية وخاصة من السعودية وقطر اللتين تحكمان بشكل يتناقض مع المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان يجعل الاتحاد الأوروبي آخر من يحق له إعطاء دروس في المبادئ والقيم".

                  وكان الاتحاد الأوروبي أصدر أمس بيانا أعاد فيه مواقف سابقة بشأن القيادة في سوريا، وأكد فيه استمرار فرض عقوبات جديدة على الشعب السوري.

                  ***
                  * الدكتورة بثينة شعبان لموقع المنار: التغيير في المواقف الدولية تجاه سورية مجرد إعلامي




                  مكتب قناة المنار - دمشق


                  اعتبرت المستشارة السياسية والاعلامية للرئيس السوري بشار الاسد الدكتورة بثينة شعبان في مقابلة مع موقع المنار ان ما يجري الحديث عنه اليوم من تغيير في مواقف بعض الدول اتجاه سورية ما هو الا تغيير اعلامي وان المطلوب هو تغيير جدي على مستوى محاربة الارهاب ابتداء من الدول الاقليمية التي تمول هذا الارهاب وصولا الى المجتمع الدولي وتطبيق قرارات مجلس الامن الدولي المتعلقة بمكافحة الارهاب.


                  وفيما يلي نص المقابلة التي اجراها مكتب قناة المنار في دمشق مع الدكتورة بثينة شعبان:


                  1- اربع سنوات مرت على بدء الحرب على سورية ... كيف تقرؤون وتصفون موقع سورية اليوم على مستوى الصمود والدور؟


                  لقد مرت على سورية أربع سنوات عجاف قدم بها الشعب السوري تضحيات جسام لأن المستهدف هو البلد بوحدته وتراثه وتاريخه وهويته العريقة وعيشه المشترك. واستهداف سورية هو جزء من استهداف هوية المنطقة والذي بدأ بالاحتلال الأمريكي على العراق في عام 2003. والهدف الأساس لهذا الإستهداف هو تفتيت العرب وإلغاء دورهم الإقليمي والدولي كي تنفرد إسرائيل بالمنطقة كدولة يهودية تحيط بها دويلات عرقية وطائفية. ومن هنا نرى أن النزعات التقسيمية للسودان وليبيا والعراق وسورية واليمن هي الهدف المباشر لكل ما تتعرض له هذه البلدان من صراعات مصطنعة وحروب يتم تمويلها وتسليحها من قبل قوى خارجية، ومن خلال استخدام أدوات محلية وغير محلية مرتزقة. لذلك فقد كان صمود سورية جيشاً وشعباً جوهرياً من أجل استمرار مقاومة هذا المخطط الخطير ومن أجل إعطاء أنموذج للبلدان العربية الأخرى بألا تتنازل أو تتساهل. هذه المعركة اليوم في أكثر من قطر عربي هي معركة وجود ولذلك فإن الصمود هو شرط أساسي لاستمرار الوجود ومتابعة الدور المقاوم للصهيونية والإستعمار وتحصين وتعزيز البلدان العربية بحيث تتمكن من حسم الصراع العربي الإسرائيلي لصالح عروبة فلسطين وانتصار العرب في كل أقطارهم.


                  2- كيف تفسرون العلاقة بين التكفيرين والعدو الاسرائيلي على الحدود الجنوبية؟


                  رأينا أن العلاقة بين العدو الإسرائيلي والإرهابيين في سورية هي علاقة عضوية وهم مجرد أدوات لهذا العدو. هكذا فإن بلداننا تخوض حروباً شرسة وبأدوات لا يتمّ كشفها بسرعة ولذلك فهي حروب خطيرة. كما أن هذه الأدوات التكفيرية تقوم بتدمير التراث والهوية الحضارية والثقافية لمجتمعاتنا والبنية الإقتصادية لبلداننا في مخطط مدروس وممنهج لسلب هذه البلدان قدرتها على الحياة والوجود الإقليمي والدولي.


                  3- من المستفيد اليوم بعد اربع سنوات دامية مرت على سورية من استمرار هذه الحرب؟


                  إن المستفيد من هذه الحرب على سورية هو أولاً العدوّ الصهيوني وكلّ من يشاركه العداء للعرب وكلّ الطامعين بهذه البلاد وبخيراتها وثرواتها.


                  4- هناك تغيير في المواقف الدولية.. كيف ترى سوريا هذا التغيير؟


                  التغيير اليوم في المواقف الدولية مجرد إعلامي لأن التمويل والتسليح وتمرير الإرهابيين إلى سورية ما زال مستمراً. التغيير الحقيقي يحدث فعلاً حين تتوقف الدول الإقليمية عن تمويل وتسليح وتسهيل مرور الإرهابيين وحين يتخذ المجتمع الدولي موقفاً صلباً من أجل تطبيق قرارات مجلس الأمن في مكافحة الإرهاب والتي نصت على معاقبة الدول أو الأطراف التي تمول أو تسلح أو تسهل عبور الإرهابيين.


                  5- ماذا عن الدور التركي والسعودي والقطري .. هل من متغيرات اتجاه سورية؟


                  الدور التركي والسعودي والقطري هو الدور الاساسي في دعم الإرهاب الذي يضرب سوريا ويكلف الشعب السوري دمه وحياته ولأنه لا توجد أسرة دولية فاعلة ولا ضغوطات لتنفيذ قرارات مجلس الأمن فإن هذا الدور ما زال قائماً وهو دور بالنتيجة ضد الشعب السوري وضد مصلحة واستقرار المنطقة وضد الأمن والسلم الدوليين.


                  6- من هي الدول والاطراف الداعمة لكم بشكل رئيسي؟

                  لنا في المنطقة حلفاء وهم حلفاء للأمن والسلم الدوليين وقد دعموا سورية في مواجهتها لهذا الإرهاب البغيض. ونذكر بشكل خاص دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله للشعب السوري في المعركة التي يخوضها ضد الإرهاب كما نشكر الاتحاد الروسي أيضاً على مواقفه المبدئية ودعمه لسورية وموقفه ضد الأرهاب. وبالنتيجة فإن الدول والأطراف التي دعمت الشعب السوري في معركته هذه هي الأطراف التي تؤمن بالأمن والسلام وتطبيق الشرعية الدولية. إذ أننا نعلم علم اليقين أن الأمن والسلم في كل دول العالم اليوم هو شأن متداخل ولا يمكن لأي بلد أن يعيش في جزيرة آمنة بينما تشتعل الحرائق من حوله. ولذلك فالموقف ضد الإرهاب في سورية هو موقف ضد الأرهاب في كل مكان، والدفاع عن أمن واستقرار سورية هو دفاع عن أمن واستقرار المنطقة والعالم.


                  ***
                  * لقاءات بين الاتحاد الاوروبي وممثلين عن الرئيس الاسد



                  وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني

                  اكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني أن الاتحاد التقى ممثلين عن الحكومة السورية في بروكسل أمس الاثنين في إطار البحث عن تسوية للأزمة.


                  وأشارت المفوضة الأوروبية في تصريحات صحفية الى أن "التسوية في سوريا يجب أن تشمل كل الأطراف بمن فيهم الرئيس السوري بشار الأسد".

                  وجاء ذلك بعد ساعات من اعلان الأسد في تصريح تلفزيوني، بأن كل تغيير في الموقف الدولي شيء إيجابي إذا كان صادقا وكانت له مفاعيل على الأرض وفي الواقع، مشيرا الى ان التغير الحقيقي في مواقف الدول يبدأ بوقف الدعم اللوجستي والسياسي للإرهابيين ووقف التمويل ووقف إرسال السلاح لهم.

                  تصريحات الرئيس السوري جاءت بدورها بعد إعلان وزير الخارجية الامريكي جون كيري ان بلاده ستضطر للتفاوض مع الاسد من أجل انتقال سياسي سلمي وإنهاء الأزمة السورية.

                  ***
                  * فرنسا: 1422 مواطنا أو مقيما ارتبطوا بتنظيمات متطرفة



                  وزير الداخلية الفرنسية برنارد كازنوف


                  أعلنت الداخلية الفرنسية أن أكثر من 1400 من المواطنين أو المقيمين في فرنسا ارتبطوا بشكل أو بآخر بتنظيمات متطرفة في سوريا وأن نحو 300 آخرين يحاولون الوصول إلى الأراضي السورية، في وقت حجبت فيه السلطات حسب قولها "5 مواقع إلكترونية تروج للإرهاب".


                  وأفادت وزارة الداخلية الفرنسية بأن 1422 من المواطنين أو المقيمين في فرنسا ارتبطوا بشكل أو بآخر بتنظيمات متطرفة في سوريا. ووفق الوزارة فإن 413 فرنسياً بينهم أكثر من 100 امرأة، يحاربون في صفوف المتطرفين في سوريا، مضيفة أن حوالي 300 مواطن آخرين يحاولون الآن الوصول إلى الأراضي السورية.

                  وتشير المعطيات الرسمية الفرنسية إلى أن نحو 260 مواطناً ممن شاركوا في القتال بسوريا عادوا إلى الوطن، فضلاً عن أن أكثر من 370 مواطناً يقيمون في فرنسا حالياً يرتبطون بشكل أو بآخر بالمتطرفين السوريين. وأكدت وزارة الداخلية الفرنسية أن 80 فرنسياً تقريباً قتلوا في القتال الدائر بسوريا.

                  وفي سياق متصل حجبت الداخلية الفرنسية "خمسة مواقع تمجد الإرهاب على الإنترنت" للمرة الأولى منذ اعتماد البرلمان الفرنسي قانون مكافحة الإرهاب الخريف الماضي.

                  وقالت وزارة الداخلية إن أوامر الحجب أبلغت لمزودي الخدمة الذين أمهلوا 24 ساعة لاتخاذ "كل التدابير اللازمة لحجب هذه العناوين" التي من بينها "مركز الحياة ميديا" وهو فرع لجماعة داعش الإرهابية يتولى الاتصالات، و"إسلاميك نيوز انفو".

                  وصدر أمر الحجب عن المكتب المركزي لمكافحة الجريمة المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

                  وبات في وسع الحكومة حجب المواقع التي تشيد بالإرهاب بموجب قانون مكافحة الإرهاب الذي تم إقراره في تشرين الثاني/نوفمبر.

                  وتعرض القانون لانتقاد اللجنة الاستشارية لحقوق الإنسان التي اعتبرت أنه ينبغي أن يصدر القرار عن قاض. وينص القانون كذلك على إصدار أمر إداري بمنع الخروج من البلاد لكل من يشتبه بأنه مسافر للانضمام إلى صفوف التنظيمات المتطرفة.

                  وفي إطار القانون، صودرت جوازات سفر ستة شبان فرنسيين منتصف شباط/فبراير لستة أشهر يتم تجديدها على مدى سنتين.

                  ***
                  * داعش يواجه تصدعات داخلية نتيجة الخلافات بين قادته المحليين والاجانب

                  بداية تفكك داخلي يعيشه تنظيم داعش، والأسباب خلافات بين المقاتلين المحليين والأجانب أو ما يعرف بالمهاجرين والأنصار، وصلت إلى حد التصفيات، إضافة إلى التأثير الكبير للضربات العسكرية التي يتلقاها التنظيم.

                  (التقرير بالصوت والصورة):

                  https://www.youtube.com/watch?v=BUQz2pSdqGM

                  داعش يتصدع داخلياً.. الصورة التي يرسمها التنظيم لنفسه بالهيمنة والقوة، والوعود التي يقطعها بالتمدد وتثبيت أركان دولته، لا تعكس حقيقة ما يعيشه التنظيم في الواقع من خلافات داخلية، تطرح تساؤلات عن إمكانية انفراط عقده من الداخل.

                  أرسى التنظيم قواعده في سوريا والعراق، لكن الخلافات الداخلية والسياسية التي اخترقته، تسببت في الآونة الأخيرة بعمليات إعدام وصراعات مسلحة بين قادته الميدانيين.

                  ووصل الأمر في بعض المناطق إلى محاولة بعض مقاتليه في سوريا والعراق الفرار، إما بسبب الخلافات الداخلية أو ضغط العمليات العسكرية.

                  إشارات متزايدة على الانقسام بين المقاتلين الأجانب والمحليين في داعش بسبب استياء المحليين من المعاملة التفضيلية التي يحظى بها الأجانب، لاسيما في الرواتب وإبقائهم في مدن آمنة نسبياً من الضربات الجوية، بينما يطلب من المقاتلين السوريين العمل في المواقع الأكثر عرضة للهجمات.

                  أما في العراق فتؤكد المعلومات وجود خلافات حادة في صفوف داعش بين من يسمونهم بالأنصار والمهاجرين، أي بين العراقيين والأجانب، وسط حالة انهيار سريعة في الخطوط الدفاعية مع انقطاع التواصل بين القيادات والمقاتلين.

                  التنظيم اعترف قبل شهرين بمحاولة انقلابية وقف خلفها قادة من داعش نفسه، حيث نشر شريطاً مصوراً يظهر اعتقال خلية كانت تخطط لانقلاب داخلي في مناطق سيطرته.. هذا الاعتراف والكشف عن محاولة الانقلاب، جاء بعد يومين فقط من إعدام داعش لـ 100 من مقاتليه الأجانب الذين حاولوا الفرار من مدينة الرقة.

                  صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية نشرت قبل أيام تقريراً عن تآكل داعش داخلياً، مؤكدة وجود خلافات وغضب بين مقاتليه بسبب الهزائم الأخيرة التي مُني بها التنظيم، والتي تقوض قوته وصورته التي يصدرها بأنه التنظيم الذي لا يقهر.

                  ***
                  * السلفية الجهادية في سطور


                  برزت السلفية الجهادية بناء على مزج بين الفكر الوهابي والمنظومة الأصولية القطبية في «الإخوان المسلمين»، وظهر هذا في بعض الأمثلة كالسلفية السرورية نسبة لمحمد سرور بن نايف زين العابدين. ففي الحقبة الناصرية والساداتية فرّ الكثير من المصريين والسوريين إلى المملكة العربية السعودية، عندئذ برز اتجاه يسعى للتوفيق بين عقيدة محمد بن عبدالوهاب السلفية وبين الأفكار القطبية الحاكمية، وركز في تلك النقطة على عقيدة الولاء والبراء واستبدالها بالحاكمية التي لم تختف بل بقيت كفكرة، ويُعنى هنا بالولاء الولاء للمسلمين ككل والبراء البراء من المشركين كافة.



                  محمد مختار قنديل / جريدة السفير

                  تلك الحركة تبلورت فعلياً في شكلين. أحدهما تيار فكري تبنى السلفية الجهادية نظرياً وآخر ظهر كتيار حركي متمثل في تيارات السلفية الجهادية بدءاً بجماعة «الجهاد» في مصر وصولاً لأكثرها بلوغاً في الحرب الأفغانية، ومروراً بتنظيم «القاعدة» ونشأة تنظيم «الدولة».

                  ويخلط البعض في الكثير من الأحيان بين السلفية والأصولية. لكنْ ثمة عامل زمني أساسي، يضع خطاً فاصلاً بينهما. فالأولى تهتم بالحاضر وتسعى لتخليصه من الشوائب استناداً إلى منهج السلف الصالح وأفعالهم. أما الثانية فتنطلق إلى المستقبل من ركاب الحاضر، حيث تتبنى فكرة مفادها أن المجتمع الإسلامي القديم قد زال، وشغل مكانه التحديث والتخريب والكفر، وعليه لابد من التصدي لذلك لإقامة المجتمع الإسلامي والشريعة الإلهية.


                  الأساس الفكري للجماعات الجهادية يتلخص في «الحكم بما أنزل الله». تلك الحجة التي ينطلق منها الجهادي ويضع تصوّراته عما يلقبه بالشريعة. والتي تترادف بشكل كامل مع مفهوم الفقة لديه. وارتبطت إسنادات الحكم بما أنزل الله في الفكر الجهادي المعاصر بالمقولات القطبية الإخوانية ومبدأ الحاكمية التي نقح بها قطب أنواع التوحيد لدى ابن تيمية. فإضافة إلى توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات و «توحيد الألوهية»، ظهر توحيد التشريع ومنه استقت الجماعات الجهادية فكرها بداية من الأب الروحي للجماعات الجهادية عبدالله عزام.

                  وتنطلق فكرة «الحكم بما أنزل الله» بداية من الإقرار بتكفير الحكام الذين يحكمون بالقوانين الوضعية، وعليه يصبح الموالون وغير المكفرين لهم كفاراً في نظر تلك الجماعات. ومن هنا تتعالى الصيحات التي تفيد بغياب الإسلام وتفشي الردة. ومن ثم لابد وأن يكون الجهاد محور تلك المرحلة. وعليه تأتي المرحلة الثانية غير المحسوبة لكن الواجبة. وهي الخروج على هؤلاء الحكام من قبل المجاهدين وقتالهم. ومن ثم تأتي المرحلة الثالثة التي تفيد بعدم جواز إمامة هؤلاء الحاكم وتجاهل شرعيته وختاماً تأتي المرحلة الرابعة التي تطبق فيها الحدود الإسلامية ويُقام فيها شرع الله وينصّب الخليفة على المسلمين. ومن تلك التدريجات جاءت فكرة تقسيم المجتمعات بين دار إسلام ودار كفر.

                  عندما نتحدث عن المصادر الفقهية والفتاوى الجهادية عقب مبدأ الحاكمية، فإننا بالضرورة والتفرد نعود إلى «الدعوة النجدية» مع بعض الاجتهادات. و «الدعوة النجدية» أو دعوة منطقة نجد تتمثل في إرث أئمة تلك الدعوة، بدءاً من إين تيمية وصولاً لمحمد بن إبراهيم، الذين كفروا كل من سن القوانين الوضعية، بل ذهبوا إلى وجوبية ترك البلاد التي يشرع فيها بالقوانين الوضعية لأنها خرجت من معسكر دار الإسلام إلى معسكر دار الكفر.

                  وثمة مرحلتان مرتبطتان تشرح الجذور الإيدولوجية للجماعات الجهادية، نتناول منها المرحلة الأولى هنا، متمثلة بعبد الله عزام والجهاد الأفغاني.

                  وعبدالله عزام اسم عالق في الإرث الجهادي. فهو منظر الجهاد الأممي أو ما يُطلق عليه الجهاد المهاجر، أول مراحل ظهور التنظيمات الجهادية في الثمانينيات من القرن الماضي، إثر دعوته العرب والمسلمين للحشد في أفغانستان لتحريرها من السوفيات، ومن ثم اعتبارها نقطة لانطلاق تحرير المسلمين والتحرك نحو القدس وتغيير الأنظمة العربية التي لا تحكم بشريعة الله ولا تطبق حكمه. والجدير بالذكر أن دعوة عزام لمواجهة السوفيات في أفغانستان كانت متوافقة مع سياسات أميركا والسعودية وباكستان آنذاك، الرافضة للتمدد السوفياتي في أفغانستان. ولعل هذا ما سقى فكرة إنشاء أميركا لتنظيم «القاعدة». فقد لبى أسامة بن لادن دعوة عزام وأيّد دعم الحركة الوهابية للجهاد في أفغانستان.

                  وكذلك أتت بعض العناصر المرتبطة بجماعة «الإخوان المسلمين» فكرياً، خصوصاً مع تعالي الصيحات التي تفيد بعدم وضوح منهج «الإخوان» في سعيهم لتطبيق شرع الله، وكذلك لبّى النداء بعض الأفراد المنتمين لجماعات جهادية قديمة كـ «الجهاد» و «الجماعة الإسلامية» المصريتين وجماعة أبو يعلي بالجزائر. وعليه كان المجاهدون في أفغانستان عبارة عن خليط من جماعات مختلفة، وإن كان هدفها واحداً، الإ أن السياق الثقافي والفكري لإنشائها مختلف ومن ثم كان لابد من وضع «عقد» لإدارة العملية الجهادية في أفغانستان.

                  ***
                  * عسكرة الإرهاب الممنهج وتداعيات الحسم الميداني في سوريا: نتائج ودلالات


                  بقلم د. حسن أحمد حسن

                  نتائج ودلالات



                  قد يكون من المبكر الحديث عن الدروس والعبر التي يمكن استخلاصها من هذه الحرب الممنهجة والمفروضة على الدولة السورية، وبخاصة في المجال العسكري الميداني وتداعياته الاستراتيجية، ومع ذلك يمكن باختصار ذكر العديد من النقاط المهمة التي لا يمكن إغفالها في أي بحث علمي لحرب استمرت أربع سنوات وبقيت الدولة التي تواجه هذه الحرب صامدة وأكثر تصميماً على التمسك بثوابتها السياسية، ومن أهم ما يمكن التوقف عنده ما يلي:

                  1- نجاح الدولة السورية في ملف الأسلحة الكيميائية وسحب أية ذريعة للتدخل العسكري الخارجي ونقل الكرة إلى ملعب الآخرين انطلاقاً من أهمية إخلاء المنطقة من كل أسلحة الدمار الشامل بما فيها السلاح النووي الذي يغض الغرب الأطلسي النظر عن تكديسه في الترسانة الصهيونية.

                  2- استطاعت المجاميع الإرهابية المسلحة بدعم خارجي متواصل وغير محدود من السيطرة على مساحات جغرافية في أكثر من محافظة، كما أن إجرامها قد خلف الكثير من الضحايا المدنيين والعسكريين، وتسبب بتهديم الكثير من البنى التحتية والمرافق العامة والتأثير بشكل مباشر على الحياة اليومية، لكنها أخفقت ومشغلوها في مصادرة إرادة الحياة لدى المواطن السوري كما أخفقت في انتزاع زمام المبادرة من يد الجيش العربي السوري، وبما أننا نتحدث عن حرب وحرب قذرة تشترك فيها عشرات الدول الفاعلة على الساحة الدولية فمن الطبيعي أن يكون هناك تقدم في جبهات وتعثر في بعضها، ومن الطبيعي أن حرباً مفتوحة كهذه ستخلف شهداء وضحايا، ومؤشرات ميادين المواجهة تؤكد رجحان كفة الجيش العربي السوري وازدياد هذا الرجحان في العام الأخير بشكل ملحوظ.

                  3- انطلاق محدلة الحسم العسكري بوتائر وتسارعات تفوق قدرة أطراف التآمر والعدوان على التعامل مع التداعيات، وفتح عدة جبهات بآن معاً وإنجاز الكثير باعتراف وسائل الإعلام المعادية قبل الصديقة.

                  4- إضافة الكثير من الدروس إلى الفكر العسكري، وبخاصة فيما يتعلق بقدرة الجيش على التكيف بسرعة فائقة مع متطلبات هذه الحرب الجديدة التي يخوض فيها الجيش حرب شوارع وحرب عصابات وأنفاق، وفي الوقت نفسه حرباً استخباراتية وتقنية ومعلوماتية يستثمر الجيش معطياتها في استهدافات دقيقة لاجتماعات قادة التنظيمات الإرهابية المسلحة ويقطع الرؤوس المدبرة فتبقى رؤوس الأفاعي تتحرك عشوائياً وبكل اتجاه.

                  5- التكامل الخلاق بين أداء الجيش وأداء المقاومة، وقد تكون سابقة في العلم العسكري أن يتم خوض أعمال قتالية على جبهة جغرافية عريضة بالتنسيق بين جيش نظامي ومقاومة منظمة كما هو الحال مع مقاتلي حزب الله الذين كان لاشتراكهم العلني في هذه الحرب تأثيرا مباشرا على نتائجها الميدانية، وهذا أكثر ما يرعب قادة الكيان الصهيوني، فحزب الله ازداد خبرة ميدانية في مواجهة العصابات التي تعمل وفق أجندة غرف العمليات التي تقودها الاستخبارات الأمريكية والصهيونية بشكل مباشر، والجيش العربي السوري راكم على خبراته الميدانية الكثير، ولا شك أ ن قادة الكيان الصهيوني يتابعون بألم وحسرة نتائج تكامل الأدوار بين الجيش والمقاومة وهم يرون قدرة المقاومين على الاقتحام بتغطية نارية من مختلف صنوف الأسلحة، وهذا بحد ذاته يرعب من كانوا يتبجحون بشن عدوان عسكري ضد إيران فإذا بهم عاجزون عن حماية وجود كيانهم اللقيط.

                  6- صراعات بينية متنقلة تحكم العلاقة بين العصابات الإرهابية المسلحة، وتزامن ذلك بانهيار دراماتيكي في الروح المعنوية لدى تلك العصابات ومحاولة كل فصيل تحميل المسؤولية لغيره، إضافة إلى خروج المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها تلك العصابات المسلحة وتحدي إرهاب أولئك القتلة وجرائمهم، والإعلان الصريح عن مطالبتهم بالخروج من المدن والبلدات والقرى التي يسيطرون عليها ويذيقون أهلها سوء العذاب.

                  7- سقوط قواعد الاشتباك التقليدية، واستبدال مصطلح الجبهات المتعددة بالجبهة المتواصلة جغرافياً وميدانياً، وهذا يعني السقوط النهائي لما كان يحلم به حكام تل أبيب من جدار أسموه طيباً فإذا به جدار مقاوم يمتد من الناقورة إلى الحدود الأردنية، وبدلاً من إبعاد شبح المقاومة عن الحدود مع لبنان فوجئ الصهيوني بأن امتداد الحدود مع فلسطين المحتلة أصبح عامرا بوجود المقاتل العربي السوري إلى جانب المقاوم السوري واللبناني والإيراني.

                  8- كل ما كان يتم الحديث عنه من مناطق عازلة أو آمنة أو مناطق حظر جوي أصبح وراء الظهر شمالا وجنوبا، وحزب العدالة والتنمية يعاني من عزلتين خارجية وداخلية، وكذلك نتنياهو الذي أرغم كيانه على الإعلان عن انتخابات مبكرة تشير استطلاعات الرأي إلى حتمية سقوط نتنياهو بنتائجها المتوقعة، فضلاً عن التوتر الذي صبغ العلاقة بين واشنطن وتل أبيب، وهذا لم يؤثر على المساعدات العسكرية والأهداف الاستراتيجية، أي أن ما يطفو على السطح من تناقضات لا يعني استبدال الاستراتيجيات، وإنما تعديل التكتيكات التي قد تتسع لتشمل فيما تشمل تبدل الوجوه الحاكمة وصعود أخرى قد تستغرق بعض الوقت ليتأكد من ما تزال على عينيه غشاوة أن أطراف التآمر والعدوان جميعاً في مركب واحد، وكذلك أقطاب محور المقاومة ومن يقف معهم إقليمياً ودولياً.

                  9- صمود الدولة السورية عسكرياً كان الرافعة الوحيدة والضمانة التي لا غنى عنها لكل من يفكر باستبدال الأحادية القطبية التي تحكمت بالقرار الدولي على مدى العقود الماضية، ويخطئ من يظن أو يتوهم أن واشنطن كانت ستسمح بالحديث عن حل سياسي أو بإطلاق ما عرف بمبادرة ديمستورا أو تشجيع موسكو على جمع ما أسموه معارضة لولا الأداء الميداني النوعي للجيش العربي السوري ومن يقف معه في هذه الحرب التي لن يكون ما بغدها كما قبلها، وعلى شتى الميادين الداخلية والإقليمية والدولية.

                  10- صمود الجيش العربي السوري وإنجازاته على امتداد أربع سنوات هي ثمرة وطنيته وعقائديته التي وفرت له احتضاناً شعبياً والتفافاً وطنياً من الجيش والشعب حول القيادة الاستراتيجية للسيد الرئيس بشار الأسد، وغني عن القول إنه لولا رباطة جأش هذا القائد التاريخي وحكمته والثقة المتبادلة بينه وبين الغالبية من أبناء سورية مدنيين وعسكريين لكانت الخارطة الميدانية في مكان آخر، ولو أن ثقة السيد الرئيس بالقدرة على الصمود والانتصار اهتزت لحظة واحدة لكانت أعاصير ما أسموه ربيعاً عربياً اجتاحت سورية، وهذا يعني تلقائياً اجتياح المنطقة وإحكام القبضة الصهيو أمريكية على القرار الدولي عقوداً قادمة طويلة، لكن الثبات والثقة والأداء الإعجازي للجيش والصبر الاستراتيجي للشعب وتضافر جهود أقطاب محور المقاومة نسف المشروع الإخواني في المنطقة، فاضطر أصحاب المشروع التفتيتي لزج الورقة الثانية وهي الإرهاب التكفيري حيث أرادوا من داعش أن تكون فزاعة لكنها تهاوت وتبين أن ما يحكمها لا يعدو ما يحكم الكيان الصهيوني وكلاهما أوهن من بيت العنكبوت.

                  هذه وقفة سريعة مع بعض المعاني والدلالات التي يمكن استخلاصها من حرب مفتوحة ضد الدولة السورية وبقية أقطاب المقاومة، وكل نقطة من النقاط المذكورة تستحق دراسة بحثية مستقلة تأخذ بالحسبان الإمكانيات المتاحة والبدائل الممكنة والسيناريوهات المحتملة التي تنتظر المنطقة وشعوبها، وهي بالمجمل تشير إلى أن هذه الحرب ستبقى مفتوحة إلى أن يقتنع الأمريكي بأن التكلفة أكبر من المردودية، وقد يكون ضمن قوام التكلفة المفروضة إرغام مفاصل صنع القرار على التفكير بأن الكيان الصهيوني أصبح عبئاً على إستراتيجية الهيمنة وبسط السيطرة الكونية.

                  تعليق


                  • * ما الذي يعنيه كلام كيري الأخير حول التفاوض مع الرئيس الاسد؟

                    ما الذي غيّر الموقف الاميركي حيال سوريا ولماذا بهذا التوقيت؟

                    علي عوباني

                    دقت ساعة الحقيقة، ولم يبق امام الاميركيين الا خيار واحد "خيار التفاوض مع الرئيس بشار الاسد"، كلام صريح لوزير الخارجية الاميركي جون كيري لقناة "سي بي إس نيوز"، كلام مفصلي لا لبس فيه، ومهما حاول البعض تجميله او التخفيف من وطأته، فهو يعبّر عن قناعة تكونت لدى ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما منذ فترة، لكن تأخر خروجها الى العلن كان لاعتبارات تتعلق بتهيئة الظروف لتسهيل هضمها من قبل حلفاء المحور الاميركي. لكن ما الذي يعنيه هذا الكلام ولماذا قاله في هذا التوقيت؟، خاصة وان كيري نفسه أعلن قبل عشرة أيام وتحديدا في الخامس من آذار/ مارس من الرياض أن هناك حاجة ممكن أن تطرأ لـ"ضغط عسكري" لإسقاط الأسد وانه "فقد كل ما يمت إلى الشرعية بصلة".؟.

                    بالعودة الى مسار الامور التاريخي منذ اربع سنوات حتى اليوم، ما بين منتصف آذارَي 2011 و2015، تغيّرت الصورة وتبدلت كثيراً في السياسة لكن الوقائع الميدانية والصمود والتضحيات وحدها بقيت الثابت الوحيد على ارض المعركة، الثابت والرقم الاصعب والاقدر على تغيير مسار الامور، ورسم معالم مستقبل سوريا، على قاعدة خيارات الشعب السوري، وما يريده هذا الشعب، وليس على قاعدة ما يريده الآخرون لسوريا. فمن معزوفة إسقاط الرئيس الاسد، وفقدان شرعيته ودعوته للرحيل، تدرّج الموقف الاميركي، ووصل الى حد الاستعداد للتدخل العسكري المباشر، وبذل كل جهد في هذا السبيل، مروراً بالاعتراف بعدم القدرة على إسقاط النظام السوري، وصولاً الى الاقرار ببقاء النظام، والاعتراف بشرعيته عبر الاقرار بأهمية التفاوض معه، بل، وأبعد من ذلك، الحديث عن ان الضغط عليه هدفه اقناع الاسد بالقبول بالتفاوض.

                    والملاحظ ان تصريحات كيري الاخيرة توّجت سلسلة مواقف وتصريحات اميركية سبقته قبل ايام واعتبرت بمثابة احدث مؤشر على فشل السياسة الاميركية حيال سوريا ومنها :

                    * اعلان المبعوث الدولي الى سوريا ستيفان دي ميستورا بعد زيارته دمشق في 13 شباط/فبراير أن الرئيس السوري بشار الأسد "جزء من الحل" في سوريا.

                    * اقرار السفير الاميركي السابق في سوريا روبرت فورد في مقال قبل ايام في "الفورين بوليسي" بفشل استراتيجيّة الولايات المتحدة الحاليّة في سوريا واعتبارها غير مجدية، واشارته الى "خسارة الحرب فيها".

                    * انهاء "حركة حزم" الذراع العسكري التابع لأميركا في شمال سوريا.

                    * اقرار رئيس "الاستخبارات الأميركية" (سي آي ايه)، جون برينان الصريح أمام مركز أبحاث "مجلس العلاقات الخارجية"، في نيويورك بأن واشنطن لا تريد انهيار النظام السوري.

                    * تسريبات ديبلوماسية غربية مفادها أن دي ميستورا تبلّغ من مسؤولين غربيين كبار قبل أيام، أن باريس لم تعد تشترط "تنحّي" الرئيس الأسد قبل بدء المرحلة الانتقالية، والحديث عن اتصالات غير عدائية" بين أجهزة الاستخبارات الأميركية والسورية بعد بدء "التحالف الدولي" بشنّ غارات ضد "داعش" في شمال شرقي البلاد.

                    تداعيات كلام كيري

                    لم يفاجئ كلام كيري الاخير واقراره ضرورة التفاوض مع الرئيس الاسد محور سوريا المقاوم، انطلاقاً من معرفتهم المسبقة أن المتحكم بمسار اللعبة والذي يرسم المعادلة هو الميدان، وان من يمسك الارض يمسك زمام المبادرة ويتحكم بقيادتها، بل على العكس شكّل كلام كيري بالنسبة لهم اعترافا واضحا بانتصار محور سوريا والمقاومة واقرارا بفشل خيار مشروع تفتيتها، وأكد على صوابية ما كان ينادي به هذا المحور منذ أربع سنوات من ضرورة اللجوء الى الحل السياسي لحل الازمة السورية. فأن يأتي كيري بعد هذه السنوات من التدمير الممنهج لسوريا وقتل مئات الآلاف، ليعلن عن فشل رهانات ادارته ويقول "علينا التفاوض مع الاسد"، فإن ذلك يطرح تساؤلاً جوهرياً وهو: ألم يكن من الأجدى بكيري وادارته توفير كل هذه الدماء في سوريا والاقتناع مبكراً ان لا سبيل سوى الحل السياسي؟...


                    وزير الخارجية الاميركي جون كيري

                    اما في المقابل فلا شك ان لكلام وزير الخارجية الاميركي تداعيات على الداخل السوري وعلى مستوى المنطقة ككل، فهو يأتي في توقيت شديد الأهمية، وقبل أسبوعين فقط من توقيع الاتفاق النووي مع إيران، ما يطرح تساؤلات ايضاً حول ما اذا كان الاميركي يسدد فاتورة الاتفاق الذي تشير بعض الاوساط الى انه انجز منذ مدة ولم يتبقَّ سوى الإخراج الشكلي له من خلال التوقيع عليه.

                    في لبنان، البقعة الاكثر تفاعلاً بما يجري في المنطقة من تحولات، كان بادياً حجم الانزعاج من قبل فريق 14 اذار، فالمولود الجديد المسمى "مجلس وطني" أجهضه كيري قبل أن يرى النور، فلم يدم عمره أكثر من يومين، ولم يمر عليه 48 ساعة، حتى نعاه كيري ودفنه على ان تتقبل امانة سر 14 اذار التعازي به، لذا ليس مستغرباً ان يكون اول المعلقين على كلام كيري اكثرهم خشية على مواقعهم جراء رهاناتهم الخاسرة، فقبل اربع سنوات طبلوا وزمروا لرحيل الاسد وكانوا رأس حربة، حتى خرج احدهم يبشر بسقوطه خلال شهر او شهرين، وتوقع اخر عام 2012 أن يكون عام رحيل الاسد وتحدث عن "رؤوس أينعت وحان قطافها"، لكن كل توقعات هؤلاء ذهبت أدراج الرياح، بفضل تضحيات وصمود الجيش السوري وحلفائه، الذين غيروا المعادلة بدمائهم وتضحياتهم.
                    وبالطبع، لكلام كيري أيضاً عن الانفتاح الاميركي حيال التفاوض مع الرئيس الاسد تداعيات كبيرة على دول الخليج، من شأنها أن تبدد الأجواء المطمئنة التي تركتها زيارته قبل أسبوعين الى الرياض حينما تعمد تصعيد لهجته من هناك حيال ايران وسوريا، في محاولة لاسترضاء الحكم السعودي وطمأنته الى ان معادلة الاتفاق مع ايران وان كانت اولوية اميركية؛ الا انها لا تلغي اولوية اميركية اخرى هي الحفاظ على امن الخليج.

                    ما الذي يعنيه كلام كيري؟

                    انطلاقاً مما تقدم، فإن موقف وزير الخارجية الأميركي الأخير ليس مجرد غزل سياسي بل هو إقرار صريح بأن مرحلة إسقاط الاسد انتهت الى غير رجعة، وأن واشنطن تتجه نحو فتح صفحة جديدة مع النظام السوري، دون ان يعني ذلك انها ستهرول لاعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين او ستتخلى عن جميع اوراقها، فهي في الوقت الذي تفاوض فيه، ستحاول أن تمتلك أوراق القوة، وستعمل على ترتيب أوضاع ما يسمى بـ"المعارضة" والمجموعات السورية المسلحة في محاولة لتحصيل أكبر قدر ممكن من التنازلات من قبل النظام السوري. لذا يبدو أن الاتصالات مع نظام الرئيس الاسد والتي بدأت بحدها الادنى منذ انشاء "التحالف الدولي" مرجحة للتطور التدريجي، على ان تبقى في هذه المرحلة تحت الطاولة وفي إطار من السرية، حتى تنضج طبخة الحل السياسي كاملة.

                    خلاصة الأمر، إن التحول في الموقف الاميركي يعود بالدرجة الأولى الى الوقائع التي فرضها الجيش السوري وحلفاؤه في الميدان بصمودهم الأسطوري وإنجازاتهم العسكرية، ما فرض على الادارة الأميركية مراجعة سياستها حيال سوريا مع دخول الأزمة عامها الخامس، لتتكون قناعة لدى واشنطن ودول الغرب أن استمرار الحرب في سوريا سيفتح المنطقة على تداعيات لن تصبَّ في مصلحتها، لذلك بات من المُلح والضروري بالنسبة إليها أن تعمل على إيجاد حل سياسي لهذه الأزمة، ليس من اجل سوريا وشعب سوريا بل من أجل مصالحها وأمنها المهدد.

                    ***
                    * تصريحات كيري حول التفاوض مع الاسد تستجلب ردات فعل غاضبة من الحلفاء

                    أثارت تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري بشأن التفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد موجة من الغضب، فقد هاجمت كل من فرنسا وبريطانيا وتركيا ما قاله كيري، فيما كشفت وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني عن لقاء الاتحاد ممثلين عن النظام السوري.

                    (تقرير "الميادين" بالصوت والصورة):
                    https://www.youtube.com/watch?v=Gt1VzZRs7II

                    فتحت تصريحات كيري أبواب جهنم في وجه واشنطن، لم يكد ينهي وزير خارجيتها تصريحه حول رغبة أميركية في التفاوض مع الرئيس السوري، حتى اشتعلت مواقف حلفائها، غرباً وعرباً.

                    سريعاً نفضت واشنطن يدها من التصريح، تراجعت خطوة إلى الوراء، وقالت إن سياستها العامة لازالت هي نفسها، مؤكدة "ألا مستقبل للأسد في سوريا"، حيث قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية "لم يقصد وزير الخارجية الأسد، بل ممثلين عن النظام السوري، يجب أن يجلسوا إلى الطاولة ويتفاوضوا مع المعارضة، إن أولويتنا التعاطي مع الخطر الذي يمثله المتطرفون الذين يستغلون الفوضى في سوريا".

                    فرنسا تصدرت الدول المنتقدة؛ رئيس وزرائها أعرب عن أسفه لما قاله كيري، كذلك حذت بريطانيا حذوها، فيما تساءل وزير الخارجية التركي عن جدوى التفاوض مع النظام السوري.

                    وحدها مفوضة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية فيديريكا موغيريني غردت خارج هذا السرب، معتبرة أن الصراع في سوريا لا ينتهي إلا بعملية سياسية انتقالية.

                    تحاول واشنطن امتصاص غضب حلفائها، تقلل من أهمية ما قاله سيد دبلوماسيتها، لكن الرجل لا يعرف عنه أنه يكثر من زلات اللسان، خاصة إذا ما اقترن كلامه بتصريح مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون برينان أن واشنطن وموسكو متفقتان على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وعدم انهيارها.

                    كما أن مسؤولين أميركيين سابقين، وعلى رأسهم السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد، أكدوا مراراً ألا حل للأزمة السورية من دون الأسد.

                    ربما تمهد واشنطن الطريق لمرحلة جديدة مع دمشق، تحاول إحياء رميم العملية الدبلوماسية، إلا أن دمشق لم تبدو شديدة الانبهار بما قاله كيري، اكتفى رئيسها بالتعليق قائلاً إن مصيره بيد الشعب السوري فقط.

                    ***
                    * امريكا وأوروبا .. سياسة توزيع الأدوار




                    محرر موقع المنار


                    خلافات غربيّة - غربيّة جديدة ظهرت الى العلن، بعد تصريح وزير الخارجيّة الامريكي جون كيري عندما تحدث عن ضرورة إجراء حوار مع الرئيس بشار الاسد.

                    الموقف الامريكي الذي يتناقض مع كلام واشنطن نفسها قبل ثلاث سنوات، لاقى دعما أوروبيّاً حيث كشفت ممثلة "السياسات الخارجيّة في الإتحاد الأوروبي" فريدريكا موغريني عن وجود اتصالات مع ممثلين عن الرئيس السوري بشار الاسد، على اعتبار ان التسوية للازمة في سوريا تشمل جميع الاطراف بما فيهم الرئيس الاسد.

                    تسوية تشمل الرئيس الأسد لم تلق ترحيبا من الحكومة الفرنسية ورئيسها مانويل فالس، فأسف الأخير لتصريحات كيري معتبرا أنّ "الحل في سوريا غير وارد حاليّاً مع وجود بشار الأسد في الحكم .. وجون كيري يعلم ذلك".

                    المعارضة الفرنسيّة للموقف الأمريكي الأوروبي تعيد الى الأذهان العديد من الخلافات التي ظهرت بين الدول الغربية، وخاصة حيال الازمة السورية والملف النووي الإيراني، ولكنها سرعان ما خرجت من التداول لتعود الامور الى مسارها الطبيعي.

                    الموقف الفرنسي غير مستقل



                    وفي هذا الإطار يرى الصحافي والكاتب السياسي الدكتور حسن حمادة ، ان هذا الخلاف كما غيره من الخلافات، لا يعدوا كونه مادّة تقدم للإعلام والرأي العام الدولي لإظهار أن الحكومات الأوروبية لها سياسة مستقلة عن واشنطن.

                    ويقول حمادة في حديثه لموقع المنار ان موقف الحكومة الفرنسيّة يأتي بطلب أمريكي، وذلك على اعتبار أن واشنطن تقوم بإجراء الخطوات التي تريدها في سوريا من لقاءات وجلسات مع الأطراف السياسيّة، لتقول في النهاية انها تسعى لإيجاد حل في سوريا ولكنها في الوقت ذاته تريد ارضاء حلفائها الرافضين لهذه اللقاءات ومنها فرنسا.

                    وإذا ما عدنا للماضي القريب يقول حمادة ان المصادر الدبلوماسية الاوروبية تؤكد ان زيارة البرلمانيين الأربعة، ومعهم عدد من الأمنيين الفرنسيين الى سوريا ولقائهم العديد من الشخصيات وعلى رأسهم الرئيس الأسد، هو بعلم وتمويل من الحكومة الفرنسيّة نفسها، وذلك بهدف الوقوف على وضع النظام في دمشق.

                    المصلحة الغربية هي الأساس

                    الموقف الأوروبي إذاً مهما كان ومن أي دولة جاء، لن يخرج من تحت العباءة الأمريكيّة التي تقوم بحسب بعض المصادر بتوزيع الأدوار على دول أوروبية، بهدف تمرير الصفقات بطريقة تتناسب مع أهدافها وأهداف حلفائها الثابتة وهي دعم الجماعات المسلحة في سوريا، ودعم استمرار النزف في الميدان من اجل مواصلة استنزاف سوريا وحلفائها على مختلف الصعد "سياسيّاً إقتصاديّاً وعسكريّاً".

                    إذاً هي صورة خلافات يجب ان تتنبه لها العديد من الجهات في المنطقة على اعتبار انها خلافات ليست بالضرورة حقيقية، وإذا ما كانت فإنها لن تصل الى قطيعة بين الدول الغربية، وهذا ما يظهر في كلام المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين بساكي التي قالت أن جون كيري لم يقصد التفاوض مع بشار الأسد وإنما التفاوض مع حكومته.

                    كلام المتحدثة باسم الخارجية دعمه سريعا موقف مفوضة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية فيديريكا موغيريني، التي بدلت كلامها الأول حول الحوار مع الرئيس الاسد، لتقول ان جون كيري لم يتحدث عن الرئيس السوري عندما تطرق إلى موضوع المفاوضات مع دمشق، بل كان يتحدث عن نظامه.

                    وفي الحالتين نرى ان المواقف بين هذه الدول لا تنجر الى خلافات حقيقية بين هذه الدول وإنما وجهات نظر تبدو الى العلن غير متوافقة، ولكن الأهداف العامّة هي ذاتها، فالمصلحة الغربية هي الاساس بالنسبة لهذه الدول.

                    ***
                    * الأســد.. بين شرعية أمريكا و شرعية الشعب



                    أحمد الشرقاوي

                    بانوراما الشرق الاوسط

                    من عادة العصابات الحاكمة في العالم العربي أن تنحاز بالكامل للسياسات الأمريكية في المنطقة، حتى لو كانت هذه السياسات ضد قيمها الدينية، وثوابتها القومية، وضد حقوق شعوبها الأساسية، ما يؤكد أن حكامنا هم مجرد أقزام بلا أخلاق، لا يتمتعون بأية شرعية دينية أو دستورية حقيقية.. ولو كان في هذا العالم المسمى مجازا بـ”العالم العربي” من عدل، لأقيمت لهم محاكم للجرائم السياسية، ونصبت لهم المشانق في الساحات العمومية ليكونوا عبرة لمن يغتصب السلطة ويمتهن الخيانة من بعدهم..

                    والمصيبة لا تكمن في الدور الوضيع الذي يلعبه هؤلاء العملاء في أوطانهم ومنطقتهم، لإيمانهم أنها الضمانة الوحيدة لممارسة استبدادهم ضد شعوبهم، وتأبيد فسادهم، وتسخير مقدرات أوطانهم خدمة لمصالح أسيادهم في واشنطن وتل أبيب.. بل الطامة العظمى تكمن في أنهم قبلوا بلعب دور العميل الوضيع بلا كرامة، الذي يقبل بكل أنواع الذل وأشكال الإهانة، فلا يجد من سبيل للتعويض عن ذلك إلا بممارسة الذل والإهانة ضد شعبه.

                    مناسبة هذا الكلام، هو التصريح المثير للجدل الذي أدلى به وزير الخارجية الأمريكي لقناة فضائية أمريكية أمس الأحد، حيث قال: إن “واشنطن ستضطر في نهاية المطاف للتفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد، كما تفعل دول أخرى”، من دون أن يسميها، في إشارة إلى فرنسا التي أضاعت نفوذها ومصالحها في المنطقة وتحاول العودة من بوابة سورية.

                    هذا التصريح، استفز العملاء وأغضبهم غضبا شديدا، بل أغضب بريطانيا وفرنسا أيضا، بالرغم من أنه لا يعني تسليما أمريكيا ببقاء الأسد، بل محاولة بئيسة من محاولات الإدارة الأمريكية الخبيثة، للنيل بالسياسة ما لم تنجح في تحقيقه بالحرب، حيث تعتزم هذه المرة القبول ببقاء الأسد إلى غاية نهاية ولايته الحالية، والتفاوض معه على انتقال السلطة وفق مقررات “جنيف 1″ التي أصبحت بفضل انتصارات سورية الميدانية، وتبدل الظروف، وتغير موازين القوى على الأرض، مجرد ورقة لا تساوي قيمة المداد الذي كتب بها.

                    وهو ليس بالأمر الجديد في ظل القلق والإرباك الذي تشعر به الإدارة الأمريكية، وهي ترى بأم العين كيف أن إستراتيجياتها تتساقط الواحدة تلو الأخرى، وأهدافها أصبحت مجرد سراب بقيعة، كلما اعتقدت أنها اقتربت من تحقيقها تبخرت من بين يديها، لدرجة جعلت الرئيس أوباما يوكل أمره لعامل الوقت، فخرج على العالم ببدعة جديدة سماها “الصبر الإستراتيجي” إلى أن يفعل الله أمرا كان مقدورا..

                    ويأتي تصريح الوزير ‘كيري’ تتويجا لسلسلة من التصريحات المتضاربة حد السخرية على امتداد عمر الأزمة السورية، فمن مقولة أن الأسد رجل مصلح التي أطلقتها هيلاري كلينتون في بداية الأحداث، وانقلابها بأسابيع قليلة وقولها أن الرئيس الأسد فقد شرعيته، وهي المقولة التي رددها بعدها المسؤولون في الولايات المتحدة والغرب حد القرف طوال عمر الأزمة..

                    ثم إعلان أوباما في أكثر من مناسبة أن لا مكان في سورية المستقبل للأسد، كان آخرها خلال الزيارة التي قام بها العميل تميم شيخ قطر لواشنطن قبل أيام، واعتباره قبل ذلك أن المعارضة السورية هي نوع من الفانتازيا، إلى تراجعه المفاجئ وقراره الأخير القاضي بتدريب “المعارضة المعتدلة المسلحة” بعد الاتفاق مع تركيا..

                    إلى تصريح السفير الأمريكي السابق في سورية ‘روبرت فورد’ الذي قال أن لا وجود لمعارضة معتدلة في سورية وأنهم جميعهم متطرفون، وأن الأسلحة الأمريكية التي سلمت لهم سقطت في أيادي الجماعات الإرهابية..

                    إلى تصريح منسق قوى التحالف الأمريكي ‘جون ألن’ القاضي بالتزام أمريكا بحماية “المعارضة” التي ستدربها في تركيا والسعودية والأردن وقطر، ما فهم منه التخطيط لإقامة منطقة عازلة على الحدود التركية..

                    إلى إعلان وزير الدفاع الأمريكي أمس الأحد، أن واشنطن غير مخولة قانونيا لحماية “المعارضة” السورية المسلحة..

                    وقبله قال مدير المخابرات الأمريكية ‘جون برينان’، أن أمريكا وروسيا لا تريدان انهيار مؤسسات الدولة السورية، وهو الإعلان الذي صدر من دون التنسيق مع موسكو..

                    وصولا إلى تصريح الوزير ‘كيري’ الأخير، والذي لم تمضي عليه ساعتين حتى خرجت الناطقة الرسمية باسم الخارجية الأمريكية لتعلن أن سياسة أمريكا تجاه سورية لم تتغير، وأن تصريح ‘كيري’ لا يعني تبدلا في هذه السياسة..

                    إلا أن عربان المؤامرة صعقوا لسماع تصريح ‘كيري’، وفهموا منه أن إدارة أوباما بصدد تغيير سياستها تجاه سورية، وأن ما قاله الرجل قد يكون مقدمة تمهيدية لتحول جذري قد ينتهي ببقاء الأسد إلى الأبد، خصوصا بعد أن فقدوا الثقة في الإدارة الأمريكية بعد أن اكتشفوا أنها تسعى بجدية للوصول إلى اتفاق مع إيران في ملفها النووي، ما يعني الاعتراف بها كقوة إقليمية عظمى وتعزيز محورها..

                    الرئيس السوري بشار الأسد، وتعقيبا على تصريح ‘جون كيري’ قال الإثنين، بجملة مفيدة، لكنها بليغة تحمل أسمى معاني الحس بالمسؤولية والثقة بالنفس: “أنا أستمع للشعب فقط، وكل ما يأتي من الخارج هو مجرد فقاعات”.. مضيفا: “نحن نريد أفعالا لا أقوالا”..

                    هذا هو الفرق بين رجل يعرف قدره، ويحترم شعبه، ولا يقبل شرعية بديلة عن شرعية الشعب صاحب السلطة والسيادة مهما كانت شدة الضغوط وبلغ حجم الإغراءات، رجل كرس حياته لخدمة شعبه ووطنه، لا يخون الأمانة، ولا يتنازل عن السيادة، ولا يقبل برهن استقلال بلاده وعزة شعبه وكرامته للأمريكي والصهيوني مقابل شرعية زائفة برتبة “عميــل” كما هو حال الحكام العرب..

                    وهو الشاب الذي لم يكن يرغب في سلطة ولا ثروة، وكان يعيش حياته سعيدا مع أسرته الصغيرة في المهجر، يمارس المهنة التي درسها وعشقها وربط مصير حياته بها، فوجد نفسه في لحظة زمن فارقة من حياته مطوقا بالمسؤولية من حيث لم يكن يحتسب، فشعر بحدس المؤمن أن قدر الله اقتضى أن يكون هو رجل المرحلة، للحفاظ على آخر معقل للعروبة التي دمرتها عصابة آل سعود وحلفائها، وآخر قلاع للصمود والتحدي لتبقى شعلة القدس متقدة في قلوب الأمة، بعد أن سقطت كل القلاع والحصون وأسوار القصور، وأصبح اليهود يبيتون في فراش الحكام العرب، ولا حرج بعد أن ضاع الشرف، وماتت النخوة، وأصبحت الشهامة مجرد ذكرى..

                    شاهد العراق ينهار بجواره، وتم تهديده بذات المصير إن لم يقبل بالتفاوض مع “إسرائيل” والتخلي عن دعم المقاومة، وعرضت عليه السعودية ومشيخات الخليج 100 مليار دولار واستثمارات تحول بلده إلى جنة في الشرق.. فرفض أن يخون نهج والده، وتاريخ بلده، وإرث صلاح الدين الذي اختار تربة دمشق المقدسة ليرقد تحتها بسلام، مطمئنا إلى أن من سيأتي بعده لن يكون أقل غيرة على القدس منه..

                    هذا النوع من الرجال هو الذي تصدق عليه مقولة الإمام علي كرم الله وجهه: (الحق لا يعرف بالرجال، وإنما يعرف الرجال بالحق)، أو بعبارة أخرى: (الحق لا يوزن بالرجال، وإنما يوزن الرجال بالحق)..

                    فقارن بين عظمة هذا الرجل وتواضعه، وعزة نفسه التي تأبى الذل والهوان، ودماتة أخلاقه في تعامله حتى مع من يقاتله بالعفو، لأن سعة قلبه بمساحة الشام.. وكيف أنه بتصريحه الجديد ردا على ‘كيري’ وغيره، اعتبر نفسه خديما لشعبه بدل أن يتحول إلى خادع له كما فعل غيره في هذا الزمن الصهيوني الأغبر، وخصوصا رأس البلاء المسمى بـ”خادع الحرمين”، سواء المقبور أو الذي اغتصب السلطة بعده..

                    وهو بموقفه هذا يصدر من موقع العزيز المقتدر، الذي يرفض التفريط في أمانة ربه، ويحرص على مقدرات وطنه، ويتصرف بوفاء تجاه حلفائه، ويقدم التضحيات الجسيمة لتبقى سورية والمقاومة حتى لو لم يبقى حجر على حجر..

                    وكيف للأسد أن يلين ويستكين وهو سيد الوغى الذي وقف في وجه كل وحوش العالم، في أعتى حرب كونية شنت على بلده بشهادة التاريخ، وصمد بشكل أسطوري أدهش الجميع، وقلب حسابات الأعداء، وأثار إعجاب الأصدقاء وتقدير الشرفاء.. من أجل أن يزهر دم الشهداء نصرا لسورية العروبة وللمقاومة الإسلامية الشريفة، معلنا أن تحرير فلسطين أصبح قاب قوسين أو أدنى، وليس “مسافة السكة”، لأن تحرير القدس يمر من تل أبيب البغية لا طهران الأبية.. فتبا للأقزام المهزومين، وتحية إجلال وإكبار للعظماء المنتصرين بصدق الوعد..

                    أقول.. قارن بين هذا الرجل الظاهرة وبين بقية الحكام العرب، ثم استخلص الدرس.. فطوبى لسورية وشعب سورية، وطوبى للعرب والمسلمين الشرفاء بحاكم نادر من هذه الطينة الطيبة، التي تذكرنا بالخالدين الذين صنعوا أمجاد الأمة عبر التاريخ..

                    وفي ذكرى مرور أربع سنوات على كربلاء سورية، ها نحن نشهد أمام الله والعالم، أن الأسد لم يتبدل، ولم يتغير.. بل أمريكا هي التي قررت أن تتغير وتبدل سياساتها تجاه سورية بعد إيران، لأنها شعرت بالهزيمة، وأدركت أنها إن لم تفعل فستعرض مصالحها في المنطقة للخطر..

                    وبالتالي، فقرارها هذا إن صدق، لا علاقة له بمصالح العربان ولا برغبتهم وأمانيهم، بل بمصالحها التي تتعامل معها ببراغماتية لا مكان فيها للعواطف، ولا يهمها أن يغضب الأتباع أو ينفجروا من الغيض، لأن هؤلاء يصدق فيهم وصف الشاعر العراقي ‘علي بن الجهم’ للمتوكل، ومفاده (بتصرف): أنتم، كالكلب في وفائكم للأمريكي *** وكالتيــس في قمــع الشعــوب.. ولا خيار لكم سوى الرضوخ لما تقرره واشنطن والقبول بما تفعله حتى لو لم يرقكم الأمر، وأشعركم قراراها بشأن إيران وسورية بالغضب والمرارة، فأنتم لا تستحقون الاحترام..

                    وهل يملك من باع روحه للشيطان خيارا آخر غير واشنطن التي ارتضاها بديلا عن قبلة الله ووليا من غير المؤمنين؟.. فمن سيحميهم من غضب أمريكا إذا تمردوا، وهي التي تستطيع بأمر من حاكمها استبدالهم كما تستبدل الملابس الداخلية؟.. أليست أمريكا هي التي نصبتهم وكلاء على مصالحها وسمحت لهم بممارسة هوايتهم المفضلة في النهب والسلب والاغتصاب والإجرام، شريطة أن يكونوا في مستوى ما يطلب منهم تحقيقــه؟..

                    لكنهم اليوم فشلوا.. وبالتالي، فقدوا شرعية أمريكا وضمانها الواهي لعروشهم المتداعية، ولا يملكون شرعية شعوبهم لتحميهم من غضب أمريكا التي لا تقبل بالعملاء الفاشلين، وليس لهم من الله عاصم بعد الدماء الطاهرة التي أراقوها في سورية والعراق ولبنان وليبيا وغيرها.. وحالهم اليوم في قلاعهم المحصنة كحال المجرم الهارب من عدالة الأرض في انتظار عدالة السماء التي لا يملك منها مفرا..

                    كم هي عظيمة إرادة الشعب السوري العظيم التي أكدت الأحداث بما لا يدع مجالا للشك أنها من إرادة الله، لقول الرسول الأعظم (صلعم) (كيفما تكونا يولى عليكم)، ومعنى المعنى، أنه إذا كان الشعب عظيما، حرا وشريفا كشعب بلاد الشام المباركة، قيد الله له حاكما في مستوى طموحه وآماله كالرئيس الأسد، الذي أصبح اسما على مسمى.. وإذا كان الشعب جاهلا، وضيعا، ذليلا، خنوعا، يقبل بالعيش كالقطيع بلا كرامة، كما هو حال غالبية الشعوب العربية للأسف، قيد الله له حاكما مستبدا فاسدا، ليذيقه الظلم والذل والهوان أشكالا وألوانا..

                    ولا نحتاج لضرب أمثلة عن هذا النوع من الحكام المجرمين الفاسدين الذين يشكلون اليوم القاعدة في العالم العربي، في حين أن الرئيس الأسد هو الاستثناء الوحيد الذي أرادوا أن يزيحوه من عالمنا، ليغتالوا الحلم في قلوبنا، ويزرعوا بذور الهزيمة في نفوسنا.. فنصــره الله وهزمهــم شــر هزيمــة..

                    ***
                    * السفير بهجت سليمان: المعارضة السورية أسوأ معارضة على وجه الأرض و الدولة عاملتهم بأفضل مما يستحقون




                    نقلا عن بانوراما الشرق الاوسط


                    قال السفير السوري السابق في عمان، بهجت سليمان، الاثنين، في منشور له على صفحته الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أن “الدولة الوطنية السورية تعاملت مع المعارضات السورية بِأفضَل مما تستحقّه بمئاتِ المَرّات.. ولكنّ هذه المعارضات بِمُعظمها أثْبَتَت أنّها أسوأ معارَضاتٍ على وجه الأرض، وأنّها لا تمتلك من المعارضة الحقيقية إلاّ الاسم، وأنّها كانت معارِضة للوطن ومُناصِرة لُأعداء الوطن على الصّعيد الدولي والإقليمي والأعرابي والمحلّي”.

                    وعزا سليمان الفضل في بقاء سوريا وبقاء الشرق العربي إلى الجيش السوري ورأس النظام بشار الأسد “صاحِبُ الفضْل الأوّل والأكبر في بقاء سورية وبقاء هدا الشرق العربي، بل وفي بقاء جذوة الحرية والكرامة والاستقلال مُشْتَعِلة، في هذا العالم، وأن تنحني حتى تُلامِس الأرضَ، تقديراً وإكباراً للشعب السوري العظيم، وللجيش السوري العظيم، ولأسد بلاد الشام: الرئيس بشار الأسد”.

                    واستهجن سليمان الأقلام الصحافية التي توجه اللوم للنظام السوري وتحمله نتائج ما حصل في سوريا وتبرئ المعارضة، قائلاً: “كم تُثيرُ العَجَبَ والاستهجانَ، أقلامٌ إعلاميّة أو ثقافية تُحَمِّلُ النّظامَ السوريّ مسؤوليةَ النتّائج الفظيعة النّاجمة عن الحرب الكونية الإرهابية على الجمهورية العربية السورية، أو تُحَمِّلُهُ جزءاً من تلك المسؤولية!. وكم تُثيرُ الاستغرابَ والاستهجانَ هذه الأقلامُ عندما تُبَرّىءُ مُعْظَمَ المعارضاتِ السورية من تلك المسؤولية، وتُحَمّل النظام مسؤوليّة الفشل في التعامل مع تلك المعارَضات!”.

                    وأوضح سليمان حقيقة تلك الأقلام من وجهة نظره، “هي أنّ هذه الأقلام التي بدأت تعزف هذا اللّحْنَ، تعمل قَبْلَ كُلّ شيء، على تبرئةِ نفسها من الخطأ، بل من الخطيئة التي وقَعَتْ فيها منذ البداية، عندما توهّمَت أو انزلقت أو ساهمَت في تسويق العدوان الإرهابي الصهيو – وهابي – الأطلسي – الأعرابي – العثماني – الإخونجي على الجمهورية العربية السورية، بِأنّه “ثورة شعبية” أو انتفاضة جماهيرية!”.

                    وأشار سليمان إلى أنه كان “من الأجدر بهذه الأقلام، لو كانت تحترم نفسها، أنْ تعترف بِخطأ حساباتها ومراهناتها وقراءاتها واستقراءاتها.. وأنْ تعترف بُأنَّ ما تُسَمّيه النظام السوري، لو كانت تحترم نفسها، أنْ تعترف بِأنَّ معظمَ المعارضات السورية كانت سُلَّماً وجِسْراً، اسْتَخْدَمَه أعداء سورية في الخارج للعدوان عليها، بل وكانت ستارة وغطاءً لهذا العدوان الإرهابي الهمجي الفظيع، الذي جرى شَنُّهُ على سورية..”.

                    تعليق


                    • * وحدات من الجيش تحكم سيطرتها الكاملة على منطقة حندرات وتواصل عملياتها في ملاحقة الإرهابيين بريف حلب


                      أحكمت وحدات من الجيش والقوات المسلحة سيطرتها على منطقة حندرات مضيقة بذلك الخناق على التنظيمات الإرهابية التكفيرية المرتبطة بنظام أردوغان الاخواني.

                      وافاد مصدر عسكري لـ سانا بأن وحدة من الجيش والقوات المسلحة بسطت سيطرتها الكاملة بعد أن قضت على آخر فلول التنظيمات الإرهابية التكفيرية ودمرت أوكارهم وتحصيناتهم وأسلحتهم وعتادهم في منطقة حندرات بريف حلب الشمالي.

                      وتضاف السيطرة على منطقة حندرات إلى جملة انجازات الجيش والقوات المسلحة في حربها على الإرهاب المدعوم من نظام أردوغان الإخواني الذي حول منطقة حندرات كغيرها الكثير من مناطق حلب إلى أوكار وبؤر للإرهابيين المرتزقة الذين نهبوا مئات المعامل والمصانع وقاموا بتهريبها إلى الأراضي التركية.

                      وباستعادة الجيش سيطرته الكاملة على منطقة حندرات يكون قد قطع أحد أهم خطوط إمداد التنظيمات الإرهابية التكفيرية في مدينة حلب القادمة من الجانب التركي عبر طريق الكاستيلو.

                      وأقرت التنظيمات الإرهابية التكفيرية على صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي بمقتل العديد من أفرادها من بينهم الإرهابي السعودي نشاء الشيباني أحد متزعمي جبهة النصرة في محيط حندرات.

                      إلى ذلك واصلت وحدات من الجيش والقوات المسلحة عملياتها المركزة والدقيقة في ريف حلب حيث أكد المصدر العسكري "سقوط قتلى ومصابين بين صفوف إرهابيي ما يسمى الجبهة الشامية الممولة من نظام آل سعود في محيط تلة المضافة" شمال شرق مدينة حلب.

                      ولفت المصدر إلى أن وحدات من الجيش نفذت عمليات دقيقة ومركزة ضد أوكار وآليات للتنظيمات الإرهابية "أوقعت عددا من أفرادها بين قتيل ومصاب في محيط مزارع الملاح" بالتزامن مع القضاء على عدد من الارهابيين وتدمير أسلحة وذخيرة كانت بحوزتهم في منطقة العويجة.

                      وأشار المصدر إلى أن عمليات الجيش المكثفة "أسفرت عن تدمير آليات وأوكار وتحصينات للإرهابيين وسقوط قتلى ومصابين بين صفوفهم في بلدة حريتان" الواقعة على الطريق الدولية المؤدية إلى الأراضي التركية والتي تعد خط امداد رئيسيا لتسلل المرتزقة وتهريب الأسلحة والذخيرة القادمة من الأراضي التركية.

                      وبين المصدر أن الضربات المركزة للجيش "أسفرت عن مقتل إرهابيين وتدمير آليات كانوا يستخدمونها بأعمالهم الإجرامية غرب مطار النيرب".

                      وأوضح المصدر ان التنظيمات التكفيرية المنتشرة في بلدة كفر حمرة بالريف الشمالي الغربي "تكبدت خسائر كبيرة في الأفراد والعتاد" خلال العمليات المتواصلة للجيش والقوات المسلحة فيها.

                      وكانت وحدات من الجيش قضت امس فى عملية نوعية على عدد من أفراد التنظيمات الإرهابية ودمرت لهم أسلحة وذخيرة فى مدينة بزاعة ومخيم حندرات بريف حلب.


                      ***
                      * بالصور... الدفاعات الجوية السورية تسقط طائرة استطلاع امريكية

                      طائرة ’النسر الرمادي’ من أحدث انواع طائرات التجسس الاميركية ومجهزة بأحدث الاسلحة

                      ما هي مميزات طائرة ’الاستطلاع’ التي اسقطتها الدفاعات الجوية السورية؟




                      أسقطت المضادات الجوية السورية طائرة "استطلاع" معادية اخترقت الاجواء السورية قادمة من اتجاه البحر وتم العثور على حطامها في منطقة راس شمرا في ريف اللاذقية الشمالي، فيما ذكرت وكالة "سانا" ان الطائرة أميركية تابعة لـ "التحالف الدولي".

                      وتحدثت المعلومات عن ان الطائرة من نوع MQ-1C Gray Eagle والاسم القتالي لها "النسر الرمادي". فما هي مميزات هذه الطائرة:

                      *النوع : طائرة بدون طيار ذات مهام استطلاعية + قتالية

                      *التسليح : 4 صواريخ جو - أرض من نوع ‪‎AGM_114_Hellfire‬ بالاضافة للقنابل الذكية من عائلة ‪.‎GBU‬


                      النسر الرمادي

                      * تستخدم لتنفيذ مهام التجسس والقتال ذات المدى البعيد

                      *مجهزة برادار متطور AN / ZPY-1 مع نظام تشويش متطور

                      *مجهزة برؤيا ليليلة وحرارية والاشعة ما تحت الحمراء SAR لمسح المتغيرات والتضاريس وكشف العبوات الناسفة

                      * مدة الطيران المتواصل : 36 ساعة.

                      * تعتبر هذه الطائرة من أحدث الطرازات وقد دخلت الخدمة عام 2009

                      * استعملت في افغانستان عام 2010

                      * بلد المنشأ : ‫‏أميركا‬

                      * المستخدم الأساسي جيش الولايات المتحدة الأميركية - سلاح الجو

                      وكان قد أفاد مصدر عسكري أميركي أمس الثلاثاء أنّ" الولايات المتحدة فقدت الاتصال بطائرة من دون طيار في سوريا، من دون أن يؤكد ان الطائرة أسقطتها الدفاعات الجوية السورية".

                      (شاهد ايضا تقرير "الميادين" بالصوت والصورة):
                      https://www.youtube.com/watch?v=OtHkankYWlA









                      ***
                      * عبد اللهيان: الرئيس الأسد جزء مهم من الحل السياسي



                      أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والافريقية حسين أمير عبد اللهيان أن السيد الرئيس بشار الأسد هو جزء مهم من الحل السياسي للأزمة في سورية وأنه لا يمكن تجاهل دوره في الحفاظ على الوحدة الوطنية والتصدي للإرهاب.

                      وقال عبد اللهيان في تصريح لوكالة ارنا الإيرانية اليوم “إن إيران تؤكد على الحل السياسي للأزمة في سورية وستواصل دعمها للشعب السوري الواعي والصابر” مضيفا.. “إنها تولي اهتماما بالغا للمقاومة الشعبية والقيادة السورية ومطالب المعارضة الوطنية والمستقلة”.

                      وأوضح عبد اللهيان أن الإرهاب في سورية مني بالفشل وبات قريبا من نهايته وأن إيران تعتز بوقوفها إلى جانب الشعب السوري مشيرا إلى أنه من الخطا أن نتصور الاستقرار في المنطقة بعيدا عن أمن سورية لأن مقولة الأمن والاستقرار هي تركيبة متداخلة ومنسجمة ولا تتجزأ عن بعضها البعض مؤكدا أن إيران تعتبر أمن دول المنطقة ومنها سورية عاملا مهما في ضمان الأمن الإقليمي.

                      ويؤكد المسؤولون الإيرانيون بشكل دائم دعم بلادهم للشعب السوري في مواجهة التنظيمات الإرهابية التكفيرية والقضاء على الإرهاب في سورية وحل الأزمة فيها بالطرق السلمية.

                      ***
                      * شمخاني: التعاون بين إيران وسورية والعراق يؤدي لمزيد من تقارب الشعوب



                      أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن الدور البناء والتعاون الاستراتيجي بين إيران وسورية والعراق يؤدي إلى مزيد من التقارب بين الشعوب باعتبارها العناصر الرئيسية في إيجاد الأمن الداخلي والاقليمي.

                      وشدد شمخاني خلال اجتماع لكوادر المجلس الأعلى للأمن القومي اليوم على أن المواجهة الحقيقية للإرهاب و الدعم العاجل لشعوب المنطقة بوجه المخاطر الناجمة من تواجد التنظيمات الإرهابية هما الدليل المنطقي على حسن نيات إيران موضحا أن السياسة الخارجية الإيرانية قائمة على التعاون والتعامل مع جميع الدول خاصة دول الجوار.

                      ***
                      * الناتو: منظمة حظر الاسلحة الكيميائية اعلنت ان آخر اسلحة كيماوية معلنة ازيلت من سوريا

                      قال مسؤول بحلف شمال الاطلسي يوم امس الثلاثاء إن الحكومة السورية يجب ان تضمن أن برنامجها للاسلحة الكيماوية فكك تماما وبلا رجعة.

                      واضاف المسؤول إن "منظمة حظر الاسلحة الكيميائية اعلنت بالفعل ان آخر اسلحة كيماوية معلنة ازيلت من سورية".

                      ***
                      * المصلون يؤكدون ان السلام الحقيقي لا يستجدى من التكفيريين بل من الجيش السوري

                      صلاة على نية السلام في سوريا

                      اقيمت في سوريا صلاة لأجل السلام بمشاركة عدد من البطاركة تقدمهم بطريرك أنطاكية وسائرالمشرق للروم الملكيين الكاثوليك الأب غريغوريوس الثالث لحام.

                      ودعا المصلين الله أن يعيد الإستقرار الى بلادهم، مؤكدين أن السلام الحقيقي لا يستجدى من التكفيريين بل من الجيش العربي السوري.

                      (شاهد بالصوت والصورة):
                      http://www.alahednews.com.lb/108543/...A#.VQnWlI4pr-d

                      ***
                      * بالفيديو.. كيف اثبت اكراد سوريا انهم مع الحكومة السورية؟



                      فصائل كردية وعشائر تعلن تمسكها بوحدة سوريا ودعمها للجيش


                      فيديو:

                      http://www.alalam.ir/news/1686238

                      دمشق (العالم) 2015/3/18- استنكرت فصائل كردية سورية الشائعات التي تتحدث عن نية الأكراد إقامة حكم ذاتي في الشمال، مؤكدة تمسكها بوحدة أراضي البلاد. من جانب آخر أعلنت عشائر سورية تشكيل مقاومة شعبية رديفة لقوات الجيش في مناطق الشمال.

                      في ظل الحديث عن توجهات لدى بعض المكون الكردي السوري باتجاه الحكم الذاتي في الشمال، عقد الكرد مؤتمرا صحفيا لدحض الاتهامات، حيث استنكرت بعض الفصائل الكردية في الداخل هذه الشائعات، مؤكدة على تمسك الكرد بوحدة سوريا بكامل مكوناتها.

                      وصرحت بروين ابراهيم رئيسة التجمع الاهلي الديمقراطي للكرد السوريين في هذا المؤتمر: ان الحكومة السورية موجودة، وقادرة على احتواء اي مشروع كان، مشيرة الى انه لا يوجد اي مشروع خارج اطار السيادة السورية ونريد طمأنة الشعب السوري في هذا الامر.


                      مؤتمر صحفي لاكراد سوريا ينفون فيه نيتهم اقامة حكم ذاتي في الشمال السوري

                      واكدت العشائرالسورية خلال المؤتمر الذي عقد في مقر حزب الشباب الوطني للعدالة والتنمية في دمشق، عن تشكيلها لمقاومة شعبية في الشمال رديفة للجيش السوري في مواجهة الارهاب المتمثل في "داعش".


                      وقال الشيخ نواف الملحم أمين حزب الشباب لمراسلتنا: ان المغاوير الذين يشكلون النسبة الغالبية من ابناء العشائر، حيث تجاوز عددهم بخمسة آلاف متطوع، واكثر من 3500 آلاف يخوضون اليوم المعارك جنباً الى جنب رديفاً للجيش العربي السوري.

                      وافادت مراسلتنا دارين فضل، يبدو ان هناك مصالح غربية لاتزال تسعى جاهدة الى احداث تغيير ديموغرافي في المنطقة، ومن هنا تم الترويج الى وجود خلاف بين الحكومة والكرد السوريين، هذا المؤتمر اكد على وجود تنسيق عال بين الجيش السوري والقوى الشعبية والوحدات الكردية المقاتلة في الشمال. ولعل الانجازات العسكرية التي تم تحقيقها مؤخراً خير دليل على ذلك.

                      وقالت مراسلتنا: انه في ظل دخول الازمة عامها الخامس هناك من يستمر في عرقلة اي حل سياسي وتعزيز اي خلافات بين مكونات الشعب السوري، وان تغير الخطاب السياسي الدولي.

                      ***
                      * مقتل أبوطلحة الكويتي، مسؤول "الحسبة" ب"داعش"




                      تناقلت حسابات مقربة من جماعات "داعش" الإرهابية الثلاثاء، خبر مقتل القيادي الداعشي محمد عبدالرزاق العنزي الملقب بـ "أبو طلحة الكويتي"، في الرقة.

                      وكانت تقارير اعلامية قد ذكرت قبل قرابة شهرين ان ابوطلحة انشق عن "داعش" حاملا معه مبالغ مالية ضخمة قدرتها مصادر سورية وقتها بمليون دولار.

                      ولم توضح "داعش" كيف قضى ابو طلحة، واكتفى أنصارها بإنشاء هاشتاق باسمه وتداول صوره، ما يثير الشكوك حول مقتله، خاصة بعد الحديث عن انشقاقه عن "داعش" وهروبه الى تركيا.

                      وحاولت هذه الجماعة الارهابية إخفاء خبر انشقاقه، ناشرة صورة توضح ظهوره بتقرير مصور، عن ما أسمته "تسوية الأضرحة المشرفة في مدينة الطبقة"، مدعية بقاءه تحت مظلتها.








                      ***
                      * داعشي سابق: قياديونا متعطشون للجنس والدماء




                      كشف عنصر سابق في صفوف جماعة "داعش" الارهابية الثلاثاء، أسباب تركه العمل معها مشيرا إلى أن القادة الذين وصفهم بـ"الجماعة الفاسدة" أمروه بقتل أصدقائه، فيما أكد أنه أصيب بخيبة أمل بعد أن رأى قادته قد تحولوا إلى أناس متعطشين للجنس والدماء.

                      ونشر موقع "السومرية" نقلا عن صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن الداعشي السابق "باسم حمزة" الذي يبلغ من العمر 33 عاما وكان ضمن صفوف "داعش" بمدينة الفلوجة، قوله: "أصبت بخيبة أمل بعد أن رأيت قادتي وقد تحولوا إلى أناس متعطشين للجنس والدماء"، وأن "كبار القادة في التنظيم قالوا إنهم يقومون بالاستفادة من آلاف طالبات المدارس الأجنبيات اللواتي يسافرن للانضمام للجماعة الإرهابية من خلال استغلال ثغرة قانونية تسمح لهم بالزواج منهن بعقد لمدة أسبوع واحد بعد ذلك يتم طلاقهن وتمريرهن لمقاتلين آخرين"، بحسب الصحيفة.

                      وأوضح أن "راتبي في التنظيم كان 400 ألف دينار عراقي شهريا، فضلا عن مكافأة تتضمن الطعام المجاني والوقود والوصول إلى شبكة الانترنت"، مبينا أن المسلحين "يتم غسل أدمغتهم من خلال إنفاق كل أوقات فراغهم في المحاضرات الدينية والدعايات (الجهادية)" حسب وصفه.

                      وتابع حمزة أنه "وبعد اجتياح "داعش" لمدينتي تم إخباري انه ليس لدي خيار سوى الانضمام لها، وتم نقلي بسرعة إلى معسكر تدريب في مدينة الرقة السورية قبل أن يجبروني على لعب دور الجلاد من خلال إدخالي في دورات مكثفة لهذا الغرض".

                      وواصل بالقول "بعد انتهاء ذلك صدرت الأوامر لي بتنفيذ حكم الإعدام بعدد من رجال السنة المحليين المتهمين بالتعامل مع الحكومة، لكنني عرفت بعضهم وكانوا أصدقائي قبل أن يتم إلقاء القبض عليهم من "داعش"، وهو ما دفعني لرفض تنفيذ حكم الإعدام"، لافتا إلى أن ذلك "جعل رؤسائي يستثنوني من عمليات قطع الرؤوس مشددين على أنهم لن يسمحوا لي بالتهرب مستقبلا من تنفيذ عمليات الإعدام الأخرى".

                      وأشار حمزة إلى "أنني قررت الهروب من التنظيم على الرغم من إعدام احد أصدقائي بوحشية لقيامه بنفس المحاولة"، مشددا بالقول "في البداية كنت اعتقد أنهم يقاتلون في سبيل الله، لكنني اكتشفت بعد ذلك أنهم بعيدون كل البعد عن مبادئ الإسلام".

                      وأكمل حمزة حديثه بالقول "كنت اعلم أن بعض المقاتلين في التنظيم الإرهابي يتناولون حبوب الهلوسة بينما كان البعض الآخر مهووسون بالجنس كما أن عمليات الاغتصاب وطريقة زواج عدة رجال من نفس المرأة خلال فترة محددة من الزمن سلوك غير إنساني إطلاقا".

                      ***
                      * السفارة الأميركية في تركيا: لا زلنا نسعى الى حل تفاوضي في سورية لا يشمل الأسد


                      ذكر بيان للسفارة الأمريكية في تركيا أن المبعوث الأمريكي جون ألين أبلغ مسؤولين أتراكاً أن الولايات المتحدة لا تزال تسعى إلى حل تفاوضي في سورية لا يشمل الرئيس بشار الأسد. وجاء في بيان للسفارة بعد أن اجرى الين محادثات في أنقرة "الجنرال الين كرر أن موقف الولايات المتحدة من الأسد لم يتغير."

                      ***
                      * وزير الخارجية الالماني: طريق إنهاء العنف في سوريا لن يكون إلا عبر التفاوض ولو مع نظام الاسد اذا تطلب الامر


                      قال وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير في تصريحات لصحيفة ألمانية ان طريق إنهاء العنف في سوريا لن يكون إلا عبر التفاوض من أجل حل سياسي حتى لو تطلب الأمر اجراء محادثات مع نظام الرئيس الاسد.

                      ***
                      * حفل تأبين بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد العلامة البوطي



                      بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي أقامت جامعة دمشق بالتعاون مع الاتحاد الوطني لطلبة سورية فرع الجامعة حفلاً تأبينياً في مدرج الجامعة.

                      وقال معاون وزير الأوقاف الدكتور تيسير أبو خشريف أن العلامة الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي كان بحق صاحب المنهج الصحيح لمقاصد الشريعة الاسلامية والمدافع عنها ورائدا في استشراف مستقبل الأمة من خلال قراءة الوقائع والاحداث ومواقفه وعباراته” مشيرا إلى مناقبه وعطائه العلمي والمعرفي بعلوم الدين والدنيا وتواصله الدائم مع طلابه.

                      وأضاف الدكتور أبو خشريف.. إن الراحل زرع في الملايين من طلبة العلم بمختلف انحاء العالم ثقافة الكلمة الطيبة والموعظة الحسنة والحرية الحقة فكان رجل الفكر والنور وأحسن القول والعمل تطبيقا لأمر بارئه فضلا عن مواقفه الصامدة عن قضايا وطنه وضد الارهاب.

                      بدوره بين رئيس الجامعة الدكتور محمد حسان الكردي أن “الحديث عن مناقب العلامة الشهيد يطول ويطول فمسيرته أكبر من أن تحتويها سطور أو كلمات فكان الأستاذ الجامعي المعطاء والعالم الجليل المتبحر في علوم الدين بأسلوبه السمح والمعتدل والمناصر لقضايا وطنه العادلة”.

                      ولفت الدكتور الكردي إلى أن “اليد الآثمة التي اغتالت الراحل حاولت اغتيال الكلمة والحق والعدالة لضعضعة بنيان الوطن وتشويه مبادئ الدين الحقة” مضيفا.. إن سورية لم تفقد فقط مربيا فاضلا وإنما علامة وفيلسوف نذر نفسه للعلم ونشر تعاليم الدين وأستاذ جامعي علم الأجيال فلسفة الدين الإسلامي الحنيف ومكارم الأخلاق في الجامعة ودور العبادة.

                      من جهته أوضح رئيس المكتب الإداري للاتحاد الوطني لطلبة سورية فرع جامعة دمشق إياد طلب أن “جريمة اغتيال العلامة البوطي تدل على همجية الإرهابيين لاسكات الاصوات النيرة بهدف افراغ الوطن من القامات والكفاءات فالراحل دافع عن وطنه ووقف في وجه المؤامرة والفتاوى التكفيرية ورفض الدعوات التي حاولت استغلال منابر الجوامع للفتنة”.

                      وذكر طلب أن “برابرة العصر الحديث والمجرمين” مهما فعلوا لن يستطيعوا أن يقتلوا فكر البوطي الذي زرعه في السوريين أجمع مؤكدا أن طلبة جامعة دمشق سيبقون على الدرب وفي الخندق الأول بالدفاع عن سورية والتصدي للإرهاب.

                      من جهته قال رئيس اتحاد علماء بلاد الشام عميد كلية الشريعة الدكتور محمد توفيق البوطي في كلمة آل الفقيد “إن اغتيال الإمام الشهيد كان لأنه أراد حقن الدماء والحؤول دون فتنة عمياء فهو من كشف اللثام عن حقيقة ما يجري في سورية وحذر من مؤامرة تستهدفها لتمزيقها” مضيفا.. كم فاضت عيناه رحمة بالذين شردوا عن وطنهم الذي أصبح مسرح صراع دموي بين جيش يدافع عن وحدته وإغراب جمعوا من أصقاع الدنيا ليمارسوا أبشع جرائم القتل والتخريب والاغتصاب.

                      واشار إلى أن ما يحدث في سورية له هدفان “الأول تشويه الاسلام وتنفير العالم منه لأنه يشكل خطرا على الطغيان الصهيوأمريكي والثاني تدمير سورية التي رفضت أن تتنازل عن الحقوق وتعترف بشرعية الوجود الصهيوني” معتبرا أن الفهم الصحيح للاسلام سيجعل الأمة تنهض لبناء نفسها بناء قويا ويرسم معالم مستقبل حضاري لها.

                      وتم عرض فيلم وثائقي عن حياة الشهيد البوطي ومؤلفاته وتواصله مع طلابه.

                      حضر حفل التأبين عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب الشباب رئيس الاتحاد الوطني لطلبة سورية الدكتور عمار ساعاتي وأمين فرع جامعة دمشق للحزب الدكتور جمال المحمود وعدد من أعضاء قيادة الفرع ونواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات وأعضاء نقابة المعلمين في الجامعة وحشد من الطلاب الجامعيين.


                      تعليق


                      • * مع فاروق الشرع في مذكراته؛ أولاً: «لغز الأسد»

                        ناهض حتر - "الأخبار"

                        أنجز، نائب الرئيس السوري وزير الخارجية الأسبق، فاروق الشرع، كتابة مذكراته السياسية التي تنتهي برحيل الرئيس حافظ الأسد، العام 2000، في مطلع العام 2011. هي، إذاً، لم تخضع لمؤثرات الربيع الأسود في سوريا؛ غير أن رمزاً وطنياً بحجم الشرع، ما كان ليسمح بنشر مذكراته في مركز دراسات تابع لمشيخة قطر التي مارست، خلال السنوات الأربع الماضية، أسوأ الأدوار، السياسية والإعلامية والإرهابية، في التآمر على الجمهورية العربية السورية.

                        كذلك، ما كان ليفوت الشرع، شطب فقرة ودّية تتناول «الصديق عزمي بشارة» (ص 417)؛ فالرجل الذي أظهر كل ذلك الحقد على سوريا، لا يستحق، بعد، صداقة وطني سوري. لكن الأهم، أن مراجعة لمّاحة للنص، في ضوء ما كشفته الحرب على سوريا، منذ 2011 وحتى الآن، كانت ستمنح الشرع فرصة لإعادة توصيف سياق روايته للأحداث في ضوء أكثر سطوعاً. فمن الجليّ أن جذور تلك الحرب تمتد إلى عقود «الرواية المفقودة» حول السياسة الخارجية السورية، التي كان الشرع أحد أبطالها، وكان الرئيس حافظ الأسد، مؤلفها الكبير.

                        يروي الشرع، في مذكراته المكتوبة بمنهجية مهنية وأسلوب موجز ورشيق، أحداث مرحلتين متتابعتين من الانهيارات المتلاحقة في موازين القوى بين سوريا وأعدائها. تبدأ المرحلة الأولى مع «زلزال 1979» المتمثل في معاهدة السلام المصرية ــــ الإسرائيلية، وتنتهي بـ «الانهيار الكبير» في العام 1991، المتمثل في حرب الخليج الثانية، وتداعياتها؛ بينما تمتدّ المرحلة الثانية من انطلاق «عملية السلام»، في العام 1991، إلى موت «شجرة السنديانة (التي) تظلّ جذورها حيّةً في أعماق الأرض»، كما وصفَ الشرع، الرئيس حافظ الأسد في رحيله. وهو وصفٌ دقيقٌ، لا بالمعنى الشخصي والتاريخي فقط، وإنما بالمعنى الاستراتيجي؛ فسوريا دفعت، وستدفع ثمناً غالياً جداً، جراء تمسكها بتلك الجذور التي هي، أيضاً، منطلقها إلى المستقبل.

                        بالمحصلة؛ خاض الأسد، غمار معارك صعبة، على العديد من الجبهات، وأحياناً... في الوقت نفسه؛ بدأ طامحاً بالتحرير، لكن الزمان حاربه. وعلى رغم أهوال المواجهات، «مات... ولم يوقّع». وهذه حقيقة لا تفسرها مصادفة موت قائد لا يستطيع أحدٌ، بعده، أن يوقّع... وإنما هي خلاصة نهج استراتيجي، استنهض قوى سوريا الكامنة، ووظّفها في عملية بناء داخلي طموحة، استمرت، دائماً، في ظل أقسى الأزمات، واستبصر ميزات المكان من أجل تعزيز المكانة، وتحويل الجمهورية العربية السورية، إلى قوة إقليمية أساسية، لعبت وتلعب دوراً قومياً فاعلاً، وسط النيران العدوة و»الصديقة».

                        السيرة السياسية للأسد، كما يرويها الشرع، هي سيرة الجدل بين الاستراتيجية والتكتيك، في ظل الشروط الموضوعية الملموسة والمتغيّرة. هناك مَن يركّزون على البعد الأول (الاستراتيجي) من صفّ المؤيدين، بينما يركّز الناقدون على البعد الثاني (التكتيكي)، لكن عبقرية الأسد، لا تتضح إلا بقراءة جدلية للبعدين. وهذا هو الاستنتاج الرئيسي الذي يخرج به القارئ المنصف لرواية الشرع؛ فالسردية القائمة، هنا، على استبعاد الخطاب الأيديولوجي والدعائي، تقرن المعطيات بالمواقف على نحو ينطوي على منطق داخلي محكم، تجعل القارئ يقرّ، بغض النظر عن عواطفه، بصحة القرارات والسياسات المتبعة، في سياق ظروفها ومتطلباتها الواقعية، كما في سياق ارتباطها بالمنحى الاستراتيجي العام الذي لم يتزحزح الأسد عنه أبداً، مجازفاً حتى حدود الوقوف على الهاوية، وواقعياً حتى حدود خسارة الشعبية.

                        الاستراتيجية التي حكمت سياسات الأسد، المبنية على ثوابت السيادة والاستقلال والدور، ليست خياراً أيديولوجياً لقائد، وإنما هي استلهام للجغرافيا السياسية ــــ التاريخية للجمهورية التي يقودها. وهذا هو الدافع الامبريالي الصهيوني الرجعي للخطط المستمرة من أجل تقسيمها جهوياً أو دينياً ومذهبياً.

                        سوريا الصغرى، ببنيتها التكوينية، تشكّل، موضوعياً، دينامو الصراع من أجل سوريا الكبرى والعراق. لذلك، لا تستطيع دمشق، الاعتراف بإسرائيل القائمة على امتدادها الجنوبي الغربي، ولا بالوطن البديل على امتدادها الجنوبي الشرقي، ولا بانسلاخ لبنان، كما لا تستطيع أن تنظر إلى العراق إلا كعمق دفاعي وتنموي. وأخيراً، هناك التناقض الجيوسياسي مع تركيا الأطلسية، التي تغتصب أراضي سورية، وتشكل تهديداً دائماً في سياق الصراع بين نموذج عثماني مذهبي رجعي ونموذج عربي تقدمي يقوم على التعددية الثقافية.

                        داخلياً، اتبع الأسد، بالتزامن الضروري، استراتيجية اجتماعية ــــ وطنية، تقوم على ثوابت التنمية الوطنية المستقلة، وبناء القدرات الاقتصادية والعسكرية، والانحياز، بالدرجة الأولى، إلى الفلاحين، ومن ثم إلى سائر الكادحين والفئات الوسطى، وتكريس الأيديولوجيا العروبية العلمانية. فهل أدى التداخل الميداني بين الاستراتيجيتين أعلاه، في السياسة العملية، ومتطلبات الصراعات والتحالفات، إلى استبداد (بعضه ضروري وبعضه مفرط) وإلى تسامح سياسي إزاء الفساد؟ سؤال جوهري، يحتاج إلى مقاربة عيانية.

                        اكتشف الوطنيون السوريون أن الانزياح، ولو جزئياً، عن ثوابت الأسد، (كالتوهّم بإمكانية بناء علاقة استراتيجية مع تركيا، أو التسامح إزاء تحجيم العلمانية، أو التراجع عن دور الدولة الاقتصادي الاجتماعي، وخصوصاً لجهة الانحياز للفلاحين والكادحين الخ)، أضعف مناعة الدولة السورية في مواجهة أعدائها، وفتح الثغر في جدرانها.

                        ينقل أسعد أبو خليل (الأخبار، «الرواية الناقصة، فاروق الشرع يتذكر»، 17 آذار 2015) عن حنا بطاطو، تساؤلات الأخير الملحاحة عن «لغز الأسد»،: «مَن يستشير حافظ الأسد؟ كيف يتابع عمليّة صنع القرار في الغرب، خصوصاً في أميركا؟ كيف كان يتوصّل إلى استنتاجاته في العلاقة مع الغرب؟ كيف كان يتلاعب بالحكومات الغربيّة بهذه المهارة الفائقة؟ ماذا كان يقرأ، ومَن كان يقدّم المشورة له؟ كان بطاطو مُعجباً بذكاء الأسد وبقدرته على المناورة في العلاقة مع الغرب، وفي بناء قوّة البلد الذي سيطر عليه بالقوّة المفرطة، ثم يضيف ــــ دائماً: آه، لو أنه استعمل هذا العقل الفذّ لعمل الخير». نقلت النص، متعمداً، ليرى القارئ، معي، كيف يؤدي اقتران الضغينة الفتحاوية (تظهر، صارخةً، في القسم الثالث من كتاب بطاطو» فلاحو سوريا») والسذاجة السياسية، إلى عجز باحث كبير عن فهم سياسات الأسد ومهاراته، كتعبير عن التزامه العضوي باستراتيجية قومية، لا كتعبير عن قدرات شخصية ومهارات هي موجودة بالفعل، ولكنها لا تفسّر ظاهرة الأسد الذي يقدم الشرع شهادته على عقدين من حضورها في «فعل الخير» لسوريا وبلاد الشام والعراق والعرب؛ هذا ما سنقرأه، في مفاصله الأساسية، في «أخبار» الجمعة المقبلة.

                        ***
                        * المخابرات الأميركية تتراجع أمام صمود سورية


                        د. وفيق ابراهيم
                        http://www.al-binaa.com/?article=32383

                        لم يعد ضبط الاتجاهات الحقيقية للسياسة الأميركية من الأمور اليسيرة على الباحثين، لشدّة تقلباتها، لكنّ ما يبدو في الظاهر تبدلاً ليس إلا حركة استيعاب من أصحاب الخبرة الأميركيين، لتغيير استجدّ على الموازين القديمة. فهكذا يتصرف «البراغماتيون» من أصحاب المصالح لضمان نفوذ بلادهم، فلا يحردون ويعاندون كالمتخلفين في ابتكار السياسات.

                        رئيس الاستخبارات الأميركية جون برينان واحد من أهم أصحاب النفوذ في بلاده، يعكس سياسات الاستيعاب الخاصة بالبيت الأبيض، منذ كان يزاول وظيفة كبير مستشاري مكافحة الإرهاب عند الرئيس أوباما الذي رقّاه لرئاسة CIA .

                        حاول برينان، مئات المرات، تنظيم معارضات مسلحة لإسقاط النظام السوري، مستعملاً سلاح الإرهاب والإعلام والفتن المذهبية والعرقية ومستنفذاً إمكانات الأردن والخليج وتركيا و«إسرائيل» في السلاح والتدريب والإعلام والحدود المفتوحة والتجسّس، ونظم مرّة تفجير «خلية الأزمة» في سورية التي أدت إلى استشهاد كبار القادة الأمنيين، بالتزامن مع إعداد حملة للإرهابيين لإسقاط دمشق 18 تموز 2012. هذا ما كشفته دوائر استخبارية في الخليج وفرنسا، والتي أكدت أنّ برينان كان وراء هذا العمل الإرهابي، شخصياً.

                        فما الذي لم تفعله واشنطن لإسقاط الرئيس الأسد؟ استجلبت تأييد أكثر من مئة دولة لتأييد معارضات تافهة، ونظمت خطة تطويق شارك فيها أولاً حزب «المستقبل» المقرّب من السعودية الذي أرسل السلاح والمال والرجال إلى الإرهابيين، من خلال الحدود السورية. وشارك الأردن، بدوره، في إرسال السلاح والرجال والمدربين لتشكيل شلل وعصابات في منطقة حوران. وسمح رئيس CIA لـ«إسرائيل» بدعم «جبهة النصرة» الإرهابية تسليحاً وتدريباً واستشفاء. أما تركيا فأتاح لها فرصة تنظيم أكبر عمل إرهابي، منذ الحرب العالمية الثانية، بفتح حدودها مع سورية على طول ألف كيلومتر، مشجعة الإرهابيين على احتلال المناطق السورية الموازية لها، كما فتحت مطاراتها وموانئها لانتقال عشرات الآلاف من ما أسمتهم زوراً «المجاهدين».

                        لم تترك «دولة برينان» وسيلة إلا ونفذتها، ففرضت مقاطعة على سورية وحاصرتها، فأصابت الشعب السوري في معاشه ومأكله ودوائه، وتلاعبت بالنازحين ومنعت تزويدهم بالغذاء الكافي والرعاية لتسهيل انضمامهم إلى التنظيمات الإرهابية بأسعار زهيدة.

                        ما هي الوسائل التي لم تستعملها أميركا لإسقاط النظام السوري؟ بقي التدخل العسكري المباشر، وهو ما لم ينصح به رئيس «سي آي إيه» حكومة بلاده. لا بدّ أنه حذّرها من حرب عصابات قد يخوضها الجيش السوري ضدّ قواتها، بالاشتراك مع حلفائه المتخصِّصين في هذا المضمار، ويُرجّح أنه حذرها من تأليب الإقليم العربي والإسلامي عليها لأنّ هكذا معارضات تزعم أنها أقوى من نظام الرئيس الأسد وتحتاج إلى دعم تركي ـ خليجي ـ أردني ـ «إسرائيلي» ـ أميركي وأوروبي، وتحتاج إلى كلّ هؤلاء مع تدخل عسكري أميركي مباشر لإسقاط النظام، لا تكون معارضات حقيقية، بل طليعة لقوات أميركية محتلة مدعومة من «إسرائيل».

                        وبالعودة إلى السؤال الأساسي: ماذا بقي لبرينان من وسائل لم يستعملها، بعد أن تأكد أنّ نظام الرئيس الأسد محمي من شعبه وجيشه وتحالفاته.

                        لا بد أنه أسرّ في أذن صديقه أوباما أنّ روسيا لن تقف مكتوفة الأيدي أمام إسقاط حلفائها، والشعب الأميركي نفسه أصبح معادياً لحروب بلاده، بسبب تداعياتها على الوضع الاقتصادي وانحسار الطبقة الوسطى الأميركية التي يعتمد على أصواتها حزب أوباما الديمقراطي.

                        وبالاستنتاج يتضح أنّ صمود سورية أمام كلّ استنباطات العقل الأميركي في معادلات التخريب والتدمير، هو السبب الأساسي في الاتجاه البراغماتي الجديد لسياسات البيت الأبيض، فالعودة إلى الممكن من أبواب السياسة الواقعية في الغرب، لكنّ الركون إليها، من جانبنا في شكل دائم، هو عمل غير مأمون العواقب. أما حكاية المحافظة على الدولة، فهي كما قال برينان «شأن مضحك». فمتى حافظت أميركا على دولة استهدفتها بحملة كونية؟ الإرهاب لا يزال يسرح في أفغانستان المدمَّرة بعد 14 سنة على غزوها من قبل الأميركيين، والاستقرار مفقود في العراق بعد 12 سنة على غزوه من قِبل الأميركيين أيضاً. لذلك فإنّ نظام الأسد إنما هو قدوة يحتذى بها، في تعاملاته الداخلية والخارجية، فهو الذي يحافظ على الدولة راعياً مؤسساتها ومدافعاً عن شعبها ومستعداً لأي تغيير مفيد يخفّف من المحنة.

                        أما حكومة سورية، بما هي مؤسسة أساسية من مؤسسات الدولة، فتبذل جهودها لتخفيف آثار الوباء الإرهابي وتبقى المؤسسات الأمنية والعسكرية وهي بمثابة خلايا نحل وعرائن أسود، لا تغفل عيون أفرادها عن رعاية سورية بالدماء وعرق الأبطال.

                        ويعرف الجيش السوري أنه مؤتمن على شعبه وعلى الاستقرار في المشرق، لذلك لن يدخر وسيلة للذود عن الحياض في وجه المتآمرين من الداخل والخارج.

                        برينان تراجع… بقي على الأعاريب والأتراك أن يفعلوا مثله!

                        ***

                        * السلفية الجهادية في سطور 2

                        انتهينا في المقالة السابقة عند المرحلة الأولى التي تشرح الجذور الإيديولوجية للجماعات الجهادية التي تتحدث عن عبدالله عزام والجهاد الأفغاني. ونكمل في هذه المقالة المرحلة الثانية، إلى جانب الوقوف على تأثير كلٍ من ابن تيمية وسيد قطب في عقول الجماعات الجهادية.

                        محمد مختار قنديل / جريدة السفير

                        المرحلة الثانية: مرحلة عالمية الجهاد



                        تنطلق هذه المرحلة من العام 1989 باغتيال عبدالله عزام وانسحاب السوفيات من أفغانستان، في العام ذاته، وسقوط مشروعهم في 1992. وعليه، فقد كان الهدف من الحشد قد أنجز مهمته الأولى (تحرير أفغانستان) وبدأ الجهاد في الانتقال إلى أكثر من نقطة مشتعلة، كما كان في البوسنة والهرسك والشيشان وأفعال العشرية السوداء في الجزائر وغيرها، ما أوجس الأنظمة في البلدان المختلفة من انتشار الفكر الجهادي. برز في تلك المرحلة خلاف واضح بين إسامة بن لادن وكل من السعودية وأميركا.


                        انتهى الأول بسحب الجنسية السعودية من بن لادن، واستمر الثاني في الملاحقة الأميركية لبن لادن حتى اغتياله. وبعد استقرار بن لادن فترة في السودان ـ فترة خلافه مع السعودية ـ عاد مرة أخرى إلى أفغانستان ليتحالف مع الملا عمر أمير دولة طالبان آنذاك. وفي 2001 سقطت كابول كعاصمة للجهاد الأممي، واتبعها في العام 2003 دخول الأميركيين العراق، الأمر الذي شفى لهيب الجماعات الجهادية في صراعها مع أميركا. ولعل أهم ما ميز تلك المرحلة هو التالي:

                        تنظيميا:

                        1ـ تولي «القاعدة» التنظيم في الفكر الجهادي.

                        2 ـ التركيز بداية في الجهاد على العدو البعيد، «رأس الكفر والشيطان الأعظم الولايات المتحدة الأميركية»، وترك العدو القريب، أي «الأنظمة العربية»، مرحلياً.


                        3 ـ انشاء فروع لـ «القاعدة» في بلدان مختلفة


                        فقهيا وتشريعيا:

                        1ـ إعذار المخالف: ارتبطت فكرة إعذار المخالف بقضية فقيه دائرة حتى وقتنا هذا داخل الجماعات الجهادية، وهي كفر المعين وكفر النوع. ويعني هنا تكفير الفعل وعدم تكفير الفاعل إلا بشروط يجب توفرها، كتكفير «القاعدة» للأنظمة والحكام. ولكنها اختلفت في الإحزاب الإسلامية المعينة لتلك الأنظمة والمخالفة للشرع. ولعل أبرز مثال على ذلك جماعة «الإخوان المسلمين» التي اختارت طريقاً باطلاً ـ في فكرهم ـ وهو طريق الديموقراطية لإقامة الدولة الإسلامية. وعليه، فقد ظهرت فكرة إعذار المخالف حيث لا يجوز أن يُنسب الكفر للأفراد والجماعات حال وجود عذر لهم، وإن كان هناك إختلاف بين حدود موانع الكفر هذه.

                        2 ـ تنصيب الإمير، وذلك لتجنب التحزب ولإيجاد حاكم شرعي للجماعات الجهادية، يطلق النداء لبدء وإنهاء العملية الجهادية وينظمها.

                        الجماعات الجهادية ومصادرها الفقهية

                        إسمان لا يمكن تجاهلهما عند الحديث عن الجماعات الجهادية، ارتبطا بالفكر الجهادي. أولهما شيخ الإسلام «ابن تيمية»، وثانيهما سيد قطب. نسب للأول باطلا أنه مرجع أساسي في تشكيل الوعي لدى الجماعات الجهادية، فيما طور الثاني فكر إبن تيمية وخرج بإرث فكري له، قامت على أساسه العقيدة الأساسية للجماعات الجهادية الرامية إلى الحكم «بما أنزل الله». وما بين هذا وذاك هناك كثر.

                        أولا: أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد بن تيمية، أو الملقب باسم «ابن تيمية» الحنبلي المذهب والتكوين، ولد في بيئة حنبلية حيث كان والده عبدالحليم فقيه الحنبلية حتى 1283 وورثه ابنه «ابن تيمية» في سن 22، وبدأ في اعتلاء منبر المسجد الأموي كل جمعة منذ ذلك العام. ولعل ارتباط إرث إبن تيمية بالجماعات الجهادية يعود لتطوير فكره كما سنتحدث لاحقا من ناحية، وقوله بوجوب قتال التتار بناء على مقولته في الياسة أو الياسق، التي وضعها جنكيز خان كمزيج من الشرائع اليهودية والمسيحية والإسلامية وبعض أقواله وآرائه، والذي استند إليه في ما بعد لتحريم القوانين الوضعية. ولعل ما يثبت بطلان قيام الجماعات الجهادية بناء على إرث إبن تيمية، يظهر في بدايات ظهور بعض الجماعات الجهادية في التاريخ المعاصر في بيئات فقهية ليست حنبلية ـ كما ذكر سعود المولى في كتابه «الجماعات الإسلامية والعنف» ـ كما كان في جماعة «الجهاد» و «الجماعة الإسلامية» في مصر اللتين ظهرتا في بيئة شافعية ومالكية، وكذلك طالبان الحنيفية المذهب.



                        ثانيا: سيد قطب، الذي تأثر في حديثه عن «الحاكمية» بالكثير من العلماء، ابرزهم محمد بن ابراهيم آل شيخ، المفتي السعودي سابقا، وركز على أن الشرع وحده هو الفيصل للحكم بين الناس، استناداً إلى قوله تعالى: «إن الحكم إلا لله». وبناء عليه، فقد شن العديد من الحملات ضد القوانين الوضعية وواضعيها، مكفرا إياهم. كذلك طور قطب أنواع التوحيد لدى ابن تيمية. فبالإضافة إلى توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات، ظهر توحيد التشريع، وبصورة أساسية ارتبط قطب بفكر المودودي في النقاط التالية:

                        ـ مبدأ الحاكمية: المعروف تاريخاً إن أول من أدخل لفظ «الحاكمية» إلى القاموس السياسي هو أبو الأعلى المودودي، وقد طوره وصبغه بصبغة أكثر تشدداً سيد قطب، حيث رأى أن المجتمع المسلم لا ينشأ إلا إذا نشأت جماعة مسلمين تقر بالعبودية لله وحده دون غيره، مستندا لفتوى إبن تيمية في «الياسق»، ومشرعا بكفر القوانين الوضعية.

                        ـ جاهلية المجتمع: لا ينفصل هذا المبدأ عن المبدأ الأول، بل ينبثق منه منطقياً، حيث أن المجتمع الذي يقر الحاكمية للبشر مجتمع جاهلي استنادا لقوله تعالى: «ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون». وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذا المصطلح أيضا ظهر على يد المودودي ووظف أكثر على يد قطب.

                        ـ كفر النظام: النتيجة المنطقية لمبدأي الحاكمية وجاهلية المجتمع، أن تكون الأنظمة التي تقر القوانين الوضعية أنظمة كفر، وهذا ما تبناه فعليا قطب في فكره استقاء من «ياسق» التتار.

                        ـ حصيلة أفكار المودودي وقطب: استندت الجماعات الجهادية للمبادئ السابقة في إخراج حكم نهائي، مفاده وجوبية إزالة تلك الأنظمة الكافرة وعليه وضع الجهاد كوسيلة اساسية للتغير وإقامة شرع الله والحكم بما أنزل، وهذا ما بدأه عبدالله عزام كما أشرنا في المقالة السابقة.

                        تعليق


                        • * بعد حندرات...الجيش السوري يُحكم سيطرته على تلة المضافة ومزرعة الحلبي


                          قافلة للجيش السوري تتجه لتثبيت نقاط السيطرة في ريف حلب الشمالي

                          سيطر الجيش السوري على تلة المضافة ومزرعة الحلبي في محيط قرية حندرات في ريف حلب الشمالي حيث قتل عشرات المسلحين من "جبهة النصرة" و"احرار الشام".

                          وفي وقت سابق امس استعاد الجيش السيطرة على قرية حندرات وطرد المسلحين منها وبسط سيطرته الكاملة على المنطقة ومحيطها. كما دمر ثلاث اليات وسيارة دفع رباعي لهم. واستهدف الجيش تجمعات المسلحين في محيط قرية باشكوي بريف حلب.

                          وتمكنت وحدات حماية الشعب الكردية من السيطرة على كيدي جنوب مدينة عين العرب بعد اشتباكات مع جماعة "داعش" أدت لمقتل وجرح العشرات من مسلحي الجماعة.

                          وايضا سيطرت الوحدات الكردية على قريتي بعيرين ومشروع غرغري في الحسكة وعلى مخفر صرين في ’كوباني’

                          كما قتل عدد من مسلحي "داعش" خلال اشتباكات مع الوحدات الكردية في قرية قرتل في عين العرب.

                          ***
                          * لافروف: رفض التحالف الدولي التعاون مع الحكومة السورية في مكافحة الإرهاب غير بناء




                          أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن رفض /التحالف الدولي/ التعاون مع الحكومة السورية في مكافحة الارهاب غير بناء على الإطلاق مشيرا إلى أن مكافحة الارهاب يجب أن تستند الى “قاعدة متينة” من الشرعية الدولية والهيئات الدولية بما في ذلك الأمم المتحدة.


                          وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي ابراهيم الجعفري في موسكو اليوم.. “إن قادة التحالف في عملية مكافحة الإرهاب تبنوا موقفا غير بناء تجاه سورية لأنهم اتخذوا قرارا بعدم التعامل مع القوات المسلحة السورية والحكومة السورية”.

                          ولفت لافروف إلى ازدواجية المعايير التي تنتهجها بعض الدول في التعامل مع سورية وقال.. “عندما تم التوصل لاتفاق حول نزع السلاح الكيميائي في سورية لم يتحدث أحد عن شرعية الحكومة السورية.. الجميع اتفق على شرعيتها آنذاك لكن الآن تغيرت الأمور”.

                          وقال لافروف “تبادلنا مع الجعفري وجهات النظر عن الوضع في سورية واليمن واتفقنا أنه لا بد من إنشاء الأساس القوي لاستقرار الوضع والحل في هاتين الدولتين”.

                          وأوضح الجعفري أن وجهات النظر مع وزير الخارجية الروسي كانت متقاربة حول اليات الحل في المنطقة سواء في سورية او اليمن او ليبيا إذ “لا بد من اعتماد الحلول السياسية لتجنيب المنطقة مغبة الحرب”.

                          ***
                          * ديل بونتي: الرئيس الأسد هو الشريك الوحيد للتوصل إلى حل سياسي في سورية




                          أكدت كارلا ديل بونتي المدعي العام السويسري السابقة أن الرئيس بشار الأسد هو الشريك الوحيد من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا وإنهاء ما يجري فيها منوهة بتحسن الوضع في سورية حاليا.


                          وشددت ديل بونتي وهي عضو في لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في انتهاكات حقوق الانسان في سوريا خلال مقابلة مع تلفزيون /آر تي إس إنفو/ الإخباري السويسري على أن” الحل مستحيل بدون الرئيس الأسد ” لافتة إلى ما يتمتع به من قوة شعبية على الأرض في سوريا.

                          وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أقر في تصريح لشبكة /سي بي اس نيوز/ الإخبارية الأمريكية يوم الأحد الماضي بوجوب قيام بلاده بالتفاوض مع الرئيس الأسد لإنهاء الحرب في سوريا.

                          وأوضحت ديل بونتي “أنها تنضم إلى العديد من الاصوات التي تعتقد أن الحل للازمة في سوريا يكمن بالحوار والتفاوض مع القيادة السورية كخيار وحيد” لافتة إلى انتشار العديد من الأصوات في هذا الوقت التي تعتقد بوجوب الانخراط والتعاون مع القيادة السورية.

                          وقالت “إن هذا ممكن فقط بوجود الرئيس الأسد في السلطة” مضيفة “إن لدى الرئيس الأسد قوة عظمى ومن دونه التفاوض مستحيل”.

                          ولفتت ديل بونتي إلى تغير الأوضاع في سوريا وعلى الأراضي السورية.

                          وكانت ديل بونتي أكدت في وقت سابق العام الماضي أن الأعمال الإرهابية التي تقوم بها التنظيمات المتطرفة في سورية مثل /جبهة النصرة/ و/داعش/ والمرتزقة الأجانب تتسبب بمعاناة كبيرة للشعب السوري لا يحتملها أي إنسان حيث يقومون بالقتل والتعذيب ومحاصرة المدن.


                          ***
                          * استراليا تحذر من ان المعركة ضد "داعش" قد تستمر جيلا بكامله




                          حذرت وزيرة الخارجية الاسترالية جولي بيشوب مساء الثلاثاء من ان المعركة ضد تنظيم "داعش" قد تستمر جيلا بكامله، وشبهت الارهابيين بمناصري ادولف هتلر.

                          وقالت بيشوب ان تهديد الارهاب العالمي "يبقيني مستيقظة طوال الليل". وحثت على تشجيع رسالة مضادة لرسالة الكره والتقسيم التي ينشرها الارهابيون.

                          واضافت بيشوب خلال خطاب في كانبيرا مساء الثلاثاء انه "من المهم جدا ان نفهم ان ما يحصل ليس نزاعا قد ينتهي بالفوز عسكريا في ساحات القتال المنتشرة، انه نزاع ضد الافكار الحاقدة، ضد مبدأ وايديولوجيا".

                          وتابعت "ليس لدينا اي خيار سوى ان نكون جزءا من المعركة ضد التطرف بكافة اشكاله، في الداخل والخارج وهذا سيحتاج الى سنوات او عقود وغالبا الى جيل باكمله".

                          واشارت بيشوب الى ان تنظيم "داعش" استخدم وسائل التواصل الاجتماعي لحجب الحقيقة والترويج لنفسه، مشبهة ذلك بما فعله هتلر لبناء نظام عالمي جديد. وقالت ان "داعش يحاول محاكاة هذه المقاربة عبر اعلانه الخلافة وادعائه انشاء حكومة طاهرة ستجذب المناصرين المتطرفين المستعدين للموت في سبيل القضية".

                          وتواجه استراليا مثل دول اخرى خطر توجه المئات من مواطنيها للقتال الى جانب مسلحي تنظيم "داعش" في سوريا والعراق، اذ يوجد 90 استراليا على الاقل في منطقة النزاع.

                          ولفتت بيشوب الى انه اذا كان من الممكن فهم لماذا يتوجه المجرمون الى ارض المعركة، فما لا يمكن فهمه هو سعي الشباب الى "جر العالم الى عصر الظلام". وتابعت انه من الصعب اكثر فهم دوافع البنات للالتحاق بتنظيم يحط من شأن المرأة.

                          وشكرت بيشوب المجتمع الاسلامي في استراليا على دعمه للدولة، مؤكدة انه على الحكومة ان تجد طريقة لحماية الضعفاء من "نداءات المتطرفين التي تشجع على شن اعتداءات على ارضنا او تشجعهم على الموت من دون وعي".


                          ***
                          * طيار امريكي قبيل انضمامه لداعش: أنا مجاهد، أنا سيف ضد الطاغية



                          مازالت قضية العنصر السابق في القوات الجوية الأمريكية، تايرود بوغ، تشغل أذهان الأمريكيين بعد القبض عليه إثر محاولته دخول مناطق تنظيم داعش في سوريا والانضمام إلى صفوفه، فالرجل لم يكن عسكريا سابقا فحسب، بل عمل لسنوات بقطاع الطيران، كما حرص على ترك رسالة حول نواياه لزوجته.

                          وذكرت وسائل إعلام اميركية ان تايرود ناثان بوغ، 47 سنة، من قدامى قوات سلاح الطيران وقد سبق له العمل بمهنة ميكانيكي لدى شركة طيران أمريكية واحتوى جهاز الكمبيوتر الخاص به على معلومات حول المعابر الحدودية مع تركيا الخاضعة لسيطرة داعش وكذلك خريطة الأماكن التي يسيطر عليها التنظيم.

                          وقد تم ايقافه في تركيا قبل تجاوز حدودها وتمت اعادته إلى مصر التي رحلته إلى الولايات المتحدة.

                          وتشير الوثائق إلى أن أحد زملاء بوغ في عمله السابق قال انه كان متعاطفا مع زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، كما أعرب عن رغبته عام 2002 بالقتال إلى جانب الشيشانيين.

                          وبين الأشياء التي عثر المحققون عليها بحوزته رسالة موجهة إلى زوجته المصرية جاء فيها: "أنا مجاهد، أنا سيف ضد الطاغية ودرع لحماية المظلوم، سأستخدم مواهبي وقدراتي التي وهبني الله لتأسيس الدولة الإسلامية والدفاع عنها" واعدا إياها بالعودة بـ"النصر أو الشهادة."

                          والأمر البارز الذي أشار إليه المحققون هو واقع أن بوغ كان يعمل ميكانيكا في قطاع الطيران حتى في السنوات التي أعقبت بداية تنبه المحيطين به إلى أفكاره المتشددة، ما طرح التساؤلات حول قدرته – لو شاء – على إحداث مشاكل في الطائرات أو تسريب معلومات حساسة لجماعات متشددة.

                          ***
                          * ’’المعارضة السورية’’ تهنئ نتانياهو بالفوز في انتخابات ’’الكنيست’’


                          أكد أحد أعضاء حزب "الليكود" لـ"فرانس"24 ان ما يسمى بـ"المعارضة السورية" أرسلت تهانيها بالفوز في الانتخابات التشريعية لحزب "الليكود" وقال إن "هذا الأمر طبيعي جدا لأن نتانياهو قدم الكثير من المساعدات الإنسانية وفتح المستشفيات في "إسرائيل" لمعالجة المصابين من المعارضة السورية جنوب البلاد".

                          ***
                          * عائلات فتيات بريطانيات تم تهريبهن من تركيا لسوريا تطالب بالاجتماع مع أردوغان




                          وجهت عائلات ثلاث فتيات بريطانيات، يعتقد أنهن سافرن عن طريق تركيا إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي، نداء تطالب فيه بالاجتماع مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.


                          وسافرت أميرة عباسي (15 عاماً) وشميمة بيجوم (15 عاماً) وكاديزا سلطانة (16 عاماً) إلى إسطنبول من لندن يوم 17 فبراير (شباط). ويعتقد أنهن عبرن الحدود التركية التي تمتد 900 كيلومتر مع سوريا للانضمام إلى المتشددين.

                          ووجهت عائلات الفتيات والسلطات البريطانية نداءات متكررة للفتيات ليعدن إلى الوطن. وقال مصدر في مكتب أردوغان إنه على دراية بطلب الاجتماع لكنه أضاف أن العائلات لم تتلق مساعدة كافية في بريطانيا.

                          وفي مقابلة سجلتها تلفزيونياً في لندن وكالة دوغان التركية للأنباء، قال والد إحدى الفتيات حسين عباسي إنه يأمل أن يطير إلى تركيا، مضيفاً أن أسر الفتيات لم تتلق مساعدة كافية في بريطانيا.

                          وقال عباسي “تركيا هي آخر مكان يمكننا أن نحصل فيه على مساعدة من أردوغان”.

                          وقال محمد تسنيم أكونغي الذي يمثل الأسر في مقابلة مع قناة تلفزيون تي.آر.تي. الحكومية التركية، إنه يأمل أن يتمكن مسؤولون أتراك من وضعهم على اتصال مع الفتيات.

                          وقال “نأمل في يكون لدى السلطات التركية نوعاً ما من القدرة لتوصيل رسائل إلى أفراد قد يكونوا مستمعين”.

                          وقالت تركيا الأسبوع الماضي إن الفتيات البريطانيات الثلاث تلقين مساعدة للعبور إلى سوريا من جاسوس يعمل في بلد عضو في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش.

                          وظهرت لقطات في وسائل الإعلام التركية تبين رجلاً يساعد في نقل الفتيات إلى مكان قريب من الحدود.

                          واجتذب تنظيم داعش بتفسيره المتشدد للإسلام آلاف “المقاتلين الأجانب” من أوروبا وأماكن أخرى حيث عبر الحدود كثيرون من خلال تركيا للوصول إلى سوريا.
                          التعديل الأخير تم بواسطة ابوبرير; الساعة 19-03-2015, 11:19 PM.

                          تعليق


                          • الجيش ينهي حلم المسلحين في "معركة تحرير حندرات" 

                            رضا الباشا

                            حلب | مستفيداً من عنصر المباغتة، تحوّل الجيش السوري ولجان "الدفاع المحليّة"، في حندرات، شمال شرق حلب، من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم. وخلال ساعات، تمكن الجيش من استعادة الكتل السكنية التي سيطرت عليها الجماعات المسلحة في حندرات خلال الهجمات التي نفذتها على مدى الأسبوع الماضي. كذلك استرجعت لجان "الدفاع" معمل عمريت للأدوية، ومزارع العرندس.

                            العملية العسكرية، المباغتة التي غابت عنها الطائرات في ساعاتها الأولى، بدأت، أول من أمس، قبل غروب الشمس، لتنتهي مع ساعات فجر أمس، ويتمكن الجيش خلالها من استعادة المناطق التي كان قد انسحب منها سابقاً. وأقرّت مصادر المعارضة بتقدّم الجيش. وتكمن أهمية بلدة حندرات في أن بقاءها تحت سطرة الجيش يعني أن بإمكانه معاودة هجماته في الريف الشمالي لحلب، بهدف فك الحصار عن بلدتي نبّل والزهراء المحاصرتين منذ تموز 2012، ولقطع الطرق بين مدينة حلب وجزء من ريفها من جهة، وأجزاء أخرى من الأرياف والأراضي التركية من جهة أخرى. أما سيطرة المجموعات المسلحة عليها، فيعني صعوبة تقدم الجيش في الريف الشمالي وإبعاده عن محاصرة الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة في مدينة حلب.

                            تقدُّم الجيش في حندرات يعني نهاية العملية التي أطلقت عليها الجماعات المسلحة اسم "معركة تحرير حندرات". وأكد أحد أهالي أعزاز أنّ تركيا قامت، بالتزامن مع تقدم الجيش في حندرات، بإغلاق معبر باب السلامة، باتجاه مدينة كلس، في حين بقي مفتوحاً من تركيا إلى سوريا. وهي الحالة التي تكررت مرّات عدّة، مع كلّ تقدم للجيش في الريف الشمالي.


                            مصدر ميداني أكد لـ"الأخبار" أنّ المسلحين "انهاروا بشكل سريع أمام تقدم الجيش، وقتل العشرات منهم، وتمّ تدمير ثلاث عربات نقل جنود، وسيارة دفع رباعي محمّلة بمدفع رشاش عيار 23". وكانت الاشتباكات قد بلغت ذروتها مع ساعات الفجر، وضمنت الطائرات عدم وصول إمدادات إلى المسلحين من الريف الغربي والشمالي. وللحيلولة دون وصول تعزيزات لهم من بلدتي حريتان وكفر حمرة، قصفت الطائرات الحربية مقارّ المسلحين في البلدتين. وأكد أحد أهالي حريتان أن القصف "أدى إلى مقتل عدد من المسلحين". كذلك قصفت الطائرات الحربية طريق غازي عنتاب، والكاستلو، ومنطقة الشقيف. وشوهدت أعمدة الدخان على طريق الكاستلو. وأيضاً دمّر الجيش أكثر من تسع آليات، بمن فيها من المسلحين، بواسطة صواريخ موجهة. وأفشلت الطائرات الحربية حالة النفير التي أعلنتها الجماعات المسلحة في الريف الشمالي، لدعم جبهة حندرات.


                            استعادة الجيش للمناطق التي خسرها مطلع الأسبوع الماضي في أكثر من خمس هجمات عنيفة شنّها المسلحون على حندرات، تبعتها أمس اشتباكات عنيفة في مزارع الملاح ومنطقة الشقيف، حيث حاولت الجماعات المسلحة تشتيت تمركز الجيش في حندرات، فأشعلت الجبهتين، غير أنّ مدفعيّة الجيش الثقيلة مدعومة بالطائرات الحربية، أفشلت جميع محاولات المسلحين التسلل مجدداً إلى حندرات. وبالتزامن مع ذلك، نجحت "اللجان الشعبية" في نبل والزهراء في تفجير عبوات ناسفة في منطقة المعامل، والتي كانت فرق الهندسة قد زرعتها، قبل أيام، شرق الزهراء، في الكمين الذي نفذته "اللجان" للجماعات المسلحة، والذي قُتل فيه ما يزيد على 10 مسلحين.


                            وعلى جبهات مدينة حلب، قصفت الطائرات مواقع للمسلحين في حي الصاخور، كذلك أفشل الجيش محاولة تسلل على جبهة الإذاعة، وسط المدينة، في حين استمرّت الاشتباكات داخل المدينة القديمة مع محافظة كل طرف على مواقعه.

                            تعليق


                            • * المنار في حندرات بعد تحريرها من قبل الجيش السوري

                              إستعادت وحدات الجيش السوري السيطرةَ على تلة المضافة ومزرعة الحلبي في محيط قرية حندرات في ريف حلب الشمالي بعد إشتباكات عنيفة مع الجماعات المسلحة.

                              تقرير حسام العلي - المنار - حندرات
                              http://www.almanar.com.lb/adetails.php?eid=1148178

                              ***
                              * الجيش السوري يسيطر بشكل كامل على مناطق جديدة في ريف حلب

                              تقرير "الميادين" بالصوت والصورة:

                              https://www.youtube.com/watch?v=mrWsa4BK5Zw

                              ***
                              * جرحى ’الجيش الحر’ محبطون بعد تخلّي الائتلاف المعارض عنهم

                              جرحى ’الجيش الحر’: لا أحد يأبه بنا!


                              (يمكنكم قراءة الخبر بالموقع لمشاهدة عدد 2 فيديو) هنا:
                              http://www.alahednews.com.lb/108646/...5#.VQyBCI4pr-d

                              عرضت محطة BBC البريطانية تحقيقاً مصوّراً يتناول إحباط جرحى ما يسمّى "الجيش الحر" جرّاء تخلّي أعضاء "الائتلاف السوري المعارض" عنهم، والذي يتّخذ من تركيا مقرّاً له.

                              التقرير الذي أعدته مراسلة المحطة في لبنان وتحديداً في مدينة طرابلس الشمالية، يتضمّن مقابلات مع مقاتلين من "الجيش الحر"، مصابين بجروح وعاهات، وهم يتحدّثون عن عدم رعايتهم من قبل "الائتلاف المعارض" في تركيا، وتركه لهم دون مساعدة أو علاج.

                              ويصف المقاتلون من تخلّى عنهم بـ"تجار الدم".

                              ويُبيّن التقرير الذي يليه حوار تجريه المقّدمة مع القائد السابق لـ"الجيش الحر" وأحد أعضاء الائتلاف سمير نشار، تبادل الاتهامات بين الجانبين، ولاسيّما الاسعد الذي قال لنشار "هل سأل الائتلاف عن أحوال جرحى "الحر" أم اختار البقاء في فنادق 5 نجوم وتلقّي الملايين؟!".

                              ***
                              * استشهاد 25 مواطنا وإصابة أكثر من 80 آخرين في اعتداء إرهابي بسيارتين مفخختين في مدينة الحسكة


                              استشهد 25 مواطنا وأصيب العشرات بجروح اليوم جراء تفجير إرهابي بسيارتين مفخختين في ساحة الشهداء بمدينة الحسكة.

                              وذكر مصدر في قيادة الشرطة لمراسل سانا أن التفجيرين الإرهابيين وقعا في ساحة الشهداء في حي المفتي السكني في مدينة الحسكة ما أدى إلى استشهاد 25 مواطنا وإصابة أكثر من 80 معظمهم أطفال ونساء نقلوا إلى مشافي الحسكة.

                              وأشار المصدر إلى أن الاعتداء الإرهابي تسبب بوقوع أضرار مادية كبيرة بعدد من المنازل والمحال التجارية والسيارات.

                              وفي الأول من الشهر الجاري استشهد مواطنان وأصيبت فتاة ورجل بجروح في اعتداء إرهابي بانفجار دراجة نارية مفخخة بحي المساكن بمدينة الحسكة.

                              من جهته اشار المرصد السوري المعارض الى ان تفجيرا ثانيا ناتجا عن عبوة ناسفة استهدف تجمعا آخر مماثلا في المدينة وتسبب بوقوع عدد من الجرحى.

                              ونقلت احدى صفحات وحدات حماية الشعب على "فيسبوك" عن القائد العام لقوات الحماية الكردية جوان ابراهيم قوله ان "الجريمة التي حدثت اليوم في الحسكة لن تمر من دون عقاب" من دون اعطاء اي تفاصيل عن الاعتداء.

                              وتتقاسم قوات الجيش السوري ووحدات حماية الشعب الكردية السيطرة على مدينة الحسكة، بينما تدور في ريف الحسكة معارك ضارية بين الاكراد و"داعش" على بعض الجبهات، وبين الجماعة الارهابية والجيش السوري على جبهات اخرى.






                              ***
                              * التجمع الأهلي الديمقراطي للكرد السوريين يحتفل بعيدي النوروز والأم




                              دمشق - احتفل التجمع الأهلي الديمقراطي للكرد السوريين بعيدي النوروز والأم في فندق الداما روز بدمشق مساء اليوم وبرعاية من وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية.

                              وأكد الوزير علي حيدر خلال الحفل الذي تضمن فقرات فنية تعكس التنوع الثقافي في سورية أن عيد النوروز هو “عيد انتصار الحق على الباطل والطغيان والشر وهو عيد سوري بامتياز لكل السوريين لأننا نسيج اجتماعي واحد وأعيادنا واحدة”.

                              وأشار حيدر إلى أن “لا مكان للون الرمادي للموقف من الأزمة في سورية ومسؤولية الجميع مكافحة الإرهاب” معتبرا أن ما حصل في أي مكان من سورية يؤلم جميع أبنائها والشهداء الذين ارتقوا في الحرب ضد الإرهاب هم شهداء لجميع السوريين.


                              ولفتت إيمان ابراهيم عضو المجلس الأعلى لأمناء التجمع الأهلي الديمقراطي للكرد السوريين في كلمة التجمع إلى مواصلة مسيرة الانتصار على قوى الظلم والظلام والإرهاب والتكفير حتى ينبلج الفجر القريب وتعود شمس سورية ساطعة في كل الأرجاء.

                              وقالت ابراهيم “إن سورية كانت وستبقى عصية على المؤامرات قوية بشعبها وبإرادتها وستبقى ملاذ كل المناضلين الشرفاء وبلد كل المؤمنين بالمحبة والحرية والسلام”.


                              وأكد التجمع في برقية له أن الكرد السوريين سيبقون مع كل أخوتهم وأشقائهم في أطياف المجتمع السوري المتماسك أوفياء لهذا الوطن تعزز انتماءه لأرضه وسمائه دماء الشهداء وأفئدة الأمهات السوريات اللاتي يضربن المثل كل يوم في البذل والعطاء قربانا لسورية القوية المنيعة.

                              وأضاف التجمع إن هذا الوطن سيبقى قويا منيعا وأرضه وسماؤه عصيتان على أعداء الحرية من الظلاميين الإرهابيين التكفيريين وداعميهم في مشيخات الرمال المتوهمين بإعادة التاريخ إلى الوراء وأسيادهم من دول الاستعمارين القديم والحديث.


                              وأكد المشاركون في الاحتفال إصرارهم وتمسكهم بثقافة الحياة ووقوفهم إلى جانب الجيش العربي السوري والقوات المسلحة لإفشال مشاريع المستعمرين الذين حاولوا النيل من صمود وعزة وكرامة سورية ومواصلة الحرب للانتصار على الإرهاب التكفيري.

                              حضر الاحتفال أمين فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي وسفير جمهورية أرمينيا بدمشق وممثل عن سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدمشق وأمناء وأعضاء أحزاب وطنية معارضة وحشود كبيرة من الفعاليات الأهلية والشعبية والرسمية والشبابية.







                              ***
                              * الشرع يتذكّر الأسد؛ آليّة صُنع القرار

                              أهمّ ما يكشف عنه نائب الرئيس السوري، وزير الخارجية الأسبق، فاروق الشرع، في مذكراته، هو آلية صُنع القرار في عهد الرئيس حافظ الأسد. في الواقع أن الشرع لا يتذكر سيرته، بقدرما يتذكر سيرة قائده، بل يمكن القول إنه يتذكّر سيرة لا ذاتية، بالنسبة لهما معاً. لا يدعي الشرع أكثر من الممارسة الذكية والمهنية والحازمة لسياسات رسمها الرئيس. تدخلات الشرع، كما يرويها بنفسه، محدودة للغاية، تتمثّل في إعلانه، من دون استشارة المركز، عن مواقف يعرف، بصورة لا لُبس فيها، أن الأسد سيتخذها.

                              ناهض حتر/ جريدة الأخبار



                              ولكن هذا التعبير يظل ناقصاً. هنالك شيء يمكن تخيّله عن العلاقة بين الأسد والشرع، أنها كانت علاقة تواصل تلباثي؛ كان الشرع يفهم الأسد، بلا رتوش أو قراءة ذاتية أو محاولات للالتفاف، وكان الأسد يثق بالشرع، ويقدّر ذكاءه ومهنيته وقدرته على تلافي ارتكاب الأخطاء.


                              وفي سياق هذه العلاقة، كان للشرع هامش مهني للمبادرة وتقديم الاقتراحات، حتى تلك التي يعرف أن قوى أساسية في النظام لا تستسيغها. منها، مثلاً، اصراره على إدامة العلاقة مع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات.

                              كان الشرع، كالأسد، عديم الثقة بعرفات «الذي يغرق في التكتيكات على حساب الاستراتيجية»، وكان يتمنى لو أن الرجل اختطّ طريق نلسون مانديلا، بدلا من خط المناورات (ص 124)؛ لكنه، بالمقابل، رفض القطيعة معه، وعمل، دائماً، على اقناع قائده، لا بتغيير التقييم السوري للزعيم الفلسطيني، وانما باستمرار التواصل معه. ووراء ذلك أن الشرع، على خلاف مسؤولين آخرين، كان يرى اللوحة من خارج سوريا، ويسعى إلى سدّ الثغر في صورة الدبلوماسية السورية.

                              على كل حال، فإن آلية صُنع القرار في السياسة الخارجية السورية، كما تتضح في مذكرات الشرع، سلسة للغاية، لم تنطوِ ، كما يقدّر كثيرون، على تعقيدات غامضة أو أسرار مقدسة أو مفاجآت؛ فهي تقوم على ثلاثة أسس مترابطة، هي: أولاً، التمسّك، في كل الظروف، وفي مواجهة أقسى التهديدات، بثوابت استراتيجية محددة وراسخة ومقدسة ولا يمكن التزحزح عنها، (راجع الجزء الأول من هذا المقال، «الأخبار»، 18 آذار 2015)، ثانياً، المتابعة الشديدة الحساسية لمتغيرات موازين القوى الدولية والإقليمية، والتعاطي معها في حدود الثوابت الاستراتيجية. ثالثاً، الاحتراف المهني؛ فليست الدبلوماسية هي التي تحدد الثوابت، ولا هي التي تصنع البدائل في مواجهة المتغيرات، وإنما تعبّر عن هاتين العمليتين بأداء مهني رزين وشجاع.

                              يوضح ذلك جيداً القسم الأخير من مذكرات الشرع، أي المتعلق بعملية السلام من مؤتمر مدريد 1991 وحتى لقاء كلينتون ـــ الأسد في جنيف العام 2000 ( ص223 ــــ 458). لدينا، هنا، نحو عقد كامل من المفاوضات، كان السوريون مضطرين للانخراط فيها بالنظر إلى انهيار الاتحاد السوفياتي ومأساة العراق، ولكنهم تمسكوا، خلالها، بالثوابت الآتية: أولاً، دعم المقاومة في لبنان وفلسطين وتعزيز العلاقات مع إيران والاستمرار في بناء القدرات الدفاعية. ثانياً، تفعيل الدبلوماسية لحماية المقاومة وتأكيد شرعيتها، كما حدث في ابرام «تفاهم نيسان» 1996.

                              ثالثاً، الاصرار على التفاوض مع العدو، كعدوّ، وعلى أساس موقف عربي موحد، ووفق هدف واضح هو استعادة الحقوق على جميع المسارات في الآن نفسه، ورفض الحل على المسار السوري إلا بعد اقرار الحل على المسارات الأخرى. وحين استسلم النظام الفلسطيني، ومن بعده النظام الأردني، للشروط الإسرائيلية، ظلت سوريا تلح على ربط المسارين، السوري واللبناني. رابعاً، تجنّب التورط في علاقات تبعية للولايات المتحدة. فخلال عقد من العلاقات الودية بين دمشق وواشنطن، لم يطلب السوريون مساعدات أميركية، ولم يسعوا إلى تعزيز العلاقات الثنائية.

                              وقد أثار هذا الموقف الحريص على استقلال البلاد وكرامتها، دهشة وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت التي سألت الشرع مباشرة: لماذا لا تطلبون منا مساعدات وقروضا؟ (ص 405). خامساً، رفض التطبيع المجاني مع إسرائيل، حتى بالمصافحة. سادساً، رفض تقديم أي تنازلات في الأرض حتى لو كانت عشرة أمتار (ألحت عليها إسرائيل للفصل بين الحدود السورية وبحيرة طبريا) ورفض أي مساس بالسيادة السورية على الأرض، كالقبول بمحطة انذار اسرائيلية في الجولان. سادساً، التمسك بالحقوق الفلسطينية، وإدانة اتفاقات اوسلو التي رأى الأسد «أن كل بند فيها يحتاج إلى مفاوضات». وهذا ما حصل ويحصل منذ 1993.

                              وعلى الرغم من كل هذا التشدد في إدارة عملية المفاوضات، فقد كانت دمشق، تنظر إلى هذه العملية كـ «لعبة سياسية» توصل الأسد والشرع إلى أنها «انتهت» في آخر قمة سورية ــــ أميركية في جنيف في 26 آذار 2000 (ص 450) في الواقع، لم تكن لدى الأسد أي أوهام. ولكنه كان يشتري الوقت، بينما كان، في الأثناء، يواصل الحرب خارج الأسوار، ويسعى لبناء الحد الأدنى من التضامن العربي، والعمل على نسج وتعزيز علاقات دمشق الدولية، والتواصل مع العراق ومحاولة اخراجه من دائرة الحصار والعدوان. لم تكن السياسة الخارجية السورية «ساذجة» كما يتوهم بعض الثورويين، ولكن كان ساذجاً حقاً مَن يظن بأن الرئيس حافظ الأسد سيوقّع صلحاً مع العدوّ، أو يسمح لعلم إسرائيل أن يرفرف في سماء دمشق. الفارق أن أصحاب الجملة الثورية ليسوا مسؤولين عن شيء، حتى إزاء عمل جماعي محدود، بينما كان الأسد مسؤولاً عن مصالح دولة وشعب وجيش وأمة، يراعي هذه المصالح، من دون أن يتخلى عن المبادئ. وهنا تكمن عبقريته.



                              في مذكرات الشرع، الجديرة بالقراءة المتأنية، محطات أساسية في السياسة الخارجية السورية، البالغة التعقيد في عقد الثمانينات، إزاء بلدان المشرق العربي؛ هنا، سنسلّط الضوء على أهمها، تلك المتعلقة بالعراق.

                              عندما خسرت سوريا، في العام 1978، الجبهة المصرية، بالسلام المنفرد مع إسرائيل، اتجه الأسد نحو تعويض حليف الحرب (مصر) بحليف العمق (العراق)؛ وضع كل ثقله وراء مشروع توحيد الحزبين والبلدين المشرقيين؛ لو كُتب لهذا المشروع النجاح، لكانت معادلات السياسة العربية انقلبت كليا؛ كان الكيان الوحدوي ليشكّل ثقلاً اقليمياً قادراً على تحدي اسرائيل، والحاق الأطراف الفلسطينية والأردنية واللبنانية، بمركزها القومي، والتخلّص من الحاجة إلى التضامن العربي مع الأنظمة الخليجية المعادية، في ارتباطاتها وعقليتها وثقافتها، للهلال الخصيب، والتمكن من إقامة علاقات ندية مع القوتين الإقليميتين، تركيا وإيران. توصّل الأسد مع الرئيس العراقي، أحمد حسن البكر، إلى التوقيع على «ميثاق العمل القومي» بين الحزبين والبلدين، وكانت الآمال واسعة، قبل أن ينقلب صدام حسين على البكر وعلى الميثاق وعلى القيادات العراقية المؤيدة للوحدة مع سوريا، ثم غرق العراق (الحليف العربي الاستراتيجي الممكن) وإيران (الحليف الإقليمي الكائن) في حرب مدمرة عبثية، سعى الأسد إلى ايقافها دون جدوى، ثم، عندما أصبحت الحرب تنزلق نحو احتلال أراض عراقية، اعتبارا من العام 1985، أوضحت دمشق للإيرانيين، رسمياً، أن سوريا ترفض احتلال أرض عربية (ص 160).

                              ثم، في العام 1986 قبل الأسد مبادرة حليف صدام حسين، الملك حسين، وانخرط معه في مسعى لمشروع أفشله صدّام ايضاً، لبناء اتحاد مشرقي مؤلف من سوريا والعراق والأردن؛ كان ذلك الاتحاد كفيلاً بإنهاء الحرب؛ إذ كان الإيرانيون عندها سيضطرون إلى التراجع، لئلا يدخلوا في قتال مع حليفهم العربي الوحيد، سوريا.

                              من الممتع قراءة تفاصيل هذا المشهد في مذكرات الشرع (ص 162) وخصوصاً اللقاء السري التي عقده الرئيسان، الأسد وصدام، في الأردن؛ وكان سرياً ومطولاً (11 ساعة متواصلة)، إلى درجة أن الملك الأردني هو الذي كان يقدم الطعام والشراب، لضيفيه بنفسه!.

                              أختم بهذا الموقف الطريف، والصريح في دلالته، عن مضمون العلاقات السورية ــــ الإيرانية، بين الشرع والرئيس الإيراني، حينها، علي خامنئي؛ نقل الوزير السوري له طلبا من الأسد بوقف قصف السفن السعودية والكويتية. قال خامنئي: « الله هو الذي يقصفها»، فردّ الشرع بذكاء:» فلتدعُ الله، إذاً، في صلاتك، لكي يكف عن رمي هذه الصواريخ»! وقد استجاب الله، بالفعل، لصلاة الخامنئي، فأوقف قصف السفن، بعدها، بأيام! (ص 161).

                              تعليق


                              • حلب: الجيش يكسر شوكة «النصرة»



                                كثف الطيران الحربي السوري غاراته على مواقع المسلحين في منطقة الشقيف في ريف حلب، في خطوة هي الأولى من نوعها من حيث كثافة القصف وشدة الاستهداف، وفق مصدر ميداني، وذلك في وقت شنت فيه قوات الجيش السوري، والفصائل التي تؤازره، هجوماً على مواقع المسلحين في قرية حندرات، التي كانوا قد سيطروا عليها في وقت سابق، حيث تمكنت من استعادة السيطرة على جميع النقاط في القرية، إضافة إلى أكثر من 20 مزرعة في المنطقة الشمالية الغربية، الأمر الذي من شأنه زيادة تحصين تلة المضافة الإستراتيجية، إضافة إلى السيطرة نارياً على تلة مصيبين.


                                وفي وقت لا تعتبر فيه خطوة الجيش السوري «خرقاً» لقواعد السيطرة في الريف الشمالي، كون المناطق التي سيطر عليها هي بالأساس عبارة عن استعادة لمناطق كان يسيطر عليها قبل نحو شهر، رأى مصدر ميداني أن هذا الاسترجاع يمثل «فاتحة لبدء عمل واسع»، خصوصاً أن المسلحين، من «جبهة النصرة» و»حركة أحرار الشام» وفصائل أخرى، حشدوا عدداً كبيراً من المسلحين في حندرات، وقد تولت بشكل أساسي «جبهة النصرة» مهمتها، ما يعني وفق المفهوم العسكري أن «ما حققه الجيش هو ضربة لجبهة النصرة وكـــسر لشوكتها في الريف الشمالي».

                                واللافت في أحداث ريف حلب الشمالي الأخيرة أن وسائل إعلام معارضة عديدة أعلنت سقوط المناطق بيد الجيش قبل ساعات من سيطرته عليها، الأمر الذي رأى فيه المصدر أنه يعبِّر بشكل كبير عن انخفاض معنويات المسلحين والوسائل الإعلامية التي تؤازرهم، وأن «الأرض ممهدة لعمل واسع في الريف الشمالي».

                                وفي إدلب، أمطر المسلحون المتشددون المدينة بأكثر من 50 قذيفة، تسببت بأضرار بالغة في بعض المناطق، إضافة إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين، في وقت بدأت فيه هذه الفصائل تؤكد أن هذا القصف هو عملية «تمهيدية لاختراق المدينة»، وسط تهويل بأن «زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني موجود على جبهة إدلب، على رأس الفصائل لاقتحام المدينة».

                                لكن الساعات التالية كشفت أن ما تم تداوله غير صحيح، حيث لم ترصد قوات الجيش السوري أي تحرك نحو المدينة، لتقتصر مجمل الأحداث على قصف طال أحياءها الآمنة، وحصد أرواح عدد من المدنيين.

                                وأوضح مصدر ميداني، لـ «السفير»، أن أكثر من 100 قذيفة طالت عدة أحياء من المدينة، بينها الضبيط ، الجامعة، الشمالي، والناعورة. وتسببت إحدى القذائف بمقتل ثلاثة مدنيين وإصابة 12 في الناعورة. ورد الجيش بتكثيف القصف المدفعي على مواقع إطلاق القذائف، بالإضافة إلى تكثيف غارات الطيران، والتي تسببت بخسائر في صفوف المسلحين لم يتسنَّ حصرها بدقة.

                                ورأى المصدر في «الضجيج الإعلامي والتهويل» بحشد المسلحين لاقتحام المدينة «بحثاً عن نصر مزيف، إضافة إلى شحذ همم المسلحين ودفعهم للاحتشاد لخوض معركة المدينة»، مشيراً في الوقت ذاته إلى «أن المدينة محصنة، والجيش، والفصائل التي تؤازره، يعملون بشكل متتابع على استهداف أي تحرك قد يُقدِم عليه المسلحون مستقبلا».

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X